الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام علي خير المرسيلن
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و آله وصحبه أجمعين
كيف حالكم مع الله..؟!
كيف هي أخلاقنا..؟!
هل نتحلى بجميع الأخلاق التي أمرنا بها الله تعالى
ووصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم..؟!
الدرس الماضي كان عن الإخلاص
ما رأيكم أن يكون درسنا اليوم عن
الــــــــــــــرفــــــــق
ماذا تعني كلمة رفق.؟
الرفق ضد العنف والشدّة ،
ويُراد به اليسر في الأُمور والسهولة في التوصل إليها ،
الله سبحانه وتعالى وصف النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ١٢٨ التوبة
ومن حرصه علينا صلى الله عليه وسلم
أنه ماترك طريقاً يقربنا من الجنّة إلا ودلنا عليه
وماعلم شيئاً يقربنا إلى النار إلا وحذرنا منه
قال صلى الله عليه وسلم:
((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً))
أوصانا صلى الله عليه وسلم في سنته بوصايا كثيرة من هذه الوصايا
( الرفق )
و روى مسلم
<أن عائشة رضي الله عنها ركبت بعيراً وكانت فيه صعوبة
فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عليك بالرفق>.
وروى مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه"
و روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم
عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت :
"استأذن نفر من اليهود على النبي صلى اللَّه عليه وسلم :
فقالوا: السام عليك،
فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : وعليكم
فقالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها : وعليكم السام واللعنة
فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم :
يا عائشة إن اللَّه يحب الرفق في الأمر كله
قالت : ألم تسمع ما قالوا؟
قال : قد قلت وعليكم"
إخواني و أخواتي
الإسلام دعانا إلى الرفق وأمرنا بالتحلي به
و أولى الناس بالتحلي بالرفق هم الدعاة لله
لأن الشخص الفظ الغليظ الذي يتكلم
إلى إخوانه بطريقة غليظة وخشنة
من الأكيد أنهم سينفضون من حوله ويتركونه
و نحن أيضاً أحبائي في الله
يجب علينا أن نتحلى بالرفق إن كنا نريد أن نكون
أقرب إلى الله تعالى
و لكن هذا لا يعني أن الإسلام يأمرنا
أن ننافق الناس أو نكون على أهواءهم
هذا لا يعني أن إسلامي أمرني
أن أتحلى بالرفق والحلم
أن أنافق الناس وأكون على أهواءهم
حتى لا يغضبوا مني وينفضوا من حولي
لا طبعاَ..!! قولوا الحق
و لكن.!! كونوا لطفاء رفقاء وتحلوا بالرفق..!!
وهذا ماقاله الله سبحانه وتعالى
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾
(١٥٩ ) آل عمران

هكذا عرفنا أن أولى الناس بالتحلى
بالرفق هما الدعاه إلى الله تعالى
و كصورة حسنة للإسلام واجبنا
نحن كمسلمين أن نتحلى به أيضاً
الله سبحانه وتعالى بعث نبيين كريمين إلى طاغية
جبار سفاك دماء وأمرهم بالرفق معه في الدعوة
بعث الله تعالى ( موسى وهارون عليهما السلام )
إلى فرعون الطاغيه عليه من الله مايستحق
وقال لهما سبحانه وتعالى:
<اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾
سورة طه>
ليناً يعني برفق
انتبهوا هنا إخوتي..
إن ربنا سبحانه وتعالى لم يقل نافقوه
لا بل قال لهم سبحانه:
قولوا له الحق ولكن برفق بــلين
<فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾
سورة طه>
حسناً دعونا نتحدث قليلاً..!!
كلنا نعرف أن الرفق من صفات الله تعالى
نعم..!! الرفق من صفاته سبحانه وتعالى
سـتسألونني كيف هذا..؟؟!!
سأقول لكم..:
الله سبحانه وتعالى يعاملنا بالرفق
يعاملنا بالرحمه والرأفة
خيره إلى عباده نازل
وشرهم إليه طالع
يتحبب إلينا بالنعم وهو الغني عنا
ويتبغضون إليه بالمعاصي
.....
كم مرة في حياتنا رأينا
إنساناً يحارب الله سبحانه وتعالى
ويطعمه الله لأنه رفيق بعباده
إنساناً يبارز الله بالمعاصي
وربنا يكسوه و يزوجه ويعطيه
لانه رؤوف بعباده
الله سبحانه وتعالى يتعامل معنا بالرفق والرأفة والرحمة
يعطينا الفرصة بعد الفرصة
لكنه سبحانه إذا أخذ فأخذه أليم شديد
( اللهم عاملنا بفضلك وجودك دائماً وابداً )
اللهم آمين
الرفق من صفات الله تعالى
روى البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ياعائشة إن الله رفيق يحب الرفق و إن الله
يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف
..

