قرابة الـ10 مليون مواطن هندي من الطبقات الدنيا يقومون بمهنة تدينها كل قوانين حقوق الإنسان، حيث يقومون بتنظيف المراحيض من المخلفات البشرية يدويًا، الأمر الذي يجعلهم ضحية الإساءة والتمييز الطبقي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي بي سي» في تقريرها، الاثنين.
ويأتي تقرير الوكالة على خلفية إدانة منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، الاثنين، استمرار تواجد هذه الوظيفة في الهند مقابل حصول القائمين بها على بقايا الطعام والملابس، على الرغم من منعها.
وفيما يلي مجموعة من الصور التي أرفقتها «بي بي سي» بتقريرها، الذي ورد به تفاصيل أليمة عن طبيعة حياة هذا المجتمع المنبوذ الذي لا يقترب منه الطبقات الأخرى ولا تلمسه، ومعها قصص مروية على لسان أفراد هذا المجتمع الذي صار الشعار الذي يميزه وسط العوام هو «ممنوع الاقتراب أو اللمس».

تستيقظ السيدة جانجاشيري القاطنة بقرية كاسيلا في ولاية أوتار براديش الشمالية، وتطرق أبواب منازل الطبقات الأعلى لتنظيف المراحيض غير المتصلة بأنظمة الصرف الجاري، كحال ملايين النساء أمثالها، وتضع المخلفات في سلال من الصفيح،ـ وتحملها إلى مستودع الزبالة الموجود على أطراف القرية.
أما رجال مجتمع الزبالين الهنود فمطالبين بمهمة أخرى أكثر مهانة، الا وهي تنظيف المجاري والمصارف.

وهذه صورة مانيشا، التي تعيش بضاحية مانبوري بولاية أوتار براديش، وتتولي يوميًا مهمة تنظيف 20 مرحاضًا بمنازل الطبقة الأغنى بالقرية، وهذا ما جاء على لسانها :«أستعين بوعاء من الصفيح ومقشة يد لإزالة المخلفات المجمعة بالمرحاض، وأقوم بجمعها في سلة لإلقائها بعيدًا، إنها مهنة بشعة».

وهذه هي مانديفي، من منطقة إيتاه الهندية، لا تحصل على مال مقابل العمل الذي تقوم به يوميًا، وكل ما تحصل عليه أحيانًا هو «رغيف أو اثنين من الخبز مصنوع بالمنزل»، وتضيف مانديفي «وبعض المنازل لا تعطيني شيئًا على الإطلاق، وحين امتنع أهالي أحد المنازل عن إعطائي أي شئ مقابل ما أقوم به لثلاث أيام متواصلة، امتنعت عن الذهاب، فلماذا أذهب وهم لا يعطونني شيئًا، ولكنهم أتوا إلى منزلي وهددوني بأنني لو لم أحضر لتنظيف المرحاض سيقتلونني».

أما أنيل من ضاحية دوهالي بولاية ماهاراشترا الغربية، فتقول أن المجلس المحلي للضاحية يستأجر الأنفار لأجل القيام بالمهام المختلفة: جلب دلاء المياه، مراسلة، جامعي قمامة، وما شابهها من مهام، أما انا فمهمتي تنظيف المراحيض، وهي المهمة المفروضة على كل فرد ينتمي للطبقة الدنيا في ميهاتار».

أما راجوبي فقالت: «أحضر مجلس القرية عائلتنا من قريتنا الأم في ولاية ماهاراشترا، لتنظيف المراحيض الجافة، والمراحيض المتصل بصرف صحي، والمخلفات البشرية الموجودة في العراء، وبالفعل أقوم بتلك المهمة يوميًا، ولكنني أرغب في العودة لمنزلي في قريتي الأصلية، فإنني أكره هذا المكان، واكره هذا العمل القذر الذي أنهك صحتي ومنعني عن الطعام، ولكن الناس يقولون، أن المجلس المحلي لن يسمح لنا بالرحيل، وهو ما يجعله يمتنع عن إعطائنا أموالنا كاملة».

أما سيفانتي من منطقة ديواسبولاية ماديا براديش فقالت:«أخبروني أنني لن أتمكن من ترك هذا العمل رغم أنه مخالف للقانون، كما اخبروني بأننا جميعًأ مجبرون على القيام بهذا العمل».

أما ريكاباي الهندية فهربت من أمام عدسة بي بي، بعد أن تلقت تهديدًا من إحدى أصحاب المنازل التي تعمل بها، وقالت وهي تجري: «إحدى السيدات التي أعمل لديها هددتني، وقالت لي انها ستقطع ساقيَّ الاثنين».

أما ساهينا من منطقة أوجادين بولاية ماديا براديش فانقطعت عن المدرسة بسبب المعاملة السيئة التي تتلقاها من المدرسات والقتيات وحالة النبذ التي تعانيها داخل المدرسة حيث تقول: «كان عليَّ أن أجلس بعيدة عن بقية الطالبات وأتناول طعامي وحدي، ولا ترافقني أي فتاة، حتى شعرت بإحباط شديد، حتى صرخت بوجه إحدى المعلمات وقلت لها لو استمرت معاملتك السيئة لي، فسوف أنقطع عن الدراسة»، وبالفعل انقطعت ساهينا عن الدراسة.