صفحة 18 من 35 الأولىالأولى ... 81213141516171819202122232428 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 256 إلى 270 من 518
  1. #256
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    المسلمون في ألمانيا ودعاوي الإرهاب





    مفكرة الإسلام : يعيش في ألمانيا التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة نحو5,٣ مليون مسلم من ٤١ دولة. ويشكل المسلمون الأتراك أكبر مجموعة منهم ، يليهم المسلمون القادمون من يوغسلافيا سابقاً، ثم من الدول العربية، ومن جنوب آسيا وجنوب شرقها.

    وقد تأسس في هذه الغضون عدد كبير من منظمات المسلمين في ألمانيا، تعمل على إدارة المساجد وترعى الشؤون الدينية لأعضائها. وبصفة عامة لا يشكل المسلمون الأعضاء في الجمعيات أو الاتحاد سوى الأقلية من بين عددهم الإجمالي البالغ ٣,٢ مليون مسلم. ولهذا لا يمكن لأية من المنظمات القائمة إدعاء الحق في تمثيل الإسلام أو أغلبية المسلمين.

    ويعد 'الاتحاد التركي الإسلامي لإدارة شؤون الدين، '، رابطة مسجلة، أكبر منظمات المسلمين ويتبعه عدد كبير من الأعضاء. وقد بلغ عدد الجمعيات الأعضاء في الاتحاد في منتصف عام ١٩٩٩، وبناء على إحصاء الاتحاد ذاته ، ٧٧٦ جمعية منتشرة في أنحاء ألمانيا. كما تأسس، عن طريق اندماج منظمات المسلمين، مجلس الإسلام في جمهورية ألمانيا الاتحادية عام ١٩٨٦ ثم المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا عام ١٩٩٤. وبينما يسيطر على مجلس الإسلام، ومنظماته الأعضاء التي تزيد على ٣٠ منظمة، جماعة 'ميلي جوروس' المصنفة كجماعة إسلامية متطرفة، يمثل المجلس المركزي، بمنظماته الأعضاء البالغة ١٩ منظمة، قطاعاً عريضاً من المسلمين من مختلف الجنسيات والتوجهات. ولكن لا يكاد عدد المساجد التي تتبعه يبلغ ٢٠٠ مسجد. وينتظم العلويين، الذي يُنظر إليهم كطائفة مسلمة خاصة، في نحو ١٠٠ جمعية في الاتحاد الفيدرالي لطائفة العلويين في ألمانيا.

    ويُعدّ تعليم الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية الألمانية اتجاهاً جديداً؛ إذ لم يكن متوافراً في الماضي سوى الدروس الخصوصية لتدريس الدين الإسلامي والتي وُجدت منذ أن بدأت أول جماعة من المهاجرين الأتراك بالوصول لألمانيا في الستينيات.

    ولكن مع بداية العام الدراسي في عام 2003 أعلنت بعض المدارس في ولايتي سكسونيا السفلى وبافاريا وفي مدينة برلين، في سابقة هي الأولى من نوعها عن تدريس مادة جديدة للطلاب المسلمين بهذه المناطق، ألا وهي الدين الإسلامي.

    إذ أعلنت وزارة التعليم التابعة لولاية سكسونيا السفلى: إن هذا النموذج الجديد بتدريس الدين الإسلامي باللغة الألمانية للطلاب والطالبات المسلمين بالولاية التي يعيش بها حوالي [40] ألف طالب مسلم، تم اختباره في [8] مدارس للتعليم الابتدائي بالولاية بالتعاون مع بعض المنظمات الإسلامية بألمانيا.. مؤكداً أن الأبوين سيقرّران بمحض اختيارهما ما إذا كانا يرغبان في إدخال أولادهم لفصول تعليم الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن تلك الفصول تهدف إلى دعم التآلف والاندماج والتسامح وفهم الدين الإسلامي بصورة صحيحة.

    ونتيجة للطلبات التي تقدمت بها جمعيات إسلامية، وبعد سنوات عديدة من مماطلة وزارت التربية المحلية لم يقتصر النجاح في تدريس الدين الإسلامي على ولايتي بادن- فيرتمبرج وهيسن فقد حققت الجمعيات الإسلامية في العديد من الولايات نجاحاً نسبياً على مدى العقد الماضي في دفع وزارات التربية المحلية بها لاتخاذ خطوات نحو تدريس الإسلام.

    وتؤكد الوزارة أن تعليم الدين الإسلامي بألمانيا لا يُعدّ فكرة جديدة حيث إنه منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، يسعى صنّاع القرار السياسي بألمانيا لإيجاد حالات حقيقية من اندماج الجالية الإسلامية التي تقدر بـ[3.5] ملايين نسمة بألمانيا التي يبلغ إجمالي عدد سكانها [82] مليوناً.. مشيراً إلى أن فصول تعليم الدين الإسلامي ستهدف إلى تعليم أساسيات الدين وتعاليمه.

    ولم يقتصر الأمر على المدارس فقد قامت جامعة مونستر بإنشاء قسم جديد بمركز الدراسات الدينية التابع للجامعة يتخصص في تقديم دورات تدريبية ودراسات لتأهيل معلمين يدرّسون الإسلام.

    ورغم إعلان بعض الولايات الألمانية البدء في تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين إلا الأمر ليس على ظاهره فقد عبر د. 'أحمد خليفة' الأمين العام للجماعة الإسلامية عن تحفظه على مشروع تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس بولاية بافاريا، والمزمع تنفيذه، مشيراً إلى أن المشروع بصورته المعلنة لن يلبي احتياجات المسلمين التعليمية.

    وبرّر 'خليفة' ذلك بأنه لم يتم تحديد الجهة المخولة بالإشراف على وضع المناهج، كما أنه لم يوضّح محتوى هذه المناهج، ولا الصفات المطلوبة في المعلمين المرشحين للتدريس كقدوة أمام التلاميذ المسلمين.. وشدّد الأمين العام للجماعة -التي تدير عدداً كبيراً من المؤسّسات الإسلامية والمساجد في ألمانيا- على رفض معظم الهيئات الإسلامية الألمانية إشراف وزارة التعليم التركية على وضع المناهج؛ لأن عملية تدريس الدين الإسلامي هي عبارة عن توصيل المعلومة الدينية للتلاميذ المسلمين الموجودين في ألمانيا، وهو حق كفله الدستور الألماني للمؤسسات الإسلامية الألمانية وليس لسلطات خارجيّة.

    وقد شهدت المناقشات حول الإسلام والمسلمين في ألمانيا خلال العام المنصرم تحولا جذريا، حسب رأي الصحفي المختص بشؤون المهاجرين إبرهارد زايدل، وبات موقف أوساط ألمانية عديدة حيال الإسلام أشبه ما تكون بحالة هستيريا.

    فالنمط الألماني من العنصرية قام على حواجز عرقية وأخرى ثقافية شوفينية. ولم يلعب الانتماء للدين دورا في هذا السياق إلا في حالة معاداة السامية فقط.

    حتى بعد وقوع الأحداث المروعة في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 انصبت الأولوية في بادىء الأمر لدى أغلبية السكان في الدعوة إلى التحلي بروح التسامح. وعلى عكس الحال في إنكلترا أو هولندا كان هناك في ألمانيا شبه انعدام لاعتداءات وقعت ضد المسلمين.

    وفي حالة ظهور بوادر أجواء تضمر العداء للإسلام كانت دوائر السياسة والإعلام تعمد إلى تصحيح ذلك على نحو ثابت أكيد. كان المواطنون الألمان حينذاك يسعون لفهم الإسلام ورافق ذلك في بعض الأحيان اعتمادهم لنهج ساذج حجب عن أعينهم طيلة عقود عديدة رؤية ذلك التحدي النابع من الحركات الإسلامية المتسمة بالنزعة الاستبدادية.

    أما اليوم فقد تغيرت العديد من الأمور. فمقتل المخرج الهولندي تيو فان غوخ في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2004 على يد متطرف إسلامي لم يفرز فحسب في هولندا المجاورة لألمانيا حالة من 'الهستيريا الأخلاقية' على حد وصف الكاتب الهولندي غيرت ماك لاشتعال نيران الخوف المرضي حيال الإسلام على نحو بالغ السرعة .

    فالاستياء من مقتل فان غوخ ولّد في ألمانيا أيضا جدلا لا حدود له ومتسما بطابع هستيري. ولم يعد جوهر الاهتمام منصبا على معرفة المزيد حول الجماعات الإسلامية الراديكالية بل اصبح الإسلام نفسه مستهدفا.

    ومنذ عام 2005 بات ينظر إلى المسلمين على نحو تعميمي للغاية كما لو كانوا يشكلون خطرا على السلم الداخلي. واتضح وكأن المسلمين لم يعودوا يشكلون جزءا عضويا طبيعيا في المجتمع بل هم بمثابة جسم غريب وخطر يهدد الأمن.

    وعندما لقيت شابة مقيمة في برلين تدعى خاتون سوروجو مصرعها في فبراير/شباط 2005 على يد أحد إخوانها في الأغلب وصلت حالة الانفعال إلى درجة الغليان. ما زالت هذه المأساة التي وقعت داخل عائلة كردية تثير حتى اليوم مشاعر حادة في نفوس أفراد الرأي العام كما تم ربطها ربطا وثيقا بالإسلام بكامله.

    ومع أن الأغلبية العظمى للمسلمين ومنظماتهم قد عمدت بشكل واضح إلى شجب جريمة القتل هذه فقد أخذ الكثيرون من الألمان يطرحون السؤال التالي: كيف يمكن أن تتعرض مسلمات يعشن في قلب ألمانيا إلى الاحتجاز وسوء المعاملة والزواج القسري وحتى القتل استنادا على مفهوم الشرف؟

    وقد حذر وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي في حديثه مع جريدة 'زود دويتشه تسايتونج' بشدة من جعل الإسلام مرادفاً للإرهاب في السياسة ، وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى مواجهة بين الإسلام والغرب تخدم أهداف التطرف الإسلامي. وقال: 'يجب علينا العمل على دمج مواطنينا المسلمين في المجتمع وأن نكسب مشاركتهم الفعالة في الحرب على الإرهاب الإسلامي بشكل أوثق ، حيث يُعتبر الإرهاب عدواً للمسلمين المسالمين أيضاً.'



    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  2. #257
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    الصراع بين الغرب وحماس حول إسرائيل
    يمضي إلى أين؟





    مفكرة الإسلام: امتنع الاتحاد الأوروبي عن اتخاذ قرار حول مصير معوناته المالية للفلسطينيين معطيا حركة المقاومة الإسلامية [حماس] المزيد من الوقت لتغير موقفها من إسرائيل.

    واتسم رد فعل الكتلة التي تعد اكبر جهة مانحة للفلسطينيين بالحذر تجاه تقديم أسماء أعضاء حكومة حماس إلى الرئيس محمود عباس قائلة أنها لا تزال تريد أن ترى ما هو البرنامج الحكومي الذي سيظهر.

    وقالت بنيتا فيرارو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي قبل اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل 'سنترك الباب مفتوحا أمام التغير الايجابي لكن علينا أن نوضح أننا لن نتهاون في مبادئنا.'

    وأضافت أن الوزراء الفلسطينيين المقترحين 'أخذوا فيما يبدو من قاعدة ضيقة لحماس وعلينا أن نحكم عليهم في النهاية استنادا إلى أفعالهم وأقوالهم.'

    وكان رباعي الوساطة في عملية السلام وهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا قد طالبوا حماس بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والاعتراف باتفاقيات السلام المؤقتة وألا تغامر بقطع المساعدات عنها.

    والاتحاد الأوروبي هو أكبر جهة مانحة للفلسطينيين ويحول لهم 500 مليون يورو [609 ملايين دولار] في العام.

    وقال جاك سترو وزير الخارجية البريطاني لدى وصوله إلى بروكسل لإجراء محادثات مع باقي نظرائه الأوروبيين أن الاتحاد لم يحدد مهلة لحماس لتغير موقفها وإلا خسرت المساعدات الأوروبية.

    وعلى نحو منفصل بدأ الاتحاد الأوروبي رسميا دفع نحو 64 مليون يورو من المساعدات الأوروبية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة والتي تجيء في إطار مساعدة نقدية قصيرة الأجل أعلن عنها في 27 فبراير شباط.

    وفي باريس كرر الرئيس الفرنسي جاك شيراك هذا الرأي وحث الاتحاد الأوروبي على إعداد وسائل أخرى لتوجيه معوناته بحيث لا تتضمن أية صلة مع السلطة الفلسطينية بقيادة حماس.

    وقال 'أفضل أن نجد حلا أحسن بالتعاون مع رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس حلا أفضل بحيث يمكن الاستمرار في تقديم هذه المعونة دون إرسالها إلى مكان لا ينبغي أن تكون فيه.'

    وقال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا للصحفيين انه شعر بإحباط لان الحكومة المقترحة كانت ذات قاعدة حزبية ضيقة لكنه أضاف 'أنها تعني أن موقفهم لا يمكن قبوله من جانب الأحزاب الأخرى. لذا فانه ليس موقفا معقولا.'

    ومن ناحية أخرى اتهمت حركة المقاومة الإسلامية [حماس] الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على الفصائل الفلسطينية الأخرى حتى لا تشارك في حكومة جديدة تقودها.

    وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة المقيم في المنفى أن إسرائيل يمكنها أن تستغل مجرد تشكيل حكومة بقيادة حماس كذريعة لشن هجمات على الفلسطينيين.

    وقال مشعل أن الولايات المتحدة مارست ضغوطا على الفصائل الفلسطينية حتى لا تشارك في الحكومة لكي تصير الحكومة قاصرة على حماس فقط ويمكن لإسرائيل أن تبرر خطتها لمهاجمة الشعب الفلسطيني.

    وقد حذر ديفيد ويلش مبعوث الولايات المتحدة للجنة الوساطة الرباعية في الشرق الأوسط من أن واشنطن ستعتبر أي جهة فلسطينية إرهابية إذا شاركت في أي تحالف تقوده حماس.

    وسئل ويلش تحديدا عما إذا كانت واشنطن ستعتبر أي حزب في حكومة حماس تنظيما إرهابيا فقال 'اعتقد انه سيكون من الصعب علينا أن نستمر في التمييز بينها.'

    وقد أعلن أخيرا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية [حماس] خالد مشعل أن رفض الاعتراف بإسرائيل حق بديهي. وقال في مؤتمر صحفي بالمنامة إن أيا من القادة العرب الذين التقاهم في جولته الحالية لم يطلب من الحركة الاعتراف بإسرائيل.

    وأضاف 'لا يمكن للضحية أن تعترف بجلادها، من يريد أن يفعل شيئا في الصراع العربي الإسرائيلي عليه أن يضغط على إسرائيل'. واعتبر أن الاعتراف ليس المدخل الصحيح لأنه يحمل 'الضحية مسؤولية الصراع في حين أن على المحتل أن يتحمل مسؤولية الاحتلال'.

