قال تقرير لوزارة الخارجية البريطانية إن مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الحالى فى بريطانيا كانت واضحة فى الجامعات البريطانية ومراكز الرعاية الصحية، ووسائل الإعلام، حيث تبث القناة الرابعة البريطانية آذان الفجر طوال الشهر الكريم، فضلا عن عرض سلسلة من البرامج فى إطار التعريف برمضان، كما أقيمت خيم رمضانية فى أماكن عدة، منها جامعة لندن.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روزمارى ديفيس "أكدت مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان فى بريطانيا التنوع الثقافى والدينى الذى يعتبر سمة أساسية من سمات المجتمع البريطانى".

وأضافت فى التقرير الذى حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه: "تحرص الحكومة البريطانية على هذا التنوع وتعمل على حمايته ودعمه".

ونقل التقرير عن فاروق مراد، الأمين العام لمجلس مسلمى بريطانيا قوله إن المجلس يرحب بقرار القناة الرابعة بث برامج عن شهر رمضان وكذلك بث آذان الفجر خلال الشهر الفضيل "حيث يصوم الملايين من مسلمى بريطانيا، ويتجمعون لصلاة الليل وينفقون المال فى سبيل الخير ولصالح الفقراء والمحتاجين".

وأضاف فى التقرير المقرر نشره على مواقع سفارات بريطانيا بدول الخليج الأسبوع المقبل "شهر رمضان هو شهر خاص ومميز جدا لدى المسلمين، والإقرار العام به يتعدى كونه رمزا للانتماء والتضامن إذ سيساعد، كما نأمل، بإعطاء صورة واقعية أكثر عن الإسلام والمسلمين".

وتابع "حتى الآن، ساهمت الحلقات التى بثتها القناة بإضفاء نفحة جديدة ومنصة للحوار بين المسلمين، كما أتاحت لغير المسلمين تشكيل رؤية صحيحة عن الإسلام والمسلمين، نأمل أن يستمر هذا النوع من الحوار والانفتاح بعد رمضان ونأمل أن يشجع وسائل الإعلام الأخرى أن تحذو حذوها".

وذكر التقرير أن "العديد من المساجد تفتح أبوابها للناس بصرف النظر عن دينهم للانضمام إليها وتناول وجبات الإفطار".

وتضم سلسلة البرامج التى تبثها القناة الرابعة حول رمضان فيلما وثائقيا مع راشد خان، لاعب الرجبى السابق، الذى سافر إلى أنحاء بريطانيا لاستكشاف الاستعدادات لدى المسلمين لشهر رمضان، حيث تحدثوا عن كيفية التعامل مع الحياة اليومية، والآثار الجسدية والروحية للصوم.

من ناحية أخرى، أقام طلاب وخريجو كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن خيمة رمضان فى الجامعة تقدم وجبات الإفطار، ووجهوا دعوات للمشردين، وكذلك لأبناء الأديان الأخرى للانضمام إلى الخيمة.

ويقدم مركز "سان جوزيف" للرعاية الصحية فى لندن الخدمات الطبية والنصائح للمسلمين المصابين بالسكرى، خلال صومهم شهر رمضان.

كما أطلقت مجموعة من المتطوعين بالتعاون مع المنظمة الخيرية لمرضى السكرى فى بريطانيا "ديابيتيس يوكي" مشروعا تثقيفيا معلوماتيا لمساعدة مرضى السكرى من المسلمين الصائمين خلال شهر رمضان، ويتضمن المشروع عرضا تقديميا تم نشره على الإنترنت وكذلك فى بعض مناطق العاصمة، للمساعدة فى رفع مستوى الوعى حول القضايا التى تتعلق بصوم مرضى السكرى.

والهدف من هذا المشروع، بحسب موقع المؤسسة الخيرية هو مساعدة الصائمين من مرضى السكرى، وقد ذكر أنه تم توزيع هذا المعلومات على ستة مساجد فى لندن.

وقالت جين باتل، مدير التنوع والمساواة فى المؤسسة، إنه "أمر رائع أن نرى متطوعين يقودون زيادة الوعى فى الحفاظ على الصحة الجيدة خلال شهر رمضان".

وكان وزير الخارجية البريطانى وليام هيج قال، فى بيان صحفى صدر عن الخارجية البريطانية، أن "رمضان شهر التأمل والتفكر.. شهر الإحسان والتراحم.. والشهر الذى يفكر فيه الأهالى والأصدقاء بمن هم أقل حظا وهناء. وعلينا ألا ننسى بشكل خاص المعاناة المروعة فى سورية التى ابتلى بها كافة الناس هناك. ونفكر بشكل خاص باللاجئين السوريين الذين يصومون رمضان فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط بعيدا عن أهلهم وأصدقائهم".

كما قال رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، فى بيان صحفى "إننى أفتخر بكونى رئيس وزراء أمة يستطيع أبناؤها أن يمارسوا معتقداتهم بحرية. ولا شك أنه مصدر فخر للمسلمين أن يبادروا جميعهم، حتى الذين يعانون منهم من ضائقة شديدة، إلى إعطاء القليل الذى عندهم، والدعاء بالخير للآخرين".