صفحة 25 من 35 الأولىالأولى ... 1519202122232425262728293031 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 361 إلى 375 من 518
  1. #361
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    مركز المعلومات الاسلامي Muslim Information Center

    ومن أشهر المؤسسات في هولندا هو مركز المعلومات الإسلامي Moslim Informatie Centrumذات الصلة بالعمل الدعوي. وقد تأسس هذا المركز في لاهاي عام 1980 من قبل بعض المسلمين الهولنديين وعلى رأسهم عبد الواحد فان بومل، الذي اعتنق الإسلام عام 1967، ودرس العلوم الإسلامية لمدة أربع سنوات في تركيا. وقد كان مديرا للمركز منذ تأسيسه حتى عام 1993، حيث يديره حاليا السيد عبد القيوم، وهو مسلم من سورينام (مستعمرة هولندية سابقة).

    تقام في المركز ندوات ودورات ومحاضرات للمسلمين الجدد (الذين اعتنقوا الإسلام مؤخراً) وكذلك غير المسلمين (الهولنديين) الراغبين في التعرف على الإسلام. وتتضمن المحاضرات تقديم معلومات وافية عن تعاليم وعقائد الإسلام، وغالبا ما تعقبها مناقشات غير محدودة.

    وقد ذكر السيد عبد القيوم بأنه عادة ينصح الهولنديين الراغبين في اعتناق الإسلام والنطق بالشهادة بالتريث حتى يأخذوا فكرة كافية عن الإسلام، وأن تتوضح لهم قواعد وتعاليم الإسلام بصورة وافية يتمكنون بواسطتها من تكوين قناعات متينة يمكن أن تكون أرضية صلبة لاتخاذ قرار الإعتناق وما يتبعه من نتائج ومسؤوليات. إذ ليس بالمستطاع التراجع عن هذا القرار، إنه قرار أبدي بنظر الإسلام، فمن يتراجع يعتبر مرتدا وسيتحمل عقوبة إلهية. وتستمر الدورات ثلاثة أسابيع في المركز، بعد ذلك يكون المشاركون مستعدين للنطق بالشهادة(2)، بعدها يمنح المعتنق شهادة رسمية تؤيد اعتناقه الإسلام، حيث يمكن استخدام هذه الوثيقة لإثبات وضعه الجديد وخاصة عند الزواج بمسلم أو مسلمة، أو الذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج. وهناك دورات خاصة بالنساء تقوم فيها بعض النساء الناشطات في اعطاء محاضرات.

    ويقوم مركر المعلومات الإسلامي بترتيب زيارات إلى السجون والمستشفيات ومراكز إيواء اللاجئين ومراكز الشرطة والمؤسسات الإجتماعية ذات الصلة بالمسلمين، حيث يقوم المركز بإعطاء معلومات حول الإسلام وتعاليمه، ومواجهة المشاكل التي تواجهها هذه المؤسسات والتي تنشأ بسبب نقص الفهم للإسلام وأحكامه. وقد حدث أن أحد الموظفين الإجتماعيين قد اعتنق الإسلام بعد سماعه المحاضرات. إن هدف المحاضر كان إعطاء فكرة واضحة عن الإسلام كي يتفهموا طبيعة ومشاعر المسلمين الذين يتعاملون معهم، ولكنه الإسلام العظيم الذي وجد أرضا خصبة فنمت بذرته وأثمرت. ويقوم المركز بلقاء أولئك النزلاء في المؤسسات المذكورة من أجل دعوتهم للإسلام أو التأكيد على التزام المسلمين منهم به.

    ويقوم المركز بإصدار كتب ومطبوعات وأشرطة كاسيت، تتضمن معلومات فقهية، تفسير آيات قرآنية، التاريخ الإسلامي والقضايا المعاصرة، وكلها باللغة الهولندية. كما يقدم المركز خدمات أخرى مثل اجراء عقود الزواج والإشراف على الذبح الإسلامي، إضافة إلى النشاطات الأخرى كاقامة صلاة الجمعة وصلاة العيدين والإحتفال بالمناسبات الإسلامية. إن المسلمين الهولنديين هم النسبة العظمى من المترددين على المركز.

    ويقوم المركز بهداية حوالي 100 هولندي وهولندية إلى الإسلام سنويا. وحول مواصفات الداعية الإسلامي يقول عبد القيوم «على الداعية أن يمتلك القدرة والجدارة وخلفية جيدة من المعرفة الإسلامية، إضافة إلى إلمام جيد بالديانة والثقافة الهولندية وطبائع المجتمع وعاداته، وكذلك معرفة كافية بالفرق والطوائف المسيحية كالكاثوليكية والبروتستانتية والكالفنية، لأنه قد يكون معرضا لأسئلة من أتباع تلك الطوائف أو يُسأل عن الفرق بينها وبين الإسلام، والمفروض به أن يعطي أجوبة مقنعة.

  2. #362
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    منظمة المسلمات الهولنديات Dutch Muslim Women

    وقد تأسست هذه المنظمة التي تسمى «النساء» (an - Nisa) في أمستردام عام 1980. وتقوم المنظمة بالعديد من النشاطات التي تتركز في اعطاء محاضرات ومعلومات حول الإسلام والحياة الإسلامية. وغالبية المشاركات هن من الهولنديات اللائي اعتنقن الإسلام ويرغبن بتلقي المزيد من المعرفة حول الإسلام. وقد كان الدافع الرئيسي لتأسيس «النساء» هو أن أغلب المنظمات الإسلامية هي منظمات رجالية، وتستخدم لغة قومية أخرى غير الهولندية مما يعني عدم استفادة غير الناطقين بها. ان أغلب الرجال المسلمين يمانعون في ذهاب نسائهم (بنات، زوجات، أمهات وأقارب) إلى المنظمات الإسلامية، لكنهم لا يمانعون في ترددهم على منظمات نسائية. إن المسلمات الهولنديات سرعان ما يفقدن علاقاتهن مع أقاربهن وصديقاتهن بعد اعتناقهن الإسلام. والمجتمع الهولندي يولي أهمية للعمل والجماعة المنظمة. ومنظمة النساء منظمة مستقلة وإسلامية على المذهب السني، وهي غير تابعة أو مرتبطة بأي مسجد أو جماعة رجالية.

  3. #363
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    الإذاعة الإسلامية الهولندية Dutch Islamic Broadcast

    من المؤسسات الاسلامية الهامة في هولندا هي الإذاعة الاسلامية الهولندية Nederlandse Omroep Moslimويرمز لها (NMO). وكانت فكرة إنشاء الإذاعة قد طرحت عام 1979، ولكنها استغرقت 7 سنوات حتى تحققت عام 1986. وتدار من قبل الأقليات المغربية والتركية والسورينامية. وتقوم وزارة الثقافة الهولندية بتمويلها. ويديرها حاليا عبد الواحد فان بومل. وبدأت نشاطها ببث برامج إذاعية وتلفزيونية اسبوعية، والتي تتضمن برامج تلفزيونية تعرض الآراء الإسلامية والفكر الإسلامي إضافة إلى متابعة شؤون المسلمين وتقارير عن أوضاعهم وما تعرضه وسائل الإعلام الغربية. وتعقد ندوات وحوارات مع مفكرين مسلمين، كما تتضمن مناقشة القضايا الهامة للمسلمين سواء خارج هولندا أو المقيمين فيها، كما تستضيف اُناساً اعتنقوا الإسلام للتحدث حول تجاربهم ومشاكلهم. وأما البرامج الإذاعية فهناك برامج باللغات العربية والتركية والهولندية.
    يعتمد موقف الإذاعة الإسلامية الهولندية على «التنديد بالعنف واستخدامه أو المشاركة فيه بأية طريقة، وتشجيع الحوار بين الديانات السماوية، الإسلام والمسيحية واليهودية، والتركيز على الشباب الذي يواجه الإنحراف أثناء بحثه عن السعادة، حيث تسعى الإذاعة لمساعدتهم في تفادي الإنحراف»(2) وأما أهداف الإذاعة فهي:
    1 - أن البرامج موجهة لكافة قطاعات المشاهدين والمستمعين من الذين يلعب الإسلام بالنسبة لهم دوراً مركزيا كديانة وأسلوب للحياة.Lifestyle
    2 - تشجيع اندماج المسلمين في المجتمع الهولندي.
    3 - التأكيد على غير المسلمين وإيصال المعلومات الصحيحة وكسب ثقتهم بالإسلام والثقافة الإسلامية.
    4 - أن البرامج لن تشكل أية دعاية لأي تيار ديني أو حزب سياسي أو حكومة.
    5 - معاملة المذاهب والفرق الإسلامية بمستوى واحد.
    من المعتاد إستخدام الإذاعة والتلفزيون كمنبر للدعوة الدينية ونشر مبادئها بين مشاهديها ومستمعيها. ولا توجد معلومات أو تقييمات لأهمية الدور الذي تلعبه هذه الوسائل الإعلامية في الترويج للعقائد الدينية أو تأثيرها في تغيير عقائد الناس أو اعتناقهم العقيدة أو المذهب الذي تروج له، ومن المعلوم أهمية الإعلام في المجال السياسي وتأثيره على الرأي العام داخليا وخارجيا في تدعيم مواقف الجماعات السياسية والحكومات. ويبدو من الصعب التمييز بين الإيمان الديني والموقف السياسي وردود الأفعال العاطفية تجاه البرامج التي تبثها الإذاعة. يقول مدير الإذاعة عبد الواحد فان بومل «إن 70% من ردود الأفعال التي تتلقاها الإذاعة هاتفيا بعد عرض البرنامج تأتي من المشاهدين الهولنديين، مع أن نسبتهم قليلة من مجموع المشاهدين. ويعود ذلك إلى عدم تعود المسلمين المهاجرين على التعبير عن آرائهم سواء بالهاتف أو الرسائل. وتتضمن بعض ردود الأفعال اعتراضات على بعض البرامج التي تتضمن مواقف أو أفكاراً لا تنسجم مع أفكارهم، مثلا وردتنا ردود أفعال عديدة إثر عرض تحقيق عن أوضاع المسلمين في جنوب لبنان ومعاناتهم اليومية من الإحتلال الإسرائيلي، إذ ركز البرنامج على عرض وجهة نظر الجانب اللبناني وليس الجانب الآخر».
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 10-12-2006 الساعة 06:34 PM

  4. #364
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    ديناميكية اعتناق الإسلام


    الموضوع المتجاهل

    إن موضوع اعتناق الإسلام قلما تعرض للبحث والإهتمام من قبل الباحثين الغربيين، ويلاحظ ذلك توماس آرنولد T. W. Arnold إذ يقول إن الكتابات الإسلامية ضعيفة في تسجيل ما يتعلق باعتناق الآخرين للإسلام، بينما يحظى هذا الأمر بأهمية خاصة في كتابات الكنيسة المسيحية. ويؤيد الباحث الفرنسي ريتشارد بوليه Richard Bulliet ذلك ويقول إن الإهتمام بهذا الأمر أخذ يتزايد فقط في السنين الأخيرة. إن عمليات اعتناق الإسلام الواسعة التي غيرت التاريخ جذريا عبر توحيد سكان الشرق الأوسط في ديانة جديدة ستكون بحاجة إلى مؤرخيـن جدد هذه المـرة. ويتسـاءل الأميركي لاري بوستون: لا أحد من هؤلاء الباحثين والمؤلفين طرح سبب هذا الإهمال(2).

    ويسأل المستشرق الأميركي ستيفن همفريز R. Stephen Humphreys، صاحب كتاب التاريخ الإسلامي Islamic History الذي قضى في تأليفه أكثر من عشر سنوات، وتعتمده الجامعات ككتاب أكاديمي في الدراسات الإسلامية، نفس السؤال ثم يضيف «إن موضوع اعتناق الإسلام بقي مهملا في حقول الدراسات الإسلامية. إن جميع الدراسات الهامة في هذا الموضوع يمكن تدوينها في صفحة واحدة فقط! لا يوجد أي عمل يقوم بتعريف هذا المجال من الدراسات ويضع الخطوط الرئيسية للبحوث المستقبلية(3)». وثم يعرف الاعتناق Conversionبأنه عملية تبديل مجموعة من المعتقدات الدينية والشعائر من دين إلى آخر. ثم يعلل همفريز هذا الاهمال ويعزوه إلى «أن المستشرقين الغربيين، إلى حد الحرب العالمية الأولى على الأقل، كانوا يضمرون إن لم يكن صراحة عداءهم للإسلام. وأن هذا النمط من التفكير قادهم إلى سلوك منحرف. إن موضوع اعتناق الإسلام يعني أنه عقيدة تتفوق على المسيحية واليهودية».

    إن من أهم الدراسات التي تناولت موضوع اعتناق الإسلام هي(2):

    1 - (إعتناق الإسلام) Conversion to Islam لـ "نهيميا ليفشن" الصادر عام 1979.

