صفحة 3 من 35 الأولىالأولى 12345678913 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 518
  1. #31
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب



    "أوروبا العربية" مستقبل أوروبا؟



    بات إيور

    نشرت المؤرخة بات إيور أعمالاً متعمقة عن الأقليات وعن مكانتها المتدنية في ظل الإسلام، ومنها "الإسلام والمكانة المتدنية: حيث تنهار الحضارة" (2002).

    يقول آخر كتبها "أوروبا العربية: المحور الأوروبي العربي" (منشورات جامعة Fairleigh Dickinson، 2005) أن الحكومات الأوروبية، وخاصةً الفرنسية، قد طورت سياسات خارجية موجهة لكسب ود أنظمة الشرق الأوسط وتهدئة الأقليات الإسلامية "المقاتلة" التي تعيش بين ظهرانيها. تحدثت بات إيور أمام منتدى الشرق الأوسط في نيويورك في 7 شباط 2005.

    تعاني أوروبا تغيرين عميقين. أولهما ضعف المسيحية؛ أما الثاني فهو التراجع السكاني. لا يولد الآن، عبر أوروبا كلها، إلا ثلثا عدد الأطفال اللازم للمحافظة على تعداد السكان. لقد جاء انخفاض عدد السكان الناتج عن ذلك في مصلحة المسلمين المهاجرين. إن السكان المسلمين الذين تنمو أعدادهم سريعاً غير مندمجين في المجتمعات المضيفة وغير متكيفين سياسياً مع معاييرها. وعلى العكس، فإن الحركات الإسلامية الراديكالية تزداد قوةً بين السكان المهاجرين. بالإضافة إلى هذا، فقد طورت الحكومات الأوروبية وخاصةً الحكومة الفرنسية سياسات تهدف لكسب ود أنظمة الشرق الأوسط.

    هنا يطرح سؤال: هل هذه ضلالةٌ عابرة أم أن أوروبا بسبيلها لفقدان هويتها التاريخية؟ إنها الإجابة الثانية: تتحول أوروبا سريعاً إلى "أوروبا العربية"، ملحق ثقافي وسياسي للعالم العربي/الإسلامي المعادي جذرياً للمسيحية وللسامية وللغرب وللأمريكيين.

    الشراكة الأوروبية ـ العربية
    لقد أنتجت العقود الأربعة من العلاقة السياسية والاقتصادية بين أوروبا والبلدان العربية في الشرق الأوسط، والتي اتخذت من الحوار العربي الأوروبي شكلاً مؤسساتياً لها، مزيجاً خبيثاً وعدائياً اسمه "أوروبا العربية". لن يزول هذا ببساطة عبر تغيير في سياسة الاتحاد الأوروبي؛ بل أن جذوره أعمق من ذلك. في الواقع، ستحدد كيفية التعامل مع مسألة "أوروبا العربية" مستقبل أوروبا كله.

    تتجلى صور "أوروبا العربية" في ملايين الناس الذين كانوا يحرقون الأعلام الأمريكية والإسرائيلية أثناء حرب العراق، والذين كانوا يؤيدون علناً ياسر عرفات وصدام حسين وغيرهم من الدكتاتوريين القساة. يمكن تمييز صورة "أوروبا العربية" في انفجار النشاط المعادي للسامية وفي انعدام التعاطف مع حقوق اليهود في عددٍ من بلدان أوروبا. يجد اليهود أنفسهم عرضةً للهجوم بشكلٍ متزايد وخاصةً من جانب المتطرفين الإسلاميين والشباب الذي تحول إلى الراديكالية، ولا يأتي رد فعل الحكومات الأوروبية وهيئات تطبيق القانون لديها إزاء هذه الانتهاكات للحقوق إلا فاتراً وبعد ضغطٍ مستمر في وسائل الإعلام. يمكن أيضاً رؤية ظاهرة "أوروبا العربية" في ممارسة التخويف لإسكات النقد الموجه للإسلام وللمجتمع الإسلامي والذي ازداد وضوحاً بذبح المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان كوخ في وضح النهار فهو الذي صنع فيلماً وثائقياً عن العذاب الذي تقاسيه النساء المسلمات في المجتمعات الإسلامية.

    "أوروبا العربية" قيد الصنع
    بدأ هذا الاندماج الخبيث على يد شارل ديغول في الستينات. لقد رأى ديغول سلطة فرنسا تتراجع مع فقدانها لمستعمراتها، وظن أن أوروبا أكثر توحيداً يمكن أن تستعيد بعضاً من المجد الفرنسي. ومن أجل توحيد أوروبا كانت القارة بحاجة لتشكيل كتلة دولية يمكنها منافسة أمريكا. بدا أن الأمم العربية في الشرق الأوسط، والتي لا مثيل لثرائها النفطي، ستكون شريكاً جيداً. كان ديغول يؤسس لتلك العلاقة عندما قال في 27 تشرين الثاني 1967 أن التعاون الفرنسي العربي سيكون عنصراً أساسياً في السياسة الفرنسية. ومنذ ذلك الوقت تبنت فرنسا سياسةً شديدة الودية إزاء العالم العربي ومواقف عدائية تجاه إسرائيل.

    بعد حرب يوم الغفران عام 1973، أعلنت الدول العربية مقاطعتها النفطية ضد أوروبا وضد البلدان ذات العلاقات الوثيقة مع إسرائيل بشكلٍ خاص. بعد بدء الحرب بعشرين يوماً فقط، اعترفت المجموعة الأوروبية المكونة من تسع دول بحق الفلسطينيين في المشاركة بالمفاوضات السياسية وطالبت إسرائيل بالتراجع حتى خط الهدنة لعام 1949 خارجةً بذلك عن قرار مجلس الأمن 242 الذي اتخذ عام 1967 ومازال أساساً للتسوية التي يتم التفاوض عليها.

    على الأثر، انتهت المقاطعة العربية لأوروبا. ودعت الحكومتان الفرنسية والألمانية القادة العرب للدخول في حوارٍ رسمي مع القادة الأوروبيين لصياغة علاقةٍ وطيدة. وافق القادة العرب شريطة أن تكون لأوروبا سياسة خارجية موحدة تتفق مع مصالح الدول العربية.

    ثمة عناصر واضحة كثيرة لهذه العلاقة. فمثلاً يرى القادة الأوروبيون أن الإصلاح العربي يسير موازياً للعملية السلمية الإسرائيلية العربية. ومرةً بعد مرة يستغل القادة العرب والأوربيون مآزق النزاع العربي الإسرائيلي من أجل تأخير الإصلاحات الديمقراطية.

    إن هدف "أوروبا العربية" هو التقريب بين شاطئي المتوسط بحيث تعكس مصالح المجتمع الأوروبي مصالح العالم العربي. لابد من وجود تجانس في الثقافة والسياسة بين هذين الشاطئين. وكنتيجةٍ لذلك يكون على القادة الأمريكيين التعامل مع الثقافة السياسية الناشئة لـِ "أوروبا العربية" بدلاً من الجسم السياسي الأوروبي السابق.

    لسوء الحظ فأن كثيراً من الأوروبيين غير مدركين للاندماج الأوروبي العربي. صارت الكراهية الجديدة التي نجدها في أوروبا ضد أمريكا وإسرائيل أمراً شائعاً، وهي تتخلل كثيراً من قطاعات المجتمع بما في ذلك الثقافة ووسائل الإعلام والاقتصاد. تسهّل أوروبا الآن سبل القيم الجهادية الخاصة بالعالم العربي. وهذا واضح في ترددها بإدانة الإرهاب الإسلامي صراحةً وفي حاجتها للإشارة إلى أمريكا وإسرائيل كسبب للنزاع لا كضحيتين للعدوان الإسلامي. إن من شأن الهجرة العربية الجماعية عبر المتوسط، والتي كانت جزءاً من اتفاقية الصداقة، أن تقوي ظاهرة "أوروبا العربية". وإذا ما ظل رد فعل أوروبا تهديئياً إزاء الهجمات الإرهابية الإسلامية (مثل هجمات مدريد عام 2004) فستصير "أوروبا العربية" حقيقةً أوروبية كاملة في نهاية المطاف.

    استنتاجات برسم الولايات المتحدة الأمريكية
    على الأمريكيين الاضطلاع بدور حازم في مقارعة أخطار "أوروبا العربية" وفي منع حدوث اندماج مماثل فيما يخص بلدهم، لأن هذا أمر خطير. مثلاً، إن الاختصاصيين الأمريكيين في الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات هم ـ وعلى الأغلب ـ من ذوي التوجه الممالئ للعرب/الإسلام منذ الآن، وذلك بصرف النظر عن المعايير التقليدية للدراسات العلمية، وهم لا يخجلون من تسييس التعليم الرسمي.

    على الأمريكيين أن يتمسكوا بثقافتهم التعددية الأصيلة، وعليهم ألا يتنكروا لهويتهم ولقيمهم المسيحية – اليهودية في سبيل تهدئة عدم التسامح الراهن الشديد الذي ينبعث من العالم العربي الإسلامي.




    tharwaproject.com

  2. #32
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    المعادلة الناقصة في حوار الحضارات




    هوازن خداج



    لقد اختلفت الآراء التي كتبت حول موضوع التفاعل بين الحضارات بشكل كبير، بعض الآراء عملت على مقولة صراع الحضارات، والأخرى عملت على مقولة حوار الحضارات. وإن ما يبرز في كلا الحالتين هو مفهوم الحضارة باعتباره العصب الذي يحرك علاقات الجماعات البشرية المختلفة و طبائعها و أنماطها و يوجه دوافعها و مساراتها في مجرى التاريخ الإنساني.

    مع إن المراجعة للتاريخ الإنساني، تبين لنا إنه لم يكن بيوم على المنحنى البياني لتطور الأمم المختلفة أكثر من حضارة واحدة على القمة، هي الحضارة الأكثر قوة والأكثر ارتقاء وفعالية. لكن هذا لم يلغ صفات الحضارات الأخرى وتأثيرها.

    فقد كانت خصائص الحضارات وما زالت تؤثر في العلاقات بين الدول، وإن تحقيق التعاون الدولي يتطلب توظيف تلك الثقافات للاستفادة منها في العمليات السياسية والاقتصادية والأمنية.

    إن مقولة حوار الحضارات تم التداول فيها في العقود الأخيرة من القرن العشرين- بعد أن توضحت التشكيلة الحالية بتمركز القوة في قطب واحد يسعى للسيطرة على العالم- في محاولة للالتفاف على مقولة صراع الحضارات، ومحاولة البحث داخل بنية الحضارات عن تفعيل ما يوفر مداخل للحوار والتفاهم والتقارب وإمكانية تقييد عناصر الصراع التي تسود علاقة الحضارات بعضها ببعض على مر التاريخ والتي تعتبر هي الأكثر فعالية في واقع التبادل بين الحضارات من مسألة الحوار.

    لهذا تضمنت مقولة حوار الحضارات بعض المعطيات لتنفيذها، مثل احترام الحياة الإنسانية، والحاجة إلى القيم الروحية، والتضامن الإنساني... وكلها قيم تعتبر مجرد محاولات لإيجاد بديل عن حالة صراع الحضارات.

    لكن الواقع يظهر أن الحضارات لا تتحاور فيما بينها بل تتصارع، فالحوار يكون عفويا تلقائيا نتيجة الاحتكاك الطبيعي وتبادل التأثير، وهذا ما يحدث عادة نتيجة تفاعل الحضارات أو تداخلها ولا يحتاج إلى نظريات وتخطيط مسبق وجلسات حوار أو ما شابه فهو عملية تاريخية تلقائية مبنية على السعي نحو النهوض الحضاري، مع الاستفادة مما قد تمتلكه الحضارات الأخرى الأكثر تطورا.

    وإذا أردنا أن نخصص البحث قليلا ليقتصر على دول العالم العربي والغرب، فمن اللافت أن الدراسات الهامة التي عنيت بشؤون الفكر العربي والحضارات العربية وإشكالياتها حتى مناقشة أسباب انهيارها ظهرت لأول مرة في الغرب منذ وقت مبكر وعلى أيدي كتاب ومفكرين غربيين، وقد تناولت مسألة العلاقة بين الغرب والشرق.

    فالعالم العربي الفسيفسائي بحق لا يعد طرفا فعالا في حوار الحضارات -حتى لو امتلك أهم وأعظم الحضارات بالسابق- إذ هو جملة بلدان ضعيفة متعددة ومتعارضة، غير قادرة على الوجود كطرف واحد ذو شخصية واحدة متميزة في موضوع الحوار ونديته، ولا يمكن اعتبارها خصما للدول المتطورة صناعياً وتكنولوجياً والأهم إنسانياً على صعيد قوانين المجتمع المدني الذي أساسه المواطنة البعيدة عن التمييز بين إنسان وآخر دينياً أو أثنياً، عدا عن ذلك فإن الشقاقات الموجودة ضمن كل طيف من الأطياف العربية- دينياً كان أو أثنياً – لا يسمح باتخاذ موقف موحد تجاه أي موضوع إشكالي على الصعيد الحضاري، وإذا أضفنا لذلك أن العالم الغربي استطاع منذ زمن طويل الثورة والانتصار على "قرونه الوسطى"، فيما العالم العربي لا يزال يتخبط في ظلاميات القرون الغابرة لا يقوى على التقدم ولا يمكنه التشبث بالحاضر بل يتراجع إلى عهود ما قبل التاريخ، كل ذلك يجعل من حواره الحضاري مع الغرب (الذي انتصر –في الفترة الحالية على الأقل- بطريقة نهائية) عبارة عما يشبه حوار الطرشان.

    أما الاهتمام الغربي بالحضارة العربية والثقافة العربية فقد أتى لأسباب قد يكون أهمها:
    وجود النفط في هذه البقعة من العالم، وهو عصب التطور المستدام للدول الصناعية المتطورة، لهذا يتم التسابق للسيطرة عليه، وهنا لا علاقة مباشرة للحضارة فيه، فهو موضوع اقتصادي سياسي بحت، لكن السياسة والاقتصاد كانا وما زالا يعملان بالتوازي كأسباب لسيطرة وفوز الحضارات.

    أما السبب الثاني الذي يبرز بوضوح هو موضوع الهجرة إلى الدول المتطورة والمنفتحة وقد يكون الأكثر أثرا هو الهجرة الإسلامية، فقد كانت الأفواج الأولى من المهاجرين من العالم الإسلامي إلى البلدان غير الإسلامية، ذات خصائص متقاربة يغلب عليها الطابع الشعبيّ العام، وقد كان البحث عن موارد الرزق وعن الحريات أكبر دافع لهذه الهجرات الأولى التي نتج عنها ظهور تجمعات إسلامية لها طابعها الخاص داخل تلك البلدان، فنشأت عنها مشكلات متنوعة، ناتجة عن محاولة التوافق والانسجام بين ثقافتهم وهويتهم، وبين المحيط الاجتماعي والبيئة الثقافية المنفتحة والمناخ الفكريِّ العام الذي وجدوا أنفسهم يعيشون في خضمه داخل هذه الدول العاملة والمنتجة، والتي تحاول بطريقة ما تفعيل الثقافات الأخرى والاستفادة من وجودها دون الدخول باشتباكات وضغوطات داخل مجتمعاتها.

    أما السبب الثالث ودون التوسع بأسباب نشأته، فهو بروز الفكر الإسلامي السلفي المتعصب والتيارات المتطرفة، التي تسعى لتحقيق دار السلام- وهي دارالإسلام- حيث يتعين أن يكون العالم أمة واحدة، تحكمها تقاليد الإسلام، وأن الذي يخرج عن قوانينها يتعين محاربته لرده إلى الصواب، وهذا ما تسعى الدول الغربية إلى محاربته أو تقليصه رغم إنها تقع أحياناً بفخ التعميم تجاه العالم الإسلامي الذي لا يمكننا اعتباره بالكامل أصولي أو متطرف، ولا يمكن اعتبار الفكر السلفي ممثلاً للحضارة الإسلامية، وهو فكر آيل للسقوط بفعل التقادم لأن الزمن يمشي إلى الأمام فقط وهذه حتمية لا مفر من مواجهتها يوماً بالنسبة لهذه التيارات.

