إن انتقال الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الالتحاق بالمدرسة يعتبر حدثاً انتقالياً ضخماً فى حياة الطفل يتطلب أن يعد له الطفل إعداداً طيباً فالطفل قبل المدرسة أو الحضانة يعيش فى البيت الذى يمثل له البيئة الآمنة ويرى نفسه مركز ومحور الاهتمام فى هذا البيت كما أنه يكون ملاصقاً أغلب الوقت لوالدته أو من يقوم برعايته وفجأة يحدث هذا التغير الكبير فى حياته إذ يصحو يومياً فيجد نفسه فى مكان غريب عليه بدون وجود والديه أو أخوته معه ومع أشخاص لم يلتقى بهم من قبل وبعد أن كان محط أنظار الجميع فى أسرته يرى نفسه واحداً من بين مئات وربما آلاف الأطفال الآخرين .
وبالطبع فإن أصعب ما يعانى منه الطفل فى تلك اللحظة هو الشعور بفقدان الأمان كما أنه يصبح مسئولاًَ عن تصرفاته وسلوكه ومطالباً باتباع قوانين وقواعد ربما لم تفرض عليه من قبل أثناء فترة تواجده بالبيت لذلك فمن الهام جداً على الوالدين أن يقوموا مسبقاً بالتهيئه الكافية والكاملة للطفل لمواجهة هذا الحدث الهام فى حياته وقد يتم ذلك عن طريق :-


*التحدث مع الطفل ومحاولة تشويقه وتحبيبه فى المرحلة القادمة ( المدرسة ) .
*شرح أهمية دور المدرسة فى حياته له .
* تدريب الطفل على الاختلاط بعدد من الأطفال وإقامة علاقات اجتماعية معهم بحيث يكتسب مهارات المشاركة والعطاء وكيفية مواجهة المشاكل وإيجاد حلول مناسبة لها .
*إعداد الطفل بأن يُدرب على الانفصال بعض ساعات اليوم عن الأم وأن يتم ذلك تدريجياً ( هنا تأتى فائدة الحضانة قبل المدرسة ) .
*قد يكون من المفيد للطفل أن يصطحبه والديه إلى المدرسة التى سيتم الالتحاق بها قبل بدء العام الدراسى ليتعرف على المكان والمدرسة التى ستقوم بالتدريس له والجو العام بالمدرسة بصحبة الوالدين فى جو مطمئن له
*من الهام جداً التأكيد على إحساس الطفل بالأمان أى أنه لن يُترك فى هذا المكان الغريب فعلى الأم والأب ألا يحاولا أن يتركا الطفل فى المدرسة ويهربا منه بلا أن يتحدثا مع الطفل بصدق وثقة بأنه سيأتى لأخذه عقب انتهاء اليوم الدراسى.


- دور المدرسة فى مرحلة الحضانة هل هو دور تعليمى أم تمهيدى فقط ؟
هى مرحلة تمهيدية بمعنى تمهيد الطفل للتفاعل مع المدرسة نفسياً واجتماعياً وبداية اكتساب المهارات التعليمية. ومن الأخطاء الشائعة أن يحاول الأهل أو المدرسة فرض مهارات الكتابة على الطفل فى الحضانة وذلك لجهل بعض الحقائق الهامة التى منها أن عضلات الطفل لم تكتمل فى نموها بعد مما يجعل من الصعب على الطفل الإمساك الصحيح بالقلم والتحكم في الكتابة ففى مرحلة الحضانة يجب أن يكون تدريب لعضلات اليد لتنمية قوة التحكم والإمساك بالأشياء وذلك عن طريق بعض التدريبات التى تتم من خلال العاب مشوقة للطفل.
* ونجد بالنسبة للطفل قبل أن نفكر فى العقاب يجب أن يكون لدينا ما يسمى بالتدعيم الإيجابى الذى يشجع الطفل ويساعده على الالتزام بالسلوك السليم.
*من الهام أن يوضع للطفل قانون أو قواعد محددة مطلوب منه الالتزام بها والتأكيد المستمر عليها فليس من العدل أن أُعاقب الطفل على ما لم أُوضحه وأوضح أخطاءه له.
* العقاب البدنى مرفوض لأنه يشعر الطفل بالمهانة وكذلك أى نوع من العقاب يهين الطفل لأنه يؤدى إلى تحطيم صورته الذاتية عن نفسه.
* يجب على المدرس والوالدين أن يوضحوا للطفل صورة كاملة عن تبعات السلوك المرفوض فى خطوات ومراحل متدرجة وأن يتم الالتزام تماما بتطبيق ما تم الاتفاق عليه مع الطفل.
* ومن وسائل العقاب يمكن لفت نظر الطفل أولا ثم يجلس فى كرسى منفصل لمدة خمس دقائق وتزداد المدة تدريجيا حسب إصراره على هذا السلوك السيئ.
* يمكن حرمانه من شئ يحبه ومن المهم توضيح لماذا تم عقابه وأن يكون مقتنع بذلك حتى لا يشعر بالظلم.
* عند عقاب الطفل يجب أن أدعم مبدأ أننى أحب الطفل ولكنى لا لأقبل السلوك السيئ.
* فأنا لا أرفض الطفل حتى وهو يسئ التصرف ولكنى أرفض سلوكه.


خوف الطفل الجديد من المدرسةودور الأسرة والمعلم

عندما تفتح المدارس أبوابها مستقبلة آلاف التلاميذ من مختلف المراحل الدراسية والذين بينهم من يذهب إليها للمرة الأولى، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته، مستيقظاً في الصباح الباكر ليرتدي زياً خاصاً لم يعتد عليه ويحمل حقيبة قد تثقل كاهله، متوجهاً بعيداً عن بيته وأمه وألعابه ورفاقه، حيث الوجوه الجديدة غير المألوفة من معلمين وطلاب والمكان الجديد بأنظمته وتعليماته المقيدة للحرية أحياناً..
إنها تجربة جديدة يخوضها الطفل لوحده بعد أن اعتاد أن تكون أمه إلى جانبه في كل أماكن تواجده، فهو بحاجة لفترة زمنية للتكيف معها، فدفء الأسرة يعني لهذا الطفل الأمن، والخروج عن هذا البيت يعني الخوف والقلق من المجهول الجديد. وليس ذلك بالأمر السهل على أطفال صغار كانوا منذ سنوات قليلة في أرحام أمهاتهم، وكذلك على الأمهات والآباء الذين يعتريهم القلق خوفاً عليهم، فيزداد خوفهم إذا شعروا أن طفلهم يرفض الذهاب إلى المدرسة.
تشير دراسة مصرية حول هذا الموضوع بأن الطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة لأنه يواجه للمرة الأولى في حياته مناخاً مختلفاً، فيه نظام مختلف، ومعاملة مختلفة ووجوه لم يألفها من قبل، فلا أحد يعرف اسمه ليناديه به. عندئذ قد يصاب بمشاعر وأعراض كثيرة مثل الخوف والقلق وشحوب اللون والقيء والإسهال والصداع وآلام البطن والغثيان والتبول اللاإرادي وفقدان الشهية للطعام واضطرابات النوم. لذلك فإن ذهاب الطفل الصغير إلى المدرسة يشكل صدمة الانفصال عن الأسرة، وصدمة بالمكان الجديد بكل عناصره من أدوات وأشخاص يواجههم للمرة الأولى.
ومن العوامل التي تساهم في نشأة مشاعر الصدمة والخوف عنده هو الحماية الزائدة والتدليل التي تلقاها الطفل طيلة السنوات السابقة، وقلق الأم عليه وشدة تعلقها به.
إن التعلق الشديد بالوالدين بصفة عامة وبالأم بصفة خاصة وشدة الارتباط بها وقلق الانفصال عنها يمثل أحد العوامل المساهمة في إحداث المخاوف من المدرسة. فالطفل قد يتصور أن هناك أحداث خطيرة قد تحدث لأحد والديه مثل الموت أو الانفصال بينهما خلال فترة وجودة خارج المنزل, فينتابه القلق والخوف من أن يعود إلى المنزل فلا يجد أحدهما.
ونشير هنا بأن للأم دوراً خاصاً في خلق هذا القلق في نفس الطفل وإطالة فترة تأقلمه مع جو المدرسة أو رفضه لها، وذلك حين تظهر مشاعر التخوف المبالغ فيها تجاه ابنها، وتحذيره المستمر من رفاق السوء ونهيه عن الكثير من التصرفات. إضافة إلى ما سمعه الطفل واختزنه عن المدرسة من أخوته ، كالعقاب الذي سوف يتعرض له من المعلم، والأنظمة والتعليمات الصارمة التي ينبغي عليه الالتزام بها، وقلة فترة اللعب وصعوبة الواجبات المدرسية وما تحتاجه من جهد، وما قد يعزز تلك التصورات في ذهن الطفل أو ينفيها هو الممارسة العملية الفعلية من قبل المعلم تجاه هذا الطالب الجديد.
أما الخوف من الغرباء فقد يرجع إلى أن الطفل عند بداية التحاقه بالمدرسة يواجه للمرة الأولى في حياته عالماً متغيراً مليئاً بالأشخاص والغرباء الذين لم يألفهم من قبل، حيث كانت علاقته الاجتماعية محدودة ومحصورة في نطاق الأسرة والأقارب والجيران أحياناً. هذا العالم الجديد مليء بالأوامر والنواهي والواجبات المدرسية المرهقة بالإضافة إلى تقييد حريته للمرة الأولى في حياته في الكلام والتعبير عما يشعر به .
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الذكور أكثر خوفاً من الإناث، وأن الحنان الزائد وتأخر سن الفطام يؤخر النضج الانفعالي للطفل ويجعله أكثر اعتماداً على الأم ، فلا يستطيع أن يواجه المتغيرات الجديدة التي حدثت في حياته مثل الابتعاد عن الأسرة، ومواجهة الغرباء والاعتماد على نفسه في كثير من الأمور.
ويذكر أن الطفل الذي ليس له أي خبرة بالمدرسة أكثر خوفاً من أقرانه الذين كانوا يترددون على الحضانة والروضة, لأنهم يكونوا قد ألفوا وتعودوا على مثل هذا المناخ المدرسي من حيث النظام واتباع الأوامر والتعليمات التي يفرضها النظام المدرسي بالروضة فضلاً عن اندماجهم مع الغرباء وتفاعلهم معهم، لأن الحضانة والروضة مكان اجتماعي تعليمي يتعلم فيه الطفل أن يتوافق مع الآخرين.
وفيما يلي بعض الإرشادات للوالدين والمعلمين من أجل التغلب على خوف الأطفال الجدد من المدرسة:
· ينبغي على الآباء والمربين تحسين المناخ الأسري والمدرسي وذلك بجعله مناخاً يتسم بالأمن والطمأنينة، ما يشجع الطفلعلى الذهاب إلى المدرسة، فالطفل الذي يعيش وسط الخلافات الوالدية والشجار المستمر في مرحلة الطفولة المبكرة يعاني من انخفاض في مستوى ودرجة الأمن والتحمل للمتغيرات البيئية وتقبلها وكذلك انخفاض مستوى الثقة بالنفس وبالآخرين وبالتالي الخوف.
· اتباع الأساليب السوية في الرعاية والمعاملة وتجنب الأساليب غير التربوية التي تنمي لدى الطفل المخاوف بصفة عامة والخوف من المدرسة بصفة خاصة.
إلحاق الأطفال بدور الحضانة قبل التحاقهم بالمدرسة الابتدائية لكي تنكسر حدة الخوف والرهبة من المدرسة ويعتادوا على الجو المدرسي.