    2 - (اعتناق الإسلام في العصور الوسطى) Conversion to Islam in the Medieval Periodلـ "ريتشارد بوليه"، الصادر عام 1979.

    3 - (الدعوة الإسلامية في الغرب)Islamic Da¨Wah in the West لـ "لاري بوستون".

    الدراسات النفسية والإجتماعية Socio - Psychological studies

    منذ بداية هذا القرن، طرحت عدة نظريات تشرح ظاهرة التحول الديني Religious Conversionوتحاول تفسير الدوافع النفسية والإجتماعية التي تجعل الفرد يغير عقيدته ودينه، وقد حظيت ظاهرة التحول الديني باهتمام تدريجي بين علماء النفس والإجتماع والمؤرخين إضافة إلى اللاهوتيين. وهذه قائمة بأهم الدراسات النفسية والإجتماعية واللاهوتية:


    1 - Edwin, D. Starbuck, The Psychology of Religion", New York: 1900.

    2 - James, William. "The Varieties of Religious Experience" New York: New American Library, 1958.

    3 - Lofland, John and Stark, Rodney. "Becoming a World - Saver Theory of Conversion to a Deviant Perspective", American Sociological Review", December 1695, PP. 892 ff.

    4 - Roberts, F. J. "Some Psychological Factors in Religiou Conversion", British Journal of Social and Clinical Psychology, 165, PP. 185 - 187.

    5 - Levtzion, Nehemia. "Coversion Under Muslim Domination: A Comparative Study:, In Religious Change and Cultural Domination, Edited by David N. Lorenzen. Mexico City: 1981.

    6 - Heirich, Max. "Change of Heart: A Test of Some Widely Held Theories About Religious Conversion." American Journal of Sociology, November 1977, PP. 653 ff.

    7 - Salzman, Leon. "The Psychology of Religion and Ideological Conversion" Psychiatry, 16, May 1953. PP. 171 - 187.



    1 - (سايكولوجية الديانة) قام بها "إدوين ستاربوك" عام 1900 .

    2 - (تنوع الممارسة الدينية) قام بها "وليم جيمس" عام 1958 .

    3 - (أن تصبح منقذ العالم: نظرية في التحول الديني) قام بها كل من جول لوفلاند ورودني ستارك عام 1965 .

    4 - (بعض العوامل النفسية في التحول الديني) قام بها "أف. جي. روبرتس" عام 1965 .

    5 - (الإعتناق تحت الهيمنة الإسلامية: دراسة مقارنة) قام بها "ليفشن نهيميا" عام 1981 .

    6 - (تغيير القلب: اختبار بعض النظريات المتعلقة بالتحول الديني) قام بها "ماكس هيرخ" عام 1977 .

    7 - (سايكولوجية الديانة والتحول الأيديولوجي) قام بها "ليون سالزمان" عام 1953 .

    إن هذه الدراسات تركز على الجانب النفسي والإجتماعي، إذ تحاول التأكيد على أن الذين يغيرون ديانتهم هم من الاشخاص المريضين نفسيا، أو لديهم مشاكل إجتماعية يحاولون التخلص منها باللجوء إلى الحل الديني. وهي لا تنطبق على موضوع إعتناق الإسلام لكنها تتضمن تحليلات وملاحظات هامة، وسأقوم بمقارنتها بالنتائج التي حصلت عليها من خلال المقابلات التي أجريتها مع عدد من الذين إعتنقوا الاسلام.


    نتائج الدراسة

    إن هدف الدراسة هو تحديد طبيعة إعتناق الإسلام في البيئة الغربية، في هولندا، إنطلاقا من الخصائص النفسية والإجتماعية والدينية لهؤلاء المعتنقين من حيث العمر، الجنس والخلفية الدينية والتعليم وغيره، إضافة إلى الدوافع التي جعلتهم يقررون اعتناق الإسلام بالذات دون غيره من العقائد والأديان والأيديولوجيات. وسأحاول تحديد الدور الذي تقوم به الدعوة الاسلامية في اعتناقهم الإسلام. وقد أجريت لقاءات مع سبعة أشخاص، أربعة رجال وثلاث نساء، كانوا قد اعتنقوا الإسلام في أوقات متفاوتة بعضهم منذ 25 سنة وآخرون أقل من ذلك، وبعضهم كنت الشاهد على اعتناقهم الإسلام ووفقنا الله سبحانه وتعالى لشرح التعاليم الاسلامية لهم قبل اعتناقهم. ولغرض المحافظة على سرية المعلومات الشخصية التي أدلوا لي بها سأجتنب ذكر أسمائهم.

  5. #365
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا



    الدراسات النفسية والإجتماعية Socio - Psychological studies


    منذ بداية هذا القرن، طرحت عدة نظريات تشرح ظاهرة التحول الديني Religious Conversionوتحاول تفسير الدوافع النفسية والإجتماعية التي تجعل الفرد يغير عقيدته ودينه، وقد حظيت ظاهرة التحول الديني باهتمام تدريجي بين علماء النفس والإجتماع والمؤرخين إضافة إلى اللاهوتيين. وهذه قائمة بأهم الدراسات النفسية والإجتماعية واللاهوتية.

    ___________________________

    1 - R. S. Humphreys, P. 274.

    2 - See - Nehemiah Livtion "Conversion to Islam" K New York:

    Holmes and Meier Publishers: 1979.

    - Richard Bulliet "Conversion to Islam in The Medieval Period".

    Cambridge. Mass: Harvard University Press: 1979.

    3 - See:

    1 - Edwin, D. Starbuck, The Psychology of Religion", New York: 1900.

    2 - James, William. "The Varieties of Religious Experience" New York: New American Library, 1958.

    3 - Lofland, John and Stark, Rodney. "Becoming a World - Saver Theory of Conversion to a Deviant Perspective", American Sociological Review", December 1695, PP. 892 ff.

    4 - Roberts, F. J. "Some Psychological Factors in Religiou Conversion", British Journal of Social and Clinical Psychology, 165, PP. 185 - 187.

    5 - Levtzion, Nehemia. "Coversion Under Muslim Domination: A Comparative Study:, In Religious Change and Cultural Domination, Edited by David N. Lorenzen. Mexico City: 1981.

    6 - Heirich, Max. "Change of Heart: A Test of Some Widely Held Theories About Religious Conversion." American Journal of Sociology, November 1977, PP. 653 ff.

    7 - Salzman, Leon. "The Psychology of Religion and Ideological Conversion" Psychiatry, 16, May 1953. PP. 171 - 187.



    1 - (سايكولوجية الديانة) قام بها "إدوين ستاربوك" عام 1900 .

    2 - (تنوع الممارسة الدينية) قام بها "وليم جيمس" عام 1958 .

    3 - (أن تصبح منقذ العالم: نظرية في التحول الديني) قام بها كل من جول لوفلاند ورودني ستارك عام 1965 .

    4 - (بعض العوامل النفسية في التحول الديني) قام بها "أف. جي. روبرتس" عام 1965 .

    5 - (الإعتناق تحت الهيمنة الإسلامية: دراسة مقارنة) قام بها "ليفشن نهيميا" عام 1981 .

    6 - (تغيير القلب: اختبار بعض النظريات المتعلقة بالتحول الديني) قام بها "ماكس هيرخ" عام 1977 .

    7 - (سايكولوجية الديانة والتحول الأيديولوجي) قام بها "ليون سالزمان" عام 1953 .

    إن هذه الدراسات تركز على الجانب النفسي والإجتماعي، إذ تحاول التأكيد على أن الذين يغيرون ديانتهم هم من الاشخاص المريضين نفسيا، أو لديهم مشاكل إجتماعية يحاولون التخلص منها باللجوء إلى الحل الديني. وهي لا تنطبق على موضوع إعتناق الإسلام لكنها تتضمن تحليلات وملاحظات هامة، وسأقوم بمقارنتها بالنتائج التي حصلت عليها من خلال المقابلات التي أجريتها مع عدد من الذين إعتنقوا الاسلام.

    نتائج الدراسة

    إن هدف الدراسة هو تحديد طبيعة إعتناق الإسلام في البيئة الغربية، في هولندا، إنطلاقا من الخصائص النفسية والإجتماعية والدينية لهؤلاء المعتنقين من حيث العمر، الجنس والخلفية الدينية والتعليم وغيره، إضافة إلى الدوافع التي جعلتهم يقررون اعتناق الإسلام بالذات دون غيره من العقائد والأديان والأيديولوجيات. وسأحاول تحديد الدور الذي تقوم به الدعوة الاسلامية في اعتناقهم الإسلام. وقد أجريت لقاءات مع سبعة أشخاص، أربعة رجال وثلاث نساء، كانوا قد اعتنقوا الإسلام في أوقات متفاوتة بعضهم منذ 25 سنة وآخرون أقل من ذلك، وبعضهم كنت الشاهد على اعتناقهم الإسلام ووفقنا الله سبحانه وتعالى لشرح التعاليم الاسلامية لهم قبل اعتناقهم. ولغرض المحافظة على سرية المعلومات الشخصية التي أدلوا لي بها سأجتنب ذكر أسمائهم.

  6. #366
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    عدد وجنس المعتنقين للإسلام

    يقدر عدد الذين اعتنقوا الإسلام في هولندا بحوالي 15000 شخص. ولا يوجد أي مصدر يمكنه تزويدنا بالرقم الحقيقي. ويعلل المستشرق الهولندي فان كوننكز فيلد VanKoningsveld بأن هذا النقص يعود "لاسباب شخصية حيث أن المقررات الدستورية تفصل الدين عن السياسة، مما يعني عدم وجود تسجيل رسمي للمواطنين يبين انتماءهم وعقائدهم الدينية(1). إن أغلب المعتنقين للإسلام غير مسجلين كمسلمين في أي مكان، فمركز المعلومات الاسلامي في لاهاي يقوم بتسجيل اولئك الذين ينطقون بالشهادة فيه. كما أن المعتنقين يحتفظون بأسمائهم الغربية في السجلات والأوراق الرسمية كجواز السفر واجازة السياقة والسجل المدني وغيرها.

    إن النساء يشكلن الغالبية العظمى من الذين يعتنقون الإسلام. وتبلغ النسبة حوالي 80%(2). ان هذه النسبة العالية بين النساء الهولنديات هي على العكس منها بين النساء الغربيات حيث أن نسبة النساء اللائي يعتنقن الإسلام تبلغ في أميركا 50% وفي أوروبا هي 32%(3). ويحاول لاري بوستون تفسير هذه الظاهرة أي انخفاض نسبة اعتناق الإسلام بين النساء الاوروبيات عنه بين النساء الاميركيات فيقول "ان الاعلام الغربي يعرض المرأة المسلمة على أنها محجبة، منعزلة، غير متعلمة واعتبارها أكثر قليلا من المواد الممتلكة من قبل الرجل، مما يجعلها مدانة بنظر المرأة الغربية المعاصرة. كما أن الملابس التقليدية للمرأة الشرقية وأسلوبها الإجتماعي لا يمكن اعتبارهما كقاعدة في البيئة الغربية. ويقوم الاعلام الغربي بتضخيم قضية استعباد الرجل للمرأة، مما يؤثر في تشويه صورة المرأة، كل ذلك يمكن أن يكون سبب إعراض المرأة عن اعتناق الإسلام".

    وإذا كانت الأسباب المذكورة أعلاه تنطبق في أوروبا الغربية فلماذا تختلف الوضعية في هولندا وهي جزء من أوروبا؟ حيث ترتفع نسبة النساء المعتنقات للإسلام. إن أغلب الهولنديات المسلمات يتقيدن باللباس الاسلامي (الحجاب). لقد ذكرت لي سيدتان مسلمتان بأنهما كانتا تعلمان قبل اسلامهما بضرورة ارتداء الحجاب. وأنهما واجهتا صعوبات في ارتدائه في محيطهما. فالناس من حولهما يسألونهما دائما عن ذلك الزي المرتبط في أذهانهم بالنساء الشرقيات. وهما مضطرتان للإجابة على تلك الأسئلة. إن أغلب النساء المعتنقات يعانين من هذا الامر وخاصة في العمل. وبعضهن اضطررن لترك العمل أو طردن منه لهذا السبب بالذات.

    يعتبر الزواج أهم عامل في اعتناق الهولنديات للإسلام، وهذا ما يتفق عليه الجميع، من الدعاة للإسلام أو المعتنقين أنفسهم. وهذه الحقيقة تناقض تحليلات لاري بوستون L. Postonالذي يقول بأن "المرأة الأميركية أقل معارضة من المرأة الأوربية في الزواج من مسلم". ثم يضيف "لا توجد معلومات إحصائية حول هذه القضية"(2). ان هذا الموضوع بحاجة إلى بحث أكثر من أجل الوصول إلى نتائج منطقية تفسر طبيعة سلوك المرأة الغربية تجاه الرجل المسلم. لقد اعتمد لاري بوستون في استنتاجه ذاك على دراسة بريطانية قامت بها السيدة حرفية بلBall Harfiyah(3). ان ذلك يشير إلى أن المرأة الهولندية لا تجد صعوبة أو عائقا في الزواج بالمسلم أو بالأجنبي عموما. صحيح أنه لا توجد إحصائيات في هولندا تبين نسبة أو عدد النساء الهولنديات المتزوجات بمسلمين أو أجانب، ولكن ارتفاع نسبة الهولنديات المعتنقات للإسلام يمكنه أن يدعم الإستنتاج الذي ذكرته.

