صفحة 27 من 35 الأولىالأولى ... 1721222324252627282930313233 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 391 إلى 405 من 518
  1. #391
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ملاحظات إسلامية
    على إعلان حقوق الإنسان





    بقلم د. محمد الحبش




    يمثل إعلان حقوق الإنسان ذروة ما أنجزته البشرية في كفاحها الطويل رجاء الوصول إلى شاطئ العدالة والمساواة والحرية، وعلينا إذ نقف أمام هذا الإعلان الكبير أن نتفهم فصول الجهاد الإنساني من سبارتاكوس إلى نلسون مانديلا وما سال خلال التاريخ من دم طهور من أجل إعلان هذه الحقيقة الخالدة التي دفع الإنسان ثمنها غالياُ.

    وأعترف بأن قراءاتي لإعلان حقوق الإنسان ووقوفي أمام ضريح توماس جفرسون غيرا شكل حياتي بشكل حاسم، على الرغم من أن كثيراً من تلك الشعارات العظيمة ظلت حبيسة الأدراج ولم تجد سبيلها للتطبيق خاصة في الدول الفقيرة والنامية.

    ولكن انبهاري بما أنجزه الإنسان في جانب الحرية والمساواة لا يحملني على اعتقاد عصمة هذا النص البشري العظيم، وتحريم النقد فيه فأنا من أولئك الذين يعتقدون أن أكبر مآسي الإنسان إنما وقعت عندما غيب من الحياة نقده العقلي الموضوعي والتفت إلى تقديس الماضي وعبادته.

    وفي هذه القراءة السريعة يمكنني أن أشير إلى جملة من المسائل التي أعتقد أن إعلان حقوق الإنسان قصر في رسم ملامحها:

    حق الإنسان في أن يولد بين أبوين: وهو حق تمليه الفطرة السليمة وينعم به معظم سكان الأرض، وإذا لم يكن لنا حكم فيما يختاره القدر فإن بإمكاننا أن نشير بوضوح إلى ملايين الأطفال الذين قذفت بهم إلى الحياة رحى الخطيئة ففتحوا أعينهم على الدنيا ولم يجدوا أباً أو أما أو لم يجدوا أياً منهما، أليس من الظلم أن يمضي الوالدان في ركوب الشهوة واللذة غير عابئين بقذف الأبناء إلى الحياة دون حظ من نعمة الأبوة المقدسة؟ إنه المعنى الذي يعكس أشد أشكال العقوق الإنساني وهو ما أشار إليه أبو العلاء المعري: قبح الله لذة لشقانا نالها الآباء والأمهات.

    لا يعاقب القانون الغربي بشيء على أولئك الذين حرموا الإنسان من أرق مشاعر الحب التي كانت من حقه أن ينعم بها، إذ اعتبروا الزنا حرية شخصية وفي أحسن الأحوال فإنهم يفرضون على طرفي الخطيئة (إذا اعترفا بها) التزامات مالية للإنفاق على الأولاد وما أسهل أن يتهرب الآباء من ذلك.

    حق الإنسان في بر أبنائه: إن نظام بر الوالدين الذي قرره الإسلام لا يحظى بأي أهمية في شرعة حقوق الإنسان وبسبب من الإفراط في تمكين الحرية الفردية فإن كثيراً من المعاني السامية التي تجعل للحياة معنى ووصالاً وقف منها إعلان حقوق الإنسان موقفاً متفرجاً وانغمس المجتمع في مشهد من العقوق يجعل الحليم حيراناً، إذ لا سلطة لوالد على ولد، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً وفي كثير من الأحيان فإن الأب والأم قد يجدان نفسيهما في مأوى العجزة أو في أرصفة التسكع وأبناؤهم موجودون ولكن لا يطالبهم القانون بشيء تجاه والديهم وبالتالي لا يطالب الآباء بشيء تجاه الأبناء بعد مرحلة البلوغ.

    إن الشريعة الإسلامية قررت البر بالوالدين ركناً رئيساً في الدين وجانباً هاماً في البناء الاجتماعي، وبالطبع فإن ذلك يتضمن التزاماً إضافياً على الأفراد ولكنه في الإسلام جزء من روح الحياة الذي لا يجوز التفريط به بحال، وبالتالي ولئن تمكنت النظم الغربية من التغلب على هذه المسألة في شقها المالي بإيجاد دور التكافل للمسنين ولكنها بقيت عاجزة عن منح دفء الروح الذي يمنحه الدين للعلاقات الأسرية عن طريق الإلزام الديني ببر الوالدين.

    حق المرأة في القوامة: لا يشير إعلان حقوق الإنسان إلى امتياز المرأة الذي حصلت عليه من خلال نظام القوامة وهو خيار يمنحها الحق في تحصيل نفقة كاملة من الرجال والكلام هنا عن الرجال وليس عن الأزواج فحسب، وهنا تشمل الأب والأخ والزوج بل إنني أميل إلى أن المجتمع برمته مدعو إلى رعاية المرأة والإحسان إليها على سبيل الوجوب والإلزام وليس على سبيل المن ولا الصدقة

    والقوامة التي تقررها الآية (الرجال قوامون على النساء) مضت في خيارات كثير من الفقهاء إلى تقرير فضل الرجال على النساء، واتخذت ولاية تشريف وليس مسؤولية تكليف.

    وهكذا فإن القوامة مسألة تكليف لا مزية تشريف، وهي بذلك تجعل المرأة في المجتمع مسؤولية اجتماعية عامة، ويوفر لها الجانب اللوجستي للقيام

    بواجبها في إظهار جمال الحياة وطهرها وبراءتها في مقابل أن ينهض الرجال بواجب النفقة بالمعروف،

    إن الزواج المدني في النظم الغربية لا ينشىء للمرأة حقوقاً مالية على الزوج (باستثناء الإرث) بل إن مقتضى عقد الزواج يشتمل على تشارك الطرفين في

    الإنفاق، وهذا المنهج ـ وإن كان يبدو في الظاهر كسباً معنوياً للمرأة ـ إذ حققت مكاناً مكافئاً للرجل، ولكنه عاد عليها برهق واقعي مضنٍ، وألجأها إلى

    قبول وظائف أو أعمال لا تتفق مطلقاً مع أنوثتها، وظروفها الجسدية.

    إن عبارة «ربة منزل» التي تكتبها المرأة الشرقية بجواز خانة المهنة في البطاقة الذاتية، لا تعرفها المرأة الغربية إلا من كانت من أزواج النبلاء أو

    العائلات الموسرة الغنية، فهي وحدها من يستطيع أن يتفرغ للمنزل وينهض به، فيما تبقى سائر النساء ملجآت إلى ممارسة أي عمل ضماناً للحياة الممكنة.

    وهكذا فإن السؤال البدهي الذي يتبادر إلى الذهن هنا: هل أحسن النظام الغربي عندما رفع واجب القوامة عن الرجل وأقام المرأة في مقاطع حقوقها على قدم مساوٍ لزميلها الرجل؟

    إن القوامة إذن واجب على الرجال أكثر مما هي حق لهم أو امتياز، وهي تنشىء إذن حقوقاً تكافلية تكون المرأة فيها هي الجانب المستفيد، فيما يكون الرجل هو الذي يقدم التضحيات.

    فهل كان نضال المرأة في التخلص من نظام القوامة نضالاً مبرراً أو صائباً؟ وهل حقق للمرأة الآمال التي كانت تبتغيها؟..

    حق الإنسان في التمرد على الحرب الظالمة: تنص سائر التشريعات في الأرض على مسؤوليات المقاتل العسكري في الطاعة والانضباط ولكن أحداً لم يشر إلى حق هذا الجندي في اختيار الحرب التي يقاتل فيها وحق رفضه الانخراط في حرب لا يؤمن بجدواها ونتائجها.

    يتطوع المواطن في الجيش الوطني للدفاع عن الأرض والعرض، ولكن قيادته السياسية تختار أن تنغمس في حرب أخرى قد لا يكون مؤمناً بها على الإطلاق وهنا فإن على المقاتل أن يسمع ويطيع وليس له أن يعترض على قرار قيادته، ولا يوجد قانون في الدنيا يحمي المقاتل إذا اختار الفرار من الزحف الذي لم يؤمن به أبداً وكلنا يذكر الثمن الذي دفعه محمد علي كلاي حين تمرد على الحرب الظالمة في فيتنام ولم يتمكن القانون من حمايته وأجبر على نزع لقبه العالمي وزج به في السجن!!

    ولقائل أن يقول من يقرر هل هذه الحرب عادلة أو ظالمة؟ والجواب بكل بساطة إنه المقاتل نفسه، الرجل الذي سيدفع روحه هو وحده من يقرر هل يخوض هذه الحرب على ما فيها من مخاطر أم لا، وإذا كان جواب المقاتل بالنفي في الاشتراك بأي حرب فيجب أن يحترم خياره ويحميه القانون، وعلى القيادة السياسية أن تدرك أنها لا تستطيع إجبار الناس على القتال في ساحات لا يؤمنون بجدواها وعند ذلك فإن الحروب بكل تأكيد ستنحسر انحساراً كبيراً ولا أظن أن حكيماً في الأرض سيسوؤه ذلك في شيء.

    إنها هنا أربعة أفكار أو قل أربع إضافات على هامش ما أنجزه الإنسان في كفاحه الطويل أضعها بين يدي الباحثين مادة للنقاش، آمل أن تجد سبيلها للإغناء والنضج، وأرجو أن تكون إسهاماً متواضعاً للمنجز الإنساني الكبير الذي أشرق على العالم يوم 10/ 12/ 1948

  2. #392
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ماذا يفعل السوريون في أمريكا
    على هامش مؤتمر شيكاغو





    بقلم د. محمد الحبش




    تعودت أن أسافر إلى أمريكا لأقوم بواجبي في التعريف بالإسلام والحضارة العربية في جامعات الغرب والمراكز الإسلامية فيه، ولكنني هذه المرة تلقيت الدعوة من الكونغرس الأمريكي السوري حيث شهدت واحدة من أهم محاولات تجميع السوريين في الخارج بهدف طرح قوة ضغط على السياسية الأمريكية وتالياً بهدف الإسهام في بناء سوريا الحديثة، وهو كذلك مغامرة جديدة في ذلك العالم الجديد الذي نزداد كل يوم بعداً عنه على الرغم من تطور وسائل الاتصالات والنقل ولكن أصبح من الواضح تماماً أن التقارب يحتاج إلى إرادة الإنسان أكثر من حاجته إلى تطور الحديد والحيطان.



    ولعلكم تعلمون أنه ليس لدي ما يغريني للوصول إلى أمريكا في هذه الظروف الدقيقة خاصة بعد أن قامت سلطات الهجرة والجوازات الأمريكية بإعادتي في العام الماضي من مطار واشنطن، في موقف بربري لا يتفق مع أدنى الحقوق والأعراف البرلمانية التي تحترمها الدول فيما بينها، ولعل ذلك الموقف الصادم كان وراء اعتذاري عن تلبية دعوات كثيرة وجهها إلي أمريكيون من الولايات المتحدة كان آخرها دعوة من اثني عشر سناتوراً فيهم السيدة هيلاري كلينتون من أجل المشاركة في ناشيونال براي بريكفاست، وقلت في رسالتي إليها يومذاك : عذراً سيدة هيلاري لا يمكنني أن أجلس إلى مائدة تدار عليها الكؤوس من أجل محاربة بلادي!!

    ولكنني رغبت بالحضور هذه المرة بروح الوطن وهم الوطن رجاء أن نتناصح فيما بيننا والمؤمنون بعضهم لبعض نصحة، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.



