قال فريق دولي مكون من مجموعة من علماء الفلك إن الطاقة المتولدة داخل جزء كبير من مساحة الكون ليست سوي حوالى نصف ما كانت عليه قبل نحو ملياري سنة، ما يعنى أن الكون يحتضر ببطء.


ويتعاون الفريق منذ عدة سنوات لدراسة نحو 200 ألف مجرة، وقياس مستويات الطاقة المنبعثة منهم، عبر استخدام تلسكوبات قوية، أرضية وفضائية، من ضمنها مجموعة مراقب VST بتشيلي وهي إحدى أكبر التلسكوبات في العالم، علاوة على اثنين من التلسكوبات الفضائية التابعة لناسا، وآخر تابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ما مكنهم من قياس نطاقات عريضة من الطول الموجي أكثر من أي وقت مضي.
انتشرت الطاقة في الكون عقب الأنفجار الكبير، حسب سيمون درايفر، الباحث في مركز دراسة الموجات الراديوية بجامعة أستراليا، والذي يقول إن تلك الطاقة تتزايد باستمرار بمعدل ثابت بسبب اندماج عنصري الهيدروجين والهيليوم في النجوم إذا تتحول كتل تلك الذرات إلى طاقة يتم امتصاصها عن طريق الغبار الفضائي الموجود بالمجرة التى تستضيف النجم، فيما يهرب جزء منها بين المجرات، مسافرًا عبرها، ليصطدم بنجم ما أو كوكب، ويصل جزء آخر إلى مرايا التلسكوبات، التى تقوم بحساب تلك الطاقة بدقة.
حقيقة أن الكون يتلاشي ببطء معروفة منذ أواخر عام 1990، إلا أن ذلك البحث، الذي يندرج تحت مشروع «جالاكسي» الذي يطمح لاستطلاع أكبر قدر من الأطوال الموجية للمجرات، يُقدم التقييم الأكثر شمولاً لإنتاج الطاقة من الكون القريب.
وشملت بيانات المسح الذي صدر اليوم في اجتماع الاتحاد الفلكي الدولي التاسع والعشرون في هونولولو، هاواي، قياسات الطاقة الناتجة من المجرات عبر تتبع 21 موجة من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأشعة تحت الحمراء، وستساعد تلك البيانات العلامء على فهم أفضل لكيفية تكون المجرات وأشكالها وطُرق تطورها.
وبحسب «سيمون درايفر» فإن البحث الجديد يؤكد أن الكون «ينزلق بلطف إلى سن الشيخوخة » مشيرًا إلى أن العالم على وشك «النوم بصورة أبدية والانتهاء».