    برأي الإسلام، كما يعرضه السيد أبو القاسم الخوئي "لا يجوز للمسلم أن ينكح غير الكتابية إجماعاً، لا دواماً (زواجاً دائماً) ولا إنقطاعاً (زواج متعة). وفي الكتابيـة قــولان أظهرهما الجواز في المنقطع، بل وفي الدائم أيضاً"(1). ذلك يعني أنه بإمكـان المرأة غير المسلـمة الإحتفاظ بديانتها (المسيحية أو اليهودية أو المجوسية أو الصابئية)(2) بعد زواجها بمسلم. ومع ذلك وجدت أن المرأة الهولندية تبدي رغبة لإعتناق الإسلام بعد زواجها، إن لم تكن قد اعتنقته قبل الزواج. ويفضل المسلمون الملتزمون بالتعاليم الاسلامية أن تعتنق زوجاتهم الإسلام قبل الزواج. أما المرأة المسلمة فلا يجوز لها أن تتزوج بغير المسلم. وهذا الامر يدفع العديد من الرجال غير المسلمين لإشهار اسلامهم قبل زواجهم بمسلمة. وقد كان أحد الشباب المعتنقين للإسلام والذي أجريت معه مقابلة، قد اتخذ ذلك القرار لأنه أراد الزواج بفتاة مسلمة.

    بالنسبة للديانات السابقة للمعتنقين فقد تضمنت المذاهب المسيحية، الكاثوليكية، البروتستانتية والكالفنية. وكانت هناك حالات نادرة في هولندا، إذ أسلم شاب هندوسي، كما أسلمت فتاة يهودية. أما بالنسبة للمذاهب الاسلامية فأغلبية المعتنقين أسلم وفق المذاهب السنية، كما يوجد البعض ممن يؤمن بالمذهب الشيعي الاثني عشري. ولوحظت حالات يكون فيها المعتنق يميل للتصوف والصوفية. ويعود ذلك إلى مذهب المسلم الذي أقنعه أو المؤسسة التي أشهر إسلامه فيها.

  7. #367
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    أعمار المعتنقين للإسلام

    ان معدل العمر بيـن معتنقي المسيحية أي الذيـن يتحولون من مذهب مسيحي إلى آخر يتراوح بين 15 - 16 عاما(3). في ذلك السن في مرحلة المراهقة يبدأ المرء برفض ديانة الوالدين وينطبق هذا الأمر إلى حد ما على الهولنديين المعتنقين للإسلام، فقد ذكر أحد الرجال أنه كان يراوده مثل ذلك الشعور عندما كان في سن 15 - 16 عاما. وذكرت إحدى السيدات أنها توقفت عن الذهاب إلى الكنيسة عندما كان عمرها 18 عاما، كما قال شاب آخر أنه لم يجد ما يثير اهتمامه بالدين عندما كان في سن مبكر، بين 10 - 12 عاما، أي قبل المراهقة. ويقول رجل آخر أنه عندما كان في سن 14 عاماً، كانت لديه تساؤلات مما جعله يرفض ديانته المسيحية ومذهب الكالفنية Calvinism، كما رفض أداء قسم الولاء للدين. هذا القسم يؤدى بين سن 21 و 18 عاما.

    إن معدل أعمار المعتنقين للإسلام أي عمرهم حين اعتناقهم يبلغ في أميركا 29 عاماً وفي أوروبا 7،33 عاماً. أما في هولندا فإن الصورة التقريبية هي:

    الأكثرية 25 - 35 عاما (بمعدل 30 عاما).

    الفئة الثانية (الأقلية)18 - 25 عاما (بمعدل 5،21 عاماً).

    الفئة الثالثة (الأقل)أكثر من 40 عاماً.

    لقد كانت أعمار الذين أجريت معهم مقابلات كالآتي: بالنسبة للرجال 23، 28، 29، 30 عاماً. أما النساء فكانت أعمارهن 26، 29، 34 عاماً. فيكون بذلك معدل العمر حين اعتناق الإسلام هو 4،28 عاماً، مما يعني أن الهولنديين يعتنقون الإسلام في سن أقل من نظرائهم الأوروبيين والأميركيين.

    ويمضي المعتنق الغربي فترة طويلة نسبياً حتى يصل إلى قرار اعتناق الإسلام، اذ تبلغ 6،14 عاماً(1). وهذه الفترة تمثل المدة من بداية رفضه للديانة السابقة إلى أن يصبح مسلماً، أما في هولندا فتبلغ حوالي 4،13 عاماً، اذا اعتبرنا أن معدل العمر حين البدء برفض الديانة السابقة يبلغ 15 عاماً. ويدل ذلك على أن الفرد الهولندي يحتاج إلى وقت أقل من بقية الغربيين كي يعتنق الإسلام.

    دور النشاط الدعوي في اعتناق الإسلام

    كما ذكرنا سابقاً، فان الدعوة للإسلام عموما تبقى معتمدة على المبادرات الشخصية أكثر من العمل المنظم. وهناك بعض المؤسسات الاسلامية التي تمارس النشاط الدعوي، ولكنها لا تمثل كل النشاط الدعوي، ولا تدعي ذلك أيضاً.

    ان وجود المسلمين في المجتمع الهولندي له تأثير كبير في ظاهرة اعتناق الإسلام حيث يوجد حوالي نصف مليون مسلم حالياً. ان هذا العدد من المسلمين لا يعني بالضرورة أنهم كلهم ملتزمون بالتعاليم والاحكام الشرعية، أو أن أفكارهم وسلوكهم نابعة من شعور ديني محض. ورغم أنهم يصنفون رسميا من المسلمين، ولكن يمكن تقسيمهم إلى عدة فئات حسب التزامهم الديني الى:

    1 - الملتزمين The Confessionals وهم الذين يؤدون الشعائر الاسلامية ويعتبرون الإسلام ليس دينا فحسب بل طريقة اجتماعية ثقافية في الحياة.

    2 - المعتقدين The Believers وهم الذين يقبلون الاحكام الدينية والقواعد الإجتماعية الاخلاقية الاسلامية لكنهم لا يلتزمون بأداء الواجبات الدينية.

    3 - المتحررين The Librals وهم الذين يعتقدون ببعض القيم الاخلاقية والمبادئ الفلسفية للإسلام لكن لديهم انتقادات أو يرفضون بعض المظاهر الدينية وخاصة ما يتعلق بالامور الإجتماعية السياسية.

    4 - اللاأدرية The Agnosticists وهم الذين لا يؤمنون بالاحكام والتعاليم الاسلامية ويرفضون أن يكون الدين أساساً للحياة الإجتماعية الثقافية.

    هؤلاء المسلمون يعيشون بين ظهراني المجتمع الهولندي ويقيمون علاقات وصداقات، يحاول الملتزمون منهم أن يشرحوا الإسلام للهولنديين. وقد يتأثر هؤلاء سواء بالحوار والحديث أو من خلال الممارسات الاسلامية والعادات الشرقية التي يجد الغربيون فيها نمطا جديداً من التفكير والسلوك، أقرب للبساطة والفطرة والذوق الانساني من الافكار والفلسفات والعادات الاوروبية.

  8. #368
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    دور النشاط الدعوي في اعتناق الإسلام

    كما ذكرنا سابقاً، فان الدعوة للإسلام عموما تبقى معتمدة على المبادرات الشخصية أكثر من العمل المنظم. وهناك بعض المؤسسات الاسلامية التي تمارس النشاط الدعوي، ولكنها لا تمثل كل النشاط الدعوي، ولا تدعي ذلك أيضاً.

    ان وجود المسلمين في المجتمع الهولندي له تأثير كبير في ظاهرة اعتناق الإسلام حيث يوجد حوالي نصف مليون مسلم حالياً. ان هذا العدد من المسلمين لا يعني بالضرورة أنهم كلهم ملتزمون بالتعاليم والاحكام الشرعية، أو أن أفكارهم وسلوكهم نابعة من شعور ديني محض. ورغم أنهم يصنفون رسميا من المسلمين، ولكن يمكن تقسيمهم إلى عدة فئات حسب التزامهم الديني الى:

    1 - الملتزمين The Confessionals وهم الذين يؤدون الشعائر الاسلامية ويعتبرون الإسلام ليس دينا فحسب بل طريقة اجتماعية ثقافية في الحياة.

    2 - المعتقدين The Believers وهم الذين يقبلون الاحكام الدينية والقواعد الإجتماعية الاخلاقية الاسلامية لكنهم لا يلتزمون بأداء الواجبات الدينية.

    3 - المتحررين The Librals وهم الذين يعتقدون ببعض القيم الاخلاقية والمبادئ الفلسفية للإسلام لكن لديهم انتقادات أو يرفضون بعض المظاهر الدينية وخاصة ما يتعلق بالامور الإجتماعية السياسية.

    4 - اللاأدرية The Agnosticists وهم الذين لا يؤمنون بالاحكام والتعاليم الاسلامية ويرفضون أن يكون الدين أساساً للحياة الإجتماعية الثقافية.

    هؤلاء المسلمون يعيشون بين ظهراني المجتمع الهولندي ويقيمون علاقات وصداقات، يحاول الملتزمون منهم أن يشرحوا الإسلام للهولنديين. وقد يتأثر هؤلاء سواء بالحوار والحديث أو من خلال الممارسات الاسلامية والعادات الشرقية التي يجد الغربيون فيها نمطا جديداً من التفكير والسلوك، أقرب للبساطة والفطرة والذوق الانساني من الافكار والفلسفات والعادات الاوروبية.

  9. #369
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    شهادات من الواقع


    ان جميع الذين التقيتهم قد صرحوا بتأثرهم بصديق أو أصدقاء مسلمين، وأنه كان لهم دور في اتخاذ المعتنقين قرارهم بإشهار الإسلام. ذكر لي أحدهم بأنه "كان لي صديق مسلم، وكان يحدثني عن الإسلام، فوجدت نفسي مهتماً بالامر. عندما بلغ عمري 22 عاماً، تزوج صديق لي بفتاة مسلمة. لقد ذهبت معه للاقامة بين تلك الجالية الأندونيسية المسلمة. لقد مكثت بينهم ثلاثة شهور تعرفت خلالها على الإسلام وعقائده. لقد كانوا يمتازون بالبساطة ودماثة الخلق. بعد ذلك قررت أن أصبح مسلماً".

    وتقول سيدة مسلمة: لقد تعرفت على شاب عراقي مسلم، أخذ يحدثني عن الإسلام. لقد كان الإسلام شيئاً غامضاً في ذهني وكنت أحمل الصورة التي رسمتها وسائل الاعلام الغربية، لقد كان يشرح لي المفاهيم الاسلامية وفلسفة الاحكام الشرعية. وتقول شابة أخرى: "لقد التقيت بشاب عراقي متدين، وكان يتحدث عن الإسلام بطريقة عقلانية وثقة. في البداية لم تكن لي رغبة في الحديث عن الإسلام لما في ذهني من نظرة سلبية تجاهه، ولكن فيما بعد وجدتني أصغي اليه باهتمام. ومن جانبه لم ييأس أو يتردد أو يخجل من عرض الإسلام وتعاليمه علي" ويقول شاب مسلم "لقد تعرفت على فتاة مسلمة أثناء قضاء إجازتي في المغرب وأعجبت بها ولما قررنا الزواج قالت لي يجب أن تصبح مسلماً كي يمكنك الزواج بي، وأنا سعيد الآن بالإثنين، بالزواج وباعتناقي الإسلام".

    وذكر لي قسيس هولندي قد اعتنق الإسلام بأنه "كان يشرف على العمل الإجتماعي في منجم للفحم يعمل فيه عمال مغاربة. وفي أحد الايام نقل بعضهم إلى العيادة الطبية لإصابتهم بالإغماء، وبعد أن أفاقوا سألتهم لماذا لا تشربون شيئاً فان العمل شاق في المناجم، فقالوا نحن مسلمون، والآن شهر رمضان، واننا صائمون، لا يجوز لنا أن نخرق هذا الواجب الاسلامي. أثار في نفسي هذا الموقف حب الاستطلاع والتعرف على الإسلام. بعد سنين سافرت إلى مصر، أثارني تعامل الناس الودي معي. لقد صادف سفري في شهر رمضان، وكان من عادة الناس أن يفترشوا الشوارع حين وقت الافطار، وكثير منهم يدعونني لتناول الافطار معهم مع أنهم لا يعرفونني. لقد جذبتني هذه الاخلاق الرفيعة إلى الإسلام".