· التركيز على تأقلم الطفل مع جو المدرسة كهدف رئيس في البداية بدلاً من التركيز على الواجبات المدرسية التي ترهق الطفل وتزيد من توتره وقلقه.
· تعزيز الطفل على السلوك المرغوب فيه مهما كان صغيراً، وتنمية نسيج من العلاقات الاجتماعية والصداقات مع زملائه الجدد.
· استخدام أسلوب التعلم عن طريق اللعب والتعليم الوجداني الملطف كوسيلة تربوية لإيصال المعلومة، وإشعار الطفل بأنه في بيئة حرة إلى حد ما ولا تختلف عن جو البيت ، وعدم الجفاف في التعامل واستخدام العقاب.
· دحض الأسرة للاعتقادات والتصورات الخاطئة التي يمتلكها الطفل عن المدرسة وتصويبها، وإظهار الايجابيات والمحاسن الموجودة في المدرسة من ألعاب ورحلات وممارسة للأنشطة والهوايات.
· إتاحة المجال للطفل للاحتكاك مع نماذج من الأطفال الناجحين الذين يكبرونه للاستفادة من تجاربهم وأخذ الانطباعات السليمة عن المدرسة.
ولا بد من التأكيد في حالات الأطفال المصابين بالخوف المرضي من المدرسة على ضرورة بقائهم في المدرسة إلى نهاية الدوام قدر الإمكان .. والتخفيف من مخاوفهم وقلقهم أثناء وجودهم في المدرسة من خلال تطمينات المدرس مثلاً أو الموجه التربوي .. وتوجيه انتباههم إلى ألعاب أو أمور أخرى بدلاً عن الخوف والقلق وأيضاً تدريبهم على التحكم بالتنفس وغير ذلك من الأساليب السلوكية.. وتدريجياً يمكن للخوف أن يخف إلى أن يعتاد الطفل المدرسة ويستمتع بها ..



عندما يرفض الطفل المدرسة ..
ماذا نفعل ؟!

دليل تثقيفي عملي للأسرة والمعلمين





أعراض نفسية:كآبة ، قلق ، نوب فزع ليلية ، وسواس وأسئلة متكررة حول المدرسة.



مقدمة:
ما هي أهمية تجربة دخول المدرسة للطفل والأسرة والمجتمع؟


تعد تجربة دخول المدرسة لأول مرة تجربةً هامةً جداً للطفل، لأنه يتعلم منها أنه يستطيع البقاء لوحده في مجتمعٍ واسع غريبٍ عنه ليس فيه ماما أو بابا أو أحداً من أفراد أسرته، فتقوى نفسه ويشتد عوده. شأنها كشأن خطواته الأولى على الأرض لما مشى لوحده، ونومه في سريره لوحده ، وأكله وشربه بيديه لوحده.
إنها الاستقلالية !! أو ما يدعى بالإنكليزية Autonomy تلك القدرة المهمة جداً للطفل ، التي كلما نمت في نفسه ونضجت زاد معها توقع نجاحه وتميّزه مستقبلاً. فهي كالماء الذي يسقي شجرة الثقة والقدرة في نفسه.
فلقد وجدت دراسات عديدة أن الأطفال الذين عانوا من فشل في دخول المدرسة هم أكثر عرضة مستقبلاً للفشل الدراسي والمصاعب الزوجية والعزلة الاجتماعية وصعوبات العمل مقارنةً بغيرهم من الأطفال الذين نجحوا في دخول المدرسة. كما وجدت الدراسات أن قلق وخوف المدرسة يتحول إلى أشكال أخرى من القلق في الكبر ، بحيث يكثر مراجعة هؤلاء الأشخاص للعيادات النفسية مستقبلاً.

ولكن قد يرفض الطفل المدرسة فماذا نفعل ؟!


والجواب ببساطة: ندخله المدرسة ! وكل تأخير يوم يزيد الطين بلة ، ويزيد صعوبة الموقف ويصّعد القلق من المدرسة في داخله ...
ولكن كيف ندخله المدرسة ؟! وقبل ذلك لماذا يرفض المدرسة ؟! وقبل كل شيء ما هي هذه الحالة ؟!

أولاً : ما هي هذه الحالة ؟
خوف الطفل من المدرسة أو رفضه الذهاب إلى المدرسة School Refusal أمر شائع و قد يمر به الطفل في أي وقت خلال حياته , و هو عبارة عن حالة قلق من الذهاب الى المدرسة، و غالباً لا تكون من المدرسة بحد ذاتها!
فهذه الحالة عرضٌ وليس مرض بحد ذاته، ويجب البحث عن المرض الأساسي المسبب لها قبل كل شيء.
ويجب التمييز بين هذه الحالة وحالة التهرب من المدرسة Truancy or Bulling or School Withdrawal بسبب التمرد والعناد عند الطفل.

لذلك يُصنف الأطفال الذين يرفضون المدرسة إلى ثلاث فئات:

1- أطفال يرفضون المدرسة مع أعراض قلق: مثل قلق الانفصال أو الرهاب الاجتماعي (خجل).
2- أطفال يرفضون المدرسة بدون أعراض قلق ، تهرباً أو تسيباً: كنوع من التمرد على سلطة الأبوين ، أو بسبب إهمال الأبوين لهذا الموضوع وتساهل أحدهما أو كليهما.
3- حالات مختلطة قلق مع تهرّب أو تسيب.

ثانياً: هل هو منتشر ؟
تشاهد هذه الحالة عند 2-4 % من الأطفال ، وتشاهد في كافة الأعمار من 5-17 سنة ، إلا أنها تكثر بشكل أساسي في مرحلتين عمريتين:
1- عند سن دخول المدرسة لأول مرة حتى سن 9 سنوات، وأشيع سبب لها هو الخوف على حياة الأبوين أو خوف الانفصال عنهما Separation Anxiety.
2- عند الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة أو في المرحلة المتوسطة، وأشيع الأسباب هي الصعوبات الاجتماعية Social Difficulties وخاصة الرهاب الاجتماعي Social Phobia.


ثالثاً: ما هو سبب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة ؟

ليس سبباً واحداً بل مجموعة من الأسباب. وفي كثير من الأحيان يكون سبب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة غير معلن به من قبل الطفل وغير متوقع أيضاً.
ولتحقيق نظرة شمولية دقيقة تمحّص جميع الأسباب المحتملة لرفض الطفل المدرسة ، لا بد أن نتأمل في شخصية الطفل نفسها، وكذلك علاقاته في البيت والمدرسة.
بالنسبة لعلاقات الطفل:
في البيت: للطفل علاقات مع: أمه وأبيه وأخوته مع أو بدون الخادمة بصورة دائمة، والأقارب بصورة عابرة مؤقتة.
في المدرسة: للطفل علاقات مع: المعلم ، الزملاء ومنهم الأصدقاء المقربين بصورة دائمة ، المدير والموظفين والمعلمين والأطفال الآخرين والمرشد الطلابي بصورة عابرة مؤقتة.
وبين البيت والمدرسة يوجد طريق مع أو بدون حافلة المدرسة وقد يكون سبب الرفض هنا، فلا يغيب عن البال هذا الجزء.


وفيما يلي مخطط يصف علاقات الطفل في البيت والمدرسة:

وأكثر ما تظهر الأعراض عند ذكر المدرسة ومناقشة الطفل في ذلك أو لحظة القرب من المدرسة والشروع في دخولها، أو عند الخلود للنوم مساءاً.


وبالاعتماد على هذه الشبكة من العلاقات حسب المخطط نجد أن هناك أسباب كثيرة ومتعددة ، ويمكن تصنيفها إلى أربعة أسباب رئيسية:

1- أسباب تتعلق بالطفل نفسه

سمات شخصية الطفل:
ضعف المهارات النفسية أو الاجتماعية: عدم القدرة على اكتساب أصدقاء مقربين.
ضعف المهارات الدراسية: التقصير في الأداء و التحصيل المدرسي لسببٍ ما.
مستوى الذكاء: قد يكون مستوى الذكاء هو سبب نفور الطفل من المدرسة ، في 3 حالات:
1- ذكاء الطفل مرتفع والمدرسة عادية لا تلبي طموحه في المدرسة، مما يسبب الملل والضجر للطفل من المنهاج و طريقة التدريس.
2- ذكاء الطفل منخفض دون المستوى المناسب، مما يجعل المذاكرة والحفظ شاقة على الطفل.
3- أو أن ذكاء الطفل عادي والمدرسة ذات برنامج صعب يناسب فقط فئة الموهوبين (ممن ذكاؤهم فوق الطبيعي).


أمراض تصيب نفس الطفل:



القلق ( الخوف): ويشمل : قلق الانفصال - الوسواس القهري – نوب الذعر أو القلق الشديد - اضطرابات عدم التأقلم بعد الإجازة الطويلة أو المرض أو تغيير في المدرسة - الرهاب الاجتماعي- رهاب الاختبارات.
أخرى: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه - الكآبة أو اضطراب المزاج - اضطرابات اللغة كالتأتأة – أحد أنواع صعوبات التعلم كعسر القراءة (ديسلكسيا) – اضطراب أسبرجر Asperger وهو من أنواع طيف التوحد الذي قد لا يُكتشف.
ملاحظة: لكل نوع من هذه الاضطرابات النفسية برنامجه العلاجي الخاص ، والذي لا مجال هنا لذكره .

2- أسباب تتعلق بالعائلة


الأبوين ( أحدهما أو كليهما): مرض شديد - مشاكل عائلية : كانفصال الوالدين أو الطلاق أو العنف المنزلي - الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل.
الإخوة : الغيرة – ولادة طفل جديد - الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل .

3- أسباب تتعلق بالمدرسة

المعلمين: طريقة التعليم غير مناسبة – الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل.
الكادر الإداري: الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل.
الزملاء: الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل كالتميز بسبب لون الجلد أو الانتماء الأسري.

4- أخرى:


تتعلق بالطريق الى المدرسة لسبب ما.
أو تتعلق بالمجتمع والحالة العامة: انتشار الشائعات السلبية عبر الإعلام كحالة الخوف من انتشار مرض كإنفلونزا الخنازير مثلاً. الأوضاع السياسية والحروب والثورات والكوارث البيئية.


وإليكم شرح لبعض الأسباب الهامة:


1- قلق الانفصال Separation Anxiety: عند أول ذهاب للطفل إلى المدرسة بسبب تعلقه بوالديه و بالمنزل. و يكون رفضه كتعبير عن عدم رغبته بالانفصال عنهما، ويعبر عنها الطفل بالخوف من أن يصاب بالأذى هو أو أحد أبويه وهو بعيد عنهما ، أو أن يترك في المدرسة ولا يجد أحداً ليأخذه، ويكرر السؤال بعبارة ( ماذا لو ... ). ويعد هذا السبب من أكثر الأسباب شيوعاً لرفض المدرسة وخاصة عند الأطفال في سن دخول المدرسة ويكون شائع حتى سن 9 سنوات.

