نحن على موعد معه مرة كل شهر ، هو بيان البطالة الاميركي الذي يأخذ على عاتقه ايضاح بعض الاشياء أحيانا ، ويحرك الاسواق غالبا . هو يأتي ويطبع التعاملات بطابعه . ولكنه هذا الاسبوع يترافق مع بيان آخر نعطيه أهمية لا تقل عنه بكثير . انه بيان ال ISM الاميركي . قطاع الصناعة يصدر يوم الاربعاء ، قطاع الخدمات يوم الجمعة وبعد صدور بيان البطالة .
بيان البطالة مرشح بقوة لان يحمل لاوكتوبر نتيجة افضل من نتيجة الشهر السابق ، التي لم تحمل من الوظائف المستحدثة الا 53 الف وظيفة ، بينما المعدل العام الذي يرضي الاسواق عادة والذي يوحي بكون قطار الاقتصاد الاميركي على الخط السليم ، لا يقل عن ال 170 الف وظيفة .
هذا الشهر اذا مرشح لان يحمل نتيجة افضل من
سابقه ، بحيث ان عدد الوظائف المستحدثة تعاود الارتفاع الى ما فوق ال 100 الف . ولكن هذا الارتفاع ان بقي بمحيط ال 100 فقط فهو بتقديرنا لن يكون مرضيا او مطمئنا ، الأجواء التشاؤمية المحيطة حاليا بالدولار تحتاج الى أكثر من ذلك لتعاود فتح شهية المستثمرين على الورقة الخضراء .
هذا عن بيان البطالة الشهير ولكنه ليس وحده لافت الانظار هذا الاسبوع ، فماذا عن بيان ال ISM الغني عن التعريف ايضا ؟
هو ايضا مرشح لان يحمل مفاجأة سلبية بتراجع محتمل الى مستويات تفوق الحد الذي تجري التقديرات عليه حاليا حول ال 53/54 نقطة . ان تحقق ذلك فان ثقلا على الدولار سوف لن يكون منه منجى !!
هذا عن البيانين الشديدي الاهمية هذا الاسبوع . ولكن ما تبقى منها كيف يمكن النظر الى ما ستحمله من انباء ؟
بنظرة اجمالية لا ننتظر انباء مفرحة لحملة الدولار هذا الاسبوع ، وعليه فان متابعة الدولارمسيرته في الطريق الوعرة امر مرجح ان رأيناها على ضوء المعطيات البيانية . الصورة المتوقعة هي داكنة ، والبيانات القادمة مرشحة لان تزيد الشعور والقناعة بان الاقتصاد الاميركي على ضعف مستمر .
بيانات الناتج القومي الاجمالي الصادرة يوم الجمعة الماضي لا يجوز ان تمرر نتائجها دون توقف طويل عندها . التخوفات التي سرت في السوق قبل صدورها حول امكانية تراجع حاد فيها كانت صادقة . والنتيجة جاءت على تراجع يثقل على الأذن سماعه . الى ذلك فان واقعا آخر يزيد الثقل ثقلا : ان خرّجنا من النتيجة العامة بيانات مبيعات السيارات فان نتيجة الناتج القومي تتراجع من 1.6 الى 0.9% . الكلام غير مريح ، وغير سار ، وغير مبشر . نرى ان التخوفات مبررة بالنسبة لضرورة التفكير بتخفيض الفائدة في العام 2007 ، ومن الممكن جدا ان تزيد نسبة الميالين الى ترجيح هذا المسلك في الاستفتاءات القادمة . هذا امر سيكون طبعا مصدر ضغط على الدولار .
والفدرالي !
الفدرالي الذي درج منذ مدة على التطمين بان النمو بخير ، وان التراجع في قطاع العقارات هو مرحلي وتصحيحي وطبيعي و و و . هل يستمر على ما دأب عليه ؟ ام تراه سيعمد الى التحذير ايضا في بياناته القادمة ؟
الماضي يدلنا على ان نبرة الفدرالي طيعة جدا : هي مرشحة للتغير بشكل واضح - حتى للانقلاب - بين شهر وآخر . ان دعت الضرورة لذلك طبعا .
واليورو ؟
اليورو يعيش حاليا في عالم آخر . عالم بعيد عما تقدم .
الفائدة سترتفع في ديسمبر ان لم ترتفع في اجتماع يوم الخميس ( وهي لن تفعل على الارجح ) .
اعضاء الفدرالي المتحمسون لرفع الفائدة رأوا مؤخرا في ارتفاع الكتلة النقدية سببا جوهريا لعدم اقفال الباب امام الفائدة . هذه الاجواء تشجع حملة اليورو على عدم التخلي عنه ، تشجع من لا يحمله على حمل شيء منه ، تشجع بنوكا مركزية على تحويل جزء ولو يسير من الاحتياط ، تشجع المضاربين على استغلال هذا الوضع طمعا بتحقيق ارباح سريعة .
هل يعني انه باتجاه ال 1.3000 ؟
الاجواء الحالية لا تمنع التفكير بهذا الاتجاه ، قد يبلغها في الاسابيع القليلة القادمة ، ولكن !
لكن وصيتنا لمن يحمله ان يتابع تسقط أخبار الدولار ، وأخبار اليورو ايضا ، وان يكون جاهزا وقادرا نفسيا وفكريا على تغيير رأيه ان دعت الحاجة لذلك .


منقول للفائده