"يا ليتنى اتبعت حدسى" كلنا قلنا هذه الجملة على الأقل مرة واحدة فى حياتنا، من منا واجه تحديا أو اتخذ قرارا معينا أو رفض شيئاً ما دون وجود تبرير منطقى سوى عدم شعوره بالراحة، ثم عرف بعد ذلك أن قراره كان فى محله هذا هو الحدس.. عندما نشعر بفكرة أو شعور أو إحساس معين نشعر به كحقيقة مؤكدة لا تقبل الشك، لكنها ليس لها تفسير منطقى، بمعنى أننا ندرك أشياء من خلال شعور داخلى نشعر به دون أن نعرف عنه شيئا، وعندما يصدق حدسنا نشعر بسرعة نبضات القلب، أو شعور غريب فى الحلق أو نصاب بحالة من الدهشة لأن ما شعرنا به أصبح حقيقة فما هو الحدس أو الحاسة السادسة كما نطلق عليها؟

الحدس هو شعور فطرى لا إرادى بعيد تماما عن المنطق ويتمتع به كل البشر لكن بدرجات متفاوتة، يمكن صاحبه من توقع ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، هو شىء غير محسوس وغير مرئآ، بمعنى أنه فكرة نابعة من العقل اللا واعٍ، ما يميزنا أن البعض ينميه ويثق به والبعض الآخر يرفضه على اعتبار أنه ليس له علاقة بالعقل ولا المنطق، نستخدمه فى أحيان كثيرة عندما نحتار بين أمرين فنقول أنا قلبى مطمئن أو أشعر أن هذا الشىء أفضل، قد يكون تجاه أشخاص أو أحداث أو مواقف أو قرارات معينة.

العقل والتفكير المنطقى وخاصة الجزء الأيسر المسئول عن المنطق والتحليل المنطقى يرفض الحدس، بل ويقضى عليه فى مهده، وهذا ما يفسر وجود الحدس عند البعض أكثر من غيرهم فهو موهبة وملكة لو نُميت وأَخذت فرصتها ستكبر مع الوقت وتؤتى ثمارها، وهناك أشياء كثيرة تقلل من فرصة الإيمان بالحدس مثل الخوف والمعتقدات والمفاهيم سواء إيجابية أو سلبية.

إذن نستطيع القول بأن الحدس هو إحساس يأتى دائما كأنه حقيقة لا تقبل الشك، هو شىء يفرض نفسه ويتجاوز العقل والمنطق، وقد يكون نوعا من الذكاء يمكن الإنسان من التصرف بسرعة وثقة، وعلى كل إنسان أن يجمع داخله القدرة على قراءة ما بين السطور، وينمى هذه القدرة بالوعى والإدراك والشعور والمعرفة.

قال ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، "أصعب ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يكون بسيطا، ويكون لديه الشجاعة ليتبع قلبه وحدسه".