    قلت لهم إنكم هنا في أمريكا تعيشون هم الوطن ورسالته، ولا شك أنكم تتألمون لتدهور العلاقات بين سوريا وأمريكا وهو ما أدى لأول مرة إلى إصدار أربع قرارات أممية ضد سوريا، ولعلكم تتساءلون ألم يكن بالإمكان تجنيب سوريا هذه القرارات الدولية التي تنعكس سلباً على واقعنا وحياتنا كسوريين هنا في الولايات المتحدة الأمريكية؟

    أعتقد بوضوح أن سوريا وجدت نفسها مباشرة أمام تحد كبير حين أعلن المشروع الأمريكي في المنطقة ولعل أوضح صورة للمشروع الأمريكي هي تلك التي حملها الوزير التائب كولن باول، وما أكثر التائبين في السياسة الأمريكية بعد أن ينزلوا عن كراسيهم، فقد جاء الرجل بمطالب واضحة ومحددة أوردتها الصحافة تحت اسم المطالب الثمانية وهي في المحصلة تتلخص في ثلاثة مطالب رئيسية هي حماية الاحتلال في العراق ونزع سلاح المقاومة في لبنان وقمع العمل الفلسطيني المقاوم والذي يعيش حالة لجوء قسري في سوريا.

    بكل أمانة فإنه يشرفني أن أكون واحداً من أبناء الشعب السوري الذين نظروا بإكبار واحترام لموقف الرئيس بشار الأسد الصلب في رفض هذه المطالب وتجنيب سوريا كوارث وويلات بل وحروب هي في الواقع نتيجة حتمية لهذا الطريق الوعر الذي تسلكه الإدارة الأمريكية.

    وبدون تردد فإن بإمكانك أن تسأل السوريين عن رأيهم في إرسال الجيش شرقاً إلى العراق لحماية الاحتلال، وغرباً إلى لبنان للاشتباك مع حزب الله ونزع سلاحه، وعن قمع حركتي حماس والجهاد اللتين يعيش قادتهما في سوريا قسراً بصفة لاجئين مع مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين ينتظرون كل يوم أمل العودة وحلم العودة، وتريد الإدارة الأمريكية أن تصادر حتى حلمهم بأرضهم وسعيهم في سبيل استرجاعها.

    إن مقتضى الديمقراطية أن تستجيب الدولة لمشاعر الناس ولا أشك لو أن الصناديق نطقت بإرادة الناس لرأينا أن المطلوب هو فعلاً إرسال الجيش إلى العراق ولكن ليس للدفاع عن الأمريكيين بل للاشتباك معهم، وإرساله إلى جنوب لبنان ليس للاشتباك مع حزب الله بل للالتحام معه، وفتح جبهة الجولان للكفاح التحرري الذي يؤمن به الشعب السوري كله كما تؤمن به الشعوب الشريفة والحرة، وإنكم تعلمون أن أمريكا تمارس النفاق في تعاطيها مع الديمقراطية وهو ما تجلى بشكل فاضح عندما اختار الشعب الفلسطيني الديمقراطية ولكن الأمريكيين قرروا أشنع العقوبات على خياره هذا بدلاً من احترام خياره الديمقراطي.

    إن أمريكا تسببت في أكبر كارثة إنسانية في القرن الجديد عندما أعلنت نفسها قوة احتلال في العراق، وحطمت الجيش العراقي والدولة العراقية والأمن في العراق وتسببت في ضياع تاريخ العراق وثقافته ، ودفعت أربعين مليون قطعة سلاح عراقية إلى السوق السوداء وطردت مليون ومائتي ألف عراقي محارب من عملهم في الدفاع عن وطنهم، وهي مستعدة اليوم وفق إشارات الإدارة الحالية لارتكاب الحماقة إياها في إيران وسوريا، ومن ثم الحديث عن تضحيات يقدمها المقاتل الأمريكي من أجل نشر الحرية والديمقراطية في العالم!!

    دعونا نتحدث بواقعية وعقل في نتائج الاحتلال، ودعونا نوافق على تسمية المقاتلين الأمريكيين بأبطال التحرير والديمقراطية وفق منطق بوش ورامسفيلد ولنتصور أنهم فاتحون محررون كخالد بن الوليد وأبي عبيدة وسعد بن أبي وقاص، ولكن في المحصلة ماذا كانت نتيجة البؤس الذي قامت به هذه الحرب على الناس؟ وما هو طعم التحرير والحرية التي ذاقها الناس؟ ومن من العراقيين يعتقد أن الاحتلال جاء العراق بأدنى خير؟؟؟



    إن الموقف الذي تمارسه الإدارة الأمريكية هو الذي يؤدي مباشرة إلى تزايد الإرهاب في المنطقة ويؤدي تالياً إلى تباطؤ الإصلاح السياسي في سوريا، وهي أقدار قاسية ولكنها خيار السوريين وقدرهم، وهو ما آمل أن يتفهمه أهلنا في المغترب في هذه الساعات العصيبة.



    يتجمع في أمريكا أكثر من أربعمائة ألف سوري وأعتز بأن السوريين في أمريكا يحظون بمواقع رفيعة وعالية في الحقل الأكاديمي بوجه خاص، ولدينا فرصة كبيرة لخدمة أبنائنا ووطننا من خلال توحيد الجهود والتعاون مع بلدكم في الداخل، والسوريون من أقوى الجاليات تعليماً، واسمحوا لي أن أنقل لكم هذا الإحصاء الذي قدمه الأخ الدكتور ابراهيم أحمد أستاذ الإحصاء بجامعة إلينوي نقلاً عن مصادر في المكتب الفيدرالي للإحصاء، حيث جزم بان عدد الذين يحملون الدكتوراه من الأمريكيين عموماً ثمانية بالألف فيما يرتفع العدد بين اليهود إلى سبعة عشر بالألف ولكن الرقم بين العرب يرتفع إلى واحد وثلاثين بالألف، وبذلك فإن حضوركم في الأكاديميا عموماً مهم جداً، وإذا كان الوجود العربي واليهودي في أمريكا متقارباً من جهة العدد فمعنى ذلك أنكم تبلغون ضعفهم تقريباً في الحقول الأكاديمية وهو ما يشكل ثقلاً حقيقياً في الشأن العام خاصة أن الأكاديميا عموماً قطاع مؤثر وجوهري وليس هامشياً بحال من الأحوال.



    إن الاحتلال الأمريكي اتخذ لنفسه جسراً من العراقيين الذين انساقوا بدافع الثأر وراء المشروع الأمريكي ولكنهم أدركوا فيما بعد أنهم كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، ومع أنني أستبعد أن يجد الأمريكيون من يستجيب لأطماعهم من السوريين ولكنني أعتقد بأن الشيطان لم يمت بعد وأن أصحاب الضمائر الميتة من الناس يمكن أن يخونوا أوطانهم، وأنا سعيد بأن مؤتمركم هذا لم يستقبل أياً منهم وقد أصبحت أسماؤهم معروفة مشهورة كما اشتهر اسم الخائن أبي رغال، ويعلم الأمريكيون أنفسهم أن هؤلاء لا وزن لهم ولا أثر ليس في سوريا فحسب، بل بين أفراد الجالية السورية نفسها من مواطنين شرفاء، سواء كانوا في موقع الموالاة أو المعارضة.

    وأعتقد أن المسؤولية تتأكد علينا هنا في الخارج لتقديم صورة واضحة عن السوريين متحدين في رفض الانخراط في الحرب الأمريكية المعلنة من أجل تصدير الديمقراطية إلى الشرق الأوسط، ولا أشك أبداً لو أن الإدارة الأمريكية تصغي إلى مراكز دراسات محايدة لجنبت نفسها وجيشها وشعوب الشرق الأوسط هذه الويلات والكوارث لكنها للأسف تتصرف بتأثير ضاغط من اللوبي الصهيوني في أمريكا وأنها قد تنجر إلى سياسات متهورة لا تعود بأدنى فائدة على الشعب الأمريكي ولكنها كما أثبتت التجارب تقع تماماً في الهدف الإسرائيلي الذي يتطلع إلى رؤية مزيد من التشتت والاقتتال والحروب الداخلية في منطقة الشرق الأوسط.

  3. #393
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    عقبات في طريق الدعوة إلى الإسلام في أوروبا





    بقلم د. عبد الله قادري الأهدل




    1 - تمهيد:
    إن الإمكانات المتوافرة في أوروبا، وفي الغرب بصفة عامة، مغرية لمن يريد أن يدعو إلى الله تعالى هناك، ولو أن المسلمين تكاتفوا دعاة وعلماء وساسة وأغنياء وغيرهم، كل فيما يقدر عليه، ونسقوا فيما بينهم للدعوة إلى الله في الغرب لآتى ذلك ثماره بإذن الله!

    ولكن تلك الإمكانات المتاحة التي لم يستغلها المسلمون تقابلها عقبات، كل واحدة منها تحتاج إلى عمل جاد وإخلاص فيه لله وعزم وتصميم على دكها وتحطيمها.

    والذين يتفاءلون كثيرا بتلك الإمكانات، ولا يحسبون حسابا لهذه العقبات، يرون أن الإسلام سينطلق من أوروبا كما انطلق قبل من دولة آل عثمان، ويرون كذلك صعوبة انطلاقه من البلدان الإسلامية، وبخاصة الدول العربية التي ابتعد أكثر حكامها عن الإسلام، بل حارب تطبيقه أكثرهم. هذه نظرة المتفائلين.!

    2- سببان وموقفان.
    وقبل أن أسرد أهم العقبات التي تعترض الإسلام وانتشاره في الغرب، لا بد من الإشارة إلى السبب الرئيس الذي جعل أهل الغرب يعطون المسلمين شيئا من الحرية في الدعوة إلى دينهم ومحاولة المحافظة عليه فيما بينهم وتعليم أولادهم إذا استطاعوا.

    وكذلك لا بد من الإشارة إلى السبب الرئيس الذي جعل أعداء الإسلام من العلمانيين في الشعوب الإسلامية يكممون أفواه الدعاة إلى الله، ويحرمون المسلمين من سماع كلمة الحق، وصب أنواع الإذى على دعاة الإسلام، من الاضطهاد والسجن والتشريد والقتل، فإن بيان هذين السببين: السبب الذي جعل زعماء الكفر في الدول الأوربية يعطون شيئا من الحرية للمسلمين ليدعوا إلى الإسلام، مع شدة بغضهم له ومحاربتهم له في عقر داره، والسبب الذي جعل أعداء الإسلام من ذرا ري المسلمين يحاربونه في مسقط رأسه، أقول: إن بيان هذين السببين يزيل ما قد علق بأذهان بعض الناس من الحيرة والعجب من موقفين: أحدهما يجري هنا والآخر يجري هناك!

    سبب منح الغرب الحرية لدعوة المسلمين إلى دينهم.

    فسبب إعطاء أهل الغرب شيئا من الحرية للمسلمين ليدعوا إلى الإسلام في بلادهم، يعود إلى أمرين:

    الأمر الأول:
    أن أهل الغرب كانت عندهم ثقة أن المجتمعات الغربية، لها عقائدها وعاداتها وسلوكها وتاريخها وحضارتها التي تختلف كل الاختلاف عن مبادئ الإسلام وأخلاق المسلمين وعاداتهم وحضاراتهم-إن اعترفوا بأن لهم حضارة-وأن المسلمين مهما تمسكوا بدينهم ودعوا إليه، فهم أقلية ضعيفة يحيط بهم المجتمع الأوربي ويحاصرهم في كل مكان وجدوا فيه: السكن، ومكان العمل، والشارع، والسوق، والجامعة والمدرسة، والمصنع والقطار والطائرة والحافلة.... فهم كنقطة عطر فواح تلقى في محيط من القاذورات والأوساخ، فَأَنَّى لتلك القطرة أن تحافظ على نفسها ورائحتها في ذلك المحيط القذر؟!

