أحكام اليهودية :
يقصد باليهودية مجموعة الأحكام التى يحكم بها اليهود أنفسهم يستوى فى ذلك ما اخترعوه من أحكام وما أبقوه من أحكام الوحى الإلهى وسوف نذكر الحكم والرد القرآنى عليه إن وجد :
الحكم الأول :أنهم سيدخلون النار أيام قليلة أى سيعذبون فى النار عدة أيام ثم يدخلون الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة "وقال بسورة آل عمران "ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ".
الرد : 1-طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل اليهود هل عقدوا مع الله عقدا ينص على هذا فلن يخلف الله عقده معهم أم ينسبون لله الذى لا يعرفون ؟وفى هذا قال بسورة البقرة "قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون "ثم بين الله حكمه فى العاصين فى الآية التالية وهو أن من يعمل السيئة وهى الخطيئة أى الكفر باستمرار يدخل النار خالدا فيها وهو قوله "بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ".
2-أن اليهود خدعهم فى دينهم ما افتروه أى أنهم صدقوا ما نسبوه لله من الكذب ولذا عملوا على أساسه وفى هذا قال بسورة آل عمران فى نفس الآية "وغرهم فى دينهم ما كانوا يفترون " وأن كذبهم فى قولهم سيظهر فى يوم الجمع حيث تعطى كل نفس جزاء ما صنعت فى الدنيا ولا تظلم شيئا وفى هذا قال بالآية التالية "فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ".
الحكم الثانى :الإيمان بما نزل عليهم والمراد أنهم يؤمنون بالتوراة التى نزلت عليهم وأما غيرها فلا وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم ".
الرد :1-طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم لماذا كنتم تقتلون رسل الله الداعين لحكم التوراة إن كنتم مؤمنين بالتوراة حقا وفى هذا قال تعالى بنفس الآية "قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ".
2-طلب أن يقول لهم إذا كنتم مؤمنين بالتوراة حقا فلماذا عبدتم العجل بعد ذهاب موسى (ص)وأنتم ظالمون ؟وفى هذا قال تعالى فى الآية التالية "ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ".
3-طلب منه أن يقول لهم :إذا كنتم مؤمنين فلماذا قلتم سمعنا وعصينا لما قيل لكم فى جبل الطور عند أخذ الميثاق :خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا وفى هذا قال فى الآية التالية "وإذا أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم "
4-طلب منه أن يقول لهم بئس ما يأمركم به دينكم إن كنتم مصدقين به وفى هذا قال بنفس الآية "قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ".
الحكم الثالث :أن الجنة وهى الدار الأخرة هى نصيب أى مسكن أى المكان الذى يدخله اليهود فى الأخرة وفى هذا قال بسورة البقرة "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ".
الرد :1-طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم هاتوا الدليل على ذلك إن كنتم صادقين وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ".
2-أن من يسلم وجهه لله ويحسن عمله هو صاحب الأجر أى الجنة عند الله حيث لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفى هذا قال بنفس السورة "بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " .
3-طلب الله من نبيه (ص)أن يطلب من اليهود أن يطلبوا الموت إذا كانوا سيدخلون الجنة لأن الموت سيقربهم من نعيم الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين "
4-بين الله لنبيه (ص)أن دليل كذب اليهود هو عدم تمنيهم الموت إطلاقا وفى هذا قال بنفس السورة "ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم ".
الحكم الرابع :أن النصارى ليسوا على شىء أى ليسوا على الدين الحق الذى هو دين اليهود فى نظرهم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالت اليهود ليست النصارى على شىء ".
الرد :أن الله يحكم بين اليهود والنصارى والمشركين يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون وساعتها سيعرف الكل من هم أصحاب الدين الحق وفى هذا قال تعالى بنفس الآية "فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ".
الحكم الخامس :أن الله فقير واليهود أغنياء أى الله محتاج واليهود ليسوا بمحتاجين وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران"لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء"
الرد :بين الله لليهود أنه سيسجل ما قالوا وسيسجل قتلهم الرسل بغير ذنب وسيقول لهم فى الأخرة ذوقوا عذاب النار وفى هذا قال تعالى بنفس الآية "سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير الحق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ".
الحكم السادس :أن الله اشترط على اليهود ألا يصدقوا بأى رسول حتى يفعل الرسول الأتى يقدم قربان لله تأكله النار وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ".
الرد:طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لليهود قد أتاكم رسل الله من قبلى بالوحى وبالقربان الذى طلبتم فلماذا قتلتموهم إن كنتم صادقين وفى هذا قال بنفس السورة "قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين"
الحكم السابع :أن مريم (ص)ابنة عمران زانية وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وقولهم على مريم بهتانا عظيما ".
الرد:بين الله أن مريم (ص)أحصنت فرجها أى عفيفة طاهرة وأن الله هو الذى نفخ فيها من روحه أى خلق فيها من رحمته عيسى (ص)وأنها صدقت بكلام ربها وكتبه وكانت قانتة مطيعة لله وفى هذا قال تعالى بسورة التحريم "ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين "
الحكم الثامن :أنهم قتلوا المسيح عيسى رسول الله (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ".
