صفحة 21 من 35 الأولىالأولى ... 111516171819202122232425262731 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 301 إلى 315 من 518
  1. #301
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    الصليبية 'البوشينية' الجديدة في أوروبا: ألمانيا نموذجاً


    محمود سلطان


    فولفجانج هوبر ليس شخصية عادية في ألمانيا الديمقراطية التي تنتمي إلى العالم الحر والمتحضر، وإنما قيادة دينية مسيحية كبيرة، فهو يرأس "مجلس الكنيسة البروستانتية" في ألمانيا، وهذا المجلس يتمتع بمكانة اعتبارية مؤثرة، إذ إنه يمثل 26 مليون مسيحي ألماني، أي أن ما يقوله لا يمثل رأيه الشخصي وإنما يمثل تياراً واتجاهاً عاماً داخل المجتمع الألماني.

    وصف هوبر في حوار له نشر في عدد الأسبوع الماضي من مجلة "فوكوس" مسلمي ألمانيا بـ"الضيوف المخيفون"، وانتقى الصحفي المحاور له كل ما من شأنه إخراج ضغينة الزعيم المسيحي البروستانتي تجاه الإسلام والمسلمين مثل رأيه في الآية الرابعة والثلاثين من سورة النساء والتي تتضمن "ضرب الزوجة الناشز"، ولأن المحاور جاهل بالإسلام، ولا يبتغي من سؤاله غير الإثارة والتهييج، ولأن هوبر لا يقل جهلاً عن محاوره، بل ويزيد على جهله حقده وكراهيته للإسلام؛ فإنه تكلم باستعلاء وعنجهية وعنصرية بالغة الاستفزاز، بل إنه لم يراع الأدب واللياقة وهو يتحدث عن الإله الذي يعبده أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض، ولا على قدسية كتابه العزيز، بل دعا إلى ضرورة تغييره، معتقداً أن القرآن شأنه شأن إنجيل زعيمه الروحي "مارتن لوثر" الذي ألف إنجيلاً خاصاً بالبروستانتية اعتبره المؤرخون القدامى والجدد إٍحياء لليهودية داخل العالم المسيحي.

    فرداً على سؤال للمجلة عن الآية المشار إليها من سورة النساء قال هوبر: "إنها لضرورة ملحة أن تحدث عملية تغيير في الإسلام تتعلق بأصوله، ولكن عندي انطباع أن الرأي السائد لا يسمح بتوجيه انتقادات موضوعية لأقوال القرآن".

    وأعرب الزعيم المسيحي البروتستانتي الذي يمثل 26 مليون مسيحي ألماني عن رفضه لأن تتحول الكنائس غير المستخدمة والمعروضة للبيع إلى مساجد، "لأن ذلك سيعطي انطباعاً بأن الفرق بين الإسلام والمسيحية ضئيل، وأن المسيحيين والمسلمين يصلون لنفس الإله، ولكننا نحن المسيحيون لا نجد مبرراً لنقول إننا نعبد نفس إله المسلمين".

    وإذا كان هذا الكلام قد يعتبره البعض طبيعياً لرجل دين ينحاز بطبيعته إلى فكرة "التميز الديني"، فما بالنا بكلام مشابه لقيادة علمانية ألمانية شغلت من قبل أعلى منصب سياسي في برلين وهو المستشار الألماني السابق "هيلمون شميدت"، والذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم، إذ قال في تصريحات أدلى بها لصحيفة "هامبورجرآبند بلات" المسائية: إن بلاده ارتكبت خطأ عندما استقدمت في ستينات القرن الماضي أيد عاملة من دول إسلامية، "لأن الديمقراطية لا تنسجم مع المجتمع متعدد الثقافات"، وهي تصريحات لاقت من قبل بعض المنصفين الألمان - و"قليل ما هم" - ردود فعل عنيفة، حتى داخل أعضاء من داخل حزبه الاشتراكي الديمقراطي، لأنها تنكر فضل هؤلاء العمال على "المعجزة الاقتصادية الألمانية" كما صرح سياسيون واقتصاديون ألمان.

    وهي تصريحات أهديها لدعاة الحداثة والتنوير العربية من الذين يقدمون التحيات، ويقيمون الصلوات "طرفي النهار وزلفاً من الليل" للنموذج الديمقراطي الغربي للتعايش بين الثقافات المتعددة، باعتباره النموذج الأكثر تسامحاً لهذا التنوع والتعدد.

    أئمة المساجد التابعة للدولة التركية في ألمانيا استشعرت الخطورة، وقدمت مبادرة طيبة للبرلمان المحلي لولاية "شمال الراين واستفاليا" عندما كان يناقش الأخير قضايا حول الإسلام؛ تقترح فيها صيغة للتعايش مستوحاة من الوحي القرآني و"ثقافة البر والقسط" مع المخالفين دينياً سميت "إسلام ألماني"، وهو مصطلح يختزل الكثير من التفاصيل، ولعله يوحي بالرغبة في الانتظام السلمي والطوعي داخل النسيج الاجتماعي الألماني، وعدم الصدام معه، غير أن مفوض حكومة الولاية لشؤون الأجانب "كلاوس ليفرنجهاوزن" رفض المبادرة، واستخدم لغة ومفردات غبية واصفاً إياها بأنه "طلب نازي"!!

    المستشار الألماني الحالي أصيب بالذعر من "العنصرية الدينية" الألمانية التي بلغت حد الهوس، وبات يشعر بخطورة تحريك المشاعر الصليبية التي أججها الرئيس الأمريكي جورج بوش، وتحدث الرجل وبصراحة شديدة أمام البرلمان "بوندستاج" عن مخاوفه مما سماه "إعلان حرب صليبية في الداخل والخارج"، في إشارة منه إلى محاولات المعارضة المسيحية الديمقراطية الربط بين رفضها لانضمام تركيا إلى الإتحاد الأوربي وانتماء الأولى للإسلام.

    ويبدو أن بعض العقلاء كان شديد الوعي بخطورة هذا الحشد السياسي والإعلامي والنخبوي تحت راية "الصليبية البوشية" الجديدة في ألمانيا، إذ انضم إلى المستشار الألماني الحالي "جيرهارد شرويدر" رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الشريك الصغير في حكومة شرويدر "كريستا زاجر" عندما انتقدت بشدة لجوء بعض السياسيين لاستخدام "أسلوب غير مناسب" على الإطلاق في الحديث عن المسلمين في ألمانيا، رافضة "أن ينزلق أحد أرجلنا للمشاركة في هستيريا من حرب دينية عالمية".

    وبالمناسبة فإن بوش الذي أيقظ هذا الهوس الديني العنصري في العالم الغربي كان جاداً في "صليبيته"، ولم يدافع الرجل عن نفسه ضد هذه "السبة"، فإذا كان قالها عقب تفجيرات سبتمبر، واعتبرت في حينها "زلة لسان" خرجت منه تحت تأثير الصدمة والغضب والانفعال، فإنه عاد وكررها في فبراير من العام التالي للأحداث، والمثير للغثيان أن الليبراليين العرب تصدوا بحماس للدفاع عن بوش "مجاناً" أو "استئجاراً" رغم أنه تحلى بالبلادة و"قلة الذوق" في هذا الأمر تحديداً.

    وفي هذا الإطار نشرت الحياة اللندنية في 28/11/2004 ، لـ جورج طرابيشي عرضاً لكتاب صدر حديثاً في باريس لمؤلفه "ماكسيم ليفيبفر" بعنوان "السياسة الخارجية الأمريكية" نقل طرابيشي من الكتاب هذا النص: " .. وكما كان لاحظ هنري كسينجر، فإن قدر الولايات المتحدة هو الاضطلاع بعبء دورين: دور "المنارة" عندما ترجح كفة الانعزالية، ودور "الصليبية" عندما ترجح كفة المسيحانية، وبهذا المعنى تحدث الرئيس بوش - ولم تكن فلتة لسان - عن "حرب صليبية" ضد "محور الشر" والإرهاب، مؤسساً بذلك ما أسماه بعض الباحثين "دبلوماسية الحق الإلهي".

    مؤلف الكتاب فرنسي نصراني، وعارضه بالحياة نصراني عربي، ما يعني أنه جاء من قبيل ".. وشهد شاهد من أهلها".




    نقلاً عن موقع المختار الإسلامي.

  2. #302
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    لماذا يفضل المرشحون الأمريكان إسرائيل على العرب؟!


    محمد جمال عرفة


    ما أن تهل مواسم الانتخابات الأمريكية حتى نسمع عن مزادات وتخفيضات وأوكازيونات يقدمها مرشحو الأحزاب المختلفة للدولة الصهيونية، ويتبارون في نيل رضاها طمعاً فيما يسمي أصوات اليهود (6 ملايين)، ولا أحد يتحدث إطلاقاً عن العرب أو الحكومات العربية، أو أصوات عرب أمريكا رغم أنها تفوق اليهود وتتراوح بين 8 و10 ملايين!

    وترتب على هذا أن أصبحت مواسم الانتخابات فرصة لإسرائيل لابتزاز سياسيي أمريكا، والحصول على أقصى ما يريدون منها، وبالمقابل تنام المصالح العربية ويتجمد أي حديث عن التسويات السياسية أو القضية الفلسطينية، ويبرر المسؤولون العرب هذا - وكأنه أمر مسلم به - بالقول: إنه وقت الانتخابات ومراعاة نفوذ اللوبي الصهيوني، دون أن يسأل أحد نفسه: لماذا لا يضعنا مرشحو الرئاسة الأمريكية في اعتبارهم، ويتجاهلون العرب كأنهم "نكرة" لا أهمية لهم؟!

    وغالباً ما تدفع هذه الحالة الغريبة المراقب العربي للحيرة، فلا يستطيع معرفة أي المرشحين أقرب إلى المصالح العربية، وأيهما موالٍ للوبي الصهيوني بسبب "إسهال" التصريحات الموالية لإسرائيل التي يصدرها الطرفان، والتي لا يخرج منها ولو تصريح واحد على سبيل الخطأ يتحدث عن الحقوق العربية أو الفلسطينية، وهو ما يظهر حالياً في تصريحات كل من بوش وكيري معاً حتى أن الصحف الأمريكية نفسها تقول عن سياستهما تجاه العرب وإسرائيل أنهما " وجهان لعملة واحدة "!؟

    ويبدو أن هناك جملة أمور يستغلها هؤلاء المرشحين في خطب ود أنصار اللوبي الصهيوني أمام ناخبيهم، مقابل التجاهل التام للدول العربية ومصالحها، منها:

    - الحديث المكرر عن "ديمقراطية " الدولة اليهودية و" ديكتاتورية" الحكومات العربية الذي أصبح أمراً مسلماً به، بحيث باتت عبارة " الديمقراطية الإسرائيلية وسط بحر الديكتاتورية والكراهية العربية " وكأنها أحد بنود الدستور الأمريكي، وقد وصل الأمر بالمرشح الديمقراطي كيري للقول: "إن بلاده لن تكون آمنة "طالما أن إسرائيل الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في المنطقة تبقى ضحية حملة إرهابية متواصلة"؟!

    - ترسيخ معنى "ديكتاتورية الحكومات العربية" في القاموس السياسي الغربي دفع الحكومات الغربية عموماً لتجاهل أي مواقف عربية باعتبار أنها لا تعبر عن الشارع الحقيقي؛ لأن الحكام ليسوا منتخبين ديمقراطياً، فضلاً عن أنه جرى استغلال ذات المعنى في تهديد بقاء هذه الحكومات عبر مشاريع "الحريات"، وتعليم العرب والمسلمين الديمقراطية لوقف كراهيتهم للغرب.

    - تورط بعض الحكومات العربية مع أمريكا في تربيطات سياسية أو اقتصادية (بترولية) أو أمنية (قواعد عسكرية) شكل حلقة ضغط علي هذه الحكومات، ونقطة ضعف نتج عنها ليس فقط تجاهل مصالح هذه الدول مقابل تعظيم مصالح إسرائيل، ولكنه الأمر وصل لحد قيام مرشحي الرئاسة الأمريكية بتوجيه إهانات لزعماء عرب ودول كبري مثل: السعودية والدعوة - كما قال كيري أيضاً في مقال في مجلة "فوروورد" التي تصدر في نيويورك - لمواجهة ما اسماه "استمرار التمويل السعودي الرسمي للإرهاب" الذي اعتبره خطراً يهدد الولايات المتحدة وإسرائيل معاً، ووقف الاعتماد على النفط العربي.

    - وصول اليمين المحافظ للسلطة وتغلغله بها، وتحالفه مع التيار الإنجيلي الداعي لما يسميه القس ريتشارد شيزيك (نائب رئيس جمعية الإنجيليين التي تمثل 43 ألف كنيسة) "الكنيسة المضطهدة " في بقاع من العالم خارج الولايات المتحدة، تناغم مع المصالح الصهيونية التي تلعب على وتر تقاطع مصالح اليهود مع المسيحيين الأمريكان ضد العرب المتطرفين.

    ولهذا لم يكن غريباً أن تلعب إدارة بوش ورقة شارون مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وألا تعير اهتماماً يذكر لردود الفعل العربية، بل وتقدم دعمها المبطن للبناء في مستوطنات الضفة حرصاً على أصوات اليهود، وتهمل "خارطة الطريق" التي وضعتها بنفسها.

    ولم يكن غريباً أيضاً أن يقول كيري: لن نمارس ضغطاً على إسرائيل لتقدّم تنازلات، وسنطبق عقوبات على سورية، ولن نسمح بإيران نووية!؟ وأن يقوم جون كيري بتعيين (النائب اليهودي السابق) ميل ليفن مستشاراً رئيسيّاً لشؤون الشرق الأوسط، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من جانب المنظَّمات اليهودية - الأمريكية.

    حتى أن ليفن - المعروف بتأييده للكيان الصهيوني - قال عقب تعيينه: إن "كيري" يُظهر كل المعايير والاستطلاعات دعماً بنسبة 100% للكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن من يريد رسم صورة لهذا الدعم فعليه إلقاء نظرة على تصويته في الكونجرس في العِقدين الماضيين.

    وبعد أن كان بعض العرب يعولون على كيري وسياسته الجديدة فوجئ الجميع بتحوله 360 درجة نحو الكيان الصهيوني، ووجه المرشح الديموقراطي صفعة للدول العربية والإسلامية التي تراهن على تحسن في علاقاتها مع واشنطن في حال "إطاحة" الإدارة الجمهورية في البيت الأبيض في نوفمبر المقبل.

    حيث قال كيري في مقال في مجلة "فوروورد" التي تصدر في نيويورك: "إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان تحديات أمنية حاسمة بسبب استمرار التمويل السعودي للإرهاب، وسعي إيران إلى تطوير برامج أسلحة نووية، ومواصلة سورية رعاية عمليات إرهابية"!!

    وقال كيري: إن أميركا لن تكون آمنة طالما أن العراق يهدد بأن يتحول إلى ملجأ للإرهابيين، وحذر من أنه "إذا استمرينا من غير استراتيجية فعالة فإننا لن نكون قادرين على دعم حليفنا (الإسرائيلي) على أفضل وجه ممكن"، واعتبر أن غياب قرار حاسم في واشنطن أدى إلى تقدم برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، مشدداً على أننا لن نسمح بإيران نووية.

    وأشار كيري إلى أن قانون محاسبة سورية الذي أيده في مجلس الشيوخ "أعطى الرئيس صلاحيات لفرض عقوبات على سورية، واتخاذ خطوات ملموسة إزاءها في ضوء دعمها للإرهاب، واحتلالها لبنان"، وشدد على "أنني كرئيس لن أؤخر تطبيق العقوبات كما فعلت إدارة بوش لأشهر عدة".

    وقال: إن التهديد الاستراتيجي الأكبر للعلاقات الأميركية - الإسرائيلية هو اعتماد أميركا على نفط الشرق الأوسط"، واعتبر إن "الأمن القومي الأميركي يتطلب إنهاء هذا الاعتماد"، وردد اتهامات ظهرت بعد 11 سبتمبر مفادها أن الأصوليين الجهاديين الإسلاميين يحصلون على دعم سعودي إيديولوجي ومالي!؟

    بل أن كيري كشف عن خطة لإنهاء اعتماد أميركا على النفط الشرق أوسطي في غضون عشر سنوات من خلال الاستثمار في الأبحاث لإيجاد مصادر بديلة للطاقة القابلة للتجدد بما فيها الغاز الطبيعي والفحم، وقال: إن أميركا يجب أن تعتمد على قدراتها الخلاقة" وليس على أصحاب القرار في السعودية.

    أيضاً تعهد كيري أن ينشئ مكتباً في وزارة الخارجية مجاملة لإسرائيل "مخصصاً لمكافحة اللاسامية، ورصد الأعمال اللاسامية حول العالم" لإدراجها ضمن التقرير السنوي لوزارة الخارجية حول حقوق الإنسان، وتعهد بإطلاق "حملة دبلوماسية عامة حازمة في الدول العربية والإسلامية لمواجهة اللاسامية والبروباغاندا المعادية لإسرائيل، والتي تتسبب في نشر الجهل والكراهية، وسيكون ذلك في إطار جهد دولي تقوده الولايات المتحدة لنشر التعليم العلماني، وتطوير الاقتصاد، والمبادرات التثقيفية"!!

    وختم مقاله بالتأكيد على أن أميركا في عهده "لن تقدم على أي عمل يهدد العلاقة الخاصة مع إسرائيل، ولن أمارس ضغطاً على إسرائيل لتقديم تنازلات يمكن أن تهدد أمنها"!؟



    الانتخابات..لعبة فلوس ونفوذ!

    وهنا يثار سؤال أهم: لماذا ينجح اللوبي الصهيوني ويؤثر في كل المرشحين في الإدارات الأمريكية المختلفة، وليس هناك دور للعرب في التأثير علي الانتخابات الأمريكية؟

    في لقاء سابق سألت الدكتور عبد الرحمن العمودي (الأمين العام للمجلس الإسلامي الأمريكي، أحد أكبر المنظمات الإسلامية الأمريكية) عن سر فوز مرشحين موالين لإسرائيل في انتخابات الرئاسة والكونجرس الأمريكي، بل وتكالب المرشحين على أصحاب النفوذ اليهودي، فرد بعبارة واحدة موجزة قائلاً: "اللعبة السياسية في أمريكا هي لعبة فلوس في النهاية، ومن يدفع أكثر هو الذي يتحصل على نفوذ أكبر، فالنفوذ يأتي بالفلوس "!

    وضرب مثلاً واحداً من انتخابات عام 2000م بقوله: لو عرفت أن اللوبي الصهيوني جمع بنفسه 100 مليون دولار في الحملة الانتخابية الأخيرة للرئيس بوش، وأن العرب قدموا بالمقابل 300 ألف دولار فقط لحملة بوش الانتخابية حينئذ يمكنك أن تعرف كيف يؤثرون عليه؟!

    وحتى نعرف تأثير الدعم المالي علينا أن نعرف أنه يوجد الآن رجل صهيوني في الإدارة الأمريكية موجود منذ أيام كلينتون وهو (روبرت كلارك)، وكان يسمى وقتها The male - أي: الدخيل - في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومعروف أنه جاسوس على الحكومة الأمريكية لصالح إسرائيل والموساد وعرف عنه ذلك.