    إن هذه الأسباب، أدت للاهتمام بالحضارة العربية وتحديدا الإسلامية، في محاولات لوضع خطوط أساسية للتفاهم والتعايش، لكن هذا التعايش والتبادل الحضاري لن يتم إلا إذا حاولت الدول الأقوى والأكثر تطوراً التنازل عن إخضاع الآخرين لشروطها وقيمها العامة الناتجة عن مصالح اقتصادية وسياسية، واعترفت بوجود التعددية الثقافية الحضارية لكافة الدول، وقامت الدول الإسلامية بمحاولة التجديد والاجتهاد لتبني الفكر الذي يدعم التطور والنهوض من عصور الظلام، والاستفادة من كل ما هو جديد وملائم في محاولة البناء والاعتراف بهذا التنوع الثقافي الذي يساهم بتقوية الاحترام المتبادل الذي قد يعتمد عليه مستقبل البشرية، والتخلي من قبل كل الأطراف عن رواسب التمييز العرقي أو التعصب المذهبي وعدم إنكار الخصائص الثقافية أو الحضارية لأي شعب من الشعوب.

    هنا يمكن القول، إن حوار الحضارات لن يتم إلا في حال إدراك أن الحوار في خطاه الأولى ليس بين ثقافات ولكن بين جماعات ومجتمعات، وإن موضوعه بالتالي ليس هويتي وهويتك، وقيمي وقيم الآخر، ولكن مشكلاتنا المشتركة إنسانياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً... وإن هدف الحوار ليس الوصول إلى قمع وإلغاء الاختلافات الثقافية والحضارية ولا إيجاد تسوية بين القيم المختلفة التي تميزها، ولكن العمل فيما وراء الثقافات الخصوصية، لإيجاد قاسم مشترك إنساني أعظم من القيم الخاصة المغلقة وإيجاد فرص أكبر لتنويع المرجعيات حتى نستطيع الوصول للانفتاح على الآخر فهو الذي يؤسس لبناء حضارات مكتملة بإجماع إنساني. فالإنسان هو الغاية الأسمى وهو أعظم المخلوقات والإبداعات، وكل شيء وجد لخدمة الإنسان من حضارة وثقافة ودين وسياسة و...وليس العكس.


    tharwaproject.com

    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 06-03-2006 الساعة 01:44 AM

  3. #33
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    مستقبل الإسلام الإنساني




    فارينا علم


    فارينا علم: يستطيع الإسلام أن يتخطى ربطه مع الاضطهاد والعنف بأن يكون صادقاً مع نفسه ومع ماضيه.

    يهتفون "الإسلام يعني السلام". يصرون "الإسلام يدين الإرهاب". يشكون "الأغلبية الساحقة من المسلمين ترفض العنف". حتى قبل 11 أيلول من عام 2001، بذل زعماء المسلمين في بريطانية وفي أماكن أخرى قصارى جهدهم للتمييز بين المفهوم الأساسي للإسلام وتأويلات المجاهدين حول قضية الإيمان. حتى أن تأكيدهم، بعد هذا التاريخ، بات أكثر حسماً.

    إنهم على حق، ما دام الارتباط الروتيني بين الإسلام والإرهاب غالباً ما يعبر عنه بعبارات مبسطة ومبطنة. ولكن الكلمة السحرية المستهلكة في الرفض تتهرب أيضاً من المشكلة الحقيقية داخل المجتمعات الإسلامية، مشكلة أخذت تتعمق وتزداد حدة منذ 11/9 : الطريقة التي ينكب فيها عدد متزايد من المسلمين على العمل للتبرير البلاغي والديني للعلماء الحرفيين الذين يدعون إلى الجهاد.

    والأسباب لهذا التحول واضحة بشكل كاف: الاحتلال المستمر "لأراضي المسلمين" كما في أفغانستان والعراق وفلسطين، وجود أنظمة حاكمة متسلطة مدعومة من الغرب، وأيضاً الشعور بأن الحداثة قد تركت المسلمين وراءها. حقاً إن "الحرب على الإرهاب" تشن على خلفية حربية معقدة وجديدة ضد عقول وقلوب مسلمي العالم. ولكن يجب ألا يكون ردنا انسحاباً إلى العقيدة، ولا إلى الانشغال الفكري بالعنف بالتأكيد، بل قبول المنطقة الجديدة الخطرة كتحد لتوضيح الرسالة الحقيقية وعلاقتها بإيماننا مرة أخرى.

    اتجاه عكسي
    ينظر دياب أبو يحي إلى "الحرب على الإرهاب" من منظور آخر، من خلال التأكيد على ابتهالات الاضطهاد، في الماضي والحاضر، الذي عاناه العالم العربي (المسلم في المقام الأول). إنه يسعى بهذه الطريقة لإجبار القارئ على رؤية التاريخ من منظور الضحية. ويرى هذه المظالم المتعددة - اقتصادية وسياسية واجتماعية- توقد الغضب لدى شباب الشارع العربي (والمسلم) الذي يزداد عدداً، الغضب الذي يؤثر على الدول بأقلياتها المسلمة النشيطة المعبرة بالإضافة إلى الأمم ذات الأغلبية المسلمة.

    المشكلة هي أن أبا يحي (ومعلقين آخرين من أمثاله) يتبنى نسبية أخلاقية أثرية بالمطلق. يقول أنه ضد القتل الإرهابي للمدنيين، لكنه لن ينتقد الذين يرزحون تحت الاستعمار إن استخدموا هكذا وسائل. يشير أبو يحي، "حفظ الدافع الأخلاقي هو أقل اهتماماتهم في الحرب القذرة." كافح النار بالنار، ودع اللهيب يمضي حيث تأخذه الريح.

    هذا خطأ
    لا شك أن حجج أبي يحي معقولة على المستوى العاطفي. فرغم كل شيء، يتزايد التعاطف العاطفي مع الزملاء المسلمين – الأمة – بين الشباب المسلم المعولم تدريجياً. يجب أن نفهم لماذا يشعر مسلم شاب من برادفور بعطف كبير تجاه غزة. الهويات الفردية تشكلها الحقائق العالمية.

    ولكن هذا النوع من الخطاب خطير أيضاً. إذ كلما ابتعدنا عن المقاييس الأخلاقية والأدبية للسلوك، كشفنا أنفسنا أكثر للقتالية العنيفة والإرهاب. يجب أن تستند نظرتنا إلى القمع والإرهاب إلى قراءة واضحة لمزاج الشارع وتأكيد المبادئ اللاهوتية والأخلاقية الأساسية للإسلام التي كانت جزء من تعبيره الديني منذ أيام الرسول.

    اذاً ماذا يمكننا أن نقدم للشباب المسلم، الذين يرزحون تحت الاحتلال والذين تنتابهم على نحو متزايد مشاعر الغضب والإحباط مما يعتبرونه حرباً عالمية على الإسلام.

    كونوا مستعدين للنقاش
    ينبغي إنعاش العلوم الإسلامية الكلاسيكية والخطاب الأخلاقي. يتميز تطوير التشريع واللاهوت والقانون والروحية الإسلامية بروح الاعتدال والحاجة إلى إيجاد "حل وسط". من دون التأكيد على القيم الدينية التي تؤكد على أهمية الحوار الجاد على العنف، الأدب على الحماسة، لا يمكن تلطيف الانفعالات التي تعتمل في الشارع العربي. وكما يشير فؤاد نهدي، يقدم الإسلام السياسي المعاصر ديانة لتموت من أجلها ويقدم الإسلام الكلاسيكي ديانة لتعيش من أجلها. ولولا هذه الأخيرة لما كانت الإنجازات العظيمة للحضارة الإسلامية (التي يحتفل بها ويمجدها الإسلاميون) ممكنة. تظهر أقدم الصور المعروفة للجامع المقدس أربعة محاريب، تشير إلى الكعبة. وهذا يمثل المدارس الرئيسة الأربعة للفكر الشرعي السني جميعها كانت محترمة وتدرس في ظل الزار الإسلامي الأقدس. بشكل عام، أكدت هذه التعددية التعايشية الثقافة والحوار الموجودين في مكة، التي كانت إحدى مراكز المناقشة. هذه الروحية مفقودة الآن بالكامل تقريباً من الحوار الإسلامي الشعبي.

    لدينا الآن إسلام "بروتستانتي" منفصل كلياً تقريباً عن ماضينا التأويلي الغني. فالإسلام التقليدي، الذي أضعف أولاً من قبل القوى الاستعمارية ومن ثم من قبل يدعون بالإصلاحيين، قد بز من قبل الإسلام الوهابي الذي ينطلق من تفسير حرفي جامد للنصوص المقدسة. إنها حركة هدمت المحاريب الأربعة في مكة. وخلال العقود الأربعة المنصرمة، مستندة على البترودولار والنشريات الضخمة، سطت على معظم الجدالات اللاهوتية الشعبية داخل الإسلام، وبشكل خاص في العالم الغربي والعربي.

    قد ينتمي مؤيدو الإسلام الوهابية إلى استمرارية الفكر الإسلامي. لكنهم عاشوا تاريخياً على هوامشه التاريخية. لقد قضى على كل أسلافهم الأيديولوجيين (الخوارج والحشاشين، على سبيل المثال) النزاع الديني ويد الحكومة الإسلامية القوية.

    كان المجتمع المدني دائماً العنصر القوي في المجتمعات الإسلامية وقد أوجد على الدوام حيزاً لجدل عنيف ولمجموعة كبيرة من الآراء المتعارضة. ولم تكن هذه الآراء تشكل تهديداً للأمة ما لم تكن سبباً للعنف والظلم والفوضى الاجتماعية.

    عززوا الروحانية
    أحيوا إحساساً بالفضيلة. المشكلة مع البن لادنية (أسامة بن لادن) برمتها والانحرافات المرتبطة بها تكمن في أنهم رغم استخدامهم للغة الإسلام ومناشدتهم المجتمع يهملون في الوقت نفسه معتقداته الأدبية والأخلاقية. فالعاطفة والغضب لا تشكل أساساً لحل القلق الحالي.

    يجب أن نعيد تقييم الإنسان الذي يعتبر جوهر العقيدة الإسلامية. فهم الإسلام السياسي النبي محمد على أنه رجل دولة محارب. لقد كان كذلك، لكنه كان أكثر من ذلك. كانت رسالته تهدف إلى إعلاء شخصية الإنسان من خلال تعليمه العبادة والسلوك القويم والتواضع أمام الله. حسب تعاليم النبي، علينا أن نتمسك بالأخلاق السامية حتى إزاء معتد غير أخلاقي. وجاء في القرآن أنه "رحمة لكل العالمين" والرحمة طبيعته الرمزية. كان النبي مدفوعاً بحب عميق وحميم لله، للإنسانية ولطائفته. كان صانع سلام ودبلوماسي - نبيل ورحيم.

    بالنسبة للرسول، الغاية لا تبرر الوسيلة. لكنك لن تسمع الكثير عن الرحمة من المسلمين في هذه الأيام. وقد تنطوي دعوتهم على لغة إسلامية، لكنها وسيلة ودنيوية بكل ما في الكلمة من معنى. إذا سمحنا لهذا الاتجاه بالاستمرار، فإننا نستهزئ بالدين وأخيراً نجعل الإسلام دنيوياً. فالإسلام المفتقر إلى العالمية الشمولية والمختصر إلى لغة عاطفية خالية من نظام أخلاقي وأدبي يخسر مكانته كقوة هداية حقيقية في حياة الناس.

    لقد شكلت الروحانية الإسلامية، أو الصوفية، على الدوام عنصراً متمماً للحياة الدينية الإسلامية. قدم أولياء وشيوخ الصوفية نظرة منهجية لمعرفة الله تستند على تلاوة الابتهالات، التدرب على تطوير شخصية ورعة قويمة، بغية إذلال الأنا وتكريس النفس لخدمة المجتمع. وحتى في يومنا هذا يمكن للصوفية، بتعبيرها عن القيم الإسلامية المشتركة وبتركيزها لاهتمام الفرد على الأهداف السامية، أن تكون قوة مضادة مثيرة للإسلام السياسي المجاهد.

    وهذه ليست محاولة لتحييد الإسلام. بل على العكس من ذلك، لقد كان الصوفيون على سبيل المثال في طليعة العديد من المعارك المناهضة للاستعمار (عبد القادر الجزائري في الجزائر، عمر المختار في ليبيا، شامل الداغستاني في القوفاز) لكن نظرتهم وضعت مبدأ وقيداً أمام الكسب السياسي والعسكري.

    وإن إحياء لنظام وممارسة روحية سيحيي بدوره نقاشاً أخلاقياً داخلياً حول كيفية مقاومة الاحتلال.

    قاوموا النوع الخاطئ من "الدعم"

    لا تسلموا مستقبل الإسلام والمسلمين إلى شركة راند. يقترح تقرير مجلس الخبراء الأمريكي المؤثر لعام 2003، الإسلام الديمقراطي المدني، طريقة لعلمنة الخطاب الإسلامي من خلال تحريض "الأصوليين"، "التقليديين" "العصرانيين" و"العلمانيين" ضد بعضهم. يتجاهل هذا النوع من التبسيط تعقيد التجربة الإسلامية العالمية ويزيد الأمور سوء. لقد أثار مثل هذا التدخل و"الدعم" الغربي، وخلق في بعض الحالات، الأزمات الراهنة في العالم الإسلامي.

    أهملت الولايات المتحدة أو تساهلت، لسنوات، مع حلفائها العرب عندما كانوا يضخون الأموال إلى المنظمات التي فتتت صرح التراث الإسلامي التقليدي وشجعت على تفسير موحد وحرفي للإسلام. إن نتاج هذا التفسير هو الذي يدعو الآن إلى "الحرب المقدسة". لقد خربت المجموعة نسيج المجتمع المدني الإسلامي ووضعت العالم في خطر.

    افصلوا الدولة عن الدين

    أبعدوا العلماء عن سيطرة الدولة. على معظم الدول الإسلامية أن توقف تدخلها بالدين. يدعو التقليد الإسلامي إلى توتر صحي بين المدارس الدينية والدولة، وبذلك تضبط كل واحدة الأخرى. ينبغي على المجتمعات الإسلامية أن تبقي العلماء بالإضافة إلى قوة نشيطة دينامية داخل المجتمع. وعلى الدولة أن تتجنب التدخل بالدين وإلحاقه لغاياتها السياسية الخاصة. لقد حذر الخطاب الإسلامي التقليدي علماء الدين من الاقتراب أكثر مما ينبغي من السلطة السياسية، وهرب الكثير من العلماء المشهورين والبارزين من العمل في بلاط السلطان ليحافظوا على سلامتهم واستقلالهم. ولكن هذا لا يعني أننا نريد القول بأن العلماء اليوم في موقف يستحقون عليه النقد. فالكثير من العلماء في مواقع رسمية ضمن هياكل الدولة هم في الواقع أصوات رائعة للعقل والاتزان، كالمفتي المصري علي الجمعة.

    إن الرغبة في "دولة إسلامية"، بأي معنى كانت، يجب أن تبنى بأي حال من الأحوال بطريقة إسلامية فكراً وإرادة تعير اهتماماً للرحمة والعدالة وتطوير الشخصية الطيبة أكبر منه للمدن الفاضلة وسراب مدينة على الهضبة.

    افتخروا بالثقافة

    شجعوا على تطوير أجندة ثقافية للمسلمين الشباب. لسنوات، قلل الحرفيون من أهمية الموسيقى، الفن والأدب (بشكل خاص في الغرب حيث الجدل حول جوازية أو عدم جوازية مثل هذه الأمور التسلية المفضلة للمجموعات الدينية). لقد أنتجت الحضارات الإسلامية بعض التعابير الثقافية والفنية الأكثر تطوراً في أيما وقت مضى. حيث تعتبر الاحتفالات بالمولد – ولادة الرسول – عناصر رئيسية في الروزنامة الثقافية لغالبية المجتمعات الإسلامية كما كانت محفزات للتطوير والإحياء الثقافي المعاد.

