الكثير من الناس يعانون من مشاكل في الذاكرة، وليس فقط نتيجة للخرف او مرض الزهايمر. ما هي العلاقة بين الضغط ومشاكل الذاكرة وما هي تمارين تقوية الذاكرة البسيطة التي تساعدكم على تذكر الكثير من المعلومات بسهولة وببساطة؟


تقوية-الذاكرةالذاكرة هي امر حيوي في كل جانب من جوانب حياتنا. جميعنا نعيش لحظات “تخدعنا” فيها ذاكرتنا من حين لاخر، احيانا حتى تسبب لنا الاحراج، مثل نسيان اسماء الاشخاص او عدم القدرة على التعرف على الوجوه المعروفة.


مشاكل الذاكرة هي ليست فقط مرض الزهايمر والخرف، فكجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية فان الانسان قد يعاني من مشاكل في الذاكرة التي لا تشير بالضرورة الى وجود مرض.


على الرغم من تراكم الكثير من المعرفة – النفسية والفسيولوجية – لدى الباحثين حول كيفية تكون الذاكرة واسترجاع المعلومات، فهم في الحقيقة ما زالوا في مرحلة بداية فهم الذاكرة وكيفية عمل الدماغ البشري. ومع ذلك، فقد اكتشف العلماء معلومات رائعة يمكن ان تساعد كل واحد منا لكي يتذكر بشكل افضل.


يقول المنطق اننا نتذكر بشكل افضل ما يهمنا. الشباب يمكن ان ينسوا قواعد بناء الجملة وحتى كيفية وضع الحركات على الكلمات، ولكنهم قد يتذكرون كل مباراة مهمة اجريت في الدوري في الموسم الماضي.


هناك بحث يؤكد قوة الفضول. في هذه الدراسة عرضت على المفحوصين وجوه لاشخاص مختلفين، واثناء عرض الصور سئل المفحوصين اسئلة مثل هل كنت تشتري سيارة مستعملة من هذا الرجل؟ هل هي ممثلة؟ هل هذا الشخص خجول؟


معظم الناس يميلون الى استخدام تقنيات تقوية الذاكرة التقليدية التي يذكرون فيها لون الشعر، مبنى الوجه او كل علامة مرئية اخرى، ولكن المشاركين تذكروا هذه الاوجه بشكل افضل ايضا في وقت لاحق بسبب حقيقة طرح السؤال الى جانب عرض الصورة.


بالمناسبة، المشاركين تذكروا الاوجه التي عرفها الباحثون بالجميلة بسهولة، على ما يبدو بسبب الاهتمام والفضول.



العلاقة بين الضغط ومشاكل الذاكرةالسبب الاخر هو الضغط. تماما مثلما لا يتعلم الاطفال بشكل جيد عندما يكونون خائفين، فان الكبار يمكن ان يكونوا مشتتي الذهن نتيجة الضغط او القلق، ونتيجة لذلك فمن المرجح ان ينسوا الاشياء. عندما يكون الشخص تحت ضغط فمن الصعب الوصول الى الاجزاء الاعمق من الدماغ حيث يتم تخزين الذاكرة، ولذلك فتقنيات الاسترخاء مثل التامل والتنويم المغناطيسي هي وسائل رائعة للتذكر.
عندما تكونون عصبين ومكتئبين، فاخر شيء تريدون سماعة هو ان يقولوا لكم اهدئوا. ومع ذلك، فيمكن تعلم التقنيات التي من شانها تحسين الذاكرة لديكم. والتي يستخدم بعضها من قبل اولئك الذين يتعلق عملهم بالذاكرة، ويفاخرون بذاكرتهم الرائعة.



كيف تتذكرون الاشخاص والمهام المطلوبة منكم؟عندما تقابلون شخصا غريبا، فبالاضافة الى تذكر ملامح وجهه يجب عليكم ان تسالوا انفسكم اسئلة متعلقة به. على سبيل المثال: هل كنتم ستشترون سيارة من هذا الشخص. اربطوا اسم الشخص، وكونوا لانفسكم صورة وهمية له مع السيارة.


او اذا قابلتم شخصا اسم عائلته احمر، فحاولوا تخيل ان وجهه احمر. اذا كان الاسم صعبا، فاطلبوا منه ان يذكر حروف اسمه وحاولوا ان تروا الاحرف في عقلكم. حاولوا ايضا تكرار اسمه اثناء الحديث معه.


اذا كان لديكم العديد من المهام فكرروا تسلسلها في عقلكم، تخيلوا انفسكم تدخلون الى السيارة، تتوقفون في البنك، تواصلون الى مكتب البريد وهكذا. بهذه الطريقة حتى لو كنتم قد نسيتم ان تاخذوا الورقة التي سجلتم عليها قائمة كل المهام المطلوبة، فان احتمال ان تنسوا المهام يقل.


يوصى بعدم وضع اكثر من سبع مهام او احداث في مخيلتنا، فسبعة اشياء هي الحد الاقصى لمجموعة من المهام التي يمكن ان نتذكرها، كما يقول الخبراء.


ابتكروا طرق خاصة بكم لتذكر الاشياء وتقوية الذاكرة. يمكنكم استخدام قافية الكلمات، العاب الكلمات وكل تقنية اخرى من شانها ان تساعدكم على التذكر.


اذا كنتم في حاجة لحفظ خطاب فافعلوا ذلك في المساء، فقد وجد ان الذاكرة طويلة المدى تعمل على نحو افضل مع تقدم ساعات اليوم، وبان النوم يشكل نوعا من الحاجز الذي يمنع اختلاط الشيء الذي تدربتم عليه قبل النوم مع ذكريات اخرى.


بالاضافة الى ذلك ينبغي حفظ الخطاب لفترة عشرين دقيقة في كل مرة وبعد ذلك اخذ قسطا من الراحة ثم المواصلة في وقت لاحق. في كل الاحوال لا ينبغي تخصيص اكثر من ساعتين لحفظ الخطاب.


الدماغ، مثل الجسد، يحتاج الى التدريب. قد يبطا عمل الذاكرة مع التقدم في العمر، لكن مع ذلك يمكن تقوية الذاكرة حيث انها لا تضيع طالما لم يتم تشخيص الخرف السريري لديكم، والتي هي مشكلة نادرة، او مرض الزهايمر.


يدعي البعض ان بعض الاطعمة الغنية بمركب الكولين، مثل البيض، فول الصويا والكبدة، قد تساعد الدماغ والذاكرة. سواء كان ذلك صحيحا ام لا، فليس هناك شك في ان اللياقة البدنية والتغذية السليمة ضرورية للدماغ وجيدة لجميع وظائف الجسم المختلفة. وينبغي ان نتذكر هذا.