    وحول موقف حماس من المبادرة العربية التي أطلقت في قمة بيروت عام 2002، قال مشعل 'إن المشكلة ليست في موقف حماس ولا في الموقف العربي ولا الإسلامي بل هي في الموقف الإسرائيلي'. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون رد وقتها على المبادرة باجتياح الضفة الغربية.

    وقال إن 'على إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، ثم بعد ذلك نخطو مع العرب والمسلمين لاتخاذ خطوات جيدة لصنع سلام عادل'.

    من جهة أخرى قال مشعل إن رفع سقف التفاوض يتم عبر التوقف عن تقديم أية تنازلات إضافية كما حدث في الماضي. وأضاف أن العالم يجب أن يدرك أن الخلل في الموقف الإسرائيلي وليس لدى الفلسطينيين والعرب.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 19-08-2006 الساعة 03:11 PM

  3. #258
    الصورة الرمزية ahmed hanafy
    ahmed hanafy غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الإقامة
    Cairo-Egypt
    العمر
    72
    المشاركات
    6,986

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب

    اللهم انصرنا على اليهود

  4. #259
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed hanafy
    اللهم انصرنا على اليهود
    آمين يارب .

  5. #260
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    مسلمو فنلندا





    مفكرة الإسلام: ونحن نجوب بقاع الأرض لنتفقد أحوال إخواننا من المسلمين الذين يعيشون بعيدًا عن ديار الإسلام اليوم نشد رحالنا إلى إحدى دول أوروبا الإسكندنافية, إنها فنلندا, والتي تسمى بالبلد الأخضر؛ وذلك لكثرة الغابات والبحيرات بها, هنا في تلك البلاد التي أبدع الخالق صنعها سنضع رحالنا لنرى كيف يعيش المسلمون في تلك الديار, التي تعتبر من أولى الدول الأوربية التي منحت المرأة حقها في الحياة السياسة.. تُرى ما الحقوق التي منحت للمسلمين هناك؟!

    فنلندا:

    · إجمالي عدد السكان: 5.211.311 ملايين نسمة.

    · عدد المسلمين: حوالي 100 ألف.

    · الديانة: 85.5% يدينون بالمسيحية بمذاهبها المختلفة, 14% بدون ديانة, حوالي 0.5% يدينون بالإسلام واليهودية.

    المسلمون الأوائل من التتر الفنلنديون هم أقدم أقلية مسلمة في فنلندا وفي دول اسكندنافيا كلها, وهم شعب من الشعوب التركية الذين يعتنقون الدين الإسلامي وعددهم حوالي 800-1000، وترجع أصولهم التاريخية إلى تركيا, ولغتهم تنتمي لمجموعة اللغات التركية، وهم يشكلون أقلية متماسكة دينيًا وثقافيًا ولغويًا.

    خلال السنوات الأولى من دخول فنلندا تحت حكم قياصرة الروس عام 1809, تم جلب التتر من قبل الجيش الروسي لبناء قلعة 'بومارسوند' على البر, وقلعتيْ 'سومنلينا/ سفيبورج' على جزيرة مقابل سواحل هلسنكي, وبعد ذلك عاد أغلبيتهم إلى روسيا, وبالنسبة للأفراد الذين لم يعودوا, فتشهد المقبرة الإسلامية في بومارسوند على وجودهم في فنلندا.

    أجداد التتر الحاليين - الذين يشكلون أساس المجتمع التقليدي - كانوا حوالي 1000 من التجار التتريين الذين قدموا من روسيا بنهاية القرن التاسع عشر - أتوا إلى فنلندا خلال أعوام 1870 - سبعينيات القرن التاسع عشر - إلى منتصف العشرينيات من القرن العشرين من مجموعة من 20 قرية في إقليم 'سرجاتش' على نهر الفولجا إلى الجنوب الشرقي من 'نزني - نوفجورود'، والتي كان يطلق عليه سابقًا بإقليم جوركي, غالبيتهم كانوا مزارعين, ولكنهم استقروا في فنلندا كتجار يتاجرون في الفراء والمنسوجات, واختاروا في البداية السكنى في هلسنكي والمناطق المحيطة بها.

    وفي عام 1925 تأسس أول مجمع إسلامي فنلندي تتري بشكل رسمي, وكانت فنلندا بذلك أول دولة أوروبية غربية تعترف رسميًا بمجمع إسلامي, وذلك تأكيدًا على مبدأ حرية العقيدة الذي تم تبنيه في عام1922، واليوم المجمع يتبعه مساجد في هلسنكي وفي مناطق أخرى.

    وقد أنشأ التتر مجمعًا آخر تم تأسيسه في تامبر عام 1943، ولكن المسلمين من غير الأصول التترية لا يمكنهم أن يحصلوا على عضوية المجمع الإسلامي الفنلندي, كما توجد المقابر الإسلامية التترية في 'هلسنكي - توركو - تامبر'.

    كما أن المدرسة التترية تقدم دراسات إضافية في العطلات وبعد ساعات الدراسة, كالدروس المنتظمة في اللغة والحضارة التترية والدين والتاريخ باللغة التترية كلغة للتدريس, كما أن هناك حضانة ودورات صيفية في مركز التدريب التتري بالقرب من العاصمة هلسنكي.

    ومن المعلوم أن أغلبية التتر المسلمين يعيشون في إقليم هلسنكي منذ الثمانينيات، وكان عدد المسلمين حوالي 900 نسمة أغلبهم يوجد في هلسنكي, وكانوا يجدون صعوبة في إدارة جميع المؤسسات التي تحتاجها مجموعة اجتماعية لقلة عددهم.

    الآن ومنذ بداية التسعينيات شهدت فنلندا هجرة اللاجئين من دول إسلامية زادوا المجتمع الإسلامي في فنلندا, ومن أجل ذلك تأسست الرابطة الإسلامية في فبراير عام 1978م, وكانت حينها تضم حوالي 200 عضو أغلبهم من العرب, وقد اعترفت الحكومة الفنلندية بالرابطة كإحدى الهيئات الدينية, وكان ذلك عام 1987م.

    وهناك أيضًا الجمعية الإسلامية في 'تامبري', ولكنها ذات نشاط محدود, حيث تقام بها صلاة الجمعة والتراويح في رمضان, ويلتقي فيها المسلمون في بعض الأوقات, وقلما يأتيها الدعاة إلا من زيارة شهرية لإمام مسجد من هلسنكي العاصمة.

    ومما يؤسف له أن حال المسلمين في تلك المقاطعة يدعو إلى مزيد من الاهتمام, حيث إن هناك ضعفًا بالتمسك بالدين الإسلامي وتعاليمه, فالبعض منهم يصلّون والبعض الآخر يختلطون بالفنلنديين من غير المسلمين ويتزوجون منهم, بل والأدهى من ذلك أن الشابات المسلمات يتزوجن من فنلنديين غير مسلمين .

    ولكن الصورة ليست كلها قاتمة, فالمسلمين في فنلندا تزايدوا من حوالي 1000 نسمة عام 1990 إلى عدد بين 15- 20 ألفاً بحلول عام 1999, حتى وصل عددهم إلى 100.000 حاليًا.

    وقد استقبلت فنلندا لاجئين عددهم 17600 بين عام 1973- 1999, من دول أبرزها روسيا والعراق وإيران والصومال, أما عن الصوماليين فقد اختارتهم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبدءوا الهجرة عام 1991 ليصلوا إلى حوالي 5000 في عام 2002, كما أن هناك لاجئين من يوغوسلافيا السابقة والأكراد من الشرق الأوسط.

    وقد فاقت فنلندا الدول الأوروبية في تزايد طلبات اللجوء, والتي تزيد من 1000- 3000 سنويًا لتفوق الدانمارك التي تتمتع بتاريخ طويل مع طالبي اللجوء.

    وفي عام 1996 اتحدت تلك المجموعات لتؤسس اتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلامية في فنلندا, وأغلبية المساجد في فنلندا تخضع لإدارة الاتحاد, ويهدف للحفاظ على الإسلام وتقاليده وتطوير تعاون مرن بين المسلمين والمسئولين الخارجيين والمعاهد.

    ويقدر عدد الأفراد الذين تحولوا للإسلام أخيرًا إلى 200 فرد, والغالبية العظمى من هذا العدد من النساء اللاتي تحولن للدين الإسلامي عقب زواجهن من مسلمين.

    وتم نشر ترجمة جديدة باللغة الفنلندية لمعاني القرآن عام 1995, وتم إعدادها بواسطة أحد الفنلنديين من النصارى الدارسين للغة والحضارة العربية, والذي نشر مؤخرًا تقديمًا للقرآن باللغة الفنلندية.

    ومما يؤسف له أن المسلمين في فنلندا تأثروا تأثرًا كبيرًا بما حدث في الحادي عشر من سبتمبر, حيث جعلهم هذا الحادث أكثر حذرًا, فالعديد من النساء المسلمات يفضلن البقاء في منازلهن مساءً, كما قلّت زياراتهن للمساجد والنوادي والتجمعات النسائية؛ لأن الناس يخافون من الوجود خارج المنزل مساءً، كما خلعت بعض النساء الحجاب وبعض المسلمين غيروا العلامات التي تحمل أسماءهم على الأبواب الخارجية، كما أن العثور على سكن وعمل أصبح أكثر صعوبة.

    أي أن حياة المسلمين قد تغيرت وأصبحت أكثر صعوبة بالرغم من أنهم يعيشون في سعة من العيش, وهذه إحدى مآسي المسلمين في بلاد الكفر, وذلك لقلة الدعوة والدعاة, فهلا نظرنا بعين الاهتمام بأمور المسلمين كما أمرنا حبيبنا ونبينا وقدوتنا محمد صلى الله عيه وسلم, ويكون ذلك جزءًا من نصرتنا له عليه الصلاة والسلام.

    ومع إخوة آخرين في بلد آخر في إحدى بقاع العالم نلتقي مرة أخرى إن شاء الله.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  6. #261
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    الإرساليات التنصيرية حملات صليبية جديدة





    مفكرة الإسلام : ادعت وسائل الإعلام المختلفة في مشارق الأرض ومغاربها نهاية الحروب الصليبية، وارتفعت الأصوات تدعو المسيحيين بالاعتذار والمصالحة مع المسلمين, وقد فرح كثير من المسلمين المخدوعين بتلك الشعارات الرنانة, ولكن للأسف فإن الحقيقة المرة التي يجب أن نعيها أن الحروب الصليبية التي استهدفت المسلمين في الماضي وكان هدفها الفتك بهم مازالت مستمرة, ولكنها ارتدت ثوبًا جديدًا متمثلاً في البعثات أو الإرساليات التنصيرية المصدرة من الغرب إلى جميع أنحاء العالم وخاصة العالم الإسلامي, وأصبحت أشد خطورة وتأثيرًا من العمليات العسكرية.

    ولقد كون الغرب الصليبي جيوشًا جديدة متمثلة في تلك البعثات المتوالية إلى شتى أنحاء المعمورة وبخاصة البلاد الإسلامية أو من بها من المسلمين, وذلك بهدف محاولة تنصير المسلمين وتشويه صورة الإسلام في أذهانهم, وكذلك العمل على تمزيق العقيدة في قلوبهم راصدًا لهذا الهدف مبالغ طائلة ومغلفًا ذلك الهدف بنشر العلم والأعمال الإنسانية الخيرية.

    ولقد كانت البداية الحقيقية الفعالة في إرساء حركة التنصير داخل البلاد الإسلامية بعد ضعف الخلافة العثمانية حيث أوفدت البعثات الأمريكية إلى بلاد الشام ثم إلى مصر, وبعد ذلك عملت تلك البعثات على التغلغل في أعماق العالم الإسلامي متبعة كافة الخدع والأساليب الخبيثة للوصول إلى غايتها المنشودة.

    كما عملت تلك الإرساليات على توثيق الصلات بين أعضاء البعثات وعامة الناس في البلاد الإسلامية لتقديم مبادئ التنصير في شكل مقبول كما كثفت نشراتها ودورياتها التي تخدم أهدافها التنصيرية, كما أصدرت عدة مجلات منها 'العالم الإسلامي اليوم' وغيرها, وكذلك قامت بإنشاء عدة كنائس تروج لأفكار وعقائد النصرانية, كما أنشأت معاهد وجامعات لنفس الهدف.

    لذلك تعتبر الإرساليات التنصيرية حروبًا صليبية جديدة بل هي أشد فتكًا, وذلك لأن التنصير لا يجرح عضوًا بضربة سيف وإنما يبدد الهوية الإسلامية شيئًا فشيئًا مما يؤدي إلى عواقب وخيمة ونتائج أليمة يصعب على المسلمين علاجها فيما بعد.

    وإننا لنجد الإرساليات التبشيرية تضع أهدافًا محددة تسعى بكل ما لديها من إمكانيات لتحقيقها ومن أهم تلك الأهداف التي ربما تخفى على الكثيرين:

    طمس الهوية الإسلامية وصهرها في بوتقة العلمانية, فمن المعلوم أن الهدف الأول للتنصير هو إبعاد المسلمين عن الدين الإسلامي خاصة والأديان السماوية عامة ويبدو ذلك جليًا في مقولة أحد كبار المنصرين والتي جاء فيها 'إن مهمة التنصير ليست إدخال المسلمين في المسيحية وإنما مهمتها إخراج المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً بلا هوية لا صلة له بالله'.

    وقف المد الإسلامي الزاحف نحو الغرب, حيث يعتنق الألوف من الأوربيين الدين الإسلامي سنويًا, وأخشى ما يخشاه الصليبيون هو انتشار الإسلام, ويدب الرعب في قلوبهم كلما سمعوا بكلمة إسلام وأبغض ما يبغضون من الأسماء اسم محمد 'عليه الصلاة والسلام'.

    تشويه صورة الإسلام في عيون أهله ببث الافتراءات والأكاذيب وزرع بذور الخلاف بين أبناء المسلمين الذين لا يعرفون من الدين إلا القشور.

    زرع بذور الفتنة بين البلاد الإسلامية لتتفرق وتضعف وتمسي غير قادرة على صد أي عدوان غربي فتتمكن الصليبية بعد ذلك من فرض سيطرتها عليهم, وللأسف أنهم قد نجحوا في ذلك بالفعل ونحن نرى هذا بأم أعيننا ونعيش هذا الواقع الأليم وتجني ثماره كافة دول العالم الإسلامي على اختلاف ألوانها ولغاتها ومواقعها وما يحدث بالعرق عنا ببعيد.

    وقد نجحت بالفعل حركات التنصير في كثير من المناطق في العالم وبخاصة تلك التي خضعت للنفوذ الاستعماري, ويعود نجاح تلك الحركات في المقام الأول إلى قوة النشاط التنصيري المتمثل في الرعاية الصحية والتعليمية والمادية, مع وجود فراغ ديني عند تلك الشعوب التي أصبح غالبيتها لا يعرف عن الإسلام سوى اسمه، وكذلك تعلم أعضاء البعثات التنصيرية لغات تلك الشعوب والتي هي من أهم وسائل الاتصال البشري.