    وذكر لي رجل آخر "لقد هاجرت إلى جنوب أفريقيا، وتعرفت هناك على صديق أسود. كان سكيرا عصبياً فوضوياً. وبعد سنوات من الفراق التقيته وكان قد أصبح مسلماً، لقد تغير كلياً، لقد أصبح هادئاً رزيناً يتحدث بمنطق جديد وأفكار انسانية لم أسمع بها من قبل. صار أكثر شفافية ومتمسكاً بالروحيات حتى غدا متصوفاً. لقد أصبت بصدمة عندما شاهدت ذلك الانقلاب الكبير في شخصيته، وتساءلت في نفسي: ما هي هذه القوة التي قلبت كيان صديقي رأساً على عقب؟ ان هذا القوة القادرة على فعل هذه المعجزة لجديرة بالاحترام والتقدير، بل وبالعبادة، عندها قررت أن أصبح مسلماً".

    أما اتصالهم بالمراكز الاسلامية والمساجد فقد حدث قبيل اعتناقهم الإسلام أو بعده، فقد ذكر بعض الهولنديين أنهم تلقوا دروسا في الإسلام في مركز المعلومات الاسلامي في لاهاي. وقال أحدهم "عندما كنت في سن 18 عاماً ذهبت إلى مسجد الاحمدية في أمستردام كان المسجد الوحيد آنذاك كانت المحاضرة قد جذبتني بعمق بأفكارها ومفاهيمها الاسلامية" وذكر رجل آخر بأنه استعار نسخة من القرآن الكريم من مسجد في لاهاي، ثم نطق بالشهادة في نفس المسجد.

    إن الأفراد المسلمين والدعاة الناشطين يلعبون معا دوراً مشتركاً في عملية التحول واعتناق الإسلام. فالفرد المسلم يهدي غير المسلم نحو الإسلام بطريقة ما، عبر العلاقة الشخصية والحوار والنقاش حتى يقتنع بالاسلام، ثم يبدأ دور الداعية الاسلامي في ترسيخ البناء العقائدي له وتزويده بالمعلومات اللازمة من عقائد ومفاهيم وتعاليم اسلامية، عبر الدروس والمحاضرات والنقاشات المفتوحة والكتب والمطبوعات. والبدء بردم بقايا تعاليم الديانة السابقة وإحلال التعاليم الاسلامية محلها. فاذا ما طويت هذه المراحل يصبح الفرد مستعداً لإشهار الإسلام والنطق بالشهادة، ويصبح مسلماً جديداً وعضوا في المجتمع الاسلامي الكبير. وقد يلعب أي فرد مسلم دور الداعية للإسلام بشرط أن تكون لديه المقدرة والكفاءة في ادارة الحوار وإقناع الآخر بالتعاليم الاسلامية، مع مراعاة كل حالة وظروفها ومستوى تعليمها واهتماماتها. فقد نجح أحد المؤمنين العراقيين في اقناع إمرأتين غربيتين ليس باعتناق الإسلام فحسب، بل بالزواج منه. ان تعدد الزوجات الغربيات يعتبر من الحالات النادرة.

  10. #370
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا



    دوافع التحول الديني Conversion

    يشير العالم النفسي المختص بالديانات، وليم جيمس William James إلى أن اعتناق الديانة الجديدة هو عملية تدريجية أو فجائية، عندما يتنازع الشخصية شعوران أحدهما شعور واعي بالخطأ والتعاسة يتحول بعدها إلى شعور واعي بالصواب والسعادة، يترسخ تدريجيا بالحقائق الدينية(1). ويعرف عملية التحول الديني بأنها "في جوهرها ظاهرة عادية في مرحلة المراهقة، حين يجتاز المراهق هذه المرحلة نحو النضج والانتقال من عالم الطفولة إلى الحياة الناضجة بما تتضمنه من مشاعر روحية وتطور عقلي واسع(2). ويعزو عملية التحول إلى عوامل أخرى مثل الفشل في الإندماج الإجتماعي نتيجة انحرافات نفسية Psychological malformation أو مرض ذهني Mental illness. عندها يعتقد أن التحول إلى ديانة أخرى سيكون حلا لمشكلة الإندماج".

    ويميز وليم جيمس بين نوعين من التحول الديني، أحدهما واع وتطوعي Conscious and Voluntaryبينما النوع الآخر يكون إجبارياً ولا واعياً Involuntary andUnconscious. ويحدث هذا الأخير في القسم اللاشعوري واللاواعي من الدماغ، ويوصف عادة بالتحول الديني التلقائي(3).

    ويرى ليون سالزمان Leon Salzmanبأن التحول التلقائي لا يحقق مهمة الإندماج، وفي أحسن الأحوال يكون حلا مؤقتا للمشاكل النفسية(4). لقد أجرى روبرتس F. J.Roberts دراسة شملت 43 طالبا من طلاب اللاهوت، تبين أن 23 طالباً منهم قد شهد تحولاً فجائياً Sudden Conversionداخل المسيحية ووجد أن الانبساط أو الإهتمام بخارج الذات Extroversionوالعصاب Neuroticismقد توزعا على كلا المجموعتين دون تفاوت، ثم استنتج بأن العصاب ليست له علاقة بنوع التحول الديني. وهذا على العكس ما اعتقده ليون سالزمان(5).

    وكان سالزمان Salzmanقد قدم نظرية اعتمد في وضعها على مشاهداته وخبرته في معالجة المرضى النفسيين حيث يقول: ان التحول الديني يحدث بعد شعور طاغ بالاستياء والكره والعداء وميول تدميرية Destructive Tendencies، وليس من خصائصه الإنسجام والسمو والسعادة والاستقامة الواعية. وقد ذكر سالزمان أن المتحولين إلى الديانة الجديدة يتصفون بما يلي:

    1 - حدة مبالغ فيها ولا عقلانية في إيمانهم بالعقيدة الجديدة.

    2 - علاقتهم بالشكل أكبر من اهتمامهم بمبادئ المعتقد الجديد.

    3 - موقفهم تجاه الديانة السابقة يتسم بالإحتقار والضغينة والرفض.

    4 - عدم التسامح تجاه أي شيء أو أي شخص يشكل انحرافا عن العقيدة الجديدة.

    5 - حماسة (صليبية) في تحويل الآخرين إلى العقيدة الجديدة.

    6 - نزعاتهم المازوخية / السادية Masochistic / Sadistic Tendencies تدل على رغبتهم في الإستشهادMartyrdom، واستغراقهم في إنكار الذات(1)Self- Denial.

    وقد قدم جون لوفلاندJohn Lofland ورودني ستارك Rodney Stark نظرية يعزوان فيها التحول الديني إلى نفسية ارتدادية أو عكسية Reverse Psychology. لقد افترضا أنه في المجتمعات الغربية ذات الشعور العالي بالفردية Individuality غالبا ما ينجذب الفرد إلى وجهة نظر مجهولة وغامضة ويقلل من شأن النظام الذي يعيشه. وعندها يصبح التحول بمثابة اعتراض على الظروف العائلية والإجتماعية التي تبدو أقل من الحالة المثالية التي يصبو إليها(2). وبناء على تلك النظرية فقد قدما تفسيراً لطبيعة الظروف والعوامل التي تهيئ هؤلاء الأشخاص للتحول الديني، هذه المراحل هي:

    1 - التوترTension حيث تتجاذب الفرد حالتان هما الوضعية الخيالية المثالية والحالة الواقعية التي يعيشها. هذا التجاذب يؤدي إلى الشعور بالإحباط والغضب أو العجز.

    2 - أن يكون للمتحول Convert منظور ديني لحل المشكلة، فلم يتحدث أحد من أولئك المتحولين إلى ديانة أخرى عن حل نفسي أو سياسي للمشاكل المطروحة. إن أغلبهم قادمون من مدن صغيرة أو مجتمعات متدينة، لذلك هم يعتقدون أن الحل يكمن في الإيمان الديني. ومع اعترافهم أن القناعة الدينية لا تعطيهم حلولا جيدة لمشاكلهم لذلك كان عليهم أن يبحثوا عن حل آخر.

    3 - مرحلة البحث Seekership فكل واحد منهم يصنف نفسه بأنه رحالة يسافر من

    أرض إلى أخرى بحثا عن إمكانيات جديدة سواء في النمط الحياتي أو النظرة للعالم. ان كل فرد منهم يبلغ في مرحلة معينة نقطة الإنعطاف Turning Point وهي اللحظة التي تكون فيه العقيدة القديمة قد اكتملت أو فشلت أو تعطلت.

    4 - مرحلة الإيمان التأملي الشخصي Individuative - Reflective Faithوتمتد هذه الفترة من سن البلوغ وحتى سن 35 عاما. وتدعى بمرحلة (نقض الاسطورة Demythologizing Phase) حيث يبدأ بالإدعاء بهوية يمكن تعريفها بأنها مجموعة مركبة من الأدوار والمعاني مع بعضها.

    5 - مرحلة الإيمان الموحد Conjunctive Faith حيث تبدأ في منتصف العمر، حيث يبدأ التكامل مع النفس والنظرة للحياة. وفي هذه المرحلة يدرك الفرد العبارات الموهمة Paradoxes، كما يعي الحقائق المتناقضة، ويكافح لتوحيد هذه المتناقضات في العقل والتجربة.

    6 - وتحل هذه التناقضات في المرحلة السادسة، وهي مرحلة الإيمان العالمي Universalizing Faith. وفي هذه المرحلة يظهر النشاط وتجسيد الإلتزامات في الحب المطلق والعدالة المطلقة على الرغم من تعريض نفسه أو جماعته للمخاطر أو الترتيبات العرفية للواقع الحالي. إن القليلين هم الذين يبلغون ذلك المستوى، فهو محجوز للذين يرغبون بدفع ثمن غال لإلتزاماتهم الدينية(1).

    وفي عام 1977 نشر ماكس هيرخMax Heirich مقالة تضمنت آراءه بالتحول الديني. وقد كانت آراؤه تخالف جميع البحوث السابقة. وقسم هيرش دراسته إلى ثلاثة أدوار هي:

    1 - أن التحول قد يكون في البداية حلا خيالياً Fantasy لمواجهة الضغط، عندها يتم التعامل مع حالة التهديد اما بالتوجه للقوى ما فوق الطبيعيةSupernatural Forces، أو بتغيير الواقع بحيث تبدو المادة المحزنة السابقة غير ذات أهمية.

    2 - أن التحول يعزى إلى الظروف السابقة التي تجعل هناك طريقا واحدا هو التحول. وقد يكون للتوجيهات الأبوية تأثير على الطفل، ودور التعليم الجنسي يمكن أن يفسر

    هيمنة الإناث المتحولات على الذكور.

    3 - أن المعلومات المستقاة من الآخرين تصبح مشتركة وقوية بحيث أن الفرد يرى الأشياء من خلال عيون الآخرين. ثم يعترف هيرش بأن العامل الذي يحث على التحول الديني ما زال غامضا(1).

    أما فلو كونوي Flo Conway وجيم سيغلمان Jim Siegelman فهما يؤكدان على أن العوامل النفسية والإجتماعية تلعب دوراً في التحول الديني، وتؤدي إلى حدوث تغييرات بيوكيماوية Biochemical alterations في تركيب الدماغ نفسه، تسبب حالة متغيرة من الوعي. إن مثل تلك التغييرات قد تحدث بسبب بعض وسائل التخاطب والإتصال Techniques of Communications البسيطة مثل أسلوب وبلاغة الخطاب والقدرة على الإقناع، وابتكار وسائل دعائية ذات تأثير جمعي، وفهم دقيق للعناصر المخاطبة إضافة إلى ديناميكية الجماعات النشطة(2).

    إن جميع الدراسات المذكورة آنفا تركز على الدوافع النفسية والظروف الإجتماعية مع التغافل وإهمال العامل الديني والعقائدي. إن عملية التحول الديني ذات صلة وثيقة بالدين أولاً وقبل كل شيء. وقد تجنب علماء النفس والإجتماع التطرق للعامل الديني دون سبب يذكر. ولو تجاوزنا سوء النية تجاه الإسلام، وقلنا بأنهم موضوعيون مائة بالمائة، فلعل السبب يعود إلى عدم رغبتهم في الخوض في الجدال الديني الذي لا يثير اهتمامهم أو أنه يؤدي بهم إلى طريق بعيد عن أهدافهم. وقد تكون هناك رغبة في تصوير أولئك الذين يعتنقون الإسلام بأنهم ليسوا أفراداً أسوياء بل من المرضى النفسيين أو الذين يعيشون أزمات اجتماعية. لقد كانت تجاربهم على أفراد وجماعات بل وطوائف دينية بدائية، وحاول بعضهم تطبيق تلك النتائج على الأفراد الاسوياء في مجتمعات متحضرة، فكانت النتائج بعيدة عن الواقع بل حتى لو انطبقت على بعض الديانات فانها لا تنطبق على الإسلام. وقد وصل إلى هذه النتيجة العالم الاميركي لاري بوستون إذ قال "إن الدوافع النفسية والإجتماعية لا تلعب أي دور أساسي في ظاهرة اعتناق


    الإسلام". وحاول سبيلمان G. M. Speelman وهو لاهوتي مسيحي هولندي أن يطبق نتائج تلك الدراسات على الذين يعتنقون الإسلام ليصفهم بالمرضى والعصابيين، فنشر مقالته (لماذا يصبح المسيحي مسلما) في مجلة (الكنيسة واللاهوت) حاول فيها أن يكون حديثه علميا معتمدا على بحوث نفسية ودراسات اجتماعية. وهي محاولة بائسة لتبرير ظاهرة التخلي عن الديانة المسيحية وإعتناق الاسلام(2).