    ورغم ذلك جاء أحد أعيان اللوبي الصهيوني في حملة بوش عام 2000م، وطلب من بوش أن يظل هذا الرجل (كلارك) في موقعه ولا يتم عزله مقابل الدعم المقدم لبوش، فاستمر هذه الصهيوني في منصبه ولا زال موجوداً، وهذا يرجع للنفوذ المالي اليهودي؟!

    وقد روى عضو ناشط في منظمة إسلامية أمريكية واقعة أخرى من انتخابات الكونجرس الأخيرة فقال: إن أحد أعضاء الكونجرس قال لنا: "يا عرب يا مسلمين..ميزانيتي للانتخابات 2 مليون دولار، 50 - 55% منها أتحصل عليها كهبات من الشركات الكبرى؛ لأن لها مصالح معي، و45% من ميزانيتي للانتخابات تأتيني من اللوبي الصهيوني.. فهل تستطيعوا أن تنافسوا اللوبي الصهيوني وتقدموا لي 45% من ميزانية انتخابي كي أؤيد مطالبكم؟!".

    ومع أن مسألة النفوذ المالي الصهيوني معروفة في لعبة الانتخابات الأمريكية منذ زمن؛ فلم يحدث أن تكتل العرب يوماً للعب دور منافس حفاظاً على مصالحهم في مواجهة المصالح الإسرائيلية، وما أنفقته بعض الدول العربية الخليجية في بعض المرات جاء إما لتحقيق مصلحة ذاتية قصيرة، أو كمجرد هبة للمرشحين دون مقابل حتى ولو كانوا موالين للوبي اليهودي؟!

    وهناك عشرات القصص عن مرشحين أمريكيين مالوا نحو المصالح العربية، وخاصموا النفوذ الصهيوني، وهاجموا إسرائيل فكان جزاؤهم تكتيل النفوذ والمال اليهودي ضدهم، وإسقاطهم في الانتخابات، وأبرز مثال معروف هنا هو (السيناتور الأميركي السابق) بول فيندلي الذي أسقطه اللوبي الإسرائيلي في أمريكا عندما جمع لمنافسه مبلغ مليون دولار لدعم حملة انتخابه، وكانت هذه سابقة في تاريخ الإنفاق في الانتخابات المحلية في ولاية ألينوي لعضوية مجلس النواب في الكونجرس.

    ولا يعني هذا أن النفوذ المالي وحده هو الذي يحكم اختيارات الناخبين الأمريكان رغم أنه يأتي في المرتبة الأولي بسبب التنظيم والخبرة التي يتمتع بها اللوبي الصهيوني الذي بدأ نشاطه عام 1950م، فهناك عوامل جديدة بدأت تؤثر في اتجاهات الناخبين مثل: العداء للمسلمين والإسلام الذي تزايد عقب 11 سبتمبر، واستغله الصهاينة في مزيد من تعميق نفوذهم، وسعي مؤرخين موالين للوبي المسيحي الصهيوني للتركيز على الجذور الإنجيلية للأمريكان، والروابط الدينية بين اليهود والمسيحيين الأمريكان في مواجهة الإسلام.

    وقد فطن لذلك تجمع المنظمات الإسلامية والعربية الأمريكية، ولكن بقيت عقبة فارق الخبرة الكبير بينهم وبين اللوبي الصهيوني وهو 52 عاماً؟!



    نقلاً عن موقع المختار الإسلامي.

  3. #303
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    لماذا يفضل المرشحون الأمريكان إسرائيل على العرب؟من منكم يعرف بابواغينيا الجديدة؟


    مفكرة الإسلام: بابواغينيا الجديدة بلاد لا يكاد أحد من الناس عامة يسمع عنها، وهي أحد دول شرق آسيا, بلاد ذات تنوع استثنائي من الناحية الاجتماعية، فلديها 840 لغة يتحدث بها بضعة آلاف من الأعراق المتنافسة في حكومات صغيرة، تعكس الانقسامات الهائلة من الناحية الإثنية والثقافية والمناطقية.

    إن عدد اللغات في بابواغينا الجديدة يساوي عدد اللغات في إفريقيا كلها, وتعتبر دولة 'بابواغينيا الجديدة' أغنى أمم الأرض من حيث التعددية الثقافية اللغوية، إذ فيها نحو سدس لغات العالم البالغ عددها 6000 لغة.

    بابواغينيا الجديدة أحد دول العالم الجديد الذي صنعته الولايات المتحدة الأمريكية لتأييد سياساتها, وهو مجتمع تقليدي يتألف من آلاف القبائل المتنافسة بما فيهم المسلمين، الذين يمثلون أحد الأقليات في تلك الدولة، وهذا ما أصبح يمثل لهم مشكلة في ظل نظام الأغلبية .

    ما هي بابواغينيا؟

    يجدر بنا أن نذكر أن هذه الدولة تقع أقصى شرق العالم إلى الشرق من إندونيسيا وشمال أستراليا وجنوب الفليبين، وهي بلاد جبلية تمتاز بكثرة الغابات.

    · العاصمة : بورت موريسبي.

    · المساحة : 178ألف ميل مربع.

    · عدد السكان: قرابة 5 مليون نسمة.

    · أهم المجموعات العرقية:سيان, بابوي, نيجريتو, ميكرونيسيان, بولينيزي.

    · الديانة : الديانة الرسمية المسيحية وتمثل 66%, وحوالي 34% معتقدات أخرى بما فيها الديانة الإسلامية.

    · اللغات السائدة: اللغة الميلانيسينة وهي اللغة السائدة والمشتركة بين الأعراق المختلفة, الإنجليزية ويتحدث بها1%-‌2%, والموتو ويتحدث بها في منطقة البابوا فقط, هذا إلى جانب 715 لغة أصلية ولغات أخرى دخيلة.

    النِّصف الشَّرقي من جزيرةِ غينيا الجديدةِ قَدْ قُسِّم بين ألمانيا [ شمال ] والمملكة المتحدة [ جنوب ]عام 1885م, والمساحة الأخيرة قَدْ ضمت إِلى أستراليا عام1902م, التي احتلَّتْ القسم الشَّمالي خلال الحرب العالمية الأولى، واستمرت تحت إدارتها لفترة طويلة, وقد وقعت أيضًا تحت الاستعمار الهولندي والألماني والبريطاني، ثم تحت وصاية الأمم المتحدة، حتى نالت استقلالها عام 1975م بعد ثورة انفصالية على جزيرة بوجاينفيل قام بها نحو 20 ألف مواطن، وقد انتهت عام 1997م.

    دخل الإسلام إلى هذه الدولة بوصول المسلمين الأوائل إليها عام 1972م كعمال متقاعدين ودبلوماسيين من ماليزيا وأندونيسيا بعد استقلال البلاد، حيث قاموا بدور الدعوة إلى الإسلام فيها.

    وفي عام 1981م أعلن أحد مواطني هذا البلد -وهو من أصل بريطاني- دخوله في الإسلام, وفي عام 1986م دخل في الإسلام عدد آخر من أهل البلاد الأصليين، حتى وصل عدد المسلمين في عام 2000م إلى 2000 مسلم، وهم يتزايدون باستمرار بصورة كبيرة، رغم كثرة العوائق الموجودة في العمل الدعوي هناك وكذلك قلة الدعاة.

    وقد أسس المسلمون في هذه البلاد مركزًا إسلاميًا في العاصمة بورت موريسبي عام 1998م، بمساندة المجلس الإقليمي للدعوة الإسلامية في جنوب شرق آسيا والباسفيكي ومقره في ماليزيا, وفي عام 1996م أنشئت ثلاثة مراكز إسلامية جديدة، ويجري الآن بناء مسجد كبير يتسع لـ1500 مسلم.

    وأنشئت عام 1981م الجمعية الإسلامية لغينيا الجديدة لرعاية شؤون المسلمين، وأسست أقسامًا للشباب وشؤون المرأة، وتصدر الجمعية مجلة شهرية تناقش أحوال المسلمين وأهم قضاياهم.

    وأصبح في هذه البلاد 7 مراكز إسلامية لها نشاطات دعوية وتعليمية لتعليم المسلمين أمور دينهم، وما تزال الدعوة الإسلامية في هذه الأرض الخصبة تحتاج لتضافر الكثير من الجهود المخلصة، حتى يزداد انتشار الإسلام في تلك البقعة النائية التي نأمل أن تشملها وأمثالها من تلك البقاع رعاية الحكومات الإسلامية وكذلك الشعوب؛ حتى تصبح منارات للإنسانية في كافة أرجاء المعمورة.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  4. #304
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في كولومبيا ومواجهة الأخطار



    مفكرة الإسلام: قليلة هي المعلومات التي نعرفها عن حال الإسلام والمسلمين في دول أمريكا الجنوبية، ولن نكون مبالغين عندما نقول: إننا لا نكاد نعلم أي شيئ عما يدور للمسلمين في تلك البقعة النائية من الكرة الأرضية من أحداث, لذلك رأينا أن نخرج في رحلة ونمخر عباب البحار والمحيطات التي تفصل بيننا وبين تلك البلاد؛ لنتعرف أحوال إخواننا المسلمين هناك.

    كولومبيا: تقع كولومبيا في أقصى الشمال الغربي من قارة أمريكا اللاتينية، وتطل على المحيط الهادئ من الغرب، والكاريبي من الشمال، بشمالها الغربي تحد ببنما، وتشترك في حدودها مع فنزويلا والبرازيل، وتحدها جمهورية بيرو وإكوادور من الجنوب.



    احتلها الأسبان في سنة 1509م، وأطلقوا عليها اسم غرناطة الجديدة، وكانت تضم كولومبيا وبنما, وفي سنة 1718م أصبحت هذه المستعمرة مركزًا لنائب ملك أسبانيا، وظهرت جمهورية كولومبيا الكبرى سنة 1817م، وكانت تضم بنما وفنزويلا, وإكوادور، وانسحبت فيما بعد فنزويلا، وإكوادور من هذا الاتحاد بعد ثلاثين سنة، وتغير اسم كولومبيا من جديد وأصبحت تعرف بغرناطة الجديدة، ثم إلى الولايات المتحدة الكولومبية ثم جمهورية كولومبيا بعد انسحاب شريكتيها.

    · العاصمة: بوجوتا.

    · المساحة : 1.150.000كم2,وتحتل المكانة الرابعة من حيث المساحة على مستوى أمريكا اللاتينية بعد البرازيل، والأرجنتين، وفنزويلا.

    · عدد السكان: وصل تعداد السكان في يوليو2004م إلى 42.310.775مليون نسمة، بينهم 40 ألف مسلمين.

    · الديانة: المسيحية الديانة الأولى وتمثل 90%, ويمثل الإسلام 0.1% والباقي ديانات أخرى.

    · اللغة : الأسبانية اللغة الرسمية.

    · المجموعات العرقية: 58% أسبان برتغاليين,20% بيض, 14% ميولاتو'ملون هجين', 4% أسود,3% خليط من السود والهنود الحمر الأمريكان, 1% هنود أمريكا الحمر.

    · أول مركز إسلامي تأسس عام 1993م، وقد قام بتأسيسه مدير المركز نفسه بعد 3 سنوات من إسلامه.

    · المساجد والمؤسسات الإسلامية: هناك عدد كبير من المؤسسات الخيرية والمنظمات الإسلامية والمساجد، مثل مسجد بلال الحبشي مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام, ومسجد الجمعية الخيرية الإسلامية في برانكيا'مسجد ذي النورين عثمان بن عفان', والجمعية الخيرية في بيدوبار, ومسجد مياكو.

    · المدارس الإسلامية :مدرسة دار الأرقم والمدرسة العربية الكولومبية, ومدرسة مياكو.

    ويذكر أن تلك البلاد قد وطئتها أقدام المسلمين منذ فترة طويلة خلال رحلات مسلمي قرطبة عبر بحر الظلمات 'المحيط الأطلسي'، التي استفاد منها 'كولومبوس' فيما بعد، والتي ذكرها المسعودي في كتابه 'مروج الذهب' الذي كتب عام 956م, وذكر أن الإسلام دخل إلى أمريكا اللاتينية ومنها كولومبيا منذ اكتشاف أمريكا في القرن الخامس عشر، مع العبيد الذين جلبوا من شمال وشرق إفريقيا، وقد استقر أغلبهم في البرازيل، ثم انتشروا في باقي أنحاء أمريكا الشمالية والجنوبية، والأغلبية الساحقة لهؤلاء العبيد كانوا من المسلمين، الذين أرغموا على ترك دينهم تحت التهديد والتعذيب، وذاب الكثير منهم في هذه القارة، وتنصر من تنصر تحت الإكراه البدني والنفسي والمعنوي، وعليه تقهقر الإسلام في هذه القارة.

    وكانت هناك محاولة ثانية للهجرة في القرن السادس عشر، وبعد تحرير العبيد وعودة الكثير منهم إلى هذه الديار، بالإضافة للهجرات المكثفة في خمسينيات القرن الماضي من الهند وباكستان ولبنان وسوريا عامة, بينما كان معظم المهاجرين من الشام من مسلمين وعرب مسيحيين، ولم يكونوا على معرفة باللغة الأسبانية - لغة كولومبيا- الأمر الذي عانوا منه كثيرًا في وسيلة الحوار والتعامل مع الشعب الكولومبي, هذا وقد تمركز أغلبهم في البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وكولومبيا، وهكذا كان الوصول الأول للإسلام إلى العالم الجديد مبكرًا، كما أثبته الكثير من المؤرخين المنصفين.

    وتعيش أغلب الجاليات المسلمة في العاصمة بوكوتا وميكاو, وكذلك في مدينة برانكليا، وفي كالي ومايكو, أما أكبر تجمع للمسلمين في كولومبيا يوجد في مدينة ميكاو, ورغم الحياة البسيطة التي تعيشها هذه المدينة، إلا أن فيها ما يزيد على 5 آلاف نسمة من السكان العرب 80% من المسلمين السنة و20% من الشيعة، والباقي من الدروز والمسيحيين العرب، ومعظمهم من لبنان وسوريا، وتبدو حياة هذه المدينة وكأنها قرية عربية.

    وعندما نتحدث عن معاناة الجالية المسلمة في كولومبيا لا يمكن أن نغفل الحديث عن تجارة المخدرات والكوكايين -التي تعتبر أحد مصادر الدخل الرئيسة للكثير من أبناء كولومبيا، كما أنها من المشكلات العضال التي تواجهها الحكومة الكولومبية- نذكر بالحزن والأسى أن هذه التجارة المحرمة شرعًا وعرفًا قد أغرت الكثير من المسلمين في كولومبيا، وانغمسوا فيها، وجلبت لهم الويل والدمار لهم ولأبنائهم، وانعكست سلبًا على جل الجاليات الإسلامية، وخاصة أن هذه التجارة ترعاها عصابات واسعة القوة والنفوذ، وتملك تنظيمات سياسية وعسكرية، ويتعاون معها مسؤولون كبار في هذا البلد, وكذلك نظرًا للفقر والحاجة وضعف الموارد المالية، حيث أنه من المعلوم أن كولومبيا تعيش حياة أمنية مضطربة مع شدة الفقر والمشكلات الاقتصادية المعقدة, بالإضافة إلى تخلي الدول الإسلامية والعربية عن المسلمين الكولومبيين.

    ومما يؤسف له أيضًا ما تواجهه الجالية المسلمة في كولومبيا من خطر الذوبان والانقراض، بسبب الإقبال على الزواج من غير المسلمات، في ظل ظروف صعبة يواجهونها وعداء من بعض الطوائف الدينية المتعصبة.

    وبالرغم من سيادة النظام الديمقراطي في كولومبيا، والذي مكن الكثير من المسلمين للوصول إلى أماكن مرموقة في الحكم، إلا أنهم ذابوا في هذا المجتمع، وأصبحوا مسيحيين لا علاقة لهم بالإسلام.

    وفى ظل غياب التعليم الإسلامي، وندرة المساجد والدعاة والكتب الإسلامية، يتعرض أبناء الجالية للجهل بدينهم وعقيدتهم، خاصة وأن هناك عددًا كبيرًا منهم يتبع عادات أمهاتهم المسيحيات؛ من زيارة الكنائس والمشاركة في الاحتفالات الدينية، وهذا هو التحدي المطروح على المسلمين في كولومبيا ومعظم دول أمريكا اللاتينية.

    ومن الطريف أن إحدى المدن بكولومبيا يبلغ أعضاء الجالية الإسلامية فيها ثلاثين شخصًا، وللأسف أنه لم تقام صلاة جماعة بينهم قط، والأكثر من ذلك أنهم لم يسمعوا كلمة الله أكبر من قبل في هذه البلاد منذ ثلاثين سنة، وعندما سمعوها بعد مرور هذه الفترة الطويلة قام أحدهم وخطب، وحمد الله أن سمع هذه الكلمة قبل أن يموت.

    ويرى الباحثون المعنيون بمسلمي كولومبيا ضرورة الاهتمام بشؤون الجالية الإسلامية في كولومبيا، وخاصة المرأة المسلمة، في البرامج التعليمية والدروس الدينية, وتفعيل المؤسسات واللجان الاجتماعية المتعلقة بشأن الأسرة.

    وللحفاظ على الأقلية الكولومبية المسلمة، يرى الباحثون المعنيون بأحوال الجالية أنه لابد من دعم مشروعات الدعوة وبرامجها وتغطية احتياجات الجالية، وكذلك إقامة مشروعات استثمارية تفتح فرص عمل لأبناء الجالية والمسلمين الجدد, وتشارك السلطات المحلية والدولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وتقوم أيضًا بدفع نسبة من الربح للدعوة الإسلامية تنفق في بناء المساجد والمدارس، وتنظيم المخيمات الشبابية والدورات الشرعية، وطبع الكتب وترجمتها.

    كذلك اقترحوا تأسيس مدارس ومعاهد علمية إسلامية، مهمتها تعليم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم والتعريف بالإسلام لغير المسلمين، مع ترجمة ونشر الكتب الإسلامية باللغة الأسبانية.

    وطالبوا بالعمل على إنشاء شبكة اتصالات معلوماتية لنشر الثقافة الإسلامية عبر الانترنت، مع السعي في إنشاء قناة تلفزيونية إسلامية في أمريكا اللاتينية تكون ناطقة باللغة العربية والأسبانية، أو فتح نافذة إعلامية عن طريق إحدى القنوات في كولومبيا لساعات محددة، يتم من خلالها تقديم الإسلام في صورة صحيحة وبأساليب عصرية مشوقة.

    ولأننا تعودنا دائمًا التفاؤل في أمرنا كله؛ فيجدر بنا أن نذكر ما قامت به بعض الجمعيات الإسلامية في كولومبيا من مجهودات دعوية وتعليمية، بغية الحفاظ على أبناء الجالية من الضياع، وما زالت الجهود المبذولة من قبل بعض الجمعيات والدعاة لنشر الإسلام في كولومبيا بسيطة جدًا، ولا تكاد تذكر.