    نحن بحاجة إلى إحياء تلك التقاليد الموسيقية والثقافية التي أخذت تختفي. فالشعب الذي لا يملك أجندة ثقافية، تخصص وتمركز التعبير الديني، لن يوفر الأمل لشبابه. اليوم هنالك إسلام صيني يختلف عن الإسلام الأناضولي. ولا يفتقر أي منهما للمبادئ الإسلامية الشمولية، ولكن كلاهما يتمتعان بتعبير ثقافي فريد. يجب وقف تآكل هذا النوع من الإسلام.

    يستخدم دياب أبو يحيى مصطلح "بكل الطرق الضرورية" ليعلن بقوة حق المضطهدين بالانتقام. وهو بيان بسطه مالكوم اكس، أحد القادة العظام لحركة حقوق الإنسان في أمريكا ومسلم، اغتيل منذ أربعين عاماً.

    مالكوم اكس نفسه عاش تحولاً عميقاً، من مدافع عن حق تقرير المصير للسود إلى مسلم سني أرثوذكسي ربط النضال العالمي ضد الاحتلال الاستعماري في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، إلى توق السود لنيل حقوقهم الإنسانية في أمريكا. وبعد أن سلخ معظم حياته يرفض التعاون مع الأمريكيين البيض، كرس بقية حياته لبناء تحالفات مع مجموعة مدهشة من الناس – اليهود، الهندوس، البوذيين، البيض، الآسيويين، السود، الاشتراكيين، الشيوعيين، الرأسماليين – لأنه آمن أن الإسلام دعا الإنسانية لتعمل معاً بتعاون لحل مشاكلها. توصل ماكس إلى حل وسط. كان يريد بناء تحالفات ويعمل استراتيجياً لإنهاء التمييز العنصري بكل الوسائل الضرورية. نحن اليوم بحاجة إلى تلك التحالفات أكثر من أيما وقت مضى.

    يجب ضرب الإرهاب، ولكن لا يمكن دحره بأسلحته الخاصة – قنابل، رصاص، وإنكار حقوق الإنسان. يجب ألا نخشى إتباع طريق وسط، بعيداً عن الدرجات القصوى من التطرف؛ وكما يقول مالكوم اكس، "أسكنوا الزنوجية". المسلمون وشعوب العالم قاطبة يستحقون الأفضل.



    ترجمة همدان مقصود



    tharwaproject.com


  4. #34
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    مستقبل الإسلام الإنساني




    فارينا علم


    يستطيع الإسلام أن يتخطى ربطه مع الاضطهاد والعنف بأن يكون صادقاً مع نفسه ومع ماضيه.

    يهتفون "الإسلام يعني السلام". يصرون "الإسلام يدين الإرهاب". يشكون "الأغلبية الساحقة من المسلمين ترفض العنف". حتى قبل 11 أيلول من عام 2001، بذل زعماء المسلمين في بريطانية وفي أماكن أخرى قصارى جهدهم للتمييز بين المفهوم الأساسي للإسلام وتأويلات المجاهدين حول قضية الإيمان. حتى أن تأكيدهم، بعد هذا التاريخ، بات أكثر حسماً.

    إنهم على حق، ما دام الارتباط الروتيني بين الإسلام والإرهاب غالباً ما يعبر عنه بعبارات مبسطة ومبطنة. ولكن الكلمة السحرية المستهلكة في الرفض تتهرب أيضاً من المشكلة الحقيقية داخل المجتمعات الإسلامية، مشكلة أخذت تتعمق وتزداد حدة منذ 11/9 : الطريقة التي ينكب فيها عدد متزايد من المسلمين على العمل للتبرير البلاغي والديني للعلماء الحرفيين الذين يدعون إلى الجهاد.

    والأسباب لهذا التحول واضحة بشكل كاف: الاحتلال المستمر "لأراضي المسلمين" كما في أفغانستان والعراق وفلسطين، وجود أنظمة حاكمة متسلطة مدعومة من الغرب، وأيضاً الشعور بأن الحداثة قد تركت المسلمين وراءها. حقاً إن "الحرب على الإرهاب" تشن على خلفية حربية معقدة وجديدة ضد عقول وقلوب مسلمي العالم. ولكن يجب ألا يكون ردنا انسحاباً إلى العقيدة، ولا إلى الانشغال الفكري بالعنف بالتأكيد، بل قبول المنطقة الجديدة الخطرة كتحد لتوضيح الرسالة الحقيقية وعلاقتها بإيماننا مرة أخرى.

    اتجاه عكسي
    ينظر دياب أبو يحي إلى "الحرب على الإرهاب" من منظور آخر، من خلال التأكيد على ابتهالات الاضطهاد، في الماضي والحاضر، الذي عاناه العالم العربي (المسلم في المقام الأول). إنه يسعى بهذه الطريقة لإجبار القارئ على رؤية التاريخ من منظور الضحية. ويرى هذه المظالم المتعددة - اقتصادية وسياسية واجتماعية- توقد الغضب لدى شباب الشارع العربي (والمسلم) الذي يزداد عدداً، الغضب الذي يؤثر على الدول بأقلياتها المسلمة النشيطة المعبرة بالإضافة إلى الأمم ذات الأغلبية المسلمة.

    المشكلة هي أن أبا يحي (ومعلقين آخرين من أمثاله) يتبنى نسبية أخلاقية أثرية بالمطلق. يقول أنه ضد القتل الإرهابي للمدنيين، لكنه لن ينتقد الذين يرزحون تحت الاستعمار إن استخدموا هكذا وسائل. يشير أبو يحي، "حفظ الدافع الأخلاقي هو أقل اهتماماتهم في الحرب القذرة." كافح النار بالنار، ودع اللهيب يمضي حيث تأخذه الريح.

    هذا خطأ
    لا شك أن حجج أبي يحي معقولة على المستوى العاطفي. فرغم كل شيء، يتزايد التعاطف العاطفي مع الزملاء المسلمين – الأمة – بين الشباب المسلم المعولم تدريجياً. يجب أن نفهم لماذا يشعر مسلم شاب من برادفور بعطف كبير تجاه غزة. الهويات الفردية تشكلها الحقائق العالمية.

    ولكن هذا النوع من الخطاب خطير أيضاً. إذ كلما ابتعدنا عن المقاييس الأخلاقية والأدبية للسلوك، كشفنا أنفسنا أكثر للقتالية العنيفة والإرهاب. يجب أن تستند نظرتنا إلى القمع والإرهاب إلى قراءة واضحة لمزاج الشارع وتأكيد المبادئ اللاهوتية والأخلاقية الأساسية للإسلام التي كانت جزء من تعبيره الديني منذ أيام الرسول.

    اذاً ماذا يمكننا أن نقدم للشباب المسلم، الذين يرزحون تحت الاحتلال والذين تنتابهم على نحو متزايد مشاعر الغضب والإحباط مما يعتبرونه حرباً عالمية على الإسلام.

    كونوا مستعدين للنقاش
    ينبغي إنعاش العلوم الإسلامية الكلاسيكية والخطاب الأخلاقي. يتميز تطوير التشريع واللاهوت والقانون والروحية الإسلامية بروح الاعتدال والحاجة إلى إيجاد "حل وسط". من دون التأكيد على القيم الدينية التي تؤكد على أهمية الحوار الجاد على العنف، الأدب على الحماسة، لا يمكن تلطيف الانفعالات التي تعتمل في الشارع العربي. وكما يشير فؤاد نهدي، يقدم الإسلام السياسي المعاصر ديانة لتموت من أجلها ويقدم الإسلام الكلاسيكي ديانة لتعيش من أجلها. ولولا هذه الأخيرة لما كانت الإنجازات العظيمة للحضارة الإسلامية (التي يحتفل بها ويمجدها الإسلاميون) ممكنة. تظهر أقدم الصور المعروفة للجامع المقدس أربعة محاريب، تشير إلى الكعبة. وهذا يمثل المدارس الرئيسة الأربعة للفكر الشرعي السني جميعها كانت محترمة وتدرس في ظل الزار الإسلامي الأقدس. بشكل عام، أكدت هذه التعددية التعايشية الثقافة والحوار الموجودين في مكة، التي كانت إحدى مراكز المناقشة. هذه الروحية مفقودة الآن بالكامل تقريباً من الحوار الإسلامي الشعبي.

    لدينا الآن إسلام "بروتستانتي" منفصل كلياً تقريباً عن ماضينا التأويلي الغني. فالإسلام التقليدي، الذي أضعف أولاً من قبل القوى الاستعمارية ومن ثم من قبل يدعون بالإصلاحيين، قد بز من قبل الإسلام الوهابي الذي ينطلق من تفسير حرفي جامد للنصوص المقدسة. إنها حركة هدمت المحاريب الأربعة في مكة. وخلال العقود الأربعة المنصرمة، مستندة على البترودولار والنشريات الضخمة، سطت على معظم الجدالات اللاهوتية الشعبية داخل الإسلام، وبشكل خاص في العالم الغربي والعربي.

    قد ينتمي مؤيدو الإسلام الوهابية إلى استمرارية الفكر الإسلامي. لكنهم عاشوا تاريخياً على هوامشه التاريخية. لقد قضى على كل أسلافهم الأيديولوجيين (الخوارج والحشاشين، على سبيل المثال) النزاع الديني ويد الحكومة الإسلامية القوية.

    كان المجتمع المدني دائماً العنصر القوي في المجتمعات الإسلامية وقد أوجد على الدوام حيزاً لجدل عنيف ولمجموعة كبيرة من الآراء المتعارضة. ولم تكن هذه الآراء تشكل تهديداً للأمة ما لم تكن سبباً للعنف والظلم والفوضى الاجتماعية.


    عززوا الروحانية

    أحيوا إحساساً بالفضيلة. المشكلة مع البن لادنية (أسامة بن لادن) برمتها والانحرافات المرتبطة بها تكمن في أنهم رغم استخدامهم للغة الإسلام ومناشدتهم المجتمع يهملون في الوقت نفسه معتقداته الأدبية والأخلاقية. فالعاطفة والغضب لا تشكل أساساً لحل القلق الحالي.

    يجب أن نعيد تقييم الإنسان الذي يعتبر جوهر العقيدة الإسلامية. فهم الإسلام السياسي النبي محمد على أنه رجل دولة محارب. لقد كان كذلك، لكنه كان أكثر من ذلك. كانت رسالته تهدف إلى إعلاء شخصية الإنسان من خلال تعليمه العبادة والسلوك القويم والتواضع أمام الله. حسب تعاليم النبي، علينا أن نتمسك بالأخلاق السامية حتى إزاء معتد غير أخلاقي. وجاء في القرآن أنه "رحمة لكل العالمين" والرحمة طبيعته الرمزية. كان النبي مدفوعاً بحب عميق وحميم لله، للإنسانية ولطائفته. كان صانع سلام ودبلوماسي - نبيل ورحيم.

    بالنسبة للرسول، الغاية لا تبرر الوسيلة. لكنك لن تسمع الكثير عن الرحمة من المسلمين في هذه الأيام. وقد تنطوي دعوتهم على لغة إسلامية، لكنها وسيلة ودنيوية بكل ما في الكلمة من معنى. إذا سمحنا لهذا الاتجاه بالاستمرار، فإننا نستهزئ بالدين وأخيراً نجعل الإسلام دنيوياً. فالإسلام المفتقر إلى العالمية الشمولية والمختصر إلى لغة عاطفية خالية من نظام أخلاقي وأدبي يخسر مكانته كقوة هداية حقيقية في حياة الناس.

    لقد شكلت الروحانية الإسلامية، أو الصوفية، على الدوام عنصراً متمماً للحياة الدينية الإسلامية. قدم أولياء وشيوخ الصوفية نظرة منهجية لمعرفة الله تستند على تلاوة الابتهالات، التدرب على تطوير شخصية ورعة قويمة، بغية إذلال الأنا وتكريس النفس لخدمة المجتمع. وحتى في يومنا هذا يمكن للصوفية، بتعبيرها عن القيم الإسلامية المشتركة وبتركيزها لاهتمام الفرد على الأهداف السامية، أن تكون قوة مضادة مثيرة للإسلام السياسي المجاهد.

    وهذه ليست محاولة لتحييد الإسلام. بل على العكس من ذلك، لقد كان الصوفيون على سبيل المثال في طليعة العديد من المعارك المناهضة للاستعمار (عبد القادر الجزائري في الجزائر، عمر المختار في ليبيا، شامل الداغستاني في القوفاز) لكن نظرتهم وضعت مبدأ وقيداً أمام الكسب السياسي والعسكري.

    وإن إحياء لنظام وممارسة روحية سيحيي بدوره نقاشاً أخلاقياً داخلياً حول كيفية مقاومة الاحتلال.


    قاوموا النوع الخاطئ من "الدعم"

    لا تسلموا مستقبل الإسلام والمسلمين إلى شركة راند. يقترح تقرير مجلس الخبراء الأمريكي المؤثر لعام 2003، الإسلام الديمقراطي المدني، طريقة لعلمنة الخطاب الإسلامي من خلال تحريض "الأصوليين"، "التقليديين" "العصرانيين" و"العلمانيين" ضد بعضهم. يتجاهل هذا النوع من التبسيط تعقيد التجربة الإسلامية العالمية ويزيد الأمور سوء. لقد أثار مثل هذا التدخل و"الدعم" الغربي، وخلق في بعض الحالات، الأزمات الراهنة في العالم الإسلامي.

    أهملت الولايات المتحدة أو تساهلت، لسنوات، مع حلفائها العرب عندما كانوا يضخون الأموال إلى المنظمات التي فتتت صرح التراث الإسلامي التقليدي وشجعت على تفسير موحد وحرفي للإسلام. إن نتاج هذا التفسير هو الذي يدعو الآن إلى "الحرب المقدسة". لقد خربت المجموعة نسيج المجتمع المدني الإسلامي ووضعت العالم في خطر.


    افصلوا الدولة عن الدين

    أبعدوا العلماء عن سيطرة الدولة. على معظم الدول الإسلامية أن توقف تدخلها بالدين. يدعو التقليد الإسلامي إلى توتر صحي بين المدارس الدينية والدولة، وبذلك تضبط كل واحدة الأخرى. ينبغي على المجتمعات الإسلامية أن تبقي العلماء بالإضافة إلى قوة نشيطة دينامية داخل المجتمع. وعلى الدولة أن تتجنب التدخل بالدين وإلحاقه لغاياتها السياسية الخاصة. لقد حذر الخطاب الإسلامي التقليدي علماء الدين من الاقتراب أكثر مما ينبغي من السلطة السياسية، وهرب الكثير من العلماء المشهورين والبارزين من العمل في بلاط السلطان ليحافظوا على سلامتهم واستقلالهم. ولكن هذا لا يعني أننا نريد القول بأن العلماء اليوم في موقف يستحقون عليه النقد. فالكثير من العلماء في مواقع رسمية ضمن هياكل الدولة هم في الواقع أصوات رائعة للعقل والاتزان، كالمفتي المصري علي الجمعة.

    إن الرغبة في "دولة إسلامية"، بأي معنى كانت، يجب أن تبنى بأي حال من الأحوال بطريقة إسلامية فكراً وإرادة تعير اهتماماً للرحمة والعدالة وتطوير الشخصية الطيبة أكبر منه للمدن الفاضلة وسراب مدينة على الهضبة.


    افتخروا بالثقافة

    شجعوا على تطوير أجندة ثقافية للمسلمين الشباب. لسنوات، قلل الحرفيون من أهمية الموسيقى، الفن والأدب (بشكل خاص في الغرب حيث الجدل حول جوازية أو عدم جوازية مثل هذه الأمور التسلية المفضلة للمجموعات الدينية). لقد أنتجت الحضارات الإسلامية بعض التعابير الثقافية والفنية الأكثر تطوراً في أيما وقت مضى. حيث تعتبر الاحتفالات بالمولد – ولادة الرسول – عناصر رئيسية في الروزنامة الثقافية لغالبية المجتمعات الإسلامية كما كانت محفزات للتطوير والإحياء الثقافي المعاد.

