شروط التوحيد

الانتهاء من شرح معنى التوحيد وأنواعه نشرع في شرح شروط التوحيد أو شروط لا الله إلا الله
الشرط
جمع شروط
وهو لغة:
العلامة
ومنه قوله تعالى
( فقد جاء اشراطها)
اصطلاحا:
ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده الوجود
فإذا عدمت الشروط أو بعضها عدم المشروط ولا يلزم من وجود الشرط وجود المشروط
والشرط مقدم على المشروط.

وقد يقول قائل من أين هذه الشروط السبعة؟

نقول هي مستنبطة من الكتاب والسنة بالاستقراء والتتبع
كما اجمع العلماء على أن للصلاة شروطا واركانا وغير ذلك مما قرره أهل العلم مما لم يرد به نص فإنما بالاستقراء والتتبع للآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
فمعنى لا اله إلا الله لا معبود بحق إلا الله
أي لا مالوه يستحق العبادة كلها وحده دون من سواه إلا الله سبحانه وتعالى
وكل مالوه سوى الله عز وجل فإلهيته باطلة
هذا هو معنى هذه الكلمة
وليس معناها كما يقول بعض الجهال أن لا يخلق ولا يرزق إلا الله فهذا الإقرار لا يكفي كما بينا قبلا في أنواع التوحيد


لان هذا قد اقره الكفار قديما وحديثا.


و أول شرط من شرط لا اله إلا الله هو:
العلم
العلم بمعناها
والعلم هو معرفة الهدي بدليله
والدليل قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودليل العلم قوله تعالى
(فاعلم انه لا الله إلا الله)
(وقال إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)

وشهادة الحق هي لا اله إله الله
ويعلمون أي بقلوبهم من نطقوا به بألسنتهم.

وقال بعضهم:

وكل من بغير علم يعمل أعماله مردودة لا تقبل

ومن السنة الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال

﴿من مات وهو يعلم انه لا اله إلا الله دخل الجنة﴾
والسنة لغة:
الطريقة
واصطلاحا:
أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريرا ته.
والعلم ينقسم إلى قسمين فرض عين وفرض كفاية

فرض عين:
لا احد يعذر بجهله له

وهو ما لا يستقيم دين العبد الا به من معرفة العقيدة الصحيحة ومعرفة أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج.

فرض كفاية:
وهو ما تعلمه فرض كفاية وليس على كل مسلم بل على من عنده الاستعداد لذلك وهو تعلم بقية أبواب العلم من فقه المعاملات وفقه المواريث وفقه الانكحة والى غير ذلك فهذا النوع إذا قام به من يكفي سقط الفرض عن الباقين.

إذن فتعلم التوحيد هو فرض عين لا يعذر احد بجهله له لأنه حق الله على عباده

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه

أتدري ما حق العباد على الله وما حق العباد على الله
قال الله ورسوله اعلم
قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا...
فلا اله إلا الله كلمة معناها لفظ له معنى
فلا اله إلا الله نفي واثبات
( لا اله)نفي
و(إلا الله)إثبات.
( فلا اله )
تنفي أربع أمور الأرباب والأنداد والآلهة والطواغيت.

الرب :
هو كل من صرف له فعل من أفعال الله تعالى الخاصة بربوبيته .

ودليل ذلك قوله تعالى :
{ اتخذوا أحبارهم ورهبا نهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون}
[التوبة : 31]

 والإله :
هو كل من صرف له عبادة من العبادات الخاصة بألوهية الله تعالى, سواء كان إنسان حياً أو جماداً منحوتاً .

ودليل ذلك قوله تعالى :
( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً)
[نوح : 23] .
وقال تعالى
(واذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك . . .)
الآية [المائدة : 116] .

الأنداد:
كل ما شغلك عن ذكر الله وقد جمع الله الأمور التي تشغل الإنسان على دينه وتوعده بالعذاب إن قدمها على دينه والعياذ بالله

قال تعالى
( قل إن كان ءابائكم و أبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)

الطواغيت:
والطاغوت هو كل ما عبد من دون الله وهو راض عن العبادة بصفة عامة

يقول تعالى
(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
وإلا الله
تثبت القصد والإرادة والخوف والرجاء والتعظيم والمحبة ومدار العبادة على هذه الأمور.
فلا اله الا الله معناها
نفي جميع ما يعبد من دون الله
ونتبث جميع العبادات بأنواعها لله عز وجل
فلابد من العلم بمعنى هده الكلمة العظيمة حتى لا يقع الإنسان في ما يناقضها وهو لا يعلم والعياذ بالله
يقول العلامة الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله تعالى :
( وقد ذكر العلماء- رحمهم الله- من أهل السنة والجماعة , في معنى : لا إله إلا الله وبيان ما نفته , وما أثبتته , ما يفيد :
العلم اليقيني بمعناها ,الذي أوجب الله تعالى معرفته , وما تضمنته من النفي والإثباث .

ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله:
( قال رحمه الله(أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب) :
ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة , من غير علم بمعناها , ولا عمل بمقتضاها , لا يكون به المكلف مسلماً , بل هو حجة على ابن آدم , خلافاً لمن زعم :
أن الإيمان مجرد الإقرار, كالكر أمية , ومجرد التصديق كالجهمية .
وقد أكذب الله المنافقين فيما أتوا به وزعموه من الشهادة على كذبهم , مع أنهم أتوا بألفاظ مؤكدة بأنواع من التأكيدات ,
قال تعالى :
{إذا جاء المنافقين قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين الكاذبون}
[المنافقين:1] .
فأكدوا بلفظ الشهادة (إن) المؤكدة ,
وللام والجملة الإسمية , فأكذبهم , وأكد تكذيبهم بمثل ما أكدوا به شهادتهم سواء بسواء , وزاد التصريح باللقب الشنيع , والعلم البشع الفضيع , وبهذا تعلم :
أن مسمى الإيمان , لابد فيه من الصدق والعمل .
ومن شهد أن لا إله إلا الله وعبد غيره , فلا شهادة له , إن صلى وزكى وصام , وأتى بشيء من أعمال الإسلام
قال تعالى لمن آمن ببعض الكتاب , ورد بعضاً :
{أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}
[البقرة : 85] .