    وهكذا أصبح للغرب نفوذ وبدت دول الصليب أمام كل مخدوع قوة عظمى متماسكة لها شوكتها وغلبتها وهيبتها, بالرغم من الخواء الداخلي الذي يعانون منه والشقاق الذي خفي عن أعين الجميع بمظاهر التقدم البراقة التي سلبت أبصار الكثيرين ممن لا بصيرة لهم.

    وذكر أحد الكتاب في سياق بحثه عن التنصير إحصائيات مرعبة نضعها بين يدي المهتمين بأمور المسلمين والراغبين في العمل من أجل الذود عن حرمة وهيبة الدين الإسلامي وجاءت هذه الإحصائيات كالآتي:

    حيث كان عدد المؤسسات التنصيرية عام 1991م 120.880وبلغ دخل الكنائس 9320 بليون دولار أنفق منها 163 بليون دولار لخدمة المشاريع المسيحية - ترى ما حجم ما أنفق لخدمة المشاريع الإسلامية - كما حققت الإرساليات الأجنبية دخلاً قدره 8.9 بليون دولار ويعمل في خدمة التنصير 82 مليون جهاز 'كمبيوتر' وصدر 8861 كتابًا و24900 مجلة أسبوعية تنصيرية, ووصل عدد الأناجيل الموزعة مجاناً إلى 53مليون, كما تبلغ محطات الإذاعة والتلفاز المسيحية 3240وبذلك تكون النتيجة النهائية لما أنفق لدعم ميزانية التنصير في ذلك العام حوالي 181 مليار دولار, والذي زاد بمقدار 30 مليار خلال عامين حيث كان عام 1989م حوالي 151 مليار دولار وهذا يبين مدى التطور الكبير الذي يحدث في ميزانية التنصير على مستوى العالم- فماذا عن ميزانية الدعوة للدين الإسلامي؟.

    وأما عن آخر الإحصائيات الخاصة بالتنصير وذلك كما ورد عن مصادر كنسية موثقة أن هناك ارتفاعًا شديدًا ومكثفًا في أعداد المؤسسات والهيئات التنصيرية العاملة في العالم الإسلامي, وأن عدد مؤسسات التنصير في العالم بلغ حوالي ربع مليون مؤسسة تنصيرية تمتلك 100مليون جهاز 'كمبيوتر' تتبع 25 شبكة إلكترونية موزعة على الكنائس الكبرى في العالم, وتصدر 100ألف كتاب و25 ألف مطبوعة صحفية بأكثر من 150لغة وكلها تخدم التنصير, وهناك 500 قناة فضائية وأرضية جديدة بالإضافة إلى ما سبق ذكره كلها متخصصة في التنصير, وكذلك حوالي 100ألف من المراكز والمعاهد والمحطات التي تتولى تدريب وتأهيل المنصرين على مستوى العالم الإسلامي ولنعقد مقارنة بين تلك الحقائق والسابق ذكرها لنرى مدى ما يتمتع به الباطل من نشاط و مدى ما ينفق لأجل نشر معتقده.

    ولكن ولله الحمد وحتى لا نفرط في التشاؤم عافانا الله من ذلك, فدائمًا ما يحدونا الأمل حيث يمكن ملاحظة أن الغزو التنصيري لم يلق النجاح المرجو له في المناطق التي تسكنها الأغلبية العظمى من المسلمين لأسباب كثيرة منها رسوخ وثبات العقيدة الإسلامية في النفوس المؤمنة والتي لم يفلح المنصرون في زعزعتها, وبالرغم من ذلك فلابد لنا أن ننتبه إلى أن المنصرين متعاضدين مع بعض الباحثين المستشرقين الذين عكفوا على دراسة الإسلام في كثير من جوانبه وعملوا كأساتذة في بعض الجامعات العربية وتتلمذ على أيديهم الكثير من أبناء العرب الذين أصبحوا أخطر على الإسلام من المنصرين أنفسهم.

    فلابد أن تكون هناك صحوة ويقظة إلى تلك الحملات التنصيرية المنظمة والتي لا تقل في خطرها وشراستها عن الحملات الصليبية العسكرية قديمًا، بل هي بعينها ولكنها تستتر في ثوب جديد, وتتقلد أسلحة جديدة ألا وهي محاولة التشكيك في التراث الإسلامي وقيمه, وتفريغه من محتوياته الإنسانية والحضارية, كما أنها تحاول الطعن في رموز التراث الإسلامي والعربي والغمز في رجالاته من خلال مواقف وسقطات بسيطة وجدوا في تضخيمها وتهويلها ما يريحهم ويشفي أحقادهم ويحقق مآربهم.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  7. #262
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    إلى من يهمه الأمر





    مفكرة الإسلام: نحن اليوم بصدد عرض قضية من أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية والعالمية, ألا وهي قضية الأقليات الدينية, تلك القضية التي تحتل مساحة كبيرة من اهتمامات المؤسسات العالمية؛ وذلك بهدف توافر الحريات الكاملة لهم في ممارسة شعائر دينهم في حرية وعلنية.

    ولاشك أن قضية الأقليات الدينية في العالم قضية سياسية ذات غلاف ديني في المقام الأول, ولابد من تضافر الجهود لمحاولة إصلاح حال الأقليات الدينية؛ حيث إن لها حقًا مشروعًا في الأمن والسلام.

    ومن المعروف أن حقوق الأقليات الدينية مصانة تمامًا في الإسلام منذ العصر الإسلامي الأول وحتى يومنا هذا, فلم يسمع عن اعتداءات على الكنائس والمعابد في النطاق الإسلامي, اللهم إلا النزر اليسير, وهي إما ردود أفعال لبعض الممارسات تجاه المسلمين في بعض الدول, أو أنها تهمة إعلامية روّج لها الإعلام الصليبي وألصقها بالمسلمين والله أعلم.

    إلا أن الذي لا شك فيه أن الأقليات المسلمة في بعض المجتمعات تعاني إما من هدم مساجدها كما حدث في المسجد 'البابري' في الهند, لا لجريرة ارتكبها المسلمون, ولكن ما هو إلا تنفيس للحقد الهندوسي على المسلمين, أو التهديد بهدم المساجد أو إغلاقها كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقًا, أو الاعتداء على أملاك المسلمين وأرواحهم, أو توافر الحياة لهم في أدنى مستوى معيشي, كما أن هناك مجتمعات متعددة في دول العالم عرف عنها اضطهاد الأقليات المسلمة؛ لا لشيء إلا لأنهم مسلمون.

    وأهم ما نودّ أن نصل إليه من كل ما سبق أن هناك واقعًا تعيشه أجزاء كبيرة من الأمة الإسلامية, وربما لا يستشعره غيرها ويتعلق بوجود أقلية مسلمة تعيش في وسط أكثرية غير مسلمة, مثلما هو الحال في المجتمع الغربي وفي أمريكا اللاتينية وفي الجمهوريات الآسيوية والهند وغيرها من مناطق العالم المختلفة, وفي مثل هذه الظروف يحتاج المسلم إلى تأكيد كونه مواطناً كاملاً في تلك الدول.

    وللأقليات جذور تمتد في أعماق التاريخ, حيث تشير الحقائق التاريخية إلى أن الدعوة الإسلامية قد عرفت طريقها إلى أوروبا في وقت مبكر من عام 711م, وأصبحت الأندلس قاعدة انطلقت منها تلك الدعوة إلى عمق القارة, ثم تحول البحر المتوسط إلى معبر ينتقل خلاله الإسلام إلى دول العالم الغربي, ثم دخل المسلمون البلقان عام 1355م, وانتشر في جميع أوروبا الشرقية حتى وصل أسوار فيينا عام 1620م, واستمر في أوروبا قرونًا طويلة تاركًا آثارًا ثقافية وحضارية خالدة, وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية شهدت الدول الأوروبية تدفقًا كبيرًا للمسلمين؛ نظرًا لحاجتها الشديدة إليهم في بناء ما دمرته الحرب.

    ولا يملك المرء الآن إلا أن يقف حزينًا إزاء الوضع المؤسف الذي يعيشه المسلمون في دول الغرب خاصة, على الرغم من كثرتهم؛ حيث يبلغ تعدادهم قرابة 30 مليونًا, إلا أنهم يعيشون في شقاق وخلاف وصراع, بالإضافة إلى المشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية المتعددة التي تحاول القضاء على هويتهم وتمزيق وحدتهم والنيل من عقيدتهم.

    ويعتبر الجهل بتعاليم الشريعة الإسلامية من أبرز المشكلات التي يعاني منها كثير من المسلمين في مختلف أنحاء العالم وبخاصة أوروبا, وقد أجمع الكثير من المواطنين المسلمين على أن تغييب الدين الإسلامي, ومنع تدريس المواد الدينية إبان فترة الحكم الشيوعي لهذه البلدان, إضافة إلى بعدها عن العالم الإسلامي - والذي قلّما ينظر بعين الرعاية والاهتمام إلى تلك الأقليات؛ نظرًا لانشغاله بخلافاته الداخلية والتي ألهاه بها الاستعمار الفكري الغربي – وتقصير المسلمين بعد زوال الحكم الشيوعي؛ أسباب رئيسة في المعانة التي يشعرون بها.

    ويعد الجهل بالإسلام الذي تعاني منه الأقليات سببه الرئيس الإعلام السلبي وعدم مواجهته بإعلام صحيح قوي, ولعل أهم سبل معالجة هذه المشكلة هو تكثيف المطبوعات والمنشورات والكتب التي تبرز الوجه الحقيقي للإسلام.

    وكذلك يجب الاهتمام بمضاعفة جهود المسلمين في مجال إنشاء المراكز الإسلامية وتزويدها بالدعاة والمعلمين الأكفاء.

    ولكن الملاحظ أن هناك انفصامًا وتباعدًا بين الأقليات العربية والإسلامية والدول التي تنتمي إليها هذه الأقليات, وكأن هذه الدول قد لفظت أبناءها وتخلصت منهم, فهم مواطنون غير مرغوب فيهم, وكثيرًا ما تشير أصابع الاتهام إلى أنهم 'إرهابيون' تارة, أو مارقون فقدوا الانتماء والهوية تارة أخرى, واستهوتهم الحياة الغربية المنفتحة.

    وخلاصة القول: إن هذه الأقليات تعاني من مشكلات كبيرة نضعها هنا بين يدي من يهمه الأمر, فمنها ما يخص المسلمين أنفسهم:

    · كأن يتعامل المسلم مع هذا المجتمع على أنه مواطن من الدرجة الثانية, باعتبار استمرار نظره لنفسه كمهاجر أو كمواطن غير مرتبط بشكل أصيل بهذه الدولة.

    · عدم ممارسته لجميع حقوقه, والاكتفاء بدفع الضرائب وغيرها, فهو يطبق نصف قاعدة الحقوق والواجبات, فيتنازل طواعية أو عجزًا عن حقوقه, مقابل العيش في سلام لإحساسه بالوحدة بين مسلمي العالم, وعدم استشعار العون والمؤازرة من إخوانه من المسلمين.

    · مع نشأة جيل ثانٍ من الأبناء بالذات في الغرب, تنشأ فجوة بينهم وبين ذويهم الذين يعجزون عن مواكبة الصراع النفسي لدى الناشئة, وعلى سبيل المثال من ناحية الجنسية, بمعنى أن الأسرة لو أوضحت لأبنائها الفرق بين حمل الجنسية لبلد ما والانتماء إلى دين الإسلام أي أنه يجب عليه حب الخير لهذا البلد وذلك بهدايته للإسلام مثلما يفعل أي مسلم في أي بلد مسلم في بلاد العرب أو غيرها, فهو يحب الخير له وفق ما تمليه عليه تعاليم الإسلام, وليس لمجرد الحمية لهذا العرق أو ذاك.

    ومنها ما يختص بممارسات تلك الدول تجاه الأقليات:

    · فهناك دولة تجبر المسلمين على تغيير أسمائهم وحتى أسماء الموتى منهم, وهي بهذا الشكل تؤذي المسلمين وتعاقبهم لمجرد أنهم ينتمون إلى عقيدة دينية مختلفة هي عقيدة الإسلام.

    · وفي دول أخرى يُكره المسلم, ويُجبر على ترك عقيدته الإسلامية, أو يضطر لممارسة شعائره الدينية في الخفاء خوفًا من اضطهاد المجتمع الذي يعيش فيه, بل وامتد هذا الأمر إلى الأغلبيات في بعض الدول, مثلما عاش المسلمون الألبان فترة من فترات تاريخهم, حتى أن الأمر وصل بهم لأن يُضطر المسلم لأن يفطر في شهر رمضان؛ حيث إن التعبد جريمة في نظر تلك المجتمعات, وما كانت تلك المهانة والذلة ليحدثان في العهود الزاهرة للإسلام والمسلمين, ولكنها حدثت ويا لخزينا يوم ضاعت هيبتنا في عيون أعدائنا وهنّا عليهم فهان عندهم المستضعفون من المسلمين.

    وهكذا فإن سجل اضطهاد الأقليات المسلمة في بعض دول العالم ينوء بما تحمل صفحاته من المآسي والظلم, فبعض الدول تعتبر الأقليات المسلمة كيانات غريبة في نطاق مجتمعاتها, وغير مرغوب في إقامتهم, وتجردهم من حق المواطنة, وتطالبهم بالعودة من حيث أتوا, بل وتطردهم من ديارهم, وتجردهم من أموالهم وممتلكاتهم؛ ليعيشوا في حال لجوء يعانون من العِوز والاحتياج والمرض, وما حدود بعض الدول التي يسكنها اللاجئون من المسلمين منا ببعيدة, على سبيل المثال بنجلاديش وباكستان, ولا نملك لهم سوى بعض البطاطين التي لا تصلح للغطاء في حر الصيف, فما بالنا بصقيع الشتاء وبعض البقايا من الطعام والفتات التي تقذف به أيدي بعض أثرياء المسلمين, إلى جانب بعض الاستنكار وقليل من الدموع المنهمرة ممن لا حول لهم ولا قوة, ولهم الله مستضعفو المسلمين.

    هذا, وقد ازدادت التحديات التي تواجه هذه الأقليات في الآونة الأخيرة؛ حيث اعتبر الإسلام كمنظومة فكرية بديلة تواجه الفكر الغربي بعد سقوط الشيوعية؛ ما أدى إلى ملاحقة المسلمين ومحاربتهم في أرزاقهم, وفرض القيود على تمثيلهم في المجالس النيابية لممارسة حقوقهم الانتخابية.

    وفي الحقيقة فإن الأقليات الإسلامية في العالم الغربي محاصرة بكم هائل من وسائل الإعلام الحديثة, التي تقدم دومًا كل ما هو منافٍ لأخلاق وتعاليم ديننا الحنيف.

    وفي الوقت الذي تلهث فيه هذه الأقليات جاهدة لتحقيق شخصيتها الثقافية والتمسك بمرجعيتها العقدية فإنها تواجه عقبات كثيرة كعدم توافر المدارس واختلاف نظم التعليم في الغرب, حتى إن الأغلبية العظمى من أبناء تلك الأقليات لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه, وبالتالي قد انقطعت صلتهم بلغتهم الأم.