    نحن بحاجة إلى إحياء تلك التقاليد الموسيقية والثقافية التي أخذت تختفي. فالشعب الذي لا يملك أجندة ثقافية، تخصص وتمركز التعبير الديني، لن يوفر الأمل لشبابه. اليوم هنالك إسلام صيني يختلف عن الإسلام الأناضولي. ولا يفتقر أي منهما للمبادئ الإسلامية الشمولية، ولكن كلاهما يتمتعان بتعبير ثقافي فريد. يجب وقف تآكل هذا النوع من الإسلام.

    يستخدم دياب أبو يحيى مصطلح "بكل الطرق الضرورية" ليعلن بقوة حق المضطهدين بالانتقام. وهو بيان بسطه مالكوم اكس، أحد القادة العظام لحركة حقوق الإنسان في أمريكا ومسلم، اغتيل منذ أربعين عاماً.

    مالكوم اكس نفسه عاش تحولاً عميقاً، من مدافع عن حق تقرير المصير للسود إلى مسلم سني أرثوذكسي ربط النضال العالمي ضد الاحتلال الاستعماري في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، إلى توق السود لنيل حقوقهم الإنسانية في أمريكا. وبعد أن سلخ معظم حياته يرفض التعاون مع الأمريكيين البيض، كرس بقية حياته لبناء تحالفات مع مجموعة مدهشة من الناس – اليهود، الهندوس، البوذيين، البيض، الآسيويين، السود، الاشتراكيين، الشيوعيين، الرأسماليين – لأنه آمن أن الإسلام دعا الإنسانية لتعمل معاً بتعاون لحل مشاكلها. توصل ماكس إلى حل وسط. كان يريد بناء تحالفات ويعمل استراتيجياً لإنهاء التمييز العنصري بكل الوسائل الضرورية. نحن اليوم بحاجة إلى تلك التحالفات أكثر من أيما وقت مضى.

    يجب ضرب الإرهاب، ولكن لا يمكن دحره بأسلحته الخاصة – قنابل، رصاص، وإنكار حقوق الإنسان. يجب ألا نخشى إتباع طريق وسط، بعيداً عن الدرجات القصوى من التطرف؛ وكما يقول مالكوم اكس، "أسكنوا الزنوجية". المسلمون وشعوب العالم قاطبة يستحقون الأفضل.



    ترجمة همدان مقصود



    tharwaproject.com


  5. #35
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    الغرب والعالم العربي: وسائل الإعلام والدور البديل المطلوب





    داود كتّاب *



    هنا البي بي سي من لندن، صوت أميركا من واشنطن، دويتش فيل من ألمانيا، راديو مونتي كارلو من فرنسا. في نبأ بثته وكالة الأنباء رويترز، خدمة أخبار الأسوشييتد برس، أخبار يونايتد برس انترناشيونال. هنا السي أن أن. أنتم تشاهدون محطة تلفزيون ديزني، محطة هوليوود، محطة هيستوري. فيلم الليلة هو تيرميناتور. تابعوا آخر حلقات الشجاع والجميلة، دالاس، الأصدقاء، الممارسة، أحزان شرطة نيويورك، العدل والقانون.

    ما ورد أعلاه عينة صغيرة من وابل من الوسائط والبرامج الإعلامية التي تملأ كل لحظة من لحظات أي يوم من أيام العالمين العربي والإسلامي. وتقدم لنا وسائط الإعلام، ذات التأثير القوي، هذه الأخبار التي يختارها ويخرجها وينظمها العاملون في الصحافة الغربية في نيويورك وواشنطن وأتلانتا ولندن وباريس. يلزمك أن تلقي نظرة على أي صحيفة في مدن مثل القاهرة أو الدار البيضاء أو إسلام أباد حتى تقرأ أخباراً وتشاهد صوراً مصدرها خدمات الأخبار الغربية بشكل يفوق أية خدمات إخبارية أخرى بكثير. ويتم إغراقنا ببرامج ترفيهية كتبتها وأخرجتها مواهب من أماكن مثل هوليوود وأورلاندو. هذه البرامج تفوز بجوائز لها أسماء مثل الأوسكار والإيمي من مدن مثل لوس أنجليس بكاليفورنيا وكان في فرنسا. شاهد محطات تلفزة في الرياض أو الجزائر أو مانيلا وسوف تشاهد، دون شك، برامج كتبت أصلاً باللغة الإنكليزية الأميركية، عن أناس يسكنون في مدن أميركية، تعالج قضايا تهم الأميركيين. اذهب إلى أي دار سينما في عمان أو بيروت أو جاكرتا وستشاهد أبطالاً ذوي عيون زرقاء، ورجالاً أو نساءً ذوي شعر أشقر يهزمون أشراراً لهم شعر أسود وعيون بنية.

    الإعلام الغربي بكافة أشكاله مادة مستوردة رئيسية في العالمين العربي والإسلامي. وهذا لا يقتصر على الوسائط الإعلامية الجبارة مثل السي أن أن والبي بي سي وإذاعة مونتي كارلو. كما أن الوسائط الإعلامية الغربية منتج رئيسي للمواد الإعلامية الخيالية وغير الخيالية.

    وفي منطقة يتميز سكانها بصغر السن (غالبية السكان في الدول العربية والإسلامية دون الـ25 سنة)، أوجد هذا الاستعمار الثقافي الحديث رغبة جامحة لتقليد الغرب. ويؤخذ ما هو على السطح من الأخبار والتحاليل الواردة من العالم الغربي" فنجوم الأفلام أكبر من شخوص الحياة العادية، واتجاهات الموضة كما تشاهد في الأفلام والبرامج التلفزيونية تحتل مكاناً لها في مزاج هذا الشعب العربي والمسلم اليافع، واقعه خالٍ من الأبطال. ما الذي حصل لنا ووجدنا أنفسنا في هذا المنحدر المنزلق؟ أين وسائط الإعلام البديلة والأفلام السينمائية والأبطال الذين يعكسون الثقافة والتراث والتقاليد الفنية للمنطقة؟

    للإجابة عن هذه الأسئلة علينا أن نعترف بأننا لسنا وحدنا نعاني من هذه المشكلة. فسيطرة وسائل الإعلام الغربية لا تقتصر على العالمين العربي والإسلامي، وإنما هي عالمية. ولكن بينما أدركت المناطق والشعوب والمجتمعات الأخرى هذه المشكلة وحاولت معالجتها، تستمر منطقتنا في استهلاك الثقافة الغربية دونما أي تحفظ أو تردد أو جهود للبحث عن مصادر قوة أخرى داخل مجتمعاتنا.

    وجزء من مشكلتنا مصدره الهزيمة السياسية والعسكرية. العديد من الأمم المهزومة تسحرها الأمة التي هزمتها، وكثيراً ما تدرسها حتى الغثيان. فالسود في جنوب أفريقيا كانوا يعرفون عن حكومة الأقلية البيضاء التي اضطهدتهم أكثر بكثير مما كان البيض يعرفون عن الأغلبية السوداء من السكان. والفلسطينيون يعرفون عن إسرائيل والإسرائيليين أكثر بكثير مما يعرفه الإسرائيليون عنهم. فنظرة واحدة على عدد الذين يتحدثون الإنكليزية حول العالم، وعدد الذين يتحدثون لغة أخرى من الذين يتحدثون الإنكليزية كلغة رئيسية، تؤيد هذا الافتراض. ولتغيير عدم التوازن هذا يتوجب بذل جهد غير اعتيادي لتحويل تدفق المعلومات من الوضع الحالي، وهو من الغرب إلى الشرق، إلى علاقة أكثر مساواة تتدفق بها المعلومات في الاتجاهين. مما لا شك فيه أن الشرق والغرب لديهما الكثير ليقدماه إلى بعضهما. ويتطلب الحد من عدم التناسق هذا توجهاً متعدد المستويات. فالهيمنة الغربية الحالية يمكن أن تتوازن عبر محاولة جادة لجعل شعوب الشرق قادرة على تقديم وعرض صورة أفضل لها في عيون الغرب. فسياسة القرن العشرين الاستعمارية "فرق تسد" تركت أثارها على استهلاك البضاعة التي ينتجها الإعلام. ولأن المنطقة العربية والإسلامية مفرّقة وضعيفة، لم يستطع الغرب حكمها سياسياً فحسب وإنما إعلامياً كذلك. وتعتبر صناعة الإعلام (ولا ننسى إنها صناعة أولاً وأخيراً) مكلفة، وإنشاء أجهزة بث قوية، وإعداد برامج نوعيتها جيدة، وتوفير أخبار من مصادر أولية، عملية تكلف كثيراً. وليس باستطاعة الدول الصغرى منافسة تجمعات الشركات الضخمة المتعددة الجنسيات، ما يتيح لناقلات الإعلام القوية احتكاراً حقيقياُ على كل من عملية نقل الإعلام ومضمونه.

    الشعوب العربية والإسلامية لم تكن مفرقة ومقسمة فحسب، وإنما أُصيبت كذلك بلعنة أنظمة سياسية غير ديموقراطية صادرت الإرادة الشعبية لشعوبها. وهذه الأنظمة الاستبدادية اختطفت الإعلام ومضمونه، وأعادت تشكيله ليناسب رغباتها وطموحاتها السياسية في البقاء في الحكم. ملكية الإعلام في الدول العربية ملك للسلطات الحاكمة بشكل كامل تقريباً. كذلك تم اختطاف الإنتاج الثقافي وغيره من الجهود الخلاقة إلى درجة أن هؤلاء الفنانين أصبحوا مجرد هتَافين للملوك والأمراء والرؤساء ورؤساء الوزارات.

    لقد وصلت سيطرة الإعلام الغربي الى مراحل خطرة مما يتطلب استراتيجية قوية موحدة جادة، تعمل على مسارين، بحيث توفر لشعوب المنطقة وسائط إعلام تتمتع بالمصداقية والاستقلالية، وفي الوقت نفسه يتوجب بذل جهد موحّد لمباشرة العملية الصعبة لإيجاد مضمون إعلامي بديل يمكن أن يؤخذ بشكل جدّي من قبل جمهور ساخر بطبيعته وشكاك. ويتمتع العرب بميزة عن العديد من الأمم الأخرى. فجميع الشعوب العربية تتكلم وتقرأ وتفهم اللغة نفسها. وحتى يتسنى تطوير إعلام مستقل، فإن الاهتمام بالمهنية أمر في غاية الأهمية. فالنجاح النسبي للشبكة الفضائية العربية "الجزيرة" يعود إلى مهنية العاملين فيها وقدرتهم على العمل بشكل مستقل، أكثر من أي أمر آخر.

    ونجاح فضائيات كالجزيرة والأم بي سي والأل بي سي والعربية ناتج كذلك عن رجال أعمال عرب خلاقين وأذكياء في مجال الإعلام، استخدموا التكنولوجيا الحديثة والمعايير الإعلامية الدولية لإنتاج برامج تلفزيونية ذات نوعية عالية. ولا يعني بحثنا عن إعلام فريد مستقل عن الإعلام الغربي رفض أحدث التقنيات الدولية المتوفرة والتكنولوجيا التي تم تطويرها في الغرب. فلا منطق في إعادة اكتشاف ما تم اكتشافه حتى ننتج إعلاماً عربياً حقيقياً. كذلك يتوجب على الإعلام العربي القوي أن يعير انتباهاً لكل ما هو محلي وأهلي. عندما يبدأ العرب بالنظر إلى الداخل نقدياً فإن بقية العالم سينظر إلى الإعلام العربي والعرب بجدية أكبر. ولا يمكننا أن نتوقع المشاركة في حوار جدي مع الغرب ما لم نطور أولاً إعلاماً مستقلاً بشكل حقيقي يعير اهتماماً لقضايانا نحن. ولن نتمكن من النجاح في تنظيم حوار مع بقية العالم ما لم تكن لدينا الشجاعة والعزيمة لنقيم حواراً مع بعضنا البعض.




    * داود كتّاب صحافي وإعلامي فلسطيني ومؤسس إذاعة عمان نت على شبكة الإنترنت ومدير معهد الإعلام العصري التابع لجامعة القدس. النص هذا جزء من سلسلة مقالات تُنشر بالتعاون مع خدمة Common Ground الإخبارية.



    النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.

  6. #36
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    دور القرآن في إسلام المهتدين حديثاً ؟