2- الخوف الاجتماعي Social Phobia : وخاصة عند المراهقين ، مما يسبب للمراهق الرهبة عند الاختلاط بالزملاء أو عند طلب المشاركة من قبل المدرس. كما يسبب عدم القدرة على اكتساب أصدقاء مقربين يجذبون الطفل للمدرسة.

3- اضطرابات عدم التكيف Adjustment Disorders : عند العودة الى المدرسة من العطلة أو بعد مرض طويل عند الأطفال الكبار , أو عند تغيير المدرسة الى أخرى للأسباب السابقة. وخاصة في العائلات المتنقلة بسبب ظروف عمل الأب أو ظروف عائلية، بسبب الخوف من تغيير المدرسين أو الرفاق.

4- الخوف من بعض المدرسين بسبب طريقة تعاملهم ، أو الخوف من سخرية الزملاء من الطفل أو المراهق لسبب ما كزيادة الوزن.

كيف تتظاهر أعراض الخوف من المدرسة أو رفضها عند الطفل ؟



تختلف حسب عمر الطفل: فالأطفال تحت سن العشر سنوات لم يصل لدرجة من النضج ليعبر عن مخاوفه وقلقه كلامياً وبشكل مباشر، وبالتالي يلجأ للتعبير السلوكي الرمزي أو الجسدي. ومن ناحية أخرى تختلف الأعراض من طفلٍ لآخر من حيث الشكل وشدة الحالة, ونصنف الأعراض المشاهدة إلى قسمين:
أعراض التعبير السلوكي: البكاء والصراخ عند الأطفال الصغار والتعلق بالأهل عند الدخول للمدرسة ، ونوب من الخوف والذعر وضيق الصدر عند الأطفال الكبار و المراهقين ، قضم الأظافر ، مص الإصبع.
أعراض التعبير الجسدي: ألم البطن و ألم المعدة ، الصداع ، الغثيان ، الشعور بالتعب ، تسرع نبضات القلب ، تعدد مرات التبول.


ماذا نفعل عندما يرفض الطفل دخول المدرسة ؟

يجب الانتباه للحالة بشكل مبكر, وكما ذكرنا أنها عرض لمرض وليست مرض مستقل، وبالتالي يجب التعرف أولاً على سبب مخاوف الطفل، والعمل على إزالتها، وهذا هو حجر الأساس في العلاج ، ويمثل ثلاثة أرباع الشفاء.
وفي هذه الحالة يجب التعاون ما بين الأهل وكادر المدرسة والطفل في التعرف على تلك المخاوف ومعالجتها.
وللتسهيل يمكن أن تكون خطوات المعالجة الرئيسية لحالة رفض المدرسة على الشكل التالي:
أولاً: زيارة المدرسة من قبل الأهل والتعاون مع الكادر التعليمي.
ثانياً: البحث عن أسباب الرفض ضمن ظروف البيت والمدرسة وافتراض أي سبب محتمل.
ثالثاً: تجربة إلزام الطفل على الذهاب للمدرسة بشكل حازم جازم، فلا عصبية ولا صراخ ولا ضرب ولا حمل، وبنفس الوقت لاضعف ولاتراخي ولارشاوي للطفل وتنازلات كأن نقول له (إذا ذهبت للمدرسة فسأعطيك كذا وكذا ..).

رابعا: إذا ظهر وجود خوف وقلق حقيقي عند الطفل يتعلق بالمدرسة:

1- البحث عن محرّضات الخوف والقلق ضمن ظروف العائلة.
2- التعاون ما بين الأهل وكادر المدرسة والطفل في التعرف على تلك المخاوف.
3- مناقشة مخاوف الطفل مع الطفل ، للبحث عن الفكرة المسببة لمشاعر الخوف وسلوك الرفض للمدرسة:
من المفيد أن تعلم: أن خلف كل شعور سار أو مزعج تختبأ فكرة أو اعتقاد يفسر هذا الشعور، وعليه يترتب طريقة التصرف والسلوك ، وهي على نوعين لا ثالث لهما: إقدام أو هروب. وهذا تمثله حلقة موضحة في الشكل: تبدأ بموقف من مواقف الحياة يتولد عنه أفكار عن نفسي وعن المحيط من حولي تختلف من فرد لآخر، يليها مشاعر معينة مناسبة للأفكار ثم سلوك محدد مناسب، ويتم العمل على هذه الحلقة في جلسات العلاج السلوكي المعرفي.





4- تخفيض الضغوط على الطفل Stress Management في البيت والمدرسة.
مثلاً: عدم تكرار الموضوع على مسامعه ليلاً ونهاراً، فلا نسأله باستمرار عن شعوره صباحاً أو قبل أن ينام (هل أنت خائف ؟ ) ، وعند ذكره هو للمدرسة من المفضل أن نقول له مشجعين ومطمئنين : ( ستذهب وسيكون غداً أسهل يا بني ) ونغيّر الموضوع إلى موضوع آخر. أو نقول له: (إنك لا تكره المدرسة، إنك تحب المدرسة والمدرس والأصحاب ، ابني سيصبح بطلاً ومتفوقاً ، ابني سيكون أفضل من جميع إخوانه وأخواته دراسياً).

5- تدريب الطفل على كيفية التعامل مع الخوف والضغط النفسي بأسلوب المواجهة المتدرجة (أي يلتحق بالمدرسة على خطوات) أو غير المتدرجة ( يدخل المدرسة مباشرة وبدوام كامل ولوحده).
وتكون الطريقة حسب طبيعة شخصية الطفل و سبب الرفض ودرجة الخوف وطريقة تعبير الطفل عن الخوف ( سلوكياً أو جسدياً) ، ونذكر منها:
• تعليم الطفل الاسترخاء Relaxation التخيلي والتنفسي والعضلي.
• التعرض التدريجي للمدرسة أو التعرض المباشر غير التدريجي للمدرسة، ويقرر حسب الحالة.
• إذا كان الطفل يشتكي من شكايات عضوية كآلام البطن أو الرأس، فمن الإنصاف أن يقيم عند طبيب أطفال وعمل بعض فحوصات لنفي أي مرض عضوي دون مبالغة. مع الانتباه إلى أن طعام الفطور أو العشاء مساءاً يجب أن يكون سهل الهضم خالي من الدسم.

6- تدريب الأبوين Parents Training على ردة الفعل المناسبة:
وهي مزيج متجانس من الهدوء والحزم والقوة في نفس الوقت، والبعيدة عن العصبية والضرب أو التراخي والإهمال.، ممسكين بوسط العصا لا إفراط ولا تفريط.

7- تهيئة المدرسة:
أو ما أسميها خطة المدرسة >> بيت ( أي تحويل المدرسة في نظر الطفل وكأنها بيته) ، من خلال ما يلي:
وصف المدرسة للطفل من قبل الأبوين بشكل تفصيلي جميل يدغدغ مخيلته.
طريقة الاستقبال: استقباله أولا في غرفة معدة للمدرسة كغرفة الجلوس في البيت، وعلى شكل زيارات قصيرة في أول الأمر للتعرف على المدرسة بشكل تفصيلي.
المعلم = أبي أو عمي : زيارة المدرس له في البيت ، أو هدية من المدرس.
أصحابي = إخوتي: عمل مجموعة جذب له من بعض الأصحاب: دعوة بعض أصدقائه في الفصل لقضاء بعض الوقت معه في البيت أو أن يذهب هو إليهم.
أفكار أخرى:
- التنسيق مع إدارة المدرسة ومعلم الفصل لزيارة عدد 3 أو 4 طلاب لتكريمهم في أي مناسبة ما يكون هو شارك فيها ولو بشكل جزئي، ويكرم هو ضمن هؤلاء الطلاب.
- تنسيق رحلة أو زيارة خارج المدرسة بصحبة الطلاب والمعلم عن طريق إدارة المدرسة، مثل رحلات أو زيارات حدائق الحيوان أو بعض قرى الألعاب.
- أن يقوم المعلم بتشكيل فريق الإذاعة الصباحية ويختاره من ضمن الفريق ويعطيه سطر أو سطرين، أو أنشودة لقراءتها في طابور الصباح، وأيضاً يشكل فريق النظام في الفصل ويجعله أحد أعضائه.

8- بعد ذلك عمل: اتفاق مع الطفل (( عقد )) للذهاب إلى المدرسة:
ويكون العقد مشتملاً على الاتفاق على النقاط التالية مع الطفل:
• ماذا يترتب على ذهابه إلى المدرسة ؟ من رضا الأبوين و و و.. ولكن دون الوعد بمكافأة محددة لكيلا تكون كالرشوة ، فتعزز من رفضه ليحصل دائما ويفاوض على ما يريد.
• ماذا يترتب على رفضه الذهاب إلى المدرسة ؟
في حال لم يذهب نطبق خطة البيت >> مدرسة ( أي يتحول البيت صباحاً في حال رفض الولد المطلق للذهاب إلى مدرسة، أي استيقاظ باكر و مذاكرة للدروس ، لا تلفاز ولا كمبيوتر ولا فطور ولا كلام).

يجب تطبيق الاتفاق بحزم وبهدوء دون ضرب أو صراخ ، والصبر على الطفل وعدم التراجع معه للعودة إلى البيت. ويجب إعادة التقييم مع المدرسة باستمرار حتى يطمئن الطفل فيها.
9- العمل على تحويل الارتباطات السلبية في ذهن الطفل مع المدرسة إلى ارتباطات إيجابية.
ارتبطت المدرسة في ذهن الطفل بمشاعر وأفكار سلبية مزعجة منفرة ، مثل : مشاعر الوحدة والابتعاد عن بابا وماما ، وبسبب المدرسة ساءت علاقتي معهما، فلم يعودا يحباني كالسابق. المدرسة حيث النوم الباكر والاستيقاظ الباكر ، وانقطاع وقت المتعة واللعب ... إلى آخره مما يسبب الضيق والنفور من المدرسة في نفس الطفل.
فيتوجب على الأبوين والمعلمين والأخصائي السلوكي العمل على فك الارتباطات السلبية السابقة، عن طريق إيجاد ربط للمدرسة مع مشاعر وأفكار إيجابية : كمشاعر الثقة بالنجاح والتفوق والتكريم ، وأفكار أن لديه مدرسة فيها ملاعب لكرة القدم والسلة ، وأن لديه أصدقاء كالإخوة يلعبون معه ويحبوه ويسألون عنه إذا غاب .... إلى آخره مما يرغّب الطفل في المدرسة فينجذب إليها.





10- إذا كان لدى الطفل مخاوف شديدة جداً يصعب تجاوزها، يمكن تطعيم خطة العلاج بأحد أنواع الأدوية المضادة للقلق المناسبة لعمره لتجاوز حاجز القلق والخوف الشديد عند الطفل من المدرسة، وذلك لفترة قصيرة من الزمن.

