سجود اليهود على خدهم الايمن بعد ان رفع الله
فوقهم الجبل


( واذ أخذنا ميثقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتينكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون *63* )



ان الله تعالى يذكر بنى اسرائيل بأنهم بعد أن نجوا وأغرق الله فرعون وقومه ذهب موسى لميقات ربه ليتلقى عنه التوراة ,فعبد بنو اسرائيل العجل..

وعندما عاد موسى بالتوراة وبالألواح وجدوا فى تعاليمها مشقة عليهم..

وقالوا نحن لا نطيق هذا التكليف وفكروا الا يلتزموا به والا يقبلوه..

واراد الله عز وجل أن يصيب بفضله وبرحمته بنى اسرائيل رغم انوفهم..

رفع فوقهم جبل الطور الموجود فى سيناء..وقال لهم اقبلوا التكليف أو أطبق عليكم الجبل..

تماما كما أهلك الله تبارك وتعالى الذين كفروا ورفضوا الايمان وقاوموا الرسل الذين من قبلهم..


*قد يقول البعض ان الله سبحانه وتعالى ارغم اليهود على التكليف وهو القائل:

(لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) *البقرة 256*

وقوله تعالى:
(فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر) *الكهف 29*

نقول ان الله تعالى لم يرغم أحد على التكليف..

ولكنه رحمة منه خيرهم بين التكليف وبين عذاب يصيبهم فيهلكهم

وهذا العذاب هو أن يطبق عليهم جبل الطور..

اذن المسألة ليس فيها أجبار ولكن فيها تخيير

وقد خير الذين من قبلهم بين الايمان والهلاك فلم يصدقوا حتى اصابهم الهلاك

ولكن..حينما رأى بنو اسرائيل الجبل فوقهم خشعوا ساجدين على الأرض,,
وسجودهم دليل على أنهم قبلوا المنهج..

ولكنهم كانوا وهم ساجدون ينظرون الى الجبل فوقهم خشية أن يطبق عليهم..

ولذلك تجد سجود اليهود حتى اليوم على جهة من الوجه..بينما الجهة الأخرى تنظر الى أعلى خوفا من أن ينقض الجبل عليهم..

انهم اهتزوا ساعة أن رفع الله فوقهم جبل الطور..

فكانوا فى كل صلاة يأخذون الوضع نفسه, والذين شهدوهم من أولادهم وذريتهم اعتقدوا أنها شرط من شروط السجود عندهم..

أى أن الصورة التى حدثت لهم ساعة رفع جبل الطور لازالوا باقيين عليها حتى الاّن..

ماهو الفضل؟

( ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) *64*

الفضل هو الزيادة عما تستحق..

يقال هذا حقك وهذا فضل منى,أى زيادة على حقك..

- عن عائشة رضى الله عناه عن النبى قال:

( سددوا وقاربوا وأبشروا فانه لا يدخل أحد الجنة عمله,قالوا: ولا أنت يارسول الله؟

قال: ولا أنا حتى يتغمدنى الله بمغفرة ورحمة )

*رواه البخارى ومسلم وأحمد و ابن ماجه والدارمى

فاذا تساءلت كيف يتم هذا؟
وكيف أنه لا أحد يدخل الجنة بعمله؟؟

نقول له نعم ..لأن عمل الدنيا كله لا يساوى نعمة من نعم الله على خلقه..

فانت تتذكر العمل ولا تتذكر الفضل..

وكل من يدخل الجنة فبفضل الله سبحانه وتعالى..

حتى الشهداء

الذين اعطوا حياتهم وهى كل ما يملكون فى هذه الدنيا, يقول الحق سبحانه وتعالى عنهم:

( فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) *اّل عمران170*

فاذا كان هؤلاء الشهداء وهم فى أعلى مراتب الجنة بفضل الله, فمابالك بمن هم أقل منهم أجرا..