    د. جيفري لانغ



    أعتقد أن الغرب الحديث قد مرّ بتجربة كبرى من ضياع الثقة. فالثقة بالحكومة والقيم التقليدية والتربية والعلاقات الانسانية والكتب المقدسة والدين والله كله قد اضمحل وتلاشى بسبب الصراع من أجل التقدم المادي. وقد خلف هذا الضياع فراغاً كبيراً للمعنى والهدف، وأنجب العديد من الأفراد الذي لا يعترفون بأي نظام فكري، والذين أصبحوا فضوليين ومستعدين لأي وجهة نظر بديلة. فمن بين جميع الديانات والايديولوجيات التي يمكن لهم أن يختاروا إحداها يبدو أن الاسلام قد جذب منهم عدداً أكبر مما كانت تتوقع له إحصائيات الحصص. والسبب وربما يعود للاهتمام الكبير الذي توليه وسائل الإعلام الغربية للإسلام، وكذلك بسبب وصول أعداد كبيرة من المهاجرين من مجتمعات إسلامية إلى الغرب، وكذلك من خلال التفاعل الكبير والمتزايد بين الدول الغربية والشرق أوسطية هذه الأيام. ولا شك أن جميع هذه العوامل قد أسهمت في زيادة الاهتمام الغربي بالاسلام.
    إن المعتنقين الجدد يقدمون أسباباً عديدة لاختيارهم الاسلام، ويصفون السبل المختلفة التي قادتهم إلى اعتناق هذا الدين. وبغض النظر عن السبب الذي أثار اهتمامهم أولاً أو دفع بهم لاتخاذ القرار النهائي كي يصبحوا مسلمين، فإن هؤلاء المهتدين الجدد إلى الاسلام غالباً ما يعبرون عن الإحباط الذي يشعرون به، والذي يحتملونه في صراعهم للتأقلم مع جاليتهم الدينية الجديدة. إن أهم سؤال يجب أن نتحقق منه بشأن هؤلاء لا يتعلق بالكيفية التي دخلوا بها الاسلام، بل بالسبب الذي يجعل العديد منهم متمسكاً بقوة بهذا الدين؟ وغالباً ما يكون جوابهم أن القرآن هو السبب. وعملياً نجد أن جميع المعتنقين الجدد الملتزمين بالاسلام يعزون إيمانهم لعقيدة راسخة، وهي أن القرآن بكامله ما هو إلا تنزيل منزه من لدن رب العالمين. وقد يشيرون إلى بعض ملامح القرآن لكي يؤكدوا هذا المعتقد، ولكن غالباً ما نجد أن هذه الملامح قد تعلموها بعد أن تطور هذا الإيمان بالقرآن لديهم. وليس من السهل تعريف أو تفسير أي عنصر في القرآن من شأن المعتنق الجديد أن يشير إليه بشكل نموذجي على أنه سبب إيمانه بهذا القرآن. فبعد بعض السبر لأغوار القرآن يكتشف المعتنق الجديد أن أساس هذا الإيمان لا ينجم عن مجرد قراءة موضوعية لكتاب المسلمين المقدس (القرآن)، بل هو خبرته الخاصة به أو لنقل نتيجة لتواصله مع هذا الكتاب الكريم. فالعديد من المعتنقين الجدد، وكذلك من المسلمين، يذكرون الإحساس الرائع الذي يشعرون به عندما يتواصلون مع التنزيل المحكم عند قراءتهم للقرآن، فهم يحكون عن مناسبات شعروا من خلالها وكأن القرآن يستجيب لحالاتهم العاطفية والنفسية، ويستجيب كذلك لردة فعل استجابتهم لبعض نصوصه و:أن القرآن يتنزل عليهم شخصياً، وفي كل لحظة يقرأونه فيها، صفحة بصفحة حيث يكشف كل نص تال كيف أثر بهم النص السابق. فقد وجدوا أنفسهم ينسابون وينهمكون في حوار حقيقي مع التنزيل، حوار ينبعث من أعمق وأصدق وأطهر أعماق الوجود، حيث تنكشف لهؤلاء، ومن خلال ذلك التواصل، خصال الرحمة والعطف والمعرفة والمحبة التي يشعر بها المخلوق من الخالق والانساني من المقدس والمحدود من اللامحدود والانسان من الله.
    وكما يعلم العديد من المعتنقين الجدد، فليس بالضرورة أن يكون المرء مسلماً لكي يشعر بهذه الطاقة الداخلية للقرآن؛ ذلك أن العديد منهم يختار الاسلام ديناً بعد لحظات من هذا الشعور أو بسببه. ولقد عبّر العديد من الباحثين في الاسلام من غير المسلمين عن مثل هذا الشعور الذي كان ينتابهم لدى قراءتهم للقرآن. فباحث العربية المعروف البريطاني آرثر ج.آربيري يذكر كيف أنه وجد في القرآن عوناً له في بعض الأوقات الصعبة التي مرّ بها في حياته، حيث قال: إنه حينما يستمع إلى القرآن يتلى بالعربية فكأنما يستمع إلى نبضات قلبه. ويذكر فريدريك دينّي، وهو كاتب غير مسلم، تلك (التجربة العجيبة غير الطبيعية) التي يشعر بها المرء أحياناً لدى قراءته للقرآن، لحظات يشعر القارئ من خلالها (بحضور شيء ما غامض وأحياناً مرعب معه). وبدلاً من قراءة القرآن فإن القارئ يشعر وكأن القرآن (يقرؤه)!
    ومع ذلك فليس كل قراءة للقرآن تقود لمثل هذه التجربة، فالمسلمون يعتقدون أن تجربة كهذه تحتاج حالة معينة من العقل والروح ومن التواضع وصدق النية ومن الإرادة والاستعداد. فهم يقولون: إذا كان القارئ مدركاً لحالة ضعفه وهوانه أمام الله، وإذا كان لديه الاستعداد كي يرى نفسه على حقيقتها، وإذا كانت لديه القدرة كي يطرح جانباً صور الزيف التي كونها لنفسه، وتلك التي تكونت لديه من الآخرين، وإذا ما توصل للحقيقة الواقعة وهي أن لا حول ولا قوة إلا بالله، عندئذ فقط يكون جاهزاً، بحول الله تعالى، كي يتحول ويتغير بفضل هذا القرآن الكريم. فكل جيل من المسلمين كان دوماً يشعر بأن القرآن يتناسب وعلى نحو نموذجي مع تطلعات زمانه، والكتب والمقالات التي كتبها مؤخراً بعض المعتنقين الجدد تظهر أن لديهم مثل تلك التطلعات. لا أستطيع تقديم شرح كاف عن سبب شعور المسلمين القدامى بمثل هذا الشعور، أو لماذا ينتاب هذا الشعور مسلمين آخرين في أجزاء أخرى من العالم، ولكنني سوف أحاول مشاطرة المعتنقين الجدد خبرتهم في مثل هذا الشعور.
    عندما يفتح القارئ الغربي القرآن للمرة الأولى فإنه سرعان ما يواجهه، وبطريقة درامية، أحد أعظم الأسئلة التي دفعت بالعديد من البشر في العصر الحديث لإنكار وجود الله، وهو موضوع سؤال الملائكة لله في القرآن: (قالوا أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدماء) البقرة/ 30. ثم يبدأ القرآن بالشرح، ولكن في بداية القرآن نجد الشرح مقتضباً، وذلك ما يجذب انتباه واهتمام القارئ، وما على القارئ الذي يريد الحصول على مزيد من الأدلة إلا أن يستمر في قراءة القرآن.
    وبعد أن يقرأ القارئ الغربي عن آدم (ع) والذي تختلف قصته في القرآن في تفاصيل رئيسة عما يوازيها في الكتاب المقدس، يتساءل في نفسه: أين يضع الاسلام نفسه بالضبط من التراث اليهودي-المسيحي؟ وكلن القرآن يضع هذا في المنظور، أولاً: في قصة بني إسرائيل (انظر الآيات 40-86 من سورة البقرة)؛ وثانياً: في مناقشة مواقف وعقائد أهل الكتاب (اليهود والنصارى). ثم يتبع ذلك قصة بناء إبراهيم وإسماعيل (ع) للكعبة، والتي تربط الاسلام بالأب الأكبر لكل من هذه الديانات الثلاث (إبراهيم الخليل (ع)، انظر الآيات 122-141 من سورة البقرة). ويخبرنا القرآن أن الاسلام هو تجديد للعقيدة الحنيفية الطاهرة للنبي إبراهيم (ع) (انظر الآيات 142-167 من سورة البقرة).
    وطبيعي أن يحول القارئ الغربي بعد ذلك انتباهه إلى مسائل أكثر عملية مثل ممارسات المسلمين التي يسمع الكثير عنها مثل (قوانين الحمية) الصوم والجهاد والحد ووضع المرأة في الاسلام؟ ونجد نقاشاً لهذه المواضيع في آيات القرآن (انظر الآيات 168-283 من سورة البقرة). ويجد القارئ بين هذه الآيات وتلك تذكيراً بوجود الله وحدانيته، ودلائل حكمة الله ورحمته وقدرته وحاجة الانسان الماسة للتوجه إليه. ثم نجد أن القرآن يحاول غرس هذه الحقائق الأساسية في عقل القارئ على نحو مستمر ومتكرر ومركز، بحيث يحاول الوصول إلى أقصى أبعاد روحه الداخلية، ثم يبعث فيه من جديد الواقع الذي يعيش ويتنفس من خلاله.
    وتختتم السورة الثانية (البقرة) بالدعاء الذي تعلّم القارئ من خلاله كيف يسأل الله العون على مصائب الدهر، ويرجه المغفرة التامة والرعاية. وأما السورة الثالثة (آل عمران) فتبدأ بهذا التوسل: إن رجاءنا الحقيقي وملاذنا هو في: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم، نزّل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل، من بل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام) آل عمران/ 2-4.
    فعندما ينتهي القارئ من سورة البقرة (السورة الثانية) تتكون لديه بعض المعرفة بالاسلام. ثم نجد في السور 12 الباقية من القرآن تطويراً ودعماً واستطراداً وشرحاً للمواضيع الرئيسة الواردة في هذه السورة. وكما في الفصل الأول من هذا الكتاب، فإن القارئ سوف يجد أن هذه المواضيع متداخلة عبر النص. فالقرآن لا يدع القارئ يفكر في أحدها بمعزل عن الآخر، بل يطلب منه أن يرى ويدرك ترابطها بعضها مع بعض. ومع ذلك، نرى أن كل سورة من السور التالية تركز في معظم الوقت على واحد أو اثنين من هذه المواضيع الرئيسة. وأما السورة الثالثة (آل عمران) فهي تضع الخطوط العريضة للتاريخ الديني لبني البشر مع الاشارة الخاصة إلى أهل الكتاب، كما أنها تذكر المسلمين بواجبهم لمحاربة الظلم والطغيان. وأما السورة الرابعة (النساء) فإنها تعود إلى موضوع حقوق المرأة وواجبات الأسرة. وأما السورة الخامسة (المائدة) فتتعلق بشكل رئيس باليهودية والمسيحية وتؤكد من جديد فساد هاتين الديانتين اللتين انبعثت تعاليمهما النقية الطاهرة، واكتملت من جديد في الاسلام.
    وكلما تقدمنا في قراءتنا للقرآن نجد أن السور تقصر بالتدريج، كما أن توكيدها وأسلوبها يتغير أيضاً. وفي سور منتصف القرآن، تصادفنا بعض الأحكام والقواعد الأخرى الإضافية، ولكن التوكيد الرئيس يتحول إلى المزيد من القصص والأخبار التي تتعلق بأنبياء سابقين، وكذلك إلى المزيد من الإشارات الدرامية إلى دلائل الإعجاز الطبيعية التي تعبر عن قدرة الله وحكمته وجوده، وهنا أيضاً تجد المزيد من التركيز على علاقة الانسان بالله ورجوعه إليه. وكلما تقدمنا بالقراءة يصبح الأسلوب الأدبي في القرآني، والذي هو خير ما يمكن تذوقه بالعربية، أكثر عاطفية وأشد وقعاً في النفس.
    وكلما اقتربنا من النهاية يتركز الخطاب بشكل كلي تقريباً على القارئ وعلاقته بالله، وكذلك على العلاقة العضوية بين أعمال المرء ومصيره في الآخرة، حيث تلج هذه المواضيع من السور أذن القارئ على شكل ومضات من النشوة والتفجر العاطفي. فالجنة والنار والساعة ويوم القيامة والدنيا والآخرة وفناء الكون، ورجوعنا إلى الله، جميعها تتجه لتلتقي عند مصير واحد وهو نقطة الذروة عند قيام الساعة.
    وهكذا نجد أن القرآن يدفع بالقارئ وهواجسه العملية والآنية عبر عوالم الأنبياء وآباء الأنبياء والمعجزات والآيات إلى اللحظة القصوى، حيث يتبدى فيها للقارئ أنه يقف بمفرده أمام ربه وخالقه؛ ويشعر العديد من أولئك الذين يقومون بهذه الرحلة بشيء من رهبة ذلك اللقاء وهوله بينما يقتربون في قراءتهم من نهاية القرآن. وسرعان ما يساورهم الشك بأنفسهم وينتابهم الخوف، ويشعرون بالوطأة عندما يقتربون من الخيار الذي يضعه القرآن أمامهم لا محالة. فالعديد منهم يخشى المجتمع ويراجع نفسه ليرى إن كان قد اعتراه سوء في عقله، ثم إنهم يتشككون بمقدرتهم على تحويل وجهة حياتهم والاستسلام لأمر الله. ومنهم مَن يشعر أن الوقت قد فات وأنهم أبعد من أن تشملهم رحمة الله ومغفرته. ومع ذلك نجد أن الله يطمئن القارئ عبر آيات القرآن وعلى نحو مستمر ألا يركن إلى هذا النوع من الشك والقنوط من رحمة الله ومغفرته:
    (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة/ 186.
    (فاستجاب لهم ربهم ني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب) آل عمران/ 195.
    (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) الزمر/ 53.
    (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) القلم/ 2.
    (والضحى، والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى، وللآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى، ألم يجدك يتيماً فآوى، ووجدك ضالاً فهدى) الضحى/ 1-8.
    (ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك، فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً) الشرح/ 1-6.
    وفي الوقت الذي يطبق فيه الخيار المطلق على القارئ نرى كيف يضع القرآن أمامه الكلمات التي ما فتئت روحه تبحث عنها، فيأمره بقول:
    (قل هو الله أحد) الإخلاص/ 1.
    (قل أعوذ برب الفلق) الفلق/ 1.
    (قل أعوذ برب الناس) الناس/ 1.
    إذ يبدو من هذه الآيات وكأن الله يخاطب القارئ قائلاً له: قل هذه الكلمات وسوف آتيك، قلها ولسوف أحميك وأواسيك، توجه إليّ فلسوف أمنحك المودة، وسوف يعرف قلبك معنى السكينة والطمأنينة.
    لقد وقف العديد منّا، بعد قراءته للقرآن، وقد سقط في يديه كمن أصابه الشلل وهو على حافة من اللاقرار، تمتد من بين الإيمان والإعراض، وما بين أحلامنا المادية ورجائنا بالآخرة، وما بين رغباتنا الدنيوية وحاجاتنا الروحية. ولقد مرت عليان ليال مؤرقة، وكنا كما بدا لنا نجري خلف السراب، وكانت تستحوذ علينا رؤى من ردود فعل الأهل والأصحاب، وكانت تخطر في بالنا بعض الآيات وكان ينتابنا القلق حول وظائفنا وأعمالنا، والأسوأ من ذلك كله فراغ الفراق عمن لامس تنزيله شغاف قلوبنا إذام ا أعرضنا عن اتباع الهدى. فمن بين أولئك الذين عرفوا هذا العذاب وخبروه أعرض بعضهم وولى إلى غير رجعة. ومع ذلك فقد كان هناك مَن تخلى عن المقاومة وأخذ يركض بأذرع مفتوحة ليعانق رحمة ربه، من أذعن واستسلم لنداء أعماقه ليغوص في محيط من العطف والمودة.
    فأما أولئك الذين يختارون الاسلام فسرعان ما يكتشفون وللأبد أن عليهم أن يجيبوا على السؤال التالي: (كيف أصبحت مسلماً؟) وبالطبع سوف يقدمون شروحات جزئية مختلفة في أوقات مختلفة وذلك حسب السياق الذي تم فيه السؤال. وعلى كل حال، فإننا جميعاً الذين قمنا باتخاذ ذلك القرار لا نستطيع الإجابة بشكل كامل على هذا السؤال؛ ذلك أن حكمة الله وتدبيره أمر لا يمكن الإحاطة بهما. وقد تكون أصدق وأبسط إجابة نستطيع أن نقدمها هي الإجابة التالية: في لحظة من اللحظات الخاصة في حياتنا ـ لحظة لم نتنبأ من قبل أن نمر بها عندما نكبر ـ منّ الله بواسع علمه ورحمته وعطفه علينا، بعد أن وجد فينا من العذاب ما نكابد، ومن الألم ما نشعر به، ومن عظيم الحاجة إلى ملء الخواء الروحي الكبير في أنفسنا، وبعد أن وجد لدينا الاستعداد الكبير لقبول ذلك. وعلى كل حال فقد حقق الله ذلك لنا، فله الشكر والمنة إلى يوم الدين. حقاً سبحان الله والحمد لله.






    * المصدر : الموسوعة الإسلامية
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 09-03-2006 الساعة 09:41 PM

  7. #37
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب



    الإمام أبولبن لـ«الشرق الأوسط»: ليت عمرو خالد طلب من الدنماركيين إشراكنا







    مؤتمر الدنمارك ينعقد وسط انقسامات

    لندن: محمد الشافعي

    طالب رجال دين مسلمون، أمس، في كوبنهاغن، الدنمارك بتقديم اعتذارات رسمية، وذلك قبل افتتاح مؤتمر «هذا نبينا» الذي يفترض أن يسهم في إخماد التوتر الناجم عن قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم.

    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 12-03-2006 الساعة 01:09 AM

  8. #38
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    غل: صورة أوروبا ستضرر إذا لم تمنع الإهانات عن الإسلام



    غل حذر في النمسا الأوروبيين من عدم حماية الإسلام من الإهانة (رويترز)


    قال وزير الخارجية التركي عبدالله غل إن الاتحاد الأوروبي يغامر بسمعته في أنحاء العالم إذا لم يفعل المزيد لحماية الإسلام من الإهانات.

    وأوضح غل أن هذا الموقف نقله إلى نظرائه في الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا اجتماعا في سالزبورغ بالنمسا لاستخلاص الدروس من قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص).

    وقال وزير الخارجية التركي إن صورة الاتحاد الأوروبي الذي يضم 25 بلدا ستتضرر بشدة إذا لم يظهر أسلوبا موحدا في التعامل مع محاولات تشويه جميع الأديان.

    ودعا غل في الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الذي بحث سبل إعادة الثقة مع العالم الإسلامي "لضمان تطبيق الضوابط على جميع الأديان بالتساوي بما في ذلك الإسلام".

    وكان وزير الخارجية الدانماركي بير ستيغ مولر الذي فجرت بلاده القضية بإصرارها على عدم الاعتذار على نشر الرسوم المسيئة قد أعلن أمس أنه لا يتوجب على الاتحاد الأوروبي تغيير القوانين المتعلقة بحرية التعبير.

    وأعد كل من منسق الأمن والعلاقات الخارجية بالاتحاد خافيير سولانا ومفوضة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر قائمة بالقوانين الوطنية الخاصة بحماية الأديان من الإهانات دون أن يتبنيا الدعوة إلى اتخاذ تدابير محددة.

    وحث سولانا وفالدنر أيضا الدول الـ25 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي على العمل مع منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57دولة ذات أغلبية مسلمة على طرح مشروع قرار مشترك على الأمم المتحدة يدعو للتسامح الديني.


    حوار كوبنهاغن

    في السياق اختتم اليوم مؤتمر الحوار الديني والحضاري الذي نظمه المعهد الدانماركي للعلاقات الدولية دون صدور بيان ختامي عن المشاركين فيه وبينهم رجال دين مسيحيون ودعاة مسلمون.

