طيلة عقود، اعتقد العلماء والعامة أن تربة كوكب المريخ حمراء اللون، ليصبغوا اللون الأحمر ضمن صفة من صفات الكوكب المُثير للخيال، إلا أن مركبة الفضاء التابعة لناسا والمعروفة بـ«كريوستى» أثبتت أن التكهنات خاطئة، فأثناء عمليات الحفر حصلت المركبة على مجموعة من عينات التربة التي يظهر لونها رماديًا مائل إلى الزرقة.
بدأت مهمة الحفر منذ أكثر من 600 يوم في منطقة تُسمى «مرتفعات بارموب» وذلك بغرض معرفة كيف تطورت بيئة المريخ من الرطوبة إلى الجفاف، لتكتشف المركبة إن الطبقة العليا الحمراء مُجرد «غبار» يقبع تحته تربة مُختلفة تمامًا، في لونها وتركيبها، عن الظاهر للعيان.
«السليكون والألمونيوم والكالسيوم والبوتاسيوم علاوة على الأكسجين» مكونات لتربة المريخ عرفها العلماء منذ زمن طويل، غير أن التحاليل الكيميائية التي قامت بها «كريوستى» أثبتت أن العنصر المُهيمن على تركيب الكوكب هو «السيلكون» الذي يتوقع العلماء أنه هو السبب لأكساب الكوكب ذلك اللون الأحمر الخادع، فبمرور الزمان، تأكسد السليكون مع ذرات الحديد لينتج ذلك اللون الذي تسبب في خداع البشرية طيلة عقود.