سيكون سؤالي لكم
ألا تريدون من ربنا سبحانه و تعالى أن يحبكم.. ؟!!
ستقولون:
طبعاً و هل يحتاج هذا إلى سؤال..!!
إذا ارفقوا ببعضكم
ارفقوا بالعصاة
ارفقوا بأنفسكم
ارفقوا بالوالدين
..
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
ارفقوا بمن في الأرض يرفق بكم رب السماء
....
الله سبحانه رفيق بنا ويحب أهل الرفق
ويعطيهم في الدنيا والآخرة
أعظم ما يعطي على العنف

ما رأيكم أن نتعرف على
أنواع الرفق
أولا: الرفق بالإنسان
فالمسلم الخلوق لايعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة
قال تعالى:
﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ﴾
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم،
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك
فقال:
<سباب المسلم فسوق وقتاله كفر>
[متفق عليه].
الرفق بالخدم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم،
وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل،
ويلبسه مما يلبس،ولا يكلفه ما لا يطيق،
فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه.
يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم:
<(من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا)>
[رواه مسلم].

الرفق بالحيوانات


نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح
وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة،
وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة،
فقال أنس:

<نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم
(أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت).>

رواه مسلم
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه-على فتيان من قريش،
وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال،
فلما رأوا ابن عمر تفرقوا،
فقال لهم:
مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه).
[رواه مسلم].
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم

(أي: في الحروب)
فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه
(السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته)
[متفق عليه].
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم
أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش.
بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة،
فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.

الرفق بالجمادات
المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات،
فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق،
ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال.

كما أمر الإسلام بالرفق بالزوجة
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

أرفق وارحم بعائشة رضي الله عنها من أبيها
أبو بكر رضي الله عنه حينما جرى بينها
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى دخل أبو بكر حكماً بينهما .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :




" تكلمي أو أتكلم "
فقالت رضي الله عنها :
تكلم أنت ولا تقل إلا حقاً ..
فلطمها أبو بكر رضي الله عنه حتى أدمى فاها
وقال :أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها ؟
فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم
وقعدت خلف ظهره ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إنا لم ندعك لهذا , ولم نرد منك هذا "
صحيح البخاري

