صفحة 20 من 35 الأولىالأولى ... 101415161718192021222324252630 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 286 إلى 300 من 518
  1. #286
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    نصائح ذهبية لسفرائنا في الغرب




    مفكرة الإسلام: الإسلام دين عالمي, اشتملت تعاليمه على قوانين السعادة في الدنيا والآخرة, ومن المعلوم أن الإنسان يرتبط بغيره من أبناء الوطن الواحد بكثير من الروابط الاجتماعية؛ حيث إن الإنسان اجتماعي بطبعه وفطرته.

    ولقد أقام الإسلام هذه العلاقات على أساس من العدالة والمودة التي وجدها بين المخلوقات, والبر والتعاون على الخير بناءً على التعددية قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

    لذلك فقد قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بوضع أسس وضوابط للعلاقات التي تربط بين المسلمين وغيرهم من غير المسلمين, وجعل من كل مسلم موحد داعية وسفيرًا للإسلام في وطنه أو خارج وطنه.

    وبما أن غير المسلمين في المجتمعات المختلفة - أوروبية بصفة خاصة أو أجنبية بصفة عامة - لهم نظرتهم تجاه ما يأتيه الإنسان من سلوك, تلك النظرة التي تخالف نظرة الإنسان المسلم أو المسلمين في مجتمعاتهم, لذلك يتحتم على المسلمين في غير أوطانهم أن يكون سلوكهم معبرًا عن دينهم وعقيدتهم.

    ومن المعلوم أن تأثير الإنسان الواحد بسلوكه في 100 شخص أقوى من تأثير 100 متكلم في شخص واحد, من أجل ذلك فإن كان على كل مسلم في بلاد المسلمين واجب حتمي أن يكون صورة مشرقة لدينه وعقيدته ودستوره السماوي الذي هو القرآن، وذلك بتمسكه بالسلوك الكريم والخلق العظيم الذي دعانا إليه الإسلام, فإن كل ما سبق أوجب عليه في غير بلاد المسلمين.

    واليوم ونحن بصدد الحديث عن أن أمة من المسلمين اضطروا للإقامة في غير أوطانهم ومخالطة من هم على غير دينهم, هؤلاء المسلمون نزحوا عن أوطانهم الأصلية للإقامة في البلدان الأجنبية شرقية أو غربية لأسباب كثيرة؛ تراوحت ما بين اجتماعية واقتصادية ودراسية وسياسية, فلا بد من أن نتطرق إلى ما جناه هؤلاء القوم من الإقامة في غير أوطانهم, وما لهم عند تلك الدول المضيفة التي أصبحت أوطانًا أخرى, وكذلك ما عليهم تجاه أنفسهم ودينهم ولهذه الأوطان.

    بدايةً.. إن الجاليات الإسلامية في الدول الأجنبية أصبحت دويلات داخل تلك الدول إن صح التعبير؛ حيث إن المسلمين الأوائل الذين نزحوا عن أوطانهم انبثقت عنهم أجيال من الأبناء لا يعرفون كثيرًا عن وطن الآباء.

    وعلى الرغم من أن الجاليات الإسلامية في كثير من بلاد الغرب لا تزال تواجه صعوبات في الاندماج في تلك المجتمعات, منها ما يتعلق بهم أنفسهم من اختلاف السلوكيات والطبائع, والتي تسعى تلك الجاليات جاهدة للحفاظ عليها حتى تظل محتفظة بكيانها وهويتها الإسلامية, ومنها ما هو خاص بالمجتمعات التي استوطنوا فيها, إلا أن القائمين على شئون تلك البلاد توقعوا للمسلمين التفكك والتميع بمرور الوقت والزمان, وخصوصًا أمام المغريات وعوامل الفساد والانحلال التي هي من شيمة المجتمعات غير الإسلامية، ويبدو أن الكثير من تلك التوقعات قد حدث بالفعل, حيث يضج الكثير من الآباء بالشكوى من ظواهر التغريب التي تبدو على أولادهم.

    ففي تقرير عن المسلمين في شمال القارة الأمريكية تبين أن هناك:

    · ثلاثة ملايين من الأبناء لا يعرفون شيئًا عن الإسلام.

    · لا ينتظم في المدارس الإسلامية في عطلة نهاية الأسبوع أكثر من 1%.

    · لا يزيد عدد المسلمين الذين يواظبون على صلاة الجمعة والنشاط الإسلامي عن 5%.

    وفي إحدى الدراسات في بريطانيا جاء فيها:

    · أن أبناء المسلمين هم أقل فئات المجتمع تحصيلاً للعلم, وأن 75% منهم ينهون التعليم الإلزامي حاصلين على درجات ضئيلة.

    · في كل ألف من أصحاب الملايين في بريطانيا من رجال الأعمال لم يتعدّ المسلمون أصابع اليد.

    ومن الناحية السياسية فعلى الرغم من أن اليهود في الدول الغربية نازحون إليها من دول أخرى, وأن أعدادهم تقل كثيرًا عن المسلمين, إلا أنهم وصلوا لأعلى المناصب ولهم تمثيل كبير في المجالس التشريعية وأماكن صنع القرار واتخاذ القرار, ووظفوا ذلك كله لمصالحهم وقضاياهم, وهذا ما لم يحدث بالنسبة للمسلمين.

    وللأسف فالمسلمون في الغرب - بحكم أوضاعهم القانونية - باقون في هذه الأوضاع مضافًا إليهم من يعتنق الإسلام من أهل هذه البلاد ما لم يتوحدوا ويكونوا على قلب رجل واحد, وعليهم انتهاج بعض السلوكيات والإرشادات, لعل الله سبحانه وتعالى أن يجمع بها شملهم, ويرفع شأنهم, ويحفظ عليهم دينهم, ويبارك لهم في شتى مناحي حياتهم.. ومن هذه النصائح:

    · المحافظة على الدين, وذلك بأن يضع المسلم لنفسه حدًا أدنى من الالتزام بالدين إذا ما تكاثرت عليه المشاغل وتداعت عليه المشاكل, وعليه المحافظة على الفروض الدينية الأساسية من صلاة وصيام وزكاة وحج بيت الله الحرام إن استطاع إلى ذلك سبيلاً, مع تعمد الابتعاد عن أماكن الفساد, وتجنب الموبقات الثلاث الخمر والمخدرات والزنا, وإذا توفر لديه الوقت فليسعَ إلى حضور اللقاءات والندوات الإسلامية؛ فهي فرص للتعارف على المستوى الفردي والأسري, وبهذا سيتعاظم شأن المسلمين ويعترف به دينًا في الدول التي تعتبره دينًا دخيلاً.

    · الأسرة المسلمة - والتي يحسدنا عليها أهل الغرب بما تتمتع به من ترابط واهتمام كل عضو منها بالآخر - حيث يجتمع أفراد الأسرة يوميًا, بينما يقضون هم أمسياتهم في الحانات وأماكن اللهو, تاركين أولادهم خلفهم عرضة للهزات والفتن, ولكن ما يؤسف له أن المدقق في حال العديد من الأسر المسلمة يرى أن هذا التماسك بدأ يتفكك, وظهر ما يسمى بالفجوة بين الآباء والأبناء, وذلك بفعل المغريات العنيفة وتراخي الآباء عن القيام بدور الناصح والموجّه والمراقب, في الوقت الذي تعبث فيه وسائل الإعلام بتضخيم أية بادرة عصيان - وبخاصة من قبل فتياتنا - على الحجاب والزواج.

    ولابد من أن ننتبه إلى أمر مهم؛ وهو الاهتمام بالمصاهرة بين الأسر المسلمة؛ حيث يعتبر ذلك من الواجبات الدينية, فلقد أدى اندفاع الشباب إلى الزواج من الفتيات الغربيات إلى وجود نسبة عالية من فتيات المسلمين من دون زواج, بالإضافة إلى فشل كثير من حالات الزواج هذه؛ إما لاختلاف النشأة وتباين الثقافة والعادات, وإما لعدم إصرار الزوج على اعتناق زوجته الغربية الإسلام.

    · الوحدة؛ وخاصة أننا نعيش الآن عالم الكيانات الكبرى والتكتلات الدولية, فما بال المسلمون يتفرقون في الحياة, وما بالهم يتصدع بناؤهم بددًا في الحياة, إن وحدة الصف أمر في غاية الأهمية, وخاصة بالنسبة للذين يقيمون في غير أوطانهم, فيجب عليهم أن يتسامحوا ويتصافحوا, ويعف ويصفح كل منهم عن أخيه؛ استجابة لدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: 'لا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا, وكونوا عباد الله إخوانًا'.

    · الحوار البناء والجدال بالحسنى والمنطق والإقناع؛ فلم نسمع عن غربي اعتنق الإسلام عنوة أو بعد مظهر من مظاهر العنف, ولكن الله أعز الإسلام بكثيرين بعد حوار ونقاش بنّاء أو بعد دراسة هادئة, ويجب أن يتعلم إخواننا من مسلمي الجاليات سعة الصدر للنقد, وعدم التوتر لتباين واختلاف الآراء عن الغير.

    · الاهتمام بالتعليم؛ حيث إن معظم المسلمين الذين جاءوا إلى الغرب عملوا في المصانع والموانئ والمطاعم والبناء, وكثيرون منهم يعيشون على المعونة الاجتماعية التي تخصصها الدولة للعاطلين, ومن أجل ذلك لم يكن لهم دور إيجابي له وزنه وثقله في الحياة العامة, وتحسين الوضع العلمي يؤدي إلى تحسين الوضع الوظيفي والتقدير والمهابة الاجتماعية؛ ما يعزز وضع الجالية المسلمة في ذلك البلد الذي تقيم فيه.

    · وكذلك لابد من أن يكون للمسلمين في كل بلد غربي قاعدة اقتصادية ثابتة الركائز حتى يبرز دور الاقتصاد الإسلامي وأهميته في إدارة مصالح الناس, ولابد من اتباع القواعد الإسلامية كعدم التعامل بالربا وعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. ولنمو الاقتصاد الإسلامي في الدول الغربية فوائد كثيرة؛ منها خلق فرص عمل للمسلمين والمسلمات في أماكن عمل إسلامية؛ ما يؤدي إلى خفض نسبة البطالة ووفائهم بالتزاماتهم اليومية, وهذا يحفظ عليهم كرامتهم وعزتهم بين تلك الشعوب من غير المسلمين.

    · ولدينا أيضًا الاهتمام بالناحية السياسية كأحد الجوانب المهمة لتعاظم قوة المسلمين في أي بلد غربي؛ حيث يستطيع المسلمون الحصول على حقوقهم وتوجيه الأمور لصالح قضاياهم وقضايا الأمة الإسلامية بأسرها.

    هذه بعض النصائح التي أستقي جُلّها من نبع ديننا الحنيف, والتي تأخذ بأيدينا إلى كل تقدم حضاري وإلى كل جديد, وتمكننا من التعايش في أمن وسلام وعزة وقوة مع من على غير ديننا وفي أوطان غير أوطاننا, وإلا سنذوب وسط عادات ورذائل لا تقع تحت حصر, وحتى لا نقع فريسة التبعية لأي فكر أو حضارة من الحضارات, فلدينا من ديننا وحضارتنا ما انتفع به العالم كله, واقتبست من نوره الدنيا بأسرها قبل أن تقوم كل الحضارات.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  2. #287
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    إقبال على الحجاب بين الفتيات المسلمات بأمريكا




    سينثيا أندرسون - كريستيان ساينس مونيتورترجمة: زينب كمالمفكرة الإسلام: كان المكان مكتظًا بالناس الذين أتوا لتناول العشاء في ذلك المطعم التابع لمركز سيلفر سيتي جاليريا التجاري. وخلف طاولة المطعم كانت تقف سارة إسماعيل, البالغة من العمر 16 عامًا, تتلقى طلبات الزبائن المتلاحقة. ثم تقول: 'هل تريد أيضًا بطاطس مقلية؟! وهل ستتناول طعامك هنا أم ستأخذه معك؟!'.لقد كانت أنظار الزبائن كلها - سواء ممن يدفعون الحساب أو ممن يأخذون المناديل أو الشفاطات - معلّقة على غطاء الرأس الذي ترتديه سارة تحت قبعة بريجهام, ولكن سارة كانت تتجاهل هذه النظرات, إنها تتعامل مع الناس جميعًا سواء من الأزواج أو الأمهات الذين يأتون برفقة أطفالهن أو الأولاد الذين يرتدون السراويل الفضفاضة بنفس السلاسة.. لا أحد سواها في هذا المطعم المضاء بالنيون يرتدي الحجاب الذي يغطي شعر المرأة وأذنيها وعنقها. كان هذا تناقضًا صارخًا مع مشهد سارة في الليلة السابقة في المسجد الذي تذهب إليه هي وأسرتها.. فهناك, كان من الصعب تمييز سارة من بين هذا العدد الهائل من الفتيات المحجبات, لقد كن يقمن بتأدية الصلاة, ثم بعد ذلك يقمن ببيع فطائر الشيكولاتة من أجل جمع المال لصالح المسجد. كما أنهن كن يتحدثن أيضًا معًا ويتضاحكن وينظرن في تليفوناتهن الخلوية بحثًا عن رسائل. لقد كانت سارة - الطالبة في عامها الأخير بمدرسة شارون الثانوية الواقعة جنوب بوسطن مباشرة - مختلفة عن زميلاتها من غير المسلمين, ولكنها تشبههن بقدر كبير في الوقت نفسه.. من المؤكد أن الحجاب ميزها عن زميلاتها, وهذا ما كانت سارة تريده وتسعى إليه, فقد قالت: 'الحجاب ليس مجرد قطعة من الملابس؛ إنه أسلوب حياة, وهو بمثابة إعلان عن هويتي'. ووفقًا لهذا, فإن سارة لا تدخن ولا تشرب المشروبات الكحولية ولا تصادق الفتيان, كما أنها تترك أي شيء تفعله لتؤدي الصلوات خمس مرات في اليوم.إن سارة واحدة من هذا العدد المتزايد من المراهقات الأمريكيات المسلمات اللاتي أقبلن على ارتداء الحجاب, ذلك الخيار الذي يقول الكثير في الفترة التي تزايد فيها الاشتباه في الإسلام عقب الحادي عشر من سبتمبر. ورغم ذلك, فإن اهتمامات سارة تماثل اهتمامات غيرها من المراهقات. إن عامها الأخير بالمدرسة الثانوية مليء بالمعالم المألوفة, إنها تفكر في الإجازات في أيام السبت, ويشغلها طلب الالتحاق بالجامعة, إنها مازالت تنتظر نتيجة القبول في جامعة بوسطن التي تعتبر اختيارها الأول. وفي الوقت نفسه, فإن حياتها عادية تمامًا, لقد حصلت على تقدير جيد جدًا مرتفع, وتتطوع للمشاركة في فصول المرحلة ثالثة, وتعمل في مطعم بريجهام, وتذهب لممارسة الرياضة في صالات الألعاب الرياضية. أما مساء يوم الجمعة فتقضيه مع صديقاتها في المسجد, وتذهب في عطلات نهاية الأسبوع للتنزه مع صديقاتها المحجبات, قد يذهبن إلى بوسطن لتناول العشاء أو يتجولن في ميدان هارفارد بولاية كابمريدج. وتقول والدتها 'ضحى أنسي': إن سارة متعمقة في تفكيرها, وبأنها ذات مبادئ, كما أنها - وباعترافها الشخصي - عنيدة. إنها متفتحة ولكنها ثابتة على دينها, حيث إن لديها القدرة على تحمل نظرات الناس وتساؤلاتهم, بالإضافة إلى التخمينات غير الملموسة عن معنى أن تكون المرأة مسلمة.لقد ارتدت سارة الحجاب بمحض إرادتها؛ فقد كان هذا قرارها بمفردها. فلم ترتدِه أي من أخواتها. كما أن والدتها - المصرية الأصل والتي سافرت إلى هناك مع والد سارة في عام 1981 - طلبت من ابنتها أن تفكر في الأمر جيدًا قبل أن تقدم على مثل هذه الخطوة, وذلك عندما أثارت سارة هذه القضية في الربيع الماضي. لقد قضت سارة فصل الصيف في قراءة القرآن الكريم والأحاديث الشريفة, وبحلول شهر أغسطس كانت قد أصبحت مستعدة لارتداء الحجاب.. إن انتقالها من مدرستها الثانوية الإسلامية الخاصة إلى مدرسة أخرى عامة لقضاء آخر عام لها بالمدرسة لا يخيفها؛ وذلك لأنها تعتبرها فرصة يمكن أن تستغلها للإعلان عن هويتها الحقيقية.إن الإسلام يأمر أتباعه بالتواضع في سلوكهم وفي ملبسهم, كما يأمر المؤمنات بتغطية رءوسهن وأذرعهن وأرجلهن عند خروجهن أو عند حضور الرجال. وتقول سارة: إن ارتداء الحجاب يذكّرها دائمًا بتعهدها باحترام ذاتها واحترام الآخرين, كما تقول: إنه يشجعها على الالتزام بالمبادئ الإسلامية من طاعة الله والإحسان. وأضافت: 'يجب أن تراقب الله دائمًا في جميع تصرفاتك, وأن وتتحرى رضاه في كل ما تفعله'. وهذا لا يعني بأية صورة من الصور أننا مقيدون تمامًا في جميع تصرفاتنا.. تقول سارة: 'أنت ترغب في أن تكون نموذجًا للتواضع والاحترام, ولكن يجب ألا تكون إلا نفسك'. إن سارة تختار الملابس التي تناسب ذوقها, ولكن في إطار الضوابط الشرعية للحجاب, كما أنها تنام في بعض الأحيان في حصص الرياضيات. وأضافت سارة: 'إنني مازلت صغيرة, وأحب ممارسة الرياضة مثل غيري تمامًا'.لم تتعرض سارة - حتى الآن - لأية مضايقات علنية بسبب ارتدائها للحجاب.. وفي هذا الخصوص, قد تكون سارة قد استفادت من النساء المسلمات قبلها.. تقول صديقتها 'فاطمة شاه زاد' [19 عامًا], التي ارتدت الحجاب في السنة السابعة: إنه كلما انتشر الحجاب كلما صار أمر ارتدائه سهلاً. فقد قالت فاطمة: إن أحد الأشخاص قال لها ذات مرة: 'هل تعلمين يا عزيزتي أنك أمريكية وأنك تستطيعين خلع هذا الشيء الآن' [وكأن الحجاب تلبسه النساء المسلمات بالإكراه في غير أمريكا ولا يعلمون أنهن يرتدينه بإرادتهن].وتقول سارة: إنها كثيرًا ما تشعر أنها مراقبة؛ حيث إن 'الناس دائمًا يتربصون لرؤية ماذا ستفعل ولسماع ما ستقوله'. وتسترجع سارة ما حدث مؤخرًا في مطعم للوجبات السريعة من أن السيدة التي تقوم بتقديم الطعام 'كانت تتكلم ببطء شديد. ثم أشارت إلى الأكواب وقالت: 'صغير, متوسط, كبير'. وعندما تحدثت في النهاية, بدت مصدومة من أنني أتحدث الإنجليزية'. ثم بعد ذلك كان هناك هذان الزوجان اللذان ظلا يحملقان مباشرة في سارة وصديقاتها المحجبات طوال فترة تناولهما للطعام. تقول سارة: إن لديها صديقات غير مسلمات, ولكنها صداقة عابرة. وأضافت أن 'المرء دائمًا يصل إلى حد معين يعلم أنه لا ينبغي له تجاوزه.. لا يمكن لي أن أصادق الأولاد أو أشرب الخمور أو أحضر الحفلات.. أحيانًا أشعر بهذا عندما أمشي في ممرات المدرسة.. إن معظم الفتيات اللاتي في مثل سني يحاولن أن يتماشين مع الآخرين.. أعتقد أن المرء يحتاج إلى نوع ما من القوة التي تجعله قادرًا على أن يستيقظ من نومه كل يوم ويذهب إلى المدرسة مع تقبله لحقيقة أنه مختلف عن باقي الناس'. قد يكون هذا التوتر هو السبب وراء قول سارة: إن 'بيتها وبين أسرتها' هو أكثر الأماكن التي تجد فيها راحتها.. فهي مرتبطة جدًا بأشقائها الستة ووالديها المنفصلين. كما أنها على علاقة وطيدة بوالدتها على وجه الخصوص. تقول سارة: 'لقد كان لديّ دائمًا الكثير من الأفكار, وكانت أمي تهتم بكل فكرة منهم'. وفي الأسبوع التالي, تلقت سارة خطابا من جامعة بوسطن, وبعدها اتصلت صديقتها وقالت لها: إنها يمكن أن تعرف النتيجة عن طريق البريد الإلكتروني, فأسرعت سارة بتسجيل الدخول على شبكة الإنترنت, ولكنها لم تكن من المقبولين بجامعة بوسطن.. عندها ألغت سارة التمرينات التي كان ستقوم بها مع صديقتها ومكثت في المنزل مع والدتها. وبعد مرور يومين, استعادت سارة توازنها, وبدأت تنظر في مميزات جامعة ماساشوسيتس في بوسطن, والتي قبلتها بالفعل, من حيث مجموعة الدورات التي تقوم بتدريسها ومدى قربها من المحيط. وأضافت سارة: 'وفوق هذا فإنني سأوفر الكثير من النقود'. إنها تفكر في أن تتخصص في سلك التعليم, وهذا على الرغم من آمال والدها. تقول سارة: 'إنه كان يريدني منذ أن كنت صغيرة أن أصبح طبيبة.. أو محامية. صحيح أنني أحب الجدال؛ فقد اعتدت على أن أتجادل معه حتى أنتصر عليه'. وتقول سارة: إن هدفها على المدى البعيد هو إنهاء دراستها الجامعية والعثور على وظيفة, كما أنها تريد أن تتزوج وهي صغيرة وأن تنجب سبعة من الأبناء مثل والدتها وجدتيها. وتتحدث سارة عن أختها الكبرى أنها 'على النقيض معي تمامًا, إنها لا تهتم بالزواج. فهذا ليس جزءًا من أهدافها, أما بالنسبة لي, فإنه بالتأكيد جزء من أهدافي'.إن سارة - بكل إيمانها - تعتبر مسلمة ملتزمة بدينها. كما أنها - في استقلالها وطموحها, وفي حرية التعبير التي تتمتع بها - تعتبر نموذجًا للفتاة الأمريكية؛ حيث تصر على أن تمثّل ذاتها.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  3. #288
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    مسلمو الإيغور صفحة ملطخة بالدماء




    مفكرة الإسلام: الإيغور.. هل من أحد منكم سمع بهذه الكلمة, ربما يكون البعض قد سمعها أو رآها على إحدى صفحات الجرائد أو في بعض المواقع الإلكترونية أو سمعها ضمن إحدى النشرات الإخبارية, ولكن ترى هل حاول هؤلاء أن يعرفوا من هم الإيغور؟! وما العلاقة التي تربطنا بهم؟! وما مطالبهم التي لم يتلفظوا بها بل يقولها لسان حالهم؟!