خامساً: لا يوجد خوف وقلق عند الطفل ، فقط عناد وتهرّب:


1. البحث عن السبب ضمن ظروف العائلة.
2. البحث عن السبب ضمن ظروف المدرسة.
3. مناقشة الطفل.
4. تذليل العوائق في البيت أو المدرسة.
5. تدريب الأبوين على ردة الفعل المناسبة.
6. التعاون مع المدرسة.
7. بعد ذلك عمل: اتفاق مع الطفل (( عقد )) للذهاب إلى المدرسة.

وهذا هو مخطط يوضح طريقة التصرف لما يرفض الطفل المدرسة:




وهنالك بعض الممارسات الخاطئة الشائعة والتي تساعد على استمرار المشكلة في كثير من الأحيان ، ويتوجب على الأهل والمدرسة الابتعاد عنها ، ومن أهمها:
1- التعامل القاسي مع الطفل بضربه أو حمله عنوةً وإدخاله المدرسة.
2- تغيير المدرسة إلى مدرسة أخرى أو المدرس إلى مدرس آخر ، وخاصة إذا ثبت عدم وجود مبرر لذلك سوى مزاجية الطفل.
3- الاستجابة للطفل وإبقاؤه في البيت لفترة طويلة دون معالجة، مع السماح له باللعب في فترة المدرسة وكأن شيئاً لم يكن مما يعزز رفضه للمدرسة.
4- استجابة المعلمين لطلبات الولد بالاتصال بالأهل في كل وقت والسماح له بالعودة إلى البيت متى يشاء.

أخي المربي/أختي المربية : إذا كان لدى الطفل مخاوف شديدة ، فمن الظلم له عدم معالجتها ، وإن لم تنفع الطرق السابقة فلا تتردد من إحالة الطفل إلى الطبيب النفسي لتقييم الحالة والتعرف على السبب ، وتصميم خطة متكاملة يشترك فيها غالبا الطفل والأهل والمدرسة.

وصفة نفسية لرفض الطفل للمدرسة


يجد 4 % من الأطفال صعوبة في التأقلم مع الدراسة لظروف نفسية أو اجتماعية تدفعهم إلى إعلان الرفض بالعزوف عن الحضور، وتبدي الأسر تخوفا كبيرا من تأثير ذلك في حياة أطفالهم، ما يجعلهم يستنجدون بالاختصاصيين النفسيين لإيجاد الحلول المناسبة لعلاج المشكلة.

أولا: ما هذه الحالة؟

خوف الطفل من المدرسة أو رفضه الذهاب من المدرسة أمر شائع، وقد يمر به الطفل في أي وقت خلال حياته، وهو عبارة عن حالة من القلق من الذهاب الى المدرسة وغالبا لا تكون من المدرسة بحد ذاتها!
لذلك هو عرض وليس مرضا بحد ذاته، ويجب البحث عن المرض الأساسي المسبب قبل كل شيء.
ويجب التمييز بين هذه الحالة وحالة التهرب من المدرسة بسبب التمرد والعناد عند الطفل.

ثانيا: هل هو منتشر؟

تشاهد هذه الحالة عند 2 إلى 4 % من الأطفال، وتشاهد في كافة الأعمار من 5 إلى 17 عاما، إلا أنها تكثر بشكل أساسي عند سن دخول المدرسة للمرة الأولى وعند الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة.

ثالثا: ما سبب خوف الطفل من المدرسة؟


هناك أسباب كثيرة ومتعددة، وتكون في كثير من الأحيان خفية على الأهل والمدرسة وغير متوقعة، ومن أهمها:

1 - قلق الانفصال عن الأبوين: عند أول ذهاب للطفل إلى المدرسة بسبب تعلقه بوالديه وبالمنزل ويكون رفضه تعبيرا عن عدم رغبته في الانفصال عنهما، ويعبر عنها الطفل بالخوف من أن يصاب بالأذى هو أو أحد أبويه وهو بعيد عنهما، أو أن يترك في المدرسة ولا يجد أحدا ليأخذه. ويعد هذا السبب من أكثر الأسباب شيوعا لرفض المدرسة وخاصة عند الأطفال في سن دخول المدرسة.
2 - عند العودة إلى المدرسة من العطلة أو بعد مرض طويل عند الأطفال الكبار، بسبب الخوف من تغيير المدرسين أو الرفاق.
3 - الخوف من عربة نقل الطفل إلى المدرسة (حافلة المدرسة) أو الطريق إلى المدرسة لسبب ما.
4 - عند تغيير المدرسة إلى أخرى للأسباب السابقة. وخاصة في العائلات المتنقلة بسبب ظروف عمل الأب أو ظروف عائلية.
5 - الخوف من بعض المدرسين بسبب طريقة تعاملهم.
6 - سخرية الزملاء من الطفل أو المراهق لسبب ما كزيادة الوزن وعدم القدرة على اكتساب أصدقاء مقربين.
7 - الخوف الاجتماعي وخاصة عند المراهقين.
8 - تعرض الطفل للإساءة الجسدية أو الجنسية في المدرسة.
9 - ولادة طفل جديد في العائلة.
10 - وجود شخص مريض بشدة في العائلة.
11 - وجود مشاكل عائلية: كانفصال الوالدين أو الطلاق أو العنف المنزلي.
12 - التقصير في الأداء والتحصيل المدرسي لسبب ما.
13 - وجود حالة مرضية خاصة عند الطفل كفرط الحركة أو مرض القلق أو الكآبة أو نوبات الذعر.
14 - وجود أحد اضطرابات التعلم كالتأتأة وصعوبة القراءة.
15 - القدرة الذكائية المرتفعة وعدم تلبية المدرسة لطموحات الولد؛ ما يسبب الملل والضجر للطفل من المنهاج والتدريس.
كيف تتظاهر أعراض الخوف من المدرسة أو رفضها عند الطفل؟
تختلف هذه الأعراض من طفل لآخر وبحسب شدة الحالة، وأكثر الأعراض مشاهدة هي:
البكاء والصراخ عند الأطفال الصغار والتعلق بالأهل عند الدخول للمدرسة، ونوبات من الخوف والذعر وضيق الصدر عند الأطفال الكبار والمراهقين.
الشكاوى الجسدية: ألم البطن وألم المعدة، الصداع، الغثيان، ادعاء الشعور بالتعب، تسرع نبضات القلب، تعدد مرات التبول.
وتظهر هذه الأعراض عادة عند ذكر المدرسة ومناقشة ذلك أو عند دخولها أو عند الخلود للنوم مساء.
كيف تتعامل مع حالة الخوف من المدرسة عند الطفل؟
يجب الانتباه للحالة بشكل مبكر، وكما ذكرنا أنها عرض لمرض وليست مرضا مستقلا، وبالتالي يجب التعرف على سبب مخاوف الطفل والعمل على إزالتها فهذا هو حجر الأساس في العلاج.
وفي هذه الحالة يجب التعاون ما بين الأهل وكادر المدرسة والطفل في التعرف على تلك المخاوف ومعالجتها.
وتكون خطوات المعالجة الرئيسية لحالة رفض المدرسة على الشكل التالي:
1 - زيارة المدرسة من قبل الأهل والتعاون مع الكادر التعليمي.
2 - البحث عن سبب هذا الخوف والقلق.
3 - العمل على إزالة هذا السبب، من خلال إما تدريب الطفل أو تدريب الأهل أو التعاون مع المدرسة، وتختلف الطريقة حسب نوع الخوف.
4 - عمل اتفاق مع الطفل للذهاب إلى المدرسة.
5 - تطبيق الاتفاق بحزم وبهدوء دون ضرب أو صراخ.
6 - الصبر على الطفل وعدم التراجع معه للعودة إلى البيت.
7 - إعادة التقييم مع المدرسة باستمرار حتى يطمئن الطفل فيها.
وهنالك بعض الممارسات الشائعة التي تساعد على استمرار المشكلة في كثير من الأحيان، ويتوجب على الأهل والمدرسة الابتعاد عنها، ومن أهمها:
1 - التعامل القاسي مع الطفل بضربه أو حمله عنوة وإدخاله المدرسة.
2 - تغيير المدرسة إلى مدرسة أخرى أو المدرس إلى مدرس آخر، وخاصة إذا ثبت عدم وجود مبرر لذلك سوى مزاجية الطفل.
3 - الاستجابة للطفل وإبقاؤه في البيت لفترة طويلة دون معالجة، مع السماح له باللعب في فترة المدرسة وكأن شيئا لم يكن ما يعزز رفضه للمدرسة.
4 - استجابة المعلمين لطلبات الولد بالاتصال بالأهل في كل وقت والسماح له بالعودة إلى البيت متى يشاء.
إذا كان لدى الطفل مخاوف شديدة فلا تتردد أخي المربي/ أختي المربية من إحالة الطفل إلى الطبيب النفسي لتقييم الحالة والتعرف على السبب، وتصميم خطة متكاملة يشترك فيها غالبا الطفل والأهل والمدرسة، ومن المفيد في بعض الأحيان تطعيم خطة العلاج بأحد أنواع الأدوية المضادة للقلق لتجاوز حاجز القلق والخوف الشديد عند الطفل من المدرسة لفترة قصيرة

كيف نعالج مشكلة الخوف من المدرسة عند الأطفال؟



كثيرا ما يواجه الطفل مخاوف عديدة تتعلق بذهابه إلى المدرسة خاصة في الصفوف الأولى وفي الايام الأولى لبدء الدراسة تترواح بين قلق طبيعي من هذا الأمر يزول بمجرد الاندماج في المدرسة، وبين اضطراب مرضي يتطلب معالجة ورعاية فورية لتأثيره الكبير على صحة الطفل وتحصيله العلمي.
ويظهر العديد من الأطفال مخاوف متباينة ومستويات مختلفة للقلق من المدرسة بسبب التحاقهم بها لأول مرة أو نتيجة عوامل نفسية شخصية أو اجتماعية عامة رغم تجاوزهم لتجربة دخولها للمرة الأولى بزمن غير قصير، وينبغي في هذا المجال التمييز بين القلق البسيط والذي يشعر به الطفل أثناء توجهه للمدرسة لأول مرة وبين الخوف المرضي والذي يؤثر سلبا على شخصية الطفل وتحصيله العلمي.
فالنوع الأول لا يتعدى كونه شعور بالحماس ممزوجا بالتساؤل عن ماهية هذا المكان الجديد ومن فيه ولا يعاني الطفل فيه أية خبرات مؤلمة وغالبا ما يزول بعد اليوم الأول في المدرسة ليحل محله شعور الرغبة في الاكتشاف والاندماج في هذا المجتمع الجديد، أما النوع الثاني ففيه تكمن المشكلة، ويتوجب من الأهل العمل سريعا لمواجهته وعلاجه وهو ما يسمى باضطراب الخوف من المدرسة وهو خوف مرضي يظهر فيه الطالب ذعرا وقلقا تجاه المدرسة بشكل مبالغ وبلا مبرر ويتمثل برفضه للذهاب إليها و تفضيله البقاء في المنزل.
اعراض الخوف من المدرسة عادة ما تظهر أعراض نفسية وفيسيولوجية على الطفل تتمثل بالغثيان والتقيوءوالتبول اللارادي وآلام البطن، وآلام الرأس او الشعور بالتعب الجسمي وشحوب اللون وتصبب العرق واحيانا برودة الأطراف.
أما الاعراض النفسية فتتمثل بالبكاء والقلق والخوف دون القدرة على التعبيير عن الاسباب الداعية لهذا الخوف وعادة ما تبدأ المشكلة على شكل شكاوى مبهمة من المدرسة و تهرب من الذهاب إليها و الإحجام المتكرر عن الاستيقاظ ليصل الطفل في نهاية الأمر لرفض المدرسة بشكل تام والبقاء في المنزل، وتزيد هذه الاعراض عندما يحين موعد الذهاب إليها وغالبا ما يغادر الطفل المنزل متوجها إلى المدرسة لكنه يعود من منتصف الطريق أو يكون في المدرسة ويندفع هاربا إلى البيت في حالة من الرعب و الذعر و في بعض الأحيان يستعين الطفل بالدموع أو بثورات الغضب التي قد تصل لحد السلوك العدواني، وفي حالة إجباره على الذهاب يتولد لديه الخوف ويبدو عليه الشحوب ويتصبب عرقا لكن كل هذا يختفي بزوال الضغط عليه لإجباره على الذهاب إليها.

