اللسان ... وما أدراك ما اللسان ...

أخطر عضلة في جسم الإنسان على الإنسان نفسه ...

سلاح خطير ... ذو حدّين

فإما أن يكون لك ...

وإما أن يكون عليك ...

فطوبى لك إن كان لك ,,,

وويل لك إن كان عليك

كثيراً ما نسمع الناس تقول: (لسانك حصانك , إن صنته صانك , وإن خنته خانك)

وهذا المثل صحيح بكل معانيه ...

وهو مستوحى بشكل مباشر من حديث نبويٍ شريف...

عن معاذ بن جبل قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل. قال: ثم تلا ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع...)) حتى بلغ ((... يعملون)) , ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد , ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت: بلى يا نبي الله , فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا , فقلت: يا نبي الله وإنا المؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).

لا إله إلاّ الله ...

وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم)

وقال أيضا: (إن الرجل ليلقي بالكلمة لا يلقي لها بالا , تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا)

وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت... إلى آخر الحديث)

وقال أيضا: (إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء)

فكل هذه الأحاديث تحذّر الإنسان من مغبّة الوقوع في هذا الفخ القاتل ...

فخ اللسان الذي لا يحسب حسابا للكلمة التي يقولها ...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتمعت أربعة ملوك , ملك الروم وملك فارس وملك الصين وملك الهند فتكلموا بأربع كلمات كأنهمم رموها عن قوس واحد . قال ملك الروم: إذا قلت الكلمة ملكتني وإذا لم أقلها ملكتها . وقال ملك فارس: أنا على ما لم أقل أقدر مني على ما قلت . وقال الثالث: أنا لم أندم على ما لم أقل وقد ندمت على ما قلت كثيراً . وقال الرابع: عجبت لمن يتكلم بالكلمة إن وقفت عليه ضرته وإن تجاوزته لم تنفعه)

وقد قال الشاعر:






























يموت الفتى مـن عثـرةٍ بلسانـهِ














وليس يموت المرءُ من عثرة الرجلِ





























فعثـرةٌ بلسانـه تطيـح بـرأسـه





























وعثرة الرجل تبـرأُ علـى مهـلِ



















وقال الآخر:






























احفظ لسانك أيهـا الإنسـانُ














لا يلدغنّك , إنـه ثعبـانُ !!





























كم في المقابر من قتيل لسانه





























قد كان هاب لقاءهُ الشجعـانُ




















وقال الآخر:









































الصمت زين , والسكوت سلامةٌ فإذا نطقت فـلا تكـن مكثـارا


























ما إن ندمت على سكوتي مـرةً















ولقد ندمت على الكلام مـرارا





















فإذا كانت كل هذه الأحاديث النبوية الشريفة ... والأبيات الشعرية الحكيمة التي صدرت من مجرّبين وحكماء لم تردعنا عن قوْلِ الحماقات , فماذا يردعنا؟

دعوة إليكم إخواني وأخواتي إلى التفكير في القول قبل الكلام , وأن نحسب ألف حساب للكلمة قبل أن تلقي بنا في نار جهنم !!