    إخوتي وأخواتي وأحبتي في الله.. هيا بنا نعيش واقع الإيغور, أفراحهم أحزانهم مآسيهم, ثم نرى كيف يمكننا مساعدة هؤلاء القوم التي تربطنا بهم أوثق رابطة, ألا وهي أننا جميعًا مسلمون.

    الإيغور إحدى الأقليات الإسلامية, موطنهم الأصلي هو إقليم تركستان الشرقية المسلم الغني بالبترول, والذي يقع شمال غربي الصين, ولقد حصل على الاستقلال الذاتي عام 1955م.

    · الموقع: تقع تركستان وسط آسيا؛ حيث تحدها منغوليا من الشمال الشرقي, والصين من الشرق, وكازخستان وقيرغيزستان وطاجكستان من الشمال والغرب, والتبت وكشمير والهند وباكستان من الجنوب.

    · المساحة: 1.6 مليون كيلومتر مربع, أي يمثل حوالي 17% من مساحة الصين الحالية, وتبلغ ثلاثة أضعاف فرنسا أكبر الدول الأوربية مساحة, كما أنها تحتل المرتبة التاسعة عشرة من حيث المساحة بين دول العالم.

    · عدد سكان الإقليم: حوالي 18.761.900 نسمة, المسلمون الإيغور 9.506.575 نسمة أي بنسبة 45%, بينما يبلغ عدد الصينيين المهجرين إلى هذا الإقليم 7.421.992 نسمة أي بنسبة 40%.

    · اللغة: اللغة القومية هي الإيغورية إلى جانب التركية, ومؤخرًا تم إلغاء الدروس باللغة الإيغورية التي يتحدث بها سكان تركستان الشرقية وإحلال اللغة الصينية بدلاً منها, من باب أحد المحاولات لطمس هوية الشعب الإيغوري المسلم.

    · الديانة: الإسلامية, وتمثل 95% إلى جانب الطاوية والبوذية وبعض العقائد الوثنية للصينيين المحتلين على الإقليم.

    · عدد المساجد: 510 مساجد, وقد قامت السلطات الصينية بإغلاق 148 منها, بينما تشير الإحصائيات الصينية إلى وجود 10 آلاف مسجد, إلا أن ما تسميه السلطات الصينية مساجد ما يقارب 98 % منها زوايا أو مصليات صغيرة جدًا, بحيث لا تتسع لأكثر من 100 شخص, بينما يحتاج السكان الذين يصل تعدادهم قرابة 10 ملايين إلى تلك المساجد الـ10 آلاف حتى يصلي كل 1000 في مسجد, وهذا ما لا يحدث فعليًا حيث لا تسمح السلطات الصينية بإنشاء مساجد جديدة أو القيام بتوسيع المساجد الموجودة.

    كيف دخل الإسلام لتلك البلاد؟!

    دخل الإسلام تلك الأرض على يد القائد المسلم المجاهد 'قتيبة بن مسلم الباهلي' في أواسط القرن السابع الميلادي أي قبل ما يزيد على 1300 سنة عام 88-96هـ، فتحول التركستانيون للإسلام تحت قيادة زعيمهم 'ستوف بغراخان' ملك الإمبراطورية القراخانية عام 323هـ - 943م، وقد أسلم مع هذا القائد أكثر من 200.000 عائلة، أي ما يقارب مليون نسمة تقريبًا.

    من هذه البلاد بدأ طريق الحرير الذي مثل قمة نهضة ورخاء الدولة الإسلامية اقتصاديًا وتجاريًا, ولأنها بلاد غنية في كل شيء, فقد مدت الحضارة الإسلامية بخيرة العقول النابغة التي سجلت بحروف من نور في سجل الحضارة الإسلامية أمثال السمرقندي والزمخشري, وكذلك العديد من القادة العسكريين الذين فتحوا البلاد والأمصار ومن بلادهم كان مبتدأ الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى قلب أوربا.

    وكان المسلمون الأتراك في صراع دائم مع الصينيين، الذين شنوا عدة هجمات فاشلة على الإقليم, وفي عام 1759م نجحت العائلة الحاكمة الصينية في احتلال هذا الإقليم، ثم استرده الأتراك, وظل الإقليم مستقلاً لفترة قصيرة، إلى أن نجحت العائلة الصينية نفسها في احتلاله مجددًا بمساعدة البريطانيين في عام 1876م, وقد قامت بتغيير اسمه من تركستان الشرقية إلى 'سينكيانج'.

    وقد حصل الإقليم على الحكم الذاتي على الورق عام 1955م, وفي الوقت نفسه لم تتوقف الغارات الصينية, ويعيش المسلمون في معسكرات السخرة أو على هامش الحياة في مراعيهم ومزارعهم البدائية, وقد قامت السلطات الصينية بإغراق تركستان الشرقية بملايين الصينيين من الملحدين والوثنيين المهجرين من أنحاء الصين, ما تعتبرها جماعات حقوقية انتهاكات لحقوق الأقلية الإيغورية تحت مسمى مكافحة الإرهاب.

    ويجري تنفيذ هذا التوطين الصيني بمنح المهجرين إعفاءات ضريبية شاملة، مع توفير المساكن والأراضي التي يتم مصادرتها من الإيغور المسلمين الذين تم طردهم إلى أطراف القرى والأراضي القاحلة, وأصبح ثلاثة أرباع سكان 'كاشغر' لا يجدون الماء الكافي، وفي 'أورومجي' لم يعد الإيغور يوجدون في مراكزها التجارية إلا متسولين، أو باعة متجولين، أو طباخين يبيعون الأطعمة في أزقتها.

    وبناءً على ذلك يعيش أغلبية المسلمين من شعب الإيغور تحت خط الفقر؛ حيث يبلغ الدخل السنوي للفرد بما يعادل 50 دولارًا أمريكيًا، ويرجع ذلك لاحتراف أغلبهم للزراعة والرعي وصيد الأسماك وعزوفهم عن التعليم.

    والآن ومنذ بداية التسعينيات وامتدادًا لما قبلها يتعرض مسلمو شعب الإيجور لهجمة قمعية صينية شرسة؛ وذلك حقدًا وحنقًا على هذا الشعب المسلم, والذي يشكِّل الإسلام مركزًا أساسيًّا في ثقافته، وتتجه الحكومة الصينية إلى طمس جميع الرموز الإسلامية, فالمدارس الإسلامية والمساجد إما مغلقة أو خاضعة لقيود صارمة.

    ومؤخرًا تم منع التلاميذ في المدارس والجامعات من تأدية الصلاة، ومن صيام رمضان، بل وصل الأمر إلى منعهم من حمل المصاحف أو امتلاكها.

    والأعجب من ذلك أن المسلمين الإيغوريين تحدد خطبة الجمعة عندهم بـ30 دقيقة فقط, كما أن عدد ذكر كلمة 'آمين' محدد أيضًا بـ17 مرة في اليوم الواحد, وألا يتلو خطيب المسجد أكثر من خمسة أدعية فقط ليوم الجمعة, ومن يخالف ذلك تتم معاقبته إما بمنعه من الخطابة أو تقرير غرامة مالية عليه, هذا غير أنه من الممنوع على أي شخص أن يقوم بالصلاة إلا في المسجد التابع للحي الذي يسكن فيه والمسجّل بالطبع في دفاتر الشرطة, ويبدو أن هذه الأفكار الفذة أعجبت كثيرًا إحدى الدول الإسلامية, والتي قامت بتطبيقها مؤخرًا من باب التقدم والرقي وتطبيق النظريات الغربية الحديثة في هذا الشأن!!

    ولا يتوقف الاضطهاد عند هذا الحد فقط من انتهاك حقوق الإنسان والتمييز في التوظيف وسياسة التفقير المطبقة ضد مسلمي تركستان، كذلك قام النظام الصيني بتأسيس برنامج على درجة عالية من التمييز والعنصرية، يهدف إلى تغيير التوزيع السكاني بإقليم 'سينكيانج', فالسلطات الصينية تقوم ببيع الفتيات المسلمات إلى الفلاحين الصينيين الذين يقومون بتهريبهن إلى داخل الصين, وقامت أيضًا ببذل كل جهدها لتطبيق نظام 'طفل واحد لكل أسرة' على الإيغور, بينما لم تطبقه على بقية الأعراق التي تعيش في الإقليم نفسه, وتتبع السلطات الصينية أبشع الطرق لتنفيذ تلك السياسة؛ فعلى سبيل المثال يقوم الأطباء بقتل المواليد المسلمين بعد ولادتهم مباشرة بضربهم أو كتمان أنفاسهم, وتحقن الأم بحقنة منع الحمل دون إشعارها بذلك, ولا تتمكن من رؤية مولودها لأنهم يفيدونها بأن الجنين ولد ميتًا, ثم تشحن هذه الأجنة إلى معامل في بكين وشنغهاي، وكانت النتيجة أن تغير التوزيع السكاني تمامًا.

    ولم ينتهِ الأمر عند ذلك الحد، بل تطور حتى السيطرة على المجالات الاقتصادية والسياسية, وقد تم ذلك من خلال خطط مدروسة, والأكثر من ذلك أصدر سكرتير الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة 'سينكيانج' [تركستان الشرقية] قرارًا في التاسع من مارس عام 2002م يتضمن فرض التدريس باللغة الصينية لكافة المواد المدرسية من الصف الثالث وما فوق، مهددًا لغة شعب تركستان المسلم وثقافته العريقة إلى الزوال, وكذلك مُنع الإيغوريون من العمل في الشركات الصينية، خاصة بعد اكتشاف آبار البترول التي توجد بغزارة في المنطقة, الأمر الذي يصعّد من أزمة البطالة بينهم.

    بل إن هناك ممارسات أكثر جورًا؛ حيث مُنع رفع الأذان من مكبرات الصوت بدعوى أنها تزعج هؤلاء الصينيين الدخلاء, وترويج الزواج المختلط لزواج الصينيين والصينيات البوذيات بالمسلمين بضغوط اقتصادية وإغراءات مادية.

    كما أن الصينين - وبلا أدني استحياء أو خوف - يقومون بتغيير تاريخ شعب الإيغور وإعادة صياغته بصناعة تاريخ صيني للمنطقة وتزوير حضارته الإسلامية, وذلك بعد أن اضطهدوا واعتقلوا المؤرخين والمؤلفين المسلمين, وغدا الصينيون هم الذين يكتبون تاريخ وحضارة هذا الشعب المسلم، وتفرض كتبهم على الإيغور الذين ينحصر دورهم على دراستها والقراءة أو الترجمة فقط، ولا يحق لهم النقد والإيضاح وكشف الحقائق.

    إضافة إلى ذلك تجريم وحظر منظمات المقاومة والتحرر في تركستان, وزد على هذا ما قامت به الحكومة الصينية من إجراء 42 تجربة نووية في أراضي المسلمين, وذلك حتى عام 1996م, وقد أدى إجراء هذه التجارب إلى تزايد انتشار السرطان والإجهاض وتشوه المواليد, ومع أنها حاولت إخفاء ذلك وتبرير ما نتج عنها، إلا أن بعض المنظمات الدولية أكدت نتائجها المدمرة على السكان والبيئة, وقد أثيرت تلك القضية في مؤتمر المرأة العالمي في بكين عام 1995م, وأكدوا أن هناك ارتفاعًا في نسبة الوفيات يصل إلى 40% في مناطق قيرغيزستان الشرقية على حدودها المتاخمة مع مقاطعة 'سينكيانج' [تركستان الشرقية] بالصين، وذلك في أواخر شهر مايو 1994 على أثر تجربة نووية في تركستان الشرقية, ومازال شعبها المسلم يعاني من نتائج التفجيرات النووية التي كانت تتم مكشوفة في الفضاء حتى الآن.

    وقد وصلت ضراوة الحرب الصينية الشيوعية الملحدة إلى أشدها, حين استغلت السلطات الصينية فقدان الوعي الصحي والاجتماعي الذي فرضته على الشعب التركستاني المسلم من خلال ترويج المخدرات والكحول, فعلى سبيل المثال يوزع الخمر مجانًا على الإيغور المسلمين في مدينة 'قراماي', وفي مدينة 'إيلي' عندما حاول الطلاب المسلمون توعية الشباب بمخاطر الكحول وضرره على الإنسان، مطالبين محلات الخمور بالتوقف عن البيع، قامت السلطات الصينية بقمع حملتهم بالقوة, فنتج عنها مقتل 200 طالب مسلم في عام 1997.

    وقد دخلت تجارة المخدرات سرًا من بورما وتايلاند إلى تركستان الشرقية، ثم اتصلت بالمافيا الدولية لتجارة المخدرات في باكستان وأفغانستان وقزاخستان، ومنها إلى أسواق العالم في أوربا وأمريكا, وهذه المناطق الصينية التي يمر منها طريق المخدرات الذي عرف بالطريق الأسود، هي بلاد تسكنها أكثرية إسلامية, وفي الوقت الذي يعاقب مروجو المخدرات بالسجن والإعدام في مناطق الصين الأخرى، فالمروجون لها في مناطق المسلمين يتمتعون بحماية السلطات السرية لنشاطهم.

    وقد أثبتت التحريات التي أجريت أن قادة جيش التحرير الشعبي - وهو جيش الإنتاج والبناء في تركستان الشرقية - يتاجرون بهذه السموم القاتلة, وفي مقاطعة كانسو - التي يسميها المسلمون الصينيون مكة الصغرى لكثرة مساجدها ومدارسها الإسلامية - تعتبر أحد المراكز الناشطة لتجارة الهيروين في الصين, وهو متوفر في كل مكان، ورخيص جدًا مما يستخدمونه في التدخين. وينتهي هذا الطريق الصيني للمخدرات في تركستان الشرقية، حيث تم ترويجها بين الأهالي بدسها في الأطعمة والمشروبات التي تقدم في المطاعم.

    ومما يدعو إلى الحسرة والحزن والأسى أن هذه المخدرات التي أخذت تتدفق إلى تركستان الشرقية بتشجيع السلطات الصينية جلبت معها مرض الإيدز إلى مناطق المسلمين, والتي لم تسجل فيها إصابة واحدة حتى عام 1994م, إلا أنه في نهاية عام 1996م كان واحد من كل أربعة يتعاطون المخدرات إيجابيًا لفيروس مرض الإيدز, وفي السنوات الأخيرة أصبحت تركستان الشرقية من أكثر المناطق التابعة للصين انتشارًا بوباء الإيدز، وأصبح المسلمون الإيغور هم أكثر القوميات التي منيت بهذا الوباء, ويقدر العدد الحقيقي للمصابين بأكثر من 30 ألفًا, أي أن نسبة الإصابة تصل إلى 30% في تركستان الشرقية, ما يجعلها المقاطعة الصينية الأولى في نسبة انتشار الإيدز.

    ولقد كان لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة تأثير كبير على معاملة مسلمي الإيجور؛ حيث استغلت الصين هذا الحدث ذريعة لتزعم أن من يقومون بنشر رسائل دينية أو ثقافية مسالمة هم 'إرهابيون' غيروا من أساليبهم المنهجية, وعليه فإن المسلمين الناشطين في المجالات الدينية السلمية يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام أحيانًا.

    وتفرض السلطات الرقابة الدينية والتدخل القسري على الأنشطة الدينية وممارسي النشاطات الدينية والمدارس والمؤسسات الثقافية ودور النشر وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد الشعب الإيغوري, تفتيش كل البيوت وجمع أكثر من 730 ألف كتاب ديني ومخطوطة إسلامية, وإجبار رجال الدين العلماء بإحراقها في الميادين العامة. وما خفي كان أعظم؛ حيث نشرت الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني أنباءً عن قيام السلطات الصينية بإحراق وإتلاف 32.320 نسخة من المصحف، وذكر موقع منظمة 'مؤتمر الإيغور الدولي' الذي يتخذ من ألمانيا مقرًا له: إنّ هذه الخطوات تأتي كجزء من سياسة تتبعها الصين لمحو الهوية الدينية والقومية للإيغور, تمهيدًا للقضاء عليهم نهائيًا بعد قرار اتخذه مجلس الجامعات في اجتماع عُقد بجامعة 'سيانج يانج' مؤخرًا, دعا فيه إلى إلغاء الدروس باللغة الإيغورية التي يتحدث بها سكان تركستان الشرقية, وإحلال اللغة الصينية بدلاً منها, ولعل تلك الممارسات الجائرة التي تقوم بها الحكومة الصينية ما هي إلا استراتيجية تريد بها اقتلاع حلم دولة مستقلة لمسلميها؛ حيث إنها تخشى من تفكك أقاليمها التي تعج بالمشكلات العرقية.

    وقد كانت أكثر الحوادث التي تنم عن الحقد الدفين للإسلام والمسلمين من قبل السلطات الصينية الملحدة قيامها باعتقال معلمة بإقليم تركستان الشرقية تبلغ من العمر 56 عامًا و37 من طلابها تراوحت أعمارهم بين 7 أعوام و20 عامًا بسبب دراستهم للقرآن الكريم، وكان دليل اتهامهم هو حيازة 23 نسخة من القرآن، و56 كراسة تتضمن شروحًا له، وبعض المواد المتعلقة بالدراسات الدينية، تمت مصادرتهم جميعًا.