    الدوافع الدينية The Theological Motives

    من خلال الإجابة على الأسئلة التي طرحتها على مجموعة الاشخاص المعتنقين للإسلام حصلت على نتائج قيمة تثبت أهمية العامل العقائدي في ترسيخ قناعاتهم بضرورة إعتناق الإسلام. ولم تكن رحلة البحث سهلة، ولم يكن الإسلام لدى معظمهم هو الديانة أو الفلسفة الاولى التي صادفوها أثناء المسير. وقد ذكر بعضهم أنه بعد أن رفض الديانة المسيحية بدأ يبحث عن أيديولوجيا أو فلسفة جديدة تلبي إحتياجاتهم الروحية والفكرية، فقد ذكر أحد الرجال بأنه قرأ البوذية وبعض الفلسفات الشرقية الاخرى. وذكرت سيدة بأنها سافرت إلى الهند في السبعينات بحثا عن قيم جديدة وجوانب روحية، ولما سألتها: لماذا إخترت الهند بالذات؟ أجابت: لقد كان ذلك رائجا في أوروبا، بأن من يبحث عن القضايا الروحية، فعليه أن يسافر إلى الهند. كما أن شيوع الفلسفات الهندية والرياضات الروحية آنذاك في أوروبا يعزز ذلك الإعتقاد.

    وذكرت لي سيدة شابة بأنها إنضمت إلى فريق يهتم بالقضايا الطبيعية والزراعة الحياتية Bio - agricultureوأنها سافرت من أجل ذلك إلى سويسرا وفرنسا. وكان ذلك الفريق يهدف لتطبيق نظريات العالم شتاينر Rudolf Steiner. وقد أصيبت بالإحباط بسبب التناقض بين النظرية والممارسات العملية للفريق. وكانت قد جربت البوذية إلى أن إلتقت برجل مسلم، ثم أصبحت مسلمة. كما ذكرت لي سيدة أخرى بأنها درست البوذية ومارست اليوغاYoga.


    إن رفض هؤلاء الاشخاص للديانة المسيحية يتركز بصورة رئيسية على أرضية دينية. فبعضهم أفصح عن عدم قناعته "بلا عقلانية فكرة التثليث Trinity، وعقيدة الخلاص Salvation (أي أن لا ملجأ للإنسان إلا بالإيمان بالسيد المسيح الذي افتدى نفسه من أجل خلاص البشرية من خطيئة آدم)، وعقيدة اتحاد الالوهية والناسوتية بالسيد المسيح Incarnation، وقيامة المسيح resurrection، وعقيدة التحويل Transubstantiation(أي استحالة خبز وخمر القربان إلى جسد المسيح ودمه) وما شابهها".

    يقول أحد الرجال "كنت أرى المسيحية نفاقاً، لديها وجهان، فمن جهة تتحدث عن المحبة ومن جهة أخرى تتصرف بأنانية مفرطة. لقد وجدت تناقضا مريعا بين المفاهيم المسيحية وبين المواقف العملية". وتقول سيدة أخرى "لم أستطع فهم فكرة (إبن الله). لقد كانت لدي تساؤلات ومناقشات حول حياة السيد المسيح. وكانت لدي انتقادات ضد البابا نفسه. كنت أراه شخصا منافقا. كيف يمكنه أن يعيش كل هذه الحياة الباذخة والمترفة؟ كيف يمكن أن يكون قدوة للمسيحيين"؟ ويقول القسيس الذي أسلم "لم أفهم عقيدة التثليث مطلقا. في المسيحية لا يوجد مكان لفهم ما يتعلق بالاسرار المقدسة Sacraments، بل يجب أن تتقبل وتؤمن بما يقال لك". ويقول رجل آخر "كان والدي على المذهب المسيحي الكالفني، وهذه الطائفة تؤمن بالقدرية Predestinariaism، ويعتقدون بأنهم أفضل الناس في العالم، وأنهم الفرقة الناجية من المسيحية. وكنت أتساءل: وماذا بالنسبة للناس الآخرين؟ هل يمكن أن يكون الله لهم وحدهم؟ إن المهاجرين الهولنديين في جنوب أفريقيا يؤمنون بأنهم (شعب الله المختار). إن المسيحية تعامل السكان الأفارقة معاملة وحشية، وحتى لو كانوا مسيحيين. ان المسيحيين يستخدمون الإنجيل لتبرير التمييز العنصري ضد السود. وأتذكر أن أحد أساتذة الجامعة قال بأنه من الصعب إثبات التمييز العنصري بواسطة الإنجيل. فقامت عليه القيامة واتهم بالكفر وحرم من الكنيسة كما طرد من الجامعة".

    ان الاعلام الغربي غالبا ما يحاول تشويه سمعة الإسلام، ويعطي صورة مضخمة ومتحاملة عن الاسلام. مثل هذه الدعاية قد تؤثر على قطاعات واسعة من الاوروبيين، ولكن بعضهم قد يلتقي بكتابات اسلامية أو مسلمين يوضحون له الحقائق ويزودونه بمعلومات وافية عن الإسلام، ويردون على الشبهات والافتراءات التي تطلق ضد الإسلام والمسلمين. فترتسم في أذهانهم صورة جديدة تكون هي القدم الاولى في مسيرة الهداية. ان أغلبية الغربيين الذين يعتنقون الإسلام لديهم قسط وافر من التعليم العالي. والانسان المتعلم يميل عادة للتفكير المنطقي وينظر للامور بشكل عقلاني. ولا عجب أن يكون في قائمة المعتنقين للاسلام من المفكرين والادباء والفنانين أمثال الرسام السويدي ايفان أكلي، والصحفي النمساوي اليهودي ليوبولد فايس (محمد أسد)، والفيلسوف والسياسي الفرنسي روجيه غارودي، والأستاذين الانجليزيين جيمس ديكي ومارتن لنكز، والفيزيائي الفرنسي رينيه غنون، وشاعر السويد العظيم كونر إيكلوف، والاستاذ الجامعي البولندي عطاء الله كوبانسكي ومراد ويلفريد هوفمان السفير الالماني ومدير الدائرة الاعلامية في حلف الناتو.

    وفي هولندا فإن الصورة التخمينية للفئات المتعلمة، في وقت اعتناقهم للإسلام هي كالآتي:

    مستوى الجامعة والماجستير60%.

    مستوى الدراسة الإعدادية30%.

    مستوى الدراسة الإبتدائية10%.

    إن حوالي 25% من الفئة الاولى هم من حملة الالقاب العلمية والمهنية (مهندس، مدير، ماجستير...).

  11. #371
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا



    ما الذي يجذبهم في الإسلام؟

    وهنا قد يطرح سؤال جوهري وهو ما الذي يجذب الغربيين في الإسلام؟ ان التحليل الدقيق لشهادات المعتنقين للإسلام وتجربتهم المفعمة بالمشاعر والافكار والنقاشات العميقة، توضح الأسباب الحقيقية التي دعتهم لاتخاذ هذا القرار الهام، فليس من السهل على المرء أن ينسلخ من دينه وعقيدته وثقافته، ويتكيف مع دين جديد وثقافة جديدة، وخاصة أنه يعرف تفوق مجتمعه وثقافته حضارياً وعلمياً. ولن أبحث في شهادات اولئك المفكرين القادرين على ترتيب أفكارهم وصياغة ألفاظهم بشكل علمي ومنطقي، بل سأعتمد على شهادة اولئك الذين التقيت بهم، ففتحوا صدورهم وعبروا عن مشاعرهم وأفكارهم بكل عفوية وصدق وأمانة. وأهم الجوانب التي جذبتهم في الإسلام هي:

    1 - البساطة Simplicity:

    وهي من النواحي الواضحة في الإسلام، فإنه أقل تعقيداً من المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية. إن مجرد النطق بالشهادة يجعل الفرد مسلما، دون طقوس أو مراسم معقدة أو كهنوت. كما أن أركان الاسلام (الصلاة والصيام والزكاة والحج) سهلة ولا يجد المرء فيها تعقيدات لاهوتية أو تأملات فلسفية. يقول أحد الرجال: الإسلام بسيط جداً، بينما المسيحية معقدة. في المسيحية لو سأل أحد سؤالاً بسيطاً حول الله أو عيسى، فانه سيتلقى جواباً معقداً، فالأوربيون يميلون للتعقيد. أما الإسلام فهو على العكس، فهو يحاول تبسيط القضايا الصعبة، فاذا ما سألت أي مسلم ستجد جواباً بسيطاً، وقد تهزأ بالجواب لبساطته ولكن الحقيقة تكمن في البساطة.

    ويقول قسيس سابق "ان الإسلام يعتبر عيسى نبياً، وهذا أمر منطقي يمكن لأي انسان قبوله بسهولة". وتقول سيدة مسلمة "لم أجد صعوبة في ممارسات الشعائر الاسلامية، قد يكون صيام رمضان فيه شيء من المعاناة لكن بمرور الايام إعتدت عليه. أنا أجد صعوبة في إرتداء الحجاب في المجتمع الغربي. ولكنني أشعر بالإرتياح اذا زرت بلداً اسلامياً". وتقول سيدة أخرى "ان الإسلام دين سهل، مفهوم وقريب جداً من البشر، بينما المسيحية ومن يمثلها بعيدون عن حياة الناس. خذ مثلا البابا الذي يعطي آراء تتعلق بحبوب منع الحمل بينما هو ليس بمتزوج وليس لديه أطفال. تصور لو أخذت برأيه، معنى ذلك سيكون لي كل عام طفلاً، من جهة أخرى نجد رجل الدين المسلم على العكس من ذلك، فهو لديه أسرة ويحيا حياة عادية بين الناس".

    2 - النظام الأخلاقي Ethical System:

    ان الإسلام يؤكد على النظام الاخلاقي في شتى النشاطات الانسانية، في السياسة، في الاقتصاد، في الحرب والسلم، في العلاقات الداخلية والدولية، ليس بين المسلمين فحسب بل مع غير المسلمين أيضا. الاسلام منظومة غنية بالمفاهيم الانسانية، فمبدأ "الاخوة الانسانية" يجذب الكثير من الغربيين. انهم يستشعرون فيه كممارسة واقعية وليست صياغات نظرية، فاولئك الذين يبحثون عن العدالة الإجتماعية والمساواة العنصرية يجدون في الإسلام النظام المتكامل وبديلا جيدا لمعاناة البشرية.

    يقول أحد المعتنقين "لا توجد أيديولوجيا أخرى غير الإسلام تولي الاخلاق هذا الاهتمام الكبير. الاسلام يرى أن جميع نواحي الحياة تلتقي مع بعضها البعض، لا يوجد ما يفصل بينها، الاقتصاد، السياسة، الحياة الإجتماعية، كل هذه ترتبط مع بعضها. اذا أردت أن تؤسس شركة ستسأل نفسك: كم سأربح منها؟ هل بإستطاعتي أن أحطم الآخرين من أجل الربح؟ اذا نظرت للإتفاقيات المالية والاقتصادية بين الغرب والعالم الثالث، ستجد أن هذه البلدان الفقيرة لن تستطيع أن تدفع ديونها حتى يوم القيامة! كل هذه المآسي ناشئة من نظام الربا أو الفوائد الفاحشة المأخوذة على الديون. ان الاقتصاد الغربي عدواني تجاه الآخرين، لا يهمه أن يجوع الآخرون في سبيل زيادة تخمته". ويؤيد معتنق آخر ذلك فيقول "ان النظام الربوي قد جعل أبناء العالم الثالث عبيدا. ان النظام الاخلاقي في الإسلام لا يسمح بذلك، فالاخلاق تحتل موقعا هاما في كل النشاطات التي يمارسها المسلمون. انه نظام عظيم كفيل بحل مشكلة التمييز العنصري التي تعاني منها جنوب أفريقيا وبقية بلاد العالم. فالاسلام يدعو للاخوة الانسانية والمساواة بين البشر جميعاً".

    وعبر القسيس السابق عن تجربته الشخصية فيقول "لقد وقعت تحت تأثير الخلق الاسلامي وخاصة في العلاقات الإجتماعية. الإسلام يوصي بالأقارب والجيران ومحبة كل الناس. إننا في المجتمع الهولندي قد فقدنا العلاقات الحميمة الصادقة، وتزداد يوما بعد آخر المسافة بين أفراده، انني أشعر كأنني في بيتي وأهلي وأنا بين المسلمين".

