وحد ساسة كبار من جميع الأحزاب البريطانية الرئيسية الثلاثة صفوفهم اليوم الاثنين، لإطلاق وثيقة مؤيدة للاتحاد الأوروبى، محذرين من أن ترك التكتل سيكون "خطأ تاريخيا".

وتحت ضغط من الجناح القوى فى حزبه المحافظ والذى لا يدعم إقامة علاقات قوية مع التكتل، وعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بإعادة التفاوض على عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى وطرح النتائج فى استفتاء بحلول عام 2017.

لكن "النفوذ البريطانى"، وهى مجموعة متعددة الأحزاب تشن حملة للإبقاء على بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى وتقف وراء بيان اليوم، قالت إنه فى حين أن الاتحاد الأوروبى يحتاج لإصلاح إلا أن خروج بريطانيا قد يتركها "أضعف وأكثر فقراً".

وقال البيان الذى جاء تحت عنوان "أفضل حالاً فى أوروبا أفضل": "ترك الاتحاد الأوروبى لن يعرض اقتصادنا للخطر فحسب بل سيقوض علاقتنا السياسية مع الولايات المتحدة وتأثيرنا على الصين والهند وقوى ناشئة أخرى".

وقال التقرير إن بريطانيا بحاجة لقيادة جهود ترمى إلى "إعادة إطلاق الاتحاد الأوروبى بشكل فعال للقرن الـ21"، بما فى ذلك الجهود الرامية إلى جعل اقتصاد التكتل أكثر تنافسية ومرونة، وأضاف البيان: "سيكون التخلى عن هذه المهمة الآن خطأ تاريخيا، فى الوقت الذى سيكون فيه هناك حاجة إلى نفوذ بريطانيا أكثر من أى وقت مضى".

وقال الرئيس المشارك للـ"النفوذ البريطانى" ووزير حزب المحافظين أيضاً كينيث كلارك إن بريطانيا يمكن أن تجنى "المزيد من المكافآت الضخمة" عن طريق "بقائها منخرطة بإصرار فى أوروبا وبعزمها على المساعدة فى وضع أجندة عمل"، وأضاف "إننا نكسب عيشنا فى اقتصاد معولم وعالم تعتمد فيه الأمم على بعضها البعض فى معالجة المشاكل العالمية والإقليمية". ويعتبر هذا السياسى المخضرم المحافظ الوحيد الذى يؤيد أوروبا علنا فى مجلس الوزراء.

وقال عضو حزب العمال بيتر مانديلسون، وزير التجارة السابق، إن بريطانيا ستخسر الكثير بالخروج من الاتحاد الأوروبى وذلك فى مقابل "شعور ملتبس بالرضا بوقوفها وحدها فى العالم"، وتعهد بأنه "فى الوقت الذى سيتم فيه تكثيف النقاش حول أوروبا، فإن الربح الحقيقى وحساب الخسارة لعضويتنا فى الاتحاد الأوروبى سيؤثران على كل ركن من أركان البلاد".

يشار إلى أن مانديلسون ووزير الخزانة الليبرالى الديمقراطى دانى ألكسندر هما أيضا رئيسان مشاركان فى "النفوذ البريطاني"، وكان الجدل حول عضوية البلاد فى الاتحاد الأوروبى قد أدى إلى انقسام فى الرأى بين السياسيين البريطانيين والعامة.

وكانت وسائل الإعلام اليمينية قد أثارت ضجة حول مخاوفها المتعلقة بخنق رجال الأعمال البريطانيين بسبب روتين الاتحاد الأوروبى وبالمشاكل المحتملة الناجمة عن تدفق مهاجرين من بلغاريا ورومانيا عندما يتم رفع قيود الاتحاد الأوروبى فى عام 2014.

ويتعرض حزب المحافظين الذى يتزعمه كاميرون لضغوط من حزب استقلال المملكة المناهض للاتحاد الأوروبى والهجرة، والذى ترتفع نتائجه فى استطلاعات الرأى والذى كسر شوكة حزب المحافظين فى عدد من الانتخابات المحلية والانتخابات الفرعية البرلمانية.