    وتواجه المعلمة تهم 'الحيازة غير المشروعة لمواد دينية ومعلومات تاريخية مثيرة للبلبلة', كما تطالب أهالي الطلاب الفقراء بغرامات مالية باهظة, ولعل هذا الحدث الذي لم ينل القدر الكافي من اهتمام وسائل الإعلام العالمية عامة والإسلامية خاصة يكشف للعالم مدى المعاناة التي يعايشها نحو 100 مليون مسلم بالصين تحت سمع وبصر العالم.

    وبعد عرض هذه الصفحات من تاريخ مسلمي الصين الملطخ بالدماء، هل تظل المذابح وحرب الإبادة بحق مسلمي الصين شأنًا داخليًا لا يمتلك أحد من دول المسلمين مجرد رفع الظلم أو حتى التهدئة؟!! ففي الوقت الذي سمحت فيه الصين بتخريج دفعة من حفظة القرآن مؤخرًا - كما نقلت لنا الفضائيات – فإنها تحرق المصاحف وتفصل المسلمين من أعمالهم لمجرد أنهم مسلمون في داخل الصين, وتهدم مساجدهم وتدرس لأئمة وخطباء مساجدها المبادئ الشيوعية وتقدم لهم الخطب الرسمية التي تسب في الإسلام أكثر مما تحكي واقعه.

    وهكذا ووسط حالة الضعف السياسي ضاع حق ضعفاء الإيغور على مرأى ومسمع من الدول العربية والإسلامية التي تخشى الدخول في مناقشات مباشرة مع الصين التي ترفع شعار 'شأن داخلي', على الرغم من أن عالمنا العربي والإسلامي يستطيع فعل الكثير, وخاصة أنه يعد سوقًا استراتيجيًا كبيرًا مفتوحًا أمام المنتجات الصينية؛ ما يعطيه القوة في مطالبة الصين بمنح هذا الإقليم استقلاله ورفع الظلم والاضطهاد الواقع على أبنائه.. فهل من مجيب؟!!

    وأخيرًا.. نلتقي إن شاء الله على خير في وطن آخر ومع إخوة آخرين, محاولين إماطة اللثام عما يحدث لهم بعيدًا عن ديار المسلمين

    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  4. #289
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    لماذا الخوف من الإسلام في الغرب؟




    مفكرة الإسلام: بين أيدينا اليوم موضوع أحسب أن له أهمية كبيرة وظاهرة إن جاز لنا أن نسميها هكذا, تلك الظاهرة تدعو إلى التعجب.. ألا وهي ظاهرة تخوف المجتمع الغربي من الإسلام, ترى لماذا يخشى الغرب من الإسلام؟! ثم هل لذلك الخوف أسس في الواقع؟! أو بمعنى آخر هل المجتمع الغربي محق في خوفه؟! ثم هل لذلك الخوف أثر على المسلمين عامة وعلى من يعيشون في الغرب خاصة؟! أسئلة كثيرة نطرحها ونحاول وضع إجابات من واقع هؤلاء القوم.

    إن التخوف من الإسلام حقيقة ما هو إلا توجهات ومواقف لمعارضة معتقدات المسلمين وممارستهم لشعائرهم والتزامهم بشريعتهم والتحامل عليهم, إلا أننا - وحتى نكون منصفين - لابد لنا من أن نستمع لوجهة نظر الطرف الآخر لتفسيره لذلك الخوف.

    إن المتخوفين من الإسلام في الغرب يرفضون رفضًا قاطعًا انتقادات المسلمين للثقافات والمجتمعات الغربية ويعتبرون تخوفهم من الإسلام شيئًا طبيعيًا غير قابل للنقاش أو الجدل.

    ويبدو أنه انطلاقًا من الاقتران المتكرر الذي يمكن ملاحظته في مسيرة التاريخ، الذي يوحي وكأن هناك نوعًا من العلاقة الحتمية بين صعود نجم الحضارة الإسلامية وانحدار نظيرتها الغربية السبب الرئيس في حالة الخوف التي تنتاب الغرب من الإسلام.

    وعلى سبيل المثال فإن دحر جحافل الروم والفرس وامتداد التوسع والمد الإسلامي لقرون طويلة متلاحقة قد تسبب في العداء من ناحية الغرب؛ حيث إنه الوريث الأصلي للإمبراطورية الرومانية.

    وكذلك مواقف المجابهة العنيفة بين الإسلام والغرب - والتي سجلها التاريخ متمثلة في فتح الأندلس والقسطنطينية وموقعة بلاط الشهداء, والتي لو انتصر المسلمون فيها لدخل الإسلام إلى باريس - كانت من الأسباب التي رسخت الخوف من الإسلام في نفوس أهل المجتمع الغربي.

    ويرى الكثيرون من الغربيين أن القرآن ذلك الكتاب العظيم غذاء بلا فكر, كما أن المسلمين أي من يتخذون ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه منهجًا ما هم إلا قوم متخلفون وأشرار ومتحجرون وغير قابلين للتغيير والتطور بخلاف الديانات والثقافات الأخرى, وأنهم يستخدمون الإسلام بشكل أساسي لتحقيق أغراض سياسية وعسكرية, وقد ساهم في ترسيخ هذه الأفكار المكذوبة اليهود الذين لعبوا دورًا خبيثًا في تقديم صورة مزيفة ومشوهة وسيئة عن الإسلام والمسلمين.

    وقد كان لهذا الدور الخبيث أثر كبير في تخوف الغربيين من خطر إسلامي متصاعد، وخشيتهم من الحرب الإسلامية ـ الغربية القادمة, واعتبروا أن المسلمين يشكلون تهديدًا أكيدًا للغرب المسيحي, كما يعتبرون أن التطور الشديد السرعة للأصولية الإسلامية هو التهديد الأعظم للسلام والأمن العالميين بزعمهم.

    ويعد الجهل بالإسلام وتعاليمه وأخلاقياته السبب الرئيس للخوف منه, فمن الطبيعي أن الإنسان دائمًا يخاف مما يجهله.

    كما أن رفضهم التضحية بالمكاسب الرخيصة التي جنوها من استغلالهم الناس وإشاعتهم الفاحشة وانتشار الرذيلة وكذلك تعظيم الربح واللذة والمنفعة الخاصة, وعلى سبيل المثال حرية المقامرة، وتناول الكحول، والاشتغال بالربا وممارسة البغاء والعلاقات الجنسية المثلية، والسماح بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية, من الأسباب الرئيسة التي جعلتهم يخافون الإسلام؛ وذلك لأنهم يعتبرون الإسلام وتعاليمه تهديدًا لهذه السلوكيات التي يعتبرونها من أساسيات الحرية التي يدعون أنهم من أرسو قواعدها.

    وهناك أيضًا الخلط بين الإسلام والواقع الذي يعيشه غالب المسلمين, فهناك دول إسلامية عديدة قد اجتاحها شبح المجاعات وافترس وحش الجوع مئات الآلاف من أبنائها, بل إن هناك أكثر من نصف مليار مسلم يعيشون تحت خط الفقر؛ وذلك بسبب انتشار الفساد وسوء الإدارة واختلال العدالة في توزيع الموارد والثروات, وعلى الرغم من أن تلك الأخلاقيات مرتبطة بالممارسات التي ينتهجها من يحسبون على الإسلام وهو من سلوكياتهم براء, إلا أنها أصبحت تهمة في حق الإسلام نفسه كدين من جهة الغرب.

    مما سبق يتضح أن الخوف من الإسلام أمر واقع في المجتمع الغربي من وجهة نظرهم التي دائمًا وأبدًا على مدى التاريخ تأبى إلا أن تضع الإسلام والمسلمين في قفص الاتهام بهتانًا وزورًا.

    وللأسف فإن لهذه الفرية التي هي خوف الغرب من الإسلام آثار سلبية كثيرة على المسلمين عامة وعلى من يستوطنون تلك المجتمعات من المسلمين خاصة, ومن هذه الآثار على سبيل الحصر لا التفصيل:

    الحيلولة دون تحقيق التعاون الحقيقي بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى, هذا التعاون الذي يمكن أن يساعد على توفير حل مشترك لقضايا المجتمع الإسلامي المستعصية, كما أن من شأن التخوف من الإسلام أن يحطم العلاقات الدولية والدبلوماسية والتجارية وغيرها بين دول العالم الإسلامي وغيرها من دول الغرب.

    كما أنه يمثل بالنسبة للمسلمين في الغرب تهديدًا خطيرًا وارتفاعًا في نسبة البطالة, وإنكارًا للحقوق المتساوية في مدارسهم, والتفرقة على أسس دينية وعنصرية, والمضايقات والعنف والقيود على الحرية الشخصية والإحساس بالانتماء الذي يتعرض له المسلمون في الغرب لا لجريرة ارتكبوها, بل فقط لأنهم مسلمون ينتمون للدين الإسلامي, كما يحرمهم من القيام بدورهم البارز في السياسة الوطنية لتلك البلاد.

    ووصل الأمر بسبب فرية التخوف من الإسلام إلى التحريض وإثارة الأحقاد الدينية, والذي يمكن أن يشمل إهانة وتدنيس المقدسات الإسلامية وانتهاك الحرمات الدينية, والتي تمثلت أخيرًا في انتهاك حرمة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام حسدًا من عند أنفسهم.

    وهكذا أصبحت ما تسمى بمشكلة الخوف من الإسلام الذريعة التي يتخذها الغرب الصليبي أساسًا في سياساته الحقودة ضد المسلمين في كل مكان, رد الله كيد الكافرين إلى نحورهم, وأبطل مزاعمهم ونصرنا عليهم بقوته وحوله, إنه على ما يشاء قدير.. وإلى اللقاء إن أحيانا الله على طاعته وفي سبيل إعلاء كلمته.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  5. #290
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    المسلمون في لاوس إلى أين؟




    مفكرة الإسلام: نعود إخوتي لنواصل الحديث عن الأقليات الإسلامية والتي تشكل 6.1% من سكان العالم، حيث يبلغ عددهم نحو 392 مليون نسمة، يتوزعون على 32 دولة، ويتمركزون أغلبهم في آسيا 297 مليون نسمة، وفي أفريقيا 8 ملايين وأوروبا حوالي 20 مليون نسمة.

    ونطرق اليوم باب الهند الصينية, والتي يشكل المسلمون حوالي 4% من مجموع سكانها؛ لندخل أحد دولها والتي تبدو غير معروفة للكثير من المسلمين تلك هي لاوس, فهيا بنا نلقي نظرة على أحد المواقع التي انتشر فيها الإسلام في الجنوب الشرقي من آسيا.

    جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية من بلدان جنوب شرق آسيا, تجاور الصين من شمالها وفيتنام من شرقها وتايلند من غربها وكمبوديا من جنوبها, وعاصمتها فيانتيان.

    وقد سميت لاوس بلد 'مليون فيل' ويرجع تاريخها إلى عشرة آلاف عام مضت, حيث كشفت أعمال التنقيب عن أدوات حجرية ومجموعة من الجماجم والهياكل العظمية البشرية, والتي أكدت قدم وعراقة تاريخ هذا البلد؛ فقد كان الشعب اللاوي من أوائل من استخدم الحديد في صناعة أدوات المعيشة.

    · المساحة: 337.000 كيلومتر مربع.

    · تعداد السكان: 6.068.117 نسمة, لا يزيد عدد المسلمين فيهم عن بضعة آلاف, وأغلب السكان ريفيون يمتهنون الزراعة.

    · الديانة: يدين الشعب اللاوي بالديانة البوذية وتمثل حوالي 60%, والبراهمية 40%, مع مجموعة من المعتقدات الوثنية وعبادة الحيوانات وأرواحها وخصوصًا الأفيال القديمة المتداخلة فيما بينها, مع نسبة قليلة من الديانة المسيحية التي جاءتهم من خلال المبشرين وتمثل 1.5%, والإسلام وتبلغ نسبته حوالي 0.5%.

    · اللغة المحلية: اللاوية إلى جانب الفرنسية والإنجليزية وبعض اللغات التي تخص أعراقًا مختلفة.

    · عدد المساجد والمنظمات الدينية: مسجدان؛ أحدهما يخص المسلمين من أصل باكستاني, والآخر للمسلمين ذوي الأصول الهندية, وهناك المسجد الجامع الكبير في العاصمة ويمثل المركز الإسلامي ومعه مدرسة افتتحت منذ فترة قصيرة في الأول من يونيو عام 2005م, إلى جانب الجمعية الإسلامية.

    كانت لاوس تحت سيطرة سيام 'تايلند' منذ أواخر القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي عندما أصبحت بموجب معاهدة فرانكو - سيامية عام 1907م جزءًا من مستعمرة فرنسية صينية, وعرفت حدودها مع تايلند, وكانت حتى ذلك الحين تحت حكم ملكي إلى أن قامت حكومة باذيت لاو الشيوعية بالسيطرة على الحكم عام 1975م, وبذلك أنهت ستة قرون من الحكم الملكي.

    وهناك عدة روايات لدخول الإسلام للاوس, فمنها القائل: إن الإسلام وصل للاوس عندما لجأ المسلمون التشامبون - المسلمون الأوائل لمجموعة جزر الهند الصينية - إلى لاوس قبل لجوئهم إلى كمبوديا واستوطنوا هناك, ولكن مرّ عليهم زمن طويل لم يتلقّوا فيه أمور دينهم, وكل ما تعلموه قراءة القرآن الكريم دون فهم معانيه, الأمر الذي جعلهم يفقدون حقيقة دينهم, وتعرض الأبناء فيما بعد لحملات التنصير فتأثر بها بعضهم, وارتد بعضهم عن دينه. وهناك قول آخر أن الإسلام جاء إلى لاوس عن طريق تجار مسلمون من الصين يتاجرون ويتنقلون في المنطقة منذ مئات السنين.

    والجدير بالذكر أن عدد المسلمين في 'لاوس' أخذ في التناقص على مر السنين؛ وذلك لعدم وجود أية هيئة تشرف على حياتهم الدينية فتفرقوا حسب ظروف المعيشة, وكذلك الحروب المتتالية منذ 1940م حتى 1975م, والتي أدت إلى تهجير كثير من المسلمين داخل البلاد وبعضهم ترك لاوس, وأصبح الكثير منهم حتى اليوم يهيمون على وجوههم في أرض الله, يموتون بشكل فردي أو جماعي, أو يعيشون في ظلمات السجون, حتى أصبح عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف بما فيهم الهنود والباكستانيون, وليس لهم من مسجد في تلك الآونة, بل هناك أماكن مخصصة لصلاة الجمعة فقط.

    وهكذا لاحظنا أن المسلمين في الهند الصينية عامة وفي لاوس خاصة قد تعرضوا للإبادة في بلادهم من قبل السلطات الشيوعية, فمنهم من طرد إلى البلدان المجاورة, ومنهم من فرّ خوفًا ونجاةً بدينه, ومنهم من صبر واحتفظ بدينه, ومنهم من أضاع عقيدته بسبب الظروف التي مرت عليه.

    ومازال المسلمون في لاوس يتعرضون لصنوف القهر على الرغم من المرسوم الذي صدر من رئيس الوزراء من أجل 'ضمان الحرية الدينية', ولكن للأسف فإن هناك بعض بنود المرسوم تقيد الحرية الدينية بشدة من خلال اشتراط الحصول على تصريح رسمي من أجل ممارسة الكثير من أوجه العبادة المنظمة.

    وهذا ما يراه المطالع لأحوال هؤلاء الأحبة واضحًا وبصورة جلية؛ حيث لا يوجد لديهم سوى جمعية لاوس الإسلامية وثلاث مساجد أكبرها المسجد الجامع الذي بني على الطراز الهندي والمقام في العاصمة فيانتيان, التي يتركز فيها عدد كبير من المسلمين, ويعتبر هذا المسجد مركزًا صغيرًا يؤمه المسلمون الهنود والباكستانيون بشكل رئيس, وقلة من المسلمين اللاوسيين, وتعتبر إقامة صلاة الجمعة من أهم النشاطات التي يقوم بها المسجد الجامع إلى جانب بعض دروس القرآن للأطفال, وكذلك بعض الأنشطة العامة الخاصة بالمسلمين, وأخيرًا ألحقت بالمسجد مدرسة إسلامية والتي تعتبر الوحيدة في لاوس وتقوم بتعليم الأطفال القرآن وتعاليم الدين الإسلامي.

    وفي لاوس مسلمون مهاجرون من كمبوديا هربوا من بلادهم خلال عهد 'بول بوت' الدموي, إلى جانب مسلمين من الصين وباكستان والتاميل، وبعض المسلمين الجدد من أهل البلاد, وأغلب المسلمين يعملون في التجارة والخدمات وتجارة المنسوجات.

    ومعرفة المسلمين بأمور دينهم محدودة, والمسلمون في لاوس يحتاجون دعاة مخلصين ومعلمين أكفاءً ومطبوعات إسلامية باللغة المحلية, وكذلك فهم بحاجة إلى منح دراسية حتى يتخرج دعاة من بني جلدتهم يعملون على نشر الإسلام وتصحيح مفاهيمه وإرساء دعائمه على نهج خير دعاة البشرية صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم, الذين استطاعوا بقلوبهم المخلصة وإيمانهم الصادق وعزيمتهم الوقادة وحبهم الذي لا نظير له لله ورسوله أن ينشروا الإسلام في كل مكان, حتى وصلوا إلى تلك البقاع النائية الذين تذكروها هم ونسيناها نحن.

    وأخيرًا هناك صرخة محملة بالأسى والأمل يطلقها إخواننا المسلمون في الهند الصينية وفي لاوس, يأملون أن تصل إلى قلوب وآذان المسلمين في كل مكان, لتعلمهم أنهم ومن جديد يتعرضون للإبادة والتعذيب من قبل الشيوعيين, لذا بدأت جماعات كثيرة تفر من أنياب الوحوش إلى سم الأفاعي طالبةً حق اللجوء حيث براثن الحقد الصليبي في أوروبا وأمريكا طلبًا للحرية, ولكن ما أن يصلوا إلى هناك حتى تتلقفهم الهيئات التنصيرية التي تقدم لهم ما يسدون به رمقهم ويحفظون به حياتهم المهددة بالجوع والمرض, والأدهى والأمرّ أن أبناءهم يؤخذون إلى المدارس النصرانية وإلى الكنائس ليفتنوا في دينهم, هذا والمسلمون نيام يتسابقون بالخطب الكلامية والخلافات القائمة بينهم, ولا أدري متى نستيقظ من سباتنا العميق ونفيق لنستنقذ كرامتنا وعزتنا من بين أنياب الثعالب اللئيمة والوحوش الضارية.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  6. #291
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    المسلمون خلف الأسوار!!




    1- في فرنسا
    مفكرة الإسلام: في معرض حديثنا عن الجاليات والأقليات الإسلامية التي نحاول اقتفاء أثرها أينما وجدت, نفتح اليوم ملف إحدى الأقليات الإسلامية ولكنها أقلية من نوع جديد وغريب, ألا وهي الأقلية الإسلامية القابعة خلف الأسوار في أحد البلدان الأجنبية, قد يستغرب البعض هذا الأمر ولكنها حقيقة أردنا من خلال موضوعنا اليوم أن نميط اللثام عنها, ونتفقد جوانبها وخفاياها, محاولين بذلك إكمال وإيضاح صورة للأقليات ربما لم تتضح بعد.

    لقد أصبح الإسلام في أوروبا، وخصوصاً في فرنسا، دين المضطهدين, كما كانت الماركسية في أوربا في وقت من الأوقات, فبالأمس كانت قضية الحجاب, واليوم نتحدث عن المسلمين خلف القضبان في فرنسا, فلقد أصبح الإسلام يشكل الديانة الأولى في السجون الفرنسية, ويعتبر تزايد نزلاء السجون من المسلمين دليلاً على أن الطبقات الدنيا من المسلمين تنتشر في أوروبا, وأنه على هامش هذه الطبقات, يزداد التعاطف مع أيديولوجيات الإسلام السياسي.