    3 - الإيديولوجيا المتوازنة Balanced Ideology:

    لقد عبر معتنقو الإسلام في الغرب عن تصوراتهم بأن الإسلام دين التوازن. فالاسلام يعطي لأتباعه أسلوباً كاملاً وشاملاً في الحياة بحيث أن علاقات الفرد مع المجتمع تسير بانسجام تام. وقد لاحظ بعض المعتنقين الهولنديين ذلك. يقول أحدهم "الاسلام يجعل هناك توازنا دقيقا بين المادة والروح، بين حياة الفرد وحياة المجتمع، بين المؤقت والابدي". ويقول آخر "ان النقص الكبير في الحضارة الغربية هو رفضها الاعتراف بالروح والامور المعنوية. لقد اعتبرت الروح بأنها الادراك، والاولوية للمادية والعقلانية، والدرجة السفلى للروحيات".

    4 - المسؤولية الذاتية Self - Responsibility:

    يعتبر الإسلام كل فرد مسؤولاً عن تصرفاته وأفعاله، ولا أحد يتحمل أخطاء أو ذنوب الآخرين، وحتى الانبياء لا يتحملون آثام ومعاصي أتباعهم. في الإسلام لا يوجد وسيط بين المرء وربه، لا كهنوت ولا طبقات من القساوسة وغيرهم، فالمؤمنون بالاسلام ليسوا بحاجة إلى وسيط يقوم بمهمة الحصول على مغفرة الرب لهذا العبد أو ذاك. أما المسيحية فعلى العكس، اذ يوجد هناك وسطاء وأكليروس. والمسيحية تدعو لعقيدة الخلاص التي تقول بأن السيد المسيح يحمل كل خطايا المؤمنين به. ويجد المعتنقون هذه العقيدة غير منطقية وغير مقبولة. الإسلام يحمل كل نفس أوزارها ويحاسب كل فرد على ما فعله هو وليس الآخرون. هذه العقيدة تنادي بقوة الفردية الغربية، فالحضارة الغربية تؤكد على الفردية Individualism، وهو ما يفسر ضعف الارتباط بالكنيسة. ان هذا العامل يتناغم مع الشخصية الغربية(1).

    يقول أحد المعتنقين "يعتقد الاوربيون بالفصل بين المسؤولية، والحرية الشخصية والمبادئ الاخلاقية، بينما الإسلام يقول بأن كل مسلم يتحمل مسؤولية ما تجاه أسرته، تجاه مجتمعه وتجاه البشرية كلها. هذه المسؤولية لا تنفصل عن القيم الاخلاقية مطلقا. وقد يشعر المعتنقون الجدد بحالة من التوتر بين شخصياتهم من جهة وبين الاخلاق التي على المسلم التمسك بها". ويلاحظ لاري بوستون هذه المميزات فيقول "ان مقارنة الإسلام عبر هذه الخصائص التي يمتاز بها يجعل المرء يستنتج بأن هذا الدين لديه قوة كامنة عظيمة على الانتشار في المحيط الاوروبي. ان الايمان الاسلامي يعتمد على الذات Self - Centered، وعلى الاعتراف بعدم وجود وسائط بين الانسان والله. كل فرد، ذكراً كان أو أنثى مسؤول عن شعائره وصلاته وهو ما يستهوي الشباب الغربي(1). ويقول أيضا أن قبول التقوى الاسلامية هو مفتاح انتشار هذا الدين في العالم الغربي، ولكن ما هي التكهنات لهذا الانتشار في المستقبل؟.

  12. #372
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    الدوافع الإجتماعية النفسية The Socio - Psychological Motives

    ان أغلب الدراسات التي تعرضت لموضوع التحول الديني Conversion، تركز على الدوافع النفسية والإجتماعية. صحيح أن الشخصية تتأثر بالعوامل الإجتماعية والظروف النفسية التي تحيط بالمرء في بيئته، وقد يكون لهذه العوامل تأثير في اتخاذ القرار بالتحول إلى ديانة جديدة، ولكن إلى أي حد تساهم هذه الدوافع في صياغة القرار؟ وهل توجد حلول أخرى غير الحل الديني لمواجهة المشاكل النفسية والضغوط الإجتماعية؟ هذا ما لا تجيب عنه الدراسات التي قام بها أخصائيون بعلمي النفس والإجتماع.

    لقد ناقشت موضوع الدوافع الدينية التي أرى أنها الدافع الرئيسي في التحول الديني، وسأحاول القاء الضوء على بقية الاسباب التي تجعل الانسان يفكر بتغيير ديانته. يقول السيد عبد القيوم مدير مركز المعلومات الاسلامي في (لاهاي) ومن النشيطين في المجال الدعوي وله خبرة طويلة، بأن نسبة المعتنقين للإسلام ويعانون من مشاكل نفسية واجتماعية تتراوح بين 15 20%. وهم يعتقدون بأنهم يستطيعون التغلب عليها بواسطة الحل الديني Religious Solution أي باعتناق الإسلام. ويعطي مثالاً على ذلك فيقول: في أحد الايام جاءني شاب وقال أنه يريد اعتناق الإسلام فقلت له يجب أن لا تتسرع في ذلك، بل من الافضل أن تتابع دورة للتعرف على العقائد والاحكام الاسلامية. وبعد أسابيع اكتشفت أنه كان مدمنا على المخدرات وكان يريد التخلص من الإدمان فقط.

    وهنا تطرح بعض الاسئلة المتعلقة بهذا الامر، مثلا; ماذا تتضمن تجربة التحول الديني من جوانب نفسية واجتماعية؟ أي نوع من الدوافع تشارك في صنع قرار التحول الديني؟ ان تجارب التحول الديني تشير إلى أن هؤلاء الاشخاص كانوا بصدد البحث عن خيار آخر غير الديانة التي نشأوا عليها. ان ذلك يعني أنهم كانوا يطوون مراحل التحول وهم في حالة وعي وليس بشكل تلقائي أو عفوي Spontaneous. ان هذا القرار لم يكن رد فعل انفعالي Emotional Reaction، اذ لم تكن هناك أزمة نفسية أو شعور باليأس، ولم يكن هناك احساس بالإحباط يدفع المرء للبحث عن حل ديني للصعوبات التي يواجهها. لقد كانوا يتمتعون بعلاقات مستقرة مع عائلاتهم وأصدقائهم ومحيطهم. وكانوا يواصلون حياتهم وأعمالهم بنجاح في شتى المهن والوظائف. لقد اتخذوا قراراً واعياً وعقلانياً Conscious Rational Decision باعتناق الإسلام ثم أدوا الشهادة دون ضغط أو اكراه، وبدأوا بممارسة الشعائر الاسلامية بوعي وادراك. لقد كانت لديهم فكرة واضحة عن الإسلام وتعاليمه وأحكامه قبل النطق بالشهادة، وقد ناقشوا كل شيء خطر على بالهم. وقد استغرقت عملية الوصول لهذا القرار سنين طويلة من النقاش والتمحيص. فمن المعلوم أن العقل الغربي يميل للبحث والاستقصاء وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الشخصية، واتخاذ قرار خطير مثل ذلك القرار. ان قرار تغيير العقيدة يتبعه تغيير في المواقف والسلوك والتفكير بل وحتى المشاعر. انه قرار بالإنسلاخ عن المجتمع الذي تغذوا بثقافته وقيمه ومبادئه، والإنضمام إلى دين وثقافة ونمط من التفكير كانوا إلى وقت قريب لا يعرفون عنه الا ما هو سلبي ومشوه. ان (قرار اعتناق الإسلام) هو نفسه الذي سيسبب لهم مشاكل مع أسرهم وأصدقائهم وليس العكس كما يقول علماء النفس بأن المشاكل النفسية والضغوط الإجتماعية هي التي تدفعهم إلى تغيير ديانتهم.

    وقد ناقشت موضوع الازمات النفسية والمشاكل العائلية مع المجموعة التي هي مادة الدراسة كما ناقشت كيفية اتخاذهم مثل هذا القرار الذي سيكون منعطفا هاما في حياتهم، كما تطرقت لردود أفعال أسرهم وذويهم. تقول احدى السيدات "لقد استغرقت في المناقشات حول الإسلام سنة كاملة. لقد كانت نقاشات عقلانية مع العراقي المؤمن، تهدف إلى البحث عن الحقيقة. كنت أطرح خلالها جميع الشبهات والاستفهامات حول عقائد الإسلام وموقفه من المرأة والاسرة والحياة الإجتماعية والعلاقات مع الآخرين وقضايا الموت والنشور والقيامة والحساب والعقاب وكل شيء تقريبا. وفي احدى المناسبات وحينما كنت في خضم نقاش مع صديقاتي المسيحيات وجدت نفسي أعبر عن مواقفي وآرائي الجديدة التي هي آراء الإسلام، شعرت في داخلي بأنني مسلمة. ومن ذلك الوقت اعتبرت نفسي مسلمة".

    ان ذلك يدل بوضوح على أن القرار المتخذ قرار عقلاني، أي ضد النظرة الانفعالية تجاه الدين. وهذا يناقض ما توصل اليه ستاربوك Starbuck الذي يصف التحول الديني بأنه شحنة من الانفعالات. فقد ذكر "أن الطبيعة الكلية للمعتنق تكون في حالة قصوى من التوتر والمشاعر متقدة".

    ان المعتنقين للإسلام لا يغادرون الحياة الإجتماعية، بل يستمرون في حياتهم وأعمالهم التي اعتادوا عليها قبل اعتناقهم الإسلام. ويصدق ذلك على الرجال، وعلى النساء إلى حد ما; ان المرأة الهولندية تفقد ارتباطها في الغالب مع اسرتها وأصدقائها. ولا يعني ذلك عدم رغبتها بعلاقات طبيعية معهم، كما لا يعني موقفا اسلاميا، بل على العكس فالاسلام يوصي بعلاقات حميمة مع الاهل والاقارب وخاصة الوالدين وحتى لو كانا من غير المسلمين. توضح اثنتان من السيدات المعتنقات هذا الامر فتقولان "ان السبب الحقيقي يعود إلى طبيعة المواقف الحادة التي يتخذها الاهل والاصدقاء تجاهنا. انهم يستمرون بالنقاش حول الإسلام أو ملابسنا. وغالبا ما يهزأون بآرائنا ويتهموننا بالرجعية والتخلف الفكري. انهم لا يرغبون بسماع توضيحاتنا والدفاع عن أنفسنا في نقاش عقلاني هادئ. انهم دائما يسخرون بالاسلام والمسلمين وهذا ما لا نرغب بسماعه، لذلك نضطر إلى تحاشيهم تجنبا للتوتر، اننا نريدهم ولكنهم لا يريدوننا". وتتساءل احداهن: أين هي الحرية الفكرية والعقائدية التي يتبجح بها الغرب؟ انها الحرية داخل المنظومة الفلسفية والفكرية الاوروبية فقط. ان المجتمع الغربي لا يتقبل أفكارا ولا آراء غير أفكاره وآرائه، فاذا كان المجتمع يمنح كل فرد حرية الاعتقاد، فلماذا نواجه هذه المعارضة والاستهزاء؟

    وتقول سيدة أخرى بأنها مازالت تخفي أمر اسلامها على أهلها رغم علمهم بأنها متزوجة بمسلم. ولما سألتها عن ذلك، أجابت "لا أود الدخول في نقاشات مع عائلتي قد أحرج فيها. أريد أولاً أن تكون لدي معلومات عميقة وكافية عن الإسلام كي أستطيع مواجهة سيل الاسئلة والنقاشات التي سأدخل فيها. انني أتجنب الاصطدام بعائلتي حاليا".

  13. #373
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    العوامل المحفزة The Motivational Factors

    وضع العالم النفسي ستاربوكEdwin, D. Starbuck، عام 1900 نظريته في (سايكولوجية الدين) تضمنت قائمة بالعوامل المحفزة الواعية التي تؤثر في نفسية وتفكير المعتنق والتي تساهم في دفعه لاتخاذ قرار بتغيير الديانة، وهذه العوامل هي(1):

    1 - الخوفFear وهي المخاوف التي تنتاب الفرد جراء عدم شعوره بالأمن في الحياة، وتتركز حول الموت وما بعد الحياة.

    2 - الدافع الشخصي تجاه الآخرين Self - Regarding Motive ويتمثل في الرغبة لبلوغ حالة معينة مثلا، طموح رهباني في كهنوت، رغبة في رؤية شخص محبوب في الجنة، وما شابه ذلك.

    3 - الحوافز الغيرية Altuistic Motives وتتمثل في تصاعد الرغبة في أن يصبح جزءا من ديانة مبنية على أخلاق الحب والتضحية وخدمة البشرية، أي محبة الآخرين والتضحية من أجلهم.

