وهران الباهية


ثاني أكبر المدن في الجزائر، وعاصمة الغرب الجزائري








إذا كنت تريد اكتشاف إرث حضاري وتاريخي وتنوع معماري يجمع بين الهندسة المعمارية العربية الأندلسية، والإسلامية العثمانية والهندسة المعمارية الأوروبية الإسبانية والفرنسية والمعمار الحديث... وإذا كنت تريد تغيير الأجواء واكتشاف مدينة مليئة بالحركة والحياة ، مدينة متعددة الآفاق، في حوار دائم مع البحر والصخر وكورنيش بديع، وضواحٍ بحرية وجبلية تدهش وتمتع النظر، فلن تجد أحسن من وهران




أصل اسم المدينة يعود إلى اللغة الأمازيغية معناه الأسدان .. وما زال الأسدان شعار المدينة حتى اليوم، وهناك تمثالان للأسدين أمام مقر بلدية وهران . وهناك أسطورة شعبية تقول إنه في القرن التاسع قبل الميلاد كان يمكن رؤية أسود في المنطقة، وإن آخر أسدين قُتلا في جبل بوهران يسمى جبل الأسود




وقد قام البحارة الأندلسيون بتأسيس المدينة عام 902م، و أصبحت بعدها محط نزاع بين الأمويين في الأندلس والفاطميين إلى أن عادت الغلبة للأمويين ليضموا المدينة إلى نفوذهم عام 1016 م. وبسبب موقعها الاستراتيجي وأهميتها كميناء تجاري، ظلت وهران لقرون طويلة محطّ صراع بين عدة دول في المنطقة،. وليس هناك مَن يوثق أهمية وهران أفضل من المؤرخ المشهور ابن خلدون، الذي يقول عن المدينة إنها تتفوق على المدن الأخرى بتجارتها، ويصفها بجنة الحزين، وأن من يصلون جدرانها فقراء، سيتركونها وهم أغنياء

وأدى الصراع وتفكك الدول الإسلامية في المنطقة إلى تمكين الأسبان من الاستيلاء على وهران عام 1509. و ظلت المدينة تحت السيطرة الإسبانية لنحو ثلاثة قرون، إلى أن برزت الدولة العثمانية كقوة في منطقة البحر المتوسط . حيث تمكنوا من دخول المدينة عام 1705 بعد حصارها، إلا أن الإسبان عادوا واستولوا عليها مجددا عام 1732. و استمرت سيطرة الإسبان على المدينة نحو 60 عاما إلى أن عاد العثمانيون مرة أخرى عبر الباي محمد بن عثمان الكبير ليحاصروا المدينة مجددا .و يرسو حكم المدينة إلى العثمانيين من 1792 إلى 1831، أصبحت وهران في هذه الفترة عاصمة الجهة الغربية للحكم العثماني في الجزائر. و بعد نحو عام من بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر استولو عليها إلى غاية 1962 كعاصمة لجهة الغرب الجزائري.





حافظت وهران على مكانتها الاقتصادية والثقافية والفنية بعد استقلال الجزائر. ظلت وهران مركز إشعاع ثقافي و حركة فنية ثرية ، فمنها انطلق واشتهر أدباء وفنانون بارزون من أمثال الكاتب والشاعر الراحل بختي بن عودة والمطربين والملحنين أحمد وهبي وبلاوي الهواري، ومن وهران أيضا انطلق وانتشر فن الراي الغنائي إلى أن بلغ العالمية عبر أصوات مغنين من أمثال الشاب خالد، الذي يعتبر أشهر مغنٍّ عربي في العالم. وبوهران معلمان ثقافيان بارزان: قصر الثقافة، والمسرح الجهوي الذي يعتبر من أبرز المدارس المسرحية في الجزائر، وفيها تخرج عدد كبير من أبرز الممثلين والمخرجين المسرحيين في الجزائر، مثل الراحل عبد القادر علولة





وتتوفر وهران على فسيفساء معمارية متنوعة وغنية، ومن بينها الأحياء القديمة في المدينة مثل حي سيدي الهواري الذي أطلق على الولي الصالح الذي يعتبر مزاره من أشهر معالم المدينة. ومن الأحياء الأخرى التي تغري بالاكتشاف حي المدينة الجديدة المشهورة بصناعاته التقليدية. و المسجد الكبير أو مسجد الباشا الأثري، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي، وتعتبر قصبة وهران بالمرسى الكبير من المواقع الأثرية المهمة، وتشمل آثارا إسبانية من بينها حصون ووسط وهران تحفة معمارية جميلة، به الكثير من الأيقونات المعمارية الثقافية مثل المسرح الوطني الجزائري الجهوي بوهران، وقصر الثقافة.ومتحف زبانة محطة يجب التوقف عندها.