كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن صفقة طائرات التسلل التي تكلف وزارة الدفاع البريطانية مليارات الجنيهات الاسترلينية في الواقع يمكن أن يتم اكتشافها بواسطة رادارات أعداء محتملين.

وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن طائرات إف-35 التي تعتزم بريطانيا شرائها من أمريكا مصممة بتكاليف باهظة من أجل التحليق بدون ملاحظة في المجال الجوي للأعداء والهجوم على الاهداف بدون أن يتم تتبعها.

وأكدت الصحيفة أن دافعي الضرائب البريطانيين سددوا بالفعل 3ر1 مليار جنيه استرليني لتطوير المقاتلات من طراز إف 35 .. بينما تخطط وزارة الدفاع البريطانية لشراء 48 مقاتلة من هذا الطراز تبلغ تكلفة كل منها ما يصل إلى 100 مليون جنيه استرليني، غير أن خبراء عسكريين كشفوا أن الطائرات يمكن رصدها بالرادارات الروسية والصينية.

وأكدت إليزابيث كوينتانا، من معهد خدمات الاتحاد الملكي البريطاني، أن قدرات التسلل للطائرات قد باءت بالفشل وأن أعداء المملكة المتحدة أصبح لديهم ميزة تفوق، وأنه أصبح لديهم ثورة في مجال تكنولوجيا الرادارت وأنهم أصبحوا يمثلون قلقا.

ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الدفاع الجوي الروسية يمكن أن تكون قادرة على التقاط وتحديد مكان مقاتلات إف 35 .. بينما تحسين التكنولوجيا في المدمرات الصينية أصبح مقلقا .. مشيرة إلى أن السؤال الرئيسي هنا هو ما إذا كانت المقاتلات إف 35 ستكون قادرة على الدخول في المعركة قبل أن يتم تحديدها وكيف سيكون أدائها العملياتي خلال القتال .

يشار إلى أن المقاتلة الأمريكية (إف 35) قد فشلت في اجتياز اختبارات التسلل والتخفي /JSF/ ، وأظهرت الإختبارات أن الطائرة تعاني من عيوب فنية على الرغم من تجاوز مشروعها للميزانية المقررة.

وكشف بيل سويتمان المحلل الرائد بقطاع الطيران الأمريكي عن أن روسيا والصين قادرتان على اكتشاف وتتبع الطائرة المقاتلة (إف 35) ، مؤكدًا أن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) قررت تخفيض قدرة (الشبح) التسللية ، وذلك بسبب تقليلها من قدرات الرادارات لدى مناوئي الولايات المتحدة.

وأضاف أن المقاتلة (إف 35) عرضة للكشف من قبل الرادارات العاملة في نطاق موجات /VHF/ ، وأن التشويش الذي تقوم به الطائرة يقتصر في الغالب على الفرقة (X) ، مشيرًا إلى أن هذا ليس انتقادا للبرنامج ولكن نتيجة لخيارات العميل ( أي وزارة الدفاع الأمريكية).

وقال سويتمان إن (إف 35) ليست جيدة ولا سيما في تشويش على رادار العدو ، وأن البنتاجون سيضطر إلى نشر طائرات الحرب الألكترونية خاصة لحماية مقاتلات التسلل والتخفي /JSF/.

يشار إلى أن إسرائيل وتركيا كانتا الدولتين بالشرق الاوسط اللتين وافقتا على شراء مقاتلات /JSF/ ، وأصبحت إسرائيل أول عميل ـ غير الولايات المتحدة ـ يساهم في المشروع ، مع وجود خطط لتشغيل 19 مقاتلة من طراز (إف 35 إس) بحلول نهاية العقد الحالي.

وأضاف سويتمان أن البنتاجون يعلم أن الرادارات التي تعمل بموجات /VHF/ يمكنها كشف مقاتلات /JSF/ ، وإن مُثبتات وأجنحة المقاتلة (إف 35 إس) من درجة موجات /VHF/.

وكان مدير برنامج تصنيع مقاتلة الشبح (أف ـ 35) الأمريكية الواعدة من الجيل الخامس اللواء كريستوفر بوجدان أفاد في وقت سابق أن كلفة البرنامج بلغت 1.3 تريليون دولار.
ويفترض البرنامج تسويق 2433 طائرة من هذا النوع ، فيما يتوقع أن تكلف عملية تصميم وتصنيع الطائرة 398.6 مليار دولار ، بينما تبلغ كلفة الصيانة التقنية لهذه الطائرات ـ بحسب بوجدان ـ 917 مليار دولار.

وقال بوجدان إن سعر الطائرة الواحدة من طراز (أف ـ 35 ) في دفعة تجارية أخيرة بلغ 112 مليون دولار، وأنه يتوقع انخفاض هذا السعر حتى 80 ـ 85 مليون دولار بحلول عام 2019.
وأوضح أن اهتمام دول أخرى بشراء المقاتلة يؤثر إيجابا على وتيرة انخفاض السعر ، وأشار إلى احتمال شراء كوريا الجنوبية وسنغافورة للمقاتلات من طراز (أف ـ 35) وتقديم طلبيات إضافية عليها من قبل إسرائيل.

وأضاف ” نحن مقتنعون بأن تشتري إسرائيل طائرات جديدة من هذا الطراز، بالإضافة إلى 19 طائرة كانت قد طلبتها".