    وقد أخبرني بعض المسلمين أن البابا الحالي قال للنصارى في حشد عظيم في هولندا: (لا تخافوا من الإسلام في أوروبا، ولا يهولنكم بناء المساجد وانتشار المراكز الإسلامية فيها، فأبناء المسلمين بين أيديكم وتحت إشرافكم وتوجيهكم، في المدارس والجامعات وغيرها، فاجتهدوا في تربيتهم التي تجعلهم ينسجمون مع المجتمع المسيحي، وسينقرض آباؤهم وتفنى مساجدهم ومراكزهم وتندثر، ويبقى أبناؤهم في صفكم .)

    الأمر الثاني:
    أن أهل أوروبا-والغرب بصفة عامة-استقبلوا في أول الأمر مسلمين بالاسم، وفدوا أفرادا وهم يجهلون حقيقة دينهم، كثير منهم غير متمسكين به، يلتمسون في اغترابهم لقمة العيش فحسب، ليس عندهم ثقافة تحميهم، ولا مؤهلات ترفع شأنهم، وكان نصيبهم من الوظائف تلك المهن البدنية المرهقة، كحمل الأثقال والبناء في المصانع ونحوها، أو الأعمال الحقيرة كتنظيف الشوارع والمصانع والمنازل، وما أشبه ذلك، وأمثال هؤلاء لا يرجى لهم التمسك بدينهم، فضلا عن أن يؤثروا في غيرهم من أهل البلاد الذين هم أعلى منهم منزلة، وأرقى منهم حضارة، وأكثر منهم مالا، بل مصيرهم الذوبان في المجتمع الأوربي، وهذا ما حصل فعلا لكثير من الوافدين إلى أوروبا في الأفواج الأولى.

    ولو أن الدول الأوربية علمت في وقت من الأوقات، أن الإسلام الحق سينتشر في بلدانهم، ويهدد العقائد الغربية والفكر الغربي، لما تردد أساطين الغرب ودعاة حقوق الإنسان وحرية الأديان وحرية الرأي، في طرد المسلمين في يوم واحد-إذا استطاعوا-من كل أنحاء أوروبا.

    راجع مجلة المجلة: عدد 737، ص 36، 21/ شوال، مقال لفهمي هو يدي بعنوان: (دور أوروبا قادم في الاشتباك مع الحالة الإسلامية) هذا مع العلم أن كتابتي هذه كانت في سنة 1407هـ و مقال حسن هو يدي كتب سنة 1414 هـ أي بعد سبع سنوات من يوم من قيامي بهذه الرحلة التي لخصت منها هذه الصفحات، وقد اشتدت الأمور الآن أكثر ، ولكن الدعوة في طريقها إلى الانتشار ، والمهم قيام المسلمين بواجبهم كل في موقعه .

    لا، بل قد بدأ الخوف والقلق يساور الأوربيين من وجود المسلمين الآن، وهاهي بعض دول أوروبا-ومنها فرنسا وألمانيا-تعرض على المسلمين مبالغ مالية في مقابل أن يعودوا إلى بلدانهم،وبدأت أجهزة الإعلام تحذر زعماء أوروبا من خطر بقاء المسلمين فيها، وقد أسفر كثير من زعماء الأحزاب عن وجوههم، فدعوا إلى طرد المسلمين من بلدانهم، بحجة أنهم لا يريدون أن يتأقلموا مع المجتمعات الأوربية، وأنهم يعتبرون نشازا في هذه المجتمعات، حيث يحرمون على أنفسهم ما يراه الأوربي مباحا، بل هو من لوازم التحضر والتقدم في أوروبا، من الطعام والشراب والنكاح واللباس وغير ذلك

    ذلك هو السبب الذي من أجله أعطى الغربيون المسلمين شيئا من الحرية المؤقتة للتمسك بدينهم والدعوة إليه، وهذا هو موقفهم المبني على ذلك السبب.

    وقد بدأت مضايقات المسلمين من الآن بأساليب غير رسمية، ولكنها تحت سمع وبصر الأجهزة الرسمية!

    هذا الكلام كان وقت كتابة هذا الموضوع سنة 1407هـ ـ أما الآن ونحن في سنة 1420هـ أي بعد ثلاث عشرة سنة من تلك الرحلة، فقد تغيرت الأمور، وأصبحت بعض الحكومات الأوربية نفسها تضايق المسلمين وتحاول التخلص منهم.

  4. #394
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    باستضافة عمدة لندن: نقاش ساخن حول "صراع الحضارة والهمجية"
    1








    المكان العاصمة البريطانية لندن والزمان صباح السبت والحدث هو مؤتمر عقد في ضيافة عمدة لندن كين لفنجنستون وبحضور عدد من الكتاب البارزين.
    عنوان الندوة الرئيسة في المؤتمر كان "حضارة عالمية أم صراع حضارات".
    وقد اختير المتحدثون ليمثلوا الفكر الليبرالي اليساري من جهة والمحافظ اليميني من الجهة الاخرى.
    الحضور من عامة الناس والمثقفين كان هائلا لدرجة أن عمدة لندن نفسه أشار إلى أنه لم يتوقع أن تضيق قاعة كبيرة كهذه بالحاضرين.
    ولم ينقذني من الوقوف كثيرا في طابور طويل للدخول صباحا سوى أنني كنت أحمل بطاقة الصحافة ذات المفعول السحري أحيانا.
    داخل القاعة رأيت تنوعا هائلا بين الحضور من حيث العرق واللون والزي وكأن لسان حال الحاضرين يقول إن حجة لفنجستون بشأن نموذج التعددية الثقافية واقعية وصحيحة.
    لكن مسار النقاش بالطبع لم يكن كذلك حيث كان لكل جمهوره.
    في بداية كلمته قال لفنجستون "أعتقد أننا نشهد بداية حضارة عالمية حقيقية وليس صراع حضارات، بحيث يمكن للناس هنا في لندن مثلا أن يختاروا كل ما يرونه جذابا وجيدا في كل ثقافة من الثقافات المختلفة في هذه المدينة دون هيمنة ثقافة على البقية.
    وليس معنى ذلك أن جميع القيم في ثقافة ما هي قيم صالحة ويمكن الاخذ بها وليس هذا ما نعنيه بالتعددية الثقافية في لندن.
    فمثلا ختان الاناث ليس بالامر الصحيح ولا يجب السماح به".
    إذا ما هو المعيار في قبول عادات وتقاليد وقيم الثقافات المختلفة؟
    يرى لفنجستون أن معيار التعامل داخل الشعوب وبين الشعوب يكمن في عبارة للفيلسوف البريطاني الشهير جون ستيوارت ميل وتتمثل في قول الاخير "يمكنك أن تعيش حياتك بالشكل الذي ترغبه طالما أنك لم تؤذ الاخرين...والغرض الوحيد الذي يمكن من أجله ممارسة السلطة بالحق ضد أي شخص في مجتمع متحضر رغم إرادته هي منعه من إيذاء الاخرين".
    وقال عمدة لندن أنه لا يمكن قبول هيمنة الشريعة الاسلامية أو الديانة المسيحية أو أي ثقافة، وذلك في إشارة إلى اعتقاد البعض أن ثقافتهم هي أفضل مما سواها وأنها يجب أن تسود.
    وأوضح أنه تناقش مع بعض المسلمين حول مسألة الخلافة في الاسلام ولكن هذا المُطلق موجود في الثقافات الاخرى أيضا.
    وأشار عمدة لندن بلهجة منتقدة إلى مقالات الصحفي البريطاني ماكس هيستنجس التي قال فيها إنه لا فائدة من دراسة أي ثقافة أو أدب سوى الادب والثقافة الاوروبيين.
    وأوضح أن صدمة ماكس ستكون عظيمة عندما يواجه مدى غنى الثقافة الصينية أو الهندية أو الاسلامية.
    واستعرض عددا من الاحصاءات التي قال إنها تمثل الواقع وتؤكد نجاح لندن كمدينة متعددة الثقافات.
    ومن بين تلك الارقام أن 35 من كل 100 ممن يعملون في لندن قدموا من دول أجنبية، وأن 62 بالمئة ممن يعيشون في لندن ولدوا خارج بريطانيا، وأن واحدا من كل عشرين من سكان لندن ينحدر من عرقيات مختلطة.
    كما أشار لفنجستون إلى تراجع الاعتداءات العنصرية والدينية في المدينة حيث انخفضت بنسبة 42 بالمئة.
    وتحدث عن دراسة قامت بها لجنة المساواة العرقية التي استطلعت آراء 1000 فتاة مسلمة في بريطانيا في سن السادسة عشر ووجدت أنهن مقبلات بقوة على الحياة ولديهن رغبة في تحقيق الاستقلال والنجاح.
    ووجدت أنه في الغالبية الساحقة من الحالات يؤيد الاباء طموح بناتهن.
    وأظهرت الدراسة أن 90 بالمئة من الفتيات من باكستان وبنجلاديش، وعلى عكس النمط المشاع، قلن أن آبائهن لا ينتظرون منهم أن يتزوجوا وينجبوا قبل أن يتابعن حياتهن المهنية.
    واعتبر لفنجستون أن هؤلاء الفتيات اخترن بمحض إرادتهن من بين ما هو متاح من أساليب الحياة والثقافات.
    ورأى أن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن بها إيجاد عالم يتجنب تكرار أخطاء فترة الحرب الباردة وصنع حضارة عالمية.


    bbc

  5. #395
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    باستضافة عمدة لندن: نقاش ساخن حول "صراع الحضارة والهمجية"
    2








    "حضارة في مواجهة همجية"

    بعد ذلك تحدث الكاتب الامريكي دانيل بايبس، مؤسسة منظمة "منتدى الشرق الاوسط" والمعروف بدفاعه عن أيديولوجية المحافظين الجدد وقربه من دوائر صنع القرار في إدارة بوش.

    وقال بايبس في بداية كلمته "أنا مع حضارة عالمية وضد صراع الحضارات ، لكني أعتقد أنها قضية عالم متحضر في مواجهة البربرية".

    في البداية اشار بايبس إلى نظرية صامويل هانتنجتون حول صراع الحضارات والتي قال فيها هانتنجتون إن الصراعات الحضارية تسود بشكل خاص بين المسلمين وغير المسلمين وذلك لتحديد الحدود الدموية بين الحضارات الاسلامية من ناحية وغير الاسلامية من ناحية أخرى.

    ورأى بايبس أن هذه الفكرة لا تنطبق على أمثلة صراعات حدثت وتحدث بين مسلمين بعضهم البعض وساق أمثلة الصراع بين السنة والشيعة في العراق والحرب العراقية الايرانية والاقتتال الذي شهدته الجزائر قبل سنوات والحرب في إقليم دارفور بالسودان.

    شارك برأيك في المناظرة بين بايبس و ليفيجستون
    وعبر بايبس عن اعتقاده أن الصراع هو بين الحضارة والمتحضرين في جميع أنحاء العالم والهمجية من ناحية أخرى، موضحا أنه يقصد الهمجية الايديولوجية ومن أبرز أمثلتها الفاشية والماركسية اللينينية في القرن الماضي.

    أما حديثا فقد ظهرت همجية أيديولوجية جديدة وهي الاسلام الراديكالي، بحسب بايبس الذي شدد على أنه لا يعني الدين الاسلامي ولكن الاسلاميين المتطرفين الذين قال إنهم يهددون العالم كله ويقمعون المرأة ويسببون الشقاء للناس في دارفور والجزائر وغيرهما.

    وقال بايبس أنه قد لا يختلف مع عمدة لندن في نجاح المدينة في جمع مختلف استيعاب مختلف الاعراق والديانات، لكنه شدد على أن الخطر يكمن في إيواء بريطانيا لمتطرفين إسلاميين يمثلون تهديدا عليها وعلى العالم.

    وأضاف أن خطر الاسلام الراديكالي ينبع من كونه يحتوي على بذور صراع الحضارات حيث يقسم العالم إلى معسكرين أخلاقي ولا أخلاقي، و خير و شرير.