أهمية الرفق واللين
عن عائشة – رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لها :
(إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه
من خير الدنيا والآخرة ، وصلة الرحم ،
وحسن الخلق ،
وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار).
لقد عظم رسولنا صلى الله عليه وسلم
شأن الرفق في أمورنا كلها
وبين لنا عليه الصلاة والسلام بفعله وقوله
حتى تعمل أمته بالرفق في أمورها كلها
وخصوصاً الدعاة إلى الله عز وجل
كما قلنا
أنهم أولى الناس بالرفق في دعوتهم
وفي جميع تصرفاتهم وأحوالهم
و نحن حتى إن لم نكن دعاة علينا
واجبنا أن نظهر الإسلام بأجمل صورة
هذا حق النبي عليه الصلاة و السلام
علينا و واجبنا نحوه
والرسول صلى عليه وسلم
قد حذر من العنف وعن التشديد علي أمته
صلي الله عليه وسلم
فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي
هذا : (اللهم من ولي من أمر أمتى شيئاً فشق عليهم ،
فاشقق عليهم ، ومن ولي من أمر أمتي
شيئاً فرفق بهم فارفق به) ،
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أرسل أحداً
من أصحابه في بعض الأمور
أمرهم بالتيسير ونهاهم عن التنفير .
فعن أبي موسى – رضي الله عنه – قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحداً
من أصحابه في بعض أموره قال :
(بشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إذا أراد الله – عز وجل –
بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق).
وقال صلى الله عليه وسلم
لأبي موسى الأشعري ومعاذ – رضي الله عنهما –
حينما بعثهما إلى اليمن :
(يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ولا تختلفا)
و كما هو واضح أنه في هذه الأحاديث
أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم
بالتيسير والرفق ونهانا عن التنفير والشدة
بعض الأمثلة عن الرفق
المثال الأول :
مع شاب استأذن في الزنا
عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال :
إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله ، ائذن لي بالزنا ،
فأقبل القوم عليه فزجروه ،
وقالوا : مه مه !
فقال له :(ادن) ، فدنا منه قريباً ،
قال : (أتحبه لأمك ؟)
قال : لا
والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك.
قال : (ولا الناس يحبونه لبناتهم).
قال : (أفتحبه لأختك ؟)
قال : لا والله جعلني الله فداءك.
قال (ولا الناس يحبونه لأخواتهم).
قال : (أفتحبه لعمتك ؟)
قال : لا والله ، جعلني الله فداءك.
قال : (ولا الناس يحبونه لعماتهم) .
قال (أفتحبه لخالتك ؟)
قال : لا والله جعلني الله فداءك.
قال : (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) .
قال : فوضع يده عليه ، وقال :
(اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه) ،
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء .
المثال الثاني :
مع اليهود
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت:
(دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا : السام عليكم .
قالت عائشة : ففهمتها
فقلت : وعليكم السام واللعنة.
قلت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله) ،
فقلت : يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(قد قلت وعليكم) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
(يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ،
ويعطي على الرفق ما لايعطي على العنف ،
وما لا يعطي على ما سواه) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ،
ولا ينزع من شيء إلا شانه).
وقال صلى الله عليه وسلم :
(من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير ،
وليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن).
المثال الثالث
عن عمر بن أبي سلمة – رضي الله عنه –
قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة ،
فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك) ،
فمازالت تلك طعمتي بعد.

المثال الربع :
مع معاوية بن الحكم :
عن معاوية بن الحكم السلمي – رضي الله عنه – قال :
بينما أنا أصلي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ عطس رجل من القوم ،
فقلت : يرحمك الله !
فرماني القوم بأبصارهم ،
فقلت : و أثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ؟
فجعلوا يضربون بأيديهم
على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني ،
ولكني سكت ،
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده
أحسن تعليماً منه ،
فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني
، قال :
(إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ،
انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) .
المثال الخامس
عن أنس – رضي الله عنه –
قال :
مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر
فقال :
(اتق الله واصبري)
قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ،
ولم تعرفه ،
فقيل لها :
إنه النبي صلى الله عليه وسلم
فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين .
فقالت : لم أعرفك.
فقال : (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) ،
وهذا فيه الدلالة على
رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالجاهل ،
وترك المؤاخذة.
المثال السادس
مع من أصاب من امرأته قبل الكفارة
عن سلمة بن صخر الأنصاري – رضي الله عنه –
قال في حديثه :
(خرجت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري
فقال لي : (أنت بذاك) ؟ فقلت :
أنا بذاك ، فقال : (أنت بذاك)؟ فقلت : أنا بذاك ،
فقال : (أنت بذاك) ؟ فقلت : نعم ها أنذا
فأمض في حكمك فإني صابر له. قال (أعتق رقبة)
قال : فضربت صفحة رقبتي بيدي وقلت :
لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها.
قال : (فصم شهرين) قال قلت :

