أبحاث ودراسات كثيرة، تجرى الآن لمنع حدوث مرض السكر، بعد أن وصل عدد المصابين بمرض السكر إلى أكثر من 300 مليون مريض على مستوى العالم، والأبحاث الخاصة باستخدام الخلايا الجذعية تجرى الآن فى العالم لعلاج أو للوقاية من حدوث مرض السكر.

ألقى الدكتور مرسى عرب أستاذ السكر والغدد الصماء بطب الإسكندرية، رئيس الرابطة المصرية للسكر، نائب رئيس الاتحاد الدولى للسكر الأسبق، محاضرة عن استخدام الخلايا الجذعية فى ترويض الخلايا المناعية لمنع تحطيم الخلايا المنتجة للأنسولين كوسيلة من وسائل علاج مرض السكر فى الأطفال المصابين بمرض السكر من النوع الأول.

وأوضح أنه يتم إصابتهم بالمرض، بسبب مهاجمة نوع من خلايا الجسم، حيث يؤدى ذلك إلى التفاعل المناعى لأنه يهاجم الخلايا المنتجة للأنسولين فى البنكرياس ويحطمها فيسبب وقف إفراز الأنسولين.

وأكد الدكتور مرسى، أنه فى الوقت الحاضر يتم بوسائل علمية متعددة استخدام الخلايا الجذعية، سواء منها الذى نحصل عليها من الأجنة البشرية، أو من أجسام البالغين فى تخليق خلايا جديدة قادرة على إفراز الأنسولين، وتعويض الفاقد من الخلايا الأصلية.

وأشار إلى أنه حديثا، وجد أن أحد المصادر الغنية بالخلايا الجذعية، هو الدم الموجود فى الحبل السرى بعد ولادة الأطفال الأصحاء، وبذلك أمكن الحصول على مصدر غنى بهذه الخلايا دون الحاجة إلى استخدام الأجنة البشرية والدخول فى مشاكل أخلاقية واجتماعية متعددة.

وبين أن هذه الخلايا التى يتم الحصول عليها من دم الحبل السرى، استحدثت طريقة جديدة، لتحضين هذه الخلايا الجذعية فى أجهزة خاصة خارج الجسم مع الخلايا المعروف عنها أنها المسئولة عن التفاعل المناعى، الذى يحطم خلايا البنكرياس الأصلية، وهذا يؤدى إلى ترويض تلك الخلايا الشرسة القاتلة المسئولة عن التفاعل المناعى، ونتيجة لذلك تحدث حماية لخلايا البنكرياس من التدمير المؤدى إلى حدوث مرض السكر دون دخول الخلايا الجذعية نفسها للجسم.

وقال إنه بالنسبة لمرض السكر من النوع الثانى الذى يصيب الكبار، أظهرت الأبحاث العلمية، أن حدوث مقاومة جسم المريض للأنسولين تنشأ من تفاعلات مناعية يمكن أيضا التعامل معها، وترويضها لوقاية جسم المريض من آثارها عن طريق استخدام الخلايا الجذعية، بتطبيق نفس الفكرة العلمية.

وأضاف أنه تم تجربة هذه الطريقة على بعض المرضى إلا أن شيوع استعمالها عمليا لابد أن يمر بمراحل واختبارات عديدة، تحتاج لعدة سنوات حتى تصبح وسيلة معتمدة معترف بها.