قال ضابط كبير فى الجيش الإسرائيلى اليوم، الأربعاء، إنه ينبغى السماح للولايات المتحدة بمشاركة إسرائيل فى إنتاج نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ، حتى يتسنى لها الاستفادة من الأموال، التى ضختها فى برامج الدفاع الإسرائيلية.
وطورت إسرائيل نظام القبة الحديدية لإسقاط صواريخ أطلقت من قطاع غزة، وهو النظام الوحيد فى العالم، الذى يستخدم صواريخ موجهة بالرادار لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى.
وكان الرئيس الأمريكى، باراك أوباما- الذى وصل إلى إسرائيل اليوم للتأكيد على دعمه للأمن الإسرائيلى- قد خصص مئات الملايين من الدولارات لبرامج الدفاع الإسرائيلية بما فى ذلك نظام القبة الحديدية.
وقال البريجادير جنرال شاحر شوحط قائد الجيش الإسرائيلى لرويترز، إنه من المهم أن تبدى إسرائيل تقديرها لأوباما فى الوقت الذى تتخذ فيه الإدارة قرارًا بخفض النفقات للحد من عجز الميزانية.
وعارضت إسرائيل إنتاجا مشتركا لنظام القبة الحديدية عندما طرحت الفكرة فى واشنطن العام الماضى، لكن شوحط قال إن مثل هذه المشاركة ستتيح للأمريكيين تحقيق ربح من وراء سخائهم المالى.
وزار أوباما بطارية لصواريخ القبة الحديدية قرب مطار تل أبيب حيث رافقه شوحط، الذى قال إنه يشكر الرئيس على الدعم العسكرى الذى تقدمه إدارته. وقال فى مقابلة "أفهم حاجة الجانب الآخر لتشجيع الاستثمار من جانبه، خاصة فى ظل السياسة الأمريكية القائمة على محاولة توفير وظائف فى ضوء وضع مالى مضطرب.. بالنسبة لى من الواضح أن الشريك الأمريكى عليه أيضا أن يرعى مصلحة الاقتصاد الأمريكى".
وأشار بعض الخبراء إلى أن الولايات المتحدة ربما ترغب فى نهاية الأمر فى استخدام أنظمة مثل القبة الحديدية فى حماية مناطق تشهد أعمالا قتالية، كما هو الحال فى أفغانستان.
ويقول الإسرائيليون، إن نظام القبة الحديدية تمكن من إسقاط أكثر من 80 فى المائة من الصواريخ قصيرة المدى، التى أطلقها النشطاء الفلسطينيون من غزة.
ودعت لجنة القوات المسلحة فى مجلس النواب الأمريكى العام الماضى وكالة الدفاع الصاروخى التابعة لوزارة الدفاع إلى "بحث أى فرصة للمشاركة فى إنتاج "نظام القبة الحديدية نظرا لأن الولايات المتحدة تمول النظام حتى على الرغم من أن واشنطن ليس لديها حقوق فى التكنولوجيا، التى تستخدمها إسرائيل فى هذا النظام.
وتعمل الولايات المتحدة بالفعل مع إسرائيل فى الإنتاج المشترك للصاروخ أرو الاعتراضى ونظيره المتوسط المدى (مقلاع داود) المقرر إنتاجه هذا العام.
وأيد شوحط فكرة إقامة مصنع أمريكى مواز لصنع الصواريخ تأمير الاعتراضية المستخدمة فى نظام القبة الحديدية قائلا إن هذا يمكن أن يكون فى صالح البلدين.
وقال "فتح خطوط تصنيع مشتركة سيزيد من معدلات الإنتاج وهو بالطبع فى مصلحتنا باعتبارنا المستخدم المحترف".
وفى العام الماضى عرضت إسرائيل على حليفتها تكنولوجيا القبة الحديدية مثل التكنولوجيا المستخدمة فى صنع الصاروخ تأمير ما دامت هناك حماية لحقوق الملكية الفكرية.
لكن الإسرائيليين قالوا فى ذلك الوقت إن الإنتاج المشترك ليس خيارا مطروحا لأنه يمكن أن يعيق الإنتاج لشركة رفائيل للأنظمة الدفاعية المتقدمة. كما أن إسرائيل بصدد تحديث الصاروخ أرو تحسبا لأى صراع مع إيران أو سوريا وتصف الصاروخ (مقلاع داود) بأنه حائط الصد فى مواجهة الصواريخ القوية القادمة من حزب الله.. وشركة بوينج الأمريكية شريك لإسرائيل فى نظام أرو فى حين أن شركة رايثيون الأمريكية أيضًا هى الشريك فى صواريخ مقلاع داود.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية، إن الدفاع الجوى الإسرائيلى لن يتضرر من الخفض الشامل للنفقات فى الولايات المتحدة. لكن بعض المخططين فى إسرائيل، التى تريد زيادة نظام القبة الحديدية من خمس بطاريات إلى 13 بطارية قلقة بشأن ظهور عيوب فى المستقبل.
وقال شوحط "الذى سيتأثر بشكل أساسى هو المعدل الذى نجهز به أنفسنا.. الخلاصة هى أننى أحتاج أكبر عدد ممكن (من وحدات الدفاع الجوى) وفى أسرع وقت ممكن".
ويعد الاستثمار فى أنظمة الصواريخ جزءا من إستراتيجية أوباما لطمأنة الإسرائيليين بشأن مساعى القوى العالمية للتفاوض بشأن سبل مواجهة البرنامج النووى الإيرانى.
وهددت إسرائيل بشن ضربة استباقية على مواقع نووية إيرانية. وفى حالة حدوث ذلك فإن طهران التى تنفى السعى إلى صنع قنبلة توعدت بالانتقام بشكل واسع النطاق.