    وهناك أيضًا المنظمات اليهودية والأنشطة التنصيرية, بالإضافة إلى الفرق الضالة التي تدعي الإسلام ظاهرًا وتبطن العداء الشديد له, مثل البهائية والقاديانية وغيرها ممن يقفون حجر عثرة في طريق الدعوة الإسلامية في تلك البلاد.

    إن الأمر جد خطير, ويحتاج إلى المزيد من التضحية بكل غالٍ ونفيس, وكذلك وقفة أمينة صادقة خالصة لوجه الله لمعونة هذه الأقليات؛ للحفاظ على هويتها والدفاع عن دينها, ومن ثم استثمارها لتشكل جسورًا تعبر من خلالها الدعوة الإسلامية إلى الملتقى الغربي, ولا سيما أن الإسلام ينتشر بقوته الذاتية في أوروبا والولايات المتحدة بسرعة وقوة تذهل خبراء السياسة والعلاقات الدولية, ولو وجد هذا الدين من يقدمه إلى الرأي العام الغربي بصورته الصحيحة لحدث انقلاب كامل وتغيير لشكل الحياة في هذه المجتمعات.

    فهل نأمل أن تتحرك الحكومات والمنظمات الإسلامية لتحيق هذا الأمل بدلاً من مناصبة هذه الأقليات العداء أو العمل على توظيفها لتحقيق الأغراض السياسية لأنظمة الحكم القائمة في العالم الإسلامي؟!

    وأخيرًا ولأن هذه الأقليات المسلمة من وجهة نظر التاريخ هي ترجمة للمد الإسلامي تاريخيًا وجغرافيًا, فتوزع هذه الأقليات في مناطق متفرقة من العالم هو جزء من الجغرافيات الإسلامية, وتمسّك الأقليات المسلمة بعقيدتها الإسلامية هو ترجمة لتواصل حلقات التاريخ الإسلامي المجيد, فقد رأينا بعين الاهتمام برفعة الإسلام وإعزاز المسلمين أن نسجل كافة جوانب هذه القضية المهمة الخطيرة, ونفتح صفحاتها ونضعها بين يديْ من يهمه الأمر.

    والله الموفق إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين, وإلى اللقاء لنكمل مسيرتنا في عرض أحوال أحبابنا من مسلمي الأقليات, فالمسيرة طويلة وتحتاج لتكاتفنا جميعًا.


    نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

  8. #263
    الصورة الرمزية mido
    mido غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الإقامة
    الرياض - العليا
    العمر
    49
    المشاركات
    921

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب

    اللهم اجمع وحد كلمة المسلمين

    اللهم انصرنا

  9. #264
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mido
    اللهم اجمع وحد كلمة المسلمين
    اللهم انصرنا
    اللهم آمين ،
    وشكراً لمرورك ياعريس .

  10. #265
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    المسلمون في الغرب ومواجهة التحديات





    السيِّد محمد علي الحسيني اللُّبناني


    الحمد لله رب العالمين، الذي أنعم علينا بنعمة الدين، وأكمله لنا بعدما أرسل خاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن بعده أمير المؤمنين علي (عليه السلام)وآله المعصومين.، واللّعنة الدائمة على من آذاهُم أجمعين إلى يوم الدين.



    أمّا بعد:

    من المؤسف جداً أن كرامة الإنسان وحقوقه مهدورة ومصادرة في عالمنا الثالث، حيث يضطر الإنسان للهجرة وهي: عملية انتقال من بلده ومسقط رأسه، إلى بلد آخر يمكنه العيش فيه بكرامة، ويُؤمّن فيه على حياته من الهلاك أو السجن، وعلى ماله من الضياع. أو الانتقال إلى مأوى آخر يمكنه فيه تحقيق أمانيه والعيش باحترام.

    فلذا من النادر جداً أن ترى عائلة من عوائلنا لا يوجد فيها بعض من أفرادها، ممّن اضطر لأسباب أمنية، أو لحروب أهلية، كما في عراقنا الحبيب، حيث اضطر أكثر من مليوني شخص للخروج من بلده ومسقط رأسه ; بسبب الخوف على النفس والعرض والمال، بل وفي فلسطين أيضاًترى الهجرة بسبب الاحتلال، فنرى الألف بحالة تشرد خارج البلاد. أوترى البعض اضطروا للهجرة بسبب الظروف الإقتصادية كما في بلدنا العزيز لبنان، حيث الآن يضطر أغلب الشباب، المُتعلّمُ منهم والكاسب إلى الهجرة ; لعلّه يجد في الغرب أو في ديار المهجر مكاناً أفضل للعيش ولحفظ الكرامة والأمن والآمان. فالنتيجة هي أنّ هناك أسباباً عديدةً للهجرة.

    ولكن كما أنّ هناك نقاط إيجابية من الناحية الحياتية كذلك هناك تحديات سوف يواجهها المغترب المسلم الذي يعيش في الغرب بشكل خاص.

    وهذه التحديات يمكن أن أقسمها إلى ثلاثة أقسام: التحديات الداخلية، الخارجية، رسالة الغرب لنا .

    التحديات الداخلية:

    وهي الصراع بين القيم والأخلاق والتربية والعادات الحسنة والالتزام، وبين الشهوات المستمرة في كُلِّ شارع وسوق، والإنفلات ومساوئ العادات التي تريد من المهاجر منه أن يصبح من حثالات الغرب، في كونه مجرد مستهلك شهواتي، بعيداً عن الآخرة، بل والأجواء الروحية، والاعتقادات الإسلامية والقيم الإخلاقية، والفضائل الإنسانية، فيذوب كالملح في الماء العذب.

    وهكذا وللأسف الشديد سقط بعض الناس من أصحاب النفوس الضعيفة، فكانت الغربة ومساوئها أكبر وأعظم خطراً عليه من البقاء في بلاده. فهذا أمر خطير ينبغي الإلتفات إليه، وأن يحسب له ألف، بل مليون حساب قبل الهجرة خصوصاً من كان معه بنات أو شباب في سنّ مبكّرة، فالخطر سوف يكون مؤكداً أكثر.



    التحديات الخارجية:

    وهي عبارة عن احتمال الإنحراف الثقافي، حيث تبدأ بإسقاط القيم وادخال الافكار الشيطانية، من قبيل كون الدين وسيلة لطبقه من الناس، والدين مجموعة طقوس، ويبدأ الهجوم بالأطفال، وخصوصاً الذين فتحوا أعينهم في عالم غير إسلامي، ولا يتكلم العربية مختلف تماماً سلوكاً وميولاً فتحلّ اللّغةُ الأجنبية ـ نتيجة الاختلاط ـ محلّ اللّغة العربية ويسيطر المناخ الفاسد على الطفل، فيعيش الفساد والرذيلة على انها عادات وتقليد، والمحرمات والمنكرات على انها مدنية ورُقي.

    ولا يعني له القرآن شيئا، ولا الصلاة، ولا الحجاب ولا حرمةشرب الخمر، وحتى السلام يصبح بكلمة (هلو) والوداع (باي)، وينجرُّ الانسان للعلمانية، والتي هي بداية الخطر الانحرافي الثقافي، في إباحة كل المحرمات، وإحلال المُنكرات، وكل هذا لا يلتفت الإنسان له مباشرة إلا بعد مدة، حيث نرى اللُّغة العربية لغة القرآن وأهل الجنة قد أصبحت ركيكة وحتى أهل البيت ا لواحد لا يتكلمون بها.

    وترى من بعد كل هذا تغير عاداتهم وممارساتهم، حتى طريقة اللبس والأكل، وإلى انعدام الالتزام الديني، وفكّ الإرتباط العائلي، بل تنعدم صلة الرحم، فلا احترام للأهل ولا مكانة لهم، ثم يفقد الأهل ابنائهم وتتطوّر الحالة إلى أمور سلبية لا تحصى في هذه العجالة.

    رسالة الغرب لنا:



    بعدما تكلمنا عن التحديات الداخلية والخارجية، نأتي إلى المجتمع الغربي الذي يحمل للمسلم رسالة في كل يوم. يحاول أن يُؤثر عليه من الناحية العقائدية، كأمثال شهود يهوه ـ مثلاً ـ نراهم يدقُّون الأبواب، ويدخلون البيوت، ويُوزِّعون الكُتيِّبات والنشرات، فضلاً عمّن يحاول تنصيرنا في الخارج بالتبشير وغيره، ومن ناحية آخر نرى من يحاول جاهداً أن يجردنا عن التدين والدين بدعوى العلمانية، والعمل على فصلنا بطريق أو بآخر عن مجتمعاتنا وأرحامنا وَمساجدنا وَحُسينياتنا، ويبعدنا عن علمائنا، بل يحثُّ على ترك القرآن، وإذا لم يفلح معنا حوّل اهتمامه للأطفال، لكي تكون النشأة كما قال مسؤول إحدى دوائر الهجرة: إن الجيل الأوّل والثاني من المهاجرين سوف يتأقلم ويذوب في مجتمعنا، بيد أنّ الجيل الثالث سيكون نسخة طبق الأصل عن واقعنا وتقاليدنا وعاداتنا. هذه رسالة الغرب لنا .

    توجيهاتنا للمسلم المغترب:



    أقول: بعدما تحدثنا وأشرنا إلى التحديات وخطرها علينا وعلى أولادنا ومجتمعنا، لا أجد سوى طريقة واحدة للدفاع، وهي الهجوم، نعم الهجوم المضاد.

    فعلينا أن نقف منتبهين للتحديات، بل نزداد إيماناً وتمسُّكاً بديننا في مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية، وأن نحمل رسالة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رسالة الإسلام العظيم، إسلام الرأفة والرحمة، إسلام الإنسانية والعدل .

    إسلام المحبة والكرامة، إسلام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)الذي قال: إن الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدِّين، أو نظير لك في الخلق.

    فنهتمّ بإخوتنا المؤمنين في الغرب، وننشئ مراكز دينية لحماية الجالية الإسلامية من الإنحراف السلوكي والفكري، فضلاً عن المدارس التعليمية، والأماكن الترفيهية، ونهجم أيضاً على الآخرين لتبليغ شريعة سيد المرسلين أيضاً، وهذا هو التحدِّي الأساسي الذي يواجهه كلُّ مسلم في الغرب.

    فعلى المسلم أن ينشر مبادئه ومعتقداته في الغرب، ويدعو إلى الإيمان بالله الواحد الأحد، بالفعل والقول. تلك هي مسؤولية المسلم في الغرب.

    وأن يعمل على قاعدة: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)([1]).

    وبلسان: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)([2]).

    وَيتأسّى المسلمُ بجعفر بن أبي طالب الطيّار، كيف نزل في بلاد النصارى، وخاطب ملكها ; وكيف بلَّغ بالجامع المشترك بيننا، وهو الله والإيمان بالرسول والآخرة؟

    (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَري اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)

  11. #266
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    أثر المسلمين في المجتمع الغربي
    قصة إسلام " يوسف إستس " القس الأمريكي السابق





    الحمد الله رب العالمين , نحمده حمد الشاكرين , ونستعين به ونستهديه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , فمن يهده الله فهو المهتد , ومن يضلل فلا هادى له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , ونصلى ونسلم على رسولنا محمد إمام المرسلين وشفيعنا يوم الدين وافضل خلق الله أجمعين عليه وعلى اّله أفضل الصلاة و أتم التسليم .

    قال الله تعالي : " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) "

    وهنا تجد قصة إسلامه مكتوبة باللغة الانجليزية : http://www.islamtomorrow.com

    وقد كتب عنه أحد الاخوة في شبكة الفجر ما يلي :

    الشيخ يوسف استس الداعية الأمريكي ( القسيس سابقاً ) ! هذا الرجل من أفضل من رأيت من الدعاة في أمريكا - نحسبه كذلك والله حسيبنا وحسيبه - الشيخ يوسف الأمريكي يسكن بولاية فرجينيا قرب العاصمة واشنطن وهو أصلاً من ولاية تكساس .. رجل مسلم يعتز بدينه ويلبس الثوب والغترة دائماً ، ولما أراه أتذكر الشيخ الأباني - رحمه الله - ، ولم أظن أن أجد أمريكياً أبيضاً كهذا الرجل الفذ .

    والشيخ يوسف رجل مسن وأبوه الطاعن في السن مازال حياً وكان قسيساً أيضاً وقد أسلم أبوه ولله الحمد ، فترى الابن المسن ( الشيخ يوسف ) مع كبر سنه يحضر أباه الرجل الطاعن في السن المُقعد على الكرسي المتحرك إلى الصلاة ويضعه في الصف ليحضر صلاة الجماعة ( مشهد مؤثر جداً مع كونهما قسيسين سابقين ) .

    وقد ذكر لي أحد الإخوة أن من أسباب إسلام هذا الشيخ أن امرأة مسلمة جاهلة قالت له لما كان قسيساً : " أنتم المسيحيين دينكم صحيح إلا أنكم تخطؤون وتقولون أن عيسى قد صلب أو قتل ، والصحيح أنه لم يقتل أو يصلب وإنما الله رفعه إليه " .

    فبقي كلامها في نفسه ووجد اختلافاً عندهم وتضارباً في الآراء حول هذه المسألة ، ثم طرح هذه المسألة في اجتماع القسس فثار الجدل واللغط وغضب كبير القساوسة لإثارة هذه المسألة وشكك فيه وطرده من المجلس . وذكر لي غيره قصصاً أخرى نسيت أجزاءاً منها ، ولم أسأل الشيخ عن هذا السؤال الذي سأله إياه الكثيرون ، وكأني رأيت لذلك رابطاً في موقعه .

    أسلم على يديه الكثير ، ولا يكاد يمر يوم إلا ويسلم على يديه أحد ، وفي أحد الأيام جاءني مستبشراً طليق الوجه وقال : " أسلم اليوم ستون شخصاً " .

    والشيخ لا يكتفي بتلقين الشهادة فحسب بل يتابع المسلمين الجدد ويعلمهم أمور دينهم ، حتى أنه يتكلف السفر لهم أحياناً .

    من أجمل ما تعلمت من حال ذلك الرجل : بذل النفس والوقت في الدعوة إلى الله ، ومع كبر سنه تجده نشيطاً في الدعوة وتعليم الناس ما أمكنه ، وتحقر نفسك إذا رأيت ما يفعله هذا الرجل مع كبر سنه ، وتعلم كم أنك مضيع لأوقاتك .

    لا يسأل الناس حاجة لنفسه - مع شدة فاقته - ويبذل ما لديه للدعوة .

    حسن خلقه ومحبة الناس له ولطف تعامله وتذكيره الدائم بالله ، والحرص على ألا يضيع الوقت إلا في الدعوة أو الحديث النافع أو عمل خير .

    حرصه على تعليم أولاده بنفسه ، وحرصه على تطبيق السنة .