    واستطرد بايبس قائلا إنه من الخطأ الشديد التقليل من تهديد الاسلام الراديكالي على العالم وتجاهله لانه بذلك سوف يستفحل ولن يتلاشى، مشددا على أن الحل الوحيد هو مجابهته والقضاء عليه والانتصار الحاسم في المعركة ضده، تماما كما قضى العالم المتحضر على الخطرين الالماني والسوفيتي في الاربعينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

    وقال الكاتب الامريكي إن "جهودنا يجب أن تنصب على تشجيع الاسلام المعتدل الديمقراطي الليبرالي الانساني الذي يتعامل باحترام مع النساء والمثليين جنسيا والملحدين وغيرهم".

    وذكر بايبس بعض الشخصيات التي قال إنها إسلامية معتدلة ويجب على الجميع تأييدها مثل النائبة الهولندية السابقة إيان هيرسي علي، والسورية وفاء سلطان والمصري مجدي علام وسليم منصور وغيرهم.

    ورفض بايبس في الوقت ذاته دعم شخصيات إسلامية رأى أنها تمثل الجانب الاخر المتشدد والمتعسف للمعادلة وذكر اسم عالم الدين يوسف القرضاوي.

    يذكر أن عمدة لندن يواجه من وقت لاخر انتقادات من المفكرين ووسائل الاعلام اليمينية بسبب استضافته للقرضاوي في لندن وعلاقته الطيبة به.

    ولدى انتهاء بايبس من كلمته وجد من التصفيق ما لم تقل حرارته عن الاستحسان الذي حظيت به كلمة لفنجستون.





    bbc

  6. #396
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    باستضافة عمدة لندن: نقاش ساخن حول "صراع الحضارة والهمجية"
    3








    سياسات الغرب
    سلمى يعقوب، العضو البارز في حزب ريسبكت (الاحترام) البريطاني، كانت المتحدثة التالية في الندوة.

    وقالت سلمى إن بايبس يعني بضرورة مواجهة ما سماه بالبربرية الاسلامية المضي قدما في سياسة الضربات الاستباقية التي لجأت إليها الولايات المتحدة عندما غزت العراق متحججة بوجود أسلحة دمار شامل لديه.

    وهي ذات السياسة التي تستخدم في التحريض ضد إيران الان، وتعنى أنه إذا كانت دولة او جهة ما تمثل تهديدا فلنذهب إليها ونقضي عليها، بحسب المتحدثة.

    ورأت أن أمثال بايبس "يستخدمون أحداثا مثل هجمات 7/7 على لندن ليقولوا للناس انظروا ألم نقل لكم إن المسلمين يكرهوننا، إنهم يكرهون أسلوب حياة الغرب، بل إن الثقافة الاسلامية هي التي تفرخ هذا العنف".

    ومن هنا يسهل عليهم تسويق قولهم إن الاسلام يمثل تهديدا للعالم الغربي وهذا رأي غير صادق، بحسب سلمى التي شددت على أن أصل المشكلة سياسي وليس ثقافي أو ديني.

    الحقيقة هي أنه نتيجة للسياسات الخارجية للغرب خلال عقود، والكلام للمتحدثة، قتل مئات الالاف من الناس في الشرق الاوسط ودمرت حياة الملايين لكن أحدا لم يقر بحجم المعاناة.

    بل كان هناك استخفافا بحياة البشر باعتبار هذه الخسائر أحيانا "خسائر بشرية غير مقصودة" ودون حتى الاهتمام بإحصاء دقيق للعدد أو تأبين للقتلى أو الوقوف دقائق من الصمت حدادا على فقدهم.

    عند هذه النقطة صفق الحضور بحماس للمتحدثة التي ربما تشجعت كثيرا بذلك لتواصل حديثها بثقة أكبر.


    bbc

  7. #397
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    باستضافة عمدة لندن: نقاش ساخن حول "صراع الحضارة والهمجية"
    4








    "المحافظون الجدد أكبر تهديد"


    وقالت سلمى إن المحافظين الجدد يتحدثون عن "الارهاب الاسلامي ويتجاهلون تمام أي حديث عن إرهاب الدول الغربية وكونه عامل تحفيز للتطرف".

    وشددت على أنها ليست هنا "للدفاع عن الارهابيين الاسلاميين" ولكن ما يهمها كأم وكبريطانية هو البحث عن سبل تضمن عيش الجميع في عالم آمن وسلمي".

    ولكن الحقيقة هي أن كما هائلا من الكراهية واليأس قد زرعت في أماكن مختلفة من العالم في قلوب الكثيرين ممن لم يكن لديهم أي مشكلة مع الغرب، بحسب المتحدثة.

    وتابعت قائلة "الحقيقة هي أن الاعمال الوحشية المروعة على الارض والتي تبثها القنوات التلفزيونية ومواقع الانترنت لها تأثير في دفع الكثيرين للتعصب أكبر بكثير من أي كم من المواعظ الدينية".

    وخلصت عضو مجلس مدينة برمنجهام البريطانية إلى أن هذا الحديث عن الصراع الايديولوجي يهدف إلى وضع قناع على المخططات الامريكية لاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط لتوافق هواها ومصالحها ولتشديد قبضتها على المنطقة.

    وقالت ساخرة إن المفارقة أن المحافظين الجدد الذين يعتبرون الاسلاميين خطرا على الحضارة هم أنفسهم يمثلون أكبر تهديد للحضارة العالمية.

    وساقت أمثلة لدعم حجتها مثل مقاومة إدارة بوش توقيع اتفاقية كيوتو لتقليص الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض "وتكريس دين العالم الثالث وفقره والعمل الحثيث لارسال أبناء الاخرين لشن الحروب"، في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن تكلفة خيالية للحرب على العراق قد تبلغ تريليوني دولار (ألفي مليار).

    وقالت إن النخب سواء كانت في واشنطن أو لندن أو الرياض أو القاهرة مستعدة لتنفيذ هذه السياسات وتجاوز كل الفوارق الثقافية والحضارية فيما بينها عندما يكون الربح والمنفعة مقدم على الاعتبارات الانسانية.



    bbc

  8. #398
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب

    باستضافة عمدة لندن: نقاش ساخن حول "صراع الحضارة والهمجية"
    5





    هل الغرب مسؤول عن أفعال المتطرفين؟


    المتحدث الاخير في الندوة كان الكاتب البريطاني دوجلاس موري، صاحب كتاب "تيار المحافظين الجدد: لماذا نحن بحاجة إليه".

    تبنى موري الرأي الذي ورد في كلمة بايبس وقال إننا بصدد مواجهة بين الحضارة والهمجية، موضحا أنه يقصد بالاخيرة الجهاديين وعقيدتهم الحربية.

    وقال إنه يعتقد أن عددا كبيرا من المسلمين والدول الاسلامية تقف في معسكر الحضارة في مواجهة البربرية.

    وعبر عن استغرابه من الايحاء بأن التطرف على الجانب الاسلامي سببه أفعال الغرب، وقال إن كان ذلك حقيقيا فلماذا يقتل المسلمون الهندوس في الهند ولماذا يقتل المسلحون الاسلاميون البوذيين في إندونيسيا وتايلاند؟

    جولة ساخنة جديدة رفعت حرارة قاعة الندوة التي لم يكن ينقصها ذلك، مع بدء فقرة الاسئلة وردود المتحدثين.

    ومع ذلك لم تخل الاجواء من الضحكات والنكات وهتافات السخرية أو الاستهجان من جانب المتحدثين والحضور على حد سواء، وهو ما كان يرطب الاجواء قليلا.

    أحد الاسئلة وجهه عنايات بنجوالا، من مجلس مسلمي بريطانيا، إلى بايبس.

    واستشهد السائل بمقال لبايبس نشر بإحدى الصحف قال فيه دانييل إن "الغرب قد يجد صعوبة في مواجهته للاسلام لان الاخير يستخدم قدرات هائلة ومنها انتهاج نهج سلمي وهو ما اسميه الاسلاموية القانونية وذلك بأسلمة المحيط باستخدام أساليب تعليمية وسياسية ودينية دون اللجوء إلى أساليب غير شرعية أو إرهاب.

    وتثبت الاسلاموية القانونية نجاحها في الدول ذات الغالبية المسلمة مثل الجزائر وتلك التي يمثل فيها المسلمون أقلية مثل بريطانيا... وطالما ظل الاسلاميون يستخدمون السبل السلمية القانونية فمن الصعب إيقافهم (انتهى الاقتباس)".

    وأضاف السائل "إذا أنت تطالب الغرب بمواجهة الجماعات المسلمة التي تستخدم التعليم والسياسة بشكل قانوني، وتطالبه بمحاربة أناس مثل سلمى يعقوب المنتخبة ديمقراطيا أليس كذلك؟

    رد الكاتب الامريكي بهدوئه المعتاد بقوله "الاسلاموية هي حركة شمولية، وكغيرها من سابقاتها، قد تستخدم أساليب مختلفة لتحقق أهدافها، فالزعيم النازي هتلر وصل إلى السلطة بشكل ديمقراطي، وأنا أرفض كل ذلك، أرفض دولة الشريعة الاسلامية التي يرغب الاسلاميون في إقامتها سواء حققوا ذلك بالارهاب أم بشكل قانوني".

    ورد عمدة لندن على أحد الاسئلة بقوله إنه دعا القرضاوي إلى لندن لانه يمثل "أراء مئات الملايين من المسلمين ولانه أحد أبرز علماء الدين الاسلامي انفتاحا واعتدالا ورغبة في مد جسور التفاهم مع الغرب رغم اختلافي معه في عدد كبير من القضايا".


    bbc
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 03-02-2007 الساعة 09:36 PM

  9. #399
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب

    الإسلام في شكالوف "أورنبرج"




    يعيش المسلمون في روسيا كأقلية على الرغم من كثرة عددهم الذي يتراوح بين20- 25مليون نسمة منقسمين بين 9 جمهوريات إسلامية, ومناطق روسيا الشاسعة مثل المناطق الجنوبية وسيبيريا ومنطقة الأورال, حيث يمثل المسلمون في كل مناطق روسيا حوالي 18% من سكانها.



    ورغم أن المسلمين في جمهوريات روسيا الاتحادية أقلية؛ إلا إنهم يتمسكون بدينهم لأجل تثبيت دعائمه, وكذلك الثقافة الإسلامية في نفوس أفراد المجتمع الإسلامي الروسي, ومن الجمهوريات المسلمة التي تتبع روسيا الاتحادية شكالوف أو ( أورنبرج ) كما يطلقون عليها, وهي ما سنتناول الحديث عنها اليوم.



    · تقع جمهورية شكالوف في الحوض الأعلى لنهر أورال شرقي بشكيريا.

    · العاصمة: أورنبرج.

    · المساحة: تقدر مساحتها بحوالي 85 ألف كم2.

    · السكان: إجمالي عدد السكان يقدر بـ 2.5 مليون نسمة.

    · اللغة: الروسية إلى جانب القرغيزية.

    · الديانة: الإسلامية إلى جانب المسيحية الأرثوذكسية.

    · عدد المسلمين: يمثل المسلمين 53% من تعداد السكان أي أكثر من مليون نسمة.

    تكون الاتحاد السوفيتي البائد قبل تفككه من خمسة عشر جمهورية اتحادية رئيسية وبلغ عدد سكانه مجتمعاً نحو 286 مليون نسمة، وشغل مساحة إجمالية قدرها 22 مليون كم2 ، وكانت نسبة عدد السكان المسلمين فيه نحو 75 مليون نسمة.



    والمطلع على نسبة المسلمين في تلك الجمهوريات يندهش من الاكتشاف أنه كان أكثر من نصف مساحته قائمة أصلاً على الجمهوريات الإسلامية الأصل, وأن معظم عواصمه الرئيسية كانت حواضر إسلامية قبل مائة سنة فقط, وامتد ذلك لأكثر من ألف سنة! ولعل الإحصائيات الرسمية تؤكد هذه المعلومات .