    وكذلك فقد استطاعت بعض الجمعيات والمراكز الإسلامية في كولومبيا -وخاصة في مدينة ميكاو، ومدينة بوجوتا، وجزيرة سان أندروس، وسانتا مارتا، وألبي لدوبار، وكوكوتا- أن تؤدي خدمات شتى ساعدت في الحفاظ على هوية الكثيرين تحت خيمة الإسلام، كما استطاع بعض الشيوخ والدعاة خلق صحوة داخل أوساط الشباب الكولومبي المسلم، رغم قلة الإمكانيات والمدارس والمساجد والدعاة.

    ونرى أنه من الإنصاف بيان إن المسلمين في كولومبيا يعيشون بسلام مع المواطنين الآخرين، ويتمتعون بعلاقات طيبة مع الحكومة الكولومبية, ويندمجون مع قطاعات الشعب المختلفة، وقد تفاجأ عندما تعلم أن المركز الإسلامي هناك يقيم نشاطات مشتركة مع الكنيسة الكاثوليكية الكولومبية؛ مثل الندوات والمؤتمرات الثقافية وقد يمتد الأمر إلى القضايا السياسية أيضًا، ولا أدري أيعد هذا من الإيجابيات أو السلبياتً؟!!!

    ومع ذلك يجدر التأكيد على أن الجالية المسلمة الكولومبية تحتاج بشدة لتضامن إخوانهم من العالم الإسلامي والعربي، وخاصة المنظمات الإسلامية العالمية، التي تهتم بشؤون الأقليات المسلمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  5. #305
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    مظاهر استقبال شهر رمضان عند مسلمي آسيا



    مفكرة الإسلام: هبت علينا نسائم شهر رمضان المبارك ذلك الشهر العظيم الذي تعمنا نفحاته ويغمرنا شذاه ذو العطر الفواح طيلة أيامه المباركة.

    إن شهر رمضان الكريم من أعظم وأجل المحطات الإيمانية في حياة المسلمين والأمة الإسلامية فما أن يهل هلاله المبارك حتى تأخذ وتيرة الإيمان في التجدد والنمو ويقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على تلاوة كتاب الله وتدبر آياته الكريمة, كما تأخذ مظاهر الحياة العامة في التغير ويستوي في ذلك كافة المسلمين عربهم وعجمهم حيث يكثر الإقبال على المساجد, وحضور الصلاة مع الجماعة, وينتعش العمل الخيري, والتكافل الاجتماعي بين كافة طبقات المجتمع المسلم, حيث يهب الأغنياء لمواساة الفقراء والضعفاء والمحتاجين, فما أعظم بركات هذا الشهر العظيم, وما أكرم نفحاته الربانية.



    ومع إطلالة هذا الشهر الجليل الذي ينتظره مئات الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ويتهيئون لاستقباله استقبال الضيف العزيز, نجد أن هناك مظاهر كثيرة لهذا الشهر قد تختلف في بعضها وتتفق في بعضها الآخر من دولة لدولة, ومن مجتمع لمجتمع حسب رؤية كل فئة لهذا الضيف القادم, وفي هذه الواحة الغناء نقتطف بعض الثمار ونتذوق رحيقها, ونرى كيف يؤثر قدوم شهر رمضان على مسلمي بعض دول قارة آسيا.

    ففي الفلبين سمات لشهر رمضان توارثها أهالي هذه البلاد, فإن أيامه تعتبر عطلة اختيارية, فما أن تثبت رؤية الهلال حتى يشترك جمع كبير من الرجال والنساء والأطفال في إقامة الابتهالات احتفالاً بمقدم هذا الشهر, كما يهرع المصلون إلى المساجد لإضاءتها والاعتكاف بها، فهم يعتبرون المسجد طوال أيام رمضان المكان المُختَار للقاءات العائلية.

    وهذه عادات متوارثة تيقنًا منهم بأن رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله، ولابد من التسابق بين العائلات، بعضها البعض، في عمل الخير وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين.

    ويقوم المسلمون مُسرِعون إلى المساجد بعد تناولهم طعام الإفطار, كما هو الحال في دول كثيرة من دول العالم الإسلامي لتأدية صلاة العشاء، وبعدها تقام الأذكار وتُختَم بصلاة التراويح.

    أما بالنسبة لانتهاء الإفطار عند الأطفال, فتجدهم يخرجون مرتدين الثياب المزركشة, حاملين في أيديهم ما يشبه فوانيس رمضان, يغنون أغانيهم الوطنية, ويتجمعون في شكل فِرَق يذهب كل فريق حيث يستقبلون المصلين بالأغاني والأناشيد, ثم يزورون المساكن المجاورة للمسجد، ويظلون على هذه الحال حتى يحين موعد السحور، فيقومون هم أنفسهم بإيقاظ الأهالي لتناول السحور.



    ومن عادات المسلمين في هذه البلاد التي يتميزون بها أنهم يتزاورون خلال شهر رمضان فتقضي الأسر الفقيرة أيام الشهر كله متنقلةً على موائد الأسر الغنية المجاورة دون حرج، كما يجمع الأغنياء صدقات رمضان وتُوزَّع على هذه الأسر ليلة النصف من الشهر.

    ومن الفلبين ننتقل إلى الصين حيث صوم رمضان يكون في المناطق ذات الكثافة العالية من المسلمين إلزاميًا منذ مراحل العمر المبكرة فيلزمون الإناث بأداء الصيام في التاسعة من العمر, ويلزمون الذكور في سن الثانية عشرة، ومن خرج عن هذه القاعدة دون عذر واضح قوبل بالطرد والنفي من المجتمع, حتى التدخين هناك يشكل حرمة كبيرة، ويمنع ممارسته كشرب الخمر تمامًا.

    رمضان في هذه الأماكن مثله مثل باقي البلاد الإسلامية حيث يستعد المسلمون لرمضان بأحسن ما يملكون، فيكون الاستعداد اقتصاديا بجمع الأموال لشراء مستلزمات العادات المتبعة في رمضان، واجتماعيًا حيث يُجمع شمل الأسرة في رمضان.



    و يشكل الجو الرمضاني هنا لوحه إيمانية رائعة حيث لا تكاد تصدق أن من لا يعرفون من العربية سوى 'لا إله إلا الله محمد رسول الله' ينبع منهم ذلك الجو الإيماني الرائع فالأغنياء ينفقون بسخاء من أموالهم، ويعطون فقراء المسلمين كم نرى هنا امتلاء المساجد بالموائد الرمضانية الغنية بشتى أنواع المأكولات، وكل مسلم يأتي إلى المسجد وقد أحضر من بيته ما يستطيع حمله من المأكولات والمشروبات حتى يشارك إخوانه وحتى يستمتع بتناول الإفطار بين إخوانه المسلمين، ومن ثم يصرف المسلمون جلّ ليلهم في التراويح والتهجد والتقرب إلى الله، وكذا دروس توعيه دينيه يقوم بها الأئمة في المساجد.

    أما المناطق التي تكون قليلة الكثافة من المسلمين، ولكن المسلمين يشكلون أعدادًا لا بأس بها قد تصل إلى عشرات الآلاف يكون الجو الرمضاني أقل حيوية.



    أما الفئة الثالثة من المسلمين نرى أن بها ما يشبه المأساة حيث قلما تجد كبار السن والعجزة يؤدون العبادات ومن بينها الصلاة وصيام رمضان، وفئة الشباب ويشكلون الأغلبية يتهربون، بل ومهددون بالذوبان وهجرة عقيدتهم، وهذا يعود إلى انعدام التوعية المستمرة الدائمة لهم بشكل عام.

    ولرمضان في الهند نكهته الخاصة ويترقب المسلمون هناك الجمعية الإسلامية'بنيودلهي ' التي تتولى مراقبة هلال رمضان بتنسيق مع جميع فروعها المنتشرة في أنحاء الهند محددين بذلك بداية شهر رمضان الكريم.

    وفي هذا الشهر الكريم يلتئم شمل المسلمين في بيوت الله، ويسمح قانون العمل الهندي للمسلم بتقديم ساعتين لمغادرة الدوام الرسمي في نهار رمضان, وتكون أوقات تناول الإفطار عند غروب الشمس مكتظة بعباد الله الصائمين حاملين معهم كل ما تيسر لديهم من مأكولات خاصة بشهر رمضان إلى المساجد، حيث يتناولون الإفطار سويًا، وأكثر من يستفيد من هذه الظاهرة الحسنة هم الفقراء والمساكين .

    بعد صلاة العشاء يبدأ مسلموا الهند في صلاة التراويح, وفي شهر رمضان يكون تسابق الأعيان في أشده في جلب الأئمة الحافظين والمتفقهين في الدين للإقامة في مساجدهم طوال الشهر.



    وإلى جانب صلاة التراويح تكون هناك صلاة التهجد، وإقامة الحلقات والدروس الدينية والثقافية عن الإسلام.

    وفي رمضان يكون للمدارس الدينية المنتشرة في ربوع الهند دور فاعل وملحوظ في تيسير حياة المجتمع الإسلامي هناك، ابتداء من تحديد مواعيد الإفطار والإمساك حتى تحفيز الجيل والنشء الجديد على حفظ القرآن والأحاديث النبوية.

    ومن أطرف وأفضل العادات لغالب القرويين المسلمين في الهند عند قدوم رمضان أنهم يقومون بتخزين مقتنياتهم من التلفازات والأطباق اللاقطة للفضائيات ويخرجونها بعد نهاية شهر رمضان.

    ولرمضان في روسيا حيث يعيش أكثر من 25 مليون مسلم مذاق آخر حيث يقبل المسلمون في هذا الشهر الفضيل إقبالاً شديداً على إحياء كل ما يمكن إحيائه من شعائر وعادات وتقاليد إسلامية.



    بالإضافة إلى مظاهر البهجة والفرح بقدوم هذا الضيف الغالي العزيز والتي تتمثل في إنارة المساجد ورفع الأعلام التي تحمل الشهادتين على المنارات ويزداد المصلين بشكل واضح وبارز مع تباعد المساجد.

    يخرج الشباب بالسيارات يجوبون الشوارع و الطرقات يحملون أعلام تحمل الشهادتين, كما تزين السيارات الكبيرة باللون الأخضر, وتوضع صور مكة والمدينة على النوافذ ومع قسوة البرد وتساقط الثلوج في رمضان إلا أن الشوق لهذا الدين وإحياء هذا الشهر يفوق كل المعوقات.

    كما يفطر الكثير على شكل جماعات في المساجد أو المنازل أو حتى الدوائر الحكومية في الجمهوريات الروسية التي يقطن أغلبيتها المسلمون .

    يحي كثير من المسؤولين ليالي العشر الأواخر من رمضان بمجالس الذكر والطاعة, كما يقدم كثير من المحسنين موائد الإفطار والعشاء والصدقات للفقراء والمساكين في مطاعم المدن, وأماكن التجمعات, كالأسواق وغيرها, وتجتمع القبائل في بداية الشهر الكريم والعائلات كي تتبادل التهاني.

    وفي كمبوديا حيث يعاني المسلمون الكثير من الظلم والاضطهاد, والأوضاع فيها مؤسفة للغاية ويمثلون حوالي 5% من تعداد السكان والذي يبلغ حوالي 11 مليون نسمة أغلبهم وثنيون؛ يكون لرمضان شأن آخر حيث يكون أغلب الاعتماد على دولة ماليزيا في رؤية هلال رمضان, بينما يعتمد القليل منهم على المملكة العربية السعودية ولذلك يختلفون دائما في بدء صيام رمضان.



    ويكون إعلان دخول شهر رمضان في الإذاعة أو في التلفاز متأخرا ومع الأسف الشديد ليس في كل بيت مسلم عنده مسجل أو تلفاز أو هاتف والكهرباء غير موجودة أصلا في قرى بعيدة لذلك أكثرهم دائما لا يصومون في اليوم الأول من شهر رمضان و يتناولون السحور مبكرا جدا في الساعة الثانية والنصف ليلا ويمسكون عن المفطرات قبل الفجر الصادق لمدة عشرة دقائق أي وقت الإمساك .

    و يعتمدون على تقويم هجري مطلقا في الفطر وأحيانا يختلف عن الوقت الحقيقي فيفطرون قبل دخول وقت أذان المغرب بخمس أو سبع دقائق كما أن هناك بعض المساجد يضرب بالدف لإعلان دخول وقت الإفطار وقليل منهم يؤدون صلاة المغرب في المسجد والباقون مدمنون بالتدخين ويوجد من المسلمين من لا يصوم ولا يبالي في أي شهر كان إما لجهل أو كسل.

    وتعتبر الدروس والمحاضرات والدعوة إلى الله تعالى في شهر رمضان المبارك قليلة جدا لقلة رجال الدين والدعاة المتمكنين من أهل البلد ووجود عدد يسير من الدعاة من بلدان أخرى.

    وأما اجتماع الناس على التراويح فهم عدد قليل لا بأس به في المسجد ويسرعون في صلاة التراويح ويصلونها بثلاث وعشرين ركعة ويوجد بعض النسوة يصلين معاً في جماعة في مساجد أخرى.



    وأماعن التهجد والاعتكاف فلا وجود له عند مسلمي كمبوديا عامة ولا يعرفون فضلهما لا من بعيد ولا من قريب .

    ويوجد أيضا مشروع إفطار صائم من بعض جمعيات إسلامية وهيئات عالمية, أما زياراتهم ولقاءاتهم الاجتماعية قليلة جدا لفقرهم وانشغالهم بالبحث عن لقمة عيش.

    وهكذا يتضح أن استقبال شهر رمضان المبارك لا يختلف كثيراً بين المسلمين ولا يقف أي شئ كائناً من كان دون الاحتفال بهذا الشهر والتعبير عن الفرح بقدومه ولا عجب فشهر رمضان دائما ما يأتي محملاً بالبركات والبشر في كافة مناحي الحياة.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  6. #306
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    طوف وشوف رمضان في الغرب (البرازيل)



    مفكرة الإسلام: شهر رمضان الكريم شهر عزيز على كل مسلم شهر البركة والرحمة يقول عليه الصلاة والسلام: ' أتاكم رمضان، سيد الشهور، فمرحباً به وأهلاً '، وقال عليه الصلاة والسلام: ' أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم رحمة الله '، رمضان شهر العبادة والطاعات، شهر العفة والنقاء، والطهر والصفاء، رمضان شهر التوبة والصيام، والصلاة والقيام، رمضان شهر القرآن، شهر التهجد والتراويح، والأذكار والتسبيح، له في قلوب الصالحين بهجة، وفي قلوب المسلمين أينما وجدوا في أي بقعة من بقاع العالم فرحة, فشهر رمضان أفضل شهور العام، لأن الله سبحانه وتعالى اختصّه بأن جعل صيامه فريضة، وركناً رابعاً من أركان الإسلام، يلتزم المسلم بصيامه وقيامه كل سنة, وفيه تسمو النفوس، وتصفو القلوب، و تتجلى القوى الإيمانية، يدع الناس فيه ما يشتهون، ويصبرون عما يرغبون، استجابة لربهم، وامتثالاً لخالقهم، وطاعة لمولاهم, بغية الوصول إلى درجات الجنان العليا.

    ولرمضان في كل دولة من دول العالم شكل و طعم يختلف باختلاف أوضاع وأحوال أهل تلك البلاد, و من نعم الله على المسلمين في الغرب أن يهيئ من عباده الصالحين من يحرص على إقامة المراكز الإسلامية التي تقوم بأدوار هامة بالنسبة للمسلمين على مدار العام وبصفة خاصة في شهر رمضان المعظم، وهذه المراكز تفتح الباب أمام أبناء الجالية المسلمة في تلك البلد كي يتواصلوا معاً ويتفاعلوا مع ما تقدمه من أنشطة.

    ونحن خلال الشهر الكريم نطوف إن شاء الله بين دول مختلفة لنتعرف مظاهر استقبال الشهر الكريم في تلك الدول, ونتفقد أحوال إخواننا من المسلمين هناك.

    ونبدأ اليوم رحلتنا بإحدى دول أمريكا اللاتينية وهي البرازيل حيث يقطنها حوالي 1مليون مسلم من جملة السكان البالغ 153320000 نسمة فهيا بنا إلى هناك.

    دخل الإسلام في البرازيل مع المهاجرين العرب والمسلمين الذين هاجروا من البلاد العربية وبخاصة بلاد الشام إلى أمريكا اللاتينية والشمالية في أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن الـ 20، لكنَّ الإسلام كان موجودًا قبل ذلك في هذه البلاد، وإن كانت هذه الفترة التاريخية بين القرنين الـ 19 والـ 20 هي التي تعتبر بداية إقامة المجتمع الإسلامي في البرازيل.

    وهناك من يقول بأن دخول الإسلام إلى دول أمريكا اللاتينية بصفة عامة ومنها البرازيل بدأ عندما وصلها الأندلسيون، وتقول الروايات إن من أوائلهم 'شهاب الدين بن ماجد' والبحار 'موسى بن ساطع'، ومن الجدير بالذكر أن هناك رأياً يقول بأن مغاليس زميل كريستوفر كولومبس كان مسلماً أندلسياً، وقد هاجر بعض المسلمين الأندلسيين سراً عبر شواطئ البرتغال هرباً من اضطهاد محاكم التفتيش النصرانية بعد سقوط الأندلس, ثم تلتها مرحلة قيام تجار الرقيق باختطاف الأفارقة من ساحل أفريقيا الغربي في القرن السابع عشر الميلادي عندما كانت تجارة الرق شائعة عالمياً وبيعهم إلى بعض دول أمريكا الجنوبية لتوفير الأيدي العاملة هناك وكان أغلب الذين اختطفوا من الساحل الأفريقي من الأفارقة المسلمين, وقد كان مع هؤلاء المستعبدين شيوخهم الذين يعظونهم ويرشدونهم ويفقهونهم في الدين، وينزلون معهم الأكواخ ويعلمونهم القرآن ومبادىء الشريعة الإسلامية السمحة.

    وبعد أن ازداد عددهم، وقويت عزيمتهم، قاموا بعدة ثورات إسلامية تحررية، كان من أهمها تجمع المتمردين منهم في 'بالميرس' في شمالي البرازيل، في القرن السابع عشر، ولم تستطع السلطات البرتغالية إيقاف مد المسلمين إلا بعد مقاومة طويلة والاستعانة برجال الحدود من مقاطعة باوليستا أي 'ساوباولو'.

    ثم حدثت سلسلة من الثورات في العقود الأولى من القرن التاسع، قام بها هؤلاء المسلمون في الأقاليم الساحلية خاصة في 'باهيا' وكانت قيادة الثورات بأيدي شيوخ الهاوسا، لكن ثوراتهم سحقت بمنتهى الوحشية والقسوة، وقد أجبرهم البرتغاليون على ترك دينهم وتغيير أسمائهم، لكن المسلمين لم يستسلموا وظلت ثوراتهم تتكرر وآخرها تلك الثورة الشاملة التي قامت في 'باهيا' عام 1835.

