أطفالُ مصرَ كأنهم أطفالى
ورحيلهم كالجمرِ فى أوصالي
مصرُ الحبيبة حوقلى وتصبَّرى
الحالُ عندكِ بات يشبه حالي
قدَرُ الطفولة أن يعانقها الردى
بالقصفِ أو بقذائف الإهمالِ
للطفلِ فى وطنى مصائرُ مرَّةٌ
متعدداتُ اللونِ والأشكالِ
فلقد يكون فريسةً لقنابلٍ
أو للرصاص الحى دونَ قتالِ
أو للصقيعِ وللتشرّد والأسى
أو لانتهاكِ الروحِ والإذلالِ
أو لاصطدامِ الحافلاتِ وسائقٍ
يمضى كصوتِ البرقِ غير مبالِ
........
قلبى يعاشرُ كلَّ يومٍ مجزرةْ
وبراثن الأحزانِ تعبثُ فى دمي
لتهدَّ شريان الحياة وتكسرَهْ
وظلالُ أحلامى تخيّمُ فى السماءِ
أسيرةً مُتَعَثِّرَةْ
وتلفُّ فى بطءٍ خرافيٍّ
وتمعنُ فى الزوايا .. ربما
تحظى إلى هذه الحياةِ بتذكرَةْ
وأنا على الأطلالِ أجثو
بين كومات الأماني
والأماكنُ عارياتٌ
والمعالمُ مقفرةْ
والعينُ تنزفُ دمعَها المسوَدَّ
فى جوٍّ خريفيٍّ
يجرّدُ عيشتى شهدَ الزمان وسُكَّرَهْ
وتظلُّ تعزفُ للبقايا من أمانٍ لم تجِدْهُ
ومن حبيبٍ لم تَرَهْ
ويسيرُ جثمانُ الطفولةِ فى ضبابٍ مزعجٍ
والنعشُ تحملهُ الكآبةُ والجراحُ
إلى برود المقبرةْ
والذكرياتُ الباكياتُ تزُّفني
وعذابُ أعوامى استبدَّ على الفؤاد ودمَّرَهْ
وملامُح الأشخاص فى عمُري
تطوفُ بحرقةٍ مستنفرَةْ
والعينُ تكمل نزفها بغزارةٍ
وكأنها غيماتُ بؤس ممطرة
ما أعظمَ الحزنَ المقيمَ بأضلعي
ما أصعبَ القهرَ اللئيمَ وأكبرَهْ
قد فاق حدَّ الأفْقِ
لا ندرى إلى أى المهالكِ آخرَهْ
قلبى يسافرُ كلَّ ليلٍ والعذابَ
برحلةٍ متكررة
ويظل يبحثُ فى الوجوهِ لعلّهُ
يجدُ الأمانَ وظلَّهُ
ويرى أخيرًا عنترة

نفين عزيز محمد طينة
17 \ تشرين ثانى \ 2012