بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زارها أحد الرّحالة الأجانب في القرن التاسع عشر فقال عنها :

" المرقب اشبه بمدينة فريدة من نوعها , تقع على صخرة كبيرة مشرفة على كل ما حولها يمكن الوصول إليها في حالة النجدة ولا يمكن الوصول إليها اثناء القتال , النسر والصقر وحدهما يمكنهما التحليق فوق أسوارها "
.
.
إن أغراكم الكلام .. فيمكنكم التحليق ..
.
.
الاستقبالُ الآسر، وهي تزهو بجمال وسط الطبيعة الخضراء .. والعلم السوريّ يرفرفُ من فوق بشموخ..




كما ورد تعريفها في معجم البلدان لياقوت الحموي » انها اي المرقب هو اسم الموضع الذي يرقب منه , بلد وقلعة حصينة تشرف على ساحل بحر الشام وعلى مدينة بانياس « .‏

» اطلق عليها بالعربية اسم المرقب (Marqab) وباليونانية ماركوبوس‏

( Markappos) ومارشابين (Marchappin ) وبالفرنجية مرغات ( Margat) ومارغاتوم (Margathum ) ومرغانت ( Margant)



تاريخ البناء‏

شيدت القلعة فوق ذروة جبل متاخم للبحر , تتخذ الشكل الثلاثي لمحيط قمة التلة وقد تنافس عليها البيزنطيون والعرب طوال القرن الحادي عشر الميلادي .‏



ورد ذكر القلعة في المصادر العربية عام 1047 م عن بانيها الاول حيث اقيمت على اثر بناء قديم في عهد هارون الرشيد وفي عام 1062 م ذكرت المصادر العربية أن اول من بناها هو رشيد الدين بن سنان شيخ القبائل العربية الجبلية التي تقيم في المنطقة وفي عام 1104 م شغلت القلعة من قبل القوات البيزنطية اما في عام 1116 - 1118 م فقد تخلى عنها صاحب المرقب بن محرز إلى روجير امير انطاكية بعد مفاوضات طويلة مقابل ولاية اخرى وبدوره روجير اهداها إلى اسرة مانيسوير وفي عام 1170 م اصاب القلعة زلزال ثم انتقلت في عام 1186م إلى حيازة الاسبيتارية مقابل اجر سنوي .‏

وفي عام 1188 م مر صلاح الدين بالقلعة في طريقه إلى شمال سورية ولكنه لم يهاجمها بسبب اصحابها الجدد من الاسبيتارية لما قاموا به من اصلاحات واسعة وفي عام 1204 م حاصر القلعة سلطان حلب الملك الظاهر غازي ودمر اجزاء منها .‏

المرقب‏ بين يدي العرب


قام السلطان قلاوون بتجهيز المجانيق والات الحديد والنفط والنشاب وشرع بالمسير حتى ظهر امام القلعة في 17 نيسان 1285 م ونصب المنجنيقات وادوات الحصار وبدأ القتال واشتد الحصار والقتال حتى بدت الثغرات في الاسوار وايقن الفرنج انهم قتلى فطلبوا الامان لانفسهم بعد دفاعهم عن القلعة اكثر من 35 يوماً وقد اجاب السلطان قلاوون بالعفو والامان رغبة منه في بقاء الحصن كما وافق لاهل المرقب بالخروج من القلعة مع كل ما يستطيعون حمله من خمسة وخمسين حصاناً وبغلاً محملين بما يرغبون وعلاوة على ذلك سمح لكل فارس بحمل الفين قطعة ذهبية .‏

وكان لهذا الفتح العظيم اثره على كافة الاقطار العربية حيث عمت البشائر بالنصر العظيم بعد ذلك استخدم السلطان قلاوون القلعة كمركز للتحركات العسكرية ضد الصليبيين ووضع فيها حامية قوية واصبحت مركز لولاية هامة ربطت بأمارة طرابلس ويخلد ذكر فتح القلعة كتابة تذكارية على البرج الامامي الجنوبي هذا نصها :‏

غزا هذه القلعة المحروسة وبنى هذا البرج المقدس .. السلطان ... قلاوون في اشهر سنة 684ه¯ - 1285 م .‏


لقطة من إحدى النوافذ الداخلية




منشآت القلعة وبنيانها‏


تتألف القلعة من سور مزدوج محصن بأبراج نصعد اليها بواسطة درج يؤدي إلى مدخل ثم ردهة » البرج المربع « تمتد الابراج على محيط القلعة وتسيطر على ساحات واسعة وقد زودت بمرام للسهام والحجارة .‏

البرج الواقع في الشمال الشرقي شيد زمن سيطرة العرب على القلعة اما البرج الجنوبي فقد شيد في عهد قلاوون وقد حفر خندق عميق عند الجهة الشرقية من القلعة لتأمين الحماية والمنعة لها , ومن منشآت القلعة المسجد والثكنة اضافة إلى اسطبلات ومخازن ومستودعات .‏



لقطة لمخزن المؤونة يتسع لغذاء يكفي لخمس سنوات !



وهنا لقطة لجدار أصيب بالمنجنيق :


في الخارج .. التقاء الأرض والسماء



وفي الداخل .. للتاريخ حكايات رائعة لا تُنسى ..


إطلالة على الجمال ..



ونافذة تتحدثُ بصمت ..


وتلويحة من طفل صغير قبيل الوداع



سَيرٌ في المتاهات ..



مُصافحة للشموخ ..




.
.


.
.

.
.
إطلالة على البحر المتوسط :


.
.

وتأخذنا الطريق الملتوية محملين بأعذب الذكريات