    وقد قاد الثورة ووجّهها الشيوخ ومعظمهم من ممالك البورنو وسكوتو، وكانوا مؤدبين ووعاظاً وأئمة مساجد ومعلمين للقرآن الكريم، لكن البرتغاليين سحقوهم بوحشية، وظلّت جثث المسلمين تتعفن مدة طويلة على قارعة الطريق، وفي عتمة 'السنزالات' الخربة، وهذه السنزالات عبارة عن أقبية كان البرتغاليون يودعون فيها أولئك المسلمين الذين سُحقت ثورتهم، ويقال إن كلمة 'زنزانة' جاءت من هذه اللفظة البرتغالية.


    وخمدت الثورة بعد ذلك إلى الأبد وتنصّر من المسلمين من تنصّر بالقوة واستشهد من استشهد، وعادت الوثنية إلى أعداد منهم، وما زالت بعض شعائر الوثنية تقام بينهم إلى اليوم في البرازيل.

    وتقول الروايات أن النقوش الموجودة في سقوف كنائس باهيا والسلفادور فيها عدة آيات من القرآن الكريم دون أن يشعر القيمون عليها بذلك، لأنهم لا يجيدون العربية، ويتصوّرونها مجرد رسوم، وفي الأصل كانت هذه الكنائس مساجد.

    و بعد ذلك كانت هجرة بعض العرب المسلمين من سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها قبيل الحرب العالمية الأولى إلى تلك الدول لطلب الرزق والتجارة, ثم الهجرة المتأخرة للعرب المسلمين أي بعد الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا.

    كما يرجع تاريخ بناء المساجد في البرازيل إلى الثلاثينات من هذا القرن، ومع فكرة بناء أول مسجد تأسست أول جمعية خيرية إسلامية عام 1929م، واشترت أرضه في سنة 1935م ووضع حجر أساسه في سنة 1948م ، وأُكمل بناؤه في حوالي سنة 1960م,وعندما تم بناء المسجد ظهر كيان الأقلية المسلمة واتسع نشاطها فأخذوا في بناء مدرسة إسلامية وحتى وقتنا هذا لم يتعد عدد المدارس الإسلامية أربع مدارس، ثم حصلت الجمعية الخيرية الإسلامية على أرض من الحكومة لتكوين مقبرة للمسلمين.

    تعتبر دولة البرازيل من الدول النائية والبعيدة عن المجتمعاتِ الإسلامية الرئيسية، سواءٌ تلك التي تحيا في بلادٍ إسلامية، أو تلك التي تعيش في دولٍ غير إسلامية، ولكنها نجحت في تثبيت أنفسها داخل المجتمع الذي تعيش فيه، وأوجدت لنفسها كيانًا كبيرًا يرتبط بالشعوب الإسلامية الأخرى، وبالتالي يحرص المسلمون في البرازيل على استقبالِ شهر رمضان، باعتبارهِ وسيلةً لتأكيد الهوية الإسلامية للمسلمون في البرازيل.

    وشهر رمضان في البرازيل يُعتبر من المناسبات عظيمة القيمة لدى المسلمين، حيث ينتظرونه من أجل تجديد انتمائهم الديني، شأنهم في ذلك شأن جميع المسلمين الذين يعيشون في بلاد المهاجر غير الإسلامية، ويعلنون قدوم الشهر وفق تقويم مكة المكرمة، إلا أن البعض قد يختار بلدًا آخر فيصوم على أساس إعلانها، وبالرغم من عدم وجود أي نوع من وسائل الإعلام الخاصة بالجالية الإسلامية إلى الآن.فمثلاً فليس لهم مجلة تنشر المقالات عن الإسلام وعظمته وترد على الافتراءات والشبهات التي ينشرها المغرضون، فأكثر البرازيليين لا يعلم شيئاً عن الإسلام إلا ما يصله من مصادر مضللة، وليس لهم إذاعة مسموعة تقوم بإرشاد الأسرة المسلمة هناك، كما أنه ليس لهم إذاعة مرئية توضح العبادات وتشرح العقيدة وتوصل إلى الأطفال ما عجزوا عن فهمه عن طريق القراءة، وتعرض على الشباب بالصورة الحية المنتقاة بهدى القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم,إلا أن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهَدة تعلن خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنِّئين المسلمين.

    وتختلف عاداتُ المسلمين في الشهر الكريم عنها في باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب حتى ولو كنَّ لا يرتدينه خارج الشهر الكريم، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء الشهر، وذلك تأثرًا بالدفعة الروحانية التي حصلت عليها فيه.

    ومن عادات المسلمين قبل الإفطار أن يكثر الازدحام أمام محلات الحلويات اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، ويغلب الطابع الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان بالنظر إلى غلبة أعداد المهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل، ويتناول المسلمون طعام الإفطار، وهناك ميزة في مسألة الإفطار في البرازيل، حيث تعتبر برامج الإفطار الجماعية والأسرية من أهم ما يُميز السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد ويتعذر عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، وإما من محسنين أغنياء.

    وتهتم المؤسسات الإسلامية العربية وبخاصة الخليجية في إقامةِ مثل هذه الولائم, أيضًا يهتم القائمون على المراكز الإسلامية البرازيلية بإقامتها من أجل التعريف بالإسلام، ولهذه الوجبات أثرٌ سياسي إيجابي على المسلمين في البرازيل، حيث تُظهرهم كتلةً واحدةً مما يدفع الساسة لخطب ودهم لثقلهم السياسي.

    وبعد الإفطار يتوجه الرجال والصبية وبعض النساء لأداء صلاة المغرب، وقد يتناول البعض الفطور في المسجد، ويهتم المسلمون البرازيليون بأداءِ صلاة التراويح، باعتبارها المنسك البارز في شهر رمضان، ومن أبرز المساجد في البرازيل مسجد عمر بن الخطاب في مدينة فوز دي كواسو ومسجد أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، وهي الضاحية التي يعتبرها البعض عاصمةَ المسلمين في البرازيل، حيث تنتشر المراكز الإسلامية مثل مكتب 'هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية' و'مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي'.

    وفي شهر رمضان يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم وتعليمه لأبنائهم، حرصًا على هويتهم الإسلامية في تلك البلاد غير الإسلامية، كما تنظَّم المسابقات الثقافية ومسابقات حفظ القرآن الكريم طوال الشهر.

    إلا أنه رغم ما سبق ذكره فهناك بعض المشكلات التي قد تعوق أداء المسلمين لشعائرهم، وفي مقدمتها عدم رفع الآذان من المساجد، ، أيضاً مشكلة اللغة التي تعوق تعلم المسلمين الجدد- سواء من المواليد الجدد للمسلمين أو للوافدين- حديثًا على الإسلام، حيث لا يجيد هؤلاء اللغة العربية,وكذلك حالة التعليم الديني التي لا تبعث على التفاؤل، فلا توجد مدارس بالمعنى الكامل لتعليم الدين واللغة العربية وإنما هي فصول محدودة تقوم بهذا العمل بإمكانيات ضعيفة، ويعاني أبناء المسلمين صعوبة بالغة في الالتحاق بها بسبب البعد الشاسع وصعوبة المواصلات، وخاصة على الأطفال, فإذا أضفنا لذلك النقص في عدد المدرسين المتخصصين، وعدم وجود الطرق الحديثة لتعليم اللغات، وعدم وجود الكتاب المشوق للأطفال, لعرفنا أسباب واقع التعليم المتواضع للمسلمين في البرازيل.

    ومع ذلك يحاول المسلمون هناك التغلب علي هذا العائق الخطير بتحضير الأشرطة الدينية باللغتين العربية والبرتغالية التي تعتبر اللغة الرسمية في البرازيل، كما يهتمون بمشاهدة البرامج الدينية على القنوات العربية التي يصل بثُها إلى البرازيل إن تيسر لهم ذلك.

    وهناك أيضاً مشكلة الزواج حيث أصبح الجيل الجديد الناشئ في أرض البرازيل أقرب إلى العقلية البرازيلية منه إلى الروح الإسلامية، بمعنى أن الشاب يريد أن يختار زوجته، وكثيراً ما يختار زوجته من فتيات الوطن الجديد، والمشكلة الكبرى هنا هي عندما تتزوج المسلمة من غير المسلم حيث كثرت هذه الظاهرة في السنين الأخيرة وتلك عقبة أولى في تكوين أسر لها قوام إسلامي في أرض المهجر.

    كما أن ضعف الانتماء الديني لدى بعض المسلمين البرازيليين يعتبر مشكلةً، حيث يتم استقطابهم لبعض الجماعات السياسية التي تكون في الغالب مضادةً للتوجهات الإسلامية.

    وهكذا نكون قد اطلعنا على أحوال المسلمين عامة في البرازيل وخاصة في شهر رمضان رجاء أن يكون لهم نصيب من اهتمام إخوانهم في الدول الإسلامية مع دعاؤنا لهم بالثبات على الحق وإعلاء راية الإسلام في تلك البلاد وإلى اللقاء في بلد آخر إن شاء الله.

    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  7. #307
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    مسلمو كوبا لا بواكي لهم




    مفكرة الإسلام: هكذا نبدأ حديثنا اليوم ونحن في طريقنا لزيارة أحدى دول الكاريبي لنتعرف كيف يعيش المسلمون هناك, ترى أيكون حالهم أفضل من غيرهم من الأقليات التي سبق لنا الحديث عنها؟ أم يكون واقعهم مطابق للعنوان الذي استهللنا به موضوعنا عن المسلمين في كوبا, أحبتي في الله أعيروني آذانكم وقلوبكم لنبدأ معاً زيارة تلك البقعة النائية محاولين إماطة اللثام عن أحوال المسلمين هناك.

    كوبا: دولة في أمريكا الوسطى من أكبر جزر الآنتيل بين خليج المكسيك و البحر الكاريبي و الأطلسي جنوبيّ ولاية فلوريدا, يبلغ طول الجزيرة 1125 كم ومتوسط عرضها 145 كم وتبعد عن ساحل فلوريدا حوالي 145 كم, فيها الكثير من الثغور أهمها سنتياكو دي كوبا الذي يقع قرب هافانا وماتانساس وسينفويجوس وكوانتيناموا و المناطق الجبلية.

    · العاصمة: هافانا.

    · عدد السكان: 11, 184,023نسمة.

    · المساحة: 100,860كم.

    · الديانة: المسيحية الديانة الرسمية وتبلغ نسبتها 85%, تليها اليهودية وديانات أخرى بينها الإسلام وتمثل 15%.

    · المجموعات العرقية: 37% بيض, 11% سود, 51% ملون, 1% صينيين.

    · اللغة: الأسبانية.

    اكتشف جزيرة كوبا كريستوفر كولومبس سنة 1492م وغزاها الأسبان حيث أقاموا فيها مستعمرة قوية عام1511م, احتفظت أسبانيا بسيطرتها على جزيرة كوبا حتى نالت استقلالها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وظل تاريخها مرتبطاً بعلاقتها بها, كما ظل اقتصادها معتمداً على الزراعة ذات المحصول الواحد.

    استمر تواجد الجنود الأمريكيين في جزيرة كوبا حتى عام 1902 مع بقاء الحق للولايات المتحدة بالتدخل مما أدى إلى احتلالها لمرتين ثانيتين في عام 1906م وعام 1912م مما أعطى للأمريكيين فرصة لامتلاك مزارع وصناعات كثيرة.

    بعد الحرب العالمية الأولى ظهرت مساوئ الاعتماد على محصول زراعة السكر فقط بعد انتعاش لم يعمر طويلاً, لم يلبث ذلك أن انعكس على نشوء دكتاتوريات محلية فجاء الدكتاتور جيراردو ماشادو, ثم في عام 1950م ظهر الدكتاتور فولهنسيو باتيستا والذي اضطر للهرب إلى جمهورية الدومنيك عام 1959م مما أعطى الفرصة لفيدل كاسترو أن يحتل العاصمة وعين نفسه رئيسا للوزراء بمساعدة تشي جيفارا.

    و مما يجدر الإشارة إليه أنه في 23فبراير عام 1903م، قامت كوبا ممثلة برئيسها طوماس - الذي كان يحكم في تلك الفترة- بتأجير الولايات المتحد الأمريكية قاعدة جوانتانامو بمقابل 2000 دولار أمريكي في عهد الرئيس تيودور روزفلت و كان هذا امتناناً من الرئيس الكوبي للمساعدة التي قدمها الأمريكيون لتحرير كوبا؛ احتج الثوار الوطنيون على ذلك القرار، و على إثر ذلك لم تقم كوبا بصرف الشيكات اعتراضاً على قرار الإيجار و على الرغم من ذلك ترسل الولايات المتحدة الأمريكية شيكاً بقيمة 2000 دولار سنوياً إلى حكومة كوبا.

    و في أزمة صواريخ كوبا في أكتوبر عام 1968م لغم فيديل كاسترو القاعدة لمحاولة إجلاء الأمريكان، لكن الرئيس جون كندي رفض التدخل في القاعدة وأكد حقه في استئجارها.

    دخول الإسلام لكوبا: يذكر التاريخ أن وجود العرب في كوبا يعود بدء تاريخه إلى قرون عديدة منذ عبر كولومبس المحيطات, حيث دلت بعض المؤشرات الديموغرافية على وجود موريسكيين في أطقم رحلات كريستوف, وكانت أول مراسم التحريم الصادرة عن التاج الإسباني عبر 'أوامر ملكية' منتظمة صدرت طيلة القرن السادس عشر تنبه السلطات الأسبانية الاستعمارية إلى الوجود غير القانوني في العالم الجديد لأشخاص انقلبوا مجدداً إلى 'موريسكيين' وتلك هي التسمية التي عرف بها المسلمون الإسبانيون القدامى ' موريسك'.

    وقد شملت المراسم الملكية أيضاً على العبيد المنتمين إلى مجموعات عرقية إفريقية كالبربر والجولوفي الذين اعتنقوا الدين الإسلامي.

    ولقد كان لوجود الموريسك الواضح في القارة الأمريكية صدى في كوبا؛ ففي عام 1593 تم تعميد رجل موريسكي، بربري الأصل، في خورية هافانا الكبرى، اتخذ لنفسه اسم 'خوان ديلا كروس' تلك الطقوس الدينية كان يقيمها كبار رجال الجزيرة المستعمرون.



    وتشير بعض الحقائق التاريخية أيضاً لتؤكد على ما سبق قوله بأن وجود المسلمين في جزيرة كوبا يعود إلى عهود الرق القديمة، فقد اصطحب 'كريستوف كولومبس' العبيد على متن سفنه ليكتشف الأمريكتين وعندما أطلت عليهم الجزيرة صاحوا وقالوا 'قبة قبة' أي الأرض فسميت بذلك كوبا.


    وفي فترة انتصار الأسبان على المسلمين في الأندلس، وما تلا ذلك من محاولات التهجير لطمس معالم عروبتهم وإسلامهم على مدى 123 عاماً بعد سقوط مدينة غرناطة، جيء بالعديد منهم إلى كوبا وتمت تصفيتهم جسدياً.
    فقد وصل مدينة هافانا في عام 1596 بضعة عشرات من العبيد المسلمين، من بينهم مجموعة يعود أصلها إلى ممالك المغرب وفاس وتونس وطرميسين إضافة إلى اثنين من الموريسك.



    و من المعروف أن البرازيل كانت أهم دولة في أمريكا اللاتينية فيها أسواق لبيع العبيد، حيث مازال بها حتى الآن الأماكن التي كان يباع فيها العبيد، فقد كان القراصنة البرتغاليون يذهبون إلى السنغال لخطف الرجال والنساء والأطفال وبيعهم أرقاء في عهد الاستعمار البرتغالي للبرازيل، إذ كانت تجارة الرقيق وقتئذ هي تجارة العصر التي تدر أرباحاً طائلة على أصحابها، وقد قدر بعض المؤرخين أن عدد الذين وصلوا أرقاء إلى البرازيل وكوبا ودول أخرى مجاورة من المسلمين الأندلسيين والأفارقة حتى عام 1888م بما يزيد على 6 ملايين.


    أما البقية الباقية من الأفارقة المسلمين في كوبا فقد تعقبتهم محاكم التفتيش الأسبانية وأجبرتهم على التخلي عن عقيدتهم وديانتهم التي هي الإسلام، وحاول بعضهم الاختفاء تحت أسماء مستعارة حتى جاءت الثورة الشيوعية لـ'فيديل كاسترو' وجففت منابع الدين وهدمت المساجد.



    تلك الآثار الوثائقية تسمح لنا بأن نصف المرحلة الأولى من تأثير العرب في كوبا بأنه أسباني - موريسكي وموريسكي - شمال إفريقي أتى به العبيد وأشخاص أحرار انقلبوا إلى الكاثوليكية.



    و نلاحظ أن أحد مظاهر هذا التأثير يتمثل واضحاً في بصمات الفن المعماري، إذ أنه خلال القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر تميز الفن المعماري في هافانا و ريميديوس و سانتياغو دي كوبا وغيرها من المدن بالطراز المدجن، كإرث هام من مدرسة إشبيليا الموريسكية في التشييد.

    إن الطراز المدجن ملحوظ في المباني الدينية والمدنية الواقعة في الجزء التاريخي من مدينة هافانا كما في كنيسة الروح القدس، ودار الحرف رقم 12، ودار الكومت تاكون رقم 4, وفي مدينة ريميديوس في كنيسة المدينة الكبيرة.