اسباب الخوف من المدرسة

اكثر العوامل المسببة لهذا الاضطراب وهو الخوف من البعد عن الام او الخوف من التواجد بين عدد كبير من الناس، كما ان لاسلوب تعامل الاهل مع الطفل دور كبير ، فالدلال الزائد والعناية المفرطة تعد من اهم الاسباب التي تفقد الطفل الثقة بنفسه وتجعل من الصعوبة الانفصال عن والديه، وقد يصادف التحاق الطفل بالمدرسة قدوم مولود جديد مما يولد الغيره عنده والتي تجعله يتمسك بالبيت ويكره الذهاب للمدرسة والتي تحرمه من منافسة اخيه من حنان الام ورعايتها. واحيانا تبدا المدرسة دون تمهيد من قبل الاهل فيجد الطفل نفسه مجبرا على الذهاب للمدرسة دون سابق انذار أو تهيئة. وتلعب المواقف الطارئة داخل المدرسة سببا مهما في هذا الاضطراب كالمعاملة القاسية من قبل المدرسين كالضرب والصراخ والتعنيف. وأحيانا يسبب الوضع الإقتصادي للعائلي هذا الخوف مما يسبب له الحرج أمام زملائه. اما أكثر الاسباب فهي الفشل في التحصيل الدراسي وعدم القدرة على استيعاب الدروس وصعوبة المواد الدراسية.
حلول مقترحة لهذه المشكلة على الأهل تجاهل الشكاوى الجسمية التي يظهرها الطفل وعدم التركيز عليها، وتشجع الابوين على ارغام الطفل على الذهاب للمدرسة دون إظهار اي تعاطف معه. اما في صباح كل يوم يفضل ايقاظه بهدوء ومساعدته على ارتداء ملابسه وترتيب كتبه مع التشجيع المستمر له.
أما بعد رجوعه من المدرسة يجب ان تمتدح سلوكه وتثني على نجاحه في الذهاب إلى المدرسة مهما كان حالته من خوف أو رفض للذهاب للمدرسة. أما في يوم العطلة فالأفضل اصطحابه لاماكن يفضل الذهاب لها كمكافئة له عن ذهابه للمدرسة.
وللمعلم دور مهم في حل هذه المشكلة ويأتي ذلك في محاولة كسب ثقة الطفل الخائف وإقامة علاقات طيبة معه. واشراكه في نشاطات الصف المختلفة حتى يصبح عضوا مشاركا فعالا فيه. وتجنب الصراخ والتوبيخ خاصة امام اقرانه، فهذا يزيد من شعوره بالخوف. ومحاول اعطاءه مهام قيادية في الصف، فهذا يزيد من ثقته بنفسه ويجعل المشكلة تتلاشى شيئا فشيئا.



خوف الأطفال من الذهاب للمدرسة ... لا تخضعوا لرغباتهم !




بدأ العام الدراسي قبل بضعة أيام، وبالطبع كان هناك الآلاف من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى، وكذلك هناك الآلاف انتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة من الجنسين. مشكلة الخوف من المدرسة إحدى المشاكل التي تواجه كثيرا من الأسر وإن كان الأمر الآن أقل عن ذي قبل، أي قبل عشر أو حتى خمس سنوات.
مشكلة الخوف من الذهاب للمدرسة تبدأ عادة مع الأطفال الصغار دون مقدمات؛ فيفاجأ الأهل في الصباح، وقت الذهاب إلى المدرسة بالطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويشكو من آلام في البطن ويبكي وقد يحاول التقيؤ ويُلقي بنفسه على الأرض متلوياً من الألم الذي يدّعيه. هذه المشكلة تجعل الأهل يقعون في حيرة، فكثير من الأحيان يرضخ الأهل لمطلب الطفل ويتركونه يبقى في المنزل، وبعد أن يسمحوا له في البقاء في البيت، تذهب جميع الأعراض الجسدية التي كان يشكو منها الطفل؛ فيتوقف عن البكاء وتذهب آلام البطن أو الصداع وكل ما كان يدّعي بأنه يُعاني منه. هذه المشكلة تجعل الطفل يتمادى في هذا الأمر، ويُكرّر ما فعله في اليوم التالي مما يجعل الأهل يقعون في حيرةٍ في كيفية التعامل مع الطفل الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة ويشعرون بأنهم في ورطة من عدم قدرة ابنهم على الذهاب إلى المدرسة مرةً آخرى.








حزن وخوف ما يلبثان ان يتبددا



رفض الذهاب إلى المدرسة يختلف عن الهروب من المدرسة؛ حيث ان الطلاب الذين يهربون من المدرسة يكونون عادةً يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة وكذلك مستواهم الدراسي أدنى من مستوى الطلاب العاديين، بينما الطلاب الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون ذلك واضحاً للأهل وللمدرسة، وكذلك يكون مستواهم الدراسي جيداً ولا يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة أو المنزل.



هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 580x386 .


الخوف والقلق يكونان أكثر بين الطالبات مقارنةً بالطلبة






تحدث عادةً مشاكل رفض المدرسة في بداية الدراسة، خاصةً للطلاب المستجدين في المدرسة أو الطلبة الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة آخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة. وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، مثل أن يخاف الطفل الافتراق عن والدته وأن يحدث مكروه لوالدته لو تركها وذهب إلى المدرسة، وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد حين يكون هو في المدرسة. عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوف الطفل من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرسين أو حتى من بعض الحيوانات، إذا كان في الطريق إلى المدرسة. مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، ليست مشكلةً سهلة، فبعض الطلبة والطالبات يتوقفون عن الدراسة بشكل كامل ولا يعودون إلى المدرسة مرةً آخرى، ويُصعب حل المشكلة بالنسبة لهؤلاء. تقول إحدى المعلمات إن طالبة في المستوى الثالث ابتدائي توقفت عن الدراسة بشكلٍ كامل بسبب تهديد طالبة آخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها!. في مدارس الأولاد تكون المشكلة أكثر انتشاراً نظراً لأن في بعض المدارس تتكون مجموعات عنيفة يقومون بالاعتداء على الطلاب الآخرين، وهذا قد يكون سبباً لرفض بعض الطلبة الذهاب إلى المدرسة.




الخوف من الذهاب للمدرسة يبدأ عادة مع الأطفال الصغار دون مقدمات



بوجهٍ عام فإن الخوف والقلق يكون أكثر بين الطالبات مقارنةً بالطلبة، كما يقول البروفيسور أيزك ماركس، أستاذ الطب النفسي في معهد الطب النفسي في جامعة لندن، وبذلك يكون هذا القلق والخوف من الذهاب إلى المدرسة عند الفتيات أكثر منه عند الفتيان. وهذا ما لاحظه أكثر العاملين في مجال التعليم، خاصةً في المرحلة الابتدائية والمتوسطة. وكلما تغيّب الطفل أو الطفلة عن المدرسة فترة أطول كلما صعُب عودة الطفلة أوالطفل إلى المدرسة.
كيفية التغّلب على مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة؟
مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة مشكلة تُعاني منها كثير من الأسر وكذلك المدارس، خاصةً في بداية العام الدراسي، حيث ان صعوبة هذه المشكلة قد تُصبح مزمنة ويتوقف الطفل أو الطفلة عن المدرسة بشكل نهائي، أو يُصبح تغيّبه مستمراً عن المدرسة بسبب قلة حيلة الأهل في التغلّب على هذه المشكلة، وفي كثير من الأحيان، خاصةً عند الأطفال الصغار يأتي الوالد أو الوالدة مع الطفل أوالطفلة إلى المدرسة تشجيعاً له على البقاء في المدرسة، وهذا قد يستمر لفترةٍ طويلة تصل إلى شهر أو أكثر!. وهذا يؤثر على حياة الأسرة، فالأب يضطر للتغيّب عن عمله والوالدة قد يكون لديها أطفال آخرون بحاجة لرعايتها وكذلك واجباتها المنزلية. حل مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون بأن لا يخضع الأهل لابتزاز الطفل، فإذا رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يجب على والده أو والدته إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة حتى لو كان يبكي ويرمي بنفسه على الأرض أو يشكو من آلام في بطنه أو صداع أو أي ألم عضوي، فيجب أخذه إلى المدرسة وعدم السماح له بالغياب عن المدرسة. يقول البروفيسور أيزك ماركس عن تجربة شخصية له مع ابنه عندما كان طفلاً صغيراً ورفض أن يذهب إلى المدرسة فما كان من البروفيسور إلا أن حمله بالقوة وأخذه إلى المدرسة وأدخله الفصل الدراسي وهو يبكي ورفاقه في الفصل ينظرون له، فتركه وهو غاضب، ويبكي يُريد أن يذهب مع والده إلى المنزل إلا أن البروفيسور أبقاه في الفصل الدراسي وخرج وراقب من بعد ما يحدث، فإذا ابنه بعد فترة قصيرة من الزمن يكف عن البكاء وبعد فترة أخرى اندمج مع رفاقه في الفصل يشاركهم لعبهم وأنشطتهم ونسي المشاعر التي كان يشعر بها في المنزل وهكذا عاد إلى مدرسته دون تأخر عن أي يوم من الدراسة. وينصح البروفيسور أيزك ماركس أهل كل طفل أو طفلة يرفض أو ترفض الذهاب إلى المدرسة بأن لا يخضعوا لرغبات الطفل، ويُجبرون الطفل على الذهاب إلى المدرسة، لأن عدم ذهابه سوف يخلق المشكلة الصعبة في عودته مرةً آخرى للدراسة كما أشرنا في بداية المقال. إذا أعلن الطفل عن سبب معين في رفضه الذهاب إلى المدرسة، عندئذ يجب على الوالد أن يناقش هذا الأمر مع المدرسة ويقوم بالتعاون مع إدارة المدرسة والمعلمين بحل مشكلة الطالب الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب هذه المشكلة.
بعض الأطفال يُعانون من مشاكل، يكون من أعراضها رفض الذهاب إلى المدرسة، مثل أن يكون يُعاني من اضطراب قلق شديد أو رُهاب شديد وربما في هذه الحالة يستدعي علاج المشكلة النفسية التي تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة، وقد يحتاج الطفل لرؤية أشخاص متخصصين في العلاج النفسي وربما بحاجة لمراجعة طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال.
ادارة المدارس والمعلمون لهم دور في تبديد مخاوف الطلبة الجدد، والتعاون مع أولياء الطلبة الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، وأعتقد الآن بأن هذا الأمر يحدث، وأحياناً قد لا يكون التعامل بشكلٍ صحيح، حيث ان المدرسة تسمح للطفل بالتغيّب إذا أبدى أي مشاكل في المدرسة مثل البكاء ورغبته في الذهاب إلى المنزل، ويُفترض أن المعلمين يُحاولون إبقاء الطفل في المدرسة وعدم السماح له بالذهاب إلى منزل بل إبقاؤه في المدرسة لأن هذا يُساعد على التغّلب على مشكلة التغيّب عن المدرسة. إن هذه المشكلة يُمكن التغّلب عليها بالتعاون بين المدرسة والأهل وعدم تركها للتفاقم بإهمال إيجاد حل من بداية المشكلة لأن في ذلك تهديدا لمستقبل الطفل أوالطفلة.



