بسم الله الرحمن الرحيم



الإصلاح بين المتخاصمين !



إن الله عزوجل أحب الكذب في الإصلاح وابغض الصدق في الفساد ( ابن بابويه ) .



والإصلاح قام به الأنبياء والعلماء والصالحين وهو عمل جليل وعبادة نافعة


عظيمة وخطوة مباركة مثمرة يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .


فضل الإصلاح بين المتخاصمين :


قال تعالى : (( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم )) وقال تعالى : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وقال تعالى : (( والصلح خير )) وقال تعالى : (( أو إصلاح بين الناس )) .


وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ )) قالوا بلى , قال : (( إصلاح ذات البين )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة )) أي تصلح بين متخاصمين .


وذات يوم كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فوق المنبر والحسن بن علي إلى جانبه فقال ( صلى الله عليه وسلم ) للصحابة : (( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )) .


وقد باشر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بنفسه الصلح حين حصل نزاع وخصام وخلاف بين أهل قباء فحث الصحابة وقال : (( اذهبوا بنا نصلح بينهم )) .


وقال الاوزاعي رحمه الله : ما خطوة أحب إلى الله عزوجل من خطوة في إصلاح ذات البين .


والخلاف حتمي وطبيعي بين البشر قال تعالى : (( ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك ولذلك خلقهم )) وان الشيطان يبدأ بالتحريش بين الناس هو وأعوانه وأنفسنا أمارة بالسوء ووجود المفسدين الذين بين الناس يقع الخلاف وتحدث الخصومة وربما تهدم بيوتاً وتقطع أرحاماً وتشتعل حروباً يأتي دور الإصلاح الذي أمرنا الله تعالى به فتعود وترجع الأمور إلى نصابها ومجراها بفضل الله أولاً ثم بفضل الإصلاح .


التحذير من التخاصم والتقاطع والتدابر :


حذرنا الله تعالى من التخاصم والتدابر والتقاطع وبغضه إلينا وحبب السلام والأمان والوئام والتوافق إلى خلقه فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وقال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .


وقال الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : (( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( من هجر أخاه فوق سنة فهو كسفك دمه )) وقال عيه الصلاة والسلام : (( وفساد ذات البين هي الحالقة )) .


فبادر أخي الحبيب وأختي الحبيبة إلى إنهاء كل خصومة وكن من الذين يصلحون إذا افسد الناس واعلم أن إصلاح ذات البين من شعب الإيمان .


إن المكارم كلها لو حصلت **** ردعت بجملتها إلى شيئين


تعظيم أمر الله جلا جلاله **** والسعي في إصلاح ذات البين


لعله اثر هذا الكلام على قلوبنا وعقولنا وضمائرنا فأزاح عنها غبش وآثار الخصام والتقاطع والتجافي وان لم يؤثر كل الذي ذكرته أقول لذلك القلب والعقل والضمير ما قاله الشاعر :


الى ديان يوم الدين نمضي **** وعند الله تجتمع الخصوم !! .