اشتهرت مدينة ميلان و بالديربي الأقوى في العالم، بين قطبيها، البرجوازيين إنترناسيونالي ميلان، والعمال إيه سي ميلان، والذي اشتهر بديربي «ديلا مادونينا»، نسبة إلى تمثال السيدة العذراء المتواجد في منتصف المدينة العريقة.




ولكن السنوات الأخيرة لم تكن جيدة للطرفين، انهيار سريع ومريع وصل بالفريقين من المنافسة الدائمة على البطولات المحلية والأوروبية إلى مجرد منافسة على البقاء في منتصف الجدول، وأصبحت أقصى الأحلام أن يضمن الفريقان مكانًا في الدوري الأوروبي ، وشهد الموسم الماضي فشل الطرفين في حجز بطاقة أوروبية، لتغيب لأول مرة منذ زمن بعيد أندية ميلانو عن أوروبا وبطولاتها.

وواجه الطرفان العديد من المشكلات المالية التي أثرت عليهما، وأدت إلى رحيل النجوم، وهو ما بدأ يتغير هذا الموسم، فتحرك القطبان لدعم تشكيلاتهما بالعديد من الأسماء المميزة من أجل العودة مرة أخرى، وقام الطرفان أيضًا بحل مشكلة أخرى، ليست فنية ولكنها نفسية، في غياب الروح والعزيمة عنهما.

فقام إنتر باستقدام المدرب روبرتو مانشيني ، الشهير دائمًا بقدراته على زرع روح الفوز في لاعبيه، وفي ميلان تم التعاقد مع المدرب سينيسا ميهايلوفيتش ، صاحب الروح والعزيمة الكبيرة والقادر على نقلها للاعبين من أجل إعادة الروسونيري للتوهج مرة أخرى، ولكن حتى الآن لم يحل الطرفان مشكلة أخرى مهمة جدًا، وهي غياب القائد.

والقائد ليس اللاعب الذي يرتدي شارة القيادة داخل الملعب فقط، فهو يجب أن يكون قدوة لزملائه، وهو المسؤول عن تجميع اللاعبين حول بعضهم البعض داخل وخارج الملعب، وحل مشكلاتهم بهدوء، وتحمسيهم وتوجيههم داخل الملعب عندما لا يكون مسموحًا للمدرب بالدخول.

وأيضًا، هو المسؤول عن إعطاء الدفعات المعنوية لزملائه داخل أرض الملعب، خصوصًا عندما يتأخر الفريق بالنتيجة، فالانهيار بعدها يدل على شيء واحد، وهو غياب القائد، والعودة القوية تعني تواجد اللاعب القادر على إعطاء الدفعة المعنوية وإعادة تركيز زملائه إلى أرض الملعب.

إذا القائد ليس الشخص الذي يرتدي شارة القيادة فقط، فبعض الفرق تعطيها للاعب الأقدم في الفريق، كما فعل الأهلي مع أحمد السيد والبعض يعطيها لنجمه الأول كما تفعل الأرجنتين مع ميسي دون النظر إلى قدراتهم القيادية، وفي قطبي ميلانو صاحب الشارة موجود ولكن القائد غائب.

فصاحب الشارة في ميلان، ريكاردو مونتيليفو، وفي إنتر هو المدافع رانوكيا، والثنائي لا يتمتعان بأي شخصية تصلح كقائد لأحد الأندية الكبرى، إضافة إلى ذلك فقائمة الطرفين لا تشهد أي شخص قادر على القيام بهذا الدور على أرضية الملعب، وهي المعاناة الكبرى للطرفين وأحد أسباب الظهور الباهت دائمًا للطرفين في السنوات الثلاث الأخيرة.

فبعد أن كان ميلان يمتلك على أرض الملعب شخصيات قيادية كديدا، كافو، نيستا، مالديني، سيدورف ومن بعدهم تياجو سيلفا وإبراهيموفيتش أصبح الملعب دون قائد، وبعد أن كان زانيتي قائدًا وحاملًا للشارة ومع كامبياسو وستانكوفيتش، أصبحت شارة قيادة إنتر ما بين رانوكيا وناجاتومو وأحيانًا فيديتش في حال تواجده في الملعب، وهو الشخص المؤهل الوحيد للقيادة في قائمة الطرفين.