كانت قارة أفريقيا حتي منتصف القرن العشرين مسرحاً للتنازع الاستعماري فيما بين دول أوروبا التي سيطرت عليها لاستغلال ثرواتها أوالتحكم في طرق التجارة، أو لتكون مناطق نفوذ تنطلق منها لتوسيع نطاقها الاستعماري، ومع بداية عقد الستينيات كان هناك نحو خمس عشرة دولة قد نالت استقلالهاومنذ ذلك الحين وهذه الدول تحاول التجمع بكيان سياسي عربي أفريقي موحد فكانت منظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست «زي النهارده» في ٢٥ مايو ١٩٦٣ وتم التوقيع على ميثاقها بالقاهرة في أعقاب أول قمة أفريقية انعقدت في أديس أبابا.


وكان ميثاق المنظمة ينص على جملة من مبادئ التعاون كان منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من الدول الأعضاءوكان عددالدول المنضمة للمنظمة قد تزايدحتي وصل إلى ٥٣ دولة في٢٠٠٢ وكانت المنظمةعند تأسيسها قد حددت جملة من الأهداف والطموحات منها تحريرالقارة الأفريقيةمن الاستعماروالقضاءعلي التخلف الاقتصادي وتوطيددعائم التضامن الأفريقي ودفع القارة باتجاه المشاركة في القرارات الدولية.
ويقول الباحث حلمي شعراوي نائب رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية ومقررمؤتمر الثقافاتالإفريقية في دورته القادمة والذي كان من الحاضرين لهذا المؤتمر مع محمد فائق أن الاجتماع التأسيسي كان في أديس أبابا في مايو من نفس العام فيما أقرت المنظمة وعقد أول اجتماع لهذه المنظمة في القاهرة بحضور أكثر من 33 دولة.
وقد أقرت جملة من المبادئ المهمة في هذه القمة منها لجنة تنسيق تحرير المستعمرات والتي كان مقرها دار السلام بأمين عام تنزاني ومساعد مصري كما أقرت أخطر مبدأعلي مستوي السلام الإفريقي وهو الاعتراف بالحدود القائمة بين الدول الإفريقية فاختفت النزاعات الحدودية رغم وجود نحو عشرين إقليما كانوا مايزالوا تحت الاحتلال وإن كان هذا قد أغضب الصومال إلا أنها حاربت بعد ذلك لتحقيق وفي سبيل ترسيخ هذه الوحدة ومواجهة الاختلالف بين الرؤي الإفريقية بين الراديكاليين والاعتداليين لعب عبدالناصر وهيلاسلاسي دورا مهما في تحقيق الوفاق الإفريقي.