    وشارك في المؤتمر الذي مولته وزارة الخارجية الدانماركية أيضا شبان دانماركيون وخبراء بالإضافة إلى الداعية الكويتي طارق السويدان ونظيره المصري عمرو خالد.

    ودعا خالد في سياق المؤتمر حكومة الدانمارك إلى الاعتذار للمسلمين على الإساءة وتعليم الدين الإسلامي في المدارس للراغبين وهي مطالب قوبلت بالرفض.
    الصور المصغرة للصور المرفقة الصور المصغرة للصور المرفقة غل في النمسا.jpg‏  
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 12-03-2006 الساعة 01:25 AM

  9. #39
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب

    الدعوة لمواصلة المقاطعة بعد انتهاء مؤتمر الدنمارك




    حذر مشاركون مسلمون في مؤتمر الحوار الذي عقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن من أنهم سيشجعون العالم العربي على مواصلة مقاطعة البضائع الدنماركية ما لم تقم الحكومة الدنماركية بالإعتذار عن نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد.

    وخاطب طارق السويدان الداعية الإسلامي الكويتي الدنماركيين من المشاركين في المؤتمر قائلا: "نحن نطالب باعتذار رسمي من جانب حكومتكم للأمة الإسلامية وللمسلمين في الدنمارك".

    كما دعا السويدان الاتحاد الأوروبي إلى إصدار قوانين تحرم إهانة الشخصيات الدينية.

    غير أن إيفيند فيسيلبو النائب عن حزب الأحرار الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الدنماركي رد بـ"إننا لا نستطيع إعطاءكم ما تطلبونه، وإنما نستطيع تقديم الصداقة والحوار".


    ----------------------------------------------------------------------

    نحن نطالب باعتذار رسمي من جانب حكومتكم للأمة الإسلامية وللمسلمين في الدنمارك
    طارق السويدان
    ----------------------------------------------------------------------

    إلا أن المشاركين من مسلمين ومسيحيين اتفقوا على أن على الغرب والإسلام اللجوء إلى الحوار لترميم العلاقات بينهما بعدما تضررت بفعل أزمة الرسوم.

    وعقد المؤتمر يوم الجمعة ليوم واحد بتمويل من وزارة الخارجية الدنماركية، بهدف تحسين علاقات الدنمارك مع العالم الإسلامي، بعد مظاهر الغضب العارم التي عمت العالمين العربي والإسلامي.

    وعم هذا الغضب عقب نشر رسوم كاريكاتيرية اعتبرت مسيئة إلى الإسلام، وكان بين تلك الرسوم رسما أظهر النبي محمد كانتحاري.

    ونشرت الرسوم أولا في الدنمارك ولذا كانت هذه الدولة الاسكندنافية هدفا لاحتجاجات وأعمال عنف في أنحاء كثيرة من العالم.

    وأدت هذه الاحتجاجات إلى وقوع عدد من القتلى في أفريقيا وجنوب آسيا وتدمير سفارات دنماركية في الشرق الأوسط.

    واعتذرت الحكومة الدنماركية عما سببته الرسوم من استياء، لكنها لم تعتذر عن الرسوم في حد ذاتها.


    ----------------------------------------------------------------

    إننا لا نستطيع إعطاءكم ما تطلبونه، وإنما نستطيع تقديم الصداقة والحوار
    إيفيند فيسيلبو
    ----------------------------------------------------------------

    ودافعت الكثير من الصحف عن قرارها إعادة نشر الرسوم على أساس حرية التعبير.

    ويقول خالد إنه يحظى بدعم عدد كبير من المفكرين المسلمين، غير أن حضوره المؤتمر لاقى انتقادات في الشرق الأوسط من جانب أوساط أخرى. عدم وضوح

    وفي علامة على عدم وضوح المزاج العام في الدنمارك، حظرت هيئة السكك الحديدية الحكومية لافتة إعلانية لكتاب جديد عن الإسلام من تأليف باحث دنماركي.

    ولم يضم الكتاب، وعنوانه "ما هو الإسلام؟" صورا للنبي، ويقول أحد الأئمة في الدنمارك إن رد فعل الهيئة جاء مبالغا، وقد تم العدول عن قرار منع الدعاية.



    ----------------------------------------------------------------------
    موضوع من BBCArabic.com
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 13-03-2006 الساعة 06:25 AM

  10. #40
    الصورة الرمزية TRIDER
    TRIDER غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الإقامة
    kuwait
    المشاركات
    931

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


  11. #41
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    يــــا أمة المليار.. لا تكفــــي المقاطعــة



    الشيخ سليمان الدويش






    الحمدلله الذي جعل عداوة الكافرين من صلب الدين , وجعل موالاتهم من الخلل المبين , والصلاة والسلام على من بعثه الله رحيما بالمؤمنين عزيزا على الكافرين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

    فقد قال حسان رضي الله عنه :


    هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه وعندالله في ذاك الجزاء


    أتهجوه ولست له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء


    هجوت مباركا برّا حنيفا رسول الله شيمته الوفاء


    فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرض محمد منكم وقاء


    أيها الفضلاء

    لن أستحثكم على المقاطعة ولاعلى غيرها مما يتكاثر تداوله عبر الرسائل اليوم إبان الحملة القذرة التي تبنتها بعض وسائل الإعلام الكافرة في بلاد الغرب.

    ولن أطالب الحكومات ولا غيرها ممن تحملوا أمانة المسلمين لأن ينهضوا للذبِّ عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    لكني سأقف اليوم موبخا لنفسي أولاً ولمن يقرأ كلامي من المسلمين ثانيا فأقول :

    نحن أمة جعلنا الله من أهل هذا الدين , وشرفنا بإنزال كلامه المبين , وببعثة سيدالمرسلين , وجعلنا خير أمة أخرجة للناس , وأكرمنا بأن جعلنا وسطا وشهودا , وتفضل سبحانه بأن جعل ديننا خيرالأديان , ونبينا خاتم الأنبياء , وأخبرنا جل في علاه أنه لن يقبل من أحد دينا سوى الإسلام بعدما جاء محمدصلى الله عليه وسلم.


    مع هذه الكرامات كلها وتلك المزايا وغيرها مما لم أذكره وهو كثير نجدنا نحن المسلمين أقل اهتماما بديننا وغيرة عليه وحماسا له من إخوان القردة والخنازير الذين لعنهم الله في كتابه وعلى ألسن أنبيائه ورسله والذين لو تحدث أحد في شرق الأرض أو غربها عن عقائدهم الفاسدة ومقدساتهم الباطلة وكتبهم المحرفة لأجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم واعتبروه عدوا للسامية وأثاروا علي الأرض بغبارها وأكدارها حتى يُضطروه للتراجع عن قوله والانحناء لهم صاغرا لأنه عدو للسامية.

    لقد تدخلوا في تغيير سياسات دول ومصير حكومات تحت تلك الراية ( معاداة السامية ) ومثلهم الرافضة الأرجاس والهندوس وغيرهم من ملل الكفر ونحله الباطلة .

    أما نحن فلا زلنا نتناقش في مسألة المقاطعة ومدى تأثيرها ومن سيتضرر بها هل هو المصدِّر أم التاجر في بلادنا ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم.

    لقد اعتدي على أشرف كلام وأصدق حديث وأفخر فخر نفتخر به وهو كلام رب العالمين وكتابه فما ازدادت مبيعات الكفار عندنا إلا رواجا وما تأثر اقتصادهم إلا إيجابا .

    وهاهم يعتدون على أشرف رجل في تأريخنا والذي حبه من ديننا ويجب أن يتقدم حب النفس والنفيس والمال والعيال والولد والبلد وكل حطام الدنيا وحض النفس ونحن ننتظر وكأنه ليس فينا غيرة اليهود على ساميتهم ولا الهندوس على وثنيتهم .


    أبغوني أشرف من كتاب الله وأصدق فندافع عنه إذا أهين ؟!!!!!!!!!!!

    دلوني على مخلوق خير من محمد صلى الله عليه وسلم فننتصر لعرضه إذا أوذي؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

    متى سنغار وقد بال الكفار على كرامتنا ؟

    متى سنثأر وقد تغوطوا فوق عزتنا ؟!!!!!!!!!

    أليس فينا حس إيماني , ونور نوراني؟

    من سينتصر ونحن من بُعث النبي فيه وأنزل الكتاب عليه وزف الإسلام إليه؟

    أننتظر ملائكة من السماء لتنصر دين الله ؟ إذن فما قيمتنا في الأرض ونحن ننتسب لهذا الدين ؟.


    يا أمة المليار

    أنتم وأنا واحد منكم صفر شمالي لايؤثر في الأعداد تغلب على نخوتنا بنخوته لدينه وغيرته على عقيدته من لايقارن بنا عددا ولا عُددا بل وفاقنا بالدهاء فجعل العالم كله تبعا له ويسير بهواه ورغبته.

    نحن لازلنا ننتظر صلاحا والمعتصم ونبحث عن هارون الرشيد وكأن مليار مسلم ليس فيهم من يعرف الله مثلهم ولامن يغار على دينه كغيرتهم رحمهم الله.

    لن تنصر هذه الأمة طالما أنها لم تنصر دين الله تعالى.

    فهل لنا من عودة صادقة لهذا الدين وتصحيح المسار؟

    أليس من رجعة وتوبة وتسليم للشرع؟


    إن هذه الأزمات المتكررة والصفعات الموجعة أفادتني قناعة في أمور :

    1 أن الكافر عدو لايجوزالوثوق به وأن عداوته أصلية لاتنفك كما أخبر الله تعالى ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) وإلا فمن كان يظن أن دولة الدنمارك أو النرويج أو غيرها من أحقر الدول سيتناول ثوابتنا ورموزنا بالإهانة والتجريح رغم أنها دول لم يردها من المسلمين عداوة أواستهداف إلا أنها عداوات الكفار المتغلغلة في سويداء قلوبهم عليهم لعائن الله تترى.

    2 أن الكافر لاتجوز مهادنته ومداهنته عقائديا وذلك بمثل تسميته بالآخر ترقيقا لمبدأ الولاء والبراء , وأن تلك الدعوات التي تثار بين الفينة والأخرى كنحن والآخر دعوات سمجة باطلة ليس لها حظ في شريعة رب العالمين .

    3 أننا بحاجة ماسة وعاجلة إلى التصحيح لألننا نعيش خللا كبيرا في ارتباطنا بديننا وانتمائنا له , وأن غيرتنا على ثوابته ومسلماته ورموزه دون المستوى بكثير.


    4 أن الإعلام له تأثير المخدر في المريض المنهك ذلك أنه أقنعنا أن السخرية برسولنا صلى الله عليه وسلم بشخصه هي الخطر الداهم والشر القريب هذا في حال حديثه عنه وأعمانا عن الحديث عن السخرية بسنته وهديه وشريعته صلى الله عليه وسلم والتي لايزال إلى اللحظة يمارسها الإعلام بلا وجل أو خجل.


    5 أنه يتفق في الهدف والنظرة , كافر الشرق وكافر الغرب فكلهم يسخر من كلام ربنا ومن رسولنا صلى الله عليه وسلم , فذاك يرسمه بكاركاتور وهذا يشببه بالشيطان وذاك يتبول على المصحف وهذا يعتبره أفيونا للعقول.


    6 الإيمان العميق بحديث ( ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) وأن العدد ليس مقياس التأثير بل الحكمة والحنكة والدهاء , فنحن مليار ونيّف ومع هذا عجزنا عن فعل شيء في حين أن اليهود عدة ملايين متفرقين في غرب الأرض وشرقها يديرون عالمنا بأحابيلهم ولعبهم وخداعهم فلعنة الله عليهم ومن أعانهم.


    7 انكشاف الازدواجية في المعايير عند الكفار فمايريدونه يجعلونه في قالب الحرية ومالايريدونه يجعلونه في قالب مخالفة الديمقراطية ويدرجونه تحت بندالإرهاب العريض ومنحونه طابع التهديد للأمن القومي.


    8 أن التدخل في السياسات أمر لايحقُّ إلا لطائفة دون غيرها فالغرب مثلا أجبر تركيا على تغيير نظام حكمه ليتمشى مع رغبتهم واضطره إلى الركوع لهم في كل شيء في حين أنهم لو طالبتهم بأيسر الأشياء لاعتبروا ذلك تدخلافي الحريات وغيرها فلعنة الله عليهم من كفرة لايرضون بأقل من أن ننسلخ عن ديننا.


    9 السطحية في التفكير عند بعض المسلمين حين حاول التفريق بين تصرف الصحيفة والموقف الرسمي المعلن للحكومة وأن الحكومة ليس بمقدورها الضغط على تلك الصحيفة ومنعها متناسين أو متجاهلين أن الغرب الكافر نفسه هو من حاكم الصحفي تيسير علوني بسبق صحفي أجراه واتهمه بتأييد القاعدة وتدخل في الحرية الإعلامية.

    ومتناسين أن هذه الصحيفة لاتتستطيع أن تمجد زعيم تنظيم القاعدة وتوجد له المبررات لغزو بلاد الغرب واستهداف مصالحه .
    نعم لدى الغرب نوعا من الحرية في الإعلام ولكنه يملك قدرا لايستهان به من الخديعة والنفاق السياسي.

    ونحن يجب أن نكون أكثر عمقا وأن نعرف أن الغرب يضغط علينا إعلاميا وسياسيا و لايحتمل أي مقال أو إشارات أو عبارات إعلامية نؤيد فيها استهداف مصالحه و لو رأى منا ذلك لاستخدم كل وسائله المتاحة إعلاميا واقتصاديا وسياسيا وتكنلوجيا للجمنا وتكميمنا.

    لماذا لم يسكت عن حرية أبي حمزة المصري مثلا وهو لايحمل سلاحا ولا يدير معركة إنما يتكلم بلسان في جسد مشلول؟

    لماذا لم يغضّ الطرف عن مصور قناة الجزيرة والمسجون في سجون قوانتنامو؟

    إن محاولة التفريق بين المواقف السياسية وبين الحرية الصحفية خدعة كبرى لمحاولة النأي بالحكومات على ضعفها عن الدخول في هذه الأزمة .

    10 الإيمان بحقيقة وجود الطوابير الخفية على حد قول الله تعالى ( وفيكم سماعون لهم ) وهذه الطوابير هي من يحاول ثني المسلم عن الضغط على الكافر بأي وسيلة متاحة نصرة لدينه وعقيدته.


    11 أن الغيرة على الدين منحة ربانية يكرم بها من يشاء من عباده وأنها ليس خاصة بقوم دون غيرهم وأن الله تعالى قادر على سلبها من أقوام حين تخمد ليكرم بها غيرهم على حد قوله جل شأنه ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) وقوله سبحانه ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم ) ولهذا فمن واجبنا لنحافظ على هذه الكرامة أن نكون عالميين في دعوتنا ورسالتنا وأن ننهض لقضايا أمتنا وأن لا نلتفت للسماعين لعدونا بيننا وأن نكون يدا واحدة على عدونا وأن نترك خلافاتنا الجانبية جانبا وإلا فالبديل جاهز موجود ومن خلقنا فقد خلق غيرنا .( يخلق مايشاء ويختار ).


    12 نجاح العدو في مخططاته لتمييع غيرة المسلمين حتى أشغلهم بقضايا تافهة وأنساهم أساسياتهم وثوابتهم , وفتح عليهم مزيدا من الخلافات التي عصفت بهم فلايدرون أي باب يرد إليهم من خلاله البلاء , فتارة تنبعث رائحة حقوق المرأة , ومرة قضية الأقليات , وحينا الحريات وهلم جرا , وصار هو يمارس دور الموجه المتحكم ويختار مايشاء من الأهداف لقصفه .


    13 أن العدو يتأثر بتكاتفنا واتحادنا ولهذا سعى جهده لإشغالنا عنه بقضايانا الخلافية المناطقية و المذهبية ولو أننا فوتنا عليه هذه الفرصة لارتعدت فرائصه ولكننا وللأسف الشديد خدمناه في هذا أيما خدمة.