    الشيخ لا يعرف العربية لكنه يقرأ القرآن قراءة صحيحة من المصحف .

    الشيخ متمكن جداً في مسألة الأديان ويستطيع بفضل الله إقناع أو إفحام خصومه الكفرة بطلاقة .

    الشيخ يذكر أثناء حديثه بعض الأحاديث المترجمة من الصحاح والسنن بأرقامها في مواضعها ، ولا يُعد الشيخ فقيهاً أو مفتياً ، وهو يستفيد في ذلك من المشائخ وطلاب العلم عندهم ، وهو قوي جداً في الحوار والنقاش مع اليهود و النصارى وإفحامهم والرد عليهم .

    يتميز الشيخ بورعه وشفافيته وتأثره ، والربط دائماً بالعقيدة والتركيز عليها وتحقيق التوحيد .

    قلت له : أتمنى أن أتحدث الإنجليزية مثلك ، فقال : وأنا أتمنى أني ما عرفت من الإنجليزية حرفاً واحداً وأني أتحدث العربية لأقرأ كلام ربي وأتدبره .

    الشيخ داعية رسمي في السجون الأمريكية .

    موقعه الرائع ( الإسلام اليوم ) هو من أروع المواقع الدعوية في أسلوب عرض الإسلام والدعوة إليه وفك حيرة النصارى من ضلالهم ، والشيخ يستقبل المئات من الرسائل على بريده ويتابع المسلمين الجدد ويعلمهم ويجيب على تساؤلاتهم . وقد تم تدمير موقعه أكثر من مرة ، والله المستعان .

    ويعوقه أحياناً عن متابعة الموقع : تتابع سفرياته في الولايات والدعوة وإقامة المحاضرات في الجامعات وزيارة المسلمين في السجون وتعليمهم أمور دينهم .

    والشيخ متواضع ويحرص على مجالس العلم ويستفيد من طلاب العلم والمشايخ والدروس المنتظمة في تلك المنطقة .

    من آخر مواقف الشيخ يوسف - حفظه الله - بعد الحملة الأخيرة على الإسلام في أحد المحافل التي حضرها كوفي عنان ( الأمين العام للأمم المتحدة) صاح الشيخ بأعلى صوته غاضباً للإسلام معتزاً بدينه : " عنـــان .... أنظر إليّ " ثم رفع يده قابضاً ، وصاح بصوته " الله أكبر ... الله أكبر " متحدياً أن النصر للإسلام فهو موقن بأن الحرب دينية .

    وفي الحقيقة .. هذا الرجل هو قرة عيني .. ولولا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة لذكرت أشياء أخرى عنه ، ومواقف لم يكن معه فيها غيري ، وأسأل الله أن يحفظه بحفظه ويطيل عمره في طاعته ويبارك في جهودهه ، ويوفقنا وإياه لما يحب ويرضى ، ويحشرنا في زمرة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم .

  12. #267
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    المسلمون في المانيا





    عدة ملايين من المسلمين إختاروا المانيا ملجئاً أو مهجراً أو مستقراً لهم، لدوافع مختلفة سياسية وإقتصادية وأحياناً شخصية، فإزدهار المانيا الاقتصادي، والحريات والضمانات التي يتمتع بها مواطنوها وساكنوها، جذبت منذ مطلع القرن الحالي العديد من الطامحين والباحثين عن الأمن والحرية. ومنذ الستينات زاد عدد المهاجرين الى المانيا لتتحول الظاهرة الفردية الى موجات هجرية جماعية. ومنذ البداية لم تكن العلاقة بين المهاجرين وأبناء البلاد سهلة أو خالية من سوء الفهم والأحكام المسبقة وهو ما أدى الى خيبة أمل عميقة لدى الكثيرمن المهاجرين دفعت بعضهم الى التقوقع واتهام المجتمع الالماني بالعنصرية وعدم التسامح.
    يقول جمال قارصلي نائب حزب الخضر في المانيا: هنالك فوارق كبيرة لازالت موجودة على كل الأصعدة فمثلاً إذا اراد المسلم أن يستأجر بيتاً قد يدفع أحياناً 40 بالمئة زيادة في الإيجار على ما يدفعه المواطن الألماني لنفس البيت. وهنالك مثلاً عدم المساواة في المدارس فأطفال الاجانب ولعدم الاهتمام بهم مضطرون للتسجيل في مدارس منحطة المستوى بينما الألمان بالعكس والنتيجة أن عدد الاجانب في المدارس الراقية منخفض، وفي مجال البطالة، نسبة العاطلين عن العمل من المسلمين ضعف نسبتها بين الألمان.
    وطوال العقود الثلاثة الماضية ثار جدل حول العلاقة بين الشعب الالماني والمهاجرين وخاصة المسلمين منهم.
    يقول الصحفي اللبناني المقيم في المانيا صلاح رشواني: الاجنبي يريد أن يعيش في اوربا مثل ابن البلد، وهذا غير ممكن، فالعكس هو الصحيح. والذي اراه أنه ينبغي أن يفكر الانسان في مصلحة البلد الذي يعيش فيه، وان يفكر مثل الالمان وأن يأخذ حقوقه عن طريق القوانين المسنونة التي يعمل بها الالمان أنفسهم.
    ويعرض عبد الحفيظ عبتاني صورة ابنه المجنّد في الجيش الألماني ضمن برنامج فضائية الجزيرة ويقول: نحن متجنّسين ولنا حق التصويت وحقوق اخرى كأي مواطن الماني، وهذا أبني الذي خدم في الجيش ولنا في هذا البلد 29 سنة، والحمد لله نشعر هنا بالارتياح ونجد أن الشعب الالماني طيّب ومتسامح، وليست ثمة نعرة طائفية أو عرقية.
    ويقول فتحي عبد الله الصحفي المسلم في إذاعة صوت المانيا: هنالك في أوربا عامة عداءٌ متأصل موروث للاسلام والمسلمين، إلا أن إنفتاح الشعب الالماني على العالم وإتصاله بالشعوب الأخرى ولاسيما الشعوب الاسلامية كالأتراك والعرب والايرانيين. أدى الى أن تزول هذه الناحية العدائية والمسلمون في المانيا يستوفون حقوقهم كأي مواطن ألماني، اللهم إذا إستثنينا أن الدولة في المانيا لم تعترف بعد رسمياً بالاسلام كدين كما إعترفت هولندا أو بلجيكا.
    بوادر ايجابية توالت في السنوات الاخيرة دلت على خروج الكثير من المهاجرين وخاصة من أبناء الجيل الثاني من الحالة السلبية الى المشاركة الفاعلة في جميع جوانب الحياة العامة في المانيا ومثلت الانتخابات الاخيرة مناسبة هامة لاظهار تنامي وعي المهاجرين في المانيا بحقوقهم السياسية وبوزنهم المتزايد في بلدهم الجديد.
    يقول جمال قارصلي: لاحظت أن الاجانب يستخدمون أصواتهم بكل دقة، ويبحثون عن الحزب الذي يدافع عن حقوقهم بكل دقة وهذا شيء أفرح له وأنا أعلم أن الاجانب كان لهم دور في الانتخابات الأخيرة.
    يؤكد فتحي عبد الله: الذين تقدموا للانتخابات من الاجانب الحاملين للجنسية الالمانية، على جانب من الوعي أدى الى فوز الديمقراطيين الاشتراكين والخضر معهم، والى هزيمة الاحزاب اليمينية المتطرفة التي خاضت الانتخابات الاخيرة.
    على الصعيد الاجتماعي تتحرك الجمعيات الاسلامية بنشاط لمد جسور من التفاهم والتعرف بين المهاجرين من المسلمين والشعب الالماني. ومن المبادرات الملفتة "يوم المسجد" حيث تفتح مساجد المسلمين في كل انحاء المانيا أمام المواطنين الالمان ليدخلوها ويتعرفوا على المسلمين عن كثب.
    يقول إمام مسجد المهاجرين في بون: نريد أن يتعرف الألمان على الاسلام والمسلمين وعلى المساجد وأن هذه المساجد مفتوحة وليست أوكاراً لعمليات أو مؤامرات أو مخازن أسلحة وانما هي بيوت الله يذكر فيها اسمه وتعظم فيها شعائره، هذه هي المساجد، أبواب مفتوحة وأيدٍ ممدودة بالرفق والرحمة لأن نبينا(ص) رحمة لقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) فديننا رحمة وكتابنا رحمة.
    ورغم أن كثيرين لم يستجيبوا لهذه الدعوة الطيبة، فإن أصحاب المبادرة سعداء بأنّ عدداً لابأس به من الامان دخلوا المساجد وخرجوا بانطباع ايجابي عن أول زيارة لهم لبيوت عبادة المسلمين.
    تقول إحدى السيدات الالمانيات التي زارت مسجداً: بالنسبة لي هذه مناسبة جيدة لألتقي لأول مرة بالمسلمين، تحدثنا ببساطة عن أجواء المسجد وسعدت بالتعرف على ديانة أخرى وبالاتصال المباشر مع المسلمين والتعرف على آرائهم ومعتقداتهم.
    لاشك أن علاقة مثالية بين المسلمين والشعب تحتاج لمزيد من المبادرات ولمضاعفة جهود المهاجرين في الدفاع عن حقوقهم وفي إرتقاء السلم الاجتماعي غير أنه من الواضح أن المهاجرين يصحون تدريجياً مما سماه بعض الباحثين "الصدمة الحضارية" ويحسن ابناؤهم على وجه الخصوص مخاطبة المجتمع الذي يعيشون معه بالطريقة الأقرب الى فهمه.
    ومن الواضح أن المهاجرين من المسلمين وابناءهم باتوا أكثر دراية بآلية وقوانين المجتمع الذي يعيشون فيه، واكثر وعياً بالامكانات المتاحة لهم لدخول هذا المجتمع والمشاركة في جميع جوانب الحياة فيه إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً.


    بلاغ.كوم

  13. #268
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    العلاقة بين الاسلام والغرب وواجب المسلمين في أوروبا