    كانت تلك المنطقة قبل دخول الإسلام تدين بأديان آسيا الوسطى المتعددة, مثل البوذية والزرادشتية والنسطورية النصرانية, كما أنها كانت تعاني من التفرقة العرقية والظلم والحروب بين القبائل والقوى العسكرية فيما بين إمبراطورية الصين من الشرق, وفارس من الغرب.



    دخول الإسلام: وصلها الإسلام عن طريق التجار والدعاة من التتار والكراخ والقوقاز, واختلاط المسلمين القادمين من بلاد الإسلام مع القوميات المحلية المتواجدة في تلك الأراضي القديمة, ولم يدخلها عن طريق الفتوحات الإسلامية كما ورد ذلك في كتب التاريخ، وكانت هذه المنطقة ممراً ومعبراً للهجرات ، فعبرتها شعوب مسلمة إلى شرقي أوروبا ، وخضعت لحكم التتار واستقر بها بعضهم ، وانتشر الإسلام بها قبل استيلاء قياصرة الروس عليها.

    وتعد العاصمة"أورنبرج" ذات ماض إسلامي عريق, بل إنها من أفضل المدن الإسلامية بروسيا ، وقد اشتهرت بالصناعة وبالكتب الدينية والتاريخية التي تبحث في تاريخ التتار, وعقد بها المؤتمر الأول للقرغيز "الكراخ"عام 1236 هـ - 1917 م, وناقش المؤتمر الحكم الذاتي, واستخدمت لغة القرغيز في التعليم والمحاكم والإدارة ، كما عقد المؤتمر الثاني للقرغيز في نفس السنة وناقش المؤتمر الوحدة بينهم وبين التتار, وطالبوا بتكوين هيئة دينية منفصلة عن الهيئة الدينية بمدينة "أوفا", كما طالبوا بالاتحاد الفيدرالي كنوع من الاستقلال بشخصيتها الإسلامية, وعندما استولى السوفييت على حكم المنطقة أدمجوها في جمهورية روسيا الاتحادية، وحاربوا الدين الإسلامي, وهدموا المؤسسات الإسلامية.



    هذا وقد ظهرت من قديم الزمان الكثير من الممالك والإمارات الإسلامية قبل وصول النصرانية وتوسيع الدولة الروسية إليه, وساعد العدل والإنصاف وحسن السياسة على انتشار الإسلام في المنطقة, وقد نشأت فيها حركة علمية وحضارية إسلامية امتزج فيها العرب العجم, فأقاموا صرح حضارة زاهرة متينة امتدت قروناً طويلة.



    ومن المعلوم أن روسيا تحتضن فوق أراضيها قوميات مختلفة وكثيرة تنتسب العديد منها إلى الإسلام مثل التتار، والبشكير، والشيشان والقبائل التي تسكن في جمهورية داغستان "بلاد الجبال" والقوميات الأخرى التي تعيش في منطقة القوقاز.

  10. #400
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    من يمسح دموع ميندناو؟




    مندناو هي ثاني أكبر جزر الفلبين، وهي أيضاً اسم أرخبيل الجزر الجنوبية للفلبين, وكذلك فهي مقاطعة ذات أغلبية مسلمة تحكم ذاتياً, تعاني من ضغط الحكومة المركزية وتتصاعد فيها أعمال العنف بين فترة وأخرى مما يؤثر على السكان الأبرياء.
    المساحة:
    وتبلغ مسـاحة الفلبين ما يقرب من 300 ألف كم2, ويبلغ امتدادها من الشمال إلى الجنوب 1800كم2, بينما تحتل مناطق مورو 116.895 كم2 أي تمثل ثلث المساحة الكلية للفلبين, ويبلغ عدد جزر الفلبين 7100 جزيرة، بل إن عدد هذه الجزر يزيد وينقص يومياً حسب المد والجزر وهذا ما يجعل عدداً كبيراً منها غير مأهول, وتتفاوت هذه الجزر في مساحتها تفاوتاً كبيراً، وتبلغ مساحة ميندناو -التي نحن بصدد الحديث عنها- والتي تعتبر ثاني جزيرة في البلاد من حيث المساحة 140 ألف كم2، على حين يوجد ما يقرب من خمسمائة جزيرة لا تتجاوز مساحة الواحدة منها 2.6 كم2.
    وتعتبر "دافاو" في الجنوب هي المركز المدني وعاصمة الجنوب, وتقع على الخليج الذي يحمل اسمها في جنوب ميندناو, إلى جانب مدينتي "كوتاباتو" و"زمبوانجا".
    تعداد السكان:
    يبلغ عدد سكان الفلبين حوالي 80 مليوناً، منهم حوالي 20 - 21 مليون نسمة من سكان جزر مورو أي يمثلون حوالي 25% من سكان الفلبين أغلبهم يتركز في جزر الجنوب مثل صولو وبالا ووان وميندناو-التي تعتبر قليلة السكان بالنسبة لمساحتها- بنسبة حوالي85%، والبقية من سكان الغابات اللادينيين والنصارى المهاجرين من جزر لوزون وفيسياس الشمالية.
    الجنسيات:
    ويتألف السكان من عناصر مختلفة ولكن العنصر الغالب هو العنصر الماليزي الذي جاء مهاجراً منذ آلاف السنين من ماليزيا وإندونيسيا, وفي العصور الحديثة جاء إلى البلاد الصينيون والأسبان والأمريكان، وتزاوج عدد منهم مع أهل البلاد فنشأ عنصر جديد مزيج, وتوجد كذلك مجموعة صغيرة من السود ولكنهم يعيشون في المناطق النائية في الجبال والغابات.
    العقيدة:
    أما من ناحية العقيدة فقد استطاع الاستعمار الصليبي أن يقوم بدور فعال في نشر عقيدته وذلك بسبب انتشار الوثنية على نطاق واسع في المنطقة, ولم يكن قد مضى وقت طويل على انتشار الإسلام في تلك الجزر, لذا نجد أن ما يقرب من 85% من سكان الفلبين عموماً من النصارى الكاثوليك والبروتستانت, بينما يشكل المسلمون ما يقرب من 11% من السكان في المناطق الجنوبية في جزيرة ميندناو إلى جانب جزر أخرى, وهناك أيضاً أعداد من البوذيين وأخرى ممن يؤمنون بالأرواح يشكل كل منهم 2% من مجموع السكان.
    اللغة:
    ويتكلم السكان في الفلبين أكثر من 78 لغة محلية أهمها "التاجالوج" وتعد لغة وطنية, وهناك الأسبانية والإنجليزية –التي تعد اللغة الرسمية للحكومة-, بينما يتكلم المسلمون لغتين من اللغات السائدة في البلاد وهي "ثاوصو" وهي قريبة من الإندونيسية, ولغة "مراتاو" أو "إيرانون" وهي الغالبة في ميندناو وتضم ألفاظاً عربية كثيرة وتكتب بالخط العربي.
    كيف دخل الإسلام إلى ميندناو؟
    ميندناو تقع في أقصى جنوبي الفلبين على الساحل, وقد وصل إليها التجار المسلمون في وقت مبكر, ولم يكن يدفعهم إلى ذلك الطمع في الأرباح الكثيرة التي كانوا يحصلونها, وإنما كانت هذه وسيلة من أجل الوصول إلى الغاية التي ينشدها المسلمون وهي نشر الإسلام عن طريق الدعوة, فكانت الأموال التي تشد إليها الرحال عادة تنفق بلا حساب في سبيل هذه الغاية, وأصبحت القوافل تتتابع تشق عباب البحار يتمم بعضها عمل بعض.
    كانت المراكب تقطع الطريق البحرية في خمسة أشهر كاملة، يتعرض فيها الدعاة للأخطار, ويتجشمون المصاعب بصبر وشجاعة في سبيل غايتهم السامية وهدفهم النبيل وهو نشر الإسلام, فمكَّن الله لهم تحقيق تلك الغاية بصدق نيتهم وإخلاصهم لدعوتهم، وانتشر الإسلام على أيديهم وحكموا تلك الأرجاء وامتد نفوذهم إلى أرخبيل صولو وجزيرة ميندناو وكان ذلك عام 270هـ.
    وفي عام 310هـ هاجر إلى الدعوة هناك ثلاثة رجال من العراق هم " محمد بن يحي, وأحمد بن عبد الله, ومحمد بن جعفر" واستشهد هؤلاء الثلاثة عام 313هـ. وفي عام 317هـ وصل إلى تلك الجزر أحفاد أحمد بن عيسى الذي ينتهي نسبه إلى الإمام جعفر الصادق, وقد لقب أحمد هذا "بالمهاجر" إذ انتقل من العراق إلى اليمن وانتقل أحفاده منها إلى الهند, ومنها إلى جنوب شرقي آسيا واستقروا أخيراً في جزر الفلبين.
    وهناك قائل بأن أحد الفقهاء يدعى الشريف كارم المخدوم قد حل بأرخبيل صولو عام 679هـ فـأسس أول مسجد هناك فكان هذا المسجد حجر الأساس في انتشار الإسلام.
    وهناك رواية تقليدية يأخذ بها العامة في جزر أرخبيل صولو تقول: "إن الإسلام قد وصل إلى هناك عن طريق سبعة إخوة من العرب الذين قدموا من الجزيرة العربية, وأن السكان هناك كانوا وثنيين, ويعتقد أن هؤلاء لم يكونوا إخوة في النسب وإنما في الإسلام, ويقال أن هناك أضرحة باقية حتى اليوم يدَّعون أنها لأولئك الدعاة السبعة, وهي مزارات يؤمها الناس من أهل تلك البلاد, ويدعي كثير من الناس أنهم ينحدرون من أصلاب أولئك الأخوة السبعة, ويحتفظون بشجرات نسب تؤيد ادعائهم, وكذلك يقولون أنهم من أصل عربي تبركاً وحباً للعرب الذين حملوا الدعوة إليهم.
    ويظهر أن هؤلاء السبعة هم أهم الدعاة الذين عرفتهم تلك الجزر, وقد يكون وقت وصولهم ليس واحداً, ولكن مع الأيام أصبحوا إخوة سبعة, ويبدو أن هؤلاء الدعاة الأوائل قد جاءوا من مراكز تجارية موجودة في جنوبي الصين, حيث كان للمسلمين هناك محطات لقوافلهم التجارية البحرية.
    وهناك قول آخر عن كيفية دخول الإسلام ميندناو, وهو أنه قد وصل عن طريق إندونيسيا وماليزيا في القرن التاسع الهجري, فكان قوة ودعماً للمسلمين الذين وصلوا عن طريق الصين, وقامت اتصالات في القرن العاشر بين المسلمين في "جزر سيليبس" و"المولوك" و"صولو" و"مندناو", وكان من نتائجها قيام تحالف عسكري كرد فعل ضد قدوم الأسبان والبرتغاليين إلى تلك المنطقة.
    كما يروى أيضاً أن الإسلام قد دخل في أواسط القرن الخامس الهجري مع التجار المسلمين من الملايو, ويعتقد أن للحضارمة دوراً كبيراً في هذا الشأن, كما يعتقد بعض الباحثين أن الإسلام قد دخل قبل ذلك بمدة طويلة, وقد بنوا اعتقادهم على أن الإسلام كان لابد له من وقت طويل يحتاجه ليصل إلى المرتبة التي كان عليها خلال القرن الخامس الهجري.
    والشائع أن أول من دخلها من المسلمين تاجر يدعى الشريف مخدوم ويكنى أبا بكر, وفي الوقت نفسه نزل شريف من الملايو اسمه "محمد علوي" ساهم أيضاً في دخول الإسلام إلى تلك الجزر, ومع أن المسلمين لم يكونوا كثرة عددية إلا أنهم سرعان ما انتشروا وأصبحوا العنصر الغالب, والفئة الحاكمة لكونهم أكثر مدنية وأكثر نشاطاً, إلى جانب رفضهم الخضوع لمن لا يدين بدين الحق.
    هذا وكانت البلاد تتكون من عدة سلطنات مستقلة, وكانت منطقة مانيلا العاصمة الحالية للفلبين إمارة إسلامية مستقلة رغم قلة عدد المسلمين في تلك الجهات.
    أما في الجنوب فكان الحكام المحليون من المسلمين أيضاً، ويتبعون سلطنة صولو التي كانت تتبعها ميندناو, ثم تبع ذلك أفواج من تجار العرب الذين انتشروا في مختلف الجزر, وبدأوا بنشر الإسلام حتى القرن العاشر حين نزل الأسبان, وحالوا دون قدوم موجات أخرى من المسلمين, كما حالوا بين المسلمين هناك وبين إخوانهم في بقية جهات العالم, وهكذا توقف انتشار الإسلام في تلك البقعة, كما توقفت العلاقات الخارجية بعد أن كانت أكثر نشاطاً مع العالم الخارجي خلال القرنين السابع والثامن الهجري عندما بدأ الدين الإسلامي ينتشر في جميع أنحاء الجزر.
    وأياً كان العنصر الغالب من الروايات السابقة؛ فإنه مما لا شك فيه أن المسلمين حملوا معهم الإسلام خلال القرن التاسع الهجري أو في وقت مبكراً عن ذلك إلى هذه البلاد وفتحوا بحسن أخلاقهم وحسن معاملتهم قلوب أهلها للإسلام, ودعموا ذلك بالزواج من بنات هذه البلاد, وأعقب ذلك دخول حكام الولايات المختلفة في الإسلام الحنيف.
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 06-02-2007 الساعة 10:51 PM