    لقد ترك الإستعمار الإسباني في كوبا بصمات عربية أخرى منها الآثار اللغوية في اللغة الأسبانية بآلاف من المفردات وصلتها من اللغة العربية، وكذلك في بعض العبارات اللغوية الكوبية، واستخدام أنواع كثيرة من البهارات من أصل موريسكي في الأكلات المحلية والكثير من النباتات العطرية في الحدائق عندهم.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  8. #308
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    عرض كتاب:
    المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل


    المؤلف : التجاني بولعوالي

    يبدو التجاني بولعوالي مشغولاً في كتابه بأسئلة تطرح نفسها بقوة على مسلمي الغرب، خاصة أن هذه القضية قد دخلت حلبة الصراع الفكري والسياسي الدوليين، ولم تعد مجرد شأن محلي أو داخلي بين المهاجرين والدول التي قصدوها بحثاً عن ظروف أفضل للحياة. وبولعوالي، مغربي مهاجر إلى هولندا، متخصص في النقد الأدبي والدراسات الألسنية، وإلى جانب ذلك فقد تلقى دراسات دينية، ولديه اهتمام خاص بالقضية الأمازيغية. وهو ينطلق من تجربته الخاصة، ومن الحوار الممتد الذي تشهده هولندا بشأن المهاجرين المسلمين، ومن جدال وسجالات ونقاشات فكرية شارك فيها في أوساط الجالية الإسلامية، ليقدم في كتابه مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول هذه القضية الخلافية.
    يرى الكاتب أن ثمة إشكالات عميقة تعتري واقع المسلمين في الغرب، وأنه يتوخى إثارة بعض جوانبها، وإماطة اللثام عن المسكوت عنه من قضايا المسلمين بالمهجر، ليكشف عن الوجه الحقيقي للإسلام أمة وتاريخاً وحضارة، وهو وجه يخالف مطلقاً ماعليه حال أغلب المسلمين الآن، أو ما تظهره وسائل الإعلام المختلفة من رؤى وتحاليل وآراء تسيء إلى الإسلام والمسلمين. ويحدث ذلك نتيجة جهل بعض وسائل الإعلام الغربية بحقيقة الإسلام، أو تجاهله لتلك الحقيقة باعتبار أنه منخرط في صراع حضاري محموم مع هذا الوافد عليه، الذي راح يتغلغل في الحياة اليومية الغربية مزاحماً ببريق ثقافته المتميزة ثقافة الآخر، ومصادماً بقيمه الخاصة عادات وتقاليد الآخر.
    والحالة التي يبدو عليها الإسلام في الغرب، كما يقول المؤلف، تقتضي التنقيب عن الأسباب الخفية والمعلنة التي تقف وراء ذلك. وهذا التنقيب يبدأ من نقد الذات الإسلامية والعربية التي لا تمثل نفسها خير تمثيل في الغرب، مما يصعد من النظرة المهينة والمحتقرة للمسلمين. وبعد هذا النقد يمكن التأسيس لحوار منفتح ومعقلن، بين مسلمي الغرب أنفسهم أولاً، ثم مع الآخر. وإذا لم نتمكن، حسب تعبير بولعوالي، من إقامة حوار صريح مع الذات والهوية، فإننا بالضرورة سوف نفشل في إقامته مع الآخر أياً كان. وآلية الحوار تمكننا، بشكل أو بآخر، من الكشف عن حقيقتنا الضائعة بين أنقاض الصراعات المتتالية التي ضيعت علينا فرص الدعوة العقلانية والممنهجة لإسلام معتدل ومتسامح. لقد أصبحنا بفعل هذه الصراعات أمام صورة لإسلام مهشم، لا يمثل من الإسلام الحقيقي الخالص إلا الطقوس والعبادات واللباس، أما ذلك الوجه الحضاري والعلمي والأخلاقي فلا نلمسه إلا عند أفراد منعزلين يحيون خارج أسوار المجتمع.
    يصف المؤلف شعور أغلب المسلمين في الغرب بأنهم بين خيارين أحلاهما مر: الاندماج أو الإحجام، اي إن عليهم الاختيار بين الانفتاح المشروط بشروط الغرب أو الانغلاق؛ فإما ثقافة الغرب التي تضمن لهم العيش الكريم أو قيم الإسلام التي تضمن لهم سخط الغرب وعدم رضاه. وتكاد مثل هذه الرؤية ذات البعدين الأبيض والأسود تهيمن على بنية التفكير لدي المسلمين الموجودين في الغرب.
    غير أن هناك فئة قليلة استطاعت أن تشكل رؤية ثالثة، تستوحي خطوط التماس الإيجابية التي تحجبها أحكام القيمة التي يكوِّنها كل طرف عن الآخر. ويمكن استناداً إلى تلك التماسات أو القواسم المشتركة التوصل إلى صياغة ثقافة مشتركة بين الطرفين؛ ثقافة مبنية على قيم إنسانية ينتفي فيها التعصب الديني أو الأيديولوجي، مسكونة بهموم الإنسان النفسية والاجتماعية والثقافية، وهي هموم تتخطى كل الحواجز الإثنية والعقائدية والأيديولوجية وغير ذلك. ولإرساء هذه الثقافة يمكن استيحاء كل ما تمت مراكمته من موروثات أخلاقية وحضارية، يستمدها المرء من الدين الذي يؤمن به، أو من المنظومة الاجتماعية والفكرية التي يندرج فيها.
    ولا يخفي الكاتب انزعاجه البالغ من انتشار مظاهرالتحلل الأخلاقي في الغرب، وخاصة الشذوذ الجنسي والاغتصاب المنظم والاستغلال الجنسي للأطفال، ويشير إلى أن بعض المصادر تؤكد أن ثمة جمعيات لها صلة بالسلطة تشجع على نشر ظاهرة اللواط بين أطفال المسلمين وشبابهم، وتقف وراء إشاعة مثل هذه الظواهر الشاذة ترسانة من الأجهزة المختلفة التي تستخدم شتى الآليات، إعلامية كانت أم تربوية. ولكن الوجه الآخر للمعادلة، وهو ما يجعلها صعبة، أن هذه البلاد ذاتها هي التي عاملت المهاجر المسلم بالمعروف، وقبلته بين ظهرانيها معززاً مكرماً، في حين أنه مرفوض في وطنه، وغير مسموح له بالاستقرار في إحدى الدول العربية أو الإسلامية الغنية، فهي تفتح أبوابها للأوروبيين والأمريكيين وتغلقها أمامه.
    إن السلوك المتردد للمسلم في الغرب، بين الإقبال على شتى جوانب الحضارة الغربية ذات الجانب المادي أو النفعي، والإحجام عن الحيثيات الأخلاقية والسلوكية السائدة في المنظومة الغربية، يدفع الغربي إلى اعتبار مثل هذا السلوك نفاقاً أو تناقضاً. لكن ما يراه الغرب ازدواجية أو تناقضاً ليس كذلك في حقيقته، إذ يعبر عن الرغبة في اكتساب نوع من المناعة ضد الجانب المرفوض من الحياة الغربية، لكن الغرب لم يتسن له بعد إدراك هذه الإشكالية التواصلية، التي قد تحدث نوعاً من القطيعة الثقافية والمعرفية بين الطرفين. لكن، إلى متى يظل المسلمون في الغرب متمسكين بحبل المناعة التي تتخذ كثيراً طابع الانزواء والتقوقع، فإذا أفرطوا فيها أصبحت تطرفاً وغلواً، وإذا فرطوا أصبحت انصهاراً وتحللاً؟ هذه هي الإشكالية التي يتعين مواجهتها.
    يسرد التجاني بولعوالي في كتابه كثيراً من المواقف والتجارب الشخصية، ويستعين بها على تأكيد أفكاره. ويشير المؤلف إلى أن كتابه يركز على النموذج الهولندي، على اعتبار أنه يعيش في هولندا، لكنه يؤكد أن أفكار الكتاب وإشكالياته لا تتعلق بهولندا وحدها، بقدر ما تتخذ منها منطلقاً نحو الأصقاع الاوروبية الأخرى، أو نموذجاً مصغراً يمكن أن ينطبق بشكل ما على باقي النماذج الغربية الأخرى، خصوصاً أن ثمة قواسم مشتركة كثيرة من بينها تاريخ الهجرة وأسبابها، وجنس المهاجرين، واعتقاداتهم، والاصطدام الكائن بين هوية المهاجرين والثقافة الغربية، وإخفاق سياسة الاندماج، وتدهور الاوضاع الاقتصادية.
    يحاول المؤلف تحديد “آليات وأساليب” تسهل تعايش المسلمين المهاجرين مع ثقافة البلد الذي يوجدون فيه، وتراعي نوعية العادات والتقاليد السائدة هناك. وأهم هذه الآليات تتمثل في تعلم لغة البلد الذي يستقرون فيه، حيث تسهل لهم أداء الواجبات المفروضة عليهم، واستيعاب قوانين الدولة. والواجبات لا ينبغي أن تُحتزل فيما يصدر عن المؤسسات الرسمية والحكومية، بقدر ما تتخطى ذلك إلى كل ما يربطهم من علاقات ومصالح بالآخرين، أفراداً كانوا أو مؤسسات، وبواسطتها أيضا يتيسر عليهم نيل حقوقهم.
    إن غياب مثل هذه الإمكانية- امتلاك اللغة- جعل أعداداً من مهاجري الجيل الأول والثاني يتخبطون طوال أكثر من نصف قرن، في سوء التواصل أو انعدامه مع مكونات المجتمع الذي يستقرون فيه، فحُكم عليهم بالتقوقع والانعزال في تكتلات صغيرة ينظر إليها الغربيون بعين الريبة والتخوف.
    وفي هذا النطاق يدعو الكاتب إلى إدراج آلية فقه الواقع، واعتماد فهم ديني لين بخصوص المسائل التي تعرقل تحقيق التعايش السلمي مع الآخر. وهذه مهمة علماء الأمة، فهم مدعوون إلى تطويع المقولات الفقهية التقليدية التي تنظر بالأبيض والأسود إلى العالم، وتقسمه إلى دارين لا ثالث لهما: دار الحرب ودار السلم. وهم بذلك يقدمون أكثر من 50 مليون مسلم يقيمون بالغرب كبش فداء للحيرة والتناقض والانفصام.
    ويدعو الكاتب كذلك إلى تأكيد نقاط التماس والالتقاء الكائنة بين ثقافة المسلمين الأصلية وثقافة الغرب، وهي نقاط لا تحصى، مع تأجيل أو تجاوز نقاط الخلاف والتوتر. ويبدأ ذلك من الأخذ بالمشترك الإنساني الذي يوفق بين سائر البشر. ولا جدال في أن كل مجموعة بشرية تنفرد بخصوصيات تميزها عن الأخرى، لكن مع ذلك الاختلاف الملموس يمكن التسليم بأن ثمة قواسم مشتركة من شأنها أن توحد بين البشر وإن تباعدت الملل والألسنة والثقافات. وهذه القواسم نابعة من طبيعة الإنسان البيولوجية وهيئته النفسية وتركيبته العقلية، حيث التماثل في بنية الجسم والشعور والتفكير من شأنه أن يجعل هذا الكائن الحي يحن إلى كل من تجمعه به هذه المكونات والسمات، وبذلك يقبل عفوياً أو منهجياً بناء جسر التعامل معه.
    ويؤكد المؤلف أهمية غرس فكرة أن الإسلام لا يعادي أحداً، بقدر ما يواجه الذي يبدأ الاعتداء. ومثل هذا الموقف لا يضع الإسلام في موقف المعادي، وإنما في موقف المدافع عن وجوده. هذه الفكرة ينبغي أن توضع نصب أعين مسلمي الغرب، الذين ينساقون كثيراً خلف بعض التفسيرات الخاطئة التي ترى في غير المسلمين أعداء تجب محاربتهم. ويتناسى هؤلاء أن مجتمع المدينة المنورة ليس إلا صورة لمجتمع متعدد الأعراق والثقافات والمعتقدات والألسنة وغير ذلك، وهذه الصورة لا تختلف إلا شكلياً عن التعدد الذي يطبع المجتمع الغربي المعاصر. ولا ينبغي أن تظل هذه الحقيقة مرهونة بفكر النخبة وتنظيراتها، وإنما يجب أن تُعمم على سائر الصعد، وبين مُختلف الشرائح الاجتماعية.
    وآخر التوصيات في أجندة المؤلف هي الاستمرار في الحملة التي بدأتها العديد من الجمعيات والمؤسسات لتحسين صورة الإسلام لدى الآخر. وإنجاحاً لهذا المشروع الهادف يعتقد المؤلف أن المسلمين في الغرب ملزمون بتحقيق عنصرين حيويين؛ أولهما البدء في تحسين هذه الصورة لدى المسلمين أنفسهم، وبالتحديد لدى أجيال الهجرة الأخيرة التي تفتقد الوعي الكافي بحقيقة عقيدتها وتاريخها وثقافتها، لأنها هي من سيتسلم في المستقبل القريب مشعل تمثيل الإسلام في الغرب. والعنصر الثاني هو تعميم هذه الحملة أفقياً، على سائر المستويات، كالبيت والمسجد والمدرسة والإدارة والحي والمدينة والدولة وغير ذلك، ورأسياً على سائر الصعد، اجتماعية كانت أو ثقافية أو سياسية أو تعليمية.

    نقلاً عن موقع دروب.

  9. #309
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في أراكان بورما (ميانمار)..


    - تقع دولة بورما (ميانمار حالياً) في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، ويحدها من الشمال الصين والهند، ومن الجنوب خليج البنغال وتايلاند، ومن الشرق الصين ولاووس وتايلاند، ومن الغرب خليج البنغال والهند وبنغلاديش، (ويقع إقليم أراكان في الجنوب الغربي لبورما على ساحل خليج البنغال والشريط الحدودي مع بنغلاديش). وتقدر مساحتها بأكثر من 261.000 ميل مربع، وتقدر مساحة إقليم أراكان قرابة 20.000 ميل مربع، ويفصله عن بورما حد طبيعي هو سلسلة جبال (أراكان يوما) الممتدة من جبال الهملايا. ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، وتقدر نسبة المسلمين بـ 15% من مجموع السكان نصفُهم في إقليم أراكان ـ ذي الأغلبية المسلمة ـ حيث تصل نسبة المسلمين فيه إلى أكثر من 70% والباقون من البوذيين الماغ وطوائف أخرى. ويتكون اتحاد بورما من عرقيات كثيرة جداً تصل إلى أكثر من 140 عرقية، وأهمها من حيث الكثرة (البورمان) وهم الطائفة الحاكمة ـ وشان وكشين وكارين وشين وكايا وركهاين ـ الماغ ـ والمسلمون ويعرفون بالروهينغا، وهم الطائفة الثانية بعد البورمان، ويصل عددهم إلى قرابة 5 ملايين نسمة).

    v وجود المسلمين في أراكان:

    يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (رحمه الله) في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامي 1430 م - 1784م، وقد تركوا آثاراً إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة منها مسجد بدر المقام في أراكان والمشهور جداً (ويوجد عدد من المساجد بهذا الاسم في المناطق الساحلية في كل من الهند وبنغلاديش وبورما وتايلاند وماليزيا وغيرها) ومسجد سندي خان الذي بني في عام 1430م وغيرها.


    v الاحتلال البوذي لأراكان

    في عام 1784م احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي)، وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد، حيث دمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك خلال فترة احتلالهم أربعين سنة التي انتهت بمجيء الاستعمار البريطاني. وفي عام 1824م احتلت بريطانيا بورما، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية. وفي عام 1937م جعلت بريطانيا بورما مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعُرفت بحكومة بورما البريطانية. وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل إخوانهم البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، ومن شدة قسوتها وفظاعتها لا يزال الناس ـ وخاصة كبار السن ـ يذكرون مآسيها حتى الآن، ويؤرخون بها، ورجحت بذلك كفة البوذيين الماغ، ومقدمة لما يحصل بعد ذلك. وفي عام 1947م قبيل استقلال بورما عقد مؤتمر عام في مدينة بنغ لونغ للتحضير للاستقلال، ودعيت إليه جميع الفئات والعرقيات إلا المسلمين الروهينغا لإبعادهم عن سير الأحداث وتقرير مصيرهم.
    وفي عام 1948م وبالتحديد يوم 4 كانون الثاني منحت بريطانيا الاستقلال لبورما شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما أن حصل البورمان على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، ونكثوا على أعقابهم، حيث استمرت في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين الروهينغا والبوذيين الماغ أيضاً، وقاموا بالممارسات البشعة ضد المسلمين.

    v أهم مآسي المسلمين في أراكان

    التطهير العرقي : منذ أن استولى العسكريون الفاشيون على الحكم في بورما بعد الانقلاب العسكري بواسطة الجنرال (نيوين) المتعصب عام 1962م تعرض مسلمو أراكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل.

    - طمس الهوية والآثار الإسلامية: وذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقي يمنع منعاً باتاً من الترميم فضلاً على إعادة البناء أو بناء أي شيء جديد لـه علاقة بالدين والملة من مساجد ومدارس ومكتبات ودور للأيتام وغيرها، وبعضها تهوي على رؤوس الناس بسبب مرور الزمن، والمدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو خريجيها.

    - المحاولات المستميتة لـ (برمنة) الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً. - التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وتوطين البوذيين فيها في قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدي المسلمين جبراً، أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أي تعويض، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة.

    -الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن مثلما حصل في الأعوام التالية: عام 1962م عقب الانقلاب العسكري الفاشي حيث طرد أكثر من 300.000 مسلم إلى بنغلاديش. وفي عام 1978م طرد أكثر من (500.000) أي نصف مليون مسلم، في أوضاع قاسية جداً، مات منهم قرابة 40.000 من الشيوخ والنساء والأطفال حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفي عام 1988م تم طرد أكثر من 150.000 مسلم، بسبب بناء القرى النموذجية للبوذيين في محاولة للتغيير الديموغرافي. وفي عام 1991م تم طرد قرابة (500.000) أي نصف مليون مسلم، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة انتقاماً من المسلمين، لأنهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب الوطني الديمقراطي (NLD) المعارض.

    - إلغاء حق المواطنة من المسلمين، حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً.

    - العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).

    - حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يعتقل عند عودته، ويرمى به في غياهب السجون.

    -حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم، حتى الذين كانوا يعملون منذ الاستعمار أو القدماء في الوظائف أجبروا على الاستقالة أو الفصل، إلا عمداء القرى وبعض الوظائف التي يحتاجها العسكر فإنهم يعيِّنون فيها المسلمين بدون رواتب، بل وعلى نفقتهم المواصلات واستضافة العسكر عند قيامهم بالجولات التفتيشية للقرى.

    - منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانغون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح.

    -عدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته.

    - عقوبات اقتصادية: مثل الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.

    ومن خلال العرض السابق يتبين لنا بجلاء المخطط البوذي البورمي لإخلاء إقليم أراكان من المسلمين بطردهم منه أو إفقارهم وإبقائهم ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة، ولاستخدامهم كعبيد وخدم لهم، حيث إنهم لم يُدْعَوْا حتى لحضور المؤتمر العام، لذلك ينبغي للمسلمين عموماً وعلى أهل الفكر والرأي والمشورة والعلم خصوصاً نصرة قضاياهم، وإعانتهم بكل السبل الممكنة في هذا العصر.