    محمد علي التسخيري

    الحديث حول العلاقة بين الاسلام والغرب كمفهوم حضاري، وكذلك العلاقة بين المسلمين والغرب كرابطة تعاملية تاريخية، حديث متشعب الجوانب، إلا أنه يبقى حديثاً شيقاً متطلباً للبحث العلمي والاستعراض الموضوعي دائماً.
    انه حديث العلاقة بين مجموعتين فكريتين أثرتا أكبر الأثر في المسيرة الحضارية الانسانية، بغض النظر عن الجوانب الايجابية أو السلبية لذلك..
    كما انه حديث العلاقة بين أمتين كبيرتين وحّتهما ظروف ورؤى، وقفتا في وجه بعضهما البعض حيناً وتعاونتا حيناً آخر.. تشابهتا في المسير والمصير، واختلفتا في تبادل الأدوار القيادية عبر التاريخ.
    ومن هنا، فان العلاقة الحاضرة لا يمكن فصلها عن التاريخ الماضي.. بل لا يمكن فهمها إلا في اطار المسيرة ككل.. وهل فصل مكونات النظرة الغربية للمسلمين أو الأتراك (كما يسميهم الأوروبيون لما للدور التركي من أثر في نشر الاسلام) وكذلك فصل النظرة الاسلامية للغرب عن تاريخ التعامل المتبادل أمر ممكن؟
    إلا أن الذي يقف عقبة أمام الباحثين الموضوعيين، هو الابهام الذي يواجههم، وهم يحاولون تفهم حقيقة التعامل بل وحقيقة المصطلحات التاريخية ومدى عمقها وعموميتها ومصداقيتها وخلفياتها الحضارية! فهل كانت العصور الوسطى عصوراً مظلمة حقاً لكل أوروبا أم كانت كذلك فقط لأوروبا الجنوبية، أما أوروبا المركزية والشمالية فلم تكن تعيش ظلام القرون الوسطى؟
    وهل كانت المسيحية سبباً لهذا الظلام أم كانت عنصر قوة، وقف بوجه هذا الظلام؟ وهل جاءت المصائب بعد سيطرة الجرمان على حواضر اليونان والروم بعد أن ذوت وخوت هاتان الحضارتان ولم تزدها السيطرة الجرمانية إلا خوءاً واضمحلالاً؟
    وما هي تأثيرات تلك الثورة الكبرى التي أحدثها الاسلام، وتلك المسيرة الفتية التي انطلقت من الجزيرة العربية.. هذا المكان النائي والقابع تحت هدوءٍ موحٍ خلال قرون طويلة؟
    وهل صحيح ما يقال من ان الحركة الاسلامية الفتية بعد أن ترعرعت ونشرت أضواءها على أرجاء العالم المعروف آنذاك ومدت الجسور الفكرية والحضارية مع أوروبا، خلقت ردة فعل ضخمة في الجو العالمي، ومنه الجو الأوروبي الذي كان مبتلىً بالتحجر والظلام وجلبت إليها كل أولئك المتنورين أو المثقفين الذين راحوا يقاومون ذلك التحجر الحضاري بشكل قسوي دون أن يتحولوا إلى مسلمين، ولكنهم لم يبقوا مسيحيين تقليديين الأمر الذي جرهم خلال عملية صراع مريرة إلى الأومانية والتي سارت بهم إلى مرحلة علمية فريدة شكلت مقدمات لعصر النهضة، وهكذا قامت أسس أوروبا المتدمنة اليوم؟
    كل هذه تساؤلات وغيرها أخرى، تشكل مجموعة ضخمة لابد أن يلحظها الباحث حتى يصل إلى الحقيقة.
    إلا انه يصطدم بشتى النظريات، منها المتعصب المتعصب، ومنها الحاقد الحاقد، ومنها الذي يقرب إلى الموضوعية منهجاً ويعتمد العمق فهماً، ولذلك فهو يقرب من الواقع المطلوب وهو قليل جداً حسبما نفهم من مقاييس الموضوعية والفهم.
    والذي يبدو من المسلمات أن الحضارتين تبادلتا الأدوار في المسيرة والتأثير بلا ريب، فبعد سقوط معظم شبه القارة الايبرية في أيدي المسلمين عام (711م) وسقوط صقلية ومالطا وسويسرا بعد نحو قرنين من الزمان تحت السيطرة الاسلامية على مناطق أوروبية مهمة، تمت عملية تلاق كبرى على الصعيد الحضاري تركت أثرها الكبير في ايجاد التحولات الغربية الكبرى، بعد ذلك، وفي عام (1060م) بدأت حرب استرجاع صقلية ثم اسبانيا (1085م) ثم الحروب الصليبية ما يعني انحسار السيطرة الاسلامية.
    ثم عاد المسلمون وانكفأ الصليبيون عن الشرق عام (1291م) واحتل محمد الفاتح القسطنطينية وحاصر فينا عام (1519م) ثم (1682م) وشاع في أوروبا الخوف والحقد فهي فترة امتداد اسلامي. ثم اتجهت أوروبا إلى أفريقيا وشرق آسيا وكان هناك صراع أوروبي اسلامي على أرض أفريقيا وجنوب شرق آسيا وانتصر الاسلام هناك.
    ثم بدأ الهجوم الغربي بنزول نابليون في الاسكندرية عام (1798م)، وسيطر الهولنديون على أندونيسيا عام (1800م)، واحتل الفرنسيون الجزائر عام (1830م)، واحتلت القوات الروسية القوقاز وتركستان في أواسط القرن التاسع عشر، واحتل الانجليز الهند في الفترة نفسها (1857م)، ونجح الغرب في السيطرة على المحيطين الأطلسي والهندي والبحر المتوسط ومداخل البحر الأحمر، واحتل الانجليز مصر (1897م) والسودان، وفي (1917م) دخل الحلفاء بيت المقدس، وفي عام (1948م) أنشئت آخر قلعة غربية في قلب العالم الاسلامي بقيام دولة (إسرائيل) على يد الانجليز، وإن كان الحضور الغربي انحسر عن معظم المناطق الشرقية والأفريقية في الظاهر على الأقل.
    وهكذا كانت الأيام تتداول ولا ريب في ان في هذا التداول الخير والشر والتلاقح الفكري، والظلم والنهب والسلب ومن ثم الحقد والعداء المستمر حتى يومنا هذا.
    وحينئذٍ فاذا شئنا أن ندرس العلاقة بين الغربيين والمسلمين المعايشين لهم او الغرب والاسلام عموماً، كان علينا أن نلاحظ هذه الاسقاطات التاريخية على النظرة التقييمية للآخر عند كل من الفريقين.
    - نظرة الغرب للاسلام والمسلمين:
    وعندما ننسب هذه النظرة إلى الغرب، فان ذلك لا يعني اننا لا نستثني أحداً وإنما نتحدث عن الظواهر العامة التي تجد مستثنياتها أحياناً.
    وهذه النظرة موروثة ومستحدثة أيضاً:
    1 ـ الصعيد العقائدي:
    فعلى الصعيد العقائدي نجد الهجوم الصاعق على النظرة الاسلامية للصفات الالهية باعتبار ان الاسلام يركز على صفات الجبروت والانتقام والعقاب، وعلى القدسية التي يملكها الوحي لدى المسلمين، ومن هنا نأتي الدعوة إلى عقلنة الوحي، وهي دعوة تأثر بها حتى بعض مفكري المسلمين، ثم نجد الهجوم على الرسول الكريم (ص) ونعته بشتى النعوت من قبيل الشاعرية الرومانطيقية، والغريزيةن مع تغيير لكثير من الحقائق واستفادة من بعض الأحاديث الموهومة، كحديث الغرانيق العلى، فاذا شاءوا الموضوعية في رأيهم جعلوا الاسلام حصيلة الروح العربية كما يقول عفلق.
    وعندما تحرك المرتد رشدي ليطلق سبابه وهذره ضد الرسول الكريم وجد مع الأسف في ذهن الغربيين الاستقبال الحسن والدفاع الأعمى عن شخصه الحقير.
    ناهيك عن الصفات الأخرى التي اتهم بها الاسلام، كالقول بالجبرية والقول بالجمود الفكري وأمثال ذلك من الافتراءات.
    2 ـ الصعيد الحضاري:
    وعلى الصعيد الحضاري نجد التصوير الاستشراقي يتحدث عن الخواء الاسلامي ويعتبر التراث الاسلامي حصيلة للتراث اليوناني والمسيحي واليهودي وحتى العلوم الاسلامية جعلوها مستمدة من الرومان والساسانيين وغاية ما فعله المسلمون هو نقل التراث اليوناني إلى الغرب.
    أما تخلف المسلمين فهو نقطة الضعف التي ينبزهم الغربيون بها كلما شاءوا، ناسبين إياها إلى العقيدة الجبرية، وعناصر التوكل والقناعة والنظام الدكتاتوري الحاكم ونقض حقوق الانسان بما فيها حقوق المرأة إلى آخر ذلك من القائمة الطويلة من التهم والافتراءات الصادرة عن حقد دفين.
    3 ـ الصعيد السياسي:
    ونجد على الصعيد السياسي التهم تتوالى ضد المسلمين بل ضد الاسلام بأنه بؤرة الارهاب، والصحوة الاسلامية هي في الواقع ـ كما يقولون ـ الأرضية المساعدة للارهاب، ومن هنا فان من الواجب الوقوف بوجه هذه الصحوة بكل امتداداتها.
    - نظرة المسلمين للغرب:
    ولا نقصد هنا أولئك الذين فقدوا هويتهم الاسلامية وانبهروا بالأضواء وتغربوا بالتالي، فان هؤلاء لا يمثلون الهوية الاسلامية كما لا يمثلون الظواهر الاسلامية العامة وإنما نريد أولئك الذين يمثلون التيار العام الملتزم عموماً بالاسلام.
    وهنا أيضاً نجد التقييم يتم على عدة أصعدة:
    1 ـ الصعيد العقائدي:
    يتصور المسلمون أن الغربيين بعيدون عن الاعتقاد بعالم الغيب، وحتى الإيمان بالمسيحية كدين فردي، ويرون ان الأومانية القديمة نسبياً جعلت الفرد ومصالحه بدلاً من الإله وصفاته.
    2 ـ الصعيد الحضاري:
    يتم تصور الغرب بأنه رغم تقدمه المادي يستغل امكاناته للقضاء على كل صفة انسانية، والاستيلاء على المكاسب الحضارية للآخرين وفرض القيمومة على كل الثقافات عبر امكاناته الواسعة في مختلف الحقول.
    ولا أدل على ذلك من استغلاله تصوراته هو عن حقوق الانسان لفرض قيمومته التصورية على كل شؤون بلدان العالم الثالث، ومنها شؤون العلاقة العائلية بل وحتى العمل على تغيير تعريفها وهي تعني ـ في تصور المسلمين تفتيت البناء العائلي ـ في تصور المسلمين تفتيت البناء العائلي ـ ولما كانت العائلة أساساً للبناء الاجتماعي، فان ذلك يؤدي لتفتيت كل العلاقات الاجتماعية.
    وهذا بالضبط ما حدث خلال طرح وثيقة مؤتمر السكان والتنمية عام (1995م) في القاهرة ووثيقة بكين عام (1996م)، حيث كان الغرب يصرّ على نشر ما أسماه بالحقوق الجنسية واعتبارها وثيقة دولية يتم بموجبها ملاحقة الدول النامية في تقنينها وعلاقاتها.
    كما يتصور المسلمون أن الغرب بتركيزه على النزعة الفردية أكد الجشع ورفض الأخلاق الانسانية، وأدى ذلك للويلات الاستعمارية المعروفة.
    3 ـ الصعيد السياسي:
    يتذكر المسلمون الويلات التي لاقوها من الاستعمار الغربي ويرون ان السياسات الغربية ما زالت مستمرة رغم التبجح بالصداقة والتعاون.
    ويزيد هذه النظرة عمقاً سياسة الكيل بمكيالينتجاه قضايا العالم الاسلامي، وهي سياسة معروفة المصاديق.
    ويدرك المسلمون ان الغرب اليوم يعمل على صياغة عدو موهوم له هو الاسلام ويحاول أن يغذي في نفوس أتباعه هذا الحقد والاستعداد لمواجهة هذا العدو بعد سقوط العدو السابق الشيوعية.
    - نظريتان غربيتان:
    ولابد أن نشير هنا إلى نظريتين غربيتين تعنيان بهذا الأمر:
    النظرية الأولى:
    نظرية (هاينتغتون) القائلة بضرورة الصراع بين الحضارتين، وقد أكدت نظريته التي نشرها في صيف 1993م في مجلة (فارين افرر) الأمريكية ان النزاع ضروري بين الحضارات، ورغم انه عد ثماني حضارات إلا أن التأمل في تحليله يحصر النزاع في أطراف ثلاثة في الواقع هي:
    الطرف الغربي- الأمريكي: والذي هو نتيجة الرنيسانس والاصلاح الذي أنتج الرأسمالية والديمقراطية الحديثة.
    الطرق الكنفوشيوسي: وأفكاره مجموعة رؤى اجتماعية تسود الصين.
    الطرف الثالث الاسلام: وهو الطرف الأصيل في النزاع في تصوره، ورغم تراجع (هايتنغتون) في بعض أحاديثه عن هذه الرؤية العدائية القاتمة، فان السياسات الغربية ما زالت تؤكد هذا المنحى العدواني.
    النظرية الثانية:
    نظرية (برايان) التي نشرها في (الاكونوميست) في الشهر الثامن من عام 1994م ويؤكد فيها ان الديمقراطية، هي وليدة الاصلاح في المسيحية في أوائل القرن السادس عشر والذي ركز علىم سؤولية الفرد أمام الله، مستبعداً دور الكنيسة، وتحول هذا بعد ثلاثة قرون إلى الفكرة الديمقراطية على الصعيد السياسي والتي سادت جزءاً كبيراً من العالم، ثم عادت بلا منازع بعد انهيار الماركسية، ويرى ان القرآن أيضاً يؤكد المسؤولية الفردية ولكن في اطار جبري!!
    ولكي يوقع صلحاً بين العالمين الاسلامي والغربي، يركز على ضرورة نفي دور العلماء الذين ـ يحتكرون ـ في رأيه الفهم الاسلامي بعد طرحهم مبدأ (الاجتهاد) وهو عملية تخصصية يهاجمها برايان بشدة.
    ولكي يصل إلى مصالحة مطلوبة، يعقد مقارنة بين القرنين الخامس عشر الميلادي والخامس عشر الهجري، قائلاً بأن كل ظروف الاصلاح في العالم الغربي آنذاك متوافرة في العالم الاسلامي اليوم وعناصر هذه الظروف هي:
    1 ـ اليأس من النظام السياسي العسكري الحاكم.
    2 ـ اليأس العالمي العام.
    3 ـ الشوق نحو الاصلاح.
    4 ـ التحريك الخارجي.
    وكما وجدت حركة الاصلاح آنذاكن فانها ستوجد اليوم في العالم الاسلامي.
    ويرى ان القادة المعتدلين في الحركة الاسلامية يمكنهم بطرد عنصر الاجتهاد من الساحة واعتماد الحوار الصحيح، ان يوجدوا الجو الديمقراطي المطلوب.
    وهنا يدعو الغرب للتعامل معهم، شريطة أن ينبذ النظرة الفردية في السلوك والعمل.
    - التصحيح المطلوب:
    ومهما قيل عن الصراع، فان الحوار سيبقى هو السبيل الأقوم والحل الأنجح، ولن يتحقق التفاهم إلا بتحقق التفهم والوعي للآخر، ومن هنا ينبثق واجب التصحيح، فعلى كل من الفريقين أن يصحح صورته لدى الآخر، فيؤكد على عناصر الصحة وينفي عناصر التزييف ومن الطبيعي أن لا ينتظر منا ـ نحن المسلمين ـ أن ندافع عن الغرب وصورته في أذهاننا، ذلك اننا نعتقد صحة ما نتصور، والوقائع يوماً بعد يوم تزيدنا وضوحاً وتأكداً، بل وكلما تعمقنا في كتابات المنظّرين والمؤرخين الغربيين اليوم لتاريخ الصراع، نجد الأمر يتأزم أكثر مما نحن عليه من تصور.
    وإلا فماذا يؤدي التأمل في نظرية (هايتنغتون) غير الالحاح في تعميق الصراع ضد (الآخر)، وهل يؤدي التأمل في مقارنة (برايان) بين القرنين الخامس عشر الميلادي والهجري إلا إلى السخرية من هذا الهذر التحليلي، بعد أن نلاحظ الفارق الكبير بين التصورين المسيحي والاسلامي عموماً، ونوع الارتباط الاجتماعي بهذين التصورين ونمط الشعارات التي تطرحها الحركة الاصلاحية هنا والحركة الاصلاحية هناك وأساليب التحلل التي طرحت هناك والاصلاح الذي يطرح هنا، ومن هنا نؤكد ان الصورة المكونة في ذهن الغرب عن الاسلام والمسلمين صورة مغلوطة، سواء على صعيد الواقع القائم، أو على المستوى التاريخي، فالصورة الاسلامية لله تعالى هي أكمل الصور واليها تنتهي رغبة الراغبين، ذلك انه تعالى هو الكمال المطلق بصفاته الثبوتية والسلبية، وان الاسلام لم يطرح هذه الصفات ليكرّس الذات الإلهية (فالذات الإلهية غنية عن كل شيء) وإنما طرحها للانسجام مع مقتضيات البرهان العقلي والفطري، والعمل على الارتفاع بالمستوى الانساني إلى عالم الكمال، وتحقيق التوازن المطلوب في مجال موقف الانسان من الواقع بعد أن يتركز في الذهنية الاسلامية التعادل بين كونه تعالى الغفور والرحيم وكونه شديد العقاب.
    ويبقى الوحي المقدس أقدس رابطة بين عالم الغيب وعالم الشهادة، ولذلك لا يتحمله إلا الأنبياء (ع) وما قيل عن عقلنة الوحي، إنما هو محاولة يائسة لمحو الوحي نفسه وجعل النتيجة تابعة لأخس المقدمات.
    ويبقى الرسول الأكرم (ص) أقدس انسان وأكمله، وتبقى سيرته الرائعة أروع نموذج للانسان المتكامل بما حوته من صفات لو تجرد الانسان عن عصبيته ولاحظها، لغرق في بحر جمالها.
    أما مقولة الجبرية فهي المقولة التي يتنزه عنها الاسلام تماماً، ولا تستطيع المادية المغرقة في العلل المادية أن تنجو منها، وهكذا مقولة الجمود الفكري لا مجال لها في دين يعتمد العقل أساساً للتقييم في شتى المجالات ويفتح الباب للعلم على مصراعيه، السبب الذي نجّى الغرب نفسه في مطلع تعامله مع الاسلام من جموده الفكري على العهد الجرماني وبعده.
    وعلى الصعيد الحضاري نجد الاسلام والمسلمين قد قاموا بنقلة حضارية ضخمة لا يمكن أن تقاس بمن سبقوهم، وعندما أخذوا من سابقيهم احتفظوا بالفضل لهم وذكروهم، ولكنهم طرحوا الأمور بشكل جوهري فلا يمكننا مطلقاً أن نقول ان المسلمين كانوا مجرد حملة لعلوم اليونان إلى الغرب وعندهم أمثال ابن سينا والفارابي والبيروني والملا صدرا الشيرازي وغيرهم.
    والحديث عن تخلف المسلمين ذو شجون، وحقيقة الأمر ان سيطرة العقليات البعيدة عن الاسلام، سواء على مستوى الدول الوسطى كالمغولية والعثمانية والصفوية، أو على الصعيد الفردي لبعض المتحجرين أو بعض المتميعين هي السبب المهم في التخلف.
    على إنا يجب أن لا ننسى أن الكثير من التقدم الغربي كان نتيجة النهب الاستعماري لثروات لاشعوب، لا الكد الحلال من خلال العمل العلمي والانساني.
    - تهمة الارهاب:
    فهو أمر غريب، انه التهمة التي اخترعت غربياً لمحاربة كل عملية صحوة ضد المصالح الغربية، فاذا قام بها الغرب تحولت إلى عملية مشروعة ويتحقق بذلك مصداق الكيل بمكيالين.
    وهكذا تحولت عمليات جهاد الفلسطينيين ضد الغزاة الصهاينة إلى عمليات ارهابية، في حين بقيت عمليات الإبادة الجماعية في فلسطين جهاداً مشروعاً في سبيل عودة الشعب المشرد إلى وطنه الأم.
    ان تهمة الارهاب تصدق أكثر من أي مكان على الارهاب الدولي الذي يقوده الغرب مع الأسف الشديد، ثم يلصقه بالصحوة الاسلامية التي ما نشأت إلا لتدعو إلى تعميم حقوق الانسان المسلم وانصافه.
    وتقف إلى جانب الارهاب تهمة الأصولية، كل ذلك للعمل على تفكك الشخصية الاسلامية المقاومة في كل مكان.
    - المسلمون في أوروبا:
    إننا عندما نتحدث عن الغرب لا نتحدث عن منطقة جغرافية مطلقاً، وإنما نتحدث عن حضارة معينة لها خصائصها، وربما تكون قد اكتسبت اسمها من موقعها الجغرافي.
    ان الجغرافيا ليست حكراً على أحد أو عقيدة أو حضارة، إنها تتمشى مع طبيعة الانسان بما له من خصائص.
    ولذلك نتنحدث هنا عن الاسلام في أوروبا، فهذا الدين عريق في هذه المساحة رغم حوادث الأيام، وقد أصبح بمرور الزمان الدين الثاني في المنطقة بعد الدين المسيحي.. وهي حقيقة لا يستطيع الكثيرون هضمها، أو حتى تصورها ولكنها حقيقة على أي حال.
    انهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوروبي.. يحملون الدم نفسه والذهن نفسه والهم نفسه الذي يحمله المواطن الآخر، والفرق بينهم وبين غيرهم أنهم يعتقدون بالاسلام بما له من الخصوصيات التي يختلف بها عن سائر الأديان والاتجاهات الفكرية ومن هذه الخصوصيات انه دين ينفذ إلى كل شؤون الحياة وينظم مختلف أنماط السلوك الانساني ومن هنا تبرز المشكلة.
    فالمواطنون الآخرون والدول الحاكمة قد لا يرغبون في أن يروا للاسلام أي مظهر مهما كان شكلياً فيعملون على صب هذه المظاهر بشكل ظواهر أصولية تتناقض مع أصول العلمانية الحاكمة في الغرب، وبهذا يتناقضون حتى مع ما تبنوه بالذات من مبادئ الديمقراطية والحرية الفردية في السلوك والعبادة والرأي والفكر
    قد لا يروق لهذه الجهات أن تحتفظ العائلة الاسلامية بعفافها وطهرها وحجابها الاسلامي وسلوكها المحافظ والملتزم بأصول الاحترام للوالدين والقيم العائلية.
    وقد لا يروق للبعض أن يلتزم المسلمون بأحكام الطعام والشراب ومقتضيات العبادة، والمعاملات المالية المشروعة وأمثال ذلك.
    وقد لا يعجب هؤلاء أن يؤكد المسلمون هويتهم المتميزة، معتبرين ذلك طعناً في الهوية الوطنية، فضلاً عن كونه طعناً في الهوية الأوروبية.
    وربما وجد هؤلاء مهمزاً فيما لو طالب المسلمون يوماً بالتعامل الحكومي مع القضايا الاسلامية كقضية فلسطين ولبنان وقضية سلمان رشدي وقضية أفغانستان وغيرها تعاملاً انسانياً منصفاً فاعتبروه نوعاً من التضامن مع الارهاب، وربما اعتبر بعض المتعصبين ان الوجود الاسلامي كله غريب على الطبيعة الاوروبية، فنظم حملات الارهاب ضد المسلمين ومساجدهم.
    - ماذا يجب أن يفعل المسلمون؟
    أعتقد إننا نستطيع أن نجمل واجبات الانسان المسلم في أوروبا إزاء هذه المواقف في النقاط التالية:
    أولاً: السعي الحثيث للحفاظ على الهوية والشخصية الاسلامية الفردية والجماعية.
    ولا ريب في أن الهوية الاسلامية تشمل الجانب العقائدي، كما تشمل المنهج الاسلامي في التعامل مع المواقف الفكرية بالاضافة إلى شمولها الطبيعي للعبادات وأنماط السلوك وكذلك الجانب العاطفي.
    ثانياً: السعي لتقديم النموذج الأكمل للانسان الواعي المدرك لواجبه تجاه مجتمعه وعقيدته.
    ثالثاً: العمل على تفهم الموقف الاسلامي الصحيح وإعلانه للآخرين وتوضيح الموقف الاسلامي أمام الشبهات المثارة ضده.
    رابعاً: تحقيق التواصل الاسلام بين كل المجموعات الاسلامية، والاحساس الكامل بآلامها وآمالها وملء الفراغات الاقتصادية والاجتماعية قدر الامكان.
    خامساً: السعي لايجاد التوازن المطلوب بين مقتضيات الهوية ومتطلبات المواطنة بالشكل الذي يحقق الاستجابة لكليهما، ولن يعدم المسلم السبل الكفيلة بذلك.
    بالاضافة إلى أن هناك القواعد الاسلامية الاضطرارية التي تحل الأمر لو تعقد من قبيل قواعد (الحرتج والضرر والضرورة) وغيرها.
    سادساً: المساهمة الجادة في كل الخطوات الاجتماعية الايجابية، سواء على لاصعيد الوطني أو الاقليمي أو العالمي، والحذر من الخطوات السلبية التي يرفضها الاسلام، وللمسلم متسع في تجنبها.
    سابعاً: المطالبة التامة والملحة بالحقوق الاجتماعية والسياسية الطبيعية، واتخاذ مختلف السبل لإعلان الصوت الاسلامي الحق.
    ثامناً: الوقوف الصلب مع القضايا الاسلامية الحقة في شتى أنحاء العالم الاسلامي والانسجام الكامل مع المسؤولية الاسلامية العامة.
    تاسعاً: التركيز على عملية التوعية الداخلية بأحكام الاسلام ومفاهيمه، وهذا يعني القيام بمختلف النشاطات التي تؤمن استمرار التدفق المعنوي للمعلومات إلى العقول والأذهان، مع التركيز في هذا الجانب على الناشئة والشباب، لأنهم في معرض الخطر الإعلامي المضل أو اللاأخلاقي المحطم للخشصية.
    عاشراً: تأكيد حضور الاجتماعات العبادية العامة كالجمعة والعيدين والحج وأمثال ذلك.
    حادي عشر: السعي الجاد والحثيث لكسب التقدم العلمي والاجتماعي المطلوب.