  11. #401
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    من يمسح دموع ميندناو؟
    2




    نعلم أن المسلمون عاشوا في الأندلس حياة رغدة ومنعمة, الأمر الذي أضعف همتهم وأرخى نفوسهم وأوهن من عزمهم فمالوا إلى الراحة وأضاعوا الجهاد، والأصل في المسلمون أنهم في جهاد دائم حتى يزول الظلم عن العالم كله وينتشر السلام والإسلام, والأمة المجاهدة لا تعرف إلا حياة الجد, فلما مال مسلمو الأندلس إلى الرفاهية تخاذلوا, وكانت أوروبا تتحين الفرص للإجهاز عليهم حتى تمكنت منهم في النهاية.



    وبعد أن نقلت ساحة المعركة أكثر من مرة من المشرق إلى المغرب, شعرت أوروبا بنشوة النصر وانطلقت وراء المسلمين, وكان رأس حربتها الأسبان والبرتغاليون, وقد توجه الأسبان غرباً بعد أن اعتقدوا بإمكانية الوصول إلى شرقي بلاد المسلمين في سبيل حصار المسلمين من كل جهة والتضييق عليهم.



    وقد اقتنع بهذه الفكرة الملاح البرتغالي ماجلان - الذي كان في حقيقة أمره كبيراً للمنصرين- فعرض فكرته على ملك أسبانيا, فشجعه بدوره للقيام بهذه المؤامرة الخبيثة, بل وقدم له كل ما يلزم لتسهيلها.

    غادر ماجلان وسار بمراكبه على سواحل أمريكا الجنوبية الشرقية, ثم أبحر إلى المحيط الهادي, حتى وصل إلى تلك الجزر التي عرفت فيما بعد باسم "الفلبين" وكان ذلك عام 927هـ, ولقد استمرت رحلته عاماً وسبعة أشهر, واستسلم في نهايتها لليأس وظن أنه قد وصل إلى جزر التوابل, وهي جزر الملوك في إندونيسيا ولكنه سرعان ما تبين أن الأرض التي رست سفنه عل شواطئها ليست التي قصد.



    قبل قدوم الأسبان إلى جزر الفلبين كان أهلها منقسمين إلى كيانات صغيرة على رأس كل منها حاكم, وعندما أتى ماجلان إليها اتفق مع حاكم جزيرة "سيبو" على أن يدخل في النصرانية الكاثوليكية مقابل أن يكون ملكاً على جميع الجزر تحت التاج الأسباني, وأخذ ماجلان يعمل على تمكين صديقه من السيطرة على بقية الجزر.



    ثم انتقل الأسبان إلى جزيرة أخرى بالقرب منها عليها سلطان مسلم يدعى "لابولابو" ولما علم الأسبان بإسلام حاكم الجزيرة طاردوا أهلها, وسطوا على طعام أهلها فقاومهم الأهالي, فأضرم الأسبان النار في أكواخ السكان وفروا هاربين.

    إلا أن الحاكم المسلم "لابولابو" لم يستسلم وحرض سكان الجزر الأخرى على ماجلان, وأخيراً هجم بنفسه على ماجلان وقتله بيده وشتت شمل فرقته, ورفض تسليم جثته للأسبان, ولا يزال قبره شاهداً على ذلك هناك.

    انسحب الأسبان من تلك الجزر بعد هزيمتهم ومقتل قائدهم, تابع "دل كانو" نائب ماجلان الطريق, فوصل إلى أسبانيا عام 928هـ.



    بعد ذلك بعثت أسبانيا 4 حملات متتابعة, ومن سوء حظ هذه الحملات أنها رست على شواطئ "جزيرة ميندناو" حيث المسلمين كُثر فقتلوا أفراد الحملات جميعاً وقد كان ذلك بين عامي 949-950هـ.



    بعد الإبادة المتكررة للحملات الأسبانية, بدأ الغزو الأسباني الحقيقي عام 973هـ, وقد أعلنوا صراحة بأن هدفهم توسعة رقعة الممتلكات الأسبانية, وتنصير سكان البلاد التي يحتلونها.

    وصلت الحملة الأسبانية الكبيرة إلى تلك الجزر واستولوا عليها وأقيمت محاكم التفتيش, وكانت تابعة لمحكمة مكسيكو بالمكسيك, حيث أخذت تتبع المسلمين وتقضي عليهم.

    وفي نفس العام حصل قائد الحملة على إذن من فيليب الثاني باسترقاق المسلمين لأنهم ينتمون لعقيدة محمد - صلى الله عليه وسلم-, كما أُذن للكابتن "استبان رودر" بهديم المساجد ومنع إعادة بنائها في "ميندناو" و "صولو".



    حاول الأسبان السيطرة على الجزر كاملة, فتم لهم ذلك في الجزر الشمالية، ولكنهم عجزوا عن إخضاع الجزر الجنوبية التي استعصت عليهم حيث صمد المسلمون من سكان هذه الجزر صموداً قوياً جعل معه الأسبان ييأسون نهائياً من السيطرة على المناطق الإسلامية هناك, لذلك انصرفوا إلى المناطق الأخرى يوطدون بها سلطانهم و يدعون فيها إلى النصرانية الكاثوليكية.


    وظلت الحرب سجالاً بين الأسبان ومسلمي المورو - كما أطلق عليهم الأسبان هذا الاسم- ثلاثة أو أربعة قرون, وكانت سفن المسلمين المسلحة تقوم بمهاجمة السفن الأسبانية وتأسر الآلاف من الأسبان وتبيعهم في سوق الرقيق كرد فعل لما ارتكبه الأسبان من استعباد المسلمين ومحاولة تنصيرهم، وقد استطاع المورو المسلمون - رغم كل ما تعرضوا له- من الحفاظ على عقيدتهم وملامح الحضارة الإسلامية خلال تلك الفترة الحرجة العصيبة الطويلة من الاستعمار.

  12. #402
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    من يمسح دموع ميندناو؟
    3




    أدركت أمريكا عبث المحاولات التي تقوم بها للسيطرة على مناطق المسلمين فلانت وعقدت معاهدة مع المسلمين, أبدت فيها احترمها لدينهم وأسلوب حياتهم, وتكونت لهم دولة تحت الإدارة الأمريكية, وازدهرت المدارس, ومظاهر الحياة الإسلامية عموماً, وبذلك استطاعت الولايات المتحدة بهذا المخطط الخبيث دخول المناطق الإسلامية. إلا أن الحاكم العام الأمريكي جعل المسلمين تابعين لوزارة الداخلية الفلبينية عام 1354 هـ في الفترة الانتقالية التي سبقت الاستقلال.

    وظل الحال كما هو عليه بالنسبة للمسلمين, فالاستعمار كله واحد ونظرته الصليبية إلى الإسلام واحدة, فاستمروا في مقاومتهم للحقد الصليبي أينما كان, وقد علمنا ما أصابهم أيام الأسبان, وعزلت المناطق الجنوبية عزلاً, وأهملت إهمالاً واضحاً الأمر الذي أدى إلى تأخر المسلمين بالنسبة إلى النصارى الذين يدعمهم الاستعمار الصليبي, وكان التعليم تحت إشراف البعثات التنصيرية مما جعل الثقافة الإسلامية تتدهور, بل ويسود الجهل بين أبناء المسلمين.



    وهكذا تداعت الأكلة إلى قصعتها, ففي عام 1362هـ - 1943م احتل اليابانيون المناطق الإسلامية, وهبَّ المسلمون لمقاومة الغزاة الجدد, فتعرض المسلمين على يد اليابانيين لما لم يتعرضوا له من قبل من صنوف الظلم والتعذيب والاضطهاد, وحملات إبادة, واستطاع اليابانيون طرد الأمريكيين.

    ولأن الأفعى لا تموت إلا إذا قطعت رأسها فقد نجح الحاكم العام الأمريكي في العودة عام 1363هـ، فحارب اليابانيين مدعوماً من أهل البلاد - الذين عانوا من الاضطهاد والظلم الوثني ممثلاً في الغزو الياباني- حتى هُزمت القوات اليابانية أخيراً, وتمكنوا من طرد اليابانيين عام 1364هـ, وقد قاتل المسلمون في هذه المدة قتالاً عنيفاً واشتركوا في كل مراحل التحرير.



    وبعد الحرب العالمية الثانية أعلنت الحكومة الأمريكية استقلال البلاد بما فيها الجزر الجنوبية، وكان ذلك عام 1366هـ-1946م, وأصبح الحكم فيها جمهورياً كما في أمريكا, وأصبح لديهم مجلس للنواب يضم 102 عضو بينهم 2 فقط من المسلمين, بينما يضم مجلس الشيوخ عضواً واحداً من المسلمين, أما مجلس الوزراء فحدث ولا حرج فلا يضم سوى وزيراً واحداً من المسلمين يحمل حقيبة وزارة الأقليات باعتبار أن المسلمين يمثلون أكبر أقلية في البلاد.

    وكان أيضاً في تلك الفترة في البلاد حزبان, إلا أن رئيس الجمهورية حينها أعلن الأحكام العرفية وجمد الأحزاب, ثم أعلن إلغاءها.



    سلمت زمام الأمور لحكومة نصرانية على رأسها رئيس من الكاثوليك, وتفنن القساوسة في تأليب الحكومة على المسلمين, فاضطر المسلمين لرفع راية الجهاد مرة أخرى, في حين صدر قرار ضم الجزر الجنوبية المسلمة إلى هذه الحكومة الصليبية من جانب أمريكا.

    وهكذا أخذت الحكومة الصليبية الكاثوليكية تضغط على المسلمين, فتراجع الإسلام في الفلبين عموماً في الجزر المسلمة, ولم يبق له من مناطق نفوذه القديمة إلا جنوبها في ميندناو, وأرخبيل صولو وما جاورهما من جزر.



    توزع عدد من المسلمين في أنحاء البلاد المختلفة, وكانت أراضي المسلمين تمثل 55% من إجمالي مساحة البلاد, تناقصت على أيدي الأسبان إلى 40.5%, وعلى أيدي الأمريكيين إلى 32%, وعلى أيدي اليابانيين إلى 17.5%, فيما وصلت على يد الحكومة الصليبية الجديدة في عهد الاستقلال إلى 12% .

