النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية حياتى لله
    حياتى لله غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    6,758

    Exclamation بين الثقة بالذات والغرور ...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


    لكل منا طبيعته وتكوينه الداخلي
    ومواهبه التي حباه الخالق عز وجل بها
    والتي تختلف بالطبع من إنسان لآخر
    وهو ما يشكل في النهاية التباين بين البشر فعلا وقولا
    لأن هذا التكوين ينعكس كمرآة على سلوك الشخص
    وأفعاله واتجاهاته في الحياة ومواقفه
    ناهيك عن تقدير المجتمع له ومشاعر الناس تجاهه


    ولعل الثقة بالذات هي احدى الصفات
    التي في مجملها تشكل التكوين النفسي لإنسان ما
    وهذه الثقة تتشكل على مدى سنوات عمر الإنسان
    وتسهم التربية الأسرية السوية في ترسيخها ودعمها
    فالثناء على الصفات الطيبة وإبراز الجوانب الايجابية في سلوكيات الطفل
    إضافة إلى تقويم الجوانب السلبية منها
    كلها عوامل بالتأكيد تدعم الجوانب الخيرة في شخصية الإنسان منذ الصغر


    وفي المقابل نرى أن بعض الممارسات الخاطئة في التنشئة
    قد تحول هذه الثقة إلى غرور وصلف
    والنتيجة أننا نجد أشخاصا لديهم ثقة عالية بالنفس
    ولكنها ثقة مدمرة حيث ترتبط بالغرور يتصور معها صاحبها
    انه في مكانة تفوق باقي البشر تتملكه مجموعة من المفاهيم الخاطئة
    تدفعه في اتجاه الإحساس المتضخم بالذات
    وهو بالطبع إحساس يهدم صاحبه وينفر الآخرين منه
    بل انه لا يلقى مشاعر طيبة من اقرب الناس إليه


    قد يتصور المغرور انه بذلك يحفظ لنفسه مكانتها
    ويضفي على كيانه هالة من الأهمية
    ولكنه لا يعلم أن غروره مفضوح أمام الجميع
    وأن هذا الغرور ماهو إلا آفة يتستر وراءها من تنعدم ثقته بذاته
    الثقة بالنفس هي الثقة المقترنة بالتواضع
    والمقترنة أيضا بقدرات حقيقية تدفع صاحبها إلى الأمام
    وتكسبه ثقة الآخرين وودهم


    الثقة أيضا تعني القدرة على تحمل المسؤولية
    والنهوض بأعباء جسام
    لأن الشخص الواثق بذاته لا يعاني خللا أو اضطرابا نفسيا
    بل نجده يتمتع باتزان واتساق داخلي لا يقع تحت إغواء النفوس المريضة
    التي تنظر إلى هذا وتحقد على ذاك وتحيك المؤامرات ضد هذا وذاك


    الثقة في الذات مسؤولية يقع على الوالدين عبء غرسها في نفوس أطفالها
    منذ الصغر فالطفل كائن سهل التشكيل يتأثر بكل ما يدور حوله
    وتسهم عوامل التنشئة في الشكل الذي سيكون عليه عند الكبر
    فإما أن يسير على النهج السليم بعيدا عن العقد النفسية
    وإما أن يميل إلى الجنوح وينتاب سلوكياته الكثير من الاضطراب


    وقد تسهم سلوكيات الآباء في بعض الأحيان في زعزعة الثقة في نفوس أبنائهم
    فالمعاملة القاسية والعقاب البدني والتوبيخ المتكرر
    تؤدي إلى تزايد الشعور بالخوف من التصرف بشكل ما
    حتى ولو كان هذا التصرف سليما تجنبا لبطش الوالدين
    وهو ما يخلق في نهاية الأمر شخصية جبانة لا تمتلك الثقة
    الكافية لتحقيق ذاتها من ناحية وكسب ود المحيطين من جهة أخرى


    لا يعني هذا بالطبع أن الشدة مرفوضة في كل الأحوال
    ولكن المرفوض هو الشدة المستمرة
    والتي لا يعتمد البعض غيرها طريقا دون إفساح المجال لطرق أخرى
    تنمي الشخصية بشكل ايجابي
    كما أن التدليل الزائد لا يخلق شخصية قوية حيث يؤدي في النهاية
    الى النتيجة نفسها، وإلى الآثار النفسية السلبية ذاتها
    ومن ثم فإن خير الأمور الوسط التدليل المبالغ فيه
    ولا الشدة على طول الخط


    يجب الحث على السلوك الايجابي
    والثناء على الجوانب المتميزة في الشخصية
    ومحاولة استثمار الطاقات كل حسب قدراته الإبداعية
    لأن الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين في المواهب والقدرات الفردية


    يقول تعالى “قد جعل الله لكل شيء قدرا” (الطلاق 3)


    وكل ذلك يؤدي الى صقل الشخصية وتشجيعها
    وامتلاكها لقوة ذاتية تدفعها دوما إلى النجاح


    الثقة بالنفس تخلق مسلمين أقوياء
    وهؤلاء بحق هم اللبنة الأساسية لصلاح أي مجتمع


  2. #2
    الصورة الرمزية سمسم
    سمسم غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    9,662

    افتراضي


    الثقه شئ مهم لشخصية الانسان حتى ينطلق

    والبعد عن الغرور ايضاً شئ مهم لمحبة الانسان

    جزاك الله خيرا

    ودمتى متالقه


  3. #3
    الصورة الرمزية حياتى لله
    حياتى لله غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    6,758

    افتراضي

    جزانا واياك كل خير اخى
    واشكرك على تشجيعك الكريم


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17