    بلاغ.كوم

  14. #269
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    مسلمو أوروبا بعد تفجيرات 11 أيلول 2001
    تحامل رسمي وانفتاح شعبي





    نبيل شبيب

    ثلاث سنوات مضت على بداية «التأريخ» على الطريقة الأمريكية، لعلها تنقض مقولة فوكوياما عن نهاية التاريخ، ولكنها تعزز نبوءة هنتنغتون حول «صراع الحضارات»، بفارق جوهري بسيط هو أن تحرك آلية الصراع كان من جانب الفئة المهيمنة أمريكياً، ولم يكن «رد فعل على حدث» بل تصعيداً لتحرك سابق يوشك أن يصنع حالة حرب عالمية مستديمة، وقد نال المسلمين في الغرب من تداعياتها قسطٌ وافر، وإن اختلفت الوسائل عما يُستخدم في العراق، وأفغانستان، وفلسطين، أو في عموم الأقطار الإسلامية.



    معطيات قديمة وجديدة:

    في الحديث عن أوضاع المسلمين في أوروبا ما بين 11/9/2001 و11/9/2004م، لا يصح التعميم، كالقول بازدياد العداء واستشرائه، أو اضمحلاله وزواله، كما لا يمكن وصف الأداء الإسلامي بالمقابل أنه قد تحسن عموماً أو أنه تراجع وتخلف. فعلى سبيل المثال يرمز تسييس قضية الحجاب - لاسيما في فرنسا - إلى وصول الإجراءات الرسمية إلى استهداف التزام المسلمين في بعض جوانب تطبيق دينهم مباشرة، وهذا ما لا يقتصر على الحجاب، ولا يقف عند الحدود الفرنسية، وبالمقابل تنشر هيئة «إسلام أرشيف» المعتمدة في ألمانيا رسمياً رصدَها مؤخراً لارتفاع عدد معتنقي الإسلام من ذوي الأصل الألماني إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل عام واحد، وهذا ما يسري - على الأرجح - على غالبية الدول الأوروبية.

    ونجد - كمثال آخر- ازدياد حدة التهديدات الصادرة عن مسؤولين سياسيين بصدد ترحيل من يصفونهم «بخطباء نشر الكراهية» ويقصدون بهم فريقاً من خطباء الجمعة المغالين في أسلوبهم الخطابي الحماسي، ونجد بالمقابل أكثر من حالة تؤكّد عدم مضيّ الجهاز القضائي وراء الرغبات السياسية والاتهامات دون توفير أدلة معتبرة، وبصورة عامة يتطلب النظر في أوضاع المسلمين في أوروبا التنويه بعدد من المعطيات الأساسية، أهمها:

    - استحضار ما وصل إليه الوجود الإسلامي في أوروبا قبل تفجيرات نيويورك وواشنطن.

    - التمييز بين تعامل السلطات الرسمية مع المسلمين والتعامل الشعبي.

    - تغييب النهج الإعلامي المسيطر لبذور تطور إيجابي في أوساط الفكر والثقافة.

    - اختلاف المواقف باختلاف فئات الأعمار من عامة الأوروبيين وفي نطاق المسلمين.

    - الفارق بين فترة ما قبل حرب احتلال العراق وما بعدها.

    والواقع أن الوجود الإسلامي في أوروبا لم يعد من الناحية الكمية أو النوعية وجوداً «أجنبياً وافداً»، أو «وقتياً طارئاً»، بل بات سائر ما يرتبط به جزء من صلب قضايا المجتمعات الأوربية، ناهيك عن مكانته المحورية في معظم الدراسات المستقبلية عن التركيبة السكانية الأوروبية.

    وإذا كانت هذه الدراسات تركز على الجانب الكمّي فإن الاهتمام المتزايد من جانب صانعي القرار ينصب على الجانب النوعي للوجود الإسلامي الأوروبي، بمعنى متابعة درجة الالتزام بالإسلام هوية وتطبيقاً، ونسبة انتشارها - لاسيما على صعيد الشبيبة - وهو ما شاع وصفه في الأدبيات الإسلامية بالصحوة، وكذلك الاهتمام بسبل مواجهة هذه الظاهرة، بعد تعميم نظريات تقول: إن من يعملون على نشر هذا الالتزام وتطبيقه - بمعنى العاملين عبر التنظيمات الإسلامية في أوروبا - يوجدون بذور التطرف والتعصب والإرهاب، ومن هنا انتشار استخدام تعبير «الإسلاميين» بصيغة «الاتهام المطلق»، أو بأسلوب يتعمّد جعله تعبيراً مرادفاً لكلمة «إرهابيين»، وتغييب ما شاع في الأدبيات السياسية والإعلامية من قبل من تصنيف الإسلاميين فكراً وسلوكاً ما بين معتدلين ومتطرفين.

    الحصيلة على أرض الواقع هي القيام بعشرات المداهمات على المساجد ومراكز الجمعيات، وحظر عدد من الروابط الإسلامية، فضلاً عن محاولات الترحيل الجارية في أكثر من بلد أوروبي، هذا رغم ندرة الحالات التي وصلت إلى مستوى صدور حكم قضائي قاطع بصددها، وغلبة صدور أحكام التبرئة، أو إلغاء الإجراءات الرسمية فيما أمكن الوصول به إلى القضاء، مثل: قضية جمعية الأقصى الخيرية في ألمانيا، بل إن أشهر محاكمة شهدتها السنوات الماضية، واعتبرت الأولى ذات العلاقة بتفجيرات نيويورك وواشنطن كانت قد أسفرت في البداية عن حكم بالسجن 15 عاماً على «منير المتصدق» في مدينة هامبورغ، ولكن قررت المحكمة الدستورية العليا في هذه الأثناء بطلان الحكم، وإعادة النظر في القضية.

    إن السياسات الرسمية والأمنية وما يواكبها من حملات إعلامية باتت تستهدف محاولة إيجاد «إسلام علماني أوروبي» بعد سقوط المقولات القديمة عن الإسلام، الموروثة من العهود الكنسية والاستشراقية، وتركز هذه المحاولة على ثلاثة عناصر ترتبط بالتصورات الإسلامية:

    - أولها: نبذ كل ما يرتبط بالجهاد مع عدم إغفال الخلط المتواصل بين مفهومه الشامل ومفهوم القتال، وكذلك ما يرتبط به من مفاهيم إعداد القوة، واستخدام العنف، وغير ذلك.

    - وثانيها: أوضاع المرأة وبالتالي الأسرة المسلمة، وهو ما يرمز إليه الإطلاق المفاجئ لمعركة تسييس الحجاب.

    - وثالثها: العمل للسيطرة على وسائل توعية الشبيبة المسلمة أو «ضبطها»، ومن أبرز ما يرتبط بذلك الحملة الإعلامية والسياسية على خطباء المساجد بأسلوب تعميم الاتهامات.



    الشعوب أوعى من الساسة:

    وسط هذه الأجواء تغيب عن الأذهان جوانب أخرى بالغة الأهمية أشار إليها المثال المذكور عن ارتفاع نسبة معتنقي الإسلام من ذوي الأصول الأوربية، ويكشف عنها بعض عمليات استطلاع الرأي، أو بعض المناسبات، ويمكن إجمال الحديث عنها في النقاط التالية بإيجاز:

    1- المفعول الشعبي في أوروبا لتدهور المصداقية الأمريكية منذ بداية حرب احتلال العراق، وانهيارها واقعياً عبر فضائح التعذيب.

    2- تلاقي أثر الأحداث الفلسطينية مع أثر أحداث أفغانستان والعراق على الرأي العام، وهو ما عبر عنه الاستطلاع الأوروبي المعروف عام 2003م بشأن «الخطر الأمريكي والإسرائيلي على الأمن والسلام الدوليين».

    3- اتساع نطاق الاحتكاك الشعبي - لا سيما على مستوى الشبيبة - بين المسلمين وسواهم في البلدان الأوروبية.

    4- الأثر الإيجابي لبعض المواقف الإسلامية الأوروبية عندما يتابعها الإعلام بما فيه الكفاية، كما كان مؤخراً مع إعلان النسبة العظمى من المراكز والروابط الإسلامية المطالبة بالإفراج عن الصحفيَّيْن الفرنسييْن المحتجزيْن في العراق.