    14 أن الأمة بحاجة إلى توجيه وقيادة تمسك بزمامها وتوجهها التوجيه الصحيح مقدمة السياسات الشرعية على سياسة المصالح الذاتية وتثبيت دعائم الحكم ولو على خراب الديار وانتشار الفساد والعار.


    تلك هي بعض الفوائد التي استفدتها من هذه الأزمة وغيرها وإن كنت أعلم سلفا أن من الناس من سيقول لقد أجدت جلد الذات وأكترت اللوم وبالغت في التشاؤم .

    والحقيقة أنني أعلم ذلك جيدا وقد قدمت قبل أن خطابي هذا خطاب توبيخ وتقريع وهو لايشمل حتما من ثار لدينه وثأر ولا من بذل ماله ونفسه في كل ثغر بل هو للقاعدين أمثالي ممن ابتليت الأمة بهم عددا دون فائدة فالله المستعان .


    اللهم أصلح أحوالنا وردنا إليك ردا جميلا يا كريم .

    أيها الفضلاء

    إن تقليب المواجع وتأنيب الضمير ومنهج التبكيت والتوبيخ منهج يبعث على شحذ الهمم وإيقاظ النفس من سبات الغفلة وفيه إبراء للذمة وإقامة للحجة ولهذا فعلينا نحن المسلمين حين يقرع مسامعنا شيء من هذا أن ننتفض لله تعالى كما انتفض غيرنا ممن أهمهم شأن أمتهم فنقوم ولانقعد حتى يقضي الله لنا في أمرنا أمرا ويعلم منا صدقا .

    إن منهج التقريع فيه قرع لأبواب القلوب لاستثارتها وإشعال لنار الغيرة لإنارتها .

    إنه منهج رغم قسوة سياطه وغلظ لفظه إلا أنه ربما يكون أنجع بكثير من أسلوب الثناء المخدِّر الذي أصابنا بتخمة الكمالات وكأننا أهل الله وخاصته فصرنا نظن أننا حملة الدين وحماته ونحن قاعدون لم يستفد منا الدين إلا أعدادا.


    منهج التوبيخ والمقارنات يجعلنا ننظر لحظنا من ديننا وحظه منا ونحن من يرى أنه على دين الحق وعقيدة الصدق في حين أن مواقف أهل الباطل والزيف والزيغ فاقت مواقفنا نصرة لزيغهم وزيفهم وفسادهم بما لاتصح معه المقارنة وللأسف الشديد .


    هذا ما بعثني على التوبيخ والتقريع مؤملا أن يكون له أثر فاعل , فجزى الله خيرا الكاتب والقارىء والناقل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



    كتبه/ سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الدويش





    موقع عودة ودعوة
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 17-03-2006 الساعة 12:19 AM

  12. #42
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    أسبانيا تستقبل مؤتمر للحوار العالمي يضم 150 إماماً وحاخاماً






    مدريد : إلتقي أكثر من 150 إماما وحاخاما أتوا من أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية اليوم الأحد ، في إشبيلية بأسبانيا للعمل معا من أجل السلام وضد التطرف.



    وبعث الأمين العام للأمم المتحدة ، كوفي أنان برسالة إلي المشاركين في المؤتمر العالمي الثاني للأئمة والحاخامين من أجل السلام، ودعاهم إلي رسم نهج الاعتدال للمؤمنين.

    وقال أنان إنهم كأساتذة ومرشدين يمكنكم أن تشكلوا عوامل مهمة للتغيير لتجاوز الجهل والخوف وسوء الفهم داعيا المشاركين إلي مساعدة إخوانهم في الدين الذين يشعرون بأنهم مضطهدون ومنبوذون وتجاوز ذلك.

    وبين المشاركين في إجتماع أشبيلية الحاخام الأكبر لطائفة الأشكيناز يونا متسغر وعدد من الحاخامين الأوروبيين ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية أحمد توفيق ومفتي إسطنبول مصطفى كاغريجي ومن غزة عماد الفالوجي.

    ويبحث هذا اللقاء الذي تستمر أعماله حتى الأربعاء القادم سبل الترويج لثقافة السلام ، وكان المؤتمر الأول عقد في بروكسل في يناير 2005.





    makany.com



    الصور المصغرة للصور المرفقة الصور المصغرة للصور المرفقة large255664.jpg‏  

  13. #43
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب



    مؤتمر الشيوخ والحاخامات في إشبيلية يختتم أعماله بالتأكيد على أنه لا يوجد نزاع بين الإسلام واليهودية






    مدريد: جورج الريس
    اختتم المؤتمر العالمي الثاني للحاخامات والأئمة من أجل السلام أعماله أمس في مدينة إشبيلية الأندلسية، مؤكدا على عدم وجود «نزاع ملازم بين الديانتين الإسلامية واليهودية، وإنما العكس هو الصحيح». وقال آلان ميشال، رئيس مؤسسة «رجال الكلمة» السويسرية التي قامت بتنظيم المؤتمر مع مؤسسة «الثقافات الثلاث» التي تتخذ إشبيلية مقرا لها، بعد قراءة البيان الختامي، أن المؤتمر «تمكّن للمرة الثانية من تقديم براهين للعالم أن الديانتين ورجال الدين أخوة وليس أعداء»، في إشارة إلى المؤتمر الأول الذي عقد في بروكسل في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. وأضاف ميشال أنه «اعتبارا من اليوم، نلتزم إدانة جميع أنواع العنف باسم الله، أيا كانت الجهة التي تنفذها، إرهابيا كان أو رئيس دولة». ثم أعرب عن ثقته أنه «ابتداء من هذه اللحظة، لا يمكن لأحد ان يبرّر العنف باسم الله»، وأصر على أن موضوع هذا المؤتمر كان دينيا وتربويا بحتا، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها الأئمة الفلسطينيون.
    وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده الشيخ عماد الفلوجي، أحد أئمة غزة، إلى جانب يوسف كوهين، حاخام حيفا الأكبر، يرافقهما عدد آخر من ممثلين عن الديانتين الإسلامية واليهودية، أكد الأول أن على الزعماء الروحيين أن يتحملوا مسؤولياتهم ويلعبوا دورهم في دفع ثقافة الحوار وتشكيل كتلة ضغط على السياسيين من أجل التعايش الأمن والتوصل إلى السلام المنشود، انطلاقا من قاعدة الاحترام المتبادل للحقوق وحماية المجتعات ووقف هدر الدماء بهدف تأمين مستقبل أفضل. ثم أضاف الشيخ الفلوجي «إننا نعيش في الأرض المقدسة، وعلينا تقع مسؤولية العمل وفقا لرسالة الدين من أجل ضمانة الحياة للشعب وجعل هذه الحياة مرضية». وردا على سؤال وجّهه إليه أحد الحاضرين، أكد الشيخ الفلوجي أن اللقاء هو في غاية الأهمية، واعتبره منبرا استطاع فيه الجميع الإصغاء إلى بعضهم البعض والحديث عن المستقبل وعن المشاكل القائمة.

    ومن جهته، أكد كوهين عدم تمكنه من التعبير عن أهمية هذا اللقاء وسط التفاقم المتزايد للعنف والبغض الذي يتألم منه اليهود والمسلمون على السواء وأجواء العنف التي يعيشها الشعبان في الأرض المقدسة. وأضاف حاخام حيفا الأكبر، في إشارة إلى البيان الختامي للمؤتمر «لقد قررنا العمل معا، ونعتبر هذه الوثيقة إنجازا تاريخيا، ندين فيها أعمال العنف من أي عقيدة أتت». ثم وجه شكره إلى جميع المشاركين في المؤتمر، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 400 مشارك من زعماء روحيين ورجال دين وخبراء في الدين توافدوا من بلدان كثيرة، على الجهود التي بذلوها في اعتدال المواقف «لتحاشي النزاعات».

  14. #44
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب



    وزير الأوقاف والإرشاد في جمهورية اليمن للوعي الإسلامي:

    الإسلام يتعرض لأبشع حملات التشويه في الغرب!



    حذر السيد >حمود محمد عباد< وزير الأوقاف والإرشاد الديني في الجمهورية اليمنية من أن الإسلام يتعرض لأبشع حملات التشويه في الغرب، حيث يحال بين الإسلام ووعي الناس من خلال تلك الحملات التي تريد طرح الإسلام على أنه دين إرهاب، وتخلف، وضد حقوق المرأة، وليست له حضارة أو خلق·
    وقال: إن الخطاب الإسلامي يخلق وعياً وطنياً يعزز السلام الاجتماعي ويعزز ارتباط الناس بوطنهم ودينهم وعقيدتهم·
    وأكد وزير الأوقاف والإرشاد الديني في الجمهورية اليمنية في حواره لـ >الوعي الإسلامي< أن الإساءة للإسلام في الخارج لن تمنع المسلمين من نشر الإسلام ومبادئه السمحة، لأن رسالة الإسلام رسالة عالمية جاءت للبشر جميعا·
    وأضاف إن المواجهة بين الإسلام وأعدائه مواجهة حضارية وليست قتالية، وأن مفهوم الجهاد في الإسلام مفهوم إنساني وليس لمجرد القتل، لدرجة أن رفع السيف في الإسلام له دلالة إنسانية عالية·
    وقال: مطلوب بناء نموذج إسلامي إنساني داخل مجتمعاتنا حتى نستطيع مخاطبة الآخرين، فلا ينبغي أن نحدث أنفسنا وحسب، ولابد أن يتقبل منا الآخر دعوتنا وأن يتقبل منا رسالتنا، فلابد أن يعرف حقائق وشريعة الإسلام السمحة ومبادئه السامية·
    والمزيد من آرائه وأفكاره في الحوار التالي:

    بدءاً·· هل لنا أن نتعرف منكم إلى مهمة وزارة الأوقاف والإرشاد في دولة اليمن، خصوصاً على صعيد الساحة اليمنية؟

    - إن وزارة الأوقاف في اليمن تتطلع إلى تحقيق مهمتين مزدوجتين، أولهما رعاية الأوقاف وصيانتها وإدارتها، فرعاية الأوقاف هي أولى المهام التي توليها الوزارة اهتماما كبيرا، ذلك لأن الأوقاف في اليمن تزيد عن مئة نوع من أنواع الأوقاف، سواء كانت عقارات أو استثمارات أوقفهاء أهل الخير لخدمة المساجد ورعايتها وحسن إدارتها·
    كما أن هناك عدد من أوجه الأعمال الخيرية المرتبطة بالوقف الإسلامي، منها الأوقاف التي تتعلق برعاية الأيتام، وإعداد العلماء وتأهيلهم، ورعاية المطلقات الفقيرات، ورعاية أصحاب الحاجات الخاصة، ورعاية المسلمين في المناسبات الخاصة، وأخرى تتعلق برعاية القرآن الكريم، بالإضافة إلى الأوقاف التي تعنى بمحاربة الفقر والبطالة، وكثير من القضايا المرتبطة بالأوضاع الاجتماعية في اليمن·
    أما المهمة الثانية التي تضطلع بها الوزراة، فهي مهمة إرشادية وعظية تتعلق بالشؤون الإسلامية، حيث تهتم الوزارة بمهمة الوعظ والإرشاد داخل وخارج المساجد، ورعاية مدارس تحفيظ القرآن الكريم والتعليم الديني المرتبط بالأنشطة الإسلامية، لذلك فهي تعنى بتعيين الخطباء والمرشدين والواعظين، وكذلك العمل على إعدادهم إعداداً دينياً جيداً بما يتناسب ومتطلبات العصر الحديث ووفق منهج الإسلام الوسطي المعتدل، كما أن الوزارة تقيم الدورات التدريبية والملتقيات الفكرية والدينية والثقافية للوعاظ والموجهين والواعظات، بهدف منح القائمين على العمل الإرشادي مقومات نجاح ذلك العمل من خلال تقديم المعلومات الصحيحة عن الإسلام ومبادئه السمحة المتعلقة بالمستجدات العصرية القائمة على الساحة الوطنية، وعلى الساحة الإسلامية والعالمية، بحيث يعي الخطيب أو المرشد أو الواعظ أو الموجه ما يدار حوله من أحداث ومتغيرات، ومن تحديات تواجه الأمة العربية والإسلامية، بحيث يضع الخطيب هذه المنظومة من المعلومات المختلفة المتعلقة بقضايا التنمية، وقضايا الأحداث العالمية القائمة اليوم أمام عينه، وحتى تكون رؤيته للأحداث والأمور ثاقبة·
    كما نحرص من خلال لقاءاتنا مع الخطباء والوعاظ والمرشدين على ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتفقه في متطلبات المجتمع وكيفية مخاطبة الرأي العام وتجنب الوقوع في الانحراف أو التطرف أو الوقوع في مغبة التهكم أو استصغار الآخر والتقليل من شأن الأفراد والمؤسسات، باعتبار أن مثل هذه السلوكات لا تنسجم بحال من الأحوال مع توجيهات الدين الإسلامي الحنيف الذي يحرص على تجميع القلوب وتآلفها، اعتمادا على قيمه ومبادئه السمحة·
    وتقيم الوزارة أيضا عددا من الندوات والمؤتمرات وورش العمل المتعلقة بدور الخطاب الديني وأهميته في الحياة الاجتماعية وفي خلق وعي وطني يعزز السلام الاجتماعي ويعزز من قوة ارتباط الناس بوطنهم ودينهم وبالثوابت الوطنية الإسلامية التي هي نسيج ديننا الإسلامي الحنيف·

    مناخ الحرية

    تعاني الجمهورية اليمنية ـ مثل مثيلتها من الدول العربية ـ من أحداث الإرهاب والتطرف التي يقوم بها بعض المتطرفين، فما أهم الخطط التي تضعونها لمقاومة هذا الفكر المتطرف في اليمن؟

    - ينبغي أن ندرك أولا حقيقة أن الحركات الإرهابية استغلت مناخ الحرية والديموقراطية والتعددية في اليمن، وهذه الجماعات عملت على تنمية تلك الأفكار المنحرفة الغريبة عن الإسلام وهويتنا الإسلامية، وأخذت تسعى إلى تنمية اتجاهات تربوية منحلة ومنحرفة في منطقة محدودة من اليمن، وهي منطقة نائية تقع على حدود المملكة العربية السعودية بأقصى شمال اليمن، وهي منطقة صعبة من الناحية الجغرافية، لأنها منطقة مرتفعات عالية ونائية·
    ولقد كان هناك تجاوب شعبي في مواجهة هذا الفكر المتطرف والمتعصب، وتم القضاء على معظم أتباع هذه الجماعات المتطرفة، وكثير من أتباعها سلموا عن طريق الحوار الذي أدارته الحكومة اليمنية بتوجيه من الرئيس اليمني >علي عبد الله صالح< مع المغرر بهم من أتباع هذه الجماعات، فعاد المئات منهم إلى وعيهم لخطورة ما كانوا يؤمنون به من أفكار ذات طبيعة انحرافية ليست لها صلة بالإسلام على النحو الذي أراده الله تعالى ورسوله [·
    ووزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية ومؤسسات الدولة المختلفة من وزارات التربية والتعليم والثقافة وضعوا خطة مناسبة لعمل تنوير إسلامي ثقافي تربوي في تلك المناطق لتجنيب الشباب من الوقوع في الأفكار المتطرفة التي تستهدف وعي الشباب ودينهم وعقيدتهم، فنحن في اليمن نعتقد أن الفكر لا يمكن أن يواجه إلا بالفكر، ولا يمكن أن تعالج الانحرافات إلا بالأفكار السوية الصحيحة، لأن المعالجة العسكرية تتوازى والتمرد والفتنة، ولكن المسائل التربوية والثقافية والفكرية لا يمكن أن يتم التعامل معها إلا بعملية تربوية ثقافية حوارية تعيد الشباب إلى وعيه ورشده، واستقامة فهمه للإسلام·
    فالفكر المنحرف ينتهي بمقاومة فكرية ومواجهة حقيقية تستهدف وعي الذين تعرضوا لعملية التضليل والإغواء من المغرر بهم وغير ذلك أن الأفكار المنحرفة ـ في تصوري ـ يمكن أن تمتد، لكن مهما امتدت هذه الأفكار المتطرفة، فلن تدوم لأن عمرها قصير، فهي لا تدوم مع الأجيال، فيمكن أن تحدث دويا موقتا وتخريبا وفتنا كبيرة، لكنها لا يمكن أن تستمر عنصر جذب دائم لكل المؤمنين بالله عز وجل، لأن المؤمن الحقيقي يفرق بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، بين ما هو إسلامي، وبين ما هو تعبير عن فهم خاطئ للإسلام·