    كما تشير كل التقارير والأبحاث الواردة من وعن السجون الفرنسية في السنوات الأخيرة إلى أن الإسلام أصبح الديانة المهيمنة في السجون، وأن المسلمين - فرنسيين كانوا أم مهاجرين من بلدان إسلامية - يشكلون الكثافة الأولى بالسجون، وأنهم بصدد تركيز 'مملكتهم' على حد تعبير أحد المرشدين المسلمين بالسجون الفرنسية.

    وعلى الرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة؛ لأنه يمنع في فرنسا إحصاء الأشخاص على أساس انتمائهم الديني, ولكن الأسماء العربية ولون البشرة وعدم أكل لحم الخنزير، كلها مؤشرات تدل على أن أغلب السجناء من المسلمين رغم أنهم لا يمثلون إلا 10% فقط من نسبة سكان فرنسا, أي أنهم يشكلون أكبر نسبة من نزلاء السجون، كما تتزايد نسبتهم في معظم الدول الأوربية, ويعتبر هذا مؤشرًا على وجودهم في قاع هرم القارة.

    لقد ازداد نزلاء سجون فرنسا بنسبة 20% في السنوات الثلاثة السابقة, ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الملاحقة الشرسة للجرائم الصغيرة.

    ومن الملاحظ أن نسبة المسلمين في السجن تتزايد بشكل أسرع, حيث إنه من جملة 60.775سجينًا فرنسيًا هناك حوالي 70% من المسلمين, وهي تعكس بشكل كبير نسبة الشباب بين المهاجرين إلى أوروبا من المسلمين.

    وتختلف النسبة من سجن إلى آخر؛ حيث يشكل المسلمون ما بين 50% و80% من المساجين في السجون القريبة من المراكز الحضرية التي توصف بأنها ذات حساسية بالغة, وكذلك يتراوح متوسط أعمار المسلمين المسجونين ما بين 18 و35 عامًا معظمهم من سكان الضواحي الفقيرة والمهمشة.

    وعلى الرغم من ارتفاع نسبة السجناء المسلمين إلا أن هناك قلة في عدد المرشدين داخل السجون, فعلى سبيل المثال فهناك ثمانية مرشدين مسلمين فقط لحوالي 20 ألف سجين مسلم في منطقة باريس وحدها, وكذلك فإن هناك مشرفًا واحدًا على 9 سجون من أصل 25 سجنًا في المنطقة.

    بينما تشير الإحصائيات إلى ضرورة مضاعفة عدد المرشدين المسلمين في السجون؛ حيث يبلغ عددهم في الوقت الحالي 69 مرشدًا يغطون 185 سجنًا، في حين يبلغ عدد المرشدين الكاثوليك نحو 500 مرشد على الرغم من أن عدد السجناء النصارى يقل كثيرًا عن عدد المسلمين, ولكن وللأسف فإن السلطات الفرنسية رفضت الموافقة على وجود عدد كاف من المرشدين المسلمين للسجون؛ لخوفها من أن الرقابة الناقصة قد تدخل مجاهدين جددًا إلى المنظومة.

    ويعتقد أحد الأئمة وأيضًا المرشد لبعض السجون في العاصمة باريس أنه ستمضي سنوات قبل أن يكون هناك ما يكفي من المرشدين لتغطية حاجات نزلاء السجون في فرنسا, والذي يقدر أن 70% منهم مسلمون كما ذكرنا من قبل.

    كما يعاني المسلمون من السجناء من تمييز واضح من جانب إدارة السجن التي يتهمونها بتفضيل المسيحيين واليهود من السجناء. ففيما لا يحق للمسلمين من السجناء في بعض السجون الحصول على اللحم الحلال، فبالمقابل يحق لليهود الحصول على اللحم الكاشر المذبوح على الطريقة اليهودية. كما يمنع المسلمون في بعض السجون من أداء صلاة الجمعة.

    ومما يدعو إلى الأسف أن كل ما ذكرناه من قبل لم يكن عن سجون العالم الثالث بل سجون تقع في فرنسا الدولة الأم لحقوق الإنسان كما يزعمون.

    ويحذر العديد من الناس من أن تجاهل احتياجات السجناء المسلمين يخلق الاستياء ويترك المجال مفتوحًا لتفسير أكثر تطرفًا للإسلام, فيما يشتكي نزلاء السجون المسلمون في فرنسا, التي تحتوي على أكبر جالية مسلمة في أوروبا, من أنهم مهملون ضمن نظام مخصص للنزلاء المسيحيين, فقليلة هي السجون التي تقدم لحمًا حلالاً ذبح طبقًا للشريعة الإسلامية, وسجون أقل لا تزال تقيم الشعائر الدينية للمسلمين, بينما يستطيع معظم النزلاء الكاثوليك على سبيل المثال حضور قداس مرة في الأسبوع.

    وفي حين أنه لا توجد معلومات رسمية عن الجنس والعرق في معظم أنحاء أوروبا، حيث يعد الاحتفاظ بمثل هذه البيانات أمرًا غير قانوني في العديد من البلدان، يتفق خبراء نزلاء السجون على الخلل الكبير في نسبة المسلمين هنا، في فرنسا، وفي أماكن أخرى.

    وحتى لا تبدو الصورة قاتمة فإن الإسلام - رغم كل ما يعانيه أتباعه - ديانة مغرية لغير المسلمين حتى من المساجين؛ إذ لا يمر أسبوع واحد إلا ويحضر سجين مسيحي إلى الإدارة لمطالبتها بتوفير اللحم الحلال له؛ لأنه أصبح مسلمًا.

    ووفق وزارة الداخلية الفرنسية فإن عدد معتنقي الإسلام من المسيحيين يزداد في السجون الفرنسية بصورة مطردة, حتى إن السلطات الفرنسية وجهت إنذارًا من نوع جديد لمواجهة خطر الأصولية الإسلامية والدعوة إلى الإسلام في السجون, فبعد مراقبة المدارس والأحياء الشعبية التي تقطنها أغلبية عربية وإفريقية، بدأ الأمن الفرنسي منذ أكثر من عام يوجّه أنظار عملائه السريين إلى السجون, حيث ينشط - على حد قولهم - غلاة المتطرفين من السلفيين, ويعملون على نشر دعوتهم إلى الجهاد وتطويع المجاهدين الجدد.

    وجدير بالذكر أن قلق السلطات الفرنسية إزاء هذه الظاهرة دفع بوزير العدل الفرنسي العام الماضي إلى تنظيم دروس خاصة بهذا النوع من الأخطار الأصولية في أوساط حرّاس السجون, فيما عكفت أجهزة المخابرات السرّية ووزارة الداخلية على دراسة وسائل عمل ناجعة لدرء الخطر الإسلامي القابع خلف القضبان.

    ومن العجيب أن ذات السلطات التي تحاول محاصرة ما تسميه التطرف الأصولي في العنابر إلى حد منع 'سجاد' الصلاة أحيانًا, هذه السلطات نفسها لا تجد أفضل من 'المتشددين الأصوليين' - المسموعة كلمتهم عادة - للدعوة إلى استتباب الأمن بين السجناء عندما تنشب الخصومات بين المنحرفين منهم.

    وأخيرًا فنحن في انتظار تنظيم أحوال الجالية المسلمة داخل السجون الفرنسية, بل ونهيب بالمجتمع الإسلامي في فرنسا - والذي يريد أن ينسى سجناءه - أن يهتم بهم كي لا يُعزل المسلمون أكثر وأكثر.

    وعلى العموم فإن مشكلة المسلمين في السجون ملف كبير ومتعدد الجوانب, ولا يعني فقط المجتمع الفرنسي وحسب بل أوروبا كلها: ألمانيا, والدانمارك وإسبانيا وإيطاليا؛ حيث إن لدينا معطيات دقيقة أن نسبة المسلمين في السجون هي عشرة أضعاف نسبة المسلمين في المجتمع الأوروبي, فهلا نظرنا بعين الاهتمام والمسئولية إلى تلك المشكلة العضال علنا نستطيع أن نجد لها حلاً نعذر به أمام الواحد الديان, يوم لا نستطيع أن نختلق الأعذار.

    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  7. #292
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    المسلمون خلف الأسوار..... في ألمانيا



    مفكرة الإسلام : نتحدث اليوم عن المسلمين القابعين خلف أسوار السجون الألمانية, وقبل أن نسترسل في الحديث عن هذا الموضوع يجب أن نعلم أولًا أن الإسلام يشكل في ألمانيا الديانة الرسمية الثالثة بعد البروتستانتية والكاثوليكية.

    وحسب الإحصائيات الرسمية, فإن عدد أفراد الأقلية المسلمة حاليًا يبلغ حوالي 3.2 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان ألمانيا البالغ نحو 82 مليون نسمة، ويتركز غالبيتهم في القسم الغربي من البلاد لتوافر فرص العمل، وارتفاع مستوى المعيشة عن ولايات القسم الشرقي الفقيرة نسبيًا.

    من المعلوم أن أي دولة من دول العالم مهما بلغ رقيها وتحضرها -الذي يقاس بما تكفله تلك الدول لشعوبها من حرية- يجب أن يكون لديها معتقلات بما فيها ألمانيا.

    و تمتلئ المعتقلات الألمانية بالمسجونين من الألمان أنفسهم، ولكنها لا تقتصر على السجناء الألمان فحسب، بل تضم بين جدرانها سجناء من جنسيات مختلفة إلى جانب عددًا لا يستهان به من أبناء الجالية المسلمة.

    ولا توجد إحصائيات رسمية عن العدد الكلي للسجناء المسلمين خلف قضبان السجون الألمانية, إلا أنه يذكر أن من بين 770 معتقلًا في سجن أحد المقاطعات الألمانية هناك 146 معتقلًا مسلمًا أي حوالي 20% من العدد الكلي للمعتقلين من أجناس مختلفة.

    وكما هو الحال في غالب الدول الغربية فإن حقوق المسلمين دائما مهضومة في تلك الدول، سواء كانوا طلقاء أو مسجونين, وعليه فإن المسلمين في السجون الألمانية يعانون من نقص في الإرشاد النفسي, وسوء في الحالة الاجتماعية على خلاف السجناء الألمان، وكذلك معتقلي الديانات الأخرى.

    و لم يجد هذا الجيل من السجناء المسلمين حتى الآن الرعاية الدينية والنفسية اللازمة، التي تتوفر لأتباع الديانة المسيحية على سبيل المثال، حيث يقوم رجال مختصون من قبل الكنيسة بتقديم هذه الرعاية لهم, ويشعر الكثير من السجناء المسلمين بأنهم قد تُركوا وحدهم مع مشاكلهم الخاصة, ويعتقد أن السبب الرئيس في هذه المشكلة عدم وجود جهة رسمية واحدة تتكلم باسم الجالية المسلمة في ألمانيا.

    كما أن الكثير من المؤسسات الإسلامية تنقصها الصفة القانونية من أجل القيام بذلك، إضافة إلى أنها تعاني في بعض الأحيان من مشاكل التمويل، ورغم وجود العديد من الجمعيات والشخصيات الإسلامية المستعدة إلى توفير نفقات رعاية السجناء المسلمين؛ إلا أن الخوف الذي يلم ببعض المؤسسات الإسلامية من الإفصاح عن مصادر التمويل؛ يقف عائقًا أمام السماح لمثل هذه المؤسسات من تقديم الإرشاد الروحي والاجتماعي, وتتخذ إدارات السجون الألمانية مثل هذه المواقف السلبية من قبل المؤسسات الإسلامية ذريعة لرفض السماح لهذه المؤسسات بتقديم المساعدة اللازمة للسجناء، وقد زادت حدة هذا الرفض في السنوات الأخيرة، و ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

    ويؤمن الكثير من مدراء السجون الألمانية بأهمية توفير هذه الرعاية لأبناء الجالية المسلمة,كما يروا أنه لا بد من توفير الأئمة والوعاظ والمرشدين المسلمين المؤهلين لتقديم الإرشاد الروحي والاجتماعي للمسجونين من المسلمين.

    ولكن المؤسف أن توفير هؤلاء المرشدين المؤهلين تواجهه صعوبات كثيرة, أهمها عدم وجود الأشخاص المناسبين للقيام بهذه المهمة, فعلى الرغم من أن المعتقلين الأتراك يتلقون تلك الرعاية من قبل أئمة الاتحاد التركي المسلم، إلا أن هذه الرعاية تكون مؤقتة، وكذلك فإنها لا تخلو من العقبات، حيث أن فترة إقامة هؤلاء الأئمة في ألمانيا تكون محدودة وفي الغالب لا تتجاوز أربعة أعوام؛ مما يؤدي إلى عدم إلمامهم بطبيعة المشاكل الاجتماعية التي تواجه الشباب المسلم في المجتمع الألماني, وكذلك فإن عدم إجادتهم للغة الألمانية؛ يجعل تبادل التعاون معهم صعب للغاية.

    ومع كل هذا فإن السجناء من أبناء الجالية المسلمة يأملون أن يعاملوا معاملة مساوية لنظرائهم من الألمان من غير المسلمين، الذين يتلقون الدعم النفسي والإرشاد الروحي والرعاية الاجتماعية.

    وهذه الآمال التي يتطلع لتحقيقها أسرانا خلف القضبان الألمانية-إن جاز أن نطلق عليهم هذا التعبير- ليست بعيدة المنال، حيث أن القانون الألماني يكفل للمعتقلين المسلمين الحق في الرعاية الروحية، لذلك فقد دعا العديد من رؤساء السجون الألمانية إلى السماح بتقديم ذلك من قبل متطوعين مسلمين.

    وقد لاقت بالفعل هذه الدعاوى بعض الاستجابات، وكان لها صدى إيجابيًا في حياة المعتقلين، وكان من أهم ثمارها السماح لهم بأداء الصلوات، وكذلك إمكانية الاحتفال بشهر رمضان -حيث يسمح لهم بالإفطار الجماعي- وعيدي الفطر و الأضحى.

    ونحن في هذا الصدد نضم أصواتنا إلى صوت إخواننا المعتقلين في السجون الألمانية لدعوة المسلمين لتوحيد صفهم وكلمتهم، وذلك بتوحيد الجمعيات والمنظمات الإسلامية، والسعي للتعاون مع إدارات السجون في ألمانيا، وخاصة أنها أبدت استعدادًا في هذا المجال, وكذلك دعوة المراكز الإسلامية في ألمانيا للنظر بعين الاعتبار إلى تلك الأقلية القابعة خلف القضبان الألمانية, ومحاولة تكوين هيئة رسمية لرعاية السجناء من كافة الجهات روحية ونفسية واجتماعية.

    هذا الجيل من السجناء المسلمين لم يجد حتى الآن الرعاية الدينية والنفسية اللازمة، التي تتوفر مثلا لأبناء الديانة المسيحية، حيث يقوم رجال مختصون من قبل الكنيسة بتقديم هذه الرعاية لهم. هذا الجيل من السجناء المسلمين لم يجد حتى الآن الرعاية الدينية والنفسية اللازمة، التي تتوفر مثلا لأبناء الديانة المسيحية، حيث يقوم رجال مختصون من قبل الكنيسة بتقديم هذه الرعاية لهم.

    ويشعر الكثير من السجناء المسلمين بأنهم قد تُركوا وحدهم مع مشاكلهم الخاصة.يأمل السجناء من أبناء الجالية المسلمة بمعاملة مساوية لزملائهم الألمان


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  8. #293
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية أمل وألم [1]



    مفكرة الإسلام: منذ أن أشرق العالم بنور الإسلام, في ذلك العهد الزاهر المبارك؛ كان المسلمون في مجدهم وعزهم يتعايشون مع أبناء الأديان الأخرى, وكان تصريف أمور الأقلية غير المسلمة يتم عن طريق رؤوسائهم المدنيين؛ فيجدون حقوقهم لدى المسؤولين المسلمين مستقرة مشروعة.

    ثم دارت الأيام، فصار جزء من المسلمين يمثلون أقليات تعيش في وسط غير إسلامي, إلا أننا هنا نرى صورة أخرى للتعامل مع الأقليات، نتج عنها إشكاليات لكل مهاجر، فضلًا عن الذين اعتنقوا الإسلام في البلدان الغير إسلامية, وعلى سبيل المثال الذي سنتناول الحديث عنه اليوم: المسلمون في أوروبا.

    أوروبا:هي إحدى قارات العالم السبع، وتعد أوروبا جغرافيا شبه قارة أو شبه جزيرة كبيرة، وتعتبر قارة صغيرة نسبيًا مقارنة ببقية القارات، لكن قارة استراليا أصغر منها, ويعتقد البعض أن اسم القارة مشتق من اسم الأميرة الفينيقية يوروبا التي كانت قد خطفت من قبل زيوس -إله السماء عند اليونان- على ظهر ثور، وأخذت لجزيرة كريت حسب الأساطير اليونانية، ومن بعد حادثة الخطف سميت اليونان باسم يوروبا، وبحلول العام 500ق.م؛ امتد المقصود من الكلمة ليشمل الأراضي الواقعة شمال اليونان.

    المساحة : حوالي 10.79 مليون كم2 [7.1 % من مساحة الأرض].

    عدد السكان : ثالث قارة في العالم من حيث عدد السكان إذ يزيد عدد سكانها عن 700 مليون نسمة [11 % من سكان الأرض].

    اللغة: تنتشر في قارة أوروبا عدة لغات منها: الجرمانية, الرومانسية, و السلافية ,الأورالية, الألطية, البلطية, والكلتية و لغات أخرى.

    الأديان المنتشرة في القارة: المسيحية، وتمثل الديانة الأولى, ويليها الإسلام، وهناك دول ومناطق ذات نسبة كبيرة من المسلمين في القارة مثل: ألبانيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا ومقدونيا وقبرص وكازاخستان وتركيا وأذربيجان وجورجيا, و على مستوى القارة بشكل عام فإن 5 % من مواطني دول الاتحاد الأوروبي يدينون بالإسلام، يتركز العديد من المسلمين في ألمانيا 3.878 %، وفرنسا 5 إلى 10 %، والمملكة المتحدة 2.7 %, وهناك ديانات أخرى كاليهودية والهندوسية و السيخية.

    لأوروبا تاريخ طويل حافل بالأحداث والتغيرات الاجتماعية والثقافية و الصراعات طويلة الأمد، و قدر تاريخها لحوالي 800 ألف سنة خلت، هي أول فترة في تاريخ تلك القارة العريقة.

    و تنسب الحضارة الأوروبية الحديثة والتقدم الثقافي لبعض أجزاء تلك القارة لقدامى اليونان بشكل رئيس، كما أن للمسيحية تأثيرًا كبيرًا أيضًا, وقد كان لدخول المسلمين الأندلس، وتأسيسهم فيها دولة اهتمت بالعلم والعلماء في الوقت الذي كانت تعيش أوروبا في العصور المظلمة؛ تأثيرًا بالغًا على الأوروبيين أنفسهم، وأدى تأثرهم هذا -على المدى البعيد- لنقلهم إلى عصور النهضة والتقدم والديمقراطية، التي تم الوصول إليها في القرن العشرين.

    قامت الإمبراطورية الرومانية على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية، وكان سقوطها في القرن الخامس الميلادي بوابة لكثير من التغيرات في القارة، وقد عانت أوروبا كثيرًا من الظروف المعيشية في العصور المظلمة، حتى انتقلت لعصر النهضة الأوروبية، ثم تبع ذلك الفتح الإسلامي العثماني لمدينة استامبول البيزنطية في القرن الخامس عشر الميلادي، وأسقطوا بذلك تلك الإمبراطورية، وقاموا بالتوغل في قلب القارة الأوروبية حتى وصلوا لحدود إيطاليا والنمسا، وشكلوا القوة الأبرز في القارة في تلك الفترة.

    وبعد ذلك جاء عصر النهضة الأوروبية، وقد كان شغل أوروبا الشاغل بعد ذلك العصر هو بث أفكار الديمقراطية وكيفية تطبيقها, ثم بدأت الشعوب الأوروبية بالمناداة بالحرية والمساواة الفردية، وكان أبرز حدث توج تلك الأفكار والتوجهات هو الثورة الفرنسية التي أدت لشيوع وانتشار أفكار الثورة على الإقطاعيين أو الكنيسة في مختلف مناطق القارة، و قد أدى نشوء القوميات -بمعناها الحديث- إلى تعزيز الصراع الدائر بين القوى العظمى في أوروبا على دول العالم الحديث، وكان أشهر تلك الصراعات استيلاء نابليون بونابرت على السلطة في فرنسا، حيث أنشأ ما عرف باسم الإمبراطورية التي سرعان ما انهارت، وبعد سقوط نابليون هدأت القارة الأوروبية نسبيًا، وبدأ في تلك الفترة انهيار الممالك ونظم الحكم القديمة.

    ونحن هنا بصدد محاولة تسليط الضوء على الإسلام والمسلمين في القارة الأوربية، حتى نستطيع التعرف على واقع قرابة 52 مليون مسلم يعيشون هناك.

    وتؤكد المعلومات التاريخية بدء دخول الإسلام إلى القارة الأوربية من جنوبها إلى بلاد القوقاز، في وقت مبكر مع جيوش الفتح الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب في عام 22هـ, ودخل حوض نهر الفولجا في بداية القرن الرابع الهجري عن طريق التجار المسلمين, وفي القرن السابع الهجري عندما دخلت القبائل التتارية في هذه المنطقة,ثم امتد إلى غرب أوروبا في العقد الأخير من القرن الأول الهجري في عام 91هـ تقريبًا، عندما فتحت الأندلس عل يد طارق بن زياد وموسى بن نصير, ثم واصل الإسلام انتشاره في القرن ال12 الهجري في عهد الدولة العثمانية.

    و لقد طرق الإسلام أبواب أوروبا من الشرق بمحاولته فتح القسطنطينية، ومن الجنوب بفتحه لصقلية وجنوب إيطاليا, ومن الغرب بفتح الأندلس والتوغل في بلاد الغال –فرنسا اليوم- حتى مدينة' بواتيه', ثم كر الإسلام ليدق أبواب أوروبا الشرقية ثم الوسطى في زمن السلطان محمد الفاتح وخلفائه الأقوياء، حيث سيطر العثمانيون على شرق أوروبا, وقد استفادت أوروبا كثيرًا من سماحة الحكم العثماني، وكذلك سماحة الأتراك والتنظيم الدقيق للعسكرية

    و اليوم يشكل المسلمون في أوروبا وجودًا حقيقيًا ذا فاعلية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ورغم عدم وجود إحصاء رسمي يبين حجم الأقلية المسلمة في دول أوروبا، فإن بعض المصادر الإسلامية تقدر عدد المسلمين هناك بـ 52 مليونًا من أصل 705 مليون نسمة هم عدد سكان القارة الأوروبية، ويعيش في فرنسا وحدها 6 مليون مسلم.

    وتختلف أوضاع الأقليات الإسلامية في أوروبا من دولة إلى أخرى، حسب الوضع القانوني السائد في تلك الدولة، وتبعًا للشعور العام السائد داخل المؤسسات الحكومية الأوروبية تجاه الإسلام؛ فبعض الدول تنظر إليه نظرة توجس وريبة مثل فرنسا وألمانيا، مما ينعكس على التسهيلات الممنوحة لتلك الأقلية، وخاصة فيما يتعلق باستخراج تصريحات بناء المساجد، في حين يتضاءل هذا الشعور في دول أخرى، كما هو الحال في بريطانيا على سبيل المثال.

    والمسلمون في أوروبا موزعون في أقليات، يختلف حجمها بين الآلاف والملايين، ومن أمثلة الدول الأوربية التي يبلغ عدد المسلمين فيها الملايين بعض دول أوروبا الشرقية، وهناك دولة واحدة يشكل المسلمون فيها أغلبية وهي ألبانيا، أما المسلمون في أوروبا الغربية فأحوالهم مختلفة، ذلك أن عددهم في هذه البلاد يبدأ من المئات في البعض منها، ويرتفع العدد تدريجيًا حتى يقارب بضعة ملايين في بعضها الآخر مثل فرنسا.

    وتتركز الجاليات الإسلامية الكبيرة في غرب أوروبا في كل من فرنسا من 5-6 مليون, وألمانيا من 2-3 مليون نسمة, وبريطانيا من 1.5-2 مليون نسمة, وفي إيطاليا 0.7مليون نسمة، وفي هولندا 0،4 مليون نسمة، وبلجيكا 0.75مليون نسمة، واليونان 0.25 مليون نسمة، وفي قبرص 0.16 مليون نسمة، أما في إسبانيا 0.12 مليون نسمة، ومالطة 0.1 مليون نسمة ومثلها سويسرا، وفي الدانمارك 0.05 مليون نسمة, أما في السويد والبرتغال و النرويج و فنلندا وجبل طارق و لكسمبورج وأيرلندا؛ فعدد المسلمين يقل في كل منها عن 50 ألف مسلم.

    ومن المعلوم أن الغالبية العظمى من المسلمين في هذه البلاد وفدوا إليها بحكم الصلات السياسية التي كانت تربط بلدانهم بالبلدان الأوروبية التي يعيشون فيها، وقد وفدوا إلى تلك البلاد بحثًا وراء فرص أفضل في الحياة لم تتيسر لهم في بلادهم الأصلية, وهناك أعداد كبيرة منهم دخلوا في الإسلام نتيجة مخالطة المسلمين عن قرب.

    وتواجه المسلمين في تلك البلاد مشكلات كثيرة، وتعتبر مشكلة التردد بين العزلة والاندماج أهم ما يؤرق الأقليات المسلمـة في الغرب، حيث أنهم يعانون من صعوبة الحفاظ على الخصوصيات الثقافية الدينية؛ فالدساتير تضمن حرية التعبير إجمالًا، لكن التطبيق يتفاوت بين دولة وأخرى وبين ظرف وآخر، وقد جاءت قوانين الرقابة في ألمانيا مثلًا لتضع كل مسلم بين العشرين والأربعين من عمره في دائرة الاتهام، مما يعني ذلك خوف وقلق .

    و تشكـل الهويـة الإسلامية والخـوف عليهـا من الذوبان في ثقافة الآخـر؛ التحدي الأول لها، خاصة لدى الأبناء من الجيلين الثاني والثالث، الذين حصلوا على جنسية البلدان المقيمين فيها، وأصبح لهم حقوق مواطنة كاملة.

    وتحاول تلك الأقليات الحفاظ على هويتها الإسلامية، لكن ضعف الإمكانيات والموارد، وندرة الدعاة المتخصصين؛ يقف عائقًا دون تحقيق ما تصبو إليه، مما ينعكس سلبًا على أوضاعها الاجتماعية والثقافية؛ فالكثير من المسلمين يعيشون في ظروف صعبة، فهم إما في أحزمة البؤس التي تحيط بالمدن الأوروبية الكبرى، أو في تجمعات سكانية مكتظة، وفي حالة تهميش وتقوقع ثقافيين، ويزيد من حدة هذه المشكلة عدم وجود تنظيم عربي وإسلامي قوي، يدافع أمام الحكومات الأوروبية عن حقوق تلك الأقليات، وسرعة تنفيذ مطالبها.

    هكذا تناولنا في هذه الحلقة حقائق حول تاريخ المسلمون والأقليات في القارة الأوربية، وفي الحلقة القادمة نستكمل الحديث حول مستقبل المسلمين، والدعوة للإسلام في الغرب, كما نتحدث إن شاء الله عن التحديات التي تواجه المسلمين هناك، فإلى لقاء قادم إن أحيانا الله عز وجل.

    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  9. #294
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية أمل وألم [2]


    مفكرة الإسلام : تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع عن تاريخ الأقليات المسلمة في القارة الأوربية، وكيف انتشر الإسلام فيها، واليوم نبدأ من حيث انتهينا.

    وقد أوضحنا كيف أن تلك الأقليات تحاول الحفاظ على هويتها الإسلامية، لكن ضعف الإمكانيات والموارد، وندرة الدعاة المتخصصين يقف عائقًا دون تحقيق ما تصبو إليه، مما ينعكس سلبًا على أوضاعها الاجتماعية والثقافية؛ فالكثير من المسلمين يعيشون في ظروف صعبة، فهم إما في أحزمة البؤس التي تحيط بالمدن الأوروبية الكبرى، أو في تجمعات سكانية مكتظة، وفي حالة تهميش وتقوقع ثقافيين، ويزيد من حدة هذه المشكلة عدم وجود تنظيم عربي وإسلامي قوي، يدافع أمام الحكومات الأوروبية عن حقوق تلك الأقليات، وسرعة تنفيذ مطالبها.

    ونحن اليوم نتناول بشيء من التفصيل مستقبل المسلمين والدعوة للإسلام في الغرب, وكذلك أهم التحديات التي تواجه المسلمين هناك.

    منذ العقد السادس من القرن العشرين، وأوروبا تشهد موجات متعاقبة من الهجرة من الدول الإسلامية، كانت الموجة الأولى في الخمسينيات والستينيات، وكانت مع حركات التحرر الوطني واستقلال الدول الإسلامية، مثل تركيا وباكستان -التي كانت شرقية أو غربية في هذا الوقت- ومعظم الدول العربية وإندونيسيا، وكان معظم المهاجرين من الفقراء، الذين يبحثون عن فرصة عمل في الدول المستعمرة الغنية، وشكلت تلك الموجة ما عرف باسم الجيل الأول.

    ثم شهدت السبعينيات والثمانينيات حركة الصحوة الإسلامية في الدول الإسلامية، وشهدت أيضًا في أوروبا ظهور الجيل الثاني، وكذلك ازدياد عدد المساجد كنتيجة لاهتمام الحكومات الأوروبية والإسلامية بالتعاون في هذا المجال، واحتواء هذا العدد المتزايد, ولكن مع بداية الاتحاد الأوروبي، وزيادة الضغوط الاقتصادية، وتقلص فرص العمل؛ ازداد التمييز العنصري، وصارت الأحياء ذات الأغلبية المسلمة مأوى للجريمة والفقر، وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن نسبة عدد المسجونين من المسلمين في الاتحاد الأوروبي قد تضاعفت مرتين في السنوات العشر الأخيرة.

    الجيل الثاني وجد نفسه منصهرًا بصورة أكبر في المجتمع الأوروبي الذي عمل وتعلم فيه، ولا يعرف له أرضًا أو وطنًا غيره، ولكنه وجد نفسه أيضًا معزولًا من خلال آليات الرفض الاقتصادي، وظهور ظاهرة الخوف من الأجانب، أو بمعنى أكثر صراحة 'الخوف من الإسلام والمسلمين'؛ وذلك بسبب ازدياد عدد النشطاء المسلمين في أوروبا كنتيجة لاضطهادهم في بلادهم الأصلية، مما شكَّل ما عُرف بالموجة الثانية للهجرة، والتي تميزت بأنها موجة سياسية لا اقتصادية، وأنها وجدت أرضية خصبة في الشباب المسلم الأوروبي من الجيل الثاني، حيث أصبح الإسلام جزءًا أساسيًّا من هويته، ومن خلال هؤلاء النشطاء؛ تعرف الجيل الثاني على شكل جديد من الإسلام: ثوري، وإيجابي، ورافض لطمس هويته، وازدادت المساجد والمراكز الإسلامية، وظهرت الجمعيات النشطة في مختلف التجمعات.

    وفي التسعينيات حدث الكثير من التغيرات الإقليمية والجغرافية في أوروبا، وواكب هذه التغيرات تغيرات اقتصادية وسياسية، وقد كان لهذه المتغيرات تأثيرًا كبيرًا على أحوال المسلمين، مما دفع المسلمين في أوروبا من أقصى شرقها حتى أقصى غربها إلى التوحد حول إحساس واحد، وهو الإسلام كهوية.

    ويتأجج هذا الإحساس الآن بالنسبة لبعض المسلمين في غرب أوروبا مع إحساسهم بالاضطهاد للمسلمين عامة، أو للحرب الصليبية التي يشنها الغرب على الإسلام، أو لأي سبب آخر يرتبط بالدين، الذي أصبح المظهر الوحيد للهوية، والسبيل الوحيد للخلاص من كافة المشكلات، وكذلك الحال عند مسلمي أوروبا الشرقية، الذين عانوا طويلًا من فرض طغيان الشيوعية عليهم، ثم إحساسهم بأنهم أقلية وسط المجتمع المسيحي، سواء الأرثوذكسي أو الكاثوليكي، وفقًا للبلد الذي ينتمون إليه.

    لكن الحكومات الأوروبية تحاول إدماج المسلمين داخل المنظومة السياسية، إلا أننا نجدها تأخذ خطوة للأمام ثم عدة خطوات للخلف، وذلك بسبب تخوفها من الآراء التي ينشرها بعض المحللين السياسيين والمستشرقين والتي دائمًا ما تضع الإسلام والمسلمين مع الإرهاب في قفص واحد, إلا أن هذه الصورة التي يحاول بعض الغربيين الغير منصفين جعلها الصورة السائدة في الغرب ليست الصورة الكاملة للحاضر المسلم في تلك القارة, فهناك صورة أخرى أكثر إشراقًا تتمثل الدور المتنامي للجانب الاقتصادي، الذي يلعب دورًا كبيرًا في عملية دمج المسلمين في أوروبا، وأيضًا في إقناع أوروبا بدور المسلمين الحيوي, حيث نرى تزايدًا في عدد البنوك الإسلامية التي أصبح حجم تعاملاتها ما يقارب 300 بليون دولار.

    إلا أننا ننظر بحذر إلى هذا الاندماج، وذلك لما لهذا المفهوم من أوجه متعددة, فهو من وجهة النظر الأوروبية يعني أن يصير المواطن المهاجر أو المسلم أوروبيًّا أولًا ثم مسلمًا ثانيًا، أو ما يسمَّى أحيانًا بالاعتدال، ويعتبر هذا الرأي خلطًا وتعدٍّ على حق المواطن والفرد في اختيار أولويات انتماءاته، بمعنى أن الفهم الأوروبي لمفهوم الاندماج يؤدي إلى تعنت وقسر، ومن ثَمَّ ضغط واضطهاد.

    وعلى الجانب الآخر نجد أن الاندماج في الفهم المسلم -أحيانًا- هو حقوق دون واجبات، والتزامات من قِبَل الدولة دون التزامات بالمقابل من جهة الفرد، وأحيانًا -وهي الصورة السائدة الآن- يمثل فاعلية المواطن المسلم من خلال مؤسساته المتعددة, ومن ثَمَّ فالاندماج الإسلامي في أوروبا هو أمر واقع، ولكن ينقصه تجاوز إشكالية ضد الآخر، أو نحن ضد الآخرين؛ حتى لا يكون المواطن المسلم الأوروبي مطالبًا باتخاذ قرار ضد دينه ليكون أوروبيًّا أو العكس، وهذا سيحدث عندما يدرك المواطن أنه لا تعارض بين انتمائه الديني وانتمائه الأوروبي، ومن ثَمَّ يتخلص من فكرة الاضطهاد.

    وللتخلص من هذه الفكرة على الحكومات الأوروبية أن تدرك أن الإسلام لا يشكل خطرًا عليها، والأهم أن الإسلام ما زال أحد مكونات الحضارة الأوروبية منذ فجر الدعوة الإسلامية وحتى الآن، وأن أوروبا ليست بالنادي المسيحي المغلق على غيره من البشر، بمعنى أن على أوروبا أن تتوحد بمعنى الكلمة، وتتجاوز الرؤية المنغلقة للدولة القومية، ومن ثَمَّ يصبح الاندماج الأوروبي أمرًا واقعًا, وحدثًا فعليًّا.

    ولكن هذا أمل -وليس واقعًا في حقيقة الأمر- قد أدى إلى تعرض الأقلية المسلمة في أوروبا لمواجهة الكثير من المشاكل و التحديات, وهي ليست واحدة عند عموم المسلمين، فهي تختلف بين بلد وآخر، وذلك باختلاف قوانينه، وباختلاف نظرة سكانه إلى الإسلام والمسلمين, ونستطيع تقسيم هذه المشاكل والتحديات إلى أربعة أقسام:

    · تحديات مصدرها أوروبا نفسها.

    · وتحديات مصدرها الأقلية المسلمة ذاتها.

    · وتحديات مصدرها العالم الإسلامي.

    · وأخرى فكرية وثقافية.

    أما التحديات ذات المصدر الأوروبي فالدول الأوربية تعتبر الأقلية المسلمة هي المسؤول الأول عن كل ما يحدث من تخريب و إرهاب, وترى أنها تشكل تهديدًا خطيرًا على المجتمع الغربي، وذلك بمحاولتها تسليط الأضواء على بعض التصرفات الشاذة والغير مسؤولة من أفراد مسلمين، وقد تكون تصرفاتهم الغير مسؤولة نتجت عن عدم وجود مرجعية واحدة تستطيع أن توجه هؤلاء الأفراد- الذين يمثلون غالب الجالية المسلمة- فكل فئة جاءت من بلادها جاءت بثقافتها، وجاءت كذلك بمشاكلها.

    فهناك مجموعة من القيم التي يستهجنها المجتمع الغربي هي ليست من الإسلام، إنما هي عبارة عن عادات موروثة ليست من التعاليم الإسلامية، وللأسف الشديد أن الغرب يظن أن هذه تعاليم إسلامية، وهي ليست إلا موروثات وتقاليد قبلية ليس لها علاقة بالإسلام, وللأسف فإن الغربيين يروا الإسلام من خلال هذه الفئة, لذلك يجب على تلك الجالية أن يوحدوا جهودهم، ويتخلصوا من العادات التي ليست من الإسلام، ويركزوا على النقاط الإيجابية في المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن ثمة دمج ثقافتهم الإسلامية بهذا المجتمع؛ ليقدموا صيغة طيبة ونموذجًا حضاريًا عن الإسلام، فهم رسل للإسلام في هذه البلاد.

    وهناك أسباب أخرى متعلقة بالتحديات ذات المصدر الأوروبي، منها النقص الفادح في معلوماتهم عن الإسلام الصحيح, حيث أن ما يكتبه المسلمون باللغة العربية لا يصل إليهم، كما أن التاريخ العربي والإسلامي الموجود بين أيدي الأوروبيين تاريخ مشوه إلى حد كبير، مما يستدعي تصحيح هذا المنظور من خلال وقائع تاريخية سليمة.

    هذا إلى جانب التأثير السلبي لوسائل الإعلام الغربي، التي تقف مؤسساتها ذات الأغراض المشبوهة -التي لا تخفى على أحد- وراء تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والتركيز على الجوانب السلبية التي تسخر من الإسلام، وتقلل من شأنه، مما يسهم في إيجاد بيئة عدائية ضد الأقليات المسلمة في الغرب.

    ولا شك أن الربط بين الإسلام والإرهاب، وصعوبة ذوبان الأقلية المسلمة في المجتمعات الأوربية؛ أدى إلى عدم اعتراف العديد من الدول الغربية بحقوق الأقليات الإسلامية، وفرض القيود عليها من كافة الاتجاهات سياسية واقتصادية واجتماعية، مما أدى إلى الحد من تأثيرها، وعدم السماح لها في بعض الدول بأي مظهر إسلامي بزعم مخالفته لعادات وتقاليد الدولة, وهناك أيضًا التحفظ على الدراسات الإسلامية في مراحل التعليم الأولى.

    أضف إلى ذلك فرض تعليم قواعد الدين النصراني على أبناء المسلمين, وملاحقتهم في مصادر أرزاقهم، وقلة أماكن العبادة، وما تفرضه بعض الدول من معوقات أمام إنشائها, ووضع العراقيل أمام تعليم اللغة العربية لأبناء المهاجرين, وهناك الزواج المختلط وما يترتب عليه من مشكلات اجتماعية, وما يواجهه المسلمون من عمليات التنصير التي تتولى كبرها الهيئات الصليبية وبعثات التنصير، وقد كنا تحدثنا عنها بالتفصيل من قبل في موضوع سابق.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  10. #295
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية أمل وألم.....[3]


    مفكرة الإسلام : نواصل اليوم أيها الأحبة، المسيرة في دراسة أحوال الأقليات الإسلامية في القارة الأوربية، وقد كنا توقفنا في الحلقة السابقة عند أهم التحديات التي تواجه تلك الأقليات، والتي أوجزناها في أربع نقاط، وهي على سبيل التذكير:

    · تحديات مصدرها أوروبا نفسها.
    · وتحديات مصدرها الأقلية المسلمة ذاتها.
    · وتحديات مصدرها العالم الإسلامي.
    · وأخرى فكرية وثقافية.

    و قد تناولنا في الجزء الثاني من هذا الموضوع النقطة الأولى، ونتناول هنا بقية النقاط حتى تتضح لكل ذي لب مدى المعاناة التي يواجهها جزء هام من جسد أمة الإسلام.

    أوضحنا من قبل أن الصعوبات والمشاكل والتحديات التي تواجهها الجالية الإسلامية تتفاوت بين بلد أوروبي وآخر وذلك حسب قوانين كل بلد، وحسب تأثير الكتلة الإسلامية فيها، وحسب نمو المتطرفين فيه، الذين يضعون كل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية على المسلمين بوصفهم غرباء ينهبون الثروة، ومن خلالهم تتفشى الجريمة حسب زعمهم.

    وحتى لا نضع كل العبء على الشماعة الأوربية، فهناك أيضًا تحديات مصدرها الأقلية المسلمة نفسها, فالجالية الإسلامية مازالت تعيش في أوروبا في ظل ازدواجية في التفكير واللغة, بل ويفكر أغلب أفراد هذه الجالية بعقلية بلادهم، ويصرون على التعامل مع المجتمع الأوروبي بهذه العقلية, ويبدو هذا أمرًا مستحيلًا بكل المقاييس, ومازالت الأغلبية العظمى من المهاجرين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا يجهلون الكثير عن واقع المجتمع الأوروبي، وبالتالي فهم يتعاملون مع مجهول من الأمر، يقف حجر عثرة أمام تَكيُّفهم مع هذا المجتمع والاندماج فيه.

    وهناك أيضًا مشكلة هامة لا يمكن تجاهلها تتمثل في افتقار الغالبية العظمى من أبناء الجالية للثقافة الإسلامية الدينية، وحتى لحقيقة الثقافة العلمانية الغربية, ولا توجد إلا قلة من المثقفين ثقافة إسلامية إلى جانب إلمامهم بالمخططات العلمانية, ولدينا أيضًا الخلافات العرقية والمذهبية داخل الجالية الإسلامية المهاجرة، مما يؤثر سلبًا على كيانها ووحدتها في وجه التحديات الأخرى.

    أما ثالث هذه التحديات فتتمثل في التي مصدرها العالم الإسلامي, فمن المعلوم بالضرورة أن العالم الإسلامي مستهدف منذ انهيار الشيوعية كعدو للغرب, ولا يحكم مسيرته فكر واحد يعبر عن قياداته بمختلف توجهاتها مما جعل من اليسير على الغربيين رمي المسلمين، ومن ثم الإسلام ممثلًا فيهم بما شاء من تهم وافتراءات تشوه وجه الإسلام في الغرب, إلى جانب عدم اهتمام الدول الإسلامية بقضايا الجاليات الإسلامية في الغرب، وذلك لغياب التنسيق بين الحكومات الإسلامية على سياسة واحدة تجعلهم مسؤولين على أحوال المسلمين في بلاد المهجر عمومًا، وفي القارة الأوروبية خاصةً.

    وننتقل إلى التحديات الفكرية والمتمثلة في وجود فجوة فكرية في التاريخ الإسلامي، وفي فقه المسلمين في الغرب, والسبب الرئيسي في هذه الفجوة العلماء والفقهاء، الذين صبوا جل جهدهم ودراساتهم على امتداد التاريخ الإسلامي في تناول قضايا الأقليات غير الإسلامية التي تعيش في ديار المسلمين وسطروا لها كتبًا بينما لم يفكروا في الجاليات الإسلامية التي قدر لها أن تحيى بمعزل عن ديار الإسلام والمسلمين, ومن هنا فإن هناك حاجة ملحة إلى فقه مرتبط بواقع تلك الأقليات، يمكنه مواجهة مشاكلها مع المجتمعات التي تعيش فيها، وذلك بصياغة أحكام فقهية يسير هؤلاء القوم على نهجها.

    ونصل الآن إلى آخر ما ذكرناه تلك التحديات وهي التحديات الثقافية، والتي منها الخوف من الذوبان في ثقافة الآخر, حيث الإعلام الأوروبي والغربي، أقوى بكثير من الإعلام الإسلامي والعربي, كما أن كثير من المسلمين يعيشون في حالة تهميش وتقوقع ثقافيين، وهناك من يقول أن التمييز العنصري دفع ببعض الأوروبيين إلى وضع عوائق أمام الطلاب المسلمين، وقد دفعوا بهم قسرًا إلى تخصصات تمنعهم من الارتقاء الوظيفي، وحتى الذين اخترقوا هذه القاعدة ونالوا تعليمًا متقدمًا واختصاصات علمية مرموقة يعامَلون كمواطنين من الدرجة الثانية.

    وهناك أيضًا صعوبة الحفاظ على الخصوصيات الثقافية الدينية، فالدساتير تضمن حرية التعبير إجمالًا لكن التطبيق يتفاوت بين دولة وأخرى بين ظرف وآخر.

    ومن المعلوم أيضًا أن الجالية المسلمة جالية مفرقة ليس لها مرجعية واحدة تستطيع أن توجه هذه الجالية، فكل فئة جاءت من بلادها بثقافتها، وجاءت كذلك بمشاكلها، بمعنى أن هناك مجموعة من القيم التي يستهجنها المجتمع الغربي هي ليست من الإسلام إنما هي عبارة عن عادات موروثة ليست من التعاليم الإسلامية، وللأسف الشديد أن الغرب يظن أن هذه تعاليم إسلامية وهي لا علاقة لها بالإسلام, ونحن بحاجة كجالية مسلمة حقيقة لها مرجعية واحدة نابعة من الحماية الثقافية، التي تحدد واجب العالم الإسلامي تجاه تلك الأقلية.

    كما يجب أن يكون لهذه الجالية تأثير في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مما يتيح لها دعم الثقافة الإسلامية في مجتمعاتهم، وكذلك مواجهة ثقافات تلك المجتمعات التي يعيشون فيها بأخذ النقاط الإيجابية في ثقافة تلك المجتمعات, ومن ثَمَّ دمج ثقافتهم الإسلامية بهذا المجتمع ليقدموا صيغة طيبة، ونموذجًا حضاريًا عن الإسلام، فهم رسل للإسلام في هذه البلاد, وكذلك بالحفاظ على اللغة العربية والوقوف بحزم وإخلاص أمام المحاولات الدنيئة لتشويه وتزوير مصادر التاريخ الإسلامي، وتقوية انتمائها إلى جذورها في أوطانها الأم, ولا بد من تجنب الخلاف في الرأي بين أفراد الأقلية، والاجتهاد في عدم الخوض في النزاعات الفكرية والسياسية والعرقية.

    وأخيرًا فإن صعود التيارات المتطرفة داخل أوروبا، ووصول بعضها إلى مراكز في البرلمانات الأوروبية؛ يزيد من حجم المصاعب والتحديات أمام المسلمين المقيمين في أوروبا والمسلمين الأوربيين، وخاصة وأن قوى التطرف هذه تدعمها أصوات صهيونية وإعلام صهيوني وقدرات مالية، غير أن انكشاف أمر الكنيسة الصهيونية المسيحية في وجه الكنائس بطوائفها المختلفة سوف يتيح للمسلمين عدم الوقوف منفردين أمام قوى التطرف، ويستطيعون مواجهة كل التحديات مهما بلغت قوتها وصعوبتها.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  11. #296
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية أمل وألم [4]



    مفكرة الإسلام : يتضح مما عرضناه في الحلقات السابقة أن الوجود الإسلامي في أوروبا لم يعد وجودًا طارئًا أو استثنائيًا، وأصبحت الجالية الإسلامية جزءًا من النسيج الاجتماعي لأوروبا، وهناك جيل ولد وعاش وأصبح جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الأوروبي, والآن يمكننا أن نضع تصورًا واضحًا لمستقبل المسلمين هناك، وكذلك مستقبل الدعوة الإسلامية، وهذا ما سنتناوله في هذه الحلقة، لننهي به حديثنا عن الأقليات المسلمة في الدول الأوربية.



    بالرغم من أن صعود التيارات المتطرفة داخل أوروبا، ووصول بعضها إلى مراكز في البرلمانات الأوروبية يزيد من حجم المصاعب والتحديات أمام المسلمين الأوروبيين خاصة, وأن قوى التطرف هذه تدعمها أصوات صهيونية وإعلام صهيوني وقدرات مالية, وكذلك هناك صعوبات أخرى تواجه الأقليات الإسلامية في الغرب، وهذا شأن معظم الأقليات، فالأقلية دائمًا تعاني من نقص في السلطة، ونقص في القوة ونفوذ الأقلية أقل من نفوذ الأغلبية, إلا أن الدين الإسلامي يتمتع بمعدلات النمو الأعلى في أوروبا, وهناك حوالي 20مليون مسلم في دول الاتحاد الأوروبي, وإذا تواصل هذا الاتجاه سيشكل المسلمون في عام 2020 حوالي 10% من مجموع السكان في أوروبا.



    وبناءًا على ما سبق ذكره؛ فينبغي على المسلمين في الغرب تعزيز دورهم بما يخدم الانتشار الإسلامي كدين، وقضايا العرب والمسلمين في صراعهم ضد الصهيونية والإمبريالية الأمريكية المنطلقة من الرأسمالية المتوحشة، و المخططات الأصولية الصليبية المعادية للإسلام، ولكي تتحقق تلك الآمال فلا بد من الأخذ بالأسباب، التي تمكن لتلك الأقلية من الوصول لأهدافها، وعلى سبيل المثال:



    · تعزيز الوحدة بين صفوفهم، والابتعاد عن مفاهيم التعصب المذهبي، وعن المصالح الخاصة لهذا البلد أو ذاك, وحتى لا تحول الخلافات المذهبية دون الانتشار الإسلامي نفسه.

    · وجود تصورات موحدة بينهم حول الأصول الدينية والقضايا الإسلامية الكبرى.

    · الانفتاح على المنجزات العلمية والتقنيات الحديثة بما يتفق مع تعاليم الإسلام.

    · لا بد من تأهيل العاملين في أوساط المسلمين الأوروبيين تأهيلًا مناسبًا، فالله سبحانه وتعالى وصف الرسول الأكرم بأنه مبشرًا ونذيرًا، وبأنه لو كان فظًا غليظ القلب لانفضوا من حوله.

    · تفعيل المؤسسات الإسلامية القائمة، وقيام مؤسسات استثمارية إسلامية وعربية تساهم في رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتزيد من تأثير الوجود الإسلامي، وتعزز دوره ونشاطه.

    · لا بد للجيل الجديد من المسلمين في أوروبا أن يعي جيدًا أن معاناة الإنسان الأوروبي نتجت عن الابتعاد عن الدين، والالتصاق كليًا بمفاهيم المادية التي لا تقيم وزنا للأمور الروحانية, لذلك يجب عليهم عدم التخلي عن الدين الإسلامي والذوبان في المجتمع الأوروبي؛ لأن هذا الأمر سيؤثر سلبًا على استقرار وانتشار الدين الإسلامي في المستقبل.

    · البعد عن تعدد المناهج الدعوية حتى لا يحدث نوعًا من التباين والتشويش الفكري على المدعوين، كما يجب الاتفاق على وجود مرجعية إسلامية يلجأ إليها الدعاة وأبناء الأقليات عند النزاع؛ حتى لا تشتت جهود الدعاة.

    · تحلي أبناء الأقليات الإسلامية بسلوكيات الإسلام، والتي لا بد أن تنعكس على كل تصرفاتهم.

    ولا شك أن وحدة مسلمي أوربا وتكاتفهم لتصحيح صورة الإسلام في الغرب يلعب دورًا كبيرًا في مستقبل هذا الدين وانتشاره، ويحافظ على الهوية الإسلامية لملايين المسلمين الذين يعيشون في دول الغرب المختلفة، ولقد ظهرت في أوروبا منذ قيام الاتحاد الأوروبي في أوائل التسعينات مؤسسات إسلامية ذات طابع أوروبي، تهتم بأحوال المسلمين في القارة الأوروبية كلها، وتخاطب المسلمين في أوروبا, كما اتجه بعض المثقفين المسلمين في أوروبا إلى إصدار وسائل الإعلام المختلفة، التي تخاطب المسلمين في أوروبا كافة.

    ونشأت مؤسسات إسلامية أوروبية متخصصة, إضافة إلى بعض المؤسسات الإسلامية الخيرية التي تمارس نشاطها على المستوى الأوروبي كافة، مما يؤكد الرغبة القوية لتوحيد العمل الإسلامي والدعوى على مستوى القارة، التي تضم اليوم أكثر من 52 مليون مسلم.

    كما يسعى قادة العمل الإسلامي في أوروبا لتوحيد المسلمين في أوروبا كلها، وهناك جهود تبذل في هذا الصدد، واجتماعات تمت بين قيادات المسلمين في عدد من الدول الأوربية، والمقترح في هذا الشأن هو تكوين مجلس للمسلمين في أوروبا، يتولى توحيد صفوفهم وكلمتهم، ومناقشة قضاياهم، ونشر الإسلام، وتنشيط دعوته من خلال وسائل الإعلام الأوربية، وتقديمه بصورته الحقيقية السمحة إلى الغربيين، ومواجهة الحملات الإعلامية المضادة، والتي تستهدف تشويه هذا الدين الحنيف.

    ولأن ديننا دين التفاؤل والإيجابيات؛ فمن المعلوم أن الجاليات المسلمة في الغرب تمتاز بحيوية عالية، لا تضاهيها أية طائفة أخرى من الطوائف المسيحية، ويدخل في نطاق الحيوية المقصودة العلاقة القوية للمسلم بدينه عمومًا وارتباطه بشعائره وأطره العامة حتى بالنسبة للذين يتقاعسون عن أداء جميع طقوسه وفرائضه، وكذلك الخصوبة العميقة للتكاثر بين المسلمين، سواء من حيث معدلات الولادة أو من حيث التكاثر بالهجرة، الأمر الذي رفع عدد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي إلى ما يزيد عن العشرة ملايين نسمة، وهو عدد يتوقع له ارتفاعًا كبيرًا في غضون نصف قرن.

    كما أن الوضع الحالي للمجتمع الغربي يمهد لنشر الإسلام، ليصبح الدين الأول في العالم، فقد تحسنت نظرة الغرب للإسلام منذ قرن، والكثير من الغربيين يدخلون الإسلام بعد أن ماتت الأيديولوجيات الوضعية التي يؤمنون بها، كما أن النصرانية لم تعد دين هذا العصر، والغرب يحتاج إلى حلول جذرية لمشاكله الخلقية والاجتماعية، ولن يجد هذه الحلول إلا في الإسلام.

    وتؤكد آراء الكثيرين من قادة العمل الإسلامي في أوروبا أن الأقلية الإسلامية في الغرب سوف يكون لها إن شاء الله دور مشرف ومستقبلي، وسوف تلعب دورًا هامًا في سياسات أوروبا كلها، ومستقبل الإسلام في الغرب مرتهن بمدى استيعاب الأقليات المسلمة لظروف المرحلة الراهنة، ودفع عملية التطبيع الأوربي العربي, ويجب أن تستوعب الدول الإسلامية هذا الوجود الإسلامي في الغرب، وتدعمه وتسانده.

    والنهوض بالأقليات المسلمة لا بد أن يبدأ من داخل هذه الأقليات، التي يجب أن تنظم صفوفها، وتوحد كلمتها، وتعمل على تقوية نفسها، والمشاركة في صنع القرار داخل الدولة التي تعيش فيها، وذلك باستغلال الظروف المحيطة بها بذكاء، كما فعلت الأقلية اليهودية في الغرب وأمريكا، فإذا كنت منظمًا وذكيًا وتخطط تستطيع أن تحول مركز ضعفك إلى مركز قوة, ويجب على العالم الإسلامي دعم هذه الأقليات والدفاع عن حقوقها؛ لتقف في وجه التحديات التي تواجهها.

    فالدين الإسلامي دين واحد للجميع, وإذا أردنا التطور والتقدم فعلينا أن نتلاحم وننسى أحقادنا الداخلية، متعاونين مع المؤسسات الحكومية لخلق مناهج نستطيع أن نبني بها جالية إسلامية متآخية, والفرصة متاحة أمام الإسلام اليوم ليصبح الديانة الأولى للقرن الجديد في العالم كله، لكن هذه الفرصة تظل قابلة للضياع إذا لم نضطلع نحن المسلمون بوضع الأساس القوي لعمل تعاوني مخلص بين علماء الإسلام، مهمته إحداث تغيرات رئيسة في المواقف والمداخل تُبنى على أساس عقدي، وتجعل الحركة الإسلامية أكثر حيوية، وتزيل الصدأ الذي علا الدعوة الإسلامية من خارجها، وبذلك يستعيد الإسلام مكانته الأولى في العالم كله.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  12. #297
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون خلف الأسوار...في أسبانيا[4]



    مفكرة الإسلام : اليوم نطرق أبواب أحد معاقل الإسلام في عصوره الزاهرة في الماضي؛ لندخل ونتفقد أحوال المسلمين المعتقلين خلف الأسوار هناك بالقرب من قصر الحمراء وقرطبة و غرناطة في الأندلس سابقًا, وأسبانيا حاليًا.

    · مملكة أسبانيا.

    · رئيس الدولة: الملك خوان كارلوس دي بوربون.

    · رئيس الحكومة: خوسيه رودريجيز ثاباتيرو.

    · العاصمة: مدريد

    · عدد السكان: 39.9 مليون نسمة.

    · اللغات الرسمية: الأسبانية القشتالية، الكتالانية، الباسكية والغالسية.

    · الديانة: حوالي 94% من السكان هم مسيحيون كاثوليك ويشكل البروتستانت والمسلمين أقلية دينية في إسبانيا.

    · عقوبة الإعدام: ملغاة بالنسبة لجميع الجرائم.

    أسبانيا ماضٍ عريقٍ وحاضر ينتظر المزيد، فهي والبرتغال كانتا أرض الأندلس وشريان الإسلام في قلب القارة الأوربية على امتداد ثمانية قرون، حضارة نهلت من قطوفها البشرية، ولا تزال إسهاماتها واضحة في نهضة أوروبا، وآثارها الإسلامية لم تزل شاهدة على الحضارة الإسلامية، التي عمرت تلك البلاد لقرون عديدة.

    والمفردات والأسماء العربية لا تخطئها الأذن في كافة المدن الأسبانية، فهي من أنكى الجراح في قلب تاريخ الأمة الإسلامية، ولهذا فرغم حسرات المسلمين على الفقدان والخسران وزفرات الضياع ولوعة الحرمان من تلك البقعة، التي طالما أضاءت بنور الإسلام، إلا أن هذا الفردوس ظلّ حيًّا باقيًا؛ لأنه شعَّ ولا يزال على العالم في كثير من الأصعدة من علم و فنًّ و فكر.

    ولكن الوجه الآخر من الحقيقة الأندلسية أن الوجود البشري الإسلامي قد انعدم من أرض الأندلس بسبب سياسة الاستئصال الإسبانية المتعصبة، التي بلغت ذروتها بالطرد الجائر للمسلمين فيما بين سنتي 1609م إلى1614م.

    هكذا وطبقًا للتاريخ الرسمي لم يبق بالأراضي الأسبانية مسلم واحد بعد سنة 1614م، باستثناء الرعايا المغاربة المسلمين سكان مدينتي سبتة و مليلة، اللتين دخلتا تحت الاحتلال الأسباني منذ حوالي أربعة قرون، الأولى في سنة1580م والثانية في1556م.

    كما كان لخروج المسلمين من الأندلس تاريخ، فإن للعودة أيضًا تاريخها، ففي منتصف السبعينيات من القرن العشرين كانت أزمة البترول العالمية، والتي كان من نتائجها بطء النمو الاقتصادي لدول شمال ووسط أوربا، مما أجبر حكومات هذه الدول مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا على غلق حدودها أمام تيار الهجرة الاقتصادية القادم من العالم الثالث والعالم الإسلامي، و مع ذلك لم تتوقف الهجرة، وأنّى لها أن تتوقف؟ فثمة أزمة اقتصادية طاحنة كانت تعصف بدول العالم الثالث منذ أوائل السبعينيات وطوال حقبة الثمانينيات، بالإضافة إلى زيادة سكانية كانت تضغط على الشباب العاطل أو المحبط للبحث عن الرزق في أراضي أخرى, وكذلك فهناك أيضًا هجرة سياسية من جراء الحروب و الاضطرابات والنزاعات السياسية؛ مثل الثورة الإسلامية في إبران عام1979، وأحداث لبنان في الثمانينيات، وحربي الخليج الأولى والثانية، وأحداث الجزائر في التسعينيات.

    بيد أن الجديد أن تيار الهجرة في مجمله غيَّر وجهته إلى بلدان أوربية أخرى، كانت حتى منتصف السبعينيات مناطق طرد، بالتحديد إلى جنوب أوروبا، وعلى وجه الدقة إلى إيطاليا وأسبانيا؛ لأن هاتين الدولتين منذ منتصف السبعينيات وخلال الثمانينيات شهدتا نموًا اقتصاديًا مرتفعًا، مما حوَّلهما إلى دولتين جاذبتين للمهاجرين، وخاصة من الدول الإسلامية المجاورة، لاسيما من بلاد المغرب العربي، و يشكِّل المغاربة الغالبية العظمى من المسلمين المهاجرين في أسبانيا، وإلى جانبهم توجد أعداد أخرى من شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى, وهؤلاء المسلمون -خاصة المغاربة- موزَّعون في غالبية الولايات الأسبانية، ولكنهم يتركزون أكثر في مقاطعات مدريد و قطاَلونيا و أندلوثيـَّا.

    وقد وقعت حوادث عنصرية متفرقة هنا وهناك في بعض المدن الأسبانية أنَّى وجدت الجالية الإسلامية بكثافة، وتمثلت في الاعتداء على بعض المسلمين من النساء المحجبات، والمحلات التجارية الإسلامية [محلات اللحوم الشرعية، المخابز، المطاعم العربية، وبعض محلات بيع الأغذية]، والمساجد، والمراكز الإسلامية، وزادت شدتها بعد أحداث سبتمبر 2001م، وتنامي التيار النازي الشبابي الذي يمثله جماعات 'السكين هايد'، وكانت الحجة التي ترفعها هذه الأقلية المناوئة للوجود الإسلامي في أسبانيا أنهم لا يفضِّلون إقامة علاقة مع الأجانب وخاصة المسلمين منهم، حتى لا تمتزج الدماء العربية والإسلامية بدمائهم الأسبانية المسيحية الخالصة، وحتى لا يتكرر مسلسل أو سيناريو فتح الأندلس على أيدي أحفاد طارق بن زياد وموسى بن نصير، ويعتقدون أن على الأقليات الإسلامية أن تتكيف مع العادات والقيم النصرانية الأسبانية المتوارثة منذ قرون.

    وقد عملت الحكومة الأسبانية على التقليل من هذه الحوادث 'المتفرقة'، وحاولت طمأنة الجالية الإسلامية ببعض المبادرات الميدانية التي تخدم الهدوء والسكينة، فعقدت وزارة الداخلية اجتماعات مع المؤسسات الإسلامية لتفادي آثار هذه الحوادث، والعمل سويًا للحفاظ على التماسك الاجتماعي بين جميع أبناء هذا الوطن، وقد أخذت هذه الحوادث حيزًا مهمًا في الإعلام الأسباني، الذي غالبًا ما يندد بهذه التجاوزات.

    و هكذا يعيش الكثير من أفراد الجالية المسلمة في ظروف غير طبيعية بسبب افتقار الكثير منهم لوثائق الإقامة القانونية في البلاد، وخوف صليبي أسبانيا من وجودهم مما يشعرهم بعدم الأمان والاستقرار.

    وقد سجلت التقارير الصحفية اعتمادًا على إحصاءات الشرطة والهيئات الاجتماعية البلدية أن نسبة الإجرام في الوسط الإسلامي المهاجر في تصاعد خطير، وأن السجون والإحداثيات الأسبانية بدأت تسجل مستويات عالية من المتورطين في قضايا الإجرام، وخاصة تجارة المخدرات واستهلاكها، والسرقات الموصوفة، وتكوين جمعيات الأشرار، إضافة إلى تزوير الوثائق والجوازات وتصاريح الدخول والتأشيرات، وتفكيك الخلايا المتورطة في قضايا ما يسمى بمكافحة الإرهاب، هذا بحسب زعمهم والله أعلم.

    وحسب آخر التقارير الذي أصدرته لجنة الشئون الدينية بوزارة العدل الأسبانية عام 2004م، فإن عدد المسلمين في أسبانيا يتراوح بين 600 ألف إلى قرابة المليون شخص, يقبع منهم خلف القضبان الأسبانية نحو 8 آلاف سجين، يشكلون أكثر من 70% من المجموع العام للسجناء الأجانب في أسبانيا بحسب الإحصاءات الرسمية، وهم من نعنى بالحديث عن أحوالهم في موضوعنا اليوم.

    وقد انتقدت 'المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان' إسبانيا لعدم إجراء تحقيقات وافية على وجه السرعة في شكاوى التعذيب وسوء المعاملة، حيث كان هناك عدد كبير من ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة في أقسام الشرطة وكذلك في المعتقلات، والتي يعود كثير منها لأسباب عنصرية، وترددت أنباء عن زيادة ملحوظة في سوء المعاملة ووقوع هجمات لأسباب عنصرية في حق الأقليات ومنها المسلمة، وتعرض الكثير من المسلمين للإيذاء بوصفهم 'إرهابيين'.

    وشهد عدد المسلمين في السجون الأسبانية ارتفاعًا كبيرًا خلال العقد الماضي، وغالبيتهم من المهاجرين غير الشرعيين، الذين اعتقلوا بالإضافة إلى عشرات المسلمين الذين اعتقلوا عقب تفجيرات قطارات مدريد في مارس 2004م، والتي اتهمت السلطات خلية تابعة 'للقاعدة' بتدبيرها.

    وقد أفادت التقارير الواردة في هذا الشأن أنه على مدار العام أُلقي القبض على أكثر من 100 مسلم، فيما يتصل بعديد من التحقيقات القضائية في التفجيرات، وما زُعم عن الإعداد لجرائم أخرى.

    وقد وردت أنباء عن حدوث وفيات ناجمة عن العنف وأعمال تعذيب وإساءة معاملة في عديد من السجون، التي يعاني كثير منها من الاكتظاظ الشديد وخاصة بين المسلمين، فقد تصل نسبة الاكتظاظ في هذه السجون إلى نحو 200%، وأُجريت تحقيقات قضائية في عدة شكاوى بخصوص ضلوع موظفين بالسجون في ارتكاب أعمال وحشية ضد السجناء، وقد تعرض أكثر من 70 سجينًا بإقليم قطالونيا ذو الغالبية المسلمة لمعاملة سيئة على أيدي الحراس.

    وورد أن اثنين من الضباط ضربا مواطنا مغربيًا إلى أن فقد الوعي، ثم ضربه الطبيب ثانية وقال ممثل الادعاء: إن هذا المواطن تعرض للتبول عليه ووُجهت إليه شتائم عنصرية ووُصف بأنه 'إرهابي'.

    و أثبتت المحكمة الإقليمية في غيرونا أن مواطنًا مغربيًا أيضا يدعى 'إدريس الزريدي' قد تعرض 'بلا أدنى شك' للتعذيب ولإيذاء عنصري في مركز شرطة روسيس بقطالونيا, ولكن ما يدعو للعجب أن المحكمة برأت 14 من ضباط شرطة قطالونيا لأنها لم تستطع تحديد هوية الضباط الضالعين في الأمر، كما قررت أن التعذيب الذي وقع عليه كان على الأرجح تعذيبًا 'خفيف الشدة'، اتخذ شكل الدفع والهز بعنف بعد ساعات من إصابة إدريس بكسور في الضلوع، وأفادت الأنباء بأن وزير الداخلية في قطالونيا أبدى دهشته من الحكم، وطلب من المحكمة العليا إعادة النظر فيه.

    وقدم 'مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب' تقريرًا عن زيارة قام بها لأسبانيا في عام 2003م لدراسة ضمانات حماية المعتقلين في سياق إجراءات 'مكافحة الإرهاب', ومن التفاصيل الواقعية الدقيقة التي حصل عليها بخصوص عدد من الادعاءات أوصى بأنه يجب على الحكومة وضع خطة شاملة لمنع التعذيب والتصدي له، ووضع حد لممارسة الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي, وظلت الحكومة السابقة التي أنكرت بقوة ما خلُص إليه التقرير ترفض وضع ضمانات للمحتجزين بمعزل عن العالم الخارجي حتى وقت قريب.

    وبما أننا بصدد الحديث عن السجناء المسلمين فقد بدأت السلطات الأسبانية منذ أوائل عام 2005م بتطبيق قانون جديد أعدته وزارتا الداخلية والعدل، يقضي بمنح الأقليات داخل السجون نفس الحقوق التي يتمتع بها الكاثوليك الذين يمثلون الغالبية العظمى من السكان وتصل نسبتهم إلى حوالي 94%, ومن هذه الحقوق المساواة في المعاملة, والسماح لهم بإنشاء زوايا ودور عبادة للمسلمين داخل السجون، كما يسمح للكاثوليك بأن تقيم لهم الكنيسة قداس صلاة كل يوم أحد، إضافة إلى أيام الأعياد.

    إلا أن وسائل الإعلام الأسبانية نشرت في حينها أن القانون يشترط لإنشاء مراكز العبادة داخل السجون أن يطلب 10 سجناء على الأقل ذلك, كما أعلنت عزم السلطات فرض رقابة مشددة على هذه الزوايا والقائمين عليها من الأئمة والوعاظ، بدعوى منع انتشار أي أفكار متطرفة فيها.

    وبالفعل فإن الهيئة القضائية الأسبانية التي أبدت تخوفها من سيطرة من وصفتهم بالمتطرفين على تلك الزوايا ومراكز العبادة، دعت في مذكرة أرسلتها لإدارة السجون إلى 'الحذر الشديد' في اختيار الأشخاص الذين سيصبحون مسؤولين عن إمامة الصلاة وتقديم الدروس والنصائح الدينية والأخلاقية للسجناء، متعللة بمنع انتشار أي أفكار متطرفة, كما قامت السلطات الأسبانية بتحديد مهام وأنشطة مراكز العبادة داخل السجون بالتفصيل، وقالت إنها: 'تتمثل في إقامة الشعائر الدينية والتثقيف والتوعية والتكوين والاستشارة الدينية والأخلاقية'، إضافة إلى مهام أخرى في حالة حدوث وفيات بين السجناء أو طوارئ أخرى، وشددت على أن الأئمة الذين سيقيمون الشعائر في هذه الزوايا سيخضعون 'لرقابة مشددة'.

    ولكن رغم كل التشديدات السابقة فإنه يحسب لهذا القانون -الذي جاء ثمرة تعاون بين جمعيات وهيئات إسلامية والحكومة الأسبانية- أنه سمح للمسلمين في السجون الأسبانية بأداء شعائرهم الدينية في ظروف أفضل، إضافة إلى سجناء من أصحاب معتقدات أخرى، مثل البوذيين واليهود على الرغم من قلتهم في السجون الأسبانية,كما قامت إدارات عدد من السجون الأسبانية التي تضم عدد كبير من المعتقلين المسلمين بتعديل أوقات تقديم الأكل وتخصيص أماكن استثنائية للصلاة وقراءة القرآن خلال شهر رمضان، وكان هذا لأول مرة عام 1425هـ,حيث أن أوائل هذا العام شهدت مشاحنات و اشتباكات وقعت بين السجناء المسلمين وبين عدد من السجناء الآخرين، بسبب عدم وجود أماكن خاصة للصلاة، وخاصة خلال شهر رمضان بسبب عدم احترام بعض السجناء لفترة الصيام.

    وقد أبدت الهيئة الإسلامية المتحدث الرسمي باسم المسلمين أمام الحكومة الأسبانية ترحيبًا مشوبًا ببعض التحفظات على الجزء المنوط بفرض رقابة مشددة على الأئمة الذين سيتولون مهمة الإرشاد داخل السجون, ورغم ذلك اعتبرت هذا القانون إيجابيًا وضروريًا، ويحفظ للأقلية المسلمة في أسبانيا حقوقها, كما اعتبرته إحدى خطوات الاتفاق الذي أبرمته الهيئة مع الحكومة الأسبانية عام 1992م، والذي يقضي بمنح حقوق للمسلمين داخل السجون.

    وهكذا استطاع المسلمين في أسبانيا تسجيل أحد الأهداف الهامة في سجل الحقوق، التي يحاولون جاهدين استعادتها في تلك الديار الغالية، وفقهم الله وسائر المستضعفين من أمة الإسلام في شتى بقاع الأرض إلى ما فيه خيري الدنيا والآخرة، وإلى اللقاء في قضية أخرى إن شاء الله.

    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  13. #298
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب


    المسلمون خلف الأسوار.......... الولايات المتحدة الأمريكية



    مفكرة الإسلام: في هذه الحلقة، وفي سياق حديثنا عن المسلمين خلف الأسوار, نقوم اليوم بتسليط الضوء على المسلمين القابعين خلف القضبان في السجون الأمريكية, ولمعرفة حجم مشكلة السجون في الولايات المتحدة يجدر بنا أن نشير إلى أن الولايات المتحدة تشكل 5% فقط من سكان العالم، لكن لديها 25% من سجناء العالم.

    وتأوي السجون الأمريكية خلف أسوارها ما يقرب من 2.3 مليون شخص حاليًا، وهي النسبة الأعلى لعدد المساجين مقارنة بعدد السكان في كل دول العالم، ويمثل هذا الرقم مؤشرًا خطيرًا لكونه يعكس حقيقة أن هذه النسبة العالية من السجناء تزايدت على مدى العقود الثلاثة الماضية فقط، ففي عام 1972 كانت النسبة 160 سجينًا فقط مقابل كل 100 ألف مواطن، إلا أن هذه النسبة تبلغ الآن ما يقرب من 790 لكل 100 ألف نسمة.

    ويعتقد أن ذلك النمو الكبير في عدد المسجونين بالولايات المتحدة يرجع إلي تبني كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي سياسات متشددة جدًا مع مقترفي الجرائم، دون النظر إلى حجم تلك الجرائم, وقد أدت هذه السياسات إلى زيادة نسبة المسجونين منذ السبعينات بنسبة 400%.

    وما يدعو للتعجب أن يصبح الإسلام جزءًا هامًا من ثقافة السجون الأمريكية في العقود الثلاثة الأخيرة، وتبلغ نسبة المساجين المسلمين في السجون الفيدرالية نسبة 6% من إجمالي 150 ألف سجين، هذا على الرغم من أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة لا يتجاوز 2.5% من إجمالي عدد السكان.

    وتزيد نسبة المسلمين في بعض الولايات، ففي ولايتي نيويورك وبنسلفانيا تبلغ نسبة المسلمين 18% في السجون الفيدرالية, وفي سجن جزيرة ريكرس بولاية نيويورك المخصص لأخطر المجرمين تبلغ نسبة المساجين المسلمين 25% من إجمالي المساجين, أما في سجون الولايات المختلفة فلا توجد بيانات عن أعداد المساجين المسلمين فيها.

    ورغم وجود خلاف كبير حول إجمالي عدد المسلمين في السجون الأمريكية، فإنه يوجد اتفاق عام على أن نسبة المسجونين من المسلمين إذا ما قورنت بعددهم الكلي فإنها تفوق بصورة كبيرة نسبة المسجونين من أي ديانة أخرى إلى عدد معتنقي هذه الديانة.

    ولم تثبت أية بيانات دقيقة لدى منظمات المسلمين الأمريكيين عن المسلمين في السجون الأمريكية، وتحاول بعض هذه المنظمات رصد ما قد يتعرض له المسلمون من حالات تفرقة أو سوء معاملة بسبب الدين, وقد سجل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية منظمة 'كير' في أحد تقاريره السنوية ما يقرب من 1522 حالة انتهاك لحقوق المسلمين في السجون الأمريكية.

    وتتهم إدارة السجون الأمريكية على المستوي الفيدرالي ومستوى الولايات بأن الأساليب السيئة التي تنتهجها تلك الإدارة تؤدي إلى نمو ظاهرة العنف والوحشية والتطرف لدى المسجونين، وغالبًا ما تنتج عصابات عنيفة تقوم على أسس عنصرية ومتطرفة.

    والسجناء الضعفاء يتعرضون لسوء المعاملة والاعتداءات الجنسية، لذا يتجمع المسجونين مع بعضهم البعض تحت ستار ديني أو لغوي أو اجتماعي أو إقليمي داخل السجون، من أجل الحصول على مميزات عضوية إحدى الجماعات، وما يوفره هذا من أمان وحماية وشعور بالانتماء.

    ولأن الإسلام ليس له سلطة أو مؤسسة مركزية تدير شؤونه لا في الولايات المتحدة، ولا في سجونها؛ يتم الاستعانة بمسلمين من كل ولاية لتقديم خدمات دينية، مثل الوعظ والإصلاح وإمامة الصلاة في بعض الأحيان, دون أدنى اهتمام من إدارات السجون بمؤهلات هؤلاء الوعاظ وصلاحيتهم للقيام بهذا الدور.

    وذكر مدير المباحث الفيدرالية للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن :'السجون تستمر في كونها حقولًا خصبة لخلق وتجنيد إرهابيين خلال فترات الاعتقال، أو باستغلال الظروف السيئة الاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها بعد قضاء فترات العقوبة وخروجهم من السجون'، هذا وينتاب الجهات الأمنية الأمريكية حالة تخوف شديدة من تجنيد مسلحين ممن اعتنقوا الإسلام داخل السجون الأمريكية.

    لذلك فإن المباحث تجعل من أئمة مساجد السجون الأمريكية عيونًا لها, بل وتطلب منهم تقارير عمن يشتبه في انتهاجهم لسلوكيات متطرفة على حد زعمهم.

    ولأننا دائمًا لا نحب أن نظهر الجانب المظلم فقط من أي قضية نتناولها فلابد أن نبين الجانب المشرق أيضًا تيمنًا بما دعانا إليه ديننا الحنيف من تبني التفاؤل في شتى مناحي حياتنا, لذلك تحتم علينا أن نشير إلى أن رغم سوء المعاملة التي يتعرض لها المسجونين في أمريكا بصفة عامة، والمسلمين بصفة خاصة؛ إلا أن الإسلام ينتشر بصورة كبيرة بين من يقضون فترات في السجون الأمريكية، بنسبة تصل إلى أكثر من مثيلاتها خارج هذه السجون, وكان لما توفره تعاليم الإسلام العظيم من السماحة والخلق الرفيع بصفة عامة، والمساواة بين البشر بصفة خاصة دور كبير في جذب الأمريكيين الأفارقة بصورة أكبر من غيرهم لاتخاذ الإسلام دينًا لهم.

    ويري العديد من الأمريكيين الأفارقة أن المسيحية استغلت من قبل الجنس الأبيض ضد السود بصورة لا تغيب عنها التفرقة الواضحة في الولايات المتحدة, وقد ازداد اعتناق الأفارقة السود للإسلام في السبعينات، وذلك على الرغم من تبنيهم مواقف متطرفة ضد الحكومة الأمريكية, ومع مرور الوقت طورت صورة مختلفة عن الإسلام التقليدي.

    بل وأصبح الإسلام خلال العقود الثلاثة أحد الألوية الهامة التي يتجمع تحتها أعداد كبيرة من المسجونين, لذلك تمثل هذه القضية عقبة كئود فيما يتعلق بانتشار الإسلام في الولايات المتحدة، واندماج الجالية الإسلامية مع بقية فئات المجتمع الأمريكي.

    لذلك تقوم منظمات صغيرة مثل 'التجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية' بإمداد مكتبات السجون بالكتب والمصاحف سعيًا للتعريف بالإسلام، ويدعم هذا التجمع الجهود الفردية لنشر الإسلام بين المساجين؛ لأنهم أكثر فئات المجتمع إقبالًا على الإسلام، وتحتوي معظم مكتبات السجون على نسخ من ترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيرها باللغة الإنجليزية، وعدد من الكتب وأشرطة تعليمية تتناول المبادئ العامة والمفصلة التي يحتاجها المسلم الجديد في أمور العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات، بلغة وأسلوب ميسر، بالإضافة إلى أشرطة فيديو لتعليم الوضوء والصلاة وسائر تعاليم الإسلام، ونأمل أن تساهم المؤسسات والمنظمات والهيئات الإسلامية الدولية في دعم المنظمات الإسلامية المحلية في الاهتمام بشأن ذلك الجزء الجريح من جسد الأمة الإسلامية، والذي يحتاج لتضافر كل الجهود المخلصة للتخفيف من معاناته ورفع الظلم الصليبي عنه.

    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  14. #299
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    بورما المنسية جرح لا يندمل


    مفكرة الإسلام: مسلمي بورما قضية تشكل محنة كبيرة، وهي كارثة إنسانية بما تحويه هذه الكلمة من كل المعاني, وجريمة عظيمة في حق المجتمع الدولي الذي يتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا تعتبر إبادة جنس بشري أو فئة معينة داخل بورما شأنًا داخليًا يخص بورما وحدها، بل يستدعي اهتمام وعناية الجميع في العالم؛ لأنه يتعلق بحقوق الإنسان التي لحمايتها أعلنت هيئة الأمم المتحدة وثيقة دولية قبل نصف قرن من الزمان؛ فهؤلاء المستضعفون في بورما من الرجال والنساء و الأطفال يصرخون ويستنصرون بالأمة الإسلامية حكومات وشعوبًا, ويناشدون المسلمين في العالم أن يقفوا بجانب مسلمي بورما في مواجهة العمليات العدوانية الإجرامية الوحشية، فهيا بنا نشد الرحال تلقاء قارة آسيا لنتفقد أحوال إخواننا المسلمين في بورما.



    بورما أو'مينامار' حاليًا : أكبر الدول في جنوب شرقي آسيا من حيث المساحة، وتشارك في الحدود بنجلاديش والهند والصين و لاوس وتايلاند, و يقع إقليم أراكان المسلم في جنوب غرب بورما، يحده من الغرب خليج البنغال، ومن الشمال الغربي بنغلادش، وفي شرقه سلسلة جبال هملايا 'جبال أراكان' التي جعلت أراكان منفصلة عن بورما البوذية تمامًا، وأعطتها شكل وحدة جغرافية مستقلة.

    • العاصمة: رانجون

    • المساحة: تقدر المساحة الكلية لمينامار الحالية بأكثر من 261.000ميل ، وتقدر مساحة إقليم أراكان بورما قرابة 20.000ميل مربع.

    • عدد السكان: يبلغ تعداد السكان نحو 55 مليون نسمة, وتشير الإحصائيات الرسمية في ميانمار [بورما] إلى أن نسبة المسلمين في هذا البلد تقل عن 15% من إجمالي عدد السكان، حيث يتراوح عدد المسلمين بين 8 -10مليون نسمة نصفهم في إقليم أراكان بورما ذي الأغلبية المسلمة، حيث تصل نسبة المسلمين فيه إلى أكثر من 70%.

    • الديانة: البوذية الديانة الرسمية وتبلغ نسبتها 89%, المسيحية 4%, الإسلام 4% ويطلق على الأقلية المسلمة في بورما شعب الروهنجيا، وهم ينحدرون من أصول عربية، وفارسية، و ملاوية، ومغولية، و باتانية [ الباتان قوم يقطن أكثرهم في باكستان وأفغانستان والهند ويعرفون أيضًا بالبشتون ],1% عباد الطبيعة,2% ديانات أخرى.

    • المجموعات العرقية: يتكون اتحاد بورما من أعراق كثيرة جدًا تصل إلى أكثر من 140 عرقية، وأهمها من حيث الكثرة البورمان- وهم الطائفة الحاكمة ـ وشان وكشين وكارين وشين و كايا و ركهاين -الماغ- والمسلمون ويعرفون بالروهينجا، وهم الطائفة الثانية بعد البورمان, ويُعدُّ المسلمون من أفقر الجاليات في ميانمار، وأقلها تعليمًا، ومعلوماتهم عن الإسلام محدودة.

    • اللغة : اللغة الرسمية البورمية, ولغات أخرى خاصة بالأقليات العرقية المختلفة.

    • عدد المساجد في العاصمة: 32 مسجدًا.

    • عدد المساجد والمؤسسات الإسلامية في بورما: جدير بالذكر أن في بورما يوجد أكثر من 2566 مسجدًا، كما توجد أكثر من 5901 مدرسة وجامعة إسلامية، ومنها في أراكان 1538 مسجدًا، و405 مدرسة وجامعة إسلامية.



    دخول الإسلام أراكان:

    يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد -رحمه الله-في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها [48] ملكًا مسلمًا على التوالي، وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامي 1430م - 1784م، وقد تركوا آثارًا إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة، منها مسجد بدر المقام في أراكان والمشهور جدًا -ويوجد عدد من المساجد بهذا الاسم في المناطق الساحلية في كل من الهند وبنغلاديش وبورما وتايلاند وماليزيا وغيرها- ومسجد سندي خان الذي بني في عام 1430م وغيرها.

    •وتقول أحد الروايات أن الإسلام دخل إلى بورما عن طريق أراكان في القرن الأول الهجري بواسطة تجار العرب وعلى رأسهم الصحابي الجليل وقاص بن مالك رضي الله عنه، ومجموعة من التابعين وأتباعهم, حيث كان العرب يمارسون مهن التجارة، ولأجلها يسافرون إلى قاصي البلاد ودانيها، وفي يوم من الأيام انكسرت سفينتهم أثناء سفرهم للتجارة في وسط خليج البنغال على مقربة من ساحل أراكان؛ فاضطروا إلى اللجوء إلى جزيرة رحمبي بأراكان, وبعد ذلك توطَّنوا في أراكان وتزوجوا من بنات السكان المحليين، ثم بدأوا بممارسة الدعوة إلى الإسلام فيما بين السكان المحليين، وكان لحسن معاملتهم ودعوتهم أثر كبير في دخول كثير من السكان في الإسلام، وبعد ذلك تردد عليها الدعاة من مختلف مناطق العالم، وازداد عدد المسلمين يومًا بعد يوم، إلى أن استطاع المسلمون تأسيس دولة إسلامية في أراكان منذ عام 1430م بيد سليمان شاه، واستمرت الحكومة الإسلامية فيها لمدة أكثر من ثلاثة قرون ونصف إلى أن هجم عليها البوذيون عام 1784م، وهكذا انتشر الإسلام في جميع مناطق بورما.



    • وقد كان لقيام أول دولة إسلامية في أراكان عام 1420م رواية أيضًا، حيث أن ملك أراكان كان قد هرب إلى ملك البنغال المسلم السلطان ناصر الدين شاه، وذلك في عام 1406م، بعد أن أغار عليه الملك البورمي، واحتل أراضيه وقد اعتنق أراكان الإسلام بعد 24 عامًا، واختار لنفسه اسم سليمان شاه، وأعانه سلطان البنغال على استعادة ملكه لتقوم بذلك أول دولة إسلامية في أراكان امتدت لفترة طويلة بلغت 350 عاما، وكانت أركان دولة حضارية ذات ثقافة إسلامية رفيعة حتى كانت عملاتها المتداولة مضروبة بفضة كتبت عليها [لا إله إلا الله]، وقد حكمها خلال هذه الفترة نحو من 48 ملكًا حتى غزاهم البوذيون في بورما عام 1784م، واحتلوا أراضيهم، وظلوا فيها حتى عام 1824 م، وبعد ذلك احتلت بريطانيا أراكان، وقامت بإضعاف المسلمين هناك في كل المجالات وتقوية البوذيين على حسابهم, وفي عام 1948م نالت بورما الاستقلال، وحاول المسلمون في أراكان الاستقلال إلا أنهم لم يستطيعوا حيث ضمت أراضيهم إلى بورما في وقت انسحاب البريطانيين.

    • هذا و يقول زعماء الجالية المسلمة في العاصمة [رانجون] ويؤكدون: إن الإسلام دخل بورما منذ القرن الأول الهجري على أيدي التجار العرب في حين تقول السلطات إنه دخل قبيل الاحتلال البريطاني للبلاد عام 1824م، ومن هذا المنطلق يتم حرمان كل مسلم لا يستطيع إثبات جذوره في البلاد قبل هذا العام من الجنسية.



    في عام 1784م احتل أراكان الملك البوذي البورمي [بوداباي]، وضم الإقليم إلى بورما؛ خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض فسادًا؛ إذ دمَّر كثيرًا من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمرَّ البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم، وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك خلال فترة احتلالهم أربعين سنة والتي انتهت بمجيء الاستعمار البريطاني، وفي عام 1824م احتلت بريطانيا بورما، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية، وظل هذا الاستعمار أكثر من 100 عام.



    وفي عام 1937م جعلت بريطانيا بورما مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية، كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية، وعُرفت بحكومة بورما البريطانية.



    وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 ألف مسلم أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشُرِّد أكثر من 500 ألف مسلم إلى خارج الوطن، ومن شدة قسوتها وفظاعتها لا يزال الناس -وخاصة كبار السن- يذكرون مآسيها حتى الآن، ويؤرخون بها، ورجحت بذلك كفة البوذيين الماغ، وفي عام 1947م قبيل استقلال بورما عُقد مؤتمر عام في مدينة بنج لونج للتحضير للاستقلال، ودُعيت إليه جميع الفئات والعرقيات إلا المسلمين الروهينجا لإبعادهم عن سير الأحداث وتقرير مصيرهم.



    وفي عام 1948م منحت بريطانيا الاستقلال لبورما شريطة أن تُمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد 10 سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما أن حصل البورمان على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، و نكثوا على أعقابهم, إذ استمروا في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين الروهينجا والبوذيين الماغ أيضًا، وكانت أول خطتها هي برمنة جميع الشعوب والأقليات التي تعيش في بورما، وفعلًا نجحت في تطبيق خطتها في خلال عدة سنوات, لكنها فشلت تمامًا في حق المسلمين؛ فلا يوجد أحد من المسلمين ارتد عن الإسلام واعتنق الديانة البوذية أو أي دين آخر، وقد أوغر هذا الأمر صدور المعتدين، وقاموا بممارسات بشعة ضد المسلمين.



    وقررت الحكومة البورمية بعد ذلك القضاء على المسلمين، واقتلاع جذور الإسلام من أرض بورما، وذلك بقتل ونهب وتشريد المسلمين ومسخ هويتهم وطمس شعائرهم وتراثهم، وتغيير معالمهم وثقافتهم، ودس السموم في نفوسهم، وما إلى ذلك من الأساليب والبرامج للظلم والعدوان، ومنذ أن استولى الجيش على مقاليد الحكم عام 1962م اشتدت المظالم على المسلمين بطريق أوسع من السابق, حتى أن يد الغدر امتدت للروهنجيين الذي كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في طرد الاستعمار البريطاني من البلاد, و هكذا تدهورت أوضاعهم، واتجهت الدولة إلى طردهم من الوظائف الحكومية والجيش، وفي عام 1978م شردت بورما أكثر من300 ألف مسلم إلى بنجلاديش, وفي عام 91-1992م شردت بورما حوالي 300 ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  15. #300
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي رد: مشاركة: المسلمون في الغرب


    بورما المنسية جرح لا يندمل [2]


    مفكرة الإسلام: نكمل أيها الأحبة ما قد بدأناه من حديث عن مأساة بورما...

    وهكذا كان نزوح المسلمين إلى بنغلاديش ومنها إلى بلاد أخرى مستمر كل يوم.وذلك لأن الحكومة خلقت جو الهجرة, فالوضع الذي يعيشه مسلمو أراكان مأساوي بكل المقاييس، فهم محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية، وهناك مئات الآلاف من الأطفال تمشي في ثياب بالية ووجوه شاحبة، وأقدام حافية، وعيون حائرة لما رأوا من مظالم واعتداءات البوذيين و تثقل الأجواء بصرخات الثكالى والأرامل اللائي يبكين بدماء العفة، يخطف رجالهن ويعلقون على جذوع الأشجار بالمسامير حيث تقطع أنوفهم وآذانهم ويفعل بهم الأفاعيل وعشرات المساجد والمدارس تدمر بأيد نجسة مدنسة ولله الأمر من قبل ومن بعد.

    وتتحدث منظمات حقوق الإنسان الدولية عن انتهاكات صارخة يتعرض لها مسلمو الروهينجا بولاية أراكان, إذ يتعرضون للمضايقات وتقييد حرية الحركة، وتُفرض عليهم الأحكام العرفية، وتُدمّر منازلهم، فضلاً عن تقييد حرية العبادة, كما تؤكد المعلومات والوثائق الصادرة عن المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على أن المسلمين في أراكان بورما يتعرضون لصنوف العذاب منذ أكثر من 60 عاماً.

    يُعدّ التطهير العرقي أهم مآسي مسلمي بورما؛ فمنذ أن استولى العسكريون الفاشيون على الحكم في بورما بعد الانقلاب العسكري بواسطة الجنرال [نيوين] المتعصب عام 1962م تعرض مسلمو أراكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنجاليين في الدين واللغة والشكل

    يلي التطهير العرقي طمس الهوية والآثار الإسلامية: وذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقي يمنع منعاً باتاً من الترميم فضلاً عن إعادة البناء أو بناء أي شيء جديد لـه علاقة بالدين والملة الإسلامية من مساجد ومدارس ومكتبات ودور للأيتام وغيرها، وبعضها تهوي على رؤوس الناس بسبب التقادم ، والمدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والاعتراف بشهاداتها أو خريجيها.

    بالإضافة إلى المحاولات المستميتة لبرمنة الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً والتهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية- فعلى سبيل المثال قامت السلطات البورمية بإبعاد [128] ألف مسلم إلى حدود بنغلاديش عام 1968م. وفي عام 1974م قام الجيش البورمي بحمل200عائلة في قوارب وألقوا بهم في جزيرة مهجورة، وتركوهم دون طعام وشراب حتى هلكوا جوعاً وعطشا- وتوطين البوذيين فيها في قرى نموذجية تُبنى بأموال وأيدي المسلمين جبراً، أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أي تعويض، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة.

    وتسعى السلطات البوذية دائماً لإلغاء حق المواطنة من المسلمين, إذ تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً, ويعيش قرابة20.000 ألف نسمة في المخيمات التي بنيت بأوراق الشجر والأعواد من قبل الحملات التنصيرية تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة.

    كما يعاني مسلمو بورما من العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية,و يتم حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعليم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يُعتقل عند عودته، ويُرمى به في غياهب السجون.

    وكذلك فإن السلطات تقوم بمنعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة كما لا يسمح للمسلمين بذبح الأضاحي إلا بشروط صعبة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانجون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح, ولا يسمح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته.

    ولا يقتصر الأمر عند ذلك، بل يتم فرض عقوبات اقتصادية على مسلمي بورما، مثل الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلاّ للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.

    وفي الآونة الأخيرة تكثف تحديد النسل فيما بين المسلمين، حيث أصدرت قرارات عدة، منها قرار ينص على أن 'المرأة المسلمة لا يمكن زواجها إلا بعد أن تبلغ25 سنة من عمرها، بينما لا يسمح للرجل بالزواج إلا بعد مرور 30 سنة من عمره'. ولا يمكن الزواج إلا بعد الحصول على التصريح المكتوب من إدارة قوات الأمن الحدودية، ولا تسمح بالزواج إلا بعد تقديم الرشوة بمبلغ كبير يرضيها، والذي لا يقدر الجميع على تسديده. كما أنها لا تسمح في سنة كاملة لأكثر من عشرين أسرة بالزواج في القرية التي تتكون من2000 أسرة على أقل تقدير, فإذا خالف أحد هذا القرار الذي يدعو للحسرة والألم فعقوبته تفكيك الزواج والاعتقال لمدة ستة اشهر وغرامة 500.000 كيات بورمي.

    ومنها: قرار يهز مشاعر المسلمين ويهدد كيانهم ووجودهم، والذي لا يوجد له نظير في تاريخ الإنسانية. فهذا القرار المجحف ينص على 'إحضار المرأة المسلمة الحامل إلى قاعدة إدارة قوات الأمن الحدودية لأخذ صورتها الملونة كاشفة بطنها بعد مرور كل شهر حتى تضع حملها، وفي كل مرة لا بد من دفع الرسوم بمبلغ كبير' وذلك للتأكد – كما تزعم السلطة - على سلامة الجنين، ولتسهيل إحصائية لكل مولود بعد الولادة. ولكن لسان الواقع يلح بأن الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين، وتأكيدهم على أنه ليس لهم أي حق للعيش في أراكان بأمن وسلام.

    و أصدرت السلطة قراراً يقتضي بأن العاملين والموظفين في الحكومة لا يسمح لهم بإطلاق لحاهم وارتداء الزي الإسلامي في الدوائر الرسمية وكل من لا يمتثل لهذا الأمر يفصل من الوظيفة. وفعلا تم العمل بهذا القرار، وأعفي المسلمون من العديد من الوظائف, و الأدهى والأمر من ذلك انتهاك حرمات النساء وإجبارهن على خلع الحجاب.

    أما التمييز العنصري فحدث عنه ولا حرج فلا يسمح للمسلمين بتكوين أحزاب سياسية ولا جمعيات إسلامية ولا إغاثية، بل ولا حتى يسمح للهيئات الدولية العالمية الإسلامية بالعمل في أراكان.

    وهذه الأسباب غيض من فيض والتي أدت إلى تهجير المسلمين من أراكان بورما حفاظاً على دينهم وعقيدتهم وصوناً لأعراضهم وكرامتهم, وهذا يبين لنا بجلاء المخطط البوذي البورمي لإخلاء إقليم أراكان من المسلمين بطردهم منه أو إفقارهم وإبقائهم ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة، ولاستخدامهم كعبيد وخدم لهم.

    ولجعل المستقبل أفضل ولصالح المسلمين ـ وإن كان أمر المستقبل بيد الله إلا أننا أمرنا بالسعي ـ يمكن العمل على مراحل عدة:

    المرحلة الأولى: المطالبة بالمساواة في الحقوق العامة كغيرهم من المواطنين، وتنشيط القضية و تفعيلها من ناحية السياسة الداخلية والدولية حتى يتمكن المسلمون من الحصول على حقوقهم، ويحصلون على التمثيل في البرلمان والحكومات المحلية وغير ذلك، وبذلك تقوى مواقفهم.

    المرحلة الثانية: المطالبة بتنفيذ رغبة الشعب الأراكاني في تطبيق الشريعة الإسلامية على الإقليم، بكونهم الأغلبية في الإقليم، والإعداد لهذه المرحلة من الناحية الشرعية والدستورية، وتتبعها مراحل أخرى حتى يحصلوا على الاستقلال بإذن الله.

    وأخيراً فمن الواجب على كل الحكومات والشعوب الإسلامية التخلي عن مواقفها السلبية المستكينة و الوقوف بحزم أمام الأفعال الفظة التي تمارسها الحكومة البورمية البوذية الحاقدة ضد مسلمي بورما. وأن يمارسوا كافة الأساليب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لحماية مسلمي بورما من بطش السلطة العسكرية البوذية. وهم ينادون ربهم: [رَبنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً] فهل من ناصر ينصرهم؟.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

صفحة 20 من 35 الأولىالأولى ... 101415161718192021222324252630 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انظروا ماذا قالوا عنا نحن المسلمون .. تلك بعض اقوالهم ..
    By ابو منيف in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 01:50 AM
  2. ولفنسون يطالب العرب بوقف الاستحواذ على مصارف الغرب
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-11-2008, 06:12 PM
  3. لماذا المسلمون
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 12:57 AM
  4. كيف غير المسلمون وجه العالم
    By ahmed hanafy in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 09:19 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17