أفق أيها الإنسان

فإنك لم تخلق عبثًا، ولم تترك سدى !




صليت المغرب في المسجد الحرام، يوم الجمعة السادس من ذي الحجة 1434هـ، وقد قرأ الإمام آيات من سورة المؤمنون، أولها :﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]، ثم قرأ في الركعة الثانية آيات من سورة القيامة، أولها : ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36].

فقلتُ في نفسي : ما أعظم هاتين الآيتين! إنهما تدلان على حكمة الله البالغة في أفعاله وأحكامه، فالإنسان عندما خُلِق لم يخلق عبثًا، وإنما لحكمة يريدها الحق، ووظيفة تناط به.

وهو بعد إيجاده لم يُترَك سدى؛ أي : مهملاً، لا يؤمر ولا يُنهى، وهو يراقب مراقبة شديدة ليعلم هل قام بوظيفته على الوجه المرضي عند الله، أم أهمل وقصر ثم أدبر واستكبر؟

فيا أيها الإنسان، يا مَن تظنُّ أن وجودك وليدُ صدفةٍ، وحياتك أنت تملكها، فتعبث فيها كيف تشاء، استيقِظْ فالحياة ليست كما تظن، وأفِقْ من نوم الغفلة قبل ساعة الندامة، وقُمْ بوظيفة العبودية لله تعالى.

واعلَم أن أعظم ركنٍ من أركان هذه العبودية هو أن تكون به مؤمنًا، وله محبًّا، ولأوامره مستسلمًا، وبين يديه في الصلاة راكعًا ساجدًا.