أظهرت بيانات أن مبيعات السيارات الجديدة فى الاتحاد الأوروبى تراجعت إلى أدنى مستوياتها، خلال سبعة عشر عاما فى يونيو، مع استمرار البطالة والركود الطويل فى التسبب فى إضعاف الطلب الاستهلاكى.

وقال اتحاد منتجى السيارات الأوروبى "أيه سى إى أيه" إن إجمالى التراخيص بلغ الشهر الماضى مليونا و134 ألفا و42 سيارة، بتراجع نسبته 6 , 5% بالمقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى.

ووفقا للاتحاد ومقره بروكسل، يمثل ذلك أدنى مستوى منذ عام 1996.
وقاد التراجع حدوث انخفاض شديد فى أكبر أسواق المنطقة للسيارات، وهى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، غير أن بريطانيا خالفت الاتجاه وسجلت زيادة نسبتها 4 , 13%.

وأوضح الاتحاد أن أسواق السيارات الجديدة بالاتحاد الأوروبى انكمشت بنسبة 6 , 6% فى النصف الأول من العام الحالى مقارنة بالفترة من يناير إلى يونيو من عام 2012.

وتأتى البيانات على خلفية تنامى أزمة فى صناعة السيارات الأوروبية مع اضطرار وكلاء السيارات وموزعيها إلى تقديم خصومات كبيرة وإغلاق مصانع وشطب وظائف مع وجود طاقة زائدة وتسجيل شركات السيارات خسائر متزايدة.

وسجل معدل البطالة فى الاتحاد الأوروبى الأوسع (27 دولة) 11% فى مايو. ويبذل الكثير من الدول الأعضاء بالاتحاد جهودا مستميتة من أجل الخروج من الركود. وأصبحت كرواتيا العضو الثامن والعشرين بالاتحاد الأوروبى اعتبارا من أول يوليو الحالى.

وتراجعت مبيعات سيارات العلامة الأساسية لشركة فولكسفاجن الألمانية أكبر منتج للسيارات فى أوروبا بنسبة 8 , 5% فى الشهر الماضى، فى حين سجلت شركة بيجو ستروين الفرنسية المنافسة هبوطا فى مبيعاتها بنسبة 8 , 10%.

ولا يزال حتى الآن الطلب القوى فى أكبر سوقين فى العالم للسيارات، الصين والولايات المتحدة يسهم فى تعويض الشركات الأوروبية عن التراجع فى أسواقها المحلية.

وقال اتحاد منتجى السيارات الأوروبى إن مبيعات "فيات" تراجعت بنسبة 5,5% بعد انخفاض مماثل فى سوق السيارات الجديدة بإيطاليا فى يونيو، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى. وتراجع إجمالى التراخيص بنسبة 3 , 10% فى النصف الأول من العام.

وكان الحال هو نفسه بالنسبة لكبرى شركات السيارات مثل تويوتا اليابانية إذ انخفضت مبيعاتها بنسبة 9 , 3% الشهر الماضى.
ولم يكن معظم شركات إنتاج السيارات الفارهة أفضل حالا إذ تراجعت مبيعات بى إم دبليو أكبر منتج للسيارات الفارهة فى العالم بنسبة 9 , 7%.

وتراجعت التراخيص الجديدة لسيارات "أودى" الفارهة التابعة لفولكسفاجن بنسبة 2 , 8%، بينما هوت مبيعات لكزس التابعة لتويوتا بنسبة 4 , 31%.

ونجحت شركة مرسيدس بنز فقط فى تحقيق مكاسب بعدما ارتفعت مبيعاتها بنسبة 7 , 2% الشهر الماضى.
وقفزت سيارات داتشيا الاقتصادية التابعة لشركة رينو بنسبة 17% ما ساعد الشركة الفرنسية على تسجيل زيادة طفيفة فى إجمالى مبيعات المجموعة.

وهناك بعض النقاط المشرقة الأخرى فى البيانات إذ إن اليونان والبرتغال اللتين تقعان فى قلب أزمة ديون منطقة اليورو قد سجلتا ارتفاعا فى أسواقهما للسيارات.

ففى البرتغال انتعشت تراخيص السيارات بنسبة 6 , 17%، كما سجلت اليونان زيادة بنسبة 2 , 2%.
لكن فى أيرلندا التى اضطرت أيضا إلى طلب برنامج إنقاذ من الاتحاد الأوروبى، انكمشت سوقها للسيارات الجديدة بنسبة 7 , 73%.