يا رسول الله
وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ،
قال : (فتصدق) قال فقلت :
والذي بعثك بالحق لقد
بتنا ليلتنا هذه وحشاً ما لنا عشاء.
قال:
(اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق
فقل له فليدفعها إليك ،
فأطعم عنك منها وسقا ثم
استعن بسائره عليك وعلي عيالك) .
قال فرجعت إلى قومي
فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي
ووجدت عند رسول الله صلي الله عليه وسلم
السعة الكبرى وقد أمر لي بصدقتكم فادفعوها لي ،
قال : فدفعوها لي).
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلي أله وصحبه أجمعين
هل تعلمون يا إخواني
أكتر ما يمكن أن يكون فعلاً خنجراً في صدر الإسلام هو
عدم الرفق في كل تعاملاتنا
و لكننا لن نجامل أحداً على حساب ديننا
و لكن النصيحة و التوعية يجب أن تكون بالرفق واللين
يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة.
يعني لو فعلاً كنت تريد أن يستجيب أحد لنصحك
يجب عليك أن تقدمه برفق و رأفة
فمن يقف أمامك ليس بفرعون..!!
ولا أنت أكثر من موسى عليه السلام
حرصاً..!!
قال الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام :
<فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾
سورة طه>
هذا الكلام موجه لمن ؟ إنه لفرعون الذي قال :
< أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤﴾ النازعات>
و من هاذين اللذين أُمرا باللين ؟
إنهما نبيا الله موسى وهارون عليهما سلام الله .
يعني ضع نفسك أمام الذي تريد نصحه لو أنك كنت مكانه
بأي أسلوب تريد أن ينصحك ؟
مثلاً
لو علياء كانت تمشي في الشارع مع صديقتها سعاد
وهي عبارة عن كتلة مخالفات شرعية تمشي بجانبها
ملابسها ضيقة ، و قدميها ظاهرة ،
و كانت تضحك في الشارع بصوت عالٍ
قارنوا بين الأسلوبين واحكموا
في أي حالة يمكن لسعاد أن تستجيب أكتر ؟
علياء :
ولي على قلبي شو عاملة بحالك ؟
أنا اصلاً غلطانة اني رضيت أمشي معك
انتِ مافي فايدة منك ، قلتلك مية مرة اللي عم تعمليه غلط
بس دق المي و هي هي
ياساتر هو شيطانة اللي ماشية جنبي ؟
صباح الخير يا جاري ..إنت بحالك و أنا بحالي
حتى مافي داعي لصباح الخير.
وأختنا علياء راحت حاملة حالها و تاركة .
سعاد بنص الشارع
..
حسناً..دعونا نعيد المشهد بأسلوب آخر
علياء :كيفك سوسو حبيبتي..
بتعرفي قريت كتاب حلو كتير
عن سلوك المرأة المسلمة لما بتطلع من بيتها
بيقول إن المفروض المسلمة لازم تكون بكامل حجابها
و.......
و صارت تشرحلها شو المفروض المراة المسلمة
تعمل و هي طالعة بهدوء و بحب
و بالآخر قالتلها
أكيد إنتِ ما بتعرفي
لأني بعرف انك مستحيل تقدري تغضبي ربنا
لأن جواك في خير كتير
ولو كنتي بتعرفي مو ممكن تطلعي هيك .
شو رأيكم؟
سعاد تستجيب أكتر في أي حالة ؟
أكتر ما شوه صورة الإسلام في عيون الناس
هو عدم الرفق
كثيراً في هذه الآيام عندنا تكلم أحدهم عن الالتزام
يقول:
أعوذ بالله أتريدني أن أكون كفلان أو فلانة
يمشون في الشارع و على وجوههم علامات
الغضب و كأن لا أحد في الكون سواهم
( بما معناه إنه ما بيضحكوا للرغيف السخن)
لماذا ننسى أن تبسمنا في وجه أخينا صدقة ؟
لماذا ننسى أنه ليس هناك من هو معصوم عن الخطأ
و كما أخطأ من أمامي.. أنا من الممكن أن أخطئ
وأخطأت قبل هذا ومن الممكن
أن يكون نفس الخطأ قبل التزامي
قال الله -عز وجل-:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً
تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ
كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ
فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً]
النساء:94.
وقد أبدع العلامة الشيخ ابن عاشور
في الوقوف عند قوله -عز وجل-:
[كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ]
في تفسيره التحرير والتنوير 5/168-169.
فقال -رحمه الله-:
"أي كنتم كفاراً، فدخلتم الإسلام بكلمة الإسلام؛
فلو أن أحداً أبى أن يُصَدِّقكم في إسلامكم أكان يرضيكم ذلك."
وهذه تربية عظيمة، وهي أن يستشعر الإنسان
عند مؤاخذته غيره أحوالاً كان هو عليها
تساوي أحوال من يؤاخذه،
كمؤاخذة المعلم التلميذ بسوء
إذا لم يقصر في إعمال جهده.
وكذلك هي عظة لمن يمتحنون طلبة العلم؛
فيعتادون التشديد عليهم، وتطلب عثراتهم،
وكذلك ولاة الأمور وكبار الموظفين في معاملة من لنظرهم
([1])
من صغار الموظفين، وكذلك الآباء مع أبنائهم
إذا بلغت بهم الحماقةُ أن ينتهروهم على اللعب المعتاد،
أو على الضجر من الآلام.
وقد دلت الآية على حكمة عظيمة في حفظ الجامعة الدينية،
وهي بث الثقة والأمان بين أفراد الأمة،
وطرح ما مِنْ شأنِه إدخالُ الشك؛
لأنه إذا فتح هذا الباب عَسُرَ سَدُّه،
وكما يتهم المتهم غيره فللغير أن يتهم من اتهمه،
وبذلك ترتفع الثقة، ويسهل على ضعفاء الإيمان المروق؛
إذ قد أصبحت التهمة تُظِلُّ الصادق والمنافق،
وانظر معاملة النبي-صلى الله عليه وسلم-
المنافقين معاملة المسلمين.
على أن هذا الدين سريع السريان في القلوب؛
فيكتفي أهله بدخول الداخلين فيه من غير مناقشة؛
إذ لا يلبثون أن يألفوه، وتخالط بشاشته قلوبهم؛
فهم يقتحمونه على شك وتردد فيصير إيماناً راسخاً،
ومما يعين على ذلك ثقة السابقين فيه باللاحقين بهم.
ومن أجل ذلك أعاد الله الأمر
فقال [فَتَبَيَّنُوا] تأكيداً لـ[تَبَيَّنُوا] المذكور قبله،
وذيَّله بقوله [إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً]
وهو يجمع وعيداً ووعداً".
قارنوا بين ردة الفعل في الحالتين
واحد فتح في الشارع عندكم محل بيبيع شرئط فيديو لأفلام
والمحل مليان شرايط والناس فايتة طالعة
وأنت الدم عم يغلي بعروقك
ورحت نازل الجامع وقايلهم: ليكم عين تقابلوا ربنا وأنتم شايفين المنكر وأنتم.... وأنتم .....
وراح مسخنهم وكل واحد راح جايب عصاية
و بلش يكسر في المحل طبعاً هم مش فاهمين اي شيء
الزلمة رح يروح يبلغ عنهم وياخد تعويض
وبدل ماكان عنده 1000 شريط
رح يجيب بالتعويض اللي أخده منهم 4000 شريط
بنكون ما عملنا شيء و انتهينا بالسجن
بحجة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
خلينا نشوف المشهد بمنظور آخر

رحت فايت

المحل وقايل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و إنت مبتسم
راح رد عليك صاحب المحل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيء غريب ملتزم ومبتسم !!!
رحت رديت عليه وقايل: كلهم هيك بس أنت مو منتبه
كيفك و شو عامل وكلام عادي جداً
و إنت ماشي طلعت زجاجة عطر و عطيتها لصاحب المحل
اليوم اللي بعده رحت داخل وبإيدك كم شريط عن الجنة
وحلاوة الطاعة وكام شريط من اللي قلبك بحبهم
و أعطيته إياهم هدية
و أنت كل يوم بتمر من قدام المحل بتقول السلام عليكم وهو مبتسم
في يوم لقيت صاحب المحل بينادي عليك بيقول يا أخي
بدي إسألك سؤال هو الشرائط اللي ببيعها حرام ؟
لآني سمعت في الشرائط اللي أعطيتني إياها
إنه لو دللت واحد على إثم سآخد وزره بالضبط
رحت رديت عليه وقايله أجاوب وما بتزعل مني
قلك جاوب من غير زعل.. قلتله طبعاً بيع الشرائط هي حرام
علشان هذه الأسباب ورحت مبين له حكم الشرع بهدوء
في رأيكم شو ممكن صاحب المحل يعمل بعد هيك ؟