ابتكرت شركة فلسطينية ناشئة، تقنية جديدة للتحكم فى الكمبيوتر المحمول والهاتف الذكى عن بعد تعتمد على قراءة حركة الجسم.

تأسست شركة بلاى فريسكو عام 2013 بتجارب أجراها فراس عبد الحق خريج جامعة النجاح فى نابلس على تقنية التفاعل مع الحركة.

ثم كون عبد الحق فريقا مع زميلى الدراسة منير الأغبر وصدقى دويكات لاختبار أبعاد الفكرة إلى أن نجح الفريق فى تحقيقها.

إلا أن أعضاء الفريق لم يكونوا واثقين فى بادئ الأمر من التطبيقات التى يمكن أن تستخدم فيها تقنية بلاى فريسكو إلى أن رأى عبد الحق ابن أخته الصغير يلعب ببكرة شريط لاصق مفترضا أنها مقود سيارة.

وقال عبد الحق "كان يلتقط أى شىء من حوله ويحوله إلى لعبة مفضلة ويستمتع بها كثيرا. ففكرت.. ماذا لو تمكنت أن أجعل منتجى يفعل الشىء عينه.. ماذا لو جعلت هذا المشروع وسيلة لتستمتع بأى شىء حولك بعد أن تحوله إلى لعبتك المفضلة؟"

بلاى فريسكو جهاز يستشعر حركة جسم المستخدم ويحولها إلى إشارات رقمية يرسلها إلى جهاز الكمبيوتر المحمول أو الهاتف الذكى.

وقال عبد الحق "تصور أنك فى المطبخ وأن يديك متسختان لأنك تطهو أو تفعل شيئا من هذا القبيل فلن تستطيع أن تلمس هاتفك حتى لا يتسخ. ثم تخيل أنك تستطيع أن تمر بيدك فوق الخزانة أو فوق طاولة مطبخك لتغيير الصفحة.. للعودة إلى الصفحة السابقة أو المرور إلى الصفحة التالية.. أو لزيادة علو الصوت أو خفضه."

وأضاف أن ابتكار بلاى فريسكو سيمكن استخدامه بعد ذلك للتحكم فى أى جهاز يعمل بتقنية بلوتوث، وقضى فريق المهندسين الفلسطينى 3 أشهر فى أوروبا حيث عرضوا ابتكارهم واشتركوا به فى عدة مسابقات. وفازت تقنية بلاى فريسكو بالمركز الثانى فى مسابقة (إى نوفيشن) فى بولندا. ثم اختيرت التقنية للاشتراك فى مسابقة هاردوير باتلفيلد التى تنظمها تك كرنش فى لاس فيجاس بالولايات المتحدة. لكن عبد الحق والأغبر ودويكات اضطروا للتخلف عن الاشتراك فى المسابقة التى أقيمت فى يناير بعد أن فشلوا فى الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة قبل موعد بدء المنافسات.

وذكر عبد الحق أن غالبية المبتكرين يواجهون خيارا صعبا بين الاستمرار فى وظائفهم أو التفرغ للعمل فى مشاريعهم الخاصة وأن هذا التحدى أكبر كثيرا للفلسطينيين مع تزايد معدلات البطالة فى الضفة الغربية التى بلغت 23%.

لكن فراس عبد الحق اتخذ القرار الصعب واستقال من عمله بإحدى شركات البرمجيات فى نابلس ليتفرغ لمشروع بلاى فريسكو، وثمة عقبات أخرى كثيرة يواجهها المبتكرون الفلسطينيون.

وقال عبد الحق "الحصول على الإلكترونيات أمر بالغ الصعوبة فى فلسطين. يمكن الحصول على الإلكترونيات الأساسية لكن لا يمكن الحصول على الإلكترونيات الصغيرة. لا تستطيع الحصول على الإلكترونيات التى تريدها. ليست لدينا طابعات ثلاثية الأبعاد وكانت هذه مشكلة ولذلك صنعنا نموذجنا الأولى من الورق المقوى وكان شكله بشعا وحجمه ضخما."وتمكن الفريق فى آخر المطاف من استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد فى أوروبا لصنع نموذج أول جديد.

لكن أعضاء فريق بلاى فريسكوا ذكروا أن الدعم الذى حصلوا عليه من عائلاتهم ومن جامعة النجاح ومن الفلسطينيين بوجه عام زاد تصميمهم على النجاح وتخطى العقبات.

وقال صدقى دويكات مدير العمليات بمشروع بلاى فريسكو "تمثيل فلسطين بمشروع جديد وحديث أمر مختلف تماما. أنا أشعر بالفخر.. كلنا نشعر بالفخر بذلك."

ويعمل الفريق حاليا على تطوير نموذج أول أصغر من تقنية بلاى فريسكو شكله أكثر جاذبية ويواصلون التجارب لزيادة كفاءة وفعالية برمجيات التقنية تمهيدا لبدء إنتاج جهاز للمستخدم العادى يصنع فى جمهورية التشيك.