قامت شركة الطيران الصينية «هانيان»، السبت، بتسيير أول رحلة طيران تجارية تستخدم «زيت الطعام» كوقود عوضًا عن مصادر الطاقة التقليدية، في خطوة تستهدف تشجيع الاستدامة البيئية وخفض معدلات التلوث.
وانطلقت الرحلة من مطار «شنغهاى» لتصل إلى العاصمة الصينية «بكين»، بعد أن قطعت مسافة تُقدر بنحو 1250 كيلومترًا، فيما كان خزان وقود الطائرة «بوينج 737» مُمتلئًا بالوقود الحيوى المُستخرج من مُخلفات زيت الطعام، والذى تم تصنيعه وتكريره بواسطة شركة الطاقة العملاقة «سينوبك»، وفقًا لبيان صادر من شركة صناعة الطائرات الأمريكية «بوينج».
تم جمع الوقود الحيوى من مخلفات المطاعم في الصين، ثم قامت الشركة المتخصصة في تزويد الطائرات بالوقود بمزجه بنسبة 50 إلى 50 بالوقود التقليدى «النفط» المُستخدم كمصدر طاقة للمحركات، لتحلق الطائرة «دون أي مشاكل»، حسب بيان شركة «بوينج»، الذي أشار إلى انتهاء الرحلة «بسلام»، الأمر الذي يفتح أفاقًا جديدة لاستخدام مخلفات زيوت الطهى كمصادر للطاقة البديلة.
كانت شركة «سينوبك»، المُنتجة للوقود الجديد، قد تعرضت لانتقادات حادة، في فيلم وثائقى عن البيئة في الصين، بسبب سياساتها «المُدمرة» ومستويات التلوث المُرتفعة في منتجاتها، وهو ما دعاها لإصدار بيان تؤكد فيه التزامها الجاد بالمُضى قُدما في ابتكار أساليب علمية وتكنولوجية تُعزز من وسائل التنمية الخضراء وتُخفض الانبعاثات الكربونية المُسببة للعديد من الكوارث البيئية التي يقبع على رأسها ظاهرة الاحتباس الحرارى.
وجُرب الوقود الحيوي المُستخرج من «الذرة» في رحلات الطيران قبل عامين من الآن، عندما أقلعت رحلة من العاصمة الكندية «أوتاوا» قاطعة مسافة قدرها 500 كيلومترا، لتبدأ بعدها الشركة الأسترالية «كانتاس للطيران» في استخدام نفس النوع من الوقود في الرحلات التجارية، إلا أن الصين هي الدولة الأولى التي استخدمت مُخلفات «زيت الطعام» كوقود للطائرات.