السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خرافات دين الرافضة
يحرفون آيات الله ويفسرونها بالولاية.
كل ما تروونه في بيعة رواية الغدير هو أكذوبة يا مجوس.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله ورضي الله عن أصحاب نبينا محمد وعلى أزواج نبينا محمد
أمّا بعد...
فهذا ردّ أهل السنّة والجماعه على ما يردده الرافضه ليل نهار وما يعتقدون أنّه حجّتهم البالغه في إثبات إمامة الخليفه الراشد على بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه...


ردّ أهل السنة والجماعه على رواية غدير خم:
حديث الغدير :
يلاحظ المطلع على مصادر الشيعة الإمامية الاثني عشرية أن أكثر الأدلة التي يتشبث بها القوم لإثبات الإمامة هو حديث الغدير ، فقد حظي باهتمام بالغ لدرجة أنه قد ألف حوله المصنفات وأفردت له الفصول والأبواب الطوال للاستدلال به على الإمامة ،
والحديث أصله في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم – رضي الله عنه – أنه قال :" قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه و وعظ وذكر ثم قال : أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به )فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال(وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " .

وجاء في بعض طرق الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة فأخذ بيد علي – رضي الله عنه - فقال :" ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا : بلى قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه " .
وفي رواية " من كنت مولاه فعلي مولاه "(1)

ويقولون بأن النبي أوقف الناس والحجاج في الحر الشديد في مكان يسمى غدير خم في الجحفة وكان عدد المسليمن مائة ألف ، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أوقفهم ليعلن لهم أن الخليفة من بعده هو علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - .


الرد :
أولا : الحديث ليس فيه أي إشارة يستدل بها على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد استخلف علياً – رضي الله عنه – أو غيره من أهل البيت في الإمامة مطلقاً ، وسبب الحديث كما قال ابن حجر الهيتمي :" وسبب ذلك كما نقله الحافظ شمس الدين الجزري عن ابن إسحاق أن علياً تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن فلما قضى – صلى الله عليه وسلم – حجة خطبها تنبيهاً على قدره ورداً على من تكلم فيه كبريدة لما في البخاري أنه كان يبغضه (2)
فقد أخرج البخاري في صحيحه(3)
من حديث بريدة بن الحصيب – رضي الله عنه - :" بعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً إلى خالد ليقبض الخمس ، وكنت أبغض علياً ، وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له ، فقال : يا بريدة أتبغض علياً ؟قلت : نعم.
قال : لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك "
وكذلك جاءت رواية عند البيهقي من حديث أبي سعيد الخدري لما منع الصحابة من ركوب إبل الصدقة وشدد عليهم وفي رواية منعهم من لبس الحلل ، فكثرت القالة على علي رضي الله عنه وقال ابن كثير عن رواية البيهقي :" إسناد جيد على شرط النسائي أخرجه البيهقي وغيره (4)
قال ابن كثير – رحمه الله - :" إن عليا – رضي الله عنه – لما كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه لذلك والله أعلم ، لما رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حجته وتفرغ من مناسكه وفي طريقه إلى المدينة مر بغدير خم فقام في الناس خطيباً فبرأ ساحة علي ، ورفع من قدره ونبه على فضله ليزيل ما وقر في قلوب كثير من الناس (5)