بدأ العام الدراسي قبل بضعة أيام، وبالطبع كان هناك الآلاف من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى، وكذلك هناك الآلاف انتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة من الجنسين. مشكلة الخوف من المدرسة إحدى المشاكل التي تواجه كثيرا من الأسر وإن كان الأمر الآن أقل عن ذي قبل، أي قبل عشر أو حتى خمس سنوات.
مشكلة الخوف من الذهاب للمدرسة تبدأ عادة مع الأطفال الصغار دون مقدمات؛ فيفاجأ الأهل في الصباح، وقت الذهاب إلى المدرسة بالطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويشكو من آلام في البطن ويبكي وقد يحاول التقيؤ ويُلقي بنفسه على الأرض متلوياً من الألم الذي يدّعيه. هذه المشكلة تجعل الأهل يقعون في حيرة، فكثير من الأحيان يرضخ الأهل لمطلب الطفل ويتركونه يبقى في المنزل، وبعد أن يسمحوا له في البقاء في البيت، تذهب جميع الأعراض الجسدية التي كان يشكو منها الطفل؛ فيتوقف عن البكاء وتذهب آلام البطن أو الصداع وكل ما كان يدّعي بأنه يُعاني منه. هذه المشكلة تجعل الطفل يتمادى في هذا الأمر، ويُكرّر ما فعله في اليوم التالي مما يجعل الأهل يقعون في حيرةٍ في كيفية التعامل مع الطفل الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة ويشعرون بأنهم في ورطة من عدم قدرة ابنهم على الذهاب إلى المدرسة مرةً آخرى.
رفض الذهاب إلى المدرسة يختلف عن الهروب من المدرسة؛ حيث ان الطلاب الذين يهربون من المدرسة يكونون عادةً يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة وكذلك مستواهم الدراسي أدنى من مستوى الطلاب العاديين، بينما الطلاب الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون ذلك واضحاً للأهل وللمدرسة، وكذلك يكون مستواهم الدراسي جيداً ولا يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة أو المنزل.
تحدث عادةً مشاكل رفض المدرسة في بداية الدراسة، خاصةً للطلاب المستجدين في المدرسة أو الطلبة الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة آخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة. وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، مثل أن يخاف الطفل الافتراق عن والدته وأن يحدث مكروه لوالدته لو تركها وذهب إلى المدرسة، وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد حين يكون هو في المدرسة. عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوف الطفل من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرسين أو حتى من بعض الحيوانات، إذا كان في الطريق إلى المدرسة. مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، ليست مشكلةً سهلة، فبعض الطلبة والطالبات يتوقفون عن الدراسة بشكل كامل ولا يعودون إلى المدرسة مرةً آخرى، ويُصعب حل المشكلة بالنسبة لهؤلاء. تقول إحدى المعلمات إن طالبة في المستوى الثالث ابتدائي توقفت عن الدراسة بشكلٍ كامل بسبب تهديد طالبة آخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها!. في مدارس الأولاد تكون المشكلة أكثر انتشاراً نظراً لأن في بعض المدارس تتكون مجموعات عنيفة يقومون بالاعتداء على الطلاب الآخرين، وهذا قد يكون سبباً لرفض بعض الطلبة الذهاب إلى المدرسة.
بوجهٍ عام فإن الخوف والقلق يكون أكثر بين الطالبات مقارنةً بالطلبة، كما يقول البروفيسور أيزك ماركس، أستاذ الطب النفسي في معهد الطب النفسي في جامعة لندن، وبذلك يكون هذا القلق والخوف من الذهاب إلى المدرسة عند الفتيات أكثر منه عند الفتيان. وهذا ما لاحظه أكثر العاملين في مجال التعليم، خاصةً في المرحلة الابتدائية والمتوسطة. وكلما تغيّب الطفل أو الطفلة عن المدرسة فترة أطول كلما صعُب عودة الطفلة أوالطفل إلى المدرسة.
كيفية التغّلب على مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة؟
مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة مشكلة تُعاني منها كثير من الأسر وكذلك المدارس، خاصةً في بداية العام الدراسي، حيث ان صعوبة هذه المشكلة قد تُصبح مزمنة ويتوقف الطفل أو الطفلة عن المدرسة بشكل نهائي، أو يُصبح تغيّبه مستمراً عن المدرسة بسبب قلة حيلة الأهل في التغلّب على هذه المشكلة، وفي كثير من الأحيان، خاصةً عند الأطفال الصغار يأتي الوالد أو الوالدة مع الطفل أوالطفلة إلى المدرسة تشجيعاً له على البقاء في المدرسة، وهذا قد يستمر لفترةٍ طويلة تصل إلى شهر أو أكثر!. وهذا يؤثر على حياة الأسرة، فالأب يضطر للتغيّب عن عمله والوالدة قد يكون لديها أطفال آخرون بحاجة لرعايتها وكذلك واجباتها المنزلية. حل مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون بأن لا يخضع الأهل لابتزاز الطفل، فإذا رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يجب على والده أو والدته إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة حتى لو كان يبكي ويرمي بنفسه على الأرض أو يشكو من آلام في بطنه أو صداع أو أي ألم عضوي، فيجب أخذه إلى المدرسة وعدم السماح له بالغياب عن المدرسة. يقول البروفيسور أيزك ماركس عن تجربة شخصية له مع ابنه عندما كان طفلاً صغيراً ورفض أن يذهب إلى المدرسة فما كان من البروفيسور إلا أن حمله بالقوة وأخذه إلى المدرسة وأدخله الفصل الدراسي وهو يبكي ورفاقه في الفصل ينظرون له، فتركه وهو غاضب، ويبكي يُريد أن يذهب مع والده إلى المنزل إلا أن البروفيسور أبقاه في الفصل الدراسي وخرج وراقب من بعد ما يحدث، فإذا ابنه بعد فترة قصيرة من الزمن يكف عن البكاء وبعد فترة أخرى اندمج مع رفاقه في الفصل يشاركهم لعبهم وأنشطتهم ونسي المشاعر التي كان يشعر بها في المنزل وهكذا عاد إلى مدرسته دون تأخر عن أي يوم من الدراسة. وينصح البروفيسور أيزك ماركس أهل كل طفل أو طفلة يرفض أو ترفض الذهاب إلى المدرسة بأن لا يخضعوا لرغبات الطفل، ويُجبرون الطفل على الذهاب إلى المدرسة، لأن عدم ذهابه سوف يخلق المشكلة الصعبة في عودته مرةً آخرى للدراسة كما أشرنا في بداية المقال. إذا أعلن الطفل عن سبب معين في رفضه الذهاب إلى المدرسة، عندئذ يجب على الوالد أن يناقش هذا الأمر مع المدرسة ويقوم بالتعاون مع إدارة المدرسة والمعلمين بحل مشكلة الطالب الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب هذه المشكلة.
بعض الأطفال يُعانون من مشاكل، يكون من أعراضها رفض الذهاب إلى المدرسة، مثل أن يكون يُعاني من اضطراب قلق شديد أو رُهاب شديد وربما في هذه الحالة يستدعي علاج المشكلة النفسية التي تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة، وقد يحتاج الطفل لرؤية أشخاص متخصصين في العلاج النفسي وربما بحاجة لمراجعة طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال.
ادارة المدارس والمعلمون لهم دور في تبديد مخاوف الطلبة الجدد، والتعاون مع أولياء الطلبة الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، وأعتقد الآن بأن هذا الأمر يحدث، وأحياناً قد لا يكون التعامل بشكلٍ صحيح، حيث ان المدرسة تسمح للطفل بالتغيّب إذا أبدى أي مشاكل في المدرسة مثل البكاء ورغبته في الذهاب إلى المنزل، ويُفترض أن المعلمين يُحاولون إبقاء الطفل في المدرسة وعدم السماح له بالذهاب إلى منزل بل إبقاؤه في المدرسة لأن هذا يُساعد على التغّلب على مشكلة التغيّب عن المدرسة. إن هذه المشكلة يُمكن التغّلب عليها بالتعاون بين المدرسة والأهل وعدم تركها للتفاقم بإهمال إيجاد حل من بداية المشكلة لأن في ذلك تهديدا لمستقبل الطفل أوالطفلة.

تعتبر حالة رفض المدرسة من المخاوف المرضية المنتشرة بين تلاميذ المدارس الابتدائية غالباً... وقد أشارت الدراسات إلى أن حوالي 2% من الأطفال في سن 6-10 سنوات يعانون هذه المشكلة , كما أشارت الدراسات إلى أنها عند الإناث أعلى منها عند الذكور، وأنها عادة ما تظهر عند الأطفال المبتدئين في مرحلة الروضة والابتدائي ...

أعراض رفض المدرسة :
تتعدد أشكال حالة رفض المدرسة ولكنها إجمالاً تبدو في :

· بكاء الطفل وصراخه بصوت مرتفع معلنا رفضه الذهاب للمدرسة

· يظهر على الطفل القلق الشديد المتمثل في اختلاف لونه ( شحوب) ، وبرودة أطرافه
· قد يصاحب ذلك ألم في البطن ، وهذا العرض كثير الظهور في العيادة النفسية ، ولعله أكثر مع الحالات الأكبر سناً من المبتدئين
· الأرق أثناء النوم .

وجدير بالذكر أن كل هذه الأعراض تختفي عندما يعود الطفل للمنزل ، وتظهر قبل ذهابه للمدرسة أو بذهابه فعلاً..


الأسباب :
أجريت بعض الدراسات على الأطفال الذين تظهر لديهم حالة رفض المدرسة واتضح أن العوامل التي قد تساعد في ظهور مثل هذه الحالات ما يلي :

1- التدليل الزائد للطفل : فاستخدام أسلوب الحماية الزائدة والحرص على الطفل بصورة مرضية تولد لديه تعلقا شديدا بوالديه أو أحدهما مما ينتج الاتكالية التامة ، ويشعره بالقلق عند انفصاله عن المنزل ..