    الفقر والبطالة

    يوجد في اليمن الشقيق لجنة للحوار مع الشباب المسلم العائد من أفغانستان·· فما مهام تلك اللجنة؟ وهل نجحت في تحقيق أهدافها؟

    -قد تشكلت هذي اللجنة بناء على خيار ديموقراطي حضاري من الرئيس >علي عبد الله صالح< الذي حرص على أن يعالج مشكلة التطرف من خلال الحوار، ومن خلال الالتقاء بعلماء المسلمين، ومن خلال تبصير الشباب بحقيقة الأخطاء التي يمكن أن يقعوا فيها، وكذلك تبصير المتطرفين بما وقعوا فيه·
    فحين تضييق الخيارات أمام المتطرفين، بمعنى إما الموت أو الاستمرار في ظل العمل السري، فإنهم أحيانا يلجأون إلى العنف هربا من الأوضاع التي يمكن أن تفضي بهم إلى الموت أو إلى السجون، وحين نترك أمامهم أملاً يمكن من خلاله أن يحاوروا في قضيتهم، فيصلوا من خلال هذا الأمل إلى الأفكار الصحيحة المعبرة عن حقائق الإسلام السمحة، فإننا في هذا نترك لهم مجالا في أن يعبروا عن توبتهم، وعودتهم، وكل إنسان قد يقع في لحظة من اللحظات في خطأ ما، لكن إذا تركت له حبل الرجاء وحبل الأماني الطيبة، فيمكن أن تساعد النفوس السليمة إن تعرضت للإغواء بسبب ظرف من الظروف أو بسبب قناعات انحرافية طرأت عليهم أن يتخلوا عن هذه الظروف السيئة، وعن هذه الانحرافات الخطيرة·
    والحوار ترك فرصة لهؤلاء الشباب ليراجعوا مواقفهم، ويستعيدوا معلوماتهم، والذين تم الحوار معهم بمعدل 90% خرجوا من السجون، وتأكد لهم أن الفترة التي عاشوا فيها في ظل هذه الأفكار المتطرفة كانوا إما في إطار ضغوط معينة مثل الفقر والبطالة، أو في ظروف نفسية خاصة، أو قناعات نقلت لهم في ظل غياب منظومة المعلومات الصحيحة عن الإسلام، وفي ظل غياب دور العلماء الربانيين الذين يمكن أن يقدموا الإسلام في صورته الصحيحة وحقيقته المشرقة، وفي ظل التضليل الذي يتعرض له هؤلاء الفتية، فحين غابت هذه الظروف وأمكن لوعيهم أن يطلع على الحقيقة عادوا إلى رحاب الواقع وإلى حسن التمسك بالإسلام في ظل الحرص على الاستقرار الوطني والالتزام بقواعد الدستور والقانون·
    وقد قامت لجنة الحوار بالدخول إلى السجون، وبذلت جهوداً مضاعفة في النقاش مع هؤلاء المتطرفين، وأمكنها أن تستوعب بعض مما استقر في قناعاتهم على ضوء المعلومات التي تلقوها من مصادر متطرفة، وتم نقاشهم عبر دورات متعددة من الحوار واللقاءات، وقد أثمرت تلك اللقاءات عن خروج المئات من السجون، بل إنهم الآن أصبحوا جزءاً من نسيج المجتمع، ويشاركون بفاعلية في بناء وطنهم، والكثير منهم انتهى تماما من هذه الأفكار المتطرفة وقطع صلته بالجماعات المتطرفة، وفهم الإسلام كما ينبغي أن يفُهم، وأكد استقامته في إيمانه بالله تعالى ورسوله [، وفقا لأسس صحيحة·

    برنامج تنمية الشباب

    حديثكم يؤكد أن الفقر، والبطالة وعوامل أخرى كادت أن تفرخ العناصر المتطرفة في اليمن وتفتك بشبابها·· فهل لا يزال فتيل تلك العوامل مشتعلا؟ وهل يمكن استقطاب هؤلاء الشباب مرة أخرى؟
    - لقد درست أوضاع هؤلاء الشباب وظروفهم الحياتية بعناية شديدة، واستجابت الدولة لدراسة هذه الأوضاع، وعملت على تغييرها، سواء فيما يتعلق بوضعهم في سياق الحياة المهنية أو العامة، لأن الفراغ والبطالة- بلا شك- يعرضان شبابنا وأجيالنا للوقوع في فخ الانحراف والتطرف، فالانحراف والتطرف أمراض خطيرة، لذلك يجب التعامل معها بحذر وعناية فائقة، وفي الوقت نفسه بقوة وبلا هوادة·
    فهؤلاء الشباب إذا غابت عنهم عوامل التنمية وعوامل التشغيل الحقيقي داخل مجتمعاتهم، وإذا لم تستوعبهم مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني عن طريق استيعاب طاقاتهم وتوجيه هذه الطاقات في العملية البنائية الصحيحة يمكن أن ينخرطوا ضمن عمليات تخريبية تستهدف أمن الوطن، واستقراره، لذلك نحن في اليمن نضع مجموعة من البرامج التنموية التحريكية التي تستوعب طاقات الشباب، وتودي بهم إلى أعمال نافعة لأنفسهم وأسرهم ووطنهم ضمن برنامج تنموي شامل يسمى برنامج تنمية الشباب·

    دور مهم

    أشرتم في حديثكم إلى وجود عدد كبير من الواعظات في دولة اليمن·· فمتى بدأت هذه التجربة؟ وماذا تستهدف؟

    - لقد قامت وزارة الأوقاف والإرشاد منذ أكثر من عامين بتأسيس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد لإعداد الخطباء والوعاظ، ونصف هذا المعهد من الإناث، فعدد الإناث يكاد يتساوى مع عدد الذكور الدارسين في هذا المعهد، وهذا المعهد يمنح درجة الليسانس في العلوم الإرشادية والدعوية التي تتلقاها المرأة مثلما يتلقاها الرجل تماما أثناء الدراسة في المعهد، ومن ثم يتم توظيفهم في وزارة الأوقاف والإرشاد، ويتم استيعاب الواعظات في المساجد، وفي النشاطات المسجدية المرتبطة بالنشاطات النسوية، مثل المراكز التعليمية للإناث في مجال القرآن الكريم والتوعية الإرشادية، وفي مجال بعض منظمات المجتمع المدني، فنحن ندعم هذه المنظمات ببعض الواعظات في الأنشطة الصيفية التي تجريها الوزارة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة، كما أن هناك مخيمات ومراكز صيفية تقيمها الواعظات، حيث يقمن بدور كبير في هذه المراكز التوعوية في المجال الإرشادي، ويقمن بدور مهم في العملية الأسرية بتقويم الأداء الإرشادي داخل الأسرة، وتكريس قيم الفضيلة والخير والمحبة داخل الأسرة·
    والمجتمع اليمني يرحب ترحيبا كبيرا بوجود المرأة في مجال الوعظ، حتى أسر هؤلاء الفتيات يشعرون بالاعتزاز عندما يرون أن بناتهن يسهمن إسهاما كبيرا في الدعوة إلى الله تعالى، وهو مجال ترتاح إليه الأسر، وخصوصاً أن الفتاة تتمتع بقدر كبير من الفضيلة والخلق القديم وتقوم بالدور الوعظي والتوجيهي في داخل الأسر والمراكز الإرشادية، والمجتمع اليمني يتقبل هذه الفكرة بسعادة كبيرة، ونسعى في المستقبل إلى تطويرها وتنميتها لتشمل جميع المناطق وكل المحافظات·

    مشاركة فعالة

    وهل يمكن أن ينسحب ذلك الاهتمام الكبير بالمرأة في اليمن من الوعظ والإرشاد على مجالات أخرى سياسية وثقافية وتنموية؟

    - للحقيقة: لقد قطعت المرأة اليمنية بالفعل أشواطا كبيرة في الإسهام في الحياة العامة، فاليمن فيها وزيرة لحقوق الإنسان، وهي وزارة أسندت أعمالها إلى امرأة، كما أن هناك عدداً كبيراً من القاضيات اللواتي يرأسن محاكم متخصصة، وعبر مراحل التقاضي المختلفة، وفي اليمن أعضاء برلمان وسفيرات·
    إن مشاركة المرأة في اليمن في الحياة السياسية والثقافية والتنموية مشاركة كبيرة وحيوية وفعالة، ولا يوجد لدينا أي إشكالية في هذا الإطار، فالمرأة على مدى تاريخ اليمن شاركت -وما زالت- تشارك مشاركة فعالة في جميع الميادين·
    واليمن أيضا جاءت وفي الحقب الإسلامية القديمة كانت السيدة أروة بنت أحمد، من أشهر ملوك اليمن على الإطلاق في العصر الإسلامي، وهناك مجموعة من العالمات والمؤرخات والأديبات والمفكرات، وهذه المسألة متراكمة لدينا في الثقافة اليمنية والحضارة اليمنية، وليس لدينا حساسية نحو تلك المشاركة الفعالة للمرأة في شؤون الحياة السياسية، وليس لدينا نظرة دونية للمرأة أو إلى وجودها أو إلى مشاركتها في الحياة الاجتماعية، فهي مدرسة في الجامعة، وهي سفيرة، ووزيرة، وقاضية، ومحامية، والآن هي ضابط في الشرطة، فلدينا شرطة نسائية موجودة في اليمن، ولا يوجد مجال من مجالات الحياة، إلا والمرأة تشارك فيه، ومشاركتها فعالة وحيوية·

    مصيبة المسلمين

    تشهد المرحلة الحالية انعقاد الكثير من المؤتمرات الإسلامية للتعريف بالإسلام في ظل الكثير من التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية·· كيف تنظرون إلى هذه المؤتمرات؟ وهل الإسلام في حاجة إليها؟

    - لا شك في أن صاحب الرسالة ينبغي أن يظهر حقيقته للآخر، فنحن كمسلمين لا ينبغي أن نحدث أنفسنا وحسب، وما دامت رسالتنا رسالة عالمية، وإذا كنا نريد أن يتقبل منا الآخر دعوتنا وأن يتقبل منا رسالتنا، فلابد أن يعرف حقيقتنا، فالإسلام اليوم يتعرض لأبشع حملات التشويه في الغرب، وهناك رسالة منوطة بنا يجب أن يعلمها الغربيون وأن يعلمها الناس جميعا، فمطلوب من المسلمين إفهام الناس جميعا ماهية الإسلام، حيث يحال بين الإسلام وبين وعي الناس من خلال تلك الحملات التي تريد طرح الإسلام على أنه دين إرهاب، وتخلف، وضد حقوق المرأة، وليست له حضارة، أو خلق·
    ونحن عندما نقول: إننا لسنا إرهابيين أو متخلفين، فنحن لا نستجدي الغرب، بل نحن نريد أن تستقر نفسيتهم على حقيقة الإسلام ومبادئه السامية، حتى نتمكن من أداء الدور الريادي والرسالة العالمية المناطة بنا كمسلمين·
    إن المسلمين رساليون، فلسنا كاليهود، فاليهودية دين منزوٍ منحصر على أهله وأتباعه الذين هم قائمون اليوم، فهم لا يسعون إلى توسيع الفكر اليهودي، لأنه فكر عنصري، لكن الفكر الإسلامي فكر إنساني يجب أن يعلمه الناس على حقيقته، ويجب أن يعرف الناس الإسلاميين على حقيقتهم، فليس معيبا أن نخاطبهم حتى يعرفونا على حقيقتنا، لأن هذه رسالتنا، ومهمتنا·
    ومن المهم أيضا أن نفهم أنفسنا، وأن نبني نموذجا إسلاميا إنسانيا داخل مجتمعاتنا، وأن نقيم علاقات إنسانية بين المسلم والمسلم، فما زلنا نعيش حال الانزواء على أنفسنا، وحال الاختلاف والتناكر، وهو أمر يجب أن نعالجه حتى نكون قادرين على مخاطبة الآخرين·
    وللحقيقة·· فإن مصيبتنا في أنفسنا، فهؤلاء الذين يفجرون أنفسهم وسط الأبرياء، سواء كانوا من المسلمين أو المحسوبين على الإسلام، يضربون المؤسسات الاقتصادية في بلادهم، ويدمرون حال الاستقرار في وطنهم، وهذا محسوب على الاتجاهات الإسلامية وعلى الإسلام·· ورسالتنا هي أن نعيد الوعي الصحيح إلى أبنائنا حتى يفهموا أن هناك فارقاً بين المواجهة والتخريب، لأن المواجهة اليوم مواجهة حضارية، وليست قتالية، فينبغي أن نقدم القدوة حتى نجذب الناس لسلوك المسلم وأخلاقه، فضرب الاقتصاد الوطني مثل ما حدث في الأزهر الشريف مثلا نتيجة فكر ديني متطرف، وهو أبعد ما يكون عن الجهاد المشروع في الإسلام، لأن مفهوم الجهاد مفهوم إنساني وليس لمجرد القتل، لدرجة أن رفع السيف في الإسلام في وجه المسلم الآخر له دلالة إنسانية عالية·




    الوعي الإسلامي
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 25-03-2006 الساعة 06:47 PM

  15. #45
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب

    فلنبشر


    يعرض الآن في قناة الرسالة حوار مع مفتي مصر، وهو رجل نحسبه مخلصاً.
    غير أنه في معرض حديثه عن نشر الإسلام يقول ما مضمونه أننا كدعاة للإسلام نعرض الحق ولانبشر، وهو يعني أننا لانبشر مثلما يفعل المبشرون المسيحيون في أرجاء العالم.
    وأنا أرى أنه جانب الصواب هنا.
    أولاً: ما المانع أن نبشر؟، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشروا ولاتنفروا"

    ثانياً: لماذا لانستفيد من أساليب المبشرين، ونتعلم منهم؟
    نحن نرى الطبيب (أو الطبيبة أو الممرضة) يذهب إلى مجاهل أفريقيا، ويختلط بالكبار والصغار ، ويعايشهم ويؤاكلهم عشرات السنوات بعيداً عن امدنية وتسهيلاتها، يحتضن أطفالهم يعالجهم أو يعلمهم، ولا يحدثهم عن دين أو عقيدة، ثم نرى منهم ، وقد يكونوا مسلمين، من يذهب إليه طواعية للتنصر. رأينا هذا في أفريقيا وأندونسيا والهند وغيرها.
    وفي المقابل رأينا وسمعنا عن المعونات الإسلامية التي تتوجه للمناطق الفقيرة من العالم، ولايسمح لغير المسلم أن يكون له نصيب فيها ورأينا القيم على الشاحنة ينادي: مسلم؟ تعال خذ ...

    ثالثاً: حين يحتك المسلم بغير المسلم يكون دينه على لسانه، لا في قلبه، ولا في أفعاله. والنماذج الفاسدة من المسلمين المحتكين بغير المسلمين أكثر من أن تحصى.

    قلنا ونقول: أيها العالم، إن الإسلام قادم
    ولكنه قادم مع الذين يعتبرون الدعوة حياتهم.
    مع الذين يحيونه، فيكونون قدوة ونموذجاً صالحاً يفوح على غير المسلمين حقاً وخيراً.
    مع الذين يحملون دعائم الدين وأسسه وروحه جنباً إلى جنب مع وسائل العصر والمنقى من قيمه ومنطقه.

    بشروا أيها المسلمين.


صفحة 3 من 35 الأولىالأولى 12345678913 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انظروا ماذا قالوا عنا نحن المسلمون .. تلك بعض اقوالهم ..
    By ابو منيف in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 01:50 AM
  2. ولفنسون يطالب العرب بوقف الاستحواذ على مصارف الغرب
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-11-2008, 06:12 PM
  3. لماذا المسلمون
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 12:57 AM
  4. كيف غير المسلمون وجه العالم
    By ahmed hanafy in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 09:19 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17