ثانيا : لم يفهم علي بن أبي طالب ولا الصحابة – رضوان الله عليهم – من هذا الحديث الاستخلاف لعلي ، فليس في الحديث ما يدل على الاستخلاف لا في منطوقه ولا في مفهومه ، وحتى لما عقد الاجتماع في سقيفة بني ساعدة لم يحتج أحد بهذا الحديث .
بل فهم الصحابة – رضوان الله عليهم – أن المقصود بالمولى هو :" الحب والولاء والطاعة "
ولذلك أخرج الإمام أحمد في مسنده عن رياح بن الحارث قال :" جاء رهط إلى علي بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا .. فقال : كيف أكون مولاكم ، وأنتم قوم عرب ؟ .. قالوا : سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم : ( من كنت مولاه فهذا مولاه ) .. قال رياح : فلما مضوا اتبعتهم فسألت من هؤلاء ؟.. قالوا : نفر من الأنصار ، فيهم أبو أيوب الأنصاري (6)
لذلك حتى علي بن أبي طالب لم يفهم من كلمة " المولى " معنى الإمامة والإمارة ، بل استنكر منهم مناداته ب يا مولانا ، لو كان يراها مرادفة ل " يا أميرنا " أو يا إمامنا " لما استنكر على القائلين تلك
المناداة (7)
ثالثا : بين حادثة غدير خم ووفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – تقريبا سبعون يوما فقط ، وبإجماع الشيعة لأنهم يقولون إن حادثة الغدير حصلت في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة في طريق عودة النبي من حجة الوداع ، واتفاق الكل أن وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – حصلت في الثامن والعشرين من صفر للسنة الحادية عشر للهجرة فتكون المدة بين الغدير ووفاته – صلى الله عليه وسلم – سبعون يوما ، فهل يعقل أن ينسى الصحابة في هذه المدة الوجيزة الاستدلال بهذا الحديث وأن يهملوه ، كيف أمكن لمائة ألف من الصحابة كما يعتقد الشيعة بعد سبعين يوما من هذه الحادثة أن ينسى جميع المبايعين قاطبة هذه البيعة ويتجاهلونها ويجحدونها ، إنه لن يحدث في تاريخ الدنيا شيء شبيه بهذا أبداً ! فكيف يحدث لخير أمة أخرجت للناس .
قال الشهرستاني : " ومن المحال من حيث العادة أن يسمح الجم الغفير كلاماً من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم لا ينقلونه في مظنة الحاجة وعصيان الأمة بمخالفته والدواعي بالضرورة تتوفر على النقل خصوصاً وهم في نأنأة (8) الإسلام وطراوة الدين وصفوة القلوب وخلوص العقايد عن الضغاين والأحقاد والتآلف المذكور في الكتاب العزيز { وألف بين قلوبهم } (9) { فأصبحتم بنعمته إخوانا } (10)
وإذا كانت الدواعي على النقل موجودة والصوارف مفقودة ولم ينقل ، دل على أنه لم يكن في الباب نص
أصلاً (11)
رابعاً : دلالة كلمة المولى لا تخدم الشيعة الإمامية الاثني عشرية في موضوع الإمامة ، قال ابن الأثير :" المولى يقع على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وابن العم والصهر "(12)
ولو أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يبين للناس أن الخليفة من بعده هو علي ، لما استخدم كلمة تحتمل كل هذه المعاني فكان من الأولى أن يقول :" الخليفة هو علي " .

خامسا : المقصود " من كنت مولاه فعلي مولاه " المحبة والمولاة ، والوصية بآل البيت خيراً وتبيين قدر ومنزلة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - ، وليس في منطوق الحديث ولا مفهومه النص على اختيار علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - .

سادساً : لو كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يريد الأولى لما قال مولى ، ولكن يقول أولى ، ولو افترضنا أيضا أن المقصود بمولى هو " الأولى " فليس المقصود منها الولاية والحكم والتصرف في أمور المسلمين ، فقد قال سبحانه { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين } (13)
فهل أتباع إبراهيم كانوا هم الرؤساء على إبراهيم ، أم هل أتباع إبراهيم كانوا جميعهم أئمة .

سابعاً : نصت كتب الشيعة الإمامية الاثني عشرية أقوالاً لبعض علمائهم ينفون فيها أن يكون المراد بحديث الغدير النص على إمامة علي من بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، قال النوري الطبرسي :" لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم الغدير وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج في تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن (14)
ثامناً : ( أما رواية وهو وليكم من بعدي ) التي حسنها الألباني – رحمه الله – فقد ضعفها الجهابذة من علماء الحديث ، وفي جاءت من طريقين وفي الإسناد كلا من " جعفر بن سليمان " و " أجلح الكندي " ، فأما أجلح الكندي فقد قال فيه الإمام أحمد :" قد روى الأجلح غير حديث منكر " وقال أبو حاتم " ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به " وقال النسائي :" ضعيف ليس بذاك جدا " وقال ابن حبان :" كان لا يدري
ما يقول(15)

وأما جعفر بن سليمان فقد اختلف علماء الجرح والتعديل به ، قال الذهبي – رحمه الله - :" روى أحاديث من مناقب الشيخين – رضي الله عنهما – وهو صدوق في نفسه ، وينفرد بأحاديث عدت مما يُنكر واختلف في الاحتجاج بها " ولذا قال غير واحد من أهل العلم أن زيادة " من بعدي " لا تصح بل حكم عليها بعض الحفاظ بالوضع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" وكذلك قوله " هو ولي كل مؤمن بعدي " كذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل مؤمن وكل مؤمنة وليه في المحيا والممات ، فالولاية التي ضد العداوة لا تختص بزمان ، وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها والي كل مؤمن بعدي كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي والوالي قدم الوالي في قول الأكثر وقيل يقدم الولي وقول القائل " علي ولي كل مؤمن بعدي " كلام يمتنع نسبته إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول بعدي وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول وال كل مؤمن "(16)

وقال المباركفوري :" والظاهر أن زيادة ( بعدي ) في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين جعفر بن سليمان والأجلح ويؤيده أن الإمام أحمد روى في مسنده هذا الحديث من عدة طرق ليست في واحدة منها هذه الزيادة "(17)

تاسعاً : على افتراض صحة رواية " من بعدي " فهي تخالف التفاسير الشيعية التي ذكرت أن قوله تعالى { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } الإمامة لعلي رضي الله عنه في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكيف تصح زيادة ( من بعدي ) (18)