    ولجعل المستقبل أفضل ولصالح المسلمين ـ وإن كان أمر المستقبل بيد الله إلا أننا أمرنا بالسعي ـ يمكن العمل على مراحل عدة: المرحلة الأولى: المطالبة بالمساواة في الحقوق العامة كغيرهم من المواطنين، وتنشيط القضية وتفعيلها من ناحية السياسة الداخلية والدولية حتى يتمكن المسلمون من الحصول على حقوقهم، ويحصلون على التمثيل في البرلمان والحكومات المحلية وغير ذلك، وبذلك تقوى مواقفهم. المرحلة الثانية: المطالبة بتنفيذ رغبة الشعب الأراكاني في تطبيق الشريعة الإسلامية على الإقليم، بكونهم الأغلبية في الإقليم، والإعداد لهذه المرحلة من الناحية الشرعية والدستورية، وتتبعها مراحل أخرى حتى يحصلوا على الاستقلال بإذن الله


    المصدر: أراكان المحتلة

  10. #310
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب ومواجهة التحديات



    السيِّد محمد علي الحسيني اللُّبناني


    من المؤسف جداً أن كرامة الإنسان وحقوقه مهدورة ومصادرة في عالمنا الثالث، حيث يضطر الإنسان للهجرة وهي: عملية انتقال من بلده ومسقط رأسه، إلى بلد آخر يمكنه العيش فيه بكرامة، ويُؤمّن فيه على حياته من الهلاك أو السجن، وعلى ماله من الضياع. أو الانتقال إلى مأوى آخر يمكنه فيه تحقيق أمانيه والعيش باحترام.
    فلذا من النادر جداً أن ترى عائلة من عوائلنا لا يوجد فيها بعض من أفرادها، ممّن اضطر لأسباب أمنية، أو لحروب أهلية، كما في عراقنا الحبيب، حيث اضطر أكثر من مليوني شخص للخروج من بلده ومسقط رأسه ; بسبب الخوف على النفس والعرض والمال، بل وفي فلسطين أيضاًترى الهجرة بسبب الاحتلال، فنرى الألف بحالة تشرد خارج البلاد. أوترى البعض اضطروا للهجرة بسبب الظروف الإقتصادية كما في بلدنا العزيز لبنان، حيث الآن يضطر أغلب الشباب، المُتعلّمُ منهم والكاسب إلى الهجرة ; لعلّه يجد في الغرب أو في ديار المهجر مكاناً أفضل للعيش ولحفظ الكرامة والأمن والآمان. فالنتيجة هي أنّ هناك أسباباً عديدةً للهجرة.
    ولكن كما أنّ هناك نقاط إيجابية من الناحية الحياتية كذلك هناك تحديات سوف يواجهها المغترب المسلم الذي يعيش في الغرب بشكل خاص.
    وهذه التحديات يمكن أن أقسمها إلى ثلاثة أقسام: التحديات الداخلية، الخارجية، رسالة الغرب لنا .
    التحديات الداخلية:
    وهي الصراع بين القيم والأخلاق والتربية والعادات الحسنة والالتزام، وبين الشهوات المستمرة في كُلِّ شارع وسوق، والإنفلات ومساوئ العادات التي تريد من المهاجر منه أن يصبح من حثالات الغرب، في كونه مجرد مستهلك شهواتي، بعيداً عن الآخرة، بل والأجواء الروحية، والاعتقادات الإسلامية والقيم الإخلاقية، والفضائل الإنسانية، فيذوب كالملح في الماء العذب.
    وهكذا وللأسف الشديد سقط بعض الناس من أصحاب النفوس الضعيفة، فكانت الغربة ومساوئها أكبر وأعظم خطراً عليه من البقاء في بلاده. فهذا أمر خطير ينبغي الإلتفات إليه، وأن يحسب له ألف، بل مليون حساب قبل الهجرة خصوصاً من كان معه بنات أو شباب في سنّ مبكّرة، فالخطر سوف يكون مؤكداً أكثر.
    التحديات الخارجية:
    وهي عبارة عن احتمال الإنحراف الثقافي، حيث تبدأ بإسقاط القيم وادخال الافكار الشيطانية، من قبيل كون الدين وسيلة لطبقه من الناس، والدين مجموعة طقوس، ويبدأ الهجوم بالأطفال، وخصوصاً الذين فتحوا أعينهم في عالم غير إسلامي، ولا يتكلم العربية مختلف تماماً سلوكاً وميولاً فتحلّ اللّغةُ الأجنبية ـ نتيجة الاختلاط ـ محلّ اللّغة العربية ويسيطر المناخ الفاسد على الطفل، فيعيش الفساد والرذيلة على انها عادات وتقليد، والمحرمات والمنكرات على انها مدنية ورُقي.
    ولا يعني له القرآن شيئا، ولا الصلاة، ولا الحجاب ولا حرمةشرب الخمر، وحتى السلام يصبح بكلمة (هلو) والوداع (باي)، وينجرُّ الانسان للعلمانية، والتي هي بداية الخطر الانحرافي الثقافي، في إباحة كل المحرمات، وإحلال المُنكرات، وكل هذا لا يلتفت الإنسان له مباشرة إلا بعد مدة، حيث نرى اللُّغة العربية لغة القرآن وأهل الجنة قد أصبحت ركيكة وحتى أهل البيت ا لواحد لا يتكلمون بها.
    وترى من بعد كل هذا تغير عاداتهم وممارساتهم، حتى طريقة اللبس والأكل، وإلى انعدام الالتزام الديني، وفكّ الإرتباط العائلي، بل تنعدم صلة الرحم، فلا احترام للأهل ولا مكانة لهم، ثم يفقد الأهل ابنائهم وتتطوّر الحالة إلى أمور سلبية لا تحصى في هذه العجالة.
    رسالة الغرب لنا:
    بعدما تكلمنا عن التحديات الداخلية والخارجية، نأتي إلى المجتمع الغربي الذي يحمل للمسلم رسالة في كل يوم. يحاول أن يُؤثر عليه من الناحية العقائدية، كأمثال شهود يهوه ـ مثلاً ـ نراهم يدقُّون الأبواب، ويدخلون البيوت، ويُوزِّعون الكُتيِّبات والنشرات، فضلاً عمّن يحاول تنصيرنا في الخارج بالتبشير وغيره، ومن ناحية آخر نرى من يحاول جاهداً أن يجردنا عن التدين والدين بدعوى العلمانية، والعمل على فصلنا بطريق أو بآخر عن مجتمعاتنا وأرحامنا وَمساجدنا وَحُسينياتنا، ويبعدنا عن علمائنا، بل يحثُّ على ترك القرآن، وإذا لم يفلح معنا حوّل اهتمامه للأطفال، لكي تكون النشأة كما قال مسؤول إحدى دوائر الهجرة: إن الجيل الأوّل والثاني من المهاجرين سوف يتأقلم ويذوب في مجتمعنا، بيد أنّ الجيل الثالث سيكون نسخة طبق الأصل عن واقعنا وتقاليدنا وعاداتنا. هذه رسالة الغرب لنا .
    توجيهاتنا للمسلم المغترب:
    أقول: بعدما تحدثنا وأشرنا إلى التحديات وخطرها علينا وعلى أولادنا ومجتمعنا، لا أجد سوى طريقة واحدة للدفاع، وهي الهجوم، نعم الهجوم المضاد.
    فعلينا أن نقف منتبهين للتحديات، بل نزداد إيماناً وتمسُّكاً بديننا في مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية، وأن نحمل رسالة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رسالة الإسلام العظيم، إسلام الرأفة والرحمة، إسلام الإنسانية والعدل .
    إسلام المحبة والكرامة، إسلام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)الذي قال: إن الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدِّين، أو نظير لك في الخلق.
    فنهتمّ بإخوتنا المؤمنين في الغرب، وننشئ مراكز دينية لحماية الجالية الإسلامية من الإنحراف السلوكي والفكري، فضلاً عن المدارس التعليمية، والأماكن الترفيهية، ونهجم أيضاً على الآخرين لتبليغ شريعة سيد المرسلين أيضاً، وهذا هو التحدِّي الأساسي الذي يواجهه كلُّ مسلم في الغرب.
    فعلى المسلم أن ينشر مبادئه ومعتقداته في الغرب، ويدعو إلى الإيمان بالله الواحد الأحد، بالفعل والقول. تلك هي مسؤولية المسلم في الغرب.
    وأن يعمل على قاعدة: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)( ).
    وبلسان: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)( ).
    وَيتأسّى المسلمُ بجعفر بن أبي طالب الطيّار، كيف نزل في بلاد النصارى، وخاطب ملكها ; وكيف بلَّغ بالجامع المشترك بيننا، وهو الله والإيمان بالرسول والآخرة؟
    (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَري اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)

  11. #311
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب بين الاندماج والاستقلالية




    بقلم: يحي أبوزكريّا

    من الإشكاليّات الكبيرة التي تعترض حياة المسلمين في الغرب هو اندماجهم أو عدم اندماجهم في الواقع الجغرافي الجديد الذي هاجروا إليه، ويفضي الاندماج إلى ضرورة ترك المسلمين لمفردات شخصيتهم والتي قوامها المسلكيّة الحياتيّة التي رسم أبعادها الإسلام، فيما تفضي الاستقلالية إلى عزل المسلمين عن الواقع الجديد الذي يعيشون فيه وعندها قد يصونون شخصيتهم لكن ذلك يجعلهم يراوحون مكانهم في السلم الاجتماعي والثقافي وحتى السياسي في الواقع الغربي.

    وإشكاليّة الاندماج أو الاستقلالية لم تصبّح همّاً خاصّاً للمسلمين، بل أصبحت همّاً سياسيّاً يؤرّق كافة الحكومات الغربيّة التي يوجد على أراضيها عشرات الآلاف من المسلمين إلى درجة أنّ العديد من الساسة الغربيين الأعضاء في الأحزاب الحاكمة في الغرب يرفضون تولّي وزارة الهجرة والاندماج لعقدة الملفات المطروحة في أجندة هذه الوزارة، وللإخفاقات الكثيرة التي منيّت بها سياسات الهجرة والاندماج في الغرب، علماً أنّ وزارات الهجرة والاندماج في الغرب تحظى بميزانيّات كبيرة جداً تفوق كل الوزارات الأخرى، ومردّ اهتمام الدوائر الغربيّة بسياسة الاندماج يعود إلى أنّ السبب الذي جعل الحكومات الغربيّة تستورد بشراً من القارات الخمس ومن العالم الثالث على وجه التحديد هو الحفاظ على التوازن السكّاني و بعث الحيويّة والروح في الواقع الاجتماعي و الاقتصادي الغربي، خصوصاً في ظل التضاؤل الرهيب للنسمة الغربيّة.

    وإذا كانت العواصم الغربيّة قد أوجدت نوعاً من التوازن السكانّي واستطاعت أن تعبئّ المناطق الفارغة فيها بالقادمين من العالم العربي والإسلامي والثالث، فإنّ دوائر القرار في الغرب تولي أهميّة قصوى لأمنها المستقبلي، وذلك يقتضي قطع اللحمة بين الجيل المسلم الذي ولد معظمه في الغرب وانتمائه الحضاري حتى لا يكون الواقع الغربي واقعاً اثنيّا متعددّاً من الناحيّة الدينية، ويرى استراتيجيو الاندماج أنّه إذا لا يوجد أمل في تغيير ذهنيّات وشخصيات الآباء بما ينسجم مع مفردات الحياة الغربيّة، فيجب أن تخصصّ جهود جبّارة لتغريب الأبناء الذين فقد 95 بالمئة منهم اللغة الأمّ ، والذين هم أكثر من آبائهم اندماجاً بالحياة الغربيّة من خلال المدرسة والمنتديات الرياضيّة وغيرها، ويعترف هؤلاء الاستراتيجيون أنّ رهانهم الأساس هو على الأبناء دون الآباء؛ لأنّ الطفل المسلم ومنذ ولادته يخضع في الغرب للقواعد الغربيّة التي جعلت لتنظيم حياة الفرد من المهد وإلى اللحد، وهو الأمر الذي يجعل أطفال المسلمين أقرب إلى المعادلة الغربيّة في الحياة من الآباء الذين يعيش أكثر من 70 بالمئة منهم في بطالة كاملة ويتقاضون مساعدات من المؤسسّات الاجتماعية.


    ومع تزايد جرائم الشرف في الغرب ولجوء مسلمين إلى قتل بناتهم بسبب السلوك الغربي لبناتهم ارتفعت الأصوات الغربيّة بضرورة إيجاد سياسة اندماجيّة ناجحة تجعل القادمين من الشرق جزءاً لا يتجزّأ من الواقع الغربي.

    فقد استيقظت السويد على جريمة فظيعة يوم 22-01-2002م حركّت الرأي العام السويدي ومازالت تثير جدلاً سياسياً وإعلاميّاً بشكل لم يسبق له مثيل، وتتمثّل هذه الجريمة في إقدام أحد الآباء من أكراد تركيّا على قتل ابنته فاطمة التي تبلغ من العمر 26 سنة، وذلك بسبب سلوكها المشابه لسلوك السويديات المتحررات من القيود الأسريّة بشكل مطلق، والمجني عليها فاطمة كانت تعيش في كنف أسرتها قبل أن تتعرّف على شاب سويدي سنة 1998م وتقررّ أن تعيش معه عن طريق المعاشرة بدون زواج كما يحدث مع معظم السويديّات، ونظراً لسلوكها هذا فقد ظلّ أبوها يحاسبها على تصرفهّا هذا، فيما قررّت هي أن تقود حركة دعوة الشابات المسلمات إلى الثورة على التقاليد والعادات والمبادئ التي مازالت تتحكم في مسلكيّات كل الأسر القادمة من العالم الإسلامي إلى السويد ، ونظراً لدعوتها هذه فقد احتضنت سياسيّاً، وكانت دعوتها محلّ ترحيب وزيرة الاندماج السويديّة منى سالين المتهمة من قبل الصحف السويدية بعدم تسديد ضرائبها لمصلحة الضرائب.

    ورغم تحذير الأب والأقرباء لها فقد استمرّت تدعو المرأة الأجنبية إلى التحرر المطلق، ورغم وفاة عشيقها في حادث سيارة إلاّ أنّها استمرّت في نفس النهج ، وعندما كانت فاطمة تزور أختها الصغرى في بيتها في منطقة أوبسالا القديمة في مدينة أوبسالا الجامعيّة – تبعد مدينة أوبسالا عن العاصمة السويدية ستوكهولم بحدود 70 كيلومتراً - تسللّ أبوها إلى بيت أختها وأطلق عليها النار مهشمّا رأسها ومن ثمّ سلمّ نفسه للشرطة، وكانت فاطمة تنوي التوجّه إلى كينيا لإنجاز بحث ميداني له علاقة باختصاصها في العلوم الإنسانيّة، وبسبب الإرباكات التي يعيشها المسلمون في السويد بسب تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر – أيلول وبسبب الاحتقان الغربي ضدّ المسلمين فقد تحولّت قضيّة فاطمة إلى موضوع للرأي العام وباتت الصحافة السويدية والإعلام المرئي والمسموع يهتم بهذه القضيّة وإخفاق موضوع الاندماج في السويد، وقد انطلقت تظاهرة كبيرة في مدينة أوبسالا 23- 01-2002م تنديداً بجرائم الشرف، وقد شاركت فيها وزيرة الاندماج منى سالين.


    وتجدر الإشارة إلى أنّ جرائم من هذا القبيل قد انتشرت في السويد بشكل كبير ففي سنة 1994م قتل فلسطيني مسيحي ابنته التي تبلغ من العمر 18 سنة بعد أن قررّت أن تعيش مع شاب سويدي دون إذن أبيها، وفي سنة 1996م قتلت فتاة عربية تدعى ليلى وعمرها 15 سنة من قبل أخيها؛ لأنّها قررت أن تعيش كالسويديّات.

    وفي سنة 1997م قتلت فتاة مسلمة عمرها 22 سنة عندما كانت تغادر مرقصاً، وقام أخوها الذي يبلغ من العمر 20 سنة بقتلها في الشارع، وفي نفس السنة أيضاً 1997م قتلت فتاة كرديّة عمرها 17 سنة من قبل أخيها البالغ من العمر 16 سنة.
    وفي سنة 1999م قتلت فتاة كرديّة لدى زيارة كردستان في العراق من قبل أعمامها الذين اكتشفوا سلوكها السويدي، وجرى إبلاغ السلطات السويدية من قبل بعض ذويها.
    وفي سنة 2001م قتلت فتاة مسلمة من قبل أخيها.
    هذا بالإضافة إلى مئات قضايا الاعتداء والضرب ومحاولة القتل المعروضة أمام المحاكم و عشرات الجرائم الأخرى في مختلف المحافظات السويدية.


    وسعت بعض الجهات السياسية والاجتماعية في السويد إلى تسييس قضيّة فاطمة وغيرها واتهّام العرب والمسلمين بأنّهم غير قابلين للاندماج في المجتمع السويدي، وغير مؤهليّن ليصبحوا جزءاً من المجتمع السويدي علماً أن بعض التيارات السيّاسية تعد أنّ الاندماج لا يعني التخلي عن الدين والثقافة والخلفية الفكريّة للمهاجر العربي والمسلم، ومع ذلك يبدو أنّ أصحاب هذا الطرح تضاءل حجمهم وخصوصاً بعد الحادي عشر من أيلول الأسود في سنة 2001م في الولايات المتحدة الأمريكيّة .

    ومهما كانت الأهداف الإستراتيجيّة لسياسة الاندماج في الغرب، فإنّ المسلمين انقسموا تجاه هذه السياسة إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى وهي التي ذابت بشكل كامل في المجتمع الغربي وباتت تزايد على الغربيين نسيانهم المطلق للقيّم والمبادئ والمفاهيم الروحيّة، وأصبح هؤلاء لا يعترفون بالإسلام كشريعة متكاملة، بل راحوا يذمّون الإسلام من خلال تصرفاتهم وتصريحاتهم ، وأصبح لحم الخنزير في عرفهم الجديد لحماً لذيذاً ، والأفلام الإباحيّة جزءاً لا يتجزّء من التمتّع بالحياة، والعديد من المحلات التي فتحها المنتمون إلى هذه الفئة أصبحت وكراً لكل أنواع الفساد، والكثير من المنتمين إلى هذه الشريحة إمّا لم يكن لديهم التزام بالإسلام في بلادهم أو أصبحت لديهم ردّة فعل كبيرة تجاه بعض الممارسات الإسلامية في بلادهم وأخصّ بالذكر هنا الإيرانيين والأتراك والأكراد.


    والفئة الثانيّة هي تلك الفئة الشديدة الالتزام وتعد وجودها في الغرب اضطراريّاً لأسباب سيّاسية أو اقتصاديّة وبمجرّد زوال مسببات الإقامة في الغرب سيعودون إلى ديّار الإسلام، وتعيش هذه الفئة خارج المعادلة الاجتماعيّة والسياسيّة في الغرب ، لكنّها في المقابل حافظت على التزامها وتدينّها وعقيدتها، ولا شكّ أنّ هذه الفئة تجابه صعوبات متعددّة في دنيّا الاغتراب وتحتسب ذلك عند الله.

    والفئة الثالثة هي الفئة المتمسكة بدينها والمنفتحة على محاسن الحضارة الغربيّة من قبيل النظام والانضباط والحثّ على طلب العلم وتقديس قيمة العمل والعمل الدؤوب، وتعد هذه الفئة انفتاحها على محاسن الحضارة الغربية وإقامة جسور تواصل مع الغربيين مدخلاً ضروريّاً للتعريف بالحضارة العربيّة والإسلاميّة، وبدون ذلك سيبقى الغربيون جاهلين بمقاصد الشريعة الإسلاميّة خصوصاً، وأنّهم يستقون معلوماتهم عن الإسلام إمّا من المستشرقين الغربيين الذين درسوا الحضارة العربيّة والإسلاميّة أو من المستغربين العرب الذين كتبوا عن الإسلام بما يرضي العقل الغربي طمعاً في الجوائز والمخصصّات الماليّة التي تخصصّ لهذا الغرض وهي تقدّر بملايين الدولارات، وإلى هذه الفئة ينتمي المثقفون وحملة الشهادات العليا من المسلمين، والذين بدؤوا يلعبون أدواراً مهمّة في الواقع الغربي.