    ولم يكن الوضع بأفضل من سابقه بالنسبة للمناطق ذات الغالبية المسلمة, فقد كان المسلمون يسيطرون على حوالي 92% من مجموع مساحة ميندناو, فتضاءلت هذه النسبة إلى 38%, وتعمل الحكومة بصفة مستمرة جاهدة على تجريد المسلمين من أراضيهم كلية حتى الآن, وتعمل على توطين مزارعين صليبيين, وبذلك يزداد عدد اللاجئين والمشردين بدعم من أمريكا واليابان بمختلف الوسائل و الطرق.

    ومما لا يخفى على أحد من أهل العلم بأمور تلك البلاد أن لأمريكا أكثر من 50 قاعدة ومطاراً جلها في المناطق المسلمة..!

    هذا وقد أدت الظروف القاسية التي تعرض لها المسلمون إلى تأخرهم علمياً وفكرياً واجتماعياً.



    مع مطلع القرن العشرين لاحت لهم انفراجة باتصالهم بالعالم الإسلامي وخاصة بالدولة العثمانية آنذاك, وبمصر, عندما دعا السلطان عبد الحميد لفكرة الجامعة الإسلامية, فزارها مبعوث منه عام 1331هـ, ثم تتابع عليها الزوار المسلمون من بعض الدول العربية.

    وقام المسلمون حينها بتأسيس الجمعيات التي عملت على تدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية, فانتعشت أحوالهم عن سابقها إثر الحرب العالمية الأولى عام 1333-1337 هـ \1914-1918 م.



    وبالرغم من هذا التطور الملموس أبت الأفعى إلا أن تبث سمها؛ حيث استمرت حركة صليبية حاقدة تولت كبرها راعية الحرية المزعومة الولايات المتحدة الأمريكية للعمل ضد المسلمين بالتنصير والتهجير والتشريد..!

  13. #403
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    من يمسح دموع ميندناو؟
    4




    اشتد التحدي الصليبي الكاثوليكي بعد الاستقلال بشن هجمات إبادة جماعية على المسلمين, فقتل وجرح ما لا يقل عن 100ألف مسلم, وشرد نصف مليون, واغتصب مليون هكتار من أرض المسلمين, وحرقت البيوت والمساجد-علماً بأن بمناطق المسلمين قرابة 2500 مسجد- والمدارس, بينما بلغ عدد المذابح والحوادث الدامية التي ارتكبت ضد المسلمين في الجنوب الفلبيني قرابة 417 واقعة خلال 3 سنوات حتى عام1956م, وفي مقابل كل ما تعرض له المسلمين اشتد وعيهم وشعورهم بالانتماء إلى الأمة الإسلامية الكبيرة.



    وعقب مأساة 1967م التي تعرض لها العالم العربي والتي أظهر فيها مسلمي الجنوب الفلبيني مؤازرتهم التامة لإخوانهم المسلمين في العالم العربي-والتي تمثلت في إعدادهم كتائب خاصة للجهاد ضد اليهود- اشتدت الهجمة الصهيونية عنفاً, وعمل الكاثوليك بمساعدة البابا على تنصيرهم وتهجيرهم, وكان ذلك بمشاركة ومساندة الدول الغربية وخاصة أمريكا, بل وزحف نصارى الشمال نحو أراضي المسلمين في جزر ميندناو وصولو وما جاورهما من جزر تضم مسلمين بغية طردهم واحتلال أراضيهم.



    وهكذا بدأت قضية شعب المورو المسلم تأخذ الطابع الدولي منذ عام 1967م حينما حلت النكسة بالدول العربية باحتلال إسرائيل لأراض من الأردن وسوريا ومصر, واستغلت حكومة الفلبين انشغال العالم الإسلامي بمشكلة الشرق الأوسط فعملت على تصفية قضية شعب المورو المسلم نهائيًا, ووضعت العالم الإسلامي والعالم كله أمام الأمر الواقع, والمعروف أن سياسة الأمر الواقع سياسية إسرائيلية تتبعها في القضية الفلسطينية منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم.



    وبعد ذلك نشأت منظمات صليبية محظورة في ظاهرها, إلا أنها كانت تلقى التعاطف والـتأييد من قبل السلطات الحكومية من الأبواب الخلفية, على سبيل المثال منظمة " إيلاجا " التي نفذت العديد من عمليات اغتيال المسلمين, وقد وجدت هذه المنظمات تأييداً من الكيان الصهيوني بتزويدها بالخبراء والأسلحة بهدف التصدي للمسلمين.



    وأخذت هذه المنظمة الإرهابية وأمثالها منذ عام 1971م تهدد دائمًا باغتيال رجال الدعوة لإسلامية، وتطالبهم باعتناق المسيحية، ورفع الصليب فوق المساجد، وإلا تعرضوا للاغتيال, كما تقوم بتدبير المؤامرات ضد المسلمين حيث قامت بتدريب عدة فرق من المسلمين على أعمال القوات الخاصة بحجة حماية ولاية "صباح" الماليزية المجاورة, ثم اكتشف المسلمون أنها تريد العدوان على الولاية الماليزية, فرفضوا الاشتراك في هذه المؤامرة, فقامت القوات المسلحة الفلبينية باغتيال جميع المسلمين في هذه الفرق, ولم ينج منهم سوى جندي واحد، وهو الذي فضح هذه المؤامرة التي لم يسمع بها أحد.



    وما زالت القوات الصليبية الحاقدة تقتل المسلمين وتحرق بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم, بل وتهدد زعماءهم ليجبروا المسلمين على الدخول في النصرانية وكذلك ليوافقوا على نشاط الصليب التنصيري هناك.



    ونتيجة لتعرض المسلمين للقهر والاعتداء والتنصير قاموا بتأسيس العديد من الجمعيات الإسلامية, مثل جمعية أنصار الإسلام وجمعية النهضة الإسلامية, وهناك أيضاً جمعية مسلمي صولو, وذلك ليتسنى لهم مواجهة الغزو الصليبي الذي يتعرضون له.



    وفي عام 1392ه-1972م أخذت حكومة ماركوس -التي كانت رغبتها دائما تتمثل في إخضاع مسلمي الجنوب- تستخدم طريق تهجير المسلمين بالقوة وإحلال النصارى بدل المسلمين, وإقامة الحكم النصراني في مناطق المسلمين, فأدى ذلك إلى خروج جبهة " تحرير بنجاسا مورو الإسلامية الوطنية" للوجود وكان يرأسها نور ميسواري, ولعل أحدا يتساءل ما معنى بنجاسا مورو؟ " بنجاسا مورو: هو الاسم الذي أطلقه المسلمون على المناطق التي يعيشون فيها بجنوب الفلبين", وكان من أهم أهداف هذه الجبهة العمل من أجل استعادة حقوق سكان جنوب الفلبين ووقف عمليات استغلال ونهب ثروات المنطقة من طرف المسيحيين 83% من الكاثوليك و9%من البروتستانت, وكذلك إقامة دولة إسلامية مستقلة عن باقي جزر الفلبين الصليبية, وكانت النواة الأولى لهذه الجبهة قد تكونت عام 1962م باسم "جبهة تحرير مورو".



    وهكذا أصبحت المواجهة بين الطرفين المسلم والصليبي علنية, وقام ماركوس- رئيس الفلبين حينها- بإعلان الأحكام العرفية في الجنوب, وتدفقت الجيوش على الأقاليم المسلمة حيث بلغ تعداد جيش الحكومة ربع مليون جندي, بينما قدر عدد جيش المسلمين الذي نال قسطاً من التدريبات قرابة 30 ألف, وارتكب النصارى أفظع الجرائم من قتل جماعي وإحراق الأحياء, وانتهاك الأعراض والحرمات, ومع كل ذلك صمد المسلمون بقوة في وجه الفظائع وتحصنوا في الغابات والجبال.



    ثم عرضت القضية الفلبينية على مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الأول عام 1392هـ-1972م, وتم تنبيه العالم إلى خطورة الوضع وما يتعرض له المسلمون في جنوب الفلبين من إرهاب وقمع واضطهاد, وبعد بذل الكثير من الجهود الدبلوماسية عقدت مفاوضات بين الحكومة وجبهة التحرير الإسلامية نيابة عن المسلمين, وترتب على ذلك وقف إطلاق النار, وتم منح المسلمين حكماً ذاتياً في 13 ولاية, وتم انضمام الجبهة لمنظمة المؤتمر الإسلامي 1394ه-1974م.



    ومما يؤسف له أن هذا الاتفاق في واقع الأمر سوى مؤامرة استهدفت كسب الوقت حتى تستطيع الحكومة ترتيب أوراقها, ولم شمل جيشها, حتى يتسنى لهم بعد ذلك الانقضاض على الجبهة والقضاء عليها.



    أعقب هذا الاتفاق تنظيم استفتاء عام 1977م عن طريق الحكومة لإقرار وضع معين في الجزر المسلمة, إلا أن الجبهة فطنت لهذا المخطط الذي لا يعطي للمسلمين نفوذاً حقيقياً, وقامت بمقاطعة الانتخابات, ثم عاد الصراع العسكري من جديد.



    ومنذ التسعينات استعرت حملة الحكومة الصليبية ضد المسلمين في مينداناو حيث كثفت حملتها وأصبح جيش الدولة بأكمله موجه للقضاء على المسلمين, وبعد أحداث 11 سبتمبر زعمت الحكومة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين المسلمين المجاهدين في ميندناو وما جاورها من جزر مسلمة, وبين تنظيم القاعدة وأن هناك تعاون بينهما, وقررت الحكومة الفلبينية استغلال الهياج والرعونة الأمريكية في مهاجمة تنظيم القاعدة وكل ما له علاقة به, وهو ما كان إلا ستار لمحاربة كل ما يمت للإسلام بصلة.



    وهكذا راحت أمريكا تمد الفلبين بالعتاد والخبراء لمواجهة المجاهدين المسلمين في مينداناو, وقد نقل حديث استمر 40 دقيقة في قصر الرئاسة بين الرئيس الأمريكي بوش ورئيسة الفلبين, حث فيه بوش رئيسة الفلبين على الاستمرار في حربها ضد الاتجاهات الإسلامية, والقضاء على جماعة أبوسياف الإسلامية.



    كما أكد الرئيس الأمريكي دعم بلاده الكامل للفلبين في حربها التي تشنها ضد الجماعات الإسلامية في الجنوب الفلبيني, وقال بوش للصحفيين: "لا توجد قوانين عندما يتعلق الأمر بجماعة مثل أبو سياف الإسلامية التي تسعى لإقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية"، وأضاف "هناك طريق واحد فقط للتعامل معهم وهو قتالهم" وليس أدل من هذا الكلام على الحقد الدفين الذي تنطوي عليه أحد أباطرة الصليب في الغرب.



    من كل ما سبق يتضح لكل ذي عين بصيرة أن قضية شعب المورو المسلم بجنوب الفلبين تتطور تطورًا خطيرًا بسبب انتهاكات الحكومة الفلبينية لاتفاقية الحكم الذاتي أكثر من مرة, والشعب المسلم هناك مصمم على إعلان دولته التي أطلق عليها اسم " جمهورية بنجاسا مورو"، ومما يدعو للدهشة أن إيران قد اعترفت بها بينما لم تعترف بها الدول الإسلامية والعربية أو أي دولة في العالم, فالمجتمع الدولي يريد لهذه القضية حلاً سلميًا في نطاق وحدة الأراضي الفلبينية, ورفض أي حل يسعى لإقامة دولة مستقلة بجنوب الفلبين .