    5- سلسلة الأحكام القضائية المشار إليها، المتناقضة مع مواقف السلطات مثل: تناقض تقارير العديد من منظمات حقوق الإنسان مع تلك المواقف أيضاً.

    6- يضاف إلى ذلك المفعول السياسي والإعلامي لازدياد تناقض المصالح الاقتصادية والأمنية ما بين حلفاء الأمس على جانبي المحيط الأطلسي.

    إجمالاً تشهد المجتمعات الأوربية حالياً مرحلة حافلة بالتناقض ما بين درجة العداء المتصاعد رسمياً وإعلامياًً، وهو ما يُرصد أكثر من سواه بطبيعة الحال، وبين ازدياد الانفتاح الشعبي على الإسلام والمسلمين، ووصول بعض آثاره إلى أوساط فكرية وثقافية فاعلة، وهو ما لا يُرصد أو يُتابَع بما فيه الكفاية حتى الآن.



    عقبات وقصور:

    لا يصح تفسير الانفتاح الشعبي بأنه رد فعل غير منتظر على تصعيد الحملة على الإسلام والمسلمين بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن، أو على الأقل لا يكفي هذا التفسير وحده دون العودة إلى فترة التسعينات التي شهدت تطورا ملحوظاً ليس في طبيعة الوجود الإسلامي في الغرب فقط، إنما على صعيد خارطة العمل الإسلامي أيضاً، بتحول خلاف الانتماءات إلى تعايش تعددي على طريق التكامل والتعاون، وتحول الانعزالية الناشئة لأسباب ترتبط بنشأة الوجود البشري للمسلمين ونشأة المنظمات الإسلامية إلى انفتاح تدريجي على المجتمع، وإلى تحول الاهتمام المركز بقضايا المسلمين في البلدان الإسلامية إلى الاهتمام الموازي لذلك بقضايا الحياة المعيشية للمسلمين في الدول الغربية، وكان من التطورات الملحوظة على صعيد الروابط والمراكز نشأة منظمات اتحادية بعلاقات متطورة بدرجات متفاوتة مع السلطات، ارتفع مستواها في كل من فرنسا وأسبانيا وبلجيكا بصورة خاصة، وبدأت تتحسن في بريطانيا وألمانيا ودول أخرى.

    بهذا المنظور كان التحرك الأمريكي والتحرك الرسمي الأوربي تحت عنوان الحرب ضد الإرهاب سبباً في وقوع «نكسة» في هذه المسيرة، تركت أثرها على العمل الإسلامي بوصفه الجهة المنظمة للتعبير عن المسلمين في الغرب، وظهرت ردود الفعل بصورة ملحوظة في تخفيف نسبة المواقف التقليدية من القضايا الإسلامية الساخنة، وزيادة المواقف الأقرب إلى الانسجام مع السلطات، مع ملاحظة أن ذلك كانت له بداياته الأولى قبل حدث التفجيرات، كمواقف الإدانة لاحتجاز رهائن أوروبيين في الفلبين، وتدمير تماثيل بوذية في أفغانستان، دون أن يترك هذا التحول أثراً كبيراً على قضايا تتعلق بالمسلمين في أوروبا مباشرة، كما هو الحال مع قضية الحجاب، أو تدريس الإسلام لأطفال المسلمين.

    ويبقى النقص واضحاً في القدرة على التعامل مع المعطيات الجديدة على أكثر من صعيد، ومن جوانبه:

    1- أصحاب الخبرة الطويلة في العمل الإسلامي ينشطون غالباً باللغات الإسلامية الوطنية، باستثناءات محدودة لها أسبابها اللغوية المعروفة على صعيد ذوي الأصول المغاربية والباكستانية مثلاً في كل من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا.

    2- لا يزال عدد القادرين على التحرك من الشبيبة المسلمة التي تستخدم اللغات الأوروبية بطلاقة محدوداً نسبياً، علاوة على معاناة بعضهم من نقص في حجم المعرفة بالإسلام نفسه.

    3- تركيز المنظمات الكبيرة على علاقاتها مع السلطات ومواقفها الرسمية، وبدرجة أقل - حسب الإمكانات - بوسائل الإعلام، مقابل غياب ملحوظ على صعيد التواصل مع الجهات الفكرية والثقافية وحتى الشعبية، رغم أن التجاوب هنا يسهل التواصل، ويعد بكسب تأييد الرأي العام.

    4- افتقار المكتبة الإسلامية في بعض البلدان الأوربية إلى المراجع والمؤلفات - فضلاً عن وسائل الإعلام - باللغات الوطنية، إلى جانب المتوفر نسبياً باللغتين الفرنسية والإنجليزية.

    5- النقص الناجم عن «إهمال» قديم على صعيد إيجاد مراكز معلومات تدعم الباحثين، وشبكة علاقات عامة، ومنشآت ثقافية واجتماعية للمسلمين، إلى جانب عدم الاندماج فيما يتوفر من ذلك، وكذلك في مؤسسات المجتمع المدني في القضايا المشتركة كالبيئة، وقضايا الأسرة، وحقوق الإنسان وسواها.

    6- وأخيراً غلبة أسلوب «الدفاع» و«ردود الأفعال» مقابل افتقاد المبادرات المباشرة والفاعلة للتحرك المطلوب، إلا في حالات نادرة.



    المختار الإسلامي

  15. #270
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: المسلمون في الغرب




    اسطنبول ليست على القارة الأوروبية





    مسعد زيتون

    بعد ما يقرب من أربعين عاماً من التردد فتحت أوروبا ذراعيها إلى تركيا ولكن بشروط ثقيلة، وتركيا التي لم تتوانى من قرع باب النادي الأوروبي باستمرار جاءها الجواب جلياً بأنها ليست جاهزة أو مؤهلة بعد لتصبح ضمن أعضائه.

    تقرير مجلس المفوضية الأوروبية الذي أوصى في 6 أكتوبر / تشرين الأول الجاري ببدء التفاوض مع تركيا من أجل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي؛ أقر بأن أنقرة "حققت بشكل كاف" كل المعايير السياسية المطلوبة " معايير كوبنهاجن"، إلا أنه وضع شروطاً قاسية، وحذر بأنه ليس هناك من ضمانات لانتهاء المفاوضات بدخول تركيا إلى الاتحاد التي قد تمتد لمدة طويلة من الزمن، ودون أن يحدد أيضاً تاريخاً معيناً لبدء التفاوض، وترك مسألة تحديد ذلك إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي لتقريرها في حال تمت الموافقة على هذه التوصية بنظام الأغلبية المؤهلة في اجتماعهم في ديسمبر القادم، وهذا ما يبقي تركيا واقفة على أعتاب القارة الأوروبية رغم بلوغ الإلحاح التركي درجة الاستجداء في الآونة الأخيرة.

    إشارة رومانو برودى (رئيس المفوضية الأوروبية) بأن موافقة المفوضية تعد رسالة ثقة يتم توجيهها إلى تركيا وشعبها وحكومتها اعترافاً منهم بالطموحات التاريخية لكمال آتاتورك في مشاركة أقدار وقيم أوروبا، لم تخفف من وطأة الشروط الأوروبية وفي مقدمتها إمكانية تعليق المفاوضات في حالة حدوث انتهاكات خطيرة لمبادئ الحرية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والديمقراطية وسلطة القانون التي يقوم عليها الاتحاد، كما وجه تقرير المفوضية الأوروبية انتقادات تتعلق بأوجه القصور في تطبيق حرية المعتقدات الدينية التي يضمنها الدستور التركي، حيث يرى بأنه لا يزال تتعرض الجاليات غير المسلمة لبعض المشاكل الخطيرة تتعلق بالهوية القانونية، وحقوق الملكية، والكهنوت، والمدارس، والإدارة الداخلية.

    وفي الوقت الذي مدح فيه التقرير الإصلاحات التي قامت بها أنقرة، ودرجة التوافق في السياسة الخارجية التركية مع توجهات الاتحاد الأوربي، نوه إلى استمرار التعذيب بالسجون، والمعتقلات، وأقسام الشرطة التركية، وحبس الصحفيين في قضايا الرأي، وحذر من احتمالات تزايد حركة الهجرة الإضافية من تركيا باتجاه الدول الأعضاء مع الانضمام، واقترح أوقات انتقالية أطول بالنسبة لحركة انتقال البشر، وبند وقائي لتفادى أي خلل كبير في أسواق العمالة داخل الاتحاد الأوروبي، بالرغم من أن ديناميكية النمو السكاني في تركيا من شأنها تحقيق التوازن بالنسبة لزيادة معدلات الشيخوخة في الاتحاد التي أظهرتها الدراسات الديمغرافية هناك.



    تركيا نموذج يحتذى:

    أشار التقرير إلى أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سيكون مختلفاً عن عمليات التوسع السابقة بسبب مجموعة من العوامل المتعلقة بالحجم السكاني لتركيا، وموقعها الجغرافي، وإمكاناتها الاقتصادية والأمنية والعسكرية، ولكنه أكد أن هذه العوامل تعطي تركيا القدرة على المساهمة في الاستقرار الإقليمي والدولي، ويفهم ذلك بأنه يأتي متسقاً مع ما أطلقته بعض التقارير الصادرة عن مؤسسات أوروبية و أمريكية مؤخراً في مناقشتها مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد، وإبرازها للفوائد الاستراتيجية والاقتصادية والحضارية لمثل هذا الانضمام بالنسبة للمصالح الأوروبية.

    ويظهر حجم الرغبة الأوروبية في ضم تركيا ما ذكره التقرير بأن تركيا ستكون نموذجاً هاماً يحتذى لدولة ذات أغلبية مسلمة، وتعتنق في ذات الوقت المبادئ الأساسية للحرية، والديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، والحريات الأساسية، وسلطة القانون، وهو ما يساعد على زيادة تقارب السياسات الأوروبية مع دول الجوار لتركيا مما سيستدعي الأخذ في الاعتبار الروابط القائمة بينها وبين جيرانها، إلا أن الأمر يرتبط بصورة كبيرة بمدى استعداد الاتحاد الأوروبي ليقوم بدور كامل ونشط في مناطق معروفة بعدم الاستقرار والتوتر بما في ذلك الشرق الأوسط والقوقاز.

    ويمكن فهم هذه التوقعات في ضوء أن أوروبا باتت تشهد تحولاً ملحوظاً في مقاربتها لتركيا، فبعد أن كان معظم الأوروبيين يغلب العامل الديني، ويرفع شعار الهوية الثقافية، والتجارب التاريخية، والتهديد الديمغرافي عند الحديث عن تركيا أخذ مسار الطرح يرتبط أكثر بالتحولات الاستراتيجية الدولية بعد احتلال العراق، ورغبة القادة الأوروبيون في تعزيز ميزان القارة بالثقل التركي، سيما مع وجود اعتقاد قوي عند حزب العدالة والتنمية الحاكم بأن السبيل الصحيح لتخطي الحالة الضاغطة في الداخل هو الهروب إلى الجهة الأوروبية، ولا شك أن هذا يستوجب من تركيا أن تفي دون نقاش بالمعايير والقيم الأوروبية، على حد قول غونتر فيرهوغن (المسؤول الأوروبي عن شؤون توسيع الاتحاد)، ولا سيما بتصريحه أن على تركيا أن تختار بين القيم التركية التقليدية (أي: الإسلامية) والقيم الأوروبية، وأبرز المقاربة الأوروبية بقوله: إن القيم الأوروبية "ليست محل نقاش".



    قرار تاريخي:

    الحكومة التركية الحالية التي أنجزت من الإصلاحات السياسية المنسجمة مع الشروط الأوروبية ما لم يتحقق خلال ثمانين عاماً من تحكم النخبة العلمانية بالسلطة؛ تدرك أن حصولها على التوصية ببدء المفاوضات يعد كافياً لتعلن نصراً سياسياً وتاريخياً مؤزراً على حد قول (وزير الخارجية التركي) عبدالله غول الذي وصف القرار بأنه تاريخي، هذه الخطوة التي جاءت بعد تنازلات سياسية كبيرة وذات مغزى في الملف القبرصي، والملف الكردي؛ ستطيل على ما يبدو من أمد حكومة العدالة والتنمية المحسوبة على التوجه الإسلامي، وتعزز موقفها أمام المؤسسة العسكرية التي طالها النقد في تقرير المفوضية الأوروبية بسبب استمرارها في ممارسة نفوذها من خلال آليات غير رسمية على مجلس الأمن القومي الذي تم تعيين أول مدني لرئاسته في أغسطس/ آب الماضي.

    ولكن هذا لا يخفي ازدياد مخاوف التيار القومي التركي على وحدة الدولة وهيبتها، سيما وأنهم يقولون: إن التفاوض مع الاتحاد قد يشترط على تركيا إعادة النظر في تعريف الأقليات مستقبلاً، ويطالبها باعتبار الأكراد والعلويين أقليات لا بد من حصولها على حقوق سياسية على حد قولهم، إضافة إلى أن الباب سيكون مفتوحاً أمام قبرص اليونانية - العضو في الاتحاد الأوروبي - لإرغام تركيا على تقديم تنازلات قد تكون مؤلمة فيما يتصل بالقضية القبرصية ضمن معادلة عدم استخدامها حق الفيتو على عضوية تركيا، ولا يخفي القوميون هواجسهم بشأن تنشيط مساعي اللوبي الأرمني القوي في أوروبا للضغط على تركيا لحملها على الاعتراف بمجازر الأرمن، وهي كلها تحديات خطيرة قد تشل القدرة التركية في الوقت الراهن.

    ما يثير قلق النخب التركية هو أن تذهب بلادهم بعيداً في تماشيها مع المطالب الأوروبية من غير أن يعد ذلك كافياً بالنسبة للأوروبيين، بحيث تبقى اسطنبول خارج القارة الأوروبية إلى أجل غير مسمى، خاصة أن الاشتراطات التي طالب بها تقرير المفوضية الأوروبية جاء بعبارات مطاطة بحيث تراعي حساسيات وقلق الشعوب الأوروبية تجاه الأتراك، في الوقت التي أثارت فيه الجدل في داخل الأوساط التركية، وربما ستجد تركيا نفسها عاجزة عن الوفاء بهذه المتطلبات نظراً لحساسية ظروفها السياسية والاستراتيجية والجغرافية، وإذا قدر لتركيا أن تنال الرضا للالتحاق بالاتحاد الأوروبي فإن القبول لن يتحقق بسهولة، إذ يتعين على تركيا أن تنجح في اختبارات عديدة حتى يتبين لدول الاتحاد حسن سلوك الدولة التركية.



    المختار الإسلامي

صفحة 18 من 35 الأولىالأولى ... 81213141516171819202122232428 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انظروا ماذا قالوا عنا نحن المسلمون .. تلك بعض اقوالهم ..
    By ابو منيف in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 01:50 AM
  2. ولفنسون يطالب العرب بوقف الاستحواذ على مصارف الغرب
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-11-2008, 06:12 PM
  3. لماذا المسلمون
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 12:57 AM
  4. كيف غير المسلمون وجه العالم
    By ahmed hanafy in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 09:19 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17