الرد: قال الله لهم أنهم لم يقتلوه ولم يصلبوه وأنهم قتلوا إنسان شبيه به وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا "كما بين لهم أنه رفع المسيح (ص)إليه فى جنة البرزخ وفى هذا قال بنفس السورة"بل رفعه الله إليه ".
الحكم التاسع:أن اليهود هم أبناء الله وأحباؤه وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه "
الرد :طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :إذا لماذا يعذبكم بذنوبكم وهو عصيانكم له ؟وأنتم بشر من ضمن ما خلق من البشر يغفر لمن يريد منهم ويعذب من يريد وفى هذا قال بنفس الآية "قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء "
الحكم العاشر :أن يد الله مغلولة أى الله عاجز عن العطاء وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وقالت اليهود يد الله مغلولة ".
الرد:بين الله لليهود أن أيديهم هى المغلولة فلا تقدر على رزقهم هم ولا غيرهم وأنهم ملعونين أى مطرودين من رحمة الله لعذابه بسبب قولهم وأن يداه مبسوطتان أى أن رزق الله واسع يعطيه لمن يريد وفى هذا قال تعالى بنفس الآية "غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " .
الحكم الحادى عشر :
أن عزير(ص)هو ابن الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وقالت اليهود عزير ابن الله"
الرد:أن هذا القول ليس حقيقة وإنما هو قول بالفاه سببه مجاراة المشركين الذين قالوا مثله قبلهم وأن الله قاتلهم أى لعنهم بسبب قولهم وفى هذا قال بنفس الآية "ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون "وبين لهم أنه أمرهم بعبادة إله واحد هو الله الذى لا إله إلا هو وفى هذا قال بالآية التالية "وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ".
الحكم الثانى عشر :أن الأحبار والرهبان آلهة مثل الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ".
الرد:أن الله أمر اليهود أن يعبدوا إله واحد هو الله الذى تنزه عن الشركاء على اختلاف مسمياتهم وفى هذا قال تعالى بالآية نفسها "وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون "
الحكم الثالث عشر:أن جبريل (ص)عدو لليهود وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل ".
الرد:طلب الله من نبيه (ص) أن يقول للناس أن من كان كارها لجبريل فإنه نزل القرآن على قلبى بأمر الله مصدقا لما عنده وهدى وبشرى للمسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين " وأن يقول لهم أن من يعادى الملائكة والرسل وجبريل وميكال هو عدو لله الذى هو عدو للكفار وفى هذا قال بسورة البقرة "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
الحكم الرابع عشر:أن إبراهيم (ص)كان يهوديا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ما كان إبراهيم يهوديا "
الرد :بين الله للناس أن إبراهيم (ص)لا يمكن أن يكون يهوديا لأن التوراة جاءت بعد موته وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "لما تحاجون فى إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده"وأن إبراهيم (ص)كان مسلما ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا وفى هذا قال بنفس السورة "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين "
الحكم الخامس عشر :أن أنواع الطعام حرمت على اليهود فى التوراة وليس قبل ذلك وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ".
الرد طلب الله من نبيه (ص)أن يطلب من اليهود التوراة لقراءة ما فيها من موضوع التحريم فى الطعام وهم سيأتون بها إن كانوا صادقين ولكنهم غير صادقين وفى هذا قال بنفس الآية "قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ".
الحكم السادس عشر :هو حكم إلهى وهو أن من قتل إنسان بغير قتله لإنسان أخر أو بغير إفساده فى الأرض فكأنما قتل البشر كلهم ومن عفا عنه فكأنما أحيا البشر كلهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ".
الحكم السابع عشر :هو حكم إلهى وهو أن نفس القاتل تقتل مقابل نفس القتيل وكذلك العين والأنف والأذن والسن والجرح فيها القصاص فمن عفا عن المذنب فهو كفارة له وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة"وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ".
الحكم الثامن عشر :وهو حكم إلهى وهو أن الله حرم على اليهود فى الطعام كل ذى ظفر وحرم من البقر والغنم الشحوم عدا الظهور أو فى الحوايا والمحيط بالعظام وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم "

أحكام النصرانية :
هى مجموعة الأحكام سواء إلهية أو اخترعها النصارى من أنفسهم وهى :
1-أن الجنة هى ثواب النصارى فى الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ".
الرد :طلب الله من رسوله (ص)أن يقول لهم هاتوا الدليل على صدق قولكم وفى هذا قال بنفس الآية "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "وبين لهم أن الجنة ثواب من يسلم نفسه لطاعة وحى الله فذلك هو المستحق لأجر الله ومن ثم لا خوف عليه ولا هو يحزن فى الأخرة وفى هذا قال تعالى فى الآية التالية "بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".
2-أن اليهود ليسوا على شىء أى ليسوا على الدين الحق وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالت النصارى ليست اليهود على شىء ".
الرد :بين الله لكل فريق ممن زعم أن الأخرين على باطل من الفرق أنه سيحكم بينهم يوم القيامة فى هذا الخلاف وساعتها سيظهر من على الحق ومن على الباطل فسيظهر الكاذب عند ذلك وفى هذا قال بنفس الآية "فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .
3-أن النصارى هم أبناء وأحباء الله وفى هذا قال بسورة المائدة "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ".
الرد:طلب الله من نبيه (ص) أن يسألهم لماذا يعاقبكم الله على سيئاتكم إذا ؟وأن يعرفهم أنهم بشر من ضمن البشر الذى خلقهم حيث يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وفى هذا قال تعالى بنفس الآية "قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء "
4-أن إبراهيم (ص) كان نصرانيا ويستشف هذا من قوله بسورة آل عمران "وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا "
الرد :بين الله للناس أن إبراهيم ليس يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا وإنما مسلم حنيف وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما وما كان من المشركين "وبين لهم أنه لا يمكن أن يكون نصرانيا لأن الإنجيل نزل من بعد موته بفترة وفى هذا قال بنفس السورة "لما تحاجون فى إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ".
5- أن الله هو نفسه المسيح (ص)عيسى ابن مريم وفى هذا قال بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ".
الرد :طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس من يقدر على إيقاف أمر الله إذا أراد أن يفنى المسيح (ص)وأمه ومن فى الأرض كلهم من البشر والغرض من السؤال هو إثبات أن الله غير المسيح (ص)لأن الله لم يفنى نفسه ولأن الله ليس له أم وإثبات قدرة الله على عقاب المفترين ،وطلب منه أن يبين لهم أن الله يملك السموات والأرض وما بينهما وأنه يخلق ما يريد بأى كيفية وأنه قادر على كل شىء وفى هذا قال فى نفس الآية "قل فمن يملك شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شىء قدير "وبين أن المسيح (ص)قال للناس اعبدوا الله خالقى وخالقكم لأنه من يشرك بالله فقد حرمه الله من دخول الجنة وسيدخله النار وليس له نصير وفى هذا قال بنفس السورة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
6-أن الله ثالث ثلاثة والمراد أنه أحد الآلهة الثلاثة الله والمسيح(ص)والروح القدس أو مريم (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ".
الرد:بين الله أنه لا يوجد سوى إله واحد هو الله وأن من يقول هذا القول كافر إن لم ينتهى عنه ونصيبه هو العذاب وفى هذا قال بنفس الآية "وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم "والواجب على القائلين هو التوبة أى الاستغفار وفى هذا قال بالآية التالية "أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم "وبين أن المسيح (ص)هو رسول وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام وهذا يعنى كونهما مخلوقات لأن المخلوقات هى المحتاجة للأكل وفى هذا قال بعد الآية السابقة "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام "وطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل القوم هل يعبدون من سوى الله الذى لا يقدر على إضرارهم أو إفادتهم والغرض من السؤال هو إثبات أن المسيح(ص)عاجز والإله لا يعجز بينما الله قادر على كل شىء وفى هذا قال تعالى فى الآية التالية "قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا ".
7- أن المسيح (ص)طلب من النصارى اتخاذه وأمه إلهين من دون الله وهذا يستشف من قوله بسورة المائدة "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله " .
الرد: أن عيسى (ص)رد فقال أنه ليس له أن يقول شىء ليس له بحق وأنه لو كان قال هذه الفرية فقد علم الله بها حيث يعلم كل شىء وفى هذا قال بنفس الآية "قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب "وقال المسيح (ص) للناس "اعبدوا الله ربى وربكم "فى هذا قال تعالى بنفس السورة "ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم ".
8- أن المسيح(ص)هو ابن الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وقالت النصارى المسيح ابن الله ".
الرد :بين الله أن هذا القول مسايرة لقول المشركين الذين قالوه قبل النصارى أن لله ولدا وقد قاتلهم أى لعنهم الله بهذا وفى هذا قال بسورة التوبة "ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله ".
9- أن المسيح (ص)هو رب من الأرباب المتعددة ويضاف إليه الأحبار والرهبان النصارى وفى هذا قال بسورة التوبة "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم " .
الرد:بين الله أن الناس أمروا بعبادة الله وحده وفى هذا قال بسورة التوبة بنفس الآية "وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ".
10- الرهبانية وهى مجموعة أحكام ابتدعها النصارى للتدليل على رهبتهم وهى خوفهم من عذاب الله والسبب فى اختراعهم لها هو الحصول على رضوان الله وقد كتبها أى فرضها الله عليهم بسبب طلبهم لفرضها وفى هذا قال بسورة الحديد"وقفينا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا إبتغاء رضوان الله" وبعد أن كتبها الله عليهم لم يعملوا بها العمل الحق وفى هذا قال بنفس الآية "فما رعوها حق رعايتها ".
11- أن الله سيرسل بعد المسيح(ص)رسول اسمه أحمد وهذا الحكم موجود فى كتب النصارى المحرفة ولكن صيغته لا تدل على محمد(ص)وإنما على شىء أخر وهذا من ضمن تحريفهم ولهذا لا يعتبر هذا الحكم من النصرانية ولكننا نذكره فقط حتى لا يتوهم أحد أننا نسيناه وفى هذا قال بسورة الصف "وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد".