تطهير القلب من الشحناء والحقد والبغضاء ..



قال صلى الله عليه وسلم :



(يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان ،



فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك ، أو مشاحن)



حسن صحيح



لا أدري لماذا نُحمّل قلوبنا فوق طاقتها ؟!



لماذا نتحسس من كلام هذه ونصيحة تلك وتعامل الأخرى ؟!





قال تعالى:



{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}



الله يبتلينا بكل من نجدهم في طريقنا ليرى سبحانه كيف نعاملهم ؟!



فلا تلتفتِ لهم بل التفتي لنفسك كيف ترضين الله بتعاملك معهم..



فحين تجدين من أمامك يعامل كل الناس من حوله بتعامل



معين ثم حين تأتين أنتِ تُصدمين بأنّه مختلف عما رأيتيه ..



فترين عجبا وشيئا مختلفا لم تُحبيه فتُصدمين وتكبر الصدمة



داخلك حينها لا تتألمين



ولكن اعلمي أن الله ابتلاك بذلك فانظري ماذا تعملين ؟!



وكيف تعاملينه ؟!



ولا تُحمّلي قلبك مالا يطيق!!



وحين تُقابلين من تجدين فيها صفات تُحبينها تجدينها



حقا كما تريدين فتلهجين حمداً بداية ..



ثم مع الأيام تجعلينها في مكانة فوق مكانتها فلا ترين بعد ذلك سواها !



حينها .. اعلمي أن الله أيضا ابتلاكِ بها.. فانتبهي ولا تطغي في الميزان !



كل أولئك الأشخاص يجعلهم الله في طريق حياتنا ..



ليبتلينا بهم ويرى سبحانه (أنصبر؟!)



ليرى سبحانه كيف هي قلوبنا وبماذا نعامل هؤلاء ..



هل بما يُرضي أهواءنا أم بما يُرضي الله عنّا..؟!



الأمر يا أحبّة أعظم مما نتخيّل والله ..



لا ادري حقيقة لماذا نُحمّل قلوبنا فوق ما تُطيق !!



كل من تألمنا منهم وآذونا ورأينا منهم مالا نحب ..



لنُطهر قلوبنا من آثار جراحهم حين نعلم يقينا



(وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ)



لا تبقوا في قلوبكم لهؤلاء نقاطا سودا



ء قد يظلم بعدها القلب فلا يعود كما كان ..



حافظوا على قلوبكم .. ولا تُحمّلوها ما لاتُطيق !



وأقولها مرارا .. لا تُحمّلوا قلوبكم مالا تطيق ..



فكلما حملنا في قلوبنا حقدا , غلا , بغضا , كرها , مقتا , حسدا , لأحد



كلما بات ثقيلا جدا ومُظلما جدا .. فأنّى لنا بعدها بقلب سليم !



كلما توجعتِ وتألمتِ من أحد أو صدمت بأحد ذكري نفسك بـ



(وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً)



وقولي يارب أنت شهيد على مافي قلبي فأعنّي على أن أعاملهم



بما يُرضيك ولا عليك حينها كيف يراك الآخرون ؟!



طيبة ؟ أم ساذجة ؟! أم ضعيفة شخصيّة؟!



أنتِ فقط عامليهم بما يُرضي الله



وأنتِ موقنة أن الله عليم شهيد بما في قلبك ..



فـ قولي لنفسك : لايهم ,



مادام الله يعلم أني أريد رضاه فلا يهم أولئك .. واصدقي في ذلك !



حينها والله سيُرضي عنك خلقه وإن لم يكن ذاك فسيرزقك



ويعوضك بأناس هم خير منهم والله سيعوضك ..



وسيُنزل على قلبك راحة وأنس فلا تحملي غلا لأحد ..



ثم وإن حصل أن صُدمتِ فتألمتِ وتوجعتِ.ِ . ذكري نفسكِ أيضا بـ



(... وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...)