  12. #312
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في العالم




    بعد أن رحل عام 2000 الذي جعلته الأمم المتحدة عاماً للحوار بين الحضارات وقبل أن ينتهي عام 2001، وبعد أن قطع الدعاة المسلمون أشواطاً طويلة في تعريف شعوب العالم بالإسلام ديناً ومنهجاً، جاءت تفجيرات11 أيلول من السنة نفسها لتعيد عقارب الساعة إلى الوراء ، والى نقطة الصفر وحتى دون ذلك .

    وفي فورة الانفعال بهذا الحدث، خرجت تصريحات عديدة من مختلف النخب السياسية والفكرية في الغرب ، تؤكد أن الغرب غرب والشرق شرق وأنهما لن يلتقيا أبداً. وشبه الرئيس الأمريكي ما حدث بأنه حرب صليبية جديدة ضد قوى الإسلام المتخلف ، وخرج رئيس وزراء ايطاليا بتصريح ألغى فيه العطاء الحضاري للإسلام طيلة قرون عديدة ،إضافة الى تصريحات تاتشر الطاعنة بالإسلام والمسلمين .

    على مستوى النخب الفكرية ، كان مؤتمر المفكرين الأمريكيين ، والذي خرج ببيانه الختامي مؤكداً ما ذهب إليه صموئيل هنتنغتون حول صدام الحضارات ، وما طرحه قبله فوكوياما حول نهاية التاريخ، وبارك تلك الحرب العادلة ، كما اسماها البيان ، والتي تقودها أمريكا ضد قوى الشر والإرهاب في العالم ممثلة بالإسلام والمسلمين من أجل نشر القيم الأمريكية في التقدم والتحضر واحترام حقوق الإنسان.

    هذا التعاطي الانفعالي والمنفلت ، انسحب أيضا على المستوى الشعبي داخل فئات المجتمع الأمريكي خصوصاً والمجتمعات الأوروبية عموماً.

    شاهدنا وسمعنا وقرأنا عن حوادث عديدة استهدفت الوجود الإسلامي في الغرب ، أفراداً ومؤسسات ، وعادت النظرة القديمة الى سابق عهدها ، نظرة الاقصاء والالغاء والشك والريبة تحكم علاقة تلك الشعوب بالوجود الإسلامي في الغرب .

    فتاة عربية تفجر أزمة في الحكومة الإسبانية بإصرارها على ارتداء الحجاب

    * مديرة المدرسة ترفض دخولها بالحجاب.

    * وزيرة التربية تؤيد قرار المديرة.

    * وزير العمل والشؤون الاجتماعية يصف الحجاب بأنه من العادات السيئة ولا يجوز أن تكون مقبولة في اسبانيا.

    * زعيم تجمع اليسار المتحد يصف القرار بأنه إجراء عنصري.

    * السكرتير العام للحزب الاشتراكي المعارض يتساءل: كيف سنبني إسبانيا إذا كان هناك من يفكر بأن الحجاب مثل طهور النساء؟.

    * مستشار التربية في مقاطعة مدريد يصدر أوامره بالسماح للطالبة بدخول المدرسة من دون شروط.

    تاتشر تثير موجة من الجدل في بريطانيا بسبب وصفها (الإسلاموية) بـ(البولشفية)

    * بعد توجيهها اللوم للمسلمين بذريعة أنهم لم يعبروا عن استيائهم بما فيه الكفاية من هجمات سبتمبر (ايلول)الماضي اعتبرت البارونة المحافظة في مقال نشرته صحيفة (الغارديان) أن الغرب عرضة لخطر ماسمته(الارهاب الإسلامي)ووصفت مااعتبرته (الإسلاموية)ب(البولشفية الجديدة)

    توافق في المؤتمر الإسلامي –المسيحي في اسطنبول على إنكار الصبغة الدينية الحصرية للارهاب الدولي

    تحت شعار (الحضارات والتناغم:البعد السياسي)عقد منتدى وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي، وأعلن وزير الخارجية التركي لدى افتتاحه الاجتماع أن (الإرهاب لا دين له ولا حدود ولا يمكن تحديده استناداً إلى هذه القواعد).

    خافيير سولانا ، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي حذّر من الصيغ المجتزأة معتبراً أنه لا توجد حضارة إسلامية واحدة وأن هذه الحضارة ليست محددة جغرافيا ودعا إلى أكبر قدر من التفهم والتسامح مع رفضه التشبيه بين الإرهاب والإسلام .

    وزير الخارجية الأسبق (كونو) يطلق مبادرة حول الإسلام والعالم الإسلامي

    * إن غالبية المسلمين يحبون السلام مثلهم في ذلك مثل معتنقي الديانات والأيديولوجيات الأخرى .

    * تنمية وعي أدق عن الإسلام لدى الشعب الياباني بنشر نتائج الدراسات الإسلامية على نطاق واسع.

    بعض العناوين التي حملتها الصحف العربية في الآونة الأخيرة، والتي تحاول أن تطرح أمام القارئ العربي ما يكتب في أمريكا وأوروبا حول الإسلام والمسلمين، إن على المستوى السياسي او المستوى الشعبي, لا تخلو تلك الأخبار من ثنائية (الفعل – رد الفعل) ، فبعد تفجيرات 11ايلول تصاعدت ردود الأفعال الأمريكية والأوروبية المتشنجة من سياسييها وكتابها تجاه الإسلام والمسلمين، وانسحب رد الفعل على تلك الشعوب ، وأدى إلى ظهور نزعة تجريد الفتيات المسلمات من حجابهن من جديد بعد أن هدأت لفترة زمنية معينة، وهذه المرة في اسبانيا ذات الجذور الإسلامية والتي سبقتها قبل شهور أحداث عنف في الشوارع المكتظة بالجاليات العربية المسلمة، وأخذ النقاش حول حجاب إحدى الطالبات المسلمات مدى بعيداً على المستوى الرسمي والشعبي ،بين الدعوة الى ادماج المسلمين في المجتمع الاسباني ادماجا كاملا وبين الحفاظ على الخصوصيات الثقافية للافراد داخل النسيج الاجتماعي للشعب الاسباني ..وتغلب في النهاية صوت العقل والانفتاح في تلك الأزمة وصدر قرار رسمي على أعلى مستوى تربوي يمنح الطالبة الحق الكامل في الدخول إلى المدرسة وهي مرتدية حجابها..

    وليس بعيداً عن هذا الجو، ما صرحت به تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة واصفة الإسلاموية بالبولشفية الجديدة لتثير جدلا واسعا داخل النخب السياسية والثقافية في بريطانيا بين رافض لهذه التصريحات وبين مؤيد لها وبين طرف ثالث يعتذر عما بدر من رئيسة الوزراء السابقة .تلك التصريحات التي كشفت الخلفية التي تستند إليها تاتشر مع تعاطيها تجاه الإسلام والمسلمين، خلفية المستعمر البريطاني والامبراطورية التي كانت لاتغيب عنها الشمس، وكأنها أيضاً تستذكر الحملات الصليبية والتي كان لبريطانيا فيها قصب السبق، واسم ريتشارد قلب الأسد ليس بعيداً عن الذاكرة.

    هل هي عودة إلى جذور الكراهية والحقد والتعصب تجاه الآخر لتحكم الآن علاقة الغرب بالإسلام والمسلمين؟وهل تصدق تكهنات هنتنغتون حول صدام الحضارات؟.

    منذ التسعينات وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي بدأ بعض الساسة ومراكز الابحاث في التفتيش عن عدو جديد .وطالعتنا صحيفة ((نيويورك تايمز))بالقول تتحول الاصولية الإسلامية بسرعة إلى تهديد رئيسي للسلام الشامل والامن ..ويشبه هذا التهديد النازية والفاشية في الثلاثينات كما الشيوعيين في الخمسينات) 9/سبتمبر/1993

    من خلال هذا النص السمج لايمكن تفادي الوقوع في تعاكس المعنى المؤذي عندما يكون الحديث عن (الاصولية) و(التطرف) وهما ظاهرتان غريبتان عن الإسلام؛ فالأولى ذات جوهر بروتستانتي والثانية كاثوليكية - ايريك رولو/الوجوه المتبدلة للإسلام السياسي/جريدة دبلوماتيك/مارس (آذار)2002 -.

    والآن كيف ينظر المثقفون الأمريكيون لهذا التضاد الحاصل والذي جعل تلك الثنائية بجميع خلفياتها تظهر من جديد؟

    نشرت النيوزويك بطبعتها العربية ثلاث مقالات لثلاثة مفكرين اميركيين، احتوت على العديد من المغالطات:

    المقال الأول حمل عنوان (العالم المعاصر هدفهم) لفوكوياما يتبجح فيه بفوائد الراسمالية واعتبارها الدين العالمي الذي يجب أن يتبع، والدليل على ما يسوقه من استنتاج يصل الى حد اليقين هو انهيار الشيوعية ذلك الانهيار المدوي بعد ما يقارب السبعين عاما من التجربة الواقعية في معترك الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

    إن انهيار الشيوعية لايعني بالضرورة صلاحية الرأسمالية، يل قد يعني في جانب منه عدم صلاحية الرأسمالية ذاتها لأنها مثل زميلتها خرجت من نفس الأرضية الحضارية الفاسدة –الحضارة الغربية –التي أفرزت أيضاً النازية والفاشية والصهيونية، وهي حضارة القهر والعنف والنهب والاستعمار والاسترقاق وإبادة الشعوب، وقد عانى العالم ولا يزال معاناة شديدة منذ صعود تلك الحضارة منذ عدة قرون.

    إلى هذه الحضارة البائسة يدعو فوكوياما الناس إلى الدخول واتخاذ الرأسمالية دينا أوحداً طوعا أو كرها، وانه ليس أمامهم بديل.

    وفي اعتقاده أن الحضارة الإسلامية أخطر العقبات التي تقف في وجه هذا الزحف العولمي والرأسمالي، لأنها يمكن أن تكون بديلا صالحاً للرأسمالية والشيوعية معا،لهذا لابد من اعادة بعث فكرة قديمة هي فكرة صدام الحضارات، مما يعني ضرورة القضاء بالقوة على كل المراكز الثقافية والحضارية والبشرية التي يمكن أن تعارض زحف العولمة وتوحش الرأسمالية.

    المقال الثاني حمل عنوان (زمن حروب المسلمين) لصمويل هنتنغتون، وهو مثل صاحبه لا ينفك عن إيراد المغالطات في مقاله بدءاً بالعنوان الذي يوحي بأن هناك علاقة ضرورية بين المسلمين والعنف والحرب، وكأن العنف اختراع إسلامي مثلاً. يستدل هنتنغتون على عنف الإسلام والمسلمين برصد الحروب الأخيرة بينهم، وهذا يعني من وجهة نظره أن هناك خللاً في الإسلام أو في مفاهيم المسلمين عنه، أنه لابد من تهذيب المفاهيم الإسلامية وإعادة السيطرة على العالم الإسلامي عسكرياً وثقافياً وإلا فإن حربا عالمية بين المسلمين والامريكيين يمكن أن تقع.

    المقال الثالث حمل عنوان (كيف يمكن إنقاذ الوطن العربي) للكاتب فؤاد زكريا، والذي نسج فيه على منوال سابقيه بدءا من هذه المخاتلة في العنوان وانتهاء بما ورد في متنه.

    على الجانب الآخر من النفق الذي يغرق في ظلامه،هل ثمة من أوقد شمعة وأنار مصباحا لنتلمس السبيل بمساعدته؟

    ثلاث إشارات جاءت من أماكن مختلفة:

    أولها الدعوة لعقد مؤتمر لتدريب مسلمي امريكا على أساليب الضغط السياسي.يضم عدة ورش عمل:

    1- كيفية التعامل مع حالات التمييز العنصري.

    2- بناء التحالفات.

    3- صياغة أجندة المسلمين في أمريكا.

    ثانيها: ألمانيا تنفذ برنامجا عن الحوار الحضاري الأوروبي - الإسلامي، يتم من خلاله:

    1- تأسيس شبكات اتصال ولقاءات فضلا عن تعزيز مراكز اللقاءات الموجودة من قبل.

    2- عقد لقاءات مع الشباب ومشاركة النساء فيها.

    3- إقامة ندوات لمناقشة آفاق وأبعاد المجتمع المدني ودور كل من الرجال والنساء فيها وتوعية الأطفال بمفاهيم التعاون الحضاري.

    4- إجراء دراسات وبحوث علمية حضارية.

    5- تعزيز التعاون الحضاري في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية.

    6- تأسيس صفحات في الانترنت تتناسب مع تطلعات الشباب وبناء مستقبلهم.

    وتبقى الورقة (المشروع) التي طرحها وزير الخارجية الياباني الأسبق هي البداية ،التي يجب على الغرب العودة إليها للانطلاق من جديد، وعلى كل مسلم حديث يتفتح في عالم متعدد الاثنيات والثقافات والمذاهب أن يدافع بشغف عن الإسلام المتسامح. يعني ذلك أن علينا الدفاع عن العدالة الاجتماعية والمؤسسات السياسية الديمقراطية والعلاقات الدولية التي تصون كرامة جميع الأمم وسيادتها.

    (النبأ)

  13. #313
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل



    التجاني بولعـوالي
    شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا

    توطئة

    في الحقيقة يحاول هذا المقال إثارة العديد من الإشكاليات التي تقف وراء سوء وتردي التمثيل الإسلامي في الغرب، رغم أن الجالية الإسلامية التي تعيش هنالك تقدر، لا نقول بالآلاف وإنما بالملايين، ورغم أن الدين الإسلامي كما أرساه الرسول صلى الله عليه وسلم، يملك كل الإمكانيات والأخلاقيات التي بتحققها سواء في الفرد أم المجتمع يتحقق حسن الظن والقبول بذلك الدين من قبل الغير. لكن الرياح تهب بما لا تشتهيه السفن، والوضع في الغرب يحبل بما لا ترتضيه الصحوة الإسلامية الهادفة والمنفتحة التي تحاول جاهدة إيصال الوجه النقي والحقيقي للإسلام إلى الغرب، لكن وأسفتاه! هذا الوجه لا يصل إلا مشوها ومزيفا من جراء مجموعة من الأسباب والأوضاع ذات الملابسات والتركيبات المختلفة؛ منها ما لا نملك زمامه بأيدينا، كتلك الأسباب الدولية التي تشكلها وتنسقها السياسة الغربية بدعم من الترسانة الإعلامية الضخمة التي لا شأن لها إلا تشويه وجه الإسلام ونعته بشتى مصطلحات وصفات العنف والإرهاب، ويمضي في هذا المنحى مجموعة من العرابين وسماسرة السياسة المحسوبين على الإسلام. و من الأسباب ما يمكن أن نتحكم فيه بشكل أو بآخر، وبذلك يتسنى لنا توضيح الوجه الحقيقي للإسلام، بغض النظر عن دور العلماء والإعلام الإسلامي الموجه إلى الغرب، يمكن الإشارة إلى دور المسلمين المقيمين بالغرب الذين بإمكانهم تمثيل الإسلام خير تمثيل، عن طريق نشر مكارم أخلاقهم من احترام للآخر، واحترام للمواعيد، والصدق في القول والعمل، والتشبث بتعاليم دينهم مع الانفتاح الإيجابي على ثقافة الغرب، خصوصا على تلك الجوانب التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، والدعوة إلى الإسلام التي تبدأ من الدعوة إلى كأس شاي وإفشاء التحية وغير ذلك من الأمور التي تبدو حقيرة لكنها ذات تأثير لا حدود له.

    لكن المتمعن في حال المسلمين اليوم في الغرب، يلاحظ أن مثل هذه الجوانب السمحة للإسلام تكاد تنعدم لتحل محلها سلوكيات مذمومة كالسرقة، والتزوير، والعداء لكل ما هو غربي، واستغلال عواطف الأجنبيات من أجل تحقيق الوضعية القانونية، ونحو ذلك من الأخلاق المنحرفة التي لا تمت بصلة إلى الإسلام. لذلك يبدو لنا أن أكبر سبب مسؤول عن تراجع شأن الإسلام في عيون الغربيين، وتراجع قيمة المسلمين في المجتمع الغربي، يكمن في ذلك الجانب الذاتي الذي إن غيره الإنسان وتنازل عن كبره وغروره، تغيرت معه الجوانب الواقعية التي تحكم علاقة المسلمين بأنفسهم وبالآخرين، ولا أحد يخفى عنه قول الله تعالى:{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}؛ آية كريمة تتردد على ألسنة المسلمين ليل نهار، لكن ما أرادوا بعد إدراك مغزاها. إذن فالخلل الكبير الذي ينيخ بكلكله على المسلمين عامة، يتجلى في تلك النفس التي لا تريد أن تتغير من السئ إلى الحسن أو من الأسوأ إلى الأحسن.


    على هذا المضمار،إذن، يتشكل هذا المقال تارة محاولا التساؤل بجرأة حول تناقضاتنا الرهيبة التي لا يقبلها عقل إنسان عاقل وبالأحرى يقبلها عقل مسلم عاقل، وتارة أخرى مشيرا إلى الأخطار المحدقة بنا وبأجيالنا القادمة ونحن نواجهها بأيد مكتوفة وببرودة دم.