    4 - إتباع المثال المعنوي Following out a moral Ideal ويقتضي الإنضمام إلى ديانة تمثل قمة المثالية دون غيرها من الفلسفات والايديولوجيات.

    5 - الندم Remorse على إرتكاب الإثم والذنوب.

    6 - الإستجابة للتعليمResponce to Teaching حيث أن اطلاع الفرد على آراء وفلسفات جديدة يوسع عقله وفكره، فيبدأ بالمقارنة بينها وقد يختار احداها. وهذه الحالة تتم عبر اتخاذه قرارا فكريا واعيا.

    7 - القدوة والتقليد Example and Imitation عندما يتأثر الفرد بالجو العائلي والاقارب والاصدقاء أو الخصوم، حيث يقوم بمحاكاة سلوك الآخرين.

    8 - الإلحاح والضغط الإجتماعي Urging and Social Pressur حين يتعرض الفرد للضغط من قبل أسرته وعشيرته فيضطر لمواجهته بالهرب منه واللجوء إلى مغادرة الديانة.

    إن عملية التحول ليست سهلة، فهناك العديد من العوامل التي تتدخل فيها. كل واحد منها يساهم بقسط معين في مرحلة محددة. وقد تتشارك معا في جعل الفرد يتخذ قرارا بالتحول إلى دين آخر. لقد قمت بتحليل المعطيات التي استقيتها من حديثي ولقاءاتي مع العناصر موضع البحث. وقد قارنت تلك النتائج مع العوامل المذكورة آنفا للإستدلال فيما اذا كانت قد شكلت جزءا من الدوافع نحو اعتناق الاسلام أم لا، والى أي حد؟

    1 - بالنسبة للخوف من الموت والجحيم، لم يذكر أحد أنه انتابه شعور بالخوف من الموت أو الحساب يوم القيامة. لقذ ذكرت احدى السيدات أنها كانت تفكر بالموت، ولكن حين كان عمرها 6 سنوات فقط. وهو أمر طبيعي، اذ كثيراً ما يطرح الاطفال مثل تلك التساؤلات التي تتعلق بالخالق والموت والآخرة والجنة والنار وغيرها.

    2 - وبالنسبة للدافع الشخصي تجاه الآخرين، فان ستاربوك ذكر مجموعة من المشاعر مثل، (أريد أن ألقى استحسان الآخرين) و (لقد توفي والدي وأريد لقاءه). لم يذكر أحدهم أن مثل تلك الافكار قد راودته، وحتى تلك السيدة التي عاشت يتيمة، اذ أنها فقدت والديها في سن مبكرة، فقد قالت "بالتأكيد قد افتقدتهما وخاصة في مراحل المراهقة. لقد كنت بحاجة إلى حبهما وحنانهما وعطفهما، ولكن لم تكن لدي رغبة باللحاق بهما". ويذكر أحدهم "لقد أصبت بالاحباط بعد وفاة زوجتي، أصبحت أشك في كل شيء حتى بوجود الله. كنت أتساءل في نفسي: ما معنى الموت؟ ما جدوى هذه الحياة؟ إلى أين ذهبت زوجتي؟ بالطبع كان ذلك قبل اعتناقي الإسلام".

    3 - وحول الحوافز الغيرية يذكر ستاربوك بعض هذه الحالات مثل (لقد شعرت أن علي أن أفعل الاحسن من أجل العالم)(2). كما ذكر لي أحد المعتنقين "في بداية مرحلة المراهقة، كانت لدي أسئلة عديدة حول الحياة، العدالة، الجيوش، الاسلحة النووية والتسليح العسكري، ولماذا كل هذه الحروب من أجل القوة والمال؟ كنت أطرح بعض الاسئلة مثل: لماذا وجدت النقود؟ أي دور تلعبه في حياة الناس؟ كنت أبحث عن حل يعيد التوازن لهذا العالم". ويقول آخر "لقد كنت أفكر دائما بحل لمشاكل جنوب آفريقيا. ان ذلك المجتمع يعاني بشدة من التمييز العنصري والاستغلال والظلم. لقد غادرت هولندا إلى جنوب أفريقيا هربا من الخدمة العسكرية. لم أكن مستعدا للمشاركة في حروب".

    4 - ان اتباع المثال المعنوي قد يكون من أسمى مميزات الإسلام، ولكن تأثيره بعد اعتناق الإسلام والتزود بمعلومات كافية عنه. تقول احدى السيدات "ان الإسلام يمنح المرء قوة ديناميكية نحو التكامل، فهو يفتح الآفاق الرحبة نحو السمو والرفعة. واذا ما رفض ذلك وبقي خارج الحدود التي رسمتها الشريعة الاسلامية فانه سينزل إلى الحضيض، إلى مستوى الحيوان".

    ويقول أحد المعتنقين "لقد وجدت في الاخلاق والروحيات طريقي نحو هدفي، لم أكن أعلم أن الاسلام يتضمن كل هذه الامور، ولكنني عرفتها بعد اعتناقي إياه". وتقول احدى السيدات "لقد وجدت في الإسلام الديانة التي كنت بحاجة اليها. الإسلام نظام عالمي لكل البشرية".

    5 - أما الشعور بالندم جراء الذنوب فقد كان غائباً عن أحاسيس جميع الذين التقيتهم. ان فكرة الشعور بالذنب والخطيئة هي فكرة مسيحية بحتة. فهذه الفكرة تدعي أن كل انسان يولد مذنبا بسبب خطيئة جده آدم. لم يشعر أي واحد منهم بذلك، بل على العكس كانوا يشعرون بأنهم غير مخطئين من وجهة نظر مسيحية.

    6 - أما الضغط الإجتماعي فهذا يناقض فلسفة المجتمع الغربي التي تفسح المجال أمام الافراد وتمنحهم الحريات الكاملة في السلوك والاعتقاد، فلا الدولة تمارس ضغوطا على الحياة الإجتماعية ولا العوائل تمارسه ضد أبنائها. ان الحريات في المجتمع الاوروبي قد تجاوزت الحدود حتى وصلت الاباحية والشذوذ وغيره. ولم يذكر أي واحد من المعتنقين أنه تعرض لضغط اجتماعي جعله يفكر بتغيير عقيدته، بل على العكس فان بعضهم تعرض لهذه الضغوط والمقاطعة بعد اعتناقهم الإسلام وليس قبله. ان أغلب العوائل الغربية ترفض أن يترك أبناؤها عقيدتها ويعتنقون ديناً آخر. والتعبير عن ذلك الرفض يتراوح بين الإمتعاض والتوتر وقد يصل أحياناً إلى مستوى قطع العلاقة مع أبنائها بكل برود.

    ذكرت احدى السيدات بأن علاقتها قد انقطعت مع أصدقائها القدامى، ومازالت والدتها مستاءة منها بسبب اعتناقها الإسلام. ويقول شاب قد أسلم حديثا "لقد أصيب والداي بالصدمة عندما عرفوا برغبتي باعتناق الإسلام. لم يصدقا أن ولدهما سيترك دينهم والحضارة الغربية إلى دين ذي سمعة سيئة. انهما ليسا بمتدينين، وليس مهما في نظرهما أنني تركت المسيحية بقدر ما يغيظهما دخولي في الإسلام". وهناك حالة ايجابية واحدة، اذ ذكر أحدهم "لقد كانت والدتي إمرأة متدينة، وكانت متحمسة عندما سمعت باعتناقي الإسلام. قبل ذلك كانت تجدني شخصا فوضويا، مشغولا بالموسيقى والشعر والفن. لقد قالت لي انها سعيدة لأنني أصبحت متدينا لان الدين يمنحنا قوة عظيمة في الحياة، كما علقت هي بذلك".

    ان الضغط الإجتماعي يعتمد على طبيعة العلاقة قبل اعتناق الإسلام وبعده، عمر المعتنق، مركزه الإجتماعي سواء داخل العائلة أم في المجتمع، ثقافة ومستوى تعليم ونمط الحياة لافراد العائلة والاصدقاء. ان موقف المعتنق تجاههم يلعب دورا هاما في تحديد هذه العلاقة. ذكر أحد الرجال بأنه مازال يتزاور مع أخته وأخيه ووالدته المسيحيين. وتقول احدى السيدات أن علاقتها مازالت وثيقة بوالدتها. وذكر القسيس السابق بأنه بقي محافظا على مكانته بين أهله بعد اعتناقه الإسلام، ومازال يعتبر عميد الاسرة الذي يراجعونه في أمورهم وشؤونهم كما في السابق. أما في عمله فهو يعمل مديراً لدائرة الشؤون الإجتماعية في بلدته، وهذا المنصب جعله موضع احترام الموظفين العاملين تحت مسؤوليته، فلم يعانِ من أية مضايقات.

    7 - أما القدوة والتقليد فقد يكون له تأثير محدود، فالشخصية الغربية تعتمد في قراراتها على قناعاتها الشخصية وتجربتها الخاصة. وقد يكون للقدوة جانب مشجع وليس دوراً رئيسياً في تحفيز الفرد على المضي قدما فيما اقتنع به من قبل، أو توفر له ظروفاً أفضل لمعايشة الوضع الجديد الذي يرغب بالتحول اليه. ذكر أحد المعتنقين بأنه أمضى ثلاثة شهور بين جماعة أندونيسية مسلمة داخل هولندا، تعرف خلالها عن قرب على التعاليم الاسلامية. وكان سبب ذهابه لتلك الجماعة أن صديقه تزوج بفتاة مسلمة منهم، فكان يراقب طقوس الزواج وأسلوب الحياة والعادات والاخلاق مما جعله ينجذب إلى الإسلام. بالطبع ليس كل من خالط المسلمين أصبح مسلماً، ولكن كان يبحث عن فلسفة جديدة للحياة، وكان قد رفض المسيحية من قبل، فالارضية كانت مهيأة للتحول الديني، وكل ما كانت تنتظره هي الفرصة المناسبة. وكان رجل آخر قد تأثر بعمق عندما رأى صديقه الذي اعتنق الإسلام قد تغير كلياً، أفكاره وأخلاقه وسلوكه. لقد أثارت تلك الصدمة في نفسه تساؤلات جدية حول هذا الدين (الاسلام) مما جعله يبحث أكثر وأكثر حتى وصل إلى شاطئ الهدى والايمان.

    8 - ويعتبر عامل الاستجابة للتعليم من العوامل الهامة في اعتناق الإسلام، اذ أن التزود بالمعلومات الجديدة عن الإسلام سيؤدي إلى بدء نقاش ومقارنته مع بقية الاديان والفلسفات، والتعرف على ايجابياته وتأثيره سواء على الصعيد العملي (الاخلاقي والسلوكي)، أو على الصعيد الفلسفي (الفكري والنظري). ان دراسة الإسلام تلعب دورا رئيسيا في اتخاذ قرار اعتناق الإسلام. ان جميع الذين اعتنقوا الإسلام أتيحت لهم الفرصة للتعرف على الإسلام عن كثب قبل اعتناقهم اياه. فمن غير المعقول أن يعتنق أحد دينا جديدا دون أن يعرف تعاليمه ومبادئه وأحكامه وعقائده والمسؤوليات والالتزامات المترتبة على من يعتنقه. ان النشاط الدعوي بين الغربيين يجب أن يعتمد المعلومات الصحيحة والحوار البناء والنقاش العقلاني الهادئ. ان الجهل عدو كل شيء، فالفرد الغربي الذي يجهل الإسلام لا يحمل سوى الصورة المشوهة لكنه بعد دراسة الإسلام سرعان ما يقتنغايى ع بالحقيقة ويكتشف زيف الشبهات والإفتراءات التي تطلق على الإسلام.

    يقول لاري بوستون أن 75% من الذين يعتنقون الإسلام ذكروا أن اطلاعهم على الإسلام ودراسة مبادئه لعب دورا هاما في اتخاذهم قرار الاعتناق. ان جميع الذين التقيتهم في هذه الدراسة أكدوا على أنهم قد نالوا قسطا من (التعليم الاسلامي) Teachingof Islam، فقد ذكر أحدهم أنه أمضى فترة طويلة في دراسة الإسلام والقرآن قبل اعتناقه، ثم سافر إلى تركيا حيث درس الإسلام لمدة أربع سنوات، عاد بعدها إلى هولندا ليعمل في مجال الدعوة الاسلامية. وكان القسيس السابق قد ذكر لي أنه أنفق 12 عاما في دراسة الإسلام قبل اسلامه. كما أن معتنقا آخر اطلع على الإسلام من خلال المسلمين أنفسهم حيث كان يستفسر عن كل شيء، ولما أصبح مسلما لم يكتف بذلك بل سافر مباشرة إلى المغرب، حيث درس العقائد الاسلامية واللغة العربية لمدة سنتين، ثم سافر إلى المملكة السعودية لدراسة الشريعة لمدة أربع سنوات ونصف. ولم يكتف بذلك بل التحق بجامعة ليدن حيث أكمل دراسته في قسم الدراسات الاسلامية عام 1983، وهو اليوم داعية اسلامي وامام لمركز اسلامي. وقد مارس كاتب هذه الدراسة في توضيح كثير من المفاهيم والتعاليم الاسلامية للهولنديين. بل أن إحدى الهولنديات التي اعتنقت الإسلام فيما بعد كانت قد طلبت منه أن يجمعها في لقاء مع سيدة غربية مسلمة، فتم اللقاء وطرحت فيه الكثير من التساؤلات، وسألتها عن تجربتها الخاصة في الإسلام كإمرأة غربية، حتى اقتنعت واطمأنت.