  14. #404
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    من يمسح دموع ميندناو؟
    5




    مازلنا نتنقل خلال تلك الربوع الساحرة - ربوع ميندناوا وما جاورها من جزر- التي حباها الله جمالاً طبيعياً وقد أحاط الله ذلك الجمال الرباني بنور الإسلام الذي أشرق بين جنباتها, ويبدو أن ذلك الجمال هو ما جعلها مطمعاً لكل طامع, وكذلك فإن جزيرة "ميندناو" غنيّة بالثروات فتنتج وحدها 70% من إجمالي الذرة الفلبيني و55% من البن و55% من جوز الهند و50% من الأسماك و39% من اللحوم و29% من الأرز و50% من الفاكهة وكل الموز والمطاط الفلبيني هذا إلى جانب ثروات أخرى, لذلك لطالما ذكرت إمكانات ميندناو وما جاورها من جزر الجنوب على أن تكون مولدة لنمو اقتصادي لكل الفليبين, وذلك أحد أسباب تمسك الحكومة الفلبينية باحتلالها.

    وكان لابد من ذكر هذه المعلومات حتى تبدو الصورة أمامنا واضحة جلية حيث أن غزو تلك المنطقة لم يأتي من فراغ, ولنتأكد ونعلم أن الحقد الصليبي على الإسلام ومن ثم المسلمين دائما ما يكون مصحوباً بالطمع في ثرواتهم.


    وهذه الدولة المسلمة رغم أنوف الحاقدين تناضل حتى الآن من أجل الاستقلال الذي تسميه وسائل الإعلام العالمية وحتى الإسلامية زوراً وتضليلاً بالانفصال والتمرد .

    ومازال الوجود الإسلامي في الفلبين يتعرض لحرب إبادة على يد صنوف الاحتلال المتتابعة التي تميزت بالعنف والوحشية باعتبار أن تصفية الإسلام هي الهدف الأول .

    ويمكن ان نرصد بعض معاناة المسلمين هناك في ثلاث نواحي من جملة أشكال عديدة أخرى من المعاناة :


    · التنصير: تشن الكاثوليكية في الفلبين حرب إبادة شرسة لا هوادة فيها ضد الملايين من المسلمين, رغم أن الإسلام استقر هناك قبل الكاثوليكية التي جاءت إلى الفلبين على كتفي الاحتلال الأسباني، وأصوات المجازر البشرية في مسلمي الفلبين يطرب لسماعها الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي، لكنها لا تطرق سماع الأمة الإسلامية, وكان الله في عون جبهات المقاومة وخاصة "جبهة تحرير مورو الإسلامية" التي تسعى إلى سائر المحافل الدولية والمؤتمرات الإسلامية فلا الأولى تستجيب ولا الأخرى تسمع, ومع ذلك يجب أن يعلم المسلمون في العالم أن حكومة الفلبين -والتي تشكو من عجز في الأموال- تقاتل ضد أربع منظمات إسلامية تسعى لإقامة دولة إسلامية في الجنوب من بينها جماعة أبو سياف.

    · حرب الإبادة التي تقودها الحكومة الفلبينية.

    · حملة التهميش والتجويع.

    · الحالة الاقتصادية للمسلمين غاية في الانخفاض ويظهر ذلك واضحاً جلياً فيما يلي:

    · أن نسبة العاملين المسلمين في الوظائف الحكومية العليا لا تتجاوز 5 %.

    · أن ممثلي المسلمين في البرلمان والأحزاب يعاملون وفق التفرقة العنصرية.

    · أن حظ المسلمين من التعليم ضئيل وخاصة التعليم الجامعي.

    · أن الشباب المسلم يعاني الأمرين للحصول على عمل.



    بل إن بعض قادة شعب المورو المسلم يصرحون بأن المسلمين في " بنجسامورو" في حاجة إلى الدواء والطعام وأنهم يتعرضون للجوع والمرض .



    وفي أوائل هذا العام 2006م أعلنت جبهة مورو عن قرب التوصل إلى اتفاق حول وطن للمسلمين في ميندناو وما جاورها من جزر, حتى في حال عدم التوصل إلى حل لجميع القضايا المطروحة على مائدة المفاوضات مع الحكومة.


    وقد تعهدت دول غربية بتقديم معونات تقدر بملايين الدولارات من أجل إعادة إعمار جزيرة ميندناوا بجنوب الفلبين من خلال صندوق دعم ميندناوا الذي يديره البنك الدولي، وذلك حال التوقيع على اتفاق سلام بين الحكومة الفلبينية والجبهة الإسلامية لتحرير مورو ينهي صراع دام أكثر من 30 عامًا.


    ورغم هذه الوعود إلا أن القائمين على أمر المسلمين في الجنوب الفلبيني يرون أنهم لابد أن يكونوا أكثر يقظة بشأن صدق تلك الوعود وأمانة القائمين على توصليها إلى المسلمين, حيث أن هناك مساعدات أجنبية حصلوا عليها في الماضي وما زلوا إلى الآن فقراء, لذلك يجب التأكد من وصول ما يسمى بالمساعدات الأجنبية.


    ومع كل المعاناة التي يعيشها إخواننا من المسلمين في ميندناو إلا أن للدعوة والمؤسسات الدعوية والتثقيفية والتعليمية أياد بيضاء لابد أن تذكر مثل: جمعية "كامل الإسلام" التي أسست العديد من المدارس والمعاهد الإسلامية ولها مطابع تقوم بنشر الكتب الإسلامية, وتولي الجمعية اهتمامًا كبيرًا بنشر اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم, وجمعية "الفلبين الإسلامية " التي تعمل على نشر مبادئ ومفاهيم الدين الإسلامي الصحيح وتنقية الثقافة الإسلامية من كافة الشوائب التي علقت بها, وهناك أيضاً جمعية "أنصار الإسلام" التي تضم أكثر من 900ألف عضو وتهتم بالتكنولوجيا والاستثمارات, كما توجد مئات المؤسسات الإسلامية التي تقوم بالتعريف بالإسلام, وحققت نتائج إيجابية حيث اعتنق الإسلام آلاف من أتباع الديانات الأخرى على يد دعاة هذه الجمعية.


    أعزائي القراء: هذا غيض من فيض فبرغم كل اتفاقيات السلام المبرمة, وحصول بعض الأقاليم ذات الغالبية المسلمة في الفلبين على حكم ذاتي محدود بموجب تلك الاتفاقيات، لكنها لم تعتبر تجربة سياسية ناجحة بسبب ضعف التمويل وسوء الإدارة والفساد, لذلك فإن دموع ميندناو مازالت تسيل على وجنات الصغار الجوعى والنساء الأرامل والأمهات الثكالى والشيوخ الضعاف في تلك البقعة الغالية من بقاع الأرض التي أشرقت بنور الإسلام, وللآن لا تزال قضية المسلمين في جنوب الفلبين تبحث لها عن حلّ في المحافل الدولية فهل من قلوب مخلصة تسعى لحلها؟

  15. #405
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    الإسلام في نيوكاليدونيا




    إن الأقليات المسلمة هي في الواقع جسراً وهمزة وصل مع العالم الإسلامي, وهي متنوعة من حيث قوتها وحوافزها، لقد أضحت الأقليات المسلمة قوة تعكس صورة لكيفية تمسك المسلم بقيمه.

    وفي واقع عصرنا الحاضر، يمكننا أن نحدد "الأقليات المسلمة" بأنها الأجناس التي أقامت في الدول الغير إسلامية، سواء كانت تحمل الجنسية الإسلامية أم جنسية الدولة التي تقيم فيها، سواءً كانوا من المسلمين الذين هاجروا من بلاد الإسلام أو الذين أسلموا من سكان تلك الدول.

    والأقليات المسلمة المعاصرة قد تقيم في دول أو مجتمعات يسمح فيها القانون الوضعي عندهم بحرية الاعتقاد باعتباره جزءاً من الحريات العامة التي تكفلها الدولة للفرد أو من حقوق الإنسان الأساسية, وربما تقيم هذه الأقلية المسلمة تحت وطأة الظلم والاضطهاد.



    وفي معرض حديثنا اليوم نتناول الأقلية الإسلامية في نيوكاليدونيا، ولعل الكثير منا لم يسمع بهذا الاسم من قبل, فهيا بنا لنتعرف تلك البقعة التي أضاء بها نور الإسلام.

    الموقع: نيوكاليدونيا مجموعة من الجزر في جنوب المحيط الهادي شرقي استراليا.

    العاصمة: نوميا.

    المساحة: (19.060)كم2

    السكان: يُقدر العدد الكلي للسكان حوالي (194.197) نسمة.

    عدد المسلمين: يصل عدد المسلمين إلى (25) ألف نسمة.

    اللغة: تعتبر اللغة الفرنسية هي لغة البلاد الرسمية, إلى جانب الميلانيزية والبولانيزية.

    الديانة: المسيحية هي الديانة الرسمية وتمثل حوالي 95% من السكان, 5% ديانات أخرى بما فيها الإسلام حيث يمثل نسبة صغيرة جداً.

    المساجد والمؤسسات الإسلامية: المركز الإسلامي في مدينة نوميا العاصمة وآخر في مدينة بورايل, وهناك هيئة إسلامية واحدة في نيوكاليدونيا هي جمعية المسلمين.



    وصل الإسلام نيوكاليدونيا منذ أكثر من 100 سنة، وكان أول مقدم للإسلام للعرب الذين قدموا من الجزائر والمملكة المغربية حيث نقلتهم السلطات الفرنسية أيام استعمار المغرب العربي، ثم وصلت كاليدونيا جماعات مسلمة من أندونيسيا.

    ويوجد المسلمين في أنحاء متفرقة من أنحاء الجزيرة الكبرى في كاليدونيا الجديدة في منطقة بورايل في شمال الجزيرة، وفي منطقة توميافي في الجنوب، وفي بلدة مونتور، وفي عدة قرى منها كترمنا. ويعتبر العرب المغاربة الذين هجرتهم فرنسا والأندونيسيين يمثلون الغالبية العظمى من المسلمين هناك.



    وقد تم إنشاء مركز إسلامي في مدينة نيوميا العاصمة، وهناك مشروع مركز إسلامي في مدينة بورايل أيضاً، ويوجد في نيوكاليدونيا هيئة إسلامية واحدة هي "جمعية المسلمين".



    وكما هو الحال في واقع الكثير من الأقليات الإسلامية التي تحدثنا عنها من قبل فهناك تحديات وعقبات تواجه المسلمين في كاليدونيا:

    · معظمهم بعيد عن الإسلام وهناك إهمال من المسلمين لهم مدة طويلة.

    · الزواج المختلط بين المسلمين والطوائف الأخرى والذي أدي إلى اتساع الهوة بين المسلمين ومعرفة وتطبيق تعاليم الإسلام.

    · المذاهب المضادة للإسلام.

    · عدم وجود الدعاة مما أدى إلى الجهل بالإسلام.

    · الحاجة إلى الكتب الإسلامية باللغة الفرنسية.

    وهناك محاولات لتنشيط الدعوة حيث زارهم وفد من جزر فيجي من جماعة التبليغ، وزارهم وفد من مسلمي جنوب أفريقيا في عام 1405 هـ - 1985 م.

    فيجب على الدول الإسلامية والهيئات الإسلامية الدولية مناصرتهم ومعاضدتهم بكل ما لديها من إمكانيات والمطالبة بمنحهم حقوقهم كاملة، وقد رُوي عن النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- أن: "ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم"، وقوله: "المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم..".

    و بما أن رسالة الإسلام رسالة عالمية خالدة، وكل مسلم حيثما كان عضو في أمة الإسلام العالمية، فيتمتع بالأخوة الإسلامية على امتداد بلاد الله الواسعة، فينبغي أن نخص الأقليات المسلمة بالرعاية والمؤازرة ثم نشجعهم على الإسهام في البذل والعطاء.

صفحة 27 من 35 الأولىالأولى ... 1721222324252627282930313233 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انظروا ماذا قالوا عنا نحن المسلمون .. تلك بعض اقوالهم ..
    By ابو منيف in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 01:50 AM
  2. ولفنسون يطالب العرب بوقف الاستحواذ على مصارف الغرب
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-11-2008, 06:12 PM
  3. لماذا المسلمون
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 12:57 AM
  4. كيف غير المسلمون وجه العالم
    By ahmed hanafy in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 09:19 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17