    موقع عربستان

  14. #314
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل


    التجاني بولعـوالي
    شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا


    كبرياء الغرب وانخداع المسلمين


    بالرغم من أن العالم الغربي عموما والمنظومة الأوروبية بخاصة، تعتبر نفسها قد قطعت أشواطا جد طويلة على درب حقوق الإنسان، من مساواة وحق التعبير وحرية التدين وتوفير العيش الكريم لكل أفراد المجتمع وما إلى ذلك من الحقوق المفقودة في العالم الثالثي بما فيه العالم الإسلامي والعربي. بالرغم إذن من هذه المكاسب التي تزيد من درجة صلف الغرب وكبريائه، فإن ثمة أمورا خفية يندى لها الجبين، ويتجمد لمجرد سماعها الدم في العروق، بل وتنهار قيمة وكبرياء هذا الأقنوم في أعين العقلاء. وهي في الحقيقة أمور لا يعلمها إلا من يعيش داخل هذا الغرب ويعايش تحولاته وتبدلا ته الاجتماعية والثقافية والأخلاقية وما إلى ذلك. أما من يعاين هذا الغرب من الخارج فلا تبدو له إلا الأشياء الجميلة والخلابة التي تستهوي القلب وتأسر اللب، وحتى لو أنك وصفت له الجانب السلبي والرهيب من هذا العالم فلا يصدق روايتك ولا يولي اهتماما لكلامك. وحتى لو أنه يرى بأم العين ما تفعل أيدي الغرب في العراق وغير العراق، الذي تخبط فيه الجنود الأمريكية والمتأمركة خبط عشواء، لا تهمها حقوق الإنسان التي ُيتبجح بها في المحافل العالمية، وُتعد لها المؤتمرات تلو المؤتمرات بمال فقراء الجنوب وبنفط العرب والمسلمين الذين يرسلون أبناءهم قهرا وقسرا نحو هذا الغرب لينظفوا مراحيضه ودورات مياهه، حتى ينالوا لقمة العيش التي فقدوها في ديارهم.
    ما هي يا ترى تلكم الأمور الخفية؟ وكيف يمكن لهذا الغرب الذي صرف دهورا متتالية في بناء صرح حضارته، أن تمسخه تلك الأمور وتنال من صلفه وكبريائه؟ وكيف نزن هذه الأمور بميزان قد لا يناسب شكل ومحتوى هذه الموزونات نحن المبهورين بمكتسبات ومخترعات الغرب منذ الوهلة الأولى؟ ألسنا نعيش في عمق التناقض مع ذواتنا وأفكارنا؛ فتارة نتماهى مع الآخر، وتارة أخرى نجعله مرمى لألسنتنا اللاذعة فنصوب إليه هجاءنا أو شتائمنا لما نريد البكاء على أطلالنا أو حظنا أو هزائمنا الميدانية أو إحباطاتنا النفسية؟
    هذه التساؤلات وغيرها ذات الطابع الوجودي والمنحى المصيري تحيل بشكل أو بآخر على ما هو حضاري في سياق جدلي متداخل ومتعدي؛ فالأمور التي تبدو واقعية ويومية روتينية تساهم في بناء ما هو ثقافي وتشكيل قسمات كل حضارة إنسانية في زمان ومكان معينين. فإذا كانت ثلة من رجال الفكر تعتقد أن العد العكسي للحضارة الغربية قد بدأ، فإن الإنسان العادي الذي يقارن بين ما وصل إليه الغرب الذي هاجر إليه، وبين ما يتخبط فيه وطنه من تقهقر وتخلف ومشاكل، يرى أن رأي المفكرين مجرد هراء في هراء، لأنه لا يؤمن إلا بالملموس والمشاهد، أما ما تشير إليه التنبؤات والاستقراءات فهو من باب الأحلام وأضغاثها. ليس هذا هو حال الإنسان العادي فقط، لكنه أيضا هو حال الحاكمين والأجهزة المسيرة لأغلب دول الجنوب؛ فهذه نتيجة منطقية تعبر عن درجة وعي المجتمع برمته حيث الحاكم حصيلة لأداء واختيار المجتمع ومكوناته البشرية والمؤسسية.
    هكذا نجد أنفسنا أمام ثنائية ضدية؛ نقبل الذهاب إلى الغرب وننفر من أفكاره، نحلم بثرواته ومادياته ونرفض سلوكاته وقيمه، نتسول عبر أرجاء عواصمه ونتلقى عطاياه وهباته وفي نفس الوقت نتحداه بالقيل والقال والشعارات ولا نعترف بالجميل، إننا حقا أمام ازدواجية عويصة في أفكارنا وتصرفاتنا، تجعل منا مخلوقا ذا وجهين أو شخصيتين؛ ترانا ألسنا بدأنا نخرق الشرعة التي وضعها وسنها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فنعامل الآخر على أساس من البغض والشحناء، فنسئ ليس لذلك الآخر وإنما لأنفسنا وهويتنا وديننا الذي يصير في أعين الآخرين مجرد أداة عنف واستغلال وما إلى ذلك؟ ألسنا بدأنا ندخل في دائرة النفاق الذي نهانا عنه الإسلام فنعامل غير المسلم بحقارة وحطة ونحن نعيش من ماله ومساعداته بل وفي دياره؟ ألم نقبل بالقوانين الغربية عندما قبلنا الاستقرار عنده والتجنس بجنسيته، والآن نربي أجيالنا على بغض هذا المضيف الذي فتح لنا باب دولته وأكرمنا وأحسن ضيافتنا؟ ألم نتعلم بعد التعامل بسماحة الإسلام وتسامح نبيه صلى الله عليه وسلم، حتى نتمكن من إيصال الجانب السمح من الإسلام، كما فعل التجار المسلمون الأوائل الذين تمكنوا بسماحة الإسلام وقيمه النبيلة من أن يجذبوا إلى الإسلام أقواما عديدة ما زالت تتوارث الإسلام وتذود عنه وتحفظ حماه؟
    أعود وأقول إن هذا الخطاب ليس موجه إلى الآخر بقدر ما هو موجه إلينا وإلى ذواتنا، قصد تحقيق ولو أدنى درجة من نقد الذات. وهو كذلك لا يسعى إلى الإعلاء من شأن الغرب أو التخفيض من شأننا أو العكس، بل يروم الكشف عن حقيقة ما يجري في علاقتنا مع الآخر ولا نعي ذلك إلا بعد فوات الأوان. كما أنه يحاول فهم حقيقة التناقض والتضاد الذي بدأ يعتري قيمنا وهويتنا، فصرنا نسلم كل التسليم بأمور لا يقبلها الدين ولا يستسيغها العرف.
    موقع عربستان

  15. #315
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل


    التجاني بولعـوالي
    شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا

    أخلاق الغرب وحيرة المسلمين


    في بداية هذا المقال أشرنا إلى أن ثمة أمورا خفية بدأت تنخر الحضارة الغربية، لكن لم نعلنها بعد إلا تلميحا، هي أمور تقترن في أغلبها بالجانب الأخلاقي الذي تميع كل التميع، فصارت أمور كالحياء والعفة والقناعة وهلم جرا، تنعدم من القاموس الأخلاقي الغربي، بل والمرهب أن ذلك بدأ يتسرب إلى قيمنا الإسلامية بشكل سريع، إلى درجة أن الجيل الأخير من الجالية الإسلامية المقيمة بالغرب أضحى لا يعلم من قيم دينه ومعالم ثقافته إلا الأعياد بألبستها الجميلة وحلوياتها اللذيذة.


    من هذه الأمور استوقفتني ظواهر شتى تشيع بسرعة البرق، مثل اللواط الذي اعترفت به دول ومجتمعات غربية عدة، بل وتعاطف معه الكثير من رجال الكنيسة، فأصبحت تنتشر الهيآت والمنظمات التي تدافع عن اللواطيين، فآخر الأخبار بهولندا تشير إلى أن الإحصائيات تقول إن ثمة تصاعدا كبير للعداء الذي يمارس على اللواطيين خصوصا من لدن المسلمين، حيث يزعمون أن الفتوى التي ضمنها الإمام المغربي خليل المومني إحدى خطبه والتي مؤداها؛ أن اللواط مرض قد يعادي باقي المجتمع بما فيه المسلمين المقيمين بالغرب، ساهمت في نشوء ذلك العداء وانتشاره، كما يدعون أن ترجمة كتاب منهاج المسلم لأبي بكر عبد القادر الجزائري له باعه في عداء المسلمين للواطيين، وهم لا يعلمون أن هذه الحقيقة قائمة منذ ظهور الإسلام، الذي يحرم مثل هذا السلوك البوهيمي الشنيع الذي لا يقبله المنطق السليم. زد على ذلك أن الإسلام يعادي ويحارب كل من يخرج عن طاعة الخالق سبحانه وتعالى. إلا أن وقوع مثل هذه الأمور في الغرب تتخذ أبعادا أخرى ليست كالتي قد تتخذها داخل الواقع الإسلامي لسببين: أولهما؛ إن فعل اللواط في المجتمع الإسلامي ممنوع أصلا، لذا فمرتكبه معاقب من طرف الشريعة الإسلامية، ومرفوض من قبل المجتمع برمته. أما في الغرب فالقوانين الوضعية وأحيانا حتى المسيحية أو اليهودية تبارك مثل هذا الفعل الشائن، والمجتمع يقبل فاعل هذا الفعل ويتعاطف معه، فهو يملك الحرية التامة ويستطيع فعل ما يحلو له بعقله ونفسه وجسمه ونحو ذلك. والسبب الثاني هو أن وجود المسلم بديار الغرب مشروط بالقوانين الغربية وبأخلاق الغرب وعاداتهم. فكيف له أن يشق عصا الطاعة وينكر الجميل، و يخدع مضيفه الذي وفر له المأوى والمأكل والمشرب الذي لم يوفره له مجتمعه الذي يحسب على الإسلام.


    هكذا يجد ذلك المهاجر المسلم المقيم بديار الغرب نفسه متراوحا بين نارين؛ هل يوالي تعاليم دينه، فيطبقها بالتمام، فيطلق اللحية، ولا يحيي مديرة عمله أو زميلته في الشغل باليد، ويعادي اللواطيين فيبصق في وجوههم ويلعنهم وهكذا، فيسقط في دوامة البغض لكل ما هو غير إسلامي، لكن في ذات الوقت يسعى إليهم بكل السبل لنيل لقمة العيش، فيراوغ ويداور وأحيانا يكذب قصد نيل مساعدة اجتماعية أو تعويض أو ما شابه ذلك. وإذا ما استفتى مفتيا عن حالته وحيرته نصحه بالعودة إلى وطنه، أو الاستقرار في أي بلد إسلامي، وكيف السبيل إلى ذلك وهو مرفوض في بلده. والبلاد الإسلامية الغنية لا تسمح بالهجرة إليها إلا للأوروبيين والأمريكيين والأسيويين.


    هل يأخذ من دينه جانب التسامح، فيحترم هؤلاء الغربيين الذين عاملوه بالمعروف فعاش بينهم معززا مكرما عندما رفضه إخوانه وعشيرته، فيغض الطرف عن تلك الأمور الشنيعة التي تقترف في الغرب، فلا يكترث بها ما دامت لا تسئ إليه ولا إلى دينه؛ فهو يصلي ويصوم ويزكي ويحج، و لكنه يحيي مديرة عمله باليد، ويحترم جاره اللواطي وما إلى ذلك. لكن عندما يفكر في المستقبل تأخذه الرهبة ويتملكه الفزع؛ ماذا سيكون مصير أبنائه الذين يتلقون هذه القيم الغربية المنحرفة في المدرسة من معلم لواطي، ومع تلاميذ منهم نسبة لا يستهان بها شاذة جنسيا، حتى إن هذه الأمور المرفوضة عندنا شرعا في الدين والثقافة الإسلامية أصبحت جد عادية في الغرب، وعما قريب قد تصبح كذلك عند أبناء المسلمين، فيمارسوها ببرودة دم، بل وإن كثيرا منهم لا محالة سائر على هذا الدرب، إلى درجة أن بعض المصادر تؤكد
    أن ثمة جمعيات لها صلة بالسلطة تشجع على نشر ظاهرة اللواط بين أطفال وشباب المسلمين. حيث تقف وراء نشر مثل هذه الظواهر الشاذة ترسانة من الأجهزة المختلفة التي تستعمل شتى الآليات، إعلامية كانت أم تربوية أم سياسية أم ثقافية أم غير ذلك، وفي ميادين ومجالات متنوعة ابتداء من الشارع، مرورا بالمؤسسات العامة ووصولا إلى المدرسة. بغض النظر عن ذلك الكم الهائل من المنظمات والجمعيات المرخص لها حكوميا بإشاعة الرذيلة والشذوذ، والمدعمة ماديا لممارسة أنشطتها الفاضحة وتنفيذ برامجها المدمرة، ومن بين هذه الأنشطة ذلك المهرجان السنوي الذي يحتفل به اللواطيون كل صيف في شوارع ومرافق وأودية أمستردم، حيث يتعرى الكل أمام الملأ ممارسين أغرب الحماقات والسخافات بدون وازع أو رادع، بل و تساهم السلطات في تحميس هؤلاء عن طريق الترخيص لهم بالقيام بمثل هذه الأنشطة وتعزيز الجانب الأمني أثناء هذه الأنشطة، وتمكينهم من التغطية الإعلامية اللازمة، ناهيك عن الكم الهائل من الناس المتتبعين لهذا المهرجان بشغف لا ينطفئ وظمأ لا يروى، حيث ينعدم الضمير الإنساني السليم الذي يرفض هذا الفحش البين.


    تنضاف إلى ذلك تلك الملاهي والدور الحمراء العلنية أم الخفية التي تعلن فيها الرذيلة على مرأى من الدولة وأجهزتها، حتى أن الكثرة الكاثرة من ذوي القرار وأصحاب الحل والعقد لهم دورهم الخاصة، التي يزاولون فيها كل أشكال الشذوذ والبوهيمية واللاإنسانية، لهذا يبدو هذا الفعل عبر الشارع الغربي عموما، والهولندي خصوصا جد عاد، فهو يشكل القاعدة الذهبية في مقابل الاستثناء، الذي يمكن إطلاقه في هذا الصدد على كل إنسان سوي يرفض الانحراف عما هو طبيعي ومنطقي.



    قد يقول قائل إنما هذا كلام إنشائي لا أساس له من الصحة والواقعية، ولا يملك الدليل والحجة التي تعضده. بغض الطرف عن الوقائع الهامشية التي تلتقطها وسائل الإعلام المختلفة الأشكال، والتي تكون أحيانا عرضة للمزايدة أو المناقصة، للتركيب أو التشذيب... أدلك على ما هو ثابت ينقل إليك الصورة التي أحاول رسمها وتوضيحها منذ البداية بكل أبعادها المستفزة والمؤلمة والمفضحة والناطقة بما آل إليه بنو البشر وهم في عز تطورهم وازدهارهم الفكري والثقافي والصناعي والتكنولوجي وما إلى ذلك، إذ ولجوا مرحلة تاريخية انطبعت بميزات لم يسبق لها نظير، فالكومبيوتر والإنترنت أحدثا ثورة معلوماتية هائلة يمكن وصفها بذلك النزيف الفكري والمعرفي الذي لا يريد أن يتوقف، حتى إن تراكم المعارف والمعلومات فاق كل الحدود، لكن للأسف هذا النزيف الإيجابي لم يواكب إلا بنزيف آخر سلبي حيث ينزف إنسان الجنوب جوعا ودما وغبنا واضطهادا وتمويتا بل وأقسى من ذلك. لا أسوق هذا الكلام المرير إلا لأن أجعل لك من الإنترنت دليلا قاطعا، ما دام يشكل آلية ناجعة لأولئك المنحرفين؛ آلية ذات حدين: فهم يستخدمونها من جهة لنشر فضائحهم عبر العالم قاطبة، ويستعملونها من جهة أخرى للتواصل مع الآخر، وهذا التواصل يكون بمثابة نسيج العنكبوت؛ فهو فخ ذهبي مخادع لصيد الفرائس، وخطاب التواصل هنا يركز بشكل مكثف على رافضي الشذوذ الجنسي واللواط ومحاربيه من المتدينين والعقلاء، وكما هو معروف فأكبر نسبة من هؤلاء الرافضين تتجلى في المسلمين الذين يدينون بعقيدة تعادي مثل هذا السلوك وما يشابهه، فأحيانا وأنت تتجول بين أروقة مكتبات أمستردم العمومية تفاجأ بوجود مطبوعات ومنشورات مكتوبة باللغة العربية، تخاطب المراهق والشاب المسلم بأسلوب رهيف ومقنع، يوضح أن اللواط سلوك جد عادي لا يسئ إلى الدين ولا يعاديه، فمن خلال ممارسته يحقق الإنسان المتعة والحيوية، ويوفر ذلك المنشور معلومات وعناوين خطيرة تساعد ذلك المراهق بشكل سريع على إيجاد المساعدة اللازمة إن هو يرغب في اقتحام هذه التجربة.


    ناهيك عن الممارسات اللاأخلاقية الأخرى التي قد يعادل تأثيرها أو يضاهي ظاهرة اللواط مثل السحاق، والمقصود به تلك العلاقات الجِماعية التي تجمع المرأة بالمرأة، حيث يصبح بمقدور المرأة التخلي عن الرجل، ليس على مستوى النفقة التي يوفرها لها المجتمع الغربي، أو على مستوى شعور الأمومة الذي تعوضه بتبني أطفال الغير الذين يستوردون في غالب الأحيان من الدول الفقيرة أو غير ذلك، وإنما على مستوى فطرة الجماع والسكن الذي يعتبر قانونا إلهيا به يتحقق توازن الإنسان والطبيعة والكون، لكن هؤلاء المتمردين الذين يصرون على نكران وجود الله تعالى، أبوا إلا أن يخرقوا هذا القانون الإلهي، ويختلقوا لأنفسهم قوانين هي من وحي الشيطان.


    ينضاف إلى ذلك ظاهرة الاغتصابات التي استشرت في الآونة الأخيرة بشكل مرهب، وتجدر الإشارة هاهنا إلى أن المقصود بالاغتصابات في هذا الصدد ليس تلك الممارسات التي نعهد في مجتمعاتنا الإسلامية أو العربية، كأن يختطف إنسان ما امرأة فيمارس عليها التحرشات الجنسية أو ما إلى ذلك. بل تلك الاغتصابات المنظمة التي تنفذ بكل برودة على أطفال وبنات في عمر الزهر، لا يدركون بعد معنى ما يمارس عليهم، أو على صبيان في سن المراهقة مقابل إغراءات مالية. فآخر ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من أنباء لا يصدق عاقل من العقلاء أنها تحدث بهذه البشاعة في هذا المجتمع الديمقراطي، يتحدد في حدثين مهمين؛ أولهما فحواه أن المدير المالي لفريق ب س ف إندهوفن الهولندي قام بممارسة الجنس على صبيان تتراوح أعمارهم بين ثنتا عشر وخمسة عشر سنة مقابل مبالغ مالية، مستغلا بذلك منصبه في الفريق غير مكترث بإصابته بفيروس الإيدز الذي قد يعادي أولئك الصبيان، وأثناء المحاكمة حكم عليه القاضي بسنتين سجنا. والحدث الثاني بطله رجل هولندي عجوز في سن السبعين مارس في صمت ولزمن طويل الاغتصاب على حفيداته الثلاث اللائى لم يتجاوزن حينذاك سن الطفولة، والآن بعدما كبرن وأدركن ما كان الجد يزاوله عليهن كشفن أمره فبادرن بتقديم الشكوى إلى المحكمة.


    هذا بالإضافة إلى ظواهر عدة كالإدمان على مختلف أنواع المخدرات والمسكرات التي خلفت قطيعا من المشردين والمهمشين والمتسكعين عبر المدن الغربية، والذين تتصاعد منهم رائحة الموت البطيء، والمجتمع لا يني يعالجهم بجرعات من المخدرات. نحو ذلك من الظواهر المرضية التي تنخر الجسد الغربي في خفاء. لذلك ارتأينا منذ البداية نعت هذه الأمور بالخفية، فهي ظاهرة للعيان ولكن مفعولها وسريانها خفي، حتى يأتي الدور على هذه الحضارة المتجبرة والمتغطرسة كما أتى على مثيلاتها في الأزمنة الغابرة، وفي هذا الشأن يبدو الخطاب القرآني جلي غاية الجلاء، حيث يقول الله عز وجل في سورة الأنعام، الآية السادسة:{ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليكم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا آخرين.}

    موقع عربستان

صفحة 21 من 35 الأولىالأولى ... 111516171819202122232425262731 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انظروا ماذا قالوا عنا نحن المسلمون .. تلك بعض اقوالهم ..
    By ابو منيف in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 01:50 AM
  2. ولفنسون يطالب العرب بوقف الاستحواذ على مصارف الغرب
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-11-2008, 06:12 PM
  3. لماذا المسلمون
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 12:57 AM
  4. كيف غير المسلمون وجه العالم
    By ahmed hanafy in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 09:19 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17