    ان عقلانية المبادئ والفكر الاسلامي يجتذب المفكرين والباحثين عن ديانة أخرى. وقد ذكرت سابقا أن 60% من الهولنديين حائزون على درجات علمية وأكاديمية. ولا يعني ذلك اقتصار اعتناق الإسلام على دائرة المثقفين والمفكرين، فالاسلام قادر على جذب مختلف المستويات في المجتمع ولأسباب عديدة، مصلحية أو معنوية.

    ان هناك ضرورة لإلقاء الضوء على ظاهرة اعتناق الإسلام بين السود في الغرب، فهذا الامر يتزايد بصورة ملحوظة. ومازال الاعلام يتداول بين حين وآخر أنباء عن شخصيات معروفة رياضية أو أكاديمية. ومازالت هناك حاجة لدراسة حركات المسلمين السود مثل (منظمة أمة الإسلام The Nation of Islam). وفي هولندا لوحظ تنامي اعتناق الإسلام بين السود ولأسباب اجتماعية وفكرية تتعلق بنظرة الإسلام في المساواة بين المسلمين على اختلاف ألوانهم وقومياتهم ولغاتهم، اضافة إلى رفضهم للمسيحية التي تعاملهم على أساس اللون.

  14. #374
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.. الأسباب والدوافع
    النشاط الدعوي الإسلامي في هولندا




    صلاح عبد الرزاق
    جامعة ليدن هولندا


    الإستنتاجات

    هناك مجموعة من الملاحظات والإستنتاجات أضعها بين يدي المهتمين بالدراسات الاسلامية أو النشاط الدعوي في الغرب، آملاً أن يكون هذا البحث مساهمة متواضعة في خدمة الإسلام وتوسيع رقعة انتشاره في أرجاء الارض ان شاء الله.

    1 - ان موضوع اعتناق الإسلام مازال بعيداً عن متناول الباحثين والمؤرخين والمفكرين. فما زالت الدراسات الاسلامية تتجاهل هذا الموضوع مع العلم أنها تهتم بمجالات عديدة، بعضها ثانوي وقسم منها يتركز على فرق اسلامية منقرضة أو أفكار وآراء لم يعد لها تجسيد واقعي. ان واحدا من أسباب هذا الإهمال قد ناقشته في هذه الدراسة وهو ما يتعلق بالباحثين الغربيين الذين لديهم دوافع عديدة لتجاهله. ولا توجد في الواقع سوى دراستين ميدانيتين هامتين، قبل دراستي هذه، حسب علمي. من المثير أن يجري إغفال دراسة هذا الموضوع من قبل المؤسسات الاسلامية والجامعات ومراكز البحث العلمي، وكذلك من قبل المفكرين والمهتمين بمجال الدعوة الاسلامية.

    2 - في الغرب، كما في هولندا، مازال هناك نقص شديد في المعلومات والإحصائيات حول أعداد المعتنقين للإسلام أو نسبة حالات الزواج بين المسلمين والغربيين. كما لا توجد معلومات دقيقة عن أعمارهم، جنسهم، مستوياتهم الدراسية وغيرها. ان المعلومات التي أوردتها في الدراسة يجب أن تؤخذ بحذر لانها تقريبية وليست دقيقة، ولأنني استقيتها من قبل أشخاص مسؤولين ونشطين في المجال الدعوي، وقد تتضمن تقديراتهم شيئاً من المبالغة.

    3 - بسبب ضيق الوقت المخصص لهذا البحث (ستة أسابيع) فقد اقتصرت المقابلات على سبعة معتنقين فقط. ورغم أن هؤلاء لا يشكلون سوى شريحة بسيطة، ولكنها يمكن أن تعطينا فكرة جيدة عن ظروف ومراحل وطبيعة التحول الديني وخلفيات كل عنصر وكيف اتخذ قراره باعتناق الإسلام.

    4 - ان الدافع الديني يشكل عاملا رئيسيا في تشكيل قرار الاشخاص باعتناق الإسلام. انهم رفضوا ديانتهم المسيحية لانهم وجدوها ديانة غامضة، غير عقلانية، معقدة وأسباب أخرى وردت في الدراسة.

    5 - إن الدوافع النفسية والإجتماعية تحتل نسبة ضئيلة في دفع المعتنق لتغيير دينه. وإن العلماء والباحثين ركزوا عليها وتجاهلوا الدوافع الدينية والعقائدية. وحاول البعض أن يصور الشخص الذي اعتنق الإسلام بأنه انسان مريض نفسيا ويعاني من توتر وعقد نفسية وضغوط اجتماعية وليس بشخص سوي. انه يجد في الدين حلا مناسبا لمشاكله النفسية وملجاًً لمواجهة الصعوبات الإجتماعية. ولا أجد تعليقا على ذلك سوى أن المريض النفسي يلجأ عادة في الغرب إلى الطبيب النفسي لا أن يغير عقيدته، فالعيادات النفسية في الغرب تعج بالمرضى، ولم يفكر أحدهم بأن العلاج هو اعتناق الإسلام. أما الفلسفات والايديولوجيات والنظريات السياسية فهي في متناول الجميع، وقد يجد فيها من يرغب في العدالة والمساواة. صحيح أن الذين اعتنقوا الإسلام قد شعروا بالراحة والاطمئنان والسكينة النفسية ولكن ذلك جاء بعد الاعتناق وليس قبله.

    ولا يعني ذلك إنكار الدوافع الإجتماعية والنفسية، فهناك العديد ممن أسلموا لأنهم أحبوا مسلما أو مسلمة وأرادوا الزواج بهم فأسلموا. ومع أن الإسلام لا يمنع الكتابية من البقاء على دينها بعد الزواج بمسلم، إلاّ أن الزواج مازال يلعب دوراً هاماً في ازدياد نسبة المعتنقين للإسلام.

    6 - ان النشاط الدعوي مازال بعيدا عن لعب دور رئيسي في عملية اعتناق الإسلام، وأن دوره يبدأ بعد أن يكون الشخص قد تولدت لديه قناعات اما باعتناق الإسلام أو أنه فلسفة جديرة بالدراسة تحتاج الى مزيد من الوقت والمعلومات كي تصبح الصورة واضحة لديه. ان دور المؤسسات الدعوية قد يبدأ فيما بعد، ويتركز على تعميق المفاهيم الاسلامية في ذهن الراغب بذلك أو المسلم الجديد. وهذا ما يدعونا إلى تطوير العمل الدعوي وأساليب مخاطبة الغربيين في بلدانهم وكيفية عرض الإسلام بصورة موضوعية بعيداً عن الإرتجال والعفوية ورد الفعل. وأن تكون هناك خطط علمية مدروسة تنفذ بعناية.

    7 - ان قابلية الإسلام على الإنتشار بين المجتمعات الغربية مازالت قوية. ومازالت المبادئ الاسلامية قادرة على جذب الشباب الاوروبي والاميركي بما تحتويه من أفكار وسلوك تتوق اليها النفوس الباحثة عن العدالة والمساواة والمعاني الروحية السامية. ان أعداد المسلمين الجدد في تنامي مضطرد رغم الهجوم الاعلامي الغربي المتواصل ضد الإسلام والمسلمين. ومازال يجتذب قطاعات واسعة من المتعلمين والمثقفين والمفكرين.

    8 - من الجوانب الهامة في تقوية العمل الدعوي هو وجود عناصر من أهل البلد نفسه ممن اعتنقوا الاسلام. فهؤلاء أقرب لأبناء جلدتهم، واكثر فهما لطبيعتهم وثقافتهم وخلفيتهم الفكرية والدينية والتاريخية. كما أنهم يتمتعون باطلاع أوسع على العقائد والمذاهب المسيحية، اضافة إلى اجادتهم اللغة الوطنية للبلاد. وهم يتمتعون بثقة أكبر وتأثير أعمق من الأجانب، خاصة في ظل تصاعد المد العنصري وعدم الرغبة في الانصات إلى صوت الأجنبي. كما أن وجود هؤلاء إلى جانب المسلمين المهاجرين يزيل الفكرة العالقة بأذهان الاوروبيين بأن الإسلام هو دين المهاجرين المسلمين فقط، أو أنه دين شرقي لا مكان له في الغرب.

    (ربّنا إنّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربّكم فآمنّا، ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنّا سيّئاتنا وتوفّنا مع الأبرار، ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنّك لا تخلف الميعاد).

    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

  15. #375
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: المسلمون في الغرب


    مستقبل حوار المسيحية والاسلام.. التوحيد منطلقاً




    يوسف الهادي


    منذ المحاولات الاولى لفكرة الحوار بين الديانتين التوحيديتين المسيحية والاسلام ـ كانت الاسئلة المتعلقة بالاسس التي تقوم عليها كل ديانة هي تلك التي تطرح على السن الجماهير الغفيرة من المؤمنين بشكل واسع، وبشكل اكثر مجاملة في اروقة وقاعات كل مؤتمر للتقارب تقيمه النخبة المثقفة من المؤمنين، تحاشياً لما يمكن ان يمس مشاعر الاطراف المشاركة فيه. وإذا عدنا الى جماهير المؤمنين الواسعة وجدنا ما يدور على الالسن مما لا يسعف في حوار او تقريب مما ينادي به ذوو النوايا المخلصة من علماء ومثقفي الديانات. فبينما يعود بعض تلك الاشكالات والاعتراضات الى ما في النصوص الاساسية من مرونة تحتمل التأويل والتفسير، ويعود قسم آخر منها الى نصوص صريحة، نجد جانباً مهماً من تلك الاشكالات يعود الى المفاهيم والتصورات الخاطئة التي يحملها هذا الطرف عن ذاك او ذاك عن هذا.

    وتشكل الوثيقة التي طبعتها سكرتارية الفاتيكان لشؤون غير المسيحية اثر مجمع الفاتيكان الثاني وهي بعنوان «توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين» التي طبعت للمرة الثالثة عام 1970، تشكل تحولاً عميقاً في المواقف الرسمية. اذ انها دعت الى استبعاد الصورة التي يصور المسيحيون المسلمين عليها «تلك الصورة البالية التي ورّثنا الماضي اياها او شوهتها الافتراءات والاحكام المسبقة» كما اهتمت الوثيقة «بالاعتراف بمظالم الماضي التي ارتكبها الغرب ذو التربية المسيحية في حق المسلمين». كما اكدت الوثيقة على وحدة الايمان بالله عند الجماعتين. واشارت الى ان سكرتارية الفاتيكان قد دعت المسيحيين منذ عام 1967 الى تقديم تهانيهم الى المسلمين بمناسبة عيد الفطر فهو «يمثل قيمة دينية أصيلة». وقد توجت رسائل التهاني تلك برسالة الحبر الاعظم البابا يوحنا بولس الثاني للمسلمين بمناسبة عيد الفطر لعام 1991 التي افتتحها قائلاً: «إلى اخوتي واخواتي المسلمين الاعزاء. من عادة المجلس البابوي لحلوار ما بين الاديان، ان يبعث كل سنة رسالة تهنئة باسم الكاثوليك في جميع انحاء العالم، الى المسلمين بمناسبة عيد الفطر في ختام شهر رمضان. أما هذه السنة فقد قررت ان ابعث لكم هذه التهاني أنا شخصياً، نظراً الى النتائج المأساوية التي خلفتها الاشهر الماضية من نزاع وحرب في الشرق الاوسط، ونظراً الى آلام الكثيرين المستمرة».

    أخيراً يمكن القول بثقة شديدة انه «لا يجوز التفاهم بين المسلمين والمسيحيين، ولا يمكن ان يحترم بعضهم البعض دون ان تكون لديهم نظرة مضبوطة الى كتبهم المقدسة».

    فهيا إذن للأسس المشتركة في الديانات الثلاث وهي: التوحيد والاعتقاد بالنبوات وكون الكتب التي جاء بها الانبياء ملهمة من قدرة غيبية سامية هي الله سبحانه وتعالى.

صفحة 25 من 35 الأولىالأولى ... 1519202122232425262728293031 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انظروا ماذا قالوا عنا نحن المسلمون .. تلك بعض اقوالهم ..
    By ابو منيف in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 01:50 AM
  2. ولفنسون يطالب العرب بوقف الاستحواذ على مصارف الغرب
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-11-2008, 06:12 PM
  3. لماذا المسلمون
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 12:57 AM
  4. كيف غير المسلمون وجه العالم
    By ahmed hanafy in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 09:19 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17