لا مانع من التعبد بذكر الله تعالى بتكرار لفظ الجلالة أو غيره من أسمائه الحسنى، وقد ورد في الشرع الأمر المطلق بذكر الله تعالى ذكرا كثيرا، ولم يوجب صِيغة محددة ولا منع الذكر بغيرها مما يليق بجلال الله -عز وجل- ولا يتضمن ما لا يجوز ذكر الله تعالى به.


وأما تكرار ذكر لفظ الجلالة -وعليه يقاس تكرار ذكر أي اسم من أسماء الله الحسنى- فمما ورد في الدلالة على أصل مشروعيته ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ، اللهُ»،
وما رواه أبو داود وابن ماجه عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، ومما هو شائع معروف عن الصحابي الجليل بلال بن رباح -رضي الله عنه- ترديده لذكر الله تعالى بلفظ: "أحد، أحد" أخرج ذلك ابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه، وذلك حينما كان يعذب ويراد منه التلفظ بالكفر.