2- تزامن المدرسة ( الروضة ) مع خبرة مؤلمة : كتعرض الطفل للعقاب الشديد أو التخويف من المدرسة , وقد يتأثر الطفل بالنقلة الفجائية فبعد أن كان يقضي يومه بين لعب ونوم تستجد عليه مسؤوليات جديدة كالاستيقاظ مبكرا وأداء الواجبات المدرسية بكثرتها ، وغير ذلك من التزامات لم يعهدها من قبل .
3- معاناة الطفل من القلق: قد يتزامن الالتحاق بالمدرسة أو خلالها مع تعرض الطفل لحالة قلق شديد نتيجة لمشاكل أسرية أو خلافات عائلية مما قد ينتج عنه حالة عدم رغبة استمتاع عامة تفرز في حالة رفض الذهاب للمدرسة ..

العلاج :
علاج حالة رفض المدرسة يتطلب تعاون وتكاتف بين ثلاث جهات أساسية هي المدرسة والمنزل والعيادة ..
ويتم ذلك من خلال :

* التأكد من إزالة قلق الطفل الأساسي حتى لا يتعرض أثناء ذهابه للمدرسة لردة فعل عكسية قوية .

* طمأنة الطفل وتشجيعه ، وعدم إشعاره بأن ذهابه للمدرسة وسيلة للارتياح منه .
* ربط المدرسة بأشياء محببة ومرغوبة لدى الطفل .
* عدم إرغام الطفل على الذهاب بالضرب أو التوبيخ .

كيف تذهبين القلق عن صغيرك قبل دخوله رياض الأطفال؟

دخول رياض الأطفال قبل الالتحاق بالمدرسة مرحلة انتقالية مهمة للغاية في حياة كل طفل وكل أسرة على حد سواء.. فهي أول خطوة كبيرة في رحلة انتقال الصغير من مرحلة المهد إلى مرحلة الطفولة.
وتحرص كل أم على أن تمر هذه المرحلة من حياة طفلها بسلام لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة والمصلحة له وعلى إزاحة شبح القلق الثقيل الذي يجثم على صدر الصغير مع بداية تلك الفترة الفاصلة في حياته.
وفي محاولة من البروفيسور جوشوا اسبارو أستاذ علم النفس في كلية طب هارفارد - المؤلف المشارك لكتاب "نقاط التماس بين ثلاث وست سنوات" الخاص بالأطفال في مرحلة رياض الأطفال- لتخفيف القلق عن كاهل الصغار يقدم عدة نصائح للكبار لاسيما الأمهات.

وأكثر التحديات شيوعاً التي يواجهها الصغار في تلك المرحلة هي توديع الوالدين أو ما يسميه اسبارو "ورطة الانفصال عنهما".

فبالنسبة لبعض الأطفال تكون هذه أول مرة ينفصلون فيها عن أمهاتهم.. وحتى إذا كانوا قد سبق لهم الانفصال عنهن فإن هذه طريقة جديدة وموقف جديد تماماً يشاركهم فيه أطفال آخرون رعاية المعلمة أو المسئول عن الفصل الجديد في المدرسة.استعدي أنت أولاً





تتساءل أمهات كثيرات:
كيف يمكننا تهدئة قلق صغارنا بشأن الانفصال عنا في هذه المرحلة؟

ويجيب البروفيسور اسبارو قائلاً إنه أولاً يتعين على كل أم أن تبحث عن حجم التذبذب الذي تشعر به إزاء ترك طفلها لأن تلك المشاعر ستصل له.
فإذا كان لدى الأم شعور بالتردد أو عدم الارتياح أو الشك المتعلق بكراهيتها ترك طفلها حين يكون غير سعيد بذلك أو إذا كانت غير مقتنعة تماماً بالمكان الذي ستترك فيه الطفل أو غير راضية عن حقيقة ضرورة تركه فإن الرسالة التي سيلتقطها الطفل مفادها هو "حسناً قد يكون هذا المكان غير جيد حقيقة أو أن بقائي فيه فكرة غير مناسبة"، فالمطلوب أولاً - وفقاً لرؤية الخبير- هو أن تجهز الأم نفسها أولاً قبل أن تجهز طفلها لهذه المرحلة الفاصلة في حياته.
ومع ذلك يتعين على الأم أيضاً تجهيز صغيرها لتلك المرحلة بأمور عديدة أولها أخذه لزيارة الفصل الدراسي ومقابلة المعلمة قبل بدء الدراسة.. وإذا تيسرت مقابلته مع طفل آخر سيلتحق بالروضة معه لأول مرة في ذات الوقت ويلعبان معاً لأن ذلك سيكون أروع لأنهما سيرحبان ببعضهما حين يلتقيان مع بدء الدراسة في روضة الأطفال وبالتالي يخف القلق الجاثم على صدر كل منهما.
كما يمكن للأم أن تعطي صغيرها شيئا محببا له معه في أيامه الأولى بالروضة مثل لعبة يحبها أو قصة تستطيع معلمته قراءتها له ولزملائه في الفصل وما إلى ذلك.. إضافة إلى تأكيدها له بأن "ماما ستأتي" أو "بابا سيأتي" لأخذك إلى البيت.
تثبيت الفكرة
ولتثبيت فكرة عودة الأم أو الأب في ذهن الصغير يمكن للأمم أن تمارس لعبة تخفي خلالها بعض الأشياء عن نظر الصغير ليعيد اكتشافها.. فمثلا تستطيع الأم أن تدحرج كرة أسفل أريكة بالمنزل وتقول للصغير "انظر.. لا نراها.. أتظن أنها ما زالت هناك؟.. هيا بنا نرى".
وحين يجد الطفل الكرة يمكن للأم أن تقول "انظر.. حتى رغم أننا لم نكن نرى الكرة فقد كانت موجودة.. تماماً مثل ماما حين تذهب إلى العمل"، وبذلك يمكن للأم تثبيت هذا المفهوم في ذهن الصغير حتى وإن كان موجوداً لديه منذ السنة الأولى من حياته لكنه قد يهتز نتيجة خوضه لتحدي انفصاله عن والديه.

ويفاجأ كثير من الأطفال حين يذهبون إلى المدرسة (رياض الأطفال) لأول مرة بعدم تركيز المعلمة مع كل منهم وحده كما كان معتاداً طوال مرحلة المهد السابقة حيث كان كل اهتمام الأم أو الأب أو المربية أو جليسة الأطفال مُنصبا على طفل واحد بينما هو هُنا يرى أن اهتمام المعلمة موجه لجميع لأطفال الذين يشاركونه فصله الدراسي ولا يخصه وحده.

وبالتالي فإن تعليمه المشاركة في العلاقة مع المعلمة خبرة جديدة وفي غاية الأهمية أيضاً خصوصاً أنه سيكون في حاجة إلى أن يتعلم كيفية تكوين صداقات ومشاركة أصدقائه اللعب والمرح والدور وكيف يكظم غيظه ولا يثور كما كان يفعل في البيت؟
فمرحلة رياض الأطفال أو ما قبل المدرسة توفر لأبنائنا فرصاً كثيرة لاكتساب خبرات وممارسة مهارات إضافة إلى فرص أخرى يتعلموها عن مشاعر الأطفال الآخرين ولاكتشاف السعادة في فضيلة الكرم.
ومع أن ذلك يعد مبكرا جدا فإن البروفيسور اسبارو يقول إن هناك أمثلة عديدة سيقول فيها الطفل لآخر "هل تريد أن تلعب بهذه اللعبة؟.. " فهذا كرم منه يجعله يشعر بالسعادة حين يسعد طفلا آخر بلعبته.

النظام والإثارة
أضيفي إلى ذلك أن الأطفال يحبون أكثر في هذه المرحلة الروتين اليومي المعتاد في رياض الأطفال الذي يغرس في أنفسهم النظام والإثارة في آن واحد حيث ينتظرون الموعد الذي تحكي فيه لهم المعلمة قصصا ووقت تناولهم الطعام ووقت الاستراحة ويبدءون يشعرون بذلك.
وتصبح ألعابهم الخيالية والممتعة أقوى أكثر في هذه السن، كما أنهم يستفيدون من أقرانهم أمورا تتعلق بتعلم اللغة واكتساب مهارات أخرى كقيادة الدراجة وما إلى ذلك.
التحكم في المشاعر
عموماً حين يواجه الطفل تحديا يتعين عليه تعلمه في مجال جديد يحدث تراجع في مجال آخر وصل فيه إلى القمة في الآونة الأخيرة.. ولذلك ففي سن ثلاث سنوات قد يبول الصغير في فراشه أثناء الليل لأن والديه طلبا منه الالتزام بالمحافظة على فراشه جافا أثناء الليل، ويحتمل كذلك حدوث مزيد من البكاء والصياح والتشبث بالوالدين والرغبة في الالتصاق بهما.. وقد يتحدث طفل مباشرة في ذلك وقد يكون هناك مشكلة لدى الطفل بشأن انفصاله عن والديه أثناء النوم وبشأن مدى رغبته في النوم نفسه، وأحد المهارات المهمة التي يتعلمها الطفل في رياض الأطفال في تلك المرحلة هي ضرورة التحكم في المشاعر لاسيما أن والديه يعملان - تقريباً - أغلب الوقت وليسا في انتظار مزيد من البكاء ونوبات الغضب والهيجان والتهور.
ومع ذلك يتعين ألا يستمر لأكثر من أسبوعين على أكثر تقدير التراجع في مجال سبق وتعلمه الطفل كما يجب ألا يكون مستمراً على مدار اليوم لعدة أيام. ولذلك فرغم أن الأطفال الملتحقين حديثاً برياض الأطفال قد يتحدثون بعض حديث مرحلة المهد أو يبللون فراشهم أو يجدون صعوبة في الانفصال عن والديهم أثناء النوم فمن الضروري للأم أن تراقب سلوك صغيرها أو صغيرتها لتتيقن أنه لا يوجد تغيير للأقل في سلوكهم الطبيعي المعتاد في الأوقات الأخرى من اليوم مثل اهتمامهم باللعب مع أقرانهم أو تحديد مواعيد للعب مع أطفال آخرين.



اختيار رياض الأطفال
من أكبر المشكلات التي تواجهها الأمهات اختيار روضة الأطفال الملائمة لصغيرها أو لصغيرتها والتي تحقق لها وللصغير أكبر قدر ممكن من الطمأنينة والأمان وتعده أفضل لمستقبل مزهر بأمر الله، ولذلك يرى البروفيسور سبارو أن أول شيء يتعين على الأم والأب أخذه في الاعتبار أثناء دراستهما لفضل روضة أطفال سيلحقون بها صغيرهم هو ما إذا كان معلمو معلمات تلك الروضة يفهمون أنهم ليسوا هناك لمساعدة ودعم الطفل فقط ولكن لمساعدة الوالدين أيضاً، كذلك ما إذا كان المعلمون سيسمحون للآباء والأمهات بالبقاء في فصل طفلهم الدراسي خلال الأيام الأولى لالتحاقه بالروضة وذلك لتأهيله بالشكل الكامل للتغيير الجديد في حياته ومدى استعداد المعلمين والمعلمات لتقديم تقرير يومي للوالدين عن نجاحات وإخفاقات الطفل.
ويشدد سبارو مجدداً على أهمية أن تتوقع الأم والأب احتمال مقاومة الطفل الذهاب لحضانته لبضعة أيام وربما لأسبوع أو لأسبوعين، كما يطالب الوالدين بأن يتوقعا أيضاً من الطفل نوبات غضب حين يراهما في ختام يومه الدراسي لكنه يوضح أن الذي يساعد أكثر في ذلك هو إمكانية تسلل الأم مثلاً إلى فصل الصغير ورؤيتها له قبل أن يراها حيث يكون بمقدور الأم رؤية ما يفعله صغيرها، فإذا كان الطفل يركز انتباهه على معلمته وهي تقرأ قصة أو مشغولاً بحوار أو لعب بشكل متفاعل مع طفل آخر أو باللعب بشيء مع طفل يلهو بلعبة مثلاً فهذه مؤشرات إيجابية وكلها جيدة، أما إذا كان هائماً بلا هدف أو جالساً في ركن وعلى ملامحه يُخيم شبح الحزن فهذه إمارات غير جيدة.

الانفعال.. هل هو مقلق؟!
بعض الأطفال تحدث لهم نوبات انفعال عاطفي حين يرون الأم أو الأب لدى وصولهم لروضة الأطفال لإعادتهم للبيت عند نهاية اليوم الدراسي... فهل هذا أمر يثير القلق؟!
البروفيسور سبارو يقول إن ذلك لا يعني أبداً أن الصغير أو الصغيرة لم يكن، أو تكن، سعيداً في يومه، وكل ما يقصده الصغير من ذلك هو التعبير عن افتقاده لك يا أمه أو يا أباه وبوسعه أخيراً أن يغدق عليك بمشاعره التي كان يحاول كبحها طوال اليوم.
وحقيقة افتقاد الطفل لأمه وأبيه لا تعني أن روضة الأطفال التي يلتحق بها سيئة أو غير مفيدة له ويمكن هناك للأم أن تؤكد للطفل افتقادها له أيضا بقولها "وأنت أيضاً وحشتني وكنت مشتاقة طوال اليوم لرؤياك لأننا نحب بعضنا ونسعد جدا بوجودنا معا
قد يكون اليوم الأول للطفل في المدرسة من أجمل وأروع الأيام، ليس فقط للطفل، بل لوالديه أيضا. وقد يكون على النقيض من ذلك تماما، حيث تبدأ معركة يومية من البكاء والهروب والتمارض والرجاء بأن لا يذهب إلى المدرسة، ولعل النسبة الأعلى -وللأسف- في مجتمعاتنا العربية هي من النوع الثاني، فمع افتتاح المدارس تبدأ الشكاوى والأسئلة ترد عن أفضل الأساليب التي تعالج هذه الظاهرة.

ولعل الإجابة تكمن في كلمات بسيطة، وهي أن "نجعل المدرسة مكانا جاذباً للطفل"، وهذا ليس بالشيء الصعب إطلاقا، لكن شريطة أن تقوم الأسرة بدورها، وكذلك أن تقوم المدرسة بدورها.

فمن واجبات الأسرة حتى تجعل من المدرسة مكانا جاذبا اختيار العمر المناسب الذي يستطيع فيه الطفل أن ينسجم مع البيئة الجديدة. فمن المشاهدات في السنوات الثلاث الأخيرة، ميل الكثير من الأسر لأن يلتحق الطفل في عمر مبكر بالروضة، فيتناسى الأهل أن بناء القدرة الاجتماعية عنده لم يكتمل بعد، ولم يزل التعلق الوجداني بوالدته من أهم ما يسعى إليه في حياته، في حين أن السن المناسب لذهاب الطفل للروضة اجتماعيا ووجدانيا هو عمر الأربع سنوات، وليس قبل هذا العمر.



السن المناسب لذهاب الطفل للروضة اجتماعيا ووجدانيا هو عمر الأربع سنوات (الأوروبية)طبيعة الحديث عن المدرسة
من جهة أخرى فإن طبيعة الحديث عن المدرسة أمام الطفل تلعب دورا هاما في ذهنه عن طبيعة هذا المكان الجديد، فالبعض يميل إلى التهديد بالمدرسة، وأن الأم ستكون سعيدة عندما يذهب الابن إلى المدرسة لأنها ستتخلص منه لساعات، وبأنه لن يستطيع أن يتحرك في المدرسة كما يتحرك بالبيت، وغيرها من الأوصاف التي تجعل من المدرسة مكانا لا يرغب الطفل بالذهاب إليه، بل يعتبره مكانا للعقاب ولطمس معالم شخصيته.

ناهيكم عن التعلق الذي يصل في بعض الأحيان إلى التعلق المرضي ما بين الأم وطفلها، فبعض الأمهات يبالغن في ردات أفعالهن الحزينة جراء ذهاب الابن إلى المدرسة، الأمر الذي ينعكس عليه هو كذلك بخوف وقلق من ترك الأم والذهاب إلى الروضة أو حتى إلى الصف الأول الابتدائي.

لذلك ومن البديهيات التي ننصح بها الأسرة في تهيئة الطفل للمدرسة أن تُوجد رابطا إيجابيا بينه وبين المدرسة من مشاركته في اختيار مدرسته وحاجياته المتعلقة بالمدرسة، إضافة إلى الحديث بطريقة في غاية الإيجابية والتشجيع عن المدرسة وسحب كل لغة تهديد بالمدرسة، ولا ننسى أن نوجه نصيحة للأم بأن تتمالك أعصابها عندما يذهب -خاصة أول أبنائها- إلى المدرسة.

وفي الأيام الأولى التي يعود فيها الابن من المدرسة على الأم أن تهتم بحسن الإصغاء إلى تعبير الطفل الوجداني واللفظي عن المدرسة، لتكون الأم داعمة له بطريقة إيجابية، ولا داعي لتأمين الحماية الزائدة له من مشاكل المدرسة، بل عليها أن تمدحه على ما قدم من عطاء أثناء اليوم المدرسي، وتبين له أنه قادر على حل مشكلاته والتواصل مع الآخرين بكل كفاءة واقتدار.




من أهم الوصايا للآباء عدم التركيز والإلحاح على الطفل لكي يحدثهم عن كل ما جرى بالمدرسة، والأولى ترك الطفل ليتحدث براحته عن يومه المدرسي(الأوروبية)علاقات اجتماعية سريعة
ومن ناحية أخرى فإننا ننصح الأمهات بتكوين علاقات اجتماعية سريعة بين الأسرة وأسرة طفل آخر على الأقل تكون هذه الأسرة مناسبة لاختيارها كأسرة ولطفلها كذلك، لأن هذه الصداقة خارج أسوار المدرسة تنعكس بظلالها على الأطفال داخل المدرسة.

وفي بعض الحالات الصعبة التي يستمر الطفل فيها بالبكاء كلما دخل المدرسة لأول مرة، فهنا قد ننصح الأم بأن ترتب مع المدرسة ما تسمى بزيارات الانسحاب التدريجي، بحيث تمكث الأم لمدة من الزمن ثم تنسحب بطريقة متناقصة خلال أسبوع، مع تركيز المدرسة على إجراء عملية الدمج بينه وبين المعلمة وبين الطلبة الآخرين.

ومن أهم الوصايا للأمهات والآباء هو عدم التركيز والإلحاح على الطفل لكي يحدثهم بكل ما جرى في المدرسة، والأولى ترك الطفل ليتحدث براحته عن يومه المدرسي، فهذا يشعره بالثقة والراحة أكثر من يوجد في وسط والديْن لحوحين في معرفة كل ما جرى في مدرسته.

أما فيما يتعلق بواجب المدرسة، فلا بد في هذه الحالات أن تفتح المدرسة أبوابها قبل بدء العام الدراسي بشهر على الأقل للطلبة الذين سيلتحقون بها لأول مرة، وتعد برنامجا ترفيهيا مميزا لمدة يومين في الأسبوع على الأقل يتواصل فيه الطلبة وأولياء الأمور والمدرسون في جو من المرح والسعادة، حتى يربط الطفل مشاعر السعادة والسرور بهذا الجو الجديد سواء من المباني إلى المعلمين إلى الطلبة الزملاء، وبهذا تكون المدرسة من خلال تنظيم نشاط من هذا النوع قد اختصرت أكثر من نصف المشكلة التي تواجهها كل سنة لليوم الأول من الدوام للطلبة الجدد.


اللعب لتقريب الطالب الخائف
كما أن المعلمات عليهن أن يجعلن من وقت المدرسة ومنذ اللحظة الأولى جاذبا للطفل وذلك من خلال العمل الجماعي بين الطلبة والدمج التعاوني، وكذلك من خلال التعلم باللعب الذي يبتعد بالطالب الخائف عن جو التفكير في الأسرة، إلى جو الاستمتاع مع المعلمة والزملاء واللعب.




على المعلمات جعل وقت المدرسة ومنذ اللحظة الأولى جاذبا للطفل عبر العمل الجماعي بين الطلبة والدمج التعاوني(غيتي إيميجز)إضافة إلى ذلك فإن للابتسامة في وجه الطفل سرا مميزا في الشعور بالراحة والسعادة والطمأنينة، وهي الثلاثية التي يبحث عنها الطفل في كل بيئة يعيش فيها، وهنا لا بد من تسجيل الاستغراب من كل معلم أو معلمة يستقبل طلابه بوجه عابس أو يعبس في وجه طالب لأنه أخطأ في تنفيذ مهمة ما أو يصرخ في وجهه، لأن هذا العنف الرمزي أو اللفظي هو سبب ليس فقط لكراهية شخص المعلم والمدرسة فحسب، بل هو كذلك سبب لهدم هذه الشخصية التي أمامه، وتحويلها من طفل ناجح إلى طفل بائس.

وكلما توفرت في المدرسة ألعاب منوعة ومناسبة لأعمار الأطفال، وكان المعلمون فاعلين في استخدام هذه الألعاب مع الأطفال، كانت هذه ميزة في المدرسة لجعلها ممتعة من أول أيامها، ناهيكم عن أهمية أن يكون وقت الدوام مناسبا للطفل، فليس من المنطق أن تتنافس المدارس في إطالة وقت الدوام إرضاء لرغبات المجتمع، حيث نرى العديد من أولياء الأمور وللأسف يبحثون عن المدرسة التي تطيل الدوام، وهذا غير مناسب للطاقة الجسدية للأطفال.

بالمقابل فإن المسافة التي يقطعها الطفل في الذهاب والإياب من وإلى مدرسته يجب أن تكون في الحدود الدنيا، ففي الحالات التي تكون المسافة طويلة فإننا نلحظ نفورا من الطفل في الذهاب إلى مدرسته.

وأخيرا فإن العلاقة الأولى التي تبنى بين الطفل والمدرسة بلا شك تترك ظلالها على شخصيته، ولها علاقة وثيقة بحبه أو كرهه للمدرسة على طول أيام تعلمه.