الشعور بالبرد، مشاهدة فيلم رعب، موقف رومانسي، أو حتى التوتر والضغوط، كلها أمور يتزامن معها، في الغالب، انتصاب الشعر ووقوفه، أو ما يُعرف بـ«القشعريرة».. فلماذا يشعر البشر بتلك الظاهرة؟
القشعريرة سلوك يقوم به الجسم حين تنقبض عضلات في الجلد، الأمر الذي يجعل سطحه الأملس أميل إلى الخشونة، وتبدأ العملية عن طريق تحفيز الجهاز العصبى بمؤثر خارجى مثل المشاعر الجياشة أو البرد، فيقوم بإرسال مجموعة من السيالات العصبية لتحدث انقباضًا في عضلات منابت الشعر، الأمر الذي يؤدى إلى رفعها عن مستوى الجلد فتظهر كحبوب صغيرة تقوم بشد الشعر الموجود بها فيظهر مُنتصبًا.
أثناء الشعور بالقشعريرة، ينتاب الجسد عدد من التغيُرات الفسيولوجية، منها ارتفاع حرارة الجسم بسبب توتر العضلات، وتغيرات في إفراز الهرمونات، تسارع نبضات القلب، الارتعاش، وهى تغيُرات تصب في مصلحة رفع درجة حرارة الجسم لمجابهة «البرد»، أحد الأسباب الأكثر انتشارًا للإصابة بالقشعريرة.
على عكس ما يعتقده معظم البشر، تصيب القشعريرة الحيوانات الثديية، إذ تستخدمها تلك الحيوانات في إخافة أعدائها الطبيعيين عن طريق «نفش» الشعر لإيهامهم بضخامة أجسادهم، وكحل دفاعى حال شعورهم بالبرد، حيث تُغلق الشعيرات المنتصبة مسام الجلد وتمنع تسرب